احصائيات

الردود
2

المشاهدات
5960
 
جبار دهر جبار
يتيم الدهر

جبار دهر جبار is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
26

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Dec 2005

الاقامة

رقم العضوية
695
01-02-2013, 10:53 AM
المشاركة 1
01-02-2013, 10:53 AM
المشاركة 1
افتراضي قراءة نقدية فى قصيدة " بوح الحروف "
قراءة نقدية فى قصيدة " بوح الحروف "
من ديوان ( نهد الكلمات )
للشاعرة التونسية : ألفة العبيدى



هذه قراءة نقدية موجزة فى قصيدة " بوح الحروف " للشاعرة التونسية ألفة العبيدى فى ديوانها ( نهد الكلمات ) ؛ وقبل أن نتناول القصيدة يسمح لنا القارئ الكريم فى أن نتوقف قليلا أمام عنوان الديوان .
عنوان الديوان :
عنوان الديوان هو ( نهد الكلمات ) والنهد : الثدى وهو الشئ المرتفع ومعناه أيضا القوى الضخم ؛ والشاعرة تحول كلماتها الى انسان له نهد ؛ والنهد رمز لأنوثة المرأة وتستخدمه فى الرضاعة ؛ لذا فان الشاعرة تقول فى قصيدتها " بوح الحروف " : ( وقصائدى حبلى تنجب لى الوليد ) ؛ وهذا يعنى ان الشاعر قادرة من خلال قصائدها انجاب الوليد الذى سيقود بلاده ليكون ابنا من ابناء ثورة الياسمين ؛ وهذا هو دور الشعر كما تراه الشاعرة ألفة العبيدى
ولا نستطيع أن نتناول قصيدة " بوح الحروف " دون أن نتوقف أيضا عند عنوانها .
عنوان القصيدة :
عنوان القصيدة هو " بوح الحروف " ؛ والبوح هو بوح المرء بأفكاره أو مشاعره دون قصد أو بلا وعى ؛ وهذا يعنى لنا كقراء أن الشاعرة سوف تتحدث الينا فى قصيدتها معبرة عن أفكارها الشخصية دون قصد أو بلا وعى كمنولوج داخلى ؛ من خلال حروف قصيدتها ؛ مما يعكس لنا صراحتها وصدق مشاعرها .
ويلاحظ القارئ الكريم للوهلة الأولى أن هناك انسجاما وارتباطا مقصودا بين عنوان القصيدة " بوح الحروف " وعنوان الديوان ( نهد الكلمات ) ؛ وذلك من خلال العلاقة بين الكلمات والحروف اذ تنحصرالكلمات فى ثلاثة أنواع : فعل واسم وحرف .
تقول الشاعرة فى مفتتح القصيدة :
( انسلخ ....من وهمى
الى قطرة غيث
الى حلم شعب
أنسلخ ..من نفسى الظامئة
أقيم بوجهى هناك ...بعيدا حيث لا ترانى أنسلخ
أقمت مراسم الدفن لطيف كاد يتعفن
ولم تحضر لمراسم العزاء ؟ ؟ ؟ )
تبدأ الشاعرة قصيدتها بالانسلاخ من خلال الفعل المضارع " انسلخ " ؛ والفعل المضارع هو ما يدل على حدوث شئ فى زمن التكلم أو بعده أما انسلخ : نزع نفسه ..انسلخ من جلده ؛ وانسلخ : انقضى ومضى وغادر .
ويتناص الانسلاخ مع الملحمة الاغريقية " التحول " لأوفيد ناسو وفيها تتحول الآلهة الى بشر وتنسلخ عن طبيعتها ؛ كما نجد الانسلاخ فى الأساطير الاغريقية من خلال " زيوس " وهو كبير الآلهة الذى ينسلخ عن طبيعته تاركا جبل الاوليمب فيطارد النساء الجميلات ليراودهن عن انفسهن فى هيئة شاب وسيم .
أما الشاعرة ألفة العبيدى فأنها تنسلخ عن نفسها من وهمها الى قطرة غيث ؛ فكأن هذا المطر يجعلها تصحو كى تتطلع الى ثورة الياسمين التى قام بها الشعب التونسى ضد فساد حكامه ؛ فتغادر نفسها الظامئة لتقيم فى أحلامها المجهضة كأنها " أحلام يقظة " كما يطلق عليها علماء النفس
( أقمت مراسم الدفن لطيف كاد يتعفن
ولم تحضر لمراسم العزاء ؟ ؟ ؟ )
تقيم الشاعرة مراسم وشعائر الدفن لطيف كاد يتعفن ؛ والدفن هو الستر ؛ أما الطيف معناه الخيال الطائف ؛ وهو ما يراه النائم ؛ فبينما تقيم الشاعرة شعائر الدفن لهذا الخيال الطائف بها الذى كاد يتعفن فان المحبوب لم يحضر السرادق الذى أقامته الشاعرة لتقديم العزاء .
تقول الشاعرة :
( آسفة ..
لا تلومونى فأنا أسيرة رياح الترحال
أسافر مدى الأزمان بلا زاد
تحملنى الوصايا كالسندباد
أجوب الموانى
أجوب البلاد
طريقى خبايا ...وعشقى ينير الثنايا )
تتأسف الشاعرة للمحبوب ؛ وتعتذر اليه وتناشده بألا يلومها لأنها أسيرة الترحال ؛ فهى قد تعودت على السفر عبر حياتها ؛ بالرغم من عدم امتلاكها للمال اللازم ؛ كما لو كانت تتقمص شخصية " سندباد " فى رحلاته السبع الأسطورية دون كلل أو تعب ؛ فهى تجوب الموانى و البلاد لأنها تشعر بالغربة فى وطنها ؛ وهو ما يطلق عليه النقاد المتخصصون اسم " الاغتراب " ؛ وذلك من خلال رواية ( الغريب ) للروائى الفرنسى " البير كامى " الفائز بجائزة نوبل عام 1957 ؛ وفيها نجد " ميرسو " نموذجا للشخصية التى تعيش على هامش المجتمع _ فى حالة اغتراب _ وترفض الاندماج معه والانصهار داخله ؛ ف " ميرسو " يرفض واقعه ويشعر بغربة تجاهه .
تقول الشاعر فى نهاية القصيدة :
( وحين أبكى
لا أستعمل مناديل الصبايا
وقصائدى حبلى تنجب لى الوليد
وحروفى تجيد البوح ....والكتمان
قصائدى ... ألوان أرتلها
لمهجتى و آلامى ..
بعنوان : " اكرام الميت دفنه " )
تلجأ الشاعرة الى الاغتراب من خلال اللجوء الى كتابة القصائد فمن خلالها تعبر عن أفكارها ومشاعرها مما يعنى خلق جيل جديد قادر على كل ثورة ياسمين غلى أرض تونس الخضراء ؛ والشاعرة تعتمد على تمكنها من أدواتها الفنية عبر الصياغة من خلال كلماتها الواضحة الصريحة ؛ وعلى مهارتها فى استخدام " التورية " عندما تتلاعب فى معانى كلماتها لتبوح حروفها بمزيد من المعانى ؛ فتقول فى ختام القصيدة :
( وحروفى تجيد البوح ..والكتمان
قصائدى ..ألوان أرتلها
لمهجتى و آلامى
بعنوان : " اكرام الميت دفنه " )
وتكتب الشاعرة قصائدها فى أغراض متعددة وصنوف شتى من الابداع فترتلها ترتيلا ؛ معبرة عن آلامها كشخصية تشعر بالاغتراب فى واقعها ؛ فاذا لم نجد لكتابتها صدى ؛ فانها تكتمها و تدفنها فى صدرها كما أشارت فى قولها ( اكرام الميت دفنه ) .
ان قصيدة " بوح الحروف " تقدم لنا الشاعرة التونسية ألفة العبيدى كمبدعة عربية تجيد " البوح " عن مشاعرها كفنانة صادقة جاءت الينا من " نهد " ثورة الياسمين الخضراء

أتمنى أنها نالت أعجابكم ..


قديم 01-02-2013, 11:20 AM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الاستاذ جبار دهر جبار

ارحب بك كل الترحيب وبهذه القراءة النقدية.


قديم 01-02-2013, 02:53 PM
المشاركة 3
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
ارجو ادراج القصيدة اذا امكن بشكل كامل لاتاحة الفرصة للاخرين لقراءاتها وربما المشاركة في الغوص في ثناياها. واذا امكن السيرة الذاتية للشاعرة.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: قراءة نقدية فى قصيدة " بوح الحروف "
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قراءة نقدية لديوان "لهيب السواحل" للدكتورة عدالة جرادات، بقلم د. عبد المجيد جابر اطمي ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 5 12-18-2023 08:10 AM
قراءة دلالية في ومضة الكاتبة الأردنية رندا المهر "جاهلية" قراءة دلالية فنية – أيمن در أيمن دراوشة منبر القصص والروايات والمسرح . 1 12-20-2020 12:11 AM
قراءة نقدية في ديوان "حرف وأمل" للشاعرة أمل سليمان بقلم د. عبد المجيد جابر اطميزة ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 01-13-2018 06:48 PM
قراءة في قصيدة "إلى البحرِ أطوي كُلَّ مَوجٍ..." للشاعر عبد اللطيف غسري عبد اللطيف غسري منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 22 05-19-2013 12:32 PM

الساعة الآن 02:17 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.