احصائيات

الردود
0

المشاهدات
2767
 
محمد القواسمه
من آل منابر ثقافية

محمد القواسمه is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Mar 2014

الاقامة

رقم العضوية
12777
04-03-2014, 09:39 AM
المشاركة 1
04-03-2014, 09:39 AM
المشاركة 1
افتراضي كتابة الشعارات على الجدران في الجامعات
كتابة الشعارات على الجدران في الجامعات

تعود أصل كلمة كتابة الشعارات إلى جذور لاتينية ، بينما ألان تعني الكتابات والرسومات والعلامات والشعارات المعادية المكتوبة على الجدران في الشوارع ( Russell2008) . وتُعرف بكافة أشكالها على أنها تلك الفراغات المشتركة معا لصياغة قراءات تقرئها العامة. (Rodriguez and Clair 1999). كما تكمن الجدران البيضاء
[ الخالية من الكتابات] فرصا ذهبية كملاذ للبعض لكتابة أرائهم المختلفة وتصبح كتبا مفتوحة تحاكي قصصا مختلفة . وبإيجاز ، هي ظاهرة رمزية معقدة (Mac Donwall 2006) وتعكس المشاركة بها النواحي الثقافية والاجتماعية لكتابتها
( Iddings , Mc Cafferty and Da Dilva2011) وتعكس تفاعلات الفرد نحو بيئية ( Klingman and Shalev 2000).
فيما عدّ الناس في العصور القديمة أن الجدران هي السبيل الوحيد لحماية خصوصياتهم وتحافظ على سلامتهم أيضا. ومن جهة أخرى ، فإن كتابة الشعارات بحسب منظور تاريخي هي أداة توثيق تاريخي لتأكيد استيطان بشري عبر زمن من الأزمنة وداخل أماكن محدودة كما هو الحال في الاكتشافات في المواقع الأثرية ( Russell 2008).
إن كتابة الشعارات هي ظاهرة واسعة الانتشار على مستوى العالم، وليس الأردن دولة مختلفة عن باقي ومثيلاتها من لدول. فقد وُجدت كتابات مختلفة ، حيث تم ملاحظته كتابات تعبر عن قضايا شخصية على أسوار المدارس وألقاب أشخاص حُفرت على المقاعد وجذوع الشجر وحتى الممرات لم تسلم من كتاباتهم حول قضايا سياسية ، وإطراءات لتشجيع فريق رياضي ما على جدران قاعات التدريس كذلك. وعلى الرغم من ملاحظة الكتابات أينما كنت، فهي تنتشر في الجامعات الأردنية بما فيها جامعة العلوم والتكنولوجيا. فقد سجلت ملاحظات عن تلك الكتابات بشكل كبير على مقاعد الدراسة والجدران والحمامات والمرافق الأخرى ؛ حيث يغطي الحرم الجامعي ما مساحته 30 ألف دونم. وحيثما وُجدت تلك الكتابات وُجد معها الانحرافات السلوكية والأفعال الغير مبررة (Taylo 2010). و البعض يشير إلى فائدة لوجود تلك الكتابات في المجتمع. وليست هي دائما ردة أفعال إجرامية لزمرة ما ؛ فالجانب الايجابي منها يؤخذ فعلا بالحسبان من خلال وجهات نظر العلوم الوظيفية وتطبيق نظريات العلم العمليات العقلية والحركية؛
أولا: إن كتابة الشعارات هي وظيفة ذات معنى لدى البعض بالاستمتاع في كتابتها ، والعلم الوظيفي- ذلك العلم الذي يدرس مختلف النشاطات التي يقوم بها الأفراد والمجتمعات تشاطرهم تلك المنفعة- هو دراسة الإنسان على أنه كائن وظيفي (Yerxa 1993). ولهذا السبب ، فإن العلم الوظيفي هو أداة تحقق في المجالات والاهتمامات والنشاطات ومنها ما تطبقه جامعة العلوم للبحث في كتابات الطلبة.
ثانياً: الكتابات الطلابية هي انعكاسات مشاعر الطلاب الداخلية في معظم الأحيان (Othen-Price 2006). وعند تتبع أصل العلم نجده يعود إلى مفاهيم النظرية الحركية- النفسية التي من شأنها تفسير اندفاع الطلاب للكتابة على الجدران التي تعبر عن مشاعرهم وأرائهم بمثابة منظور يساعد المسئولون عن شؤون الجامعة لإيجاد طريقة أفضل في إعداد برامج تخدم الطلبة.
وكم تما مناقشته أنفا، يمكننا القول بأن كتابة الشعارات هي نشاطات يقوم بها الطلاب خلال أوقات الاستراحة بين المحاضرات. وتهدف هذه الدراسة إلى البحث في تفسير المعاني الدفينة وراء كتاباتهم للشعارات ، وكذلك معرفة مدى انعكاسها على حياتهم الجامعية. وببساطة، ما الاهتمامات التي تُشغل وقتهم؟ وما نأمل من هذه الدراسة هو الخروج بفهم أفضل حول حاجاتهم ومشاكلهم، وفهم أحاسيسهم تجاه حياتهم الجامعية. منطلقين من المضامين والحلول لبعض المشاكل الشائعة في الجامعات وتقديمها بشكل أفضل. وشمل بعض تلك المشاكل: تدنى علاماتهم في الامتحانات وهدر وقتهم دون فائدة تُرجى والعنف الجامعي.
وفي ضوء ما يريدونه الطلاب عموماً من تلك الكتابات هو أن يدعوا الآخرين يشاركونهم في أرائهم وبالتالي هو جزء من ممتلكاتهم الشخصية. لذا يصعُب الحصول على موافقتهم لمعرفة ما يقومون بكتابته على الجدران، كما يصعُب أيضا إجراء مقابلات مع من عُرف منهم. تم استنتاج بعض النتائج الأولية من التحليل الأساسي لطلبة إحدى الجامعات في الأردن ممن قام بكتابة الشعارات ، وشمل التحليل العناصر التالية:
1- ندوة التواصل.
2- معرفة إحساس من كان ضحية علاقة غرام ، أو صداقة ، أو من كان ضحية دراسة ما.
3- توثيق زمن ووقت وأحداث شعور شخص بذاته.
4- وسيلة للترفية والسُخرية.
ندوة تواصل:
عكف كاتبو الشعارات على استخدام جدران الجامعة كوسيلة تواصل مع الطلبة الآخرين، فمنهم من كان يبحث عن نصيحة والآخرون يقيمون بالرد عليهم على نفس الجدار. فيما تباين نوع القضايا ، منها ما كانت أكاديمية ، وحول علاقات شخصية ، أو حول مواضيع عامة. وفي واقع الأمر ؛ فإن بعض الكتابات كانت تشمل أسئلة متعددة الإجابات بين ممن كتبوا وممن يردون عليها. وهذا يؤكد بأن كاتب الشعارات الأول يتوقع من كاتب أخر أن يرد على كتاباته. ومن هنا تبدأ ندوة تواصل بينهم.
انعكاسات أن يكون الشخص ضحية:
إن بعض الطلاب الذين لجئوا لكتابة الشعارات يُعدوْن ضحايا لقصصٍ ما. منهم من كان يكتب قصائد شِعر، أو يكتب أغاني ، أ يكتب حول موضع عام ليثير مشاعر الآخرين تجاهه. من المواضيع: مشاكل في العلاقات ( كأن يكون الطالب ضحية عِشق) ، أو مشاكل في الصداقة ( كأن يكون الكاتب ضحية أصدقائه وزملائه). أما المشكل التي اتسمت بالطابع الأكاديمي كانت حول اختيار تخصصهم ، أو امتحاناتهم ( كأن يكون الطالب هو الضحية بعينه).
توثيق شخص بذاته ووقت وأحداث تاريخية:
إن الكتابات حول أحداث تاريخية على جدران جامعة العلوم والتكنولوجيا كانت محط انتباه الجميع ، ومن الأمثلة أن الكتابات تعود لطالب حدثت في وقت وتاريخ مُحدديْن . وبعضهم يعمد على توثيق أي نوع من كل تلك الأحداث. منهم من يكتب اسمه ولقبه وكأنهن يقول:" أجد نفسي هنا على هذا الجدار." ومنهم من يوثق أن وجوده معهم في الجامعة يستحق أن يُخلّد في ذاكرة الآخرين والبعض الأخر وثّق تواريخ وأزمنة مهمة جداً له ويريد مشاركة الآخرين قائلاً:"أنا موجود هنا في هذا الوقت تحديدا." زمنه من يشارك الحدث بأكمله ويكتب تفاصيله ، غير انه مجرد وقت لو شخص ما ، قائلاً:" أنا موجود هنا في تلك اللحظة التي اكتب فيها." توجد العديد من الكتابات التي كشفت عن انتساب وعضوية غالى أندية ومجموعات ما. ومنها انتساب لمجموعات سياسية ، أو دينية، أو عائلية، أو جغرافية ، أو رياضيّة، أو اجتماعية – ذكرية أم أنثوية كانت. فالبعض بعكس كبريائه في المجتمع ، والبعض الأخر يذهب وراء ذلك بعيداً ليصل الحدّ إلى إيذاء الآخرين بما فيه مجموعته.
المتعة والسُخرية:
تتسم العديد من الشعارات المكتوبة على الجدران بالمزاج الفكاهي الذي يكتب به الطلاب؛ فالبعض يتناول جانب ساخر ليفضفض عن همومه ومشاكله عن: الاختبارات و الأساتذة و الصعوبات التي يواجهوها في بعض التخصصات.
وبالختام تكشف لأسباب التي تقف وراء تلك الظاهرة - أي ظاهرة الكتابة على جدران الجامعات- عن كماً هائلاً من المعلومات حول كيفية قضاء الوقت والحاجات والمشاكل التي يعاني منها الطلاب. وإذا قمنا بإيجاد برامج ونشاطات لا منهجية؛ فإنها عندئذ تخدم الطلبة. لأن كتابة الشعارات هي الدلالة الأولى على وجود مشاكل لديهم، نحترس على عدم وقوعها. كما يمكننا تجنب العنف الجامعي حال ملاحظة المشكلة قبل وقوعها (Peters 1990). فتحليلي انعكاسات الكتابة يكمن خلف مشكلة دفينة أوشكت على الظهور للعنان.



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: كتابة الشعارات على الجدران في الجامعات
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتابة فتحية الحمد منبر البوح الهادئ 3 10-13-2012 10:24 PM

الساعة الآن 02:47 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.