احصائيات

الردود
1

المشاهدات
1050
 
أحمد راشد أحمد محمد
من آل منابر ثقافية

أحمد راشد أحمد محمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Dec 2020

الاقامة
مصر - أسيوط - أبوتيج

رقم العضوية
16549
01-09-2021, 02:15 AM
المشاركة 1
01-09-2021, 02:15 AM
المشاركة 1
افتراضي غير متاح بالمرة
تنظر إلى عقارب الساعة بتوتر، تصب جام غضبها على تلك الشحاذة الصغيرة التي تلح عليها، يزداد انفعالها كلما مرت الدقائق، فتلعن وسائل المواصلات، تخشى أن تتأخر عليه كالعادة، فتكون النهاية، لم تتعود من قبل على هذا المزاج العصبي، وتلك الشخصية المتسلطة وذلك الحب المفعم بريح القوة وذرات الوهن، كثيرا ما أقنعت نفسها بأنها لا تحبه ولكنه يسكن ما تبقى من ضميرها الغائب، وقلبها الميت .
يحدد لها خطواتها، ويحذرها من المطبات بالرغم من بعد المسافات، أخيرا يصل الأتوبيس مزدحما كالعادة، تنحشر بين الكتل اللحمية المتراصة، تنظر إلى الجالسين باستعطاف فيلوون أعناقهم بعيداً عنها، يخيب ظنها في الجلوس، تحاول أن تلهمه الصبر برنةٍ بسيطة تفاجأ بأن هاتفه غير متاح .
تزداد لديها درجات التوتر، وتشعر بأنها تنقسم على نفسها، تعاود الكرة مرة أخرى، فينعدم أملها في الرد، تحاول للمرة الثالثة، فربما لا يخذلها هذه المرة، لكنه يفعل ، غير متاح .
هي لا تعرف أحداً في هذا البلد الواسع، كيف تعود لتقطع كل هذي المسافات البعيدة، وقد أظلمت الدنيا من حولها ، تتذكر شهامته المفرطة، وخوفه عليها، تستبعد الفكرة ، تشعر بمن يحتك بها، تحاول الابتعاد، فتتحرك يميناً، يصر على التحامه، تتحرك مبتعدة قدر استطاعتها نحو اليسار، بينما يضغط عليها بقوة، تصرخ في وجهه، يردها بالشتائم .
تمتلئ عيناها بالدموع، يتبرع أحد الركاب ويجلسها، تستنجد بالمحمول مرة أخرى، فيصر على أنه غير متاح، تتأكد بداخلها فكرة الخذلان، فتسرع بكتابة تلك الرسالة : "أنا داخله على رمسيس ، أرجوك رد عليّا ، أنا لوحدي والدنيا ليل
تستجيب رسالتها هذه المرة، تسرع في طلب الرقم، فتعاودها خيبة الأمل، وتتأكد من إغلاقه للهاتف مرة أخرى، يصل الأتوبيس إلى مكان اللقاء، تبدو واجهة المحطة كعملاق كبير يلتهم الأفراد المسرعين و يلفظهم منهكي القوى، تبحث بعينيها فلا تجده، تتفحص الأركان ذهابا وعودة، تنظر إلى كل السيارات، تترقب كل الطرقات بلا فائدة.
تقترب من كشك الجرائد، تشتري الجريدة التي يحبها، تتسامر مع طفلة صغيرة، فتستجيب لعطشها الأمومي، تساعد عجوزاً في اجتياز الطريق، تهرب من نظرات الشبان المتلصصة على عينيها مرة وعلى قوامها مرات، تنهر هذا الذي اقترب منها، تنتهي من كل شئ يمكن فعله ، تيأس من قدومه ، تقرر العودة، تتفادى العربات المسرعة، يلتهمها الزحام .


قديم 01-21-2021, 11:46 AM
المشاركة 2
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: غير متاح بالمرة
أخي الأستاذ راشد
أهنئك على هذا الأسلوب المشوق في السرد
أحسست أن المشهد متقن ، فما بين تسارع وتباطؤ كانت المشاهد المشوقة المتلاحقة تجذب القارئ بقوة إلى حيث النهاية المخيبة للظن
غير متاح بالمرة
لكن انشغالات البطلة في أمور إيجابية ، فهي دعو صارخة إلى البعد عن اليأس في أشد ساعات الليل حلكة
قصة متينة بلغتها وتصاويرها
تحية ,,, ناريمان


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: غير متاح بالمرة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الاستاذ علي هزايمه- نباح غير مباح علي هزايمه منبر الحوارات الثقافية العامة 1 02-05-2021 05:56 PM
يوم غير عادي بالمرة (خاطرة و قصة رمزية) طارق خنفير منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 15 11-19-2014 07:34 PM

الساعة الآن 12:49 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.