احصائيات

الردود
6

المشاهدات
4834
 
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري

اوسمتي


عبدالحكيم ياسين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
155

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Sep 2007

الاقامة

رقم العضوية
3999
10-17-2014, 08:53 PM
المشاركة 1
10-17-2014, 08:53 PM
المشاركة 1
افتراضي كلام في النقد


لكي يكون لك رأي في النقد الأدبيّ..
يجب أن يكون لك رأي في الكتابة الأدبيّة ..
ولكي يكون لك رأي في الكتابة لابدّ لك من شغف بالقراءة ..
ولكي تقرأ ..يجب أن تتعلّم ذلك..كيف تقرأ ؟ وماذا تقرأ؟ وكم ؟
والمكتوب فعل يصادف عندك ردّة له..يؤثّر فيك إن لم تبتعد عنه كفاية ..
ولن تفهمه إن لم تقترب بالقدر اللازم لذلك ..
وتتقاذف الرياح شراعك كثيراًقبل أن تخطّ طريقاً يوصلك إلى موقع صالح للرؤية ..
موقع تنطلق منه إلى آفاق أرحب ومواضع أعلى ..
وفي المحصّلة فإنّ الناقد قاريء يقارن ويقيس النصوص بالأدوات التي يملكها ..
ويحاكمهاإلى الدروب التي سلكها وبالمنطق الذي يفكّر به ومن الزاوية التي يقف فيها..
وقبل أن تنتقد ..اسأل نفسك لماذا أقرأ ؟ ولماذا أكتب ولماذا انتقد ؟
وعندما تتوفّر لديك إجابات مستقرّة نسبيّاً ..يحكمها منهج متوازن ..
تكون قد امتلكت نقطة ارتكاز تنطلق منها صوب عالم النقد ..
حيث ستصادف من يوافقك الرأي كلّياً ..
ومن يختلف معك في بعض النقاط .. ومن يرفض كلّ ماتقوله ..
وبقدر اتّساع شريحة من يتفاعلون معك وبقدر تأثيرك بهم يكون مقدار حضورك ..
ولكن مهما يكن من أمر فكن أنت نفسك ولاتكن صدى لغيرك ..
فالصدى يتلاشى والأصالة تبقى مع بقاء طلاّبها..
وأظنّها حاجة إنسانية ..تبقى مع بقاء الإنسان ..
وهي موقف قائم على الاعتراف بوجود ثوابت يجب الانطلاق منها حتّى لو افترضنا أنّها قابلة للتغيّر ..
فما هي ثوابتك ؟ هل تنظر إلى الواقع بحياد وتحاول توصيفه فقط بما تملك من أدوات رؤية وتحليل وتجميل ..
أم أنت من عشّاق تحوير الواقع ومزجه بالخيال ولايهمّك الحذف منه والمبالغة فيه
إذا خدم ذلك ماتريد قوله وما تعتقده من وجوب تعديل الواقع وتغييره عن طريق إعادة بنائه ورسمه ..
أم أنّك لاتلتزم منهجاً محدّداً وتستسلم لمشاعرك ولأحاسيسك وترى بها وتنطق من خلالها ..من أنت أيّها الناقد ؟
إذا كنت ممّن يلزمون أنفسهم بتوصيف الواقع فقط ..
فحاول أن تتفهّم رغبة الآخرين في القفز فوق ذلك وصولاً إلى رسم مايجب أن يكون بزعمهم ..
وكن أميناً لرسالتك التوصيفيّة وصف مايفعلون وقارن بين ماكتبوا ومارسموا وبين ماتراه أنت..
واحترم رؤيتهم ..وإذا كنت ممّن يخلطون الخيال بالواقع ..
فلاتحتقر من يسعون لاكتشاف الواقع وتسجيله كما هو واعلم أنّ ذلك ليس بالأمر السهل ..
لسببين :الأوّل هو محدوديّة قدراتنا وعجزها عن الإحاطة بالصور الكاملة ظاهرها وباطنها ..
والثاني هو عواطفنا ومزاجنا الذي يتحكّم به ألف عامل وعامل ..
ومن المشاعر التي تحول بيننا وبين قدرتنا على توصيف الواقع
الشعور بالخوف من عواقب مانكتب والشعور بالخجل من بعضه ..
ومن محدوديّة القدرات يصيبنا الشكّ في دقّة الصورة ومن سطوة
المشاعر يصيبنا الخوف من التحامل والانحياز وهي أشياء يصعب
تفاديها دائماً هذا إن لم تصبح داء مستعصياً ومرضاً مزمناً..
ولايخيفنّك مافي رأيك من بساطة ووضوح
فليس العمق سوى مستويات متراكمة من الشرائح الرقيقة البسيطة ..
والنقد هو في جانبه التحليلي عرض لتلك الشرائح وتقليب لصفحات كتاب يصعب فهمه
إن لم يقرأ صفحة إثر صفحة وفق الترتيب المناسب ..
والقراءات المختلفة رغم ذلك موجودة لاختلاف العقول والقلوب والأبصار ..
ولكي يكون لك رأي نقدي خاصّ بك يجب أن تبني هيكله وترسم ملامحه ..
وتلتزم مداخله ليسهل على المتابع لك أن يفهم ماتريد قوله ويدرك إلى أين تريد الذهاب..
وعندما تحاول الإجابة عن أوّل مايخطر في بالك من تساؤل ..وهو لماذا أقرأ ؟
قد تقول :أنا أقرأ لأتعلّم وأستمتع ..أي للانتفاع والاستمتاع ..
وهذا شوط في التأسيس لمنهجك النقدي ..إذ تفترض وجود مضمون مفيد ..وشكل وأسلوب جذّاب ..
ومن هناك تنطلق ..لتعريف ماترى أنّه مفيد ..فتقول :
الكتابة الأدبية تقدّم نوعاً من الخبرات الاجتماعية التي قد تكون شديدة الخصوصيّة
ولاتجاوز حدود كونها مجرّد معارف ممتعة لايمكن توظيفها في رحلة التكيّف مع الحياة ..
وقد تكون دروساً وعبراً يستفاد منها في ذلك ..فتجمع بين الفائدة والمتعة ..
وقد لاتقدّم المعرفة ولكنّها تبعث على التأمّل وتعطي المفاتيح ..
وعندما تنتقل من عالم القراءة إلى عالم الكتابة وتسأل نفسك لماذا سأكتب وتقول لها :
"أنا أكتب لأعبّر عن نفسي وأحقّق ذاتي وأسيل فوق الورق أحرفاً ترسمني فأرى مالا أعرف من نفسي وما أعرف ..
وأكتب للتواصل مع الآخر منتظراً أن أقترب منه أكثر ويقترب منّي فنحقّق حلماً مشتركاً أو نتجاوز معاً عقبة صنعها اختلافنا ..
أو أكتب لتوصيف واقع رغبت في رؤيته مختزلاً في نصّ قابل للتعديل والمراجعة والنقد..
أو أكتب لمجرّد الاستمتاع بإعادة بناء واقع غارق في الضباب أو متبخّر ومتراكض صوب السحاب "..
وبعد الفراغ من الكتابة تكون غالباً أوّل من ينتقد المكتوب ..
وترغب في الحكم على النصّ الذي لم تنشره بعد ويكون لك منهج لذلك ..فماهو منهجك في النقد؟
هل أنت من الذين يقسمون النصّ إلى شكل ومضمون ..
أسلوب وأغراض..جسد وروح..رموز ودلالات ..متعة وفائدة ..تقليد وإبداع ..قواعد وانعتاق منها..
وهل أنت ممّن يضعون في معصم الكاتب قيد المألوف عند النقّاد ؟
أم أنت من الذين يضعون في معصم الناقد قيود التحليق مع الكاتب حيث يذهب ؟..
فيكون بذلك هومن يقود النقّاد إلى فضاءاته فإذا انحطّ انحطّ النقد وإذا ارتقى ارتقى ..؟
أم أنّك ممّن يفصلون بين العالمين ويعتبرون النقد فنّاً يستمدّ موضوعه فقط من الكتابة
ولكنّه يتجاوزها إلى عالمه الأرحب غير الخاضع لحدود والمفتوح على بحر من المشاعر
والافتراضات المنطقيّة والخيالات اللامعقولة وصولاً إلى الجنون والغطرسة ..

-----------------


قديم 10-17-2014, 09:34 PM
المشاركة 2
خالد البلوشي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
من المؤسف حقاً أستاذ عبد الحكيم .. أن النقد بات للكثير من الناس مسألة إفراز عيوب فقط و بداعي التقليل من شأن الآخرين .. و لو أن النقد نُظر إليه بمفهومه المُقوّم و المُتمم للجوانب الإنسانية لكان خير وسيلة للتطور ليس في موهبة الإنسان وحسب بل لكافة وسائل المجتمع ..

شكرا على ما تكرمت به من نقاط مهمة جدا في كيفية التعامل و التطرق للنقد ..

أهديك هذا المقال للقراءة ..

النقد الهادف و الهادم ..

و تقبل فائق الود سيدي الكريم ..


الأَفكارُ مُعْفَاةٌ مِنَ الضّرِيبَة.

" كامدن "

*
twitter : @k4rak

قديم 11-03-2014, 09:55 PM
المشاركة 3
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


هناك نقدٌ هادفٌ و آخرٌ هادم ،
الشياطين تسكن بين تفاصيل النقد و مفاهيمه
عجزنا عن الخوض في النوايا
لابد لنا أن نعتبر من الأفعال.. ا
نُحِبُّ أن نَنْتقد و نكره أن نُنْتَقد ،
و قد عرّف العقاد:
النُّـقاد على أنهم أُناس فشلوا في ميولهم فتوجهوا للنقد ..
و في حياتنا سواء المهنية منها أو الإجتماعية:
نُصادف الكثير من المواقف التي .. يتسيّدها التوتر أحياناً .. و الرحابة في أحيانٍ أُخَر ،
فالغريزة هي التي تقود الإنسان و تجعله يقبل بالنصيحة أو ينفر منها وتصوّر له الفكرة من الأساس ..
و هل بُنيت على أسس هادفة أو هادمة ..

.. لن يزعجنا من ينتقدنا إن كان نقده هادفاً ...
و لكن سنستحضر مع كل هادمٍ .. المثل القائل : أيها الطبيب .. طبّب نفسك ..

قرأت نصّك الجميل واستخرجت منه الافكار الرئيسة
أشكرك على الإهداء وعلى التعقيب الكريم ومرحباً بك دائماُ
مع التحية والتقدير

قديم 11-11-2014, 07:10 PM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مرحباً استاذ
هل توافق العقاد في تعريفه للناقد ؟
شخصيا ارى بان دور الناقد يجب ان يتمحور على تفكيك النص واستخراج ما فيه من عناصر تأثير وقوة ونسبية قوة هذه العناصر هي التي توثر على جودة النص من عدمها . بمعنى قد نجد نص عبقري ويكون سر عبقرية النص في وفرة عناصر التاثير مثل الايدسلوب اللغة ووفرة المحسنات البديعية والعكس بالنسبة للنص العادي .

ولا يجوز باي شكل من الأشكال للناقد ان يسفه من المنتج الابداعي اذا ما كان الأساس الذي يعتمده هو تصورات مسبقة غير موضوعية وليست بالضرورة صحيحة لدى الناقد لان العقل المبدع يتجاوز دائماً عقول النقاد وقد يأتي العقل المبدع بجديد لا يتماشى مع القوالب الجاهزة وقد يحتاج النقاد لسنوات طويله لاحقة لمعرفة قيمته مثل تأخر اعتراف النقاد بتيار الوعي الذي اصبح بعد زمن من اهم اساليب الكتابة الابداعية .


*

قديم 11-13-2014, 09:53 PM
المشاركة 5
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


اهلاً استاذ
اوافق العقّاد في أن يعبّر عن رأيه ..
وأن يعبّر من شاء عمّا يريد في حدود المنطق والأدب ..
والمشكلة تكون عادة في توسيع تلك الحدود أوتضييقها ..
والنصّ الذي كتبته يعتبر النقد فنّاً إبداعيّاً ككلّ فنون الكتابة الأدبيّة
باستثناء أنّ موضوعه محكوم بما ينقده..
و قد يبدو في كثير من الأحيان وكأنّه صدى للكتابة..
والنقّاد ليسوا سواء..
فالكثير من النقّاد يقوّلون الكاتب مايرغبون هم في قوله..
ولإقناع القاريء بأنّهم مكترثون للنصّ ولكاتبه يضيفون بعض كلمات الثناء والمديح..
ومن النقّاد من يكون صادقاً في التحرّي عن مقاصد الكاتب ..
وبعض آخر يكتفي بتحليل النصّ كما هو مع إغفال شخص الكاتب ..
أمّا عن تسفيه المنتج بشكل فجّ ومباشر فهو غير مقبول ..
لا من الناقد.. ولامن غيره ممّن يرتدون أثواب النقد التي تبدو فضفاضة عليهم أو بالغة الضيق..
فالنقد نصّ لغوي ..له شكل وله مضمون ..
قد يعجبنا الشكل ولانجد في المضمون مايثير الإعجاب..
والمنتج النقديّ ليس دائماً وليد اللحظة ..بل هو ثمرة تراكم طويل..
ونتاج خبرات شخصيّة وإنسانيّة ..
وككلّ أشكال الإبداع اللغوي قد يكون للنقد امتدادات روحيّة تشبه الخيوط الخفيّة
التي ينسجها مخلوق غائب حاضر يتدخّل في لحظات الإدهاش بطريقة لايمكن شرحها
ولاتخضع للقوننة ولاللقواعد والعلاقة مع هذا المخلوق ليست مستقرّة تظهر وتختفي
مع زيادة المعاناة أو في فترات التأمّل او حتّى بالممارسة ..والمران ..
وقد يقصّر النقّاد في اللحاق بركب الإبداع ولكن إذا كان النصّ لم يحظ لا باهتمام القرّاء
ولاباهتمام النقّاد الّا بعد زمن فليس ذلك بمهمّ مادام النصّ استوفى حقّه من الانتباه
أخيراً..ومن يدري...
فقد يكون المبدع قادراً على الوثب إلى المستقبل ..
ورغم ذلكيكون عاجزاً عن التعامل مع الحاضر..
إمّا لعجز لديه هو..
أو لرداءة الزمن وامتناع القابليّة لاحتضان مادة الإبداع أو شكلها ..
وماالأزمان إلّا أهلها ..
فإذا كانوا منشغلين عن تأمّل الزهور بالعطاس فماذنب الزهور..
وهجر المقروء لايقلّل من شأنه ..
فقد هجر الناس ماهوخير آلاف المرّات ممّا لم يهجروه ..
إن كانت تجوز المقارنة ..

قديم 11-13-2014, 09:57 PM
المشاركة 6
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
متصفحي لم يظهر فيه خيار تعديل المشاركة
وبعد تغيير المتصفح ظهر الخيار
أشكر الإدارة الكريمة
جزاكم الله كلّ خير

قديم 11-14-2014, 03:15 AM
المشاركة 7
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مع الشكر الجزيل


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: كلام في النقد
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كلام لغزة عبدالحليم الطيطي منبر البوح الهادئ 5 04-17-2024 11:42 AM
مأدبة أم كمال سعيد مقدم أبو شروق منبر القصص والروايات والمسرح . 3 05-31-2020 12:46 PM
مجرد كلام زهرة الروسان منبر القصص والروايات والمسرح . 0 04-17-2018 06:09 PM
من كلام الحكماء ،،،، مراد بن الحسن المعافا منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 4 12-07-2014 09:55 AM
كمال داود مفاجأة جائزة الغونكور الأدبية.. روائي جزائري الروح : بقلم كمال زايت ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 0 11-23-2014 02:07 PM

الساعة الآن 11:10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.