قديم 04-17-2012, 11:56 AM
المشاركة 431
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
طه حسين
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

طه حسين (1306 هـ / 15 نوفمبر1889 - 1393 هـ / 28 أكتوبر1973م) أديب وناقد مصري، لُقّب بعميد الأدب العربي. غيّر الرواية العربية، مبدع السيرة الذاتية في كتابه "الأيام" الذي نشر عام 1929. يعتبر من أبرز الشخصيات في الحركة العربية الأدبية الحديثة. يراه البعض من أبرز دعاة التنوير في العالم العربي [1]، في حين يراه آخرون رائدا من رواد التغريب في العالم العربي[2][3]. كما يعتقد الإسلاميون أن الغرب هو من خلع عليه لقب عميد الأدب العربي.[4]
سيرة حياته

مولده ونشأته

ولد طه يوم الجمعة 15 نوفمبر1889، سابع أولاد أبيه حسين الثلاثة عشر، في قرية الكيلو قريبة من مغاغة إحدى مدن محافظة المنيا في الصعيد الأوسط المصري وما مر على عيني الطفل أربعة من الأعوام حتى أصيبتا بالرمد ما أطفا النور فيهما إلى الأبد، لكن عوضه الله ببصيرة نافذة، وذهن صاف، وفؤاد ذكي، وعقل متفتح صغر بإزائه فقد البصر، والحرمان بنعمة التلذذ بجمال ما في الوجود وكان والده حسين عليّ موظفًا صغيرًا رقيق الحال في شركة السكر،
أدخله أبوه كتاب القرية للشيخ محمد جاد الرب، لتعلم العربيةوالحساب وتلاوة القرآن الكريم وحفظه في مدة قصيرة أذهلت أستاذه وأترابه ووالده الذي كان يصحبه أحيانا لحضور حلقات الذكر, والاستماع عشاء إلى سيرة عنترة، وأبو زيد الهلالي.
تعليمه

سنة 1902 دخل طه الأزهر للدراسة الدينية, الاستزادة من علوم العربية, فحصل فيه ما تيسر من الثقافة، ونال شهادته. التي تخوله التخصص في الجامعة, لكنه ضاق ذرعا فيه, فكانت الأعوام الأربعة التي قضاها فيه, وهذا ما ذكره هو نفسه، وكأنها أربعون عاما وذلك بالنظر إلى رتابة الدراسة, وعقم المنهج, وعدم تطور الأساتذة والشيوخ وطرق وأساليب التدريس.
ولما فتحت الجامعة المصرية أبوابها سنة 1908 كان طه حسين أول المنتسبين إليها، فدرس العلوم العصرية, والحضارة الإسلامية, والتاريخ والجغرافيا, وعدداً من اللغات الشرقية كالحبشيةوالعبريةوالسريانية, وإن ظل يتردد خلال تلك الحقبة على حضور دروس الأزهر والمشاركة في ندواته اللغوية والدينية والإسلامية.دأب على هذا العمل حتى سنة 1914, وهي السنة التي نال فيها شهادة الدكتوراة وموضوع الأطروحة هو:"ذكرى أبي العلاء" ما أثار ضجة في الأوساط الدينية المتزمتة, وفي ندوة البرلمان المصري إذ اتهمه أحد أعضاء البرلمان بالمروق والزندقة والخروج على مبادئ الدين الحنيف.
وفي العام نفسه, اي في عام 1914 أوفدته الجامعة المصرية إلى مونبيليةبفرنسا، لمتابعة التخصص والاستزادة من فروع المعرفة والعلوم العصرية، فدرس في جامعتها الفرنسية وآدابها, وعلم النفس والتاريخ الحديث.بقي هناك حتى سنة 1915, سنة عودته إلى مصر, فأقام فيها حوالي ثلاثة أشهر أثار خلالها معارك وخصومات متعددة, محورها الكبير بين تدريس الأزهر وتدريس الجامعات الغربية ما حدا بالمسؤولين إلى اتخاذ قرار بحرمانه من المنحة المعطاة له لتغطية نفقات دراسته في الخارج, لكن تدخل السلطان حسين كامل حال دون تطبيق هذا القرار، فعاد إلى فرنسا من جديد, لمتابعة التحصيل العلمي، ولكن في العاصمة باريس, فدرس في جامعتها مختلف الاتجاهات العلمية في علم الاجتماع والتاريخ اليوناني والروماني والتاريخ الحديث وأعد خلالها أطروحة الدكتوراة الثانية وعنوانها: ((الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون)).
كان ذلك سنة 1918 إضافة إلى إنجازه دبلوم الدراسات العليا في القانون الروماني, والنجاح فيه بدرجة اللإمتياز، وفي غضون تلك الأعوام كان تزوج من سوزان بريسو الفرنسية السويسرية التي ساعدته على الاضطلاع أكثر فأكثر بالفرنسية واللاتينية, فتمكن من الثقافة الغربية إلى حد بعيد.
كان لهذه السيدة عظيم الأثر في حياته فقامت له بدور القارئ فقرأت عليه الكثير من المراجع، وأمدته بالكتب التي تم كتابتها بطريقة بريل حتى تساعده على القراءة بنفسه، كما كانت الزوجة والصديق الذي دفعه للتقدم دائماً وقد أحبها طه حسين حباً جماً، ومما قاله فيها أنه "منذ أن سمع صوتها لم يعرف قلبه الألم"، وكان لطه حسين اثنان من الأبناء هما أمينة ومؤنس.
عودته لمصر

لما عاد إلى مصر سنة 1919 عين طه حسين أستاذا للتاريخ اليوناني والروماني في الجامعة المصرية، وكانت جامعة أهلية، فلما ألحقت بالدولة سنة 1925 عينته وزارة المعارف أستاذاً فيها للأدب العربي، فعميداً لكلية الآداب في الجامعة نفسها، وذلك سنة 1928، لكنه لم يلبث في العمادة سوى يوم واحد؛ إذ قدم استقالته من هذا المنصب تحت تأثير الضغط المعنوي والأدبي الذي مارسه عليه الوفديون، خصوم الأحرار الدستوريين الذي كان منهم طه حسين.
وفي سنة 1930 أعيد طه حسين إلى عمادة الآداب, لكن, وبسبب منح الجامعة الدكتوراة الفخرية لعدد من الشخصيات السياسية المرموقة مثل عبد العزيز فهمي, وتوفيق رفعت, وعلي ماهر باشا, ورفض طه حسين لهذا العمل, أصدر وزير المعارف مرسوما يقضي بنقله إلى وزارة المعارف، لكن رفض العميد تسلم منصبه الجديد اضطر الحكومة إلى إحالته إلى التقاعد سنة 1932.
على أثر تحويل طه حسين إلى التقاعد انصرف إلى العمل الصحفي فأشرف على تحرير ((كوكب الشرق)) التي كان يصدرها حافظ عوض، وما لبث أن استقال من عمله بسبب خلاف بينه وبين صاحب الصحيفة، فاشترى امتياز ((جريدة الوادي)) وراح يشرف على تحريرها, لكن هذا العمل لم يعجبه فترك العمل الصحفي إلى حين, كان هذا عام 1934.
وفي العام نفسه أي عام 1934 أعيد طه حسين إلى الجامعة المصرية بصفة أستاذا للأدب، ثم بصفة عميد لكلية الآداب ابتداء من سنة 1936. وبسبب خلافه مع حكومة محمد محمود, استقال من العمادة لينصرف إلى التدريس في الكلية نفسها حتى سنة 1942، سنة تعيينه مديراً لجامعة الإسكندرية، إضافة إلى عمله الآخر كمستشار فني لوزارة المعارف, ومراقب للثقافة في الوزارة عينها, وفي عام 1944 ترك الجامعة بعد أن احيل إلى التقاعد.
وفي سنة 1950، وكان الحكم بيد حزب الوفد, صدر مرسوم تعيينه وزيراً للمعارف, وبقي في هذا المنصب حتى سنة 1952، تاريخ إقامة الحكومة الوفدية، بعد أن منح لقب الباشوية سنة 1951، وبعد أن وجه كل عنايته لجامعة الإسكندرية، وعمل رئيساً لمجمع اللغة العربية بالقاهرة, وعضواً في العديد من المجامع الدولية, وعضواً في المجلس العلى للفنون والآداب.
وفي سنة 1959 عاد طه حسين إلى الجامعة بصفة أستاذ غير متفرغ, كما عاد إلى الصحافة, فتسلم رئاسة تحرير الجمهورية إلى حين.
مناصب وجوائز

اضطلع طه حسين خلال تلك الحقبة, وفي السنوات التي أعقبتها بمسؤوليات مختلفة, وحاز مناصب وجوائز شتى, منها تمثيلة مصر في مؤتمر الحضارة المسيحية الإسلامية في مدينة فلورنسا بأيطاليا, سنة 1960، وانتخابه عضوا في المجلس الهندي المصري الثقافي, والأشراف على معهد الدراسات العربية العليا، واختياره عضوا محكما في الهيئة الأدبية الطليانية والسويسرية, وهي هيئة عالمية على غرار الهيئة السويدية التي تمنح جائزة بوزان. ولقد رشحته الحكومة المصرية لنيل جائزة نوبل، وفي سنة 1964 منحته جامعة الجزائر الدكتوراة الفخرية, ومثلها فعلت جامعة بالرمو بصقلية الإيطالية, سنة 1965. وفي السنة نفسها ظفر طه حسين بقلادة النيل, إضافة إلى رئاسة مجمع اللغة العربية, وفي عام 1968 منحته جامعة مدريد شهادة الدكتوراة الفخرية، وفي سنة 1971 رأس مجلس اتحاد المجامع اللغوية في العالم العربي, ورشح من جديد لنيل جائزة نوبل، وأقامت منظمة الأونسكو الدولية في اورغواي حفلاً تكريمياً أدبياً قل نظيره.و أيضا كان وزيرا للتربية والتعليم في مصر.
أساتذته

أول أستاذ لطه حسين, كان الشيخ محمد جاد الرب, الذي علمه مبادئ القراءة والكتابة والحساب، وتلاوة القرآن الكريم في الكتاب الذي كان يديره بمغاغة في عزبة الكليو.
في الأزهر تلقى العلم على يد عدد من الأساتذة والمشايخ أبرزهم حسين المرصفي, والشيخ مصطفى المراغي, والشيخ محمد بخيت, والشيخ عطا, والشيخ محمد عبده, وقد أعجب بادئ الأمر كثيراً بآراء هذا الأخير واتخذه مثالاً في الثورة على القديم والتحرر من التقاليد.
في الجامعة المصرية تتلمذ على يد كل من أحمد زكي في دروس الحضارة الإسلامية, أحمد كمال باشا, في الحضارة المصرية القديمة, والمستشرق جويدي في التاريخ والجغرافيا. اما في الفلك فتتلمذ على كرنك نللينو, وفي اللغات السامية القديمة على المستشرق ليتمان، وفي الفلسفة الإسلامية على سانتلانا, وفي تاريخ الحضارة المشرقية القديمة على ميلوني، والفلسفة على ماسينيون, والأدب الفرنسي على كليمانت.
أما في جامعة باريس فدرس التاريخ اليوناني على غلوتسس, والتاريخ الروماني على بلوك, والتاريخ الحديث على سيغنوبوس, وعلم الاجتماع على اميل دوركهايم، وقد أشرف هذا ومعه بوغليه على اطروحته عن فلسفة ابن خلدون الاجتماعية, بمشاركة من بلوك وكازانوفا.
في الشعر الجاهلي

في عام 1926 ألف طه حسين كتابه المثير للجدل "في الشعر الجاهلي" وعمل فيه بمبدأ ديكارت وخلص في استنتاجاته وتحليلاته أن الشعر الجاهلي منحول، وأنه كتب بعد الإسلام ونسب للشعراء الجاهليين وزاد طه حسين فنال من الإسلام والقرآن. فتصدى له العديد من علماء الفلسفة واللغة ومنهم: مصطفى صادق الرافعي والخضر حسين ومحمد لطفي جمعة والشيخ محمد الخضري وغيرهم. كما قاضى عدد من علماء الأزهر طه حسين إلا أن المحكمة برأته لعدم ثبوت أن رأيه قصد به الإساءة المتعمدة للدين أو للقرآن. فعدل اسم كتابه إلى "في الأدب الجاهلي" وحذف منه المقاطع الأربعة التي اخذت عليه.

قديم 04-17-2012, 11:58 AM
المشاركة 432
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع،،

أفكاره

دعا طه حسين إلى نهضة أدبية، وعمل على الكتابة بأسلوب سهل واضح مع المحافظة على مفردات اللغة وقواعدها، ولقد أثارت آراءه الكثيرين كما وجهت له العديد من الاتهامات، ولم يبالي طه بهذه الثورة ولا بهذه المعارضات القوية التي تعرض لها ولكن أستمر في دعوته للتجديد والتحديث، فقام بتقديم العديد من الآراء التي تميزت بالجرأة الشديدة والصراحة فقد أخذ على المحيطين به ومن الأسلاف من المفكرين والأدباء طرقهم التقليدية في تدريس الأدب العربي، وضعف مستوى التدريس في المدارس الحكومية، ومدرسة القضاء وغيرها، كما دعا إلى أهمية توضيح النصوص العربية الأدبية للطلاب، هذا بالإضافة لأهمية إعداد المعلمين الذين يقومون بتدريس اللغة العربية، والأدب ليكونا على قدر كبير من التمكن، والثقافة بالإضافة لاتباع المنهج التجديدي، وعدم التمسك بالشكل التقليدي في التدريس.
من المعارضات الهامة التي واجهها طه حسين في حياته تلك التي كانت عندما قام بنشر كتابه "الشعر الجاهلي" فقد أثار هذا الكتاب ضجة كبيرة، والكثير من الآراء المعارضة، وهو الأمر الذي توقعه طه حسين، وكان يعلم جيداً ما سوف يحدثه فمما قاله في بداية كتابه:
" هذا نحو من البحث عن تاريخ الشعر العربي جديد لم يألفة الناس عندنا من قبل، وأكاد أثق بأن فريقا منهم سيلقونه ساخطين عليه، وبأن فريقا آخر سيزورون عنه ازورار ولكني على سخط أولئك وازورار هؤلاء أريد أن أذيع هذا البحث أو بعبارة أصح أريد أن أقيده فقد أذعته قبل اليوم حين تحدثت به إلى طلابي في الجامعة.
وليس سرا ما تتحدث به إلى أكثر من مائتين، ولقد اقتنعت بنتائج هذا البحث اقتناعا ما أعرف أني شعرت بمثله في تلك المواقف المختلفة التي وقفتها من تاريخ الأدب العربي، وهذا الاقتناع القوي هو الذي يحملني على تقييد هذا البحث ونشره في هذه الفصول غير حافل بسخط الساخط ولا مكترث بازورار المزور.
وأنا مطمئن إلى أن هذا البحث وإن أسخط قوما وشق على آخرين فسيرضي هذه الطائفة القليلة من المستنيرين الذين هم في حقيقة الأمر عدة المستقبل وقوام النهضة الحديثة، وزخر الأدب الجديد".
نقده

أخذ على طه حسين دعوته إلى الأَوْرَبة[5]. كما أخذ عليه قوله بانعدام وجود دليل على وجود النبيين إبراهيم وإسماعيل فضلا عن زيارتهما الحجاز ورفعهم الكعبة سالكا بذلك المنهج الديكارتي في التشكيك[6],ويقول في هذا الصدد.


للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم واسماعيل وللقرآن أن يحدثناعنهما ولكن هذا لا يكفي لصحة وجودهما التاريخي[6]


كما أنتقد لمساندته عبد الحميد بخيت أمام الأزهر في فتوى جواز الإفطار في نهار رمضان لمن يجد أدنى مشقة[7]. واتهم بالكفر والإلحاد[8][9].
الرد عليه

قام مصطفى صادق الرافعي بتأليف كتاب سماه تحت راية القرآن للرد على كتاب في الشعر الجاهلي وألف كذلك بين القديم والجديد للرد على كتاب ألفه طه حسين وهو مستقبل الثقافة في مصر وعلى كتاب سلامة موسى المدعو اليوم والغد. وقد صنف إبراهيم عوض مؤلفا جمع فيه أقوال النقاد والمؤرخين سماه "معركة الشعر الجاهلي بين الرافعي وطه حسين".
قام سيد قطب بتأليف كتاب أسماه "نقد كتاب مستقبل الثقافة في مصر لطه حسين"[10].وممن رد عليه أنور الجندي في كتابه "محاكمة فكر طه حسين"[11].
كما رد عليه وائل حافظ خلف في كتابه الذي أسماه "مجمع البحرين في المحاكمة بين الرافعي وطه حسين ". وألمح في آخر بحثه إلى أن طه حسين قد رجع بعدُ عن رأيه في الشعر الجاهلي بمقالة كتبها، مستدلاً بقول العلامة محمود محمد شاكر في "رسالة في الطريق إلى ثقافتنا" (حاشية ص163) ط/ مكتبة الخانجي - الطبعة الثانية : ((قد بينت في بعض مقالاتي أن الدكتور طه قد رجع عن أقواله التي قالها في الشعر الجاهلي، بهذا الذي كتبه، وببعض ما صارحني به بعد ذلك، وصارح به آخرين، من رجوعه عن هذه الأقوال. ولكنه لم يكتب شيءًا صريحًا يتبرأ به مما قال أو كتب. وهكذا كانت عادة ((الأساتذة الكبار))! يخطئون في العلن، ويتبرأون من خطئهم في السر !!)) انتهى.
كما عارضه خالد العصيمي في بحثه "مواقف طه حسين من التراث الإسلامي"[12].وأفرد محمود مهدي الاستانبولي في كتابه طه حسين في ميزان العلماء والأدباء فصلا عن نقد طه حسين وكذلك صابر عبد الدايم في بحثه "بين الرافعي وطه حسين تحت راية القرآن".[13].ويروي محمود محمد شاكر أنه كان أحد طلبته وحصل له مايلي
«بعد المحاضرة طلبتُ من الدكتور طه أن يأذن لى في الحديث، فأذن لى مبتهجا، أو هكذا ظننت. وبدأت حديثى عن هذا الأسلوب الذى سماه: "منهجا" وعن تطبيقه لهذا المنهج في محاضراته، وعن هذا "الشك" الذى اصطنعه: ما هو؟ وكيف هو؟ وبدأت أدلل على أن الذى يقوله عن "المنهج" وعن "الشك" غامض، وأنه مخالف لما قاله ديكارت، وأن تطبيق منهجه هذا قائم على التسليم تسليمًا لم يداخله الشك بروايات في الكتب هى في ذاتها محفوفة بالشك! وفوجئ طلبة قسم اللغة العربية، وفوجئ الخضيرى خاصة. ولما كدت أفرغ من كلامى انتهرنى الدكتور طه وأسكتنى، وقام فخرج»
أقواله

"أن نسير سيرة الأوروبيين ونسلك طريقهم، لنكون لهم أنداداً، ولنكون لهم شركاء في الحضارة، خيرها وشرها، حلوها ومرها، وما يحب منها وما يُكره، وما يُحمد منها وما يُعاب" (مستقبل الثقافة في مصر، ص 41).
وفاته

توفى طه حسين يوم الأحد 28 أكتوبر1973م.
قال عنه عبَّاس محمود العقاد إنه رجل جريء العقل مفطور على المناجزة، والتحدي فاستطاع بذلك نقل الحراك الثقافي بين القديم، والحديث من دائرته الضيقة التي كان عليها إلى مستوى أوسع وأرحب بكثير.
وقال عنه الدكتور إبراهيم مدكور "اعتدّ تجربة الرأي وتحكيم العقل، استنكر التسليم المطلق، ودعا إلى البحث، والتحري، بل إلى الشك والمعارضة، وأدخل المنهج النقدي في ميادين لم يكن مسلَّمًا من قبل أن يطبق فيها. أدخل في الكتابة والتعبير لونًا عذبًا من الأداء الفني حاكاه فيه كثير من الكُتَّاب وأضحى عميدَ الأدب العربي بغير منازع في العالم العربي جميعه". أنتج له عملا باسم مسلسل الايام قام بدور البطولة أحمد زكي.
مؤلفاته
في مرآة الصحفي

قديم 04-17-2012, 12:00 PM
المشاركة 433
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
طه حسين – عميد الأدب العربي –

الأعمى الذي تحدى المبصرين

الكاتب :


ولد طه حسين عام 1889 ، وعاش طفولته الباكرة في احدى قرى الريف المصري . ثم انتقل الى الازهر للدراسة ، بعد ذلك انتقل الى الجامعة المصرية ، وحصل منها على الشهادة الجامعية ، ثم دفعه طموحه لاتمام دراساته العليا في باريس ، وبالرغم من اعتراضات مجلس البعثات الكثيرة ، الا انه اعاد تقديم طلبه ثلاث مرات ، ونجح في نهاية المطاف في الحصول على شهادة الدكتوره في باريس. بعد عودته لمصر ، انتج اعمالاً كثيرة قيمة منها على هامش السيرة ، والايام ، ومستقبل الثقافة في مصر ، دعاء الكروان الذى اصبح فيلم بعد ذلك وغيرها. وهو يعتبر بحق "عميد الادب العربي" نظراً لتاثيره الواضح على الثقافة المصرية والعربية, و قد توفى اديبا عظيما فى 1973


قديم 04-18-2012, 09:01 AM
المشاركة 434
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
طه حسين
وُلد في الرابع عشر من شهر نوفمبر سنة 1889، في "عزبة الكيلو" قرب مغاغة، بالصّعيد المصري الأوسط، ونشأ في الريف ضعيف البنية كأنّه "الثُّمامة"، لا يستطيع ما يستطيعه النّاس، ولا ينهض من الأمر لما ينهض له النّاس، ترأف به أمّه دائما وتهمله أحيانا، ويلين له أبوه تارة ويزور عنه طورا، ويشفق عليه إخوته إشفاقا يشوبه احتياط في معاملتهم إيّاه، وشيء من الازدراء.
توفّي في الثّامن والعشرين من شهر أكتوبر سنة 1973 بالقاهرة، وقد استطاع ما لم يستطعه كثير من المبصرين، فتناقلت خبر وفاته العواصم وحزن لفقدانه الأدباء والباحثون والعلماء.
"أخذ العلم بأُذُنَيْه لا بأصابعه" فقهر عاهته قهرا، محروما يكره أن يشعر بالحرمان وأن يُرَى شاكيا متبرّما، جادّا متجلّدا مبتسما للحياة والدّرس والبحث، حتّى انتهى غلى حال العلماء المبَرَّزِينَ ومراتب الأدباء المفكّرين، فشغل النّاس ولن يزال.
فقد بصره طفلا : "اصابه الرّمد فأُهمل أيّاما، ثمّ دُعي الحلاّق فعالجه علاجا ذهب بعينيه". وحفظ القرآن في كُتّاب القرية وهو في التّاسعة، فأصبح "شيخا"، كذا كان أبوه يدعوه، وأمّه، "وسيّدنا" مؤدّب الصّبيان.
وقدم القاهرة سنة 1902 للتعلم في الأزهر، فدخله والقلبُ ممتلئ خشوعا والنّفس ممتلئة إجلالا. وأنفق فيه ثماني سنين لم يظفر في نهايتها بشهادة "العالميّة"، لأن "القوم كانوا مؤتمرين به ليسقطوه" ! نبأ عجيب حمله غليه شيخه سيّد المرصفي ليلة الامتحان، بعد أن صُلِّيَتِ العِشَاءُ... وفارق الأزهر وقد ارابه منه أمر، شديد الضّيق به وبأهله. وخاب أمل أبيه، فلن يرى ابنه من بين علماء الأزهر ولا "صاحب عمود في الأزهر ومن حوله حلقة واسعة بعيدة المدى" وأُتيحتْ للفتى حياة أخرى...
فما إن أُنشئت الجامعة المصريّة (الأهلية) سنة 1908 حتّى انتسب إليها الطّالب الأزهري، ولكنّه ظلّ مقيّدا في سجلاّت الأزهر : وقضى سنتين (1908-1910) يحيا حياة مشتركة، يختلف إلى دروس الازهر مصبحا وإلى دروس الجامعة مُمْسِيًا. وما لبث أن وجد في الجامعة روحا للعلم والبحث جديدة و"طعما للحياة جديدا" فشغف بالدّرس والتّحصيل حتّى نال درجة "العالميّة" (الدكتوراه) سنة 1914 برسالة موضوعها "ذكرى أبي العلاء"، فكانت "أوّل كتاب قُدّم إلى الجامعة، وأوّل كتاب امتُحِنَ بين يدي الجمهور، وأول كتاب نال صاحبه إجازة علميّة منها".
ثمّ سافر الفتى إلى فرنسا لمواصلة التّعلّم، فانتسب إلى جامعة مونبيليى حيث قضّى سنة دراسيّة (1914-1915) ذهب بعدها إلى باريس، وانتسب إلى جامعة السّوربون حيث قضى أربع سنوات (1915-1919). وما كاد يختلف إلى دروس التاريخ والأدب فيها "حتّى أحسّ أنّه لم يكن قد هيّئ لها... وأنّ درسه الطويل في الأزهر وفي الجامعة (المصريّة) لم يهيّئه للانتفاع بهذه الدّروس". فأقبل على قراءة الكتب المقرّرة في المدارس الثانويّة، ولم يجد بدّا من أن يكون "تلميذا ثانويا في بيته وطالبا في السّوربون".
أرسل ليدرس التّاريخ في السّوربون، فما لبث أن أيقن بأنّ الدرجات العلميّة لا تعني شيئا إن هي لم تقم على أساس متين من الثقافة. وليس غلى ذلك من سبيل سوى إعداد "الليسانس". وقد صرّح بذلك في الجزء الثالث من كتاب الأيّام، قال : "كان (الفتى" قد أزمع أن يظفر قبل كل شيء بدرجة "الليسانس" ثم يتقدّم لدرجة الدكتوراه بعد ذلك. ولم يكن الطلاّب المصريون - إلى ذلك الوقت - يحاولون الظفر بدرجة الليسانس هذه، لأنّها كانت تكلّف الذين يطلبونها عناء ثقيلا".
وأحرز طه حسين درجة "الليسانس في التّاريخ" سنة 1917، فكان أوّل طالب مصرين ظفر بهذه الشهادة من كليّة الآداب بالجامعة الفرنسيّة.
إنّ أمر هذا الفتى عَجَبٌ ! فهو قد كان يتهيّأ لامتحان الليسانس ويعدّ في المدّة نفسها رسالة "دكتورا جامعة" باللّغة الفرنسيّة موضوعها : "دراسة تحليليّة نقديّة لفلسفة ابن خلدون الاجتماعيّة" (Etudeanalytique et critique de la philosophie sociale d'Ibn Khaldoun).
إنّ أمر هذا الفتى عجب ! فهو لم يكد يفرغ من امتحان الدكتورا حتّى نشط لإعداد رسالة أخرى، فقد صحّ منه العزم على الظفر "بدبلوم الدّراسات العليا" (Diplôme d'Etudes Superieures) وهو شهادة يتهيّأ بها أصحابها للانتساب إلى دروس "التبريز في الآداب". وما هي إلاّ أن أشار عليه أُستاذه بموضوع عسير مُمْتع مرير، وهو : "القضايا التي أقيمت في روما على حكّام الأقاليم الذين أهانوا جلال الشّعب الرّوماني، في عهد تباريوس، كما صوّرها المؤرّخ تاسيت" (La loi de lèse-majesté, sous Tibère, d'après Tacite) فقبله الطالب "طائعا قلقا مستخذيا"، ومارسه بالصّبر على مشقّة البحث وبالمثابرة على الفهم حتّى ناقشه ونجح فيه نُجْحًا حسنا سنة 1919.
واضح أنّ هذا الطّالب لم يعمد إلى السّهولة في الفوز بالألقاب الجامعيّة، ولكنّه احرز درجاته العلميّة بالجدّ والمطاولة، والدّربة والمدارسة ! ولعلذ أخطر شهادة ظفر بها من الجامعة الباريسيّة هي - في نظرنا - شهادة "الليسانس" لأنّ فيها من متانة التّمرّس بالمنهجيّة ومن الدّربة على حسن التصرّف في المعلومات ما يعرفه الدّارسون والمدرّسون، وفيها من العناء والبلاء ما لا يغيب عن أؤلئك وهؤلاء وكان الفتى يودّ لو أذنت له الجامعة المصريّة بإعداد رسالة لنيل درجة "دكتورا الدّولة" في التّاريخ، فكرهت، فعاد إلى مصر في أكتوبر سنة 1919، ومعه "المرأة التي أبصر بعينيها"، وهو صاحب شهادات، وله في التّاريخ والأدب وعلم الاجتماع نظريات، وله فوق ذلك كلّه، ولع بالمنهجيّة الديكارتيه أيّ وَلَعٍ.
عاد طه حسين إلى وطنه، فلم تُمهله الجامعة المصريّة وعيّنته مباشرة أستاذا للتاريخ القديم (اليوناني والرّوماني)، فظلّ يُدرّسه طيلة ستّ سنوات كاملات (1919-1925).
وفي سنة 1925 أصبحت الجامعة المصريّة حكوميّة، فعيّن طه حسين أستاذا لتاريخ الأدب العربي في كليّة الآداب، وسيتقلب - منذ ذلك الوقت حتّى سنة 1952 - في مناصب علميّة وإداريّة وسياسيّة، وسَتُلِمُّ به في حياته مِحَنٌ وخطوب : يرضى عنه القومُ حينا ويسخطون عليه أحيانا. وإذا هو عميد لكليّة الآداب مرّة وأخرى وثالثة، وفي كلّ مرة يفارق هذه الخطّة مُسْتَقِيلاً منها لاسباب سياسيّة، فَيَلْزَمُ بيته متفرّغا للإنتاج الفكري والأدبي، ومتابعا النّضال في سبيل حريّة الفكر بحمْلة جريئة في الصحف والمجلات. وإذا هو مدير لجامعة الاسكندرية سنة 1942، ولكنّه يحال إلى التقاعد سنة 1944، وله من العمر 55 سنة ! وإذا هو وزير المعارف (التربية القوميّة) سنة 1950 - في الوزارة الوفديّة - واستمرّ في هذا المنصب حتّى أقيلت الوزارة في جانفي 1952، وقد شغل تلك الخطّة جادّا رائدا، حازما لا يخشى لوما، جازما بأنّ التّعلّم ضروري للنّاس ضرورة الماء والهواء. فبقيت أعماله - إلى اليوم - شواهد موسومة بآثاره.

قديم 04-18-2012, 09:02 AM
المشاركة 435
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
طه حسين

لم يكف عن حلمه بمستقبل الثقافة أو انحيازه إلى المعذبين في الأرض في الأربعينات التي انتهت بتعيينه وزيرًا للمعارف في الوزارة الوفدية سنة 1950 فوجد الفرصة سانحة لتطبيق شعاره الأثير "التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن".

وظل طه حسين على جذريته بعد أن انصرف إلى الإنتاج الفكري، وظل يكتب في عهد الثورة المصرية، إلى أن توفي عبد الناصر وقامت حرب أكتوبر التي توفي بعد قيامها في الشهر نفسه سنة 1973.

وتحفته "الأيام" أثر إبداعي من آثار العواصف التي أثارها كتابه "في الشعر الجاهلي" فقد بدأ في كتابتها بعد حوالي عام من بداية العاصفة، كما لو كان يستعين على الحاضر بالماضي الذي يدفع إلى المستقبل. ويبدو أن حدة الهجوم عليه دفعته إلى استبطان حياة الصبا القاسية، ووضعها موضع المسائلة، ليستمد من معجزته الخاصة التي قاوم بها العمى والجهل في الماضي القدرة على مواجهة عواصف الحاضر.

ولذلك كانت "الأيام" طرازًا فريدًا من السيرة التي تستجلي بها الأنا حياتها في الماضي لتستقطر منها ماتقاوم به تحديات الحاضر، حالمة بالمستقبل الواعد الذي يخلو من عقبات الماضي وتحديات الحاضر على السواء، والعلاقة بين الماضي المستعاد في هذه السيرة الذاتية والحاضر الذي يحدد اتجاه فعل الاستعادة أشبه بالعلاقة بين الأصل والمرآة، الأصل الذي هو حاضر متوتر يبحث عن توازنه بتذكر ماضيه، فيستدعيه إلى وعي الكتابة كي يتطلع فيه كما تتطلع الذات إلى نفسها في مرآة، باحثة عن لحظة من لحظات اكتمال المعرفية الذاتية التي تستعيد بها توازنها في الحاضر الذي أضرّ بها.

ونتيجة ذلك الغوص عميقًا في ماضي الذات بمايجعل الخاص سبيلا إلى العام، والذاتي طريقًا إلى الإنساني، والمحلي وجهًا آخر من العالمي، فالإبداع الأصيل في "الأيام" ينطوي على معنى الأمثولة الذاتية التي تتحول إلى مثال حي لقدرة الإنسان على صنع المعجزة التي تحرره من قيود الضرورة والتخلف والجهل والظلم، بحثًا عن أفق واعد من الحرية والتقدم والعلم والعدل. وهي القيم التي تجسّدها "الأيام" إبداعًا خالصًا في لغة تتميز بثرائها الأسلوبي النادر الذي جعل منها علامة فريدة من علامات الأدب العربي الحديث. ولعل هذه السمة هي التي ستجعل من طه حسين رمزاً مؤثراً فيما بعد على مسيرة الفكر العربي الحديث، بالرغم من أنه لم يتركاً أثراً فكرياً أو فلسفياً محضاً، إلا إذا استثنينا بالطبع قراءاته الإشكالية للتراث الأدبي، وهو ما يمكن تصنيفه دائماً تحت باب النقد.

تجدر الإشارة إلى أنه نشر معظم كتبه لدى تلميذه في كلية الاداب بهيج عثمان اللبناني صاحب دار العلم للملايين في بيروت.


قديم 04-18-2012, 09:21 AM
المشاركة 436
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
طه حسين
- وُلد في الرابع عشر من شهر نوفمبر سنة 1889، في "عزبة الكيلو" قرب مغاغة، بالصّعيد المصري الأوسط، ونشأ في الريف ضعيف البنية كأنّه "الثُّمامة"، لا يستطيع ما يستطيعه النّاس، ولا ينهض من الأمر لما ينهض له النّاس، ترأف به أمّه دائما وتهمله أحيانا، ويلين له أبوه تارة ويزور عنه طورا، ويشفق عليه إخوته إشفاقا يشوبه احتياط في معاملتهم إيّاه، وشيء من الازدراء.
- "أخذ العلم بأُذُنَيْه لا بأصابعه" فقهر عاهته قهرا، محروما يكره أن يشعر بالحرمان وأن يُرَى شاكيا متبرّما، جادّا متجلّدا مبتسما للحياة والدّرس والبحث، حتّى انتهى غلى حال العلماء المبَرَّزِينَ ومراتب الأدباء المفكّرين، فشغل النّاس ولن يزال.
- فقد بصره طفلا : "اصابه الرّمد فأُهمل أيّاما، ثمّ دُعي الحلاّق فعالجه علاجا ذهب بعينيه". وحفظ القرآن في كُتّاب القرية وهو في التّاسعة، فأصبح "شيخا"، كذا كان أبوه يدعوه، وأمّه، "وسيّدنا" مؤدّب الصّبيان.
- قدم القاهرة سنة 1902 للتعلم في الأزهر ( وعمره 13 سنة ) .
مأزوم بسبب العمى الذي اصباه وهو في سن الرابعة ويتيم اجتماعي بسبب انتقاله الى القاهرة بعيدا عن العائلة في سن الثالثة عشرة وذلك للدراسة في الازهر.
يتيم اجتماعي

قديم 04-18-2012, 04:28 PM
المشاركة 437
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ابرزحدث في حياة كل واحد من الروائييناصحاب افضل الروايات من رقم 51- 60

51- طاائر الحوم حليم بركات سوريا............. يتيم في سن الـ 10
52- حكاية زهرة حنان الشيخ لبنان................... يتيمة اجتماعيا
53- ريح الجنوب عبد الحميد بن هدوقة الجزائر.......... يتيم اجتماعي
54- فردوس الجنون احمد يوسف داوود سوريا............... مأزوم.
55- وسمية تخرج من البحر ليلى العثمان الكويت.........يتيمة اجتماعيا
56- اعترافات كاتم صوت مؤنس الرزاز الاردن................. يتيم
57- رباعية بحري محمد جبريل مصر......... .......يتيم الام قبل سن العاشرة.
58- صنعاء مدينة مفتوحة محمد عبد الولي اليمن... .....يتيم اجتماعي.
59- غرناطة رضوي عاشور مصر....................... مأزومة.
60- دعاء الكروان طه حسين مصر........................ يتيم اجتماعي .

- عددايتـام فعليين3
- عدد ايتام اجتماعيا 5
- عدد المأزوم2
- عدد مجهولين الطفولة0 .
====

- أي ان نسبة الايتام الفعليين في هذهالمجموعة (30%).
- بينما جاءت نسبة الايتام الاجتماعيين 50%.
- وجاءت نسبة المأزومين 20%.
- اما مجهولي الطفولة فجاءت نسبتهم ( لا يوجد).

قديم 04-19-2012, 04:54 PM
المشاركة 438
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
61- فساد الامكنة صبري موسي مصر

«فساد الأمكنة» رواية مصرية تنفرد في أجوائها الغريبة
عن الشرق الاوسط - سمير اليوسف



ينطبق على رواية «فساد الأمكنة» القول تماماً بأنها علامة فارقة في الرواية العربية. فهي لا تُحيلنا الى عمل سابق او لاحق من أعمال مؤلفها صبري موسى، ولا الى الرواية العربية عموماً.
ومقارنة هذه الرواية، التي صير الى نقلها الى الانجليزية حديثاً (وصدرت عن دار إنترلنك في نيويورك بترجمة من منى ميخائيل) مع «حادث النصف متر»، الرواية الأولى والسابقة للمؤلف، تشي بأن موسى شاء ان يسلك سبيلاً في القصة مختلفاً عما اختطه في عمله الأول. اما مقارنتها بما سبقها من أعمال روائية مصرية وعربية عموماً، فأنه ليدل على سعي الى إنشاء سرد جديد ومناطق خيال غير مطروقة من قبل. بيد ان ما أتى به الكاتب وغيره من كتّاب القصة والرواية يدل على ان «فساد الأمكنة»، وعلى رغم أثرها في نفس القارئ، لم تُرس نمطاً من الرواية مختلفاً- وهي كانت قد كُتبت عام 1970 متسلسلة اولاً في مجلة «صباح الخير»، ثم أعيد إصدارها في كتاب بعد اربعة اعوام على ذلك.
وما هذا في الحقيقة الاّ لأن الرواية تبدو ثمرة لقاء نادر او اجتماع عناصر لا يمكن لها ان تجتمع أكثر من مرة واحدة. بل ان هذه الفكرة بالتحديد، اي اللقاء النادر او اجتماع ما لا يمكن اجتماعه غير مرة واحدة، تكاد تلازم كل بُعد من أبعاد هذه الرواية.
وعلى ما يخبرنا الكاتب في المقدمة فإن فكرة الرواية تعود الى ليلة قضاها في «جبل الدرهيب» بالصحراء الشرقية قرب حدود السودان، اي انها ثمرة لقاء غير مدبر بالجبل الذي سيكون مسرح حوادث القصة بل وأحد شخوصها الأساسيين. فإذا ما جئنا الى بطل الرواية نفسه، اي نيكولا، ألفيناه مزدوج الندرة من حيث حضوره في مثل هذا المكان وفي السرد العربي عموماً. فهو المهاجر من مدينة روسية صغيرة، مقيماً في تركيا تارة وفي إيطاليا تارة أخرى، لا يُقرّ بوطن أصلي وبما يجعله أبعد ما يكون عن الشخصية الاوروبية (الخواجة) في القصص العربي.
وحضور نيكولا شأن حضور ماريو المهندس الايطالي والباشا المصري والخواجة انطون وإيليا، ابنة نيكولا، ولاحقاً حضور صاحب العرش وحاشيته الباحثون عن ضرب من اللهو واللذة مختلف يستجيب الى شهواتهم الجامحة، لهو حضور إنساني دخيل، غير محتمل، ولا يؤدي في النهاية الى ولادة ما هو جديد، وانما الى صراع قدري ومأساة. لعل في مثل هذه النهاية دلالة غنية ليس على طبيعة هذا الاجتماع الدخيل ولكن ايضاً على طبيعة السرد الروائي الذي بقي يتيماً في القصة العربية.
والصراع الذي يقع ليس ذلك الصراع الأزلي ما بين الطبيعة والانسان، وإنما بين الأهواء والنوازع والمعاني المنسوبة الى كل من يلعب دوراً في هذه الحكاية ـ ما بين الاتحاد والانفصال والتفكك، ما بين البراءة والفساد، وما بين العطاء المنظم والجشع. بيد ان تضارب هذه المعاني والقيم لا يتولد عن حكاية رمزية او أمثولة ساذجة، حيث يكون هناك من الشخصيات ما يمثل البراءة من جهة وما يمثل الفساد، من جهة ثانية. فالصراع المعني قدرياً ومأسوي النهاية على وجه ما يكون في المأساة الإغريقية، ليس بين قوى الخير والشر وإنما بين قوى متكافئة، إن في الصلاح او الإثم، وهو ما يجعله مأسوياً اصلاً.
فنيكولا وإيليا وكيرشاب وإيسا ضحايا المأساة، يظهرون من جانب البراءة والاتحاد والعطاء، وفي الوقت نفسه هم ليسوا ابرياء تماماً من المشاركة في الفساد والجشع، من الشهوات المحرمة والكبرياء المسرفة والادعاء. نيكولا، مثلاً، يحاول الاخلاص لتلك الوحدة الطبيعية التي يمثلها الجبل والمقيمون بجواره منذ البدء. وهو يحاول الذوبان فيها واتخاذها موطناً وأصلاً، غير ان وجوده هناك انما هو تواطؤ في عملية انتهاك هذه الوحدة وافشاء اسرارها واستنزاف ثرواتها. وتواطؤ نيكولا هذا لا يقتصر على قيادة حفر أنفاق في الجبل واستخراج ما في جوفه من معادن، في اطار عملية لا غرض لها سوى الكسب الخالص، ولكن ايضاً في الشهوة المحرمة التي تراوده تجاه ايليا. فهو وان لم يثر او يُشبع شهوته، فإنه لا يختلف كثيراً عن الخواجة انطون او حاشية السلطان ممن يتخذون الطبيعة وسيلة للثراء المجرد من اية قيمة او معنى، او موضوع اشباع رغباتهم المحرمة والشاذة. ولئن وقع فريسة إحساس مطبق بالخطيئة، وهو ما يدفعه في النهاية الى الفتك بإبنته ووليدها، بإعتبارهما مظهريّ الخطيئة، فليس نتيجة الالتباس العقلي الذي يُلمّ به. على العكس من ذلك، فإن الالتباس العقلي لهو نتيجة إحساس دفين بالخطيئة يتعاظم ويظهر على سطح وعيه بما يؤدي الى الالتباس المذكور. ففي دخيلة نفسه يدرك انه قد أخل بالعلاقة الطبيعية التي تربطه بإبنته وبالمكان نفسه. فالشهوة التي تراوده تجاه ايليا لهي خيانة للعلاقة الطبيعية التي تربط الأب بالابنة. وهو من خلال تواطئه مع أمثال الخواجة انطون قد انتهك العلاقة الطبيعية القائمة ما بين الجبل واولئك الذين يأتون طالبين ما يحتاجونه من خيرات، ومن ثم فإنه يخون المكان الذي شاء ان يتخذه موطناً.
وإذا ما كان هذا الاجتماع غير المألوف لشخصيات وعوامل مختلفة الأصل والطبيعة قد كشف عن منطقة خيال جديدة في القصة العربية، فلقد أملى لغة سرد مفارقة للغات السردية السابقة، سواء تلك التي أرسى كاتب شأن نجيب محفوظ أسسها، ام تلك التي اشتغل عليها وابتكرها كتّاب شأن يوسف ادريس، ومن بعده يحيى الطاهر عبد الله ومحمد البساطي وابراهيم أصلان وجمال الغيطاني وغيرهم من كتّاب جيل الستينات الذي ينتمي صبري موسى اليهم أصلاً. فليست مرجعية المخيلة القائمة خلف «فساد الأمكنة» مألوفة او مشتركة مع أعمال سابقة بما يجعل الإحالة واضحة والدلالات والمعاني الواردة محددة. ومن هنا كان لا بد من سرد ذي طاقة مجازية عالية يفي غرض وصف وجود غير مألوف واخبار حوادث تاريخية وراهنة نادراً ما ترد الاحالة اليها في اللغات السردية والمتداولة، فضلاً عن غرض الإحاطة بمعانٍ شأن البدء والبراءة والاتحاد والفساد والخطيئة والجشع بوصفها معانٍ كبرى ومطلقة.
يحاول المؤلف الاستعانة بأساطير ادبية عريقة وخرافات شعبية ومحلية، شأن حكاية عروس البحر، بيد ان الجهد الأكبر في استيفاء اغراض السرد انما يقع على عاتق اللغة المجازية نفسها. فعلى هذا النحو يسوق لنا الراوي صورة المكان: «لو أتيح للملمح ان يكون مرئياً لطائر يحلق عالياً، محاذراً في دورانه المغرور ان تصطدم رأسه المريشة بقمم الصخور ونتوءاتها، لرأى جبل الدرهيب هلالاً عظيم الحجم، لا بد انه هوى من مكانه بالسماء في زمن ما، وجثم على الارض منهاراً متحجراً، يحتضن بذراعيه الضخمتين الهلاليتين شبه وادٍ غير ذي زرع، أشجاره نتوءات صخرية وتجاويف، احدثتها الرياح وعوامل التعرية خلال آلاف السنين».

فالرائي المفترض (الطائر) ومنطلق الرؤية (من أعلى) واللغة المجازية المستخدمة في وصف ما يمكن رؤيته، تتضافر جميعاً لتضعنا ازاء عالم ناء، بل أسطوري الطبيعة بحيث يستحيل عقلنة ما يجري فيه من خلال الاستناد الى معاني حياة الاجتماع الانساني المتداولة. ولا غرابة اذا ما بدا السرد في بعض الأحيان «توراتي» الصدى وتجريدي الطابع. فحيال صورة البدء الاسطورية وما تنطوي عليه من بُعد وفراغ، يواجه المخيلة، لا مناص في النهاية من لغة استعارية تنبري لملئ المسافة الفاصلة ما بين المتلقي والصورة: «أيليا شهوة جامحة.. كما ان الجبل شهوة جامحة، كما ان تلك الصحراء من حوله، بسكونها الصوفي، شهوة كبرى جامحة».
مثل هذا التعويل على المجاز يدل على ان لغات السرد السابقة على ظهور هذه الرواية ما كانت لتستوفي شروط ولادة القصة. بيد ان هذا التعويل بالذات يدل على ان هذه اللغة ما كانت لتصلح لأي عمل آخر ما عدا هذه الرواية الفريدة اليتيمة

قديم 04-19-2012, 09:25 PM
المشاركة 439
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
فساد الامكنه

النيل والفورات
نبذة المؤلف:
ويبصق نيكولا من فمه ترابا صحروايا حملته الريح, ويلعق حلقه الجاف بلسانه الجاف ويبرطم بلكنة ركيكة سباباً عربيا وهو يتأمل الفناء المخرب والمهجور أمام البيوت حيث كانوا يروحون ويجيئون, يعملون ويأكلون ويلعبون الورق ويشربون صاخبين أو شاكين همومهم.. لقد أخرجوا جميعا محاسنهم ومباذلهم وقدموها على تراب هذا الجبل وصخوره, قرابين فطنه وخلاعة.. فما أغباهم حين يهجرون أرواحهم الحقيقة ويرحلون لكن تلك طبيعة الاشياء. فهم قد جاءوا.. كثيرا.. ودائما كانوا قادرين على أن يأخذوا أرواحهم الحقيقة معهم. ودائما كان يبقي نيكولا مع الدرهيب وحده.
لقد هربوا.. جميعهم هربوا.. يقولها نيكولا محتداً, ثم يلين صوته, وترق نبراته, وكأنه يحنو على جنبهم وفرارهم.. وكأنه موقن ان طاقته على الاحتمال فوق طاقتهم, وانهم فى النهاية أحرار مستقلون عن المكان لا يشدهم اليه ذنب او تربطهم به خطية.. فليس منهم من ضاجع ابنته فى باحة هذا الجبل, على وسادة من صخور, وأولدها طفلا, ثم سرقه منها وهي نائمة ليطعم منه الذئب والضبع! وليس منهم من قاد تلك الابنة في سراديب الجبل المظلمة ودهاليزه الحارة والباردة, ومضي يدفعها أمامه فى مسيرة جنائزية حتي تنتهي السراديب المطروقة وتبدأ السراديب المهجورة, تلك التى لم تطرقها قدم من مئات السنين, فيتركها هناك بعد أن يغلق عليها كهفا بانهيار صخري غادر. لقد صرخت ايليا وهي تري الصخر ينطق على باب الكهف ويحبسها بداخله.. وأخذت تهبش الصخور فى محبسها المظلم بأظافرها الجذابة الملونة, بينما صرختها تتسرب عبر السراديب وتترد فيها حتى بعد ان امتلأ حلقها بتراب الانهيار, وكفت عن هبش الصخور وبدأت تهبش فى عنقها الجميل بأظافرها الجميلة, قبل ان تسكن حركتها, كانت الصرخة ما تزال تتردد فيسمعها نيكولا خلال هرولته المذعورة فى السراديب, كأنها تطارده لتمسك به وتعيده الى ايليا.. وكأن الالم المنغم و اليأس والدهشة في تلك الصرخة المفجوعة تعاتبه وتدعوه للبقاء معها.. كأنها تلوح له بعالم مسحور هما كفيلان بخلقه فى تلك الصخور الصماء ليعيشهاه معا, جنبا الى جنب كما كانا دائما.. رجل وابنته.. أو رجل وأمه.. أو رجل وامرأته المعشوقة والمفضلة! فأين لهؤلاء الهاربين جميعا رباط دموى كهذا يمنعهم من الفرار؟

قديم 04-19-2012, 10:17 PM
المشاركة 440
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الرواية الجدية والحداثه: فساد الامكنة والمشرط
المصدر موقع : كتاب من اجل الحرية
صلاح الدين بوجاه*


إننا إزاء مشاهد خارقة ترى فيها المسموعات وتسمع المحسوسات والملموسات. فقد ولدت اللقيا بين البحر والجبل والمدينة والصحراء والسماء والأرض وأعماق المناجم فضاء جديدا خارج الحدود والأطوار، هو فضاء الرواية، الذي تقام فيه الطقوس والشعائر البدائية وتنذر القرابين. ويبدو أن رحلة الصيد التي يصحب فيها الملك الصغيرة «إيليا»، يلوثها وينتهك براءتها ويدفع بوالدها نحو الجنون، تمثل أوج هذا النص الفاجع.


د. صلاح الدين بوجاه*


أغوتني الروايتان بنصيهما اللطيفين، «فساد الأمكنة» لصبري موسى و«المشرط» لكمال الرياحي، فسرت أسعى إلى تعليل اندفاعي نحوهما بالمزيد من الرجوع إليهما والغوص فيهما. وهما رغم تباعدهما في المكان والزمان سرعان ما تكشفان عن الكثير من التماثل، خاصة في مستوى كسر عمود المكان والزمان، وكثرة الشخصيات وتداخل أفعالها. فنتأمل كلا منهما عسى أن نخرج باستنتاجات مشتركة.


إننا، مع «فساد الأمكنة»، إزاء نص نادر، رغم سهولة البحث له عن أصول ووشائج تصله بمرحلة الستينات، في الرواية المصرية. ويبدو أن إيقاع «الموال» هو الأنسب للتعامل مع رواية تجمع بين الأغراض الإنسانية الكبرى، وبناء «النشيد» الذي يبقى حكرا على كتابات الشرق القديم، وما تناسل منها من مدونات تحاورها أو تتعامل معها، لهذا، ولسواه، من السهل جدا أن نقع في هوى هذه الشخصيات التي تتحرك وسط ديكور بدائي، يحيل على العالم قبل ظهور الخليقة، وصور شخصيات مستعارة من الواقع والأسطورة في آن واحد، ويتناول أحداثا يعسر تخيلها خارج هذا الإطار.


والرواية تبطن أشتاتا من العجائبية السحرية النابعة من تراث عشائر الجنوب. فالبناء الداخلي ينسجم مع المرجع الخارجي واللغة، ليصهرهما ضمن رؤية واحدة تولد واقعا جديدا مختلفا: إنه عالم الرواية، حيث يعيد المبدع تنظيم الكائنات وتصنيفها، حيث يشوش الوجود ليبتدعه من جديد!


«اسمعوا مني بتأمل يا أحبائي، فإني مضيفكم اليوم في وليمة ملوكية، سأطعمكم فيها غذاء جبليا لم يعهده سكان المدن بينما أحرك أرغن لساني الضعيف وأحكي لكم سيرة ذلك المأساوي نيكولا..». «اسمعوا مني يا أحبائي..» بهذا النداء يأسر صبري موسى قراءه قصد الإيقاع بهم، بهذا النداء الذي يحدد هذا البناء الفني كيانه الآسر والذي يلتهم كل ما عداه.


لهذا يبدو أن الصحراء تستحضر البداية والنهاية، تستدعى المدينة والبيداء، يقول صبري موسى: في الصحراء حياة كاملة تجمع بين البدو والمناجم ومشروعات التعدين. لأنها منطقة ثرية للغاية. كان يخيل إليّ أنني أول من يضع قدمه على ترابها..!


والمكان يتخطى المفرد نحو الجمع لاستعادة مواطن شتى ومناخات كثيرة: نظير جبال القوقاز، وجنوب إيطاليا، والقاهرة، وتخوم السودان، فضلا على أغوار جبل الدرهيب حيث تستخرج خامة «التلك» داخل سراديب الأعماق.


هذه هي السمة الغالبة، القائمة على معنى الإطلاق، رغم إيحاء النص بأنه لا يعدو أن يصور المرحلة الأخيرة من نفوذ الأسرة المالكة في مصر، قبيل الثورة الناصرية، حيث كان من السهل أن ينقض الخواجات الأجانب على أحد المناجم المتناثرة في الجنوب المصري، يشتغلون ويساومون ويداورون ويبتزون!


ومن الواضح أن منطق السرد في هذه الرواية يعتمد الحذف والاستبدال والتكثيف والإشارة والتضمين، لكنه يستعمل فنيات «الإرجاء» بلا منازع، لذلك يبدو مبدأ التصريح والإعلان ضامرا إذا ما قورن بمبدأ الإهمال والتغاضي!


تستهل الرواية بفصل افتتاحي موسوم بعنوان «الدرهيب، ملمح شبه نهائي» يوحي بالبداية والنهاية، بالفتح والإغلاق، في وقت واحد. في هذا الفراغ المطلق يبدو «نيكولا» شبه عار عند قمة الجبل «مؤرجحا على حصى دقيق من مكعبات الرخام ذات الأسنة والقواقع المهشمة من مليون عام، ثم يبرطم بلكنة ركيكة سبابا عربيا وهو يتأمل الفناء المخرب المهجور أمام البيوت حيث كانوا يروحون ويجيئون ويعملون ويأكلون ويلعبون». مرتكز الثقل في كل هذا يحوم حول فاجعة العبث بالمحارم التي لم تحدث أو قل «الفاجعة» التي خشي نيكولا حدوثها.. فعلا هذا الخوف يملأ جوارحه هلعا وترددا وارتقابا.


وتتوالى المقاطع في شكل تبرير تدريجي للمشهد الافتتاحي، حتى ندرك الفصل الأخير الموسوم بـ«فصل ختامي» فنجد أنفسنا، عودا على بدء، إزاء الملمح نفسه: ثلج وخراب.. و«نيكولا يتأمل البيوت الخشبية حيث كانوا يروحون ويجيئون، يعملون ويأكلون ويلعبون». ونحن لا نشك في أن الأسطورة والحلم يدعمان هذه البنية القائمة على التفكك والعود الأبدي.


والملاحظ أن «فساد الأمكنة» رواية توغل في اعتماد لغة شعرية صافية. ولنا أن نشير إلى شذرات قليلة يمكن أن تكون من قبيل الجزء الدال على الكل:


- «لم لا تخوض مباشرة في اللحم المبلور للمأساة؟»


- «مكان من الأرض تعتبر فيه المرأة علفا لأسماك الشهوة»


- مضمخ برائحة الجبال المزهوة بعريها تحت الشمس»


- السبيكة.. كأنها درع يحتمي به من الشرور المجهولة»


- الفجر لا يزال جنينا في الأفق»


ومما يسمح بمثل هذا التكثيف الشعري ذي السمات الأسطورية استخدام الكاتب عدة فنيات وصياغتها ضمن قوالب تجعل من الجبال والصحارى، والإنسان والمعادن، عناصر تتفاعل في فضاء غير نهائي، في أرض «لا يحكمها أهلها.. وينزح إليها كل راغب فينقب ويستخرج ترخيصا بالحفر، فيصبح مالكا لواحد من هذه الجبال التي لا يملكها أحد حتى الآن..!» إننا إزاء مشاهد خارقة ترى فيها المسموعات وتسمع المحسوسات والملموسات. فقد ولدت اللقيا بين البحر والجبل والمدينة والصحراء والسماء والأرض وأعماق المناجم فضاء جديدا خارج الحدود والأطوار، هو فضاء الرواية، الذي تقام فيه الطقوس والشعائر البدائية وتنذر القرابين. ويبدو أن رحلة الصيد التي يصحب فيها الملك الصغيرة «إيليا»، يلوثها وينتهك براءتها ويدفع بوالدها نحو الجنون، تمثل أوج هذا النص الفاجع.


فالدرهيب تملأه كائنات تهيمن على الجبال والوهاد والبحر، وعبد الله كريشاب يضاجع عروس البحر تحت أنظار ملك مصر وحاشيته، وجسم الملك نفسه يمسخ في نظر إيليا ليكون كائنا بدائيا مثل السمكة المتوحشة! أما إيسا فيصبح شبيها بإبراهيم يدخل النار دون أن يمسه سوء! لقد كان إيسا- سارق السبيكة- يدرك أنه قد أخذ حقه، وأنه لم يغتصب شيئا من أحد! «بل لعله وقتها كان ينظر بغريزته الصافية في أغوار الزمن القديم، فيرى النمرود يدفع إبراهيم إلى اللهب فيخرج منه سليما معافى، أو يرى معجزة بابل القديم، حين ألقى «نبوخذ نصر» بثلاثة من رعاياه في النار موثقين فخرجوا منها محلولي الوثاق، ثم لم تمس النار حتى ثيابهم».


إنها تركيبة تبتعد عن المعتاد لتجعلنا إزاء «غذاء جبلي لا يعرفه حقا سكان المدينة!» إزاء رواية تقول في لغتها الراقية ما يعسر أن تقوله رواية أخرى! هنا يتحول الإنسان إلى كائن ملحمي، وتصبو الحياة إلى منطق الفن، فنتجاوز قوانين العقل والوضوح لمجابهة الحضارة الحديثة بكامل عدتها وعتادها!


ينبغي أن نقر بأننا إزاء نص تحدث فيه الأفعال وتوجد الأشياء لحظة تسميتها، فتتحد حقيقة المبدع المرجع للإقرار بأن الرواية تتوسل بالشعر لتقول اختلافها، واختلاف صاحبها.. وبحثه عن نص مغاير نابع من رؤية مغايرة!


أما مع «المشرط» فينبغي أن نشهد أننا إزاء نص آسر، قوامه شذرات مستعارة من قديم المصنفات ومحدثها، لحمته تنويعات شتى.. وسداه نصوص للكاتب- كمال الرياحي- ولغيره، وبنيته هدهدة بين الأزمنة والأمكنة، وشخوصه متعددة كثيرة متشابهة حينا متباعدة أحيانا! أما رموزه فتحيل على إمكانات بعيدة تكاد لا تحصى!


صادمة هي رواية «المشرط» في مشرطها الذي تعمله في ظهور النساء، وفي لغتها التي توظف المعاجم غير المهذبة. والمتمعن في نصها ينفذ بسرعة إلى التعالق بين بنيتين تتبادلان الظهور، فتطفو الأولى حينا وتطفو الثانية حينا آخر، لكن أثرهما الواضح قوي حاضر.. إحداهما بنية بسيطة والأخرى معقدة ينبع هذا وذلك من الذات الساردة حينا ومن تداخل المتون حينا.. ومن صلة النص بالمرجع في أحايين متعددة أخرى!


والحق أننا إزاء أثر لا يني يحيل على المصنفات القديمة، لا بما يقول إنما بما يوحي به ويفضي إليه، وبالأحوال التي ينشئ.. فتحدث منها استيهامات كثيرة تطوح بالقارئ بعيدا، وتقتضي منه أن يبدل ذائقته في كل آن وحين! حتى لكأن مستقبل هذه الرواية ينبغي له أن يعدد أدواته ويغير صيغ تعامله مع نصوص آيبة من كل صوب محيلة على مناخات متباعدة ومدارات متعددة.. دون انقطاع عن واقع الناس في حلهم اليومي وترحالهم في أسواق حاضرة البلاد على هذا الوقت وفي غيرها من المدن والقرى والمداشر!


مرتكز الثقل في هذه الرواية المتمردة ما شاع يوما في بعض الحارات من إقبال أحدهم على إعمال المشرط في مؤخرات الصبايا.. مبالغة في الفتنة والإعجاب، أو وقوعا تحت طائلة الاستقباح الشنيع!


«من سيرة خديجة وأحزانها» عمل يعالج الكثير من الهراء والفوضى، حتى كأنه– محاكاة للتعبير الأثير عندي- مثل سوق شعبية في واحدة من قرانا الكثيرة.. على سفوح جبال مكثر أو ريف القيروان أو... غير بعيد عن دارات برقو وضواحي كسرى في الوسط التونسي الفسيح! من تلك الفوضى المدروسة جدا، أو قل من «اقتصاد الفوضى وتدبرها» ينشأ عمل رائق واضح الأرجاء. لهذا نقول إنه من السهل مع هذه الرواية أن نصرح أننا إزاء نص قد عمل على تجنب النقائص المفترضة التي يقع فيها من يقبل على تدبر هذا الفن الصعب!


عبر أدوات.. من قبيل الفقرات ذات الحروف الغليظة، أو الفراغات المحدثة قصدا، أو الرسوم المستعارة من الفن العالمي، أو السطور المستقيمة الكاملة، أو النجوم الفاصلة، أو العناوين الصريحة.. يمضي النص معلنا عن توتراته، كاشفا خباياه وتدافع أجزائه وقلقها وعدم ركونها إلى الدعة والسلم والاطمئنان!


هذا هو الانطباع الأول الذي يظفر به الخائض في أحداث هذه الرواية: نصوص متنافرة، وفقرات متدافعة، ووحدات قائمة فوق خواء من التتالي الخاضع لمبدأ «الضم» و«التداعي».. وعفو الخاطر والصدفة!


ولا نشك في أن النظر في هذه الفصول سرعان ما يوقفنا على السمة الغالبة على البنية، فالوحدات «تتالى» بقدر ما تخضع لمنطق آخر عكسي يمكن أن نلقبه مبدئيا «بمنطق التعاكس»! فالفصل لا يدعو الفصل إنما يفضي إلى فصول أخرى بعيدة!


إذا سلمنا بنجاح الكاتب في هذا، أو في إيهام قارئه بهذا، سلمنا بنجاح هذا البناء في إحداث حال من الفوضى المرغوب فيها.. التي لا تعدو أن تكون فوضى حياتنا، وحياة أمثالنا من أهل هذا الزمان.. في بلادنا وغيرها من أرض الله الواسعة!


واقعية تصدم الذائقة، وتناول فج لأحداث الحياة اليومية يرنو إلى إحداث صدمة قاسية، وتخييب الانتظار.


نلتقط هذه السمة، ونلح عليها، لأنها هنا تمثل القانون الكبير الذي تسير على هديه رواية «المشرط»، أو إنها تسير على «لا هداية!» إذ صح النحت! فهو من قبيل الضرب في صحراء التيه والفوضى حتى منتهاها! والرواية تريد إقناعنا بهذا في لفظها، ومعناها، ضمن هذا السياق نضع كلامها النابي، ورغبتها في التعامل مع المستقبح من الأفعال والألفاظ..!


هذا الشطط النابع من الرؤية المتحكمة في الرواية هو ذاته الذي نلاحظه في الشخصيات، كل الشخصيات، وإنها لكثيرة ذات أنواع وأقسام شتى ووظائف مختلفة، بل لعلها متناقضة أيضا! ذلك أن الوقوف على مبدأ التناقض والتنابذ لملمة لكل المستويات في هذه الرواية.


ينبع ذلك من شخوص الرواية.. فمنها التاريخي، ومنها النصي الذي يعيدنا إلى عالم الرسم، ومنها الأدبي، ومنها الواقعي الذي لا شاهد على وجوده إلا الكاتب.. فضلا على قرائن بعينها من واقع عاصمتنا ومقاهيها وحاناتها، وبعض الأماكن المخصوصة فيها.


من الشخصيات.. المخاخ، والعرافة، والرجل المحموم والضرس، والزوجة، والنيقر وبولحية، والسلطان شورب، وهندة، وسليم النادل. وسيدة الروتاند، والروتاند، وشارع بورقيبة، وابن الحجاج، والشهلاء الحمراء.. بيد أن أبرزها- سردا ودلالات- شخصية «النسناس» الذي كان كائنا أسطوريا/واقعيا مشطورا- مثل جسده- بين النص والمرجع.. أو قل بين النصوص والمراجع.. على تعددها واختلافها!


ويبدو أن ذكر «النسناس» هذا قد ورد في مصنفات كثيرة قديمة منها رحلة الغرناطي، وأخبار الزمان ومن أبادته الحدثان وعجائب البلدان والغامر بالماء والعمران للمسعودي، ومعجم البلدان لياقوت الحموي والحيوان للجاحظ.. فضلا على لسان العرب لابن منظور الإفريقي (جذر نسس). هذا الكائن المجزوء منشطر بين الواقع الوهم والحيوان والإنسان والنص والواقع.. يختزل رموزا مهمة تأخذ بجماع السرد والدلالة في هذا العمل الآسر الراغب في تنبيه القارئ من غفلته!


يحدث ذلك بالكلام النابي حينا، والمسترذل من الأفعال حينا آخر.. يقرب الشخصيات من بعضها البعض ويثير الأزمات بين شخصيات أخرى..


وحري بنا، بعيدا عن الناظرين بعين واحدة، أن نقف على تقاطعات شتى بين مدونات متباعدة في الظاهرة لكنها في جوهرها تنهل من المعين ذاته.. غزيرا كان أو ضنينا شحيحا. لهذا نلاحظ هنا أن هذه الرواية ضرورية اليوم، لدى مفتتح الألف الثالثة للميلاد، لإعادة تمثل روايات كثيرة ظهرت تباعا منذ ثلاثينات القرن العشرين حتى طور التسعينات، وألقت السؤال الحارق ذاته: من ترى يصدق هذا الهراء!؟ .. لكن أهو هراء!؟..



*كاتب وناقد تونسي.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 108 ( الأعضاء 0 والزوار 108)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 04:19 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.