احصائيات

الردود
11

المشاهدات
9141
 
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي


ساره الودعاني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,905

+التقييم
0.34

تاريخ التسجيل
Sep 2008

الاقامة

رقم العضوية
5654
04-09-2011, 12:46 PM
المشاركة 1
04-09-2011, 12:46 PM
المشاركة 1
افتراضي || عبدالرحمن منيف ومدن الملح ||







نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


عبد الرحمن منيف (1933 - 24 يناير 2004) أحد أهم الروائيين العرب في القرن العشرين حيث استطاع في رواياته أن يعكس الواقع الاجتماعي و السياسي العربي , و النقلات الثقافية العنيفة التي شهدتها الممجتمعات العربية خاصة في دول الخليج العربية أو ما يدعى بالدول النفطية . ربما ساعده في هذا أنه أساسا خبير بترول عمل في العديد من شركات النفط مما يجعله مدركا لاقتصاديات النفط , لكن الجانب الأهم كان معايشته و إحساسه العميق بحجم التغيرات لاتي أحدثتها الثورة النفطية في صميم و بنية المجتمعات الخليجية العربية .

يعتبر منيف من اشد المفكرين المناوئين لأنظمة كثير من الدول العربية. من اشهر رواياته "مدن الملح" التي تحكي قصة إكتشاف النفط في السعودية وهي مؤلفة عن 5 أجزاء، ورواية شرق المتوسط التي تحكي قصة المخابرات العربية وتعذيب السجون.


ولد عبدالرحمن منيف في عمان - الأردن عام 1933 عن اب سعودي وام عراقية. درس في الأردن إلى ان حصل على الشهادة الثانوية ثم انتقل إلى بغداد والتحق بكلية الحقوق عام 1952 ثم انخرط في النشاط السياسي هناك أنظم إلى حزب البعث إلى ان طرد من العراق مع عدد كبير من الطلاب العرب بعد التوقيع على حلف بغداد عام 1955 لينتقل بعدها إلى القاهرة لإكمال دراسته هناك. في عام 1958 انتقل إلى بلغراد لإكمال دراسته فحصل على الدكتوراه في إقتصاديات النفط لينتقل بعدها إلى دمشق عام 1962 ليعمل هناك في شركة نفطية ثم انتقل إلى بيروت عام 1973 ليعمل هناك في مجلة البلاغ ثم عاد إلى العراق مرة اخرى عام 1975 ليعمل في مجلة النفط والتنمية. غادر العراق عام 1981 متجها إلى فرنسا حيث كرس حياته هناك لكتابة الروايات ليعود بعدها إلى دمشق عام 1986 حيث عاش فيها حتى توفي عام 2004. و بقي إلى آخر إيامه معارضا للإمبريالية العالمية , كما اعترض دوما على الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 رغم انه كان معارضا عنيفا لنظام صدام حسين .

عماله

ربما يكون عمله الأبرز هو رواية (مدن الملح) في خمسة أجزاء : يصف الجزء الأول التغيرات العميقة في بنية المجتمع البدوي الصحراوي بعد ظهور النفط , في الأجزاء الثاني يبدأ بوصف رجال الأعمال الذين وفدوا على المنطقة الخليجية و دخولهم في تحالفات مع حكام المنطقة , الأجزاء الثلاثة الخيرة تصف التحولات و التفاعلات السياسية في شبه واضح مع تاريخ حكام آل سعود , هذه الرواية صنفته سريعا كمعارض لنظام الحكم السعودي و منعت رواياته من دخول المملكة العربية السعودية و كثير من الدول الخليجية .


الرواية الأخرى التي أحدثت ضجة في العالم العربي كانت (شرق المتوسط) , التي تعتبر أول رواية عربية تصف بجرأة موضوع التعذيب في السجون خاصة التعذيب التي تمارسه الأنظمة الشمولية العربية التي تقع شرق المتوسط في إشارة واضحة للنظام السوري و العراقي .


لاحقا ألف منيف جزءا آخر من شرق المتوسط أسماه : (الآن ..هنا) أعاد به الحديث عن التعذيب في السجون لكنه صورها هنا في بيئة أقرب لبيئة مدن الملح الخليجية .


ارتبط منيف بصداقة عميقة مع روائي عربي آخر هو جبرا إبراهيم جبرا , توجت هذه الصداقة مؤخرا برواية ثنائية , قد تكون من الأعمال الأدبية النادرة التي تكتب من قبل شخصين ربما على مستوى العالم , و النتيجة كانت (عالم بلا خرائط) , التشابك و التناسق الفني لهذه الرواية كان على درجة عالية يستحيل معها التصديق بأن هذا العمل مؤلف من قبل شخصين اثنين .


من أواخر أعماله : (أرض السواد) التي أراد ان يتحدث فيها عن تاريخ و مجتمعات العراق .


"مثل كثير من الفقراء الحالمين كنت أرسم على وجه السماء خيولا راكضة باستمرار، كنت أفعل هذا عندما تكون السماء شديدة الزرقة وليس فيها غيمة واحدة، وكانت هذه الخيول شديدة الجموح وشديدة القوة، وكانت تسافر دائما، وكنت أمتطيها باستمرار وأسافر، لكني في هذا السفر لم أكن أبحث عن شيء، أو أعرف شيئا، حتى جاء يوم مللت فيه أن أسافر ببلاهة هكذا، فبدأت أبحث عن أهداف لهذا السفر، لكن بحثي كله ضاع، وانتهى بلا جدوى، فقررت أن أتعلم القراءة، وكانت تلك هي البداية لرحلة عذابي الحقيقية على الأرض".


هذه الكلمات تكشف عن إحساس الأديب السعودي عبد الرحمن منيف بقرب الرحيل، وبها أيضا يمسك بأيدينا لندخل إلى حياته التي تمثل عملا أدبيا خالصا والتي تعد منظومة متواصلة من السفر والترحال والغرابة، حيث يعد الرحيل هو أهم ما يميز حياة هذا الأديب العربي الكبير، صاحب أكبر سداسية روائية عربية ظهرت حتى الآن، وتمت ترجمتها للغات العالم المختلفة، وانتشرت إبداعاته وتوزعت في بلدان الأرض؛ وهي سداسية "مدن الملح" بالإضافة إلى إنتاجه الروائي:



1) الأشجار واغتيال مرزوق (بيروت) 1973.

2) قصة حب مجوسية (بيروت) 1973.

3) شرق المتوسط (بيروت) 1975.

4) حين تركنا الجسر (بيروت) 1976.

5) النهايات (بيروت) 1977.

6) سباق المسافات الطويلة (بيروت) 1979.

7) عالم بلا خرائط بالاشتراك مع جبرا إبراهيم جبرا(بيروت) 1982.

8) الآن هنا أو: شرق المتوسط مرة أخرى (بيروت) 1999.

9) عروة الزمان الباهي.

10) لوعة الغياب.

11) أرض السواد ( 3 أجزاء).

12) بين الثقافة والسياسة.

13) رحلة الضوء.

14) ذاكرة المستقبل.

النشأة والتكوين


مع بدايات القرن العشرين أحكم الاستعمار الأوربي قبضته على بلدان العالم العربي، وعمل جل طاقته على تفتيت هذه البلدان، ووضع العراقيل والحدود التي تضمن له عزلهم والعمل على تشتيت قوتهم، ورغم ذلك كله كان هنالك من يضربون بتلك الحدود عرض الحائط، ومن بينهم رجل "نجدي" يسعى مع الساعين ضاربا في الأرض خلف الماء والكلأ، وتوقف بعض الأحيان في محطات معينة، فتوقف في العراق وفلسطين ومصر، وأثناء عودته إلى الجزيرة العربية توقف في عمان، وهناك تزوج بامرأة عراقية أنجبت له ولدا أسماه عبد الرحمن عام 1933، وعاد الأب إلى الجزيرة العربية لكنه مات في الطريق.


وهكذا نشأ عبد الرحمن منيف في عمان في مرحلة من أكثر المراحل أهمية في تاريخها وتاريخ القضية العربية، حيث بدأت قضية فلسطين تأخذ أبعادا جديدة، وتطورت، وازداد خطر الصهاينة وشرهم الذي كلل بهزيمة الجيوش العربية عام 1948.



الترحال


تلقى منيف تعليمه الابتدائي بعمان، حيث قضى أولى سنوات حياته التي تركت آثارا واضحة المعالم في بناء شخصيته، ويعترف "منيف" بذلك صراحة عندما كتب بعد ذلك عن تجربته بعمان وضمن ذلك في كتاب "سيرة مدينة.. عمان في الأربعينيات" يرصد فيه تاريخ هذه المدينة العريقة والتطورات التي طرأت عليها وأهم الأحداث التي وقعت بها، وأرخ لتحول عمان من بلدة بسيطة وادعة إلى مدينة اتسعت جبالها وسهولها وتلالها لأكثر مما اتسع مسرحها الروماني القديم.


غادر الفتى "عبد الرحمن" عمان واستقر ببغداد مواصلا تعليمه، والتحق بكلية الحقوق عام 1952، بينما حركات التحرر العربي على أشدها، والدول الأوربية تسعى بدأب لإجهاض هذه الحركات العربية، وانخرط منيف في المظاهرات الطلابية المعارضة لـ"حلف بغداد" باعتباره مؤامرة تستهدف النيل من الوطنيين العرب، وكانت النتيجة طرد عبد الرحمن منيف من العراق عام 1955، فيمم وجهه شطر مصر، حيث ملاذ الكثير من الوطنيين العرب، فاستكمل دراسته في جامعة القاهرة، وواصل العمل السياسي بل والاشتغال بقضايا وطنه العربي الكبير، كيف لا وهو العروبي بامتياز؟! ويشهد على ذلك تشعب انتمائه؛ فهو ابن لرجل سعودي وأم عراقية، وقد نشأ وتفتح وعيه في الأردن والعراق.


عاد منيف للترحال ثانية وسافر إلى يوجوسلافيا عام 1958م، وحصل على درجة الدكتوراة في جامعة بلجراد عن "اقتصاديات النفط"، ورجع عام 1961م ليعمل في الشركة السورية للنفط، وانضم لحزب البعث أحد معاقل القومية العربية، ثم سافر إلى لبنان عام 1972م للعمل في مجلة البلاغ. ثم عاد للعراق مرة أخرى ليترأس تحرير مجلة "النفط"، واستمر هاجس الثورة والتمرد داخله وكان سببا لما تعرض له من المحن والشدائد.



إسقاط الجنسية


شهد المشروع القومي العربي الذي يؤمن به منيف حربا شديدة من جهات مختلفة، ومن أكثر البؤر التي انطلقت منها هذه الحرب المملكة العربية السعودية. وكان من نصيب عبد الرحمن منيف إسقاط جنسيته السعودية، وسحب جواز سفره، ليجد نفسه وسط دوامة من الإبعاد والنفي. وعاد إلى الترحال والتنقل، فنجده يتنقل من بلدة إلى بلدة، ومن قطر إلى آخر، إما مبعدا أو منفيا، لكنه ظل متمسكا بما يؤمن به من أفكار وما يعتمل داخله من آمال وأحلام. ووسط التنقل والرحيل ووسط المشاق التي يخوض غمارها فاجأ الجميع بإصدار روايته الأولى "الأشجار واغتيال مرزوق" عام 1973، وكان هذا الحدث إيذانا بميلاد روائي كبير كان له أثره الواضح على طريق الرواية العربية الحديثة.

[تحرير]

منيف.. روائيا ومؤرخا


وجد قراء الرواية العربية أنفسهم أمام نهر روائي بدأ في الجريان، وتزامن هذا مع خطورة وأهمية الوضع العربي وقتئذ في منتصف السبعينيات من القرن العشرين، وما طرأ على الساحة الاجتماعية العربية نتيجة انكسار يونيو 1967 وما تركه من جروح وندوب في الشخصية العربية.


رصد عبد الرحمن منيف في روايته الأولى مأساة الإنسان العربي في وجهيها: المثقف منصور عبد السلام، أستاذ الجامعة الذي عاد من الخارج وشارك في جيش بلاده وذاق مرارة الهزيمة، ولم يسلم من القمع ففصل من عمله، والوجه الآخر الذي يعكس عامة المجتمع متمثلا في البطل الشعبي "إلياس نخلة" وعلاقته بأرضه ومقامرته عليها وما تعرض له من قهر وقمع، وربما لأن "منيف" قد عانى كثيرا في سبيل بحثه عن حريته وحقه في أن يحيا حياة آمنة مستقرة.. ربما من أجل ذلك كله نجد أن القمع والاضطهاد يشكلان حيزا كبيرا في أعماله، لا سيما الثلاثة الأولى منها: "الأشجار واغتيال مرزوق"، "شرق المتوسط، "قصة حب مجوسية" فنجده في "شرق المتوسط" -التي يحمل عنوانها إشارة واضحة جلية لمنطقتنا العربية ولكل الشرق عموما- يعكس ما يتعرض له أصحاب الرأي وما تعرض له منيف نفسه، وربما كانت كلمات الدكتور "علي الراعي" توضح هذا فيما قاله عن هذه الرواية: "ألخص وجهة نظري عن الرواية في عبارة قصيرة فأقول: إنها تصور لنا موقف صاحب الرأي بإزاء أدوات التعذيب.. إلى متى يستطيع صاحب الرأي أن يصمد في وجه أناس أصبحوا من فرط ممارسة القسوة والعنف أدوات لا بشرا؟!".


وفي رواية "قصة حب مجوسية" يتناول منيف علاقة الشرق بالغرب من خلال بطل القصة الذي ينجرف إلى حب سيدة غريبة، ويرى فيها أشياء يبحث عنها دوما، لكنه يُبقي هذا الحب في حدود العاطفة الطاهرة العفيفة، ولا يتدنى به إلى درك التلوث والتبذل، لكنه يصطدم دائما بما تربى عليه الشرق واستقر في وعيه حول المرأة وعلاقته بها، وهكذا ينذر عبد الرحمن منيف نفسه للبحث في أغوار الذات العربية/الشرقية المعذبة، ويحلل تقلباتها، ويرصد ما يعتمل بداخلها، وما تتعرض له من قمع وقهر.


ويتابع النهر جريانه فيصدر "منيف" روايته "سباق المسافات الطويلة"، يرصد من خلالها تجربة دولة إيران، ومحاولة الدكتور "مصدق" الاستقلال بإنتاج بلاده من النفط، وما تعرض له من قمع ومؤامرات الأوربيين وعملائهم، ثم يصدر منيف بالمشاركة مع الأديب الفلسطيني الكبير "جبرا إبراهيم جبرا" رواية "عالم بلا خرائط" التي يواصل من خلالها تعرية أنظمة وشعوب كاملة، ترضخ للقهر وتستسلم للمهانة والظلم، وتتوالى أعمال منيف فيصدر رواية "المسافات".


ومع بداية عقد "الثمانينيات" بدأ في إصدار سداسيته الروائية الشهيرة "مدن الملح"، راصدا من خلالها التغيرات التي طرأت على المجتمع الصحراوي العربي عقب تحوله من مجتمع بدائي يحيا وفق مقدرات حياتية ثابتة وقاسية، ثم اكتشاف النفط وتحوله إلى مجتمع نفطي غني، وما ترتب عليه من نتائج اتضحت في السلوك والعادات المميزة لهذا المجتمع.


وعبد الرحمن منيف يطرح بهذه السداسية تساؤلا غاية في الأهمية حول الأدب ودوره في رصد ما يطرأ على المجتمع من تغيرات، وحول إشكالية تداخل دور الروائي مع المؤرخ عند عبد الرحمن منيف؛ فالقارئ لـ"مدن الملح" سيجدها ترصد بحب وعمق ولوعة الانتقال من البداوة إلى النفط، سيجد أن منيف لم يقصد مكانا محددا أو شخصا بعينه بقدر ما هدف إلى تصوير حقبة بكل ما انتابها من ألوان التغيير والتحول، ولعلنا لن نبالغ إذا قلنا إن عبد الرحمن منيف من خلال سداسية "مدن الملح" يكتب تاريخا آخر مغايرا للتاريخ الذي يكتبه السادة والحكام، سنكتشف مدى اهتمامه بالإنسان البسيط الذي يتحمل وحده نتائج ما يتخذه سادته من قرارات.

[تحرير]

حرية بلا حدود


لم يستطع "منيف" التحلل من هاجس البحث عن الحرية، فسافر إلى فرنسا عام 1981، ثم عاد إلى دمشق مرة أخرى عام 1986م، حيث أصدر في مطلع التسعينيات روايته "الآن هنا.. أو شرق المتوسط مرة أخرى،" وكأنما لم يتغير شيء منذ كتب روايته الأولى حتى إصداره "أرض السواد" في مطلع التسعينيات ليكمل بها سداسيته الروائية، وكان رغم تجاوزه السبعين يخرج في المسيرات منددا بالمستعمر وطالبا اللعنة للخونة والعملاء.


ولأهمية عبد الرحمن منيف ومكانة إبداعه تم منحه جائزة مؤتمر الرواية العربية الأول الذي عقد في القاهرة عام 1998، وستظل تجربته محط أنظار الجميع ومصدر احترام وتقدير ممن يتفق معه أو يختلف، وستظل هذه الرحلة الإنسانية والروائية خالدة، تلك التي بدأت في عمان ثم بغداد فالقاهرة فيوجوسلافيا فبيروت فباريس، ثم أخيرا دمشق حيث اختارها منيف مقرا له، لتشهد آخر لحظات حياته، وربما كانت كلماته الأخيرة على لسان بطل روايته "الآن هنا.. شرق المتوسط مرة أخرى": "الجلاد لم يولد من الجدار. ولم يهبط من الفضاء. نحن الذين خلقناه، كما خلق الإنسان القديم آلهته، ثم بدأنا نخاف منه إلى أن وصلنا إلى الامتثال والطاعة والرضا، وأخيرا إلى التسليم".



مؤلفاته


* الأشجار واغتيال مرزوق,

* قصة حب مجوسية
* شرق المتوسط
* حين تركنا الجسر
* النهايات
* سباق المسافات الطويلة
* عالم بلا خرائط
* بالاشتراك مع جبرا ابراهيم جبرا
* مدن الملح 5 أجزاء
* الآن هنا (شرق المتوسط مرة اخرى)
* أرض السواد (3 أجزاء)


















حقوق الإنسان في روايات عبد الرحمن منيف



وليد خالد أحمد حسن

تهدف هذه الدراسة التي نحن بصدد مراجعتها الى تسليط الضوء على حقوق الانسان في الوطن العربي ورصد دور الانظمة العربية في تطبيقها من عدمه، وذلك من خلال روايات عبد الرحمن منيف التي تتبعت معاناة الانسان العربي في ظل انتهاك حقوقه واساليب القهر التي تمارس في حقه، وتقدم دلائل علمية تظهر اساليب الالتفاف عليها والاستفادة منها بغية تطويعها للمصالح الشخصية او لتغطية مشاريع كبرى وفق قوانين محلية متخلفة ومجحفة بكافة الحقوق الانسانية.





ولعل المنهج الموضوعاتي الذي انتهجته المؤلفة هو ما ناسب هذه الدراسة، اذ انه استفاد من مناهج ادبية عديدة، كالبنيوية ومنهج التحليل النفسي الذي هو مجموعة من التراكيب اللغوية والمشاعر والانفعالات يقوم على علاقة جدلية بحدس كل كاتب، يوقظنا على جمالية النصوص ويساعد في قراءتها قراءة متأنية. ويمكننا من مشاركة الكاتب ابداعه، ثم يترك لنا الاشياء تفصح عن نفسها بنفسها.



ما كتبه منيف قد يكون مرآة تعكس الحياة العربية بكل مقوماتها، ويعطينا صورة واضحة عنها، وذلك حين يتناول علاقات البشر فيما بينهم، ويتطرق الى اوضاعهم الاجتماعية والثقافية والسياسية.



في روايات منيف، انظمة دستورية، ومجتمع منهك.. فهل نجح في تناول هذه القضايا في ضوء شرعية حقوق الانسان الدولية ام اخفق؟ والى اي حد كان محايداً؟ وما هي المقومات التي انطلق منها؟ وهل حصل الانسان العربي على حقوقه ام انها انتهكت بشكل كامل؟



ان عمل المؤلفة في كتابها هذا، هو رصد الحقوق المنتهكة التي رمى اليها منيف، من خلال معرفة خلفيته السياسية والحقوقية التي انطلق منها لدراسة احوال المجتمع العربي وأوضاعه. فيطل منيف على المجتمع العربي حين كان مجتمعاً قبلياً تحكمه العادات والتقاليد، وقبيل التعرف على التطور التكنولوجي الذي بدأ يغزو العالم، وقد كانت السلطة في تلك الحقبة اولاً لشيخ القبيلة، وثانياً للسلطان او الحاكم. فهل عرف مواطنه حقوقه ومارسها؟ وكيف تعامل مع حكوماته التي ارادت الانتقال الى الدولة الحديثة؟ واية علاقات قامت بينهما؟



هرب منيف من الحياة العامة السياسية حين احس ان هناك خللاً في ممارسة العمل السياسي، ان على مستوى السلطة والمواطنين او على مستوى الأحزاب التي لم تستطع ان تؤدي دورها في تصحيح مسار الحركة السياسية وهو بالتالي لن يتمكن من ممارسة حقوقه الأخرى، لانها كل مترابط ومتداخل. فاختار الرواية ليدل من خلالها الى الحياة الاجتماعية العربية، ويشير الى الخلل الحاصل في ممارسات الافراد والسلطة، وربما لانها تساعده في طرح اشكاليته بطريقة اكثر طواعية وبالتالي تمكنه من اقتراح الحلول التي يراها مناسبة ليبعد الإنسان العربي من الحياة المرهقة التي يحياها... فبلادنا العربية " بلاد الافواه المكممة، والحريات المسلوبة، والحقوق المهضومة، والمبادئ المنتهكة..." فـمنيف يكتب للانسان ولحريته وحقوقه، ويحاول ان يؤلف رواية " تعني الناس وتقلقهم، تساعد في زيادة وعيهم، وفي تحريضهم على ان يعملوا شيئاً من اجل بناء عالم افضل.." فالمنطقة العربية في المرحلة الراهنة "اصبحت من اكثر المناطق في العالم خرقاً لحقوق الانسان واكثرها استبداداً وأشدها تعسفاً" ولا نستغرب منه هذا الموقف وهو الذي تعرض للقمع والاضطهاد، مما دفعه ان يطرح الهم السياسي في رواياته على انه هم كبير ومؤثر، فهو لم يقف عند حدود الممارسات السياسية إنما يتعداها إلى سلوك الناس وقيمهم في جوانب شتى من حياتهم.



لذا نرى معظم الشخصيات الرئيسة في رواياته ثائرة متمردة على الاوضاع الجديدة التي استجدت في المنطقة، وقد حاولت الانقلاب عليها ولكن السلطة كانت لها دائماً بالمرصاد وعملت على كمّ الافواه والتضييق عليها.



وقد ركز منيف على انتهاك الحقوق وفي المستويات كافة في ظل صراع بين ثقافتين، المظلوم والظالم، الثائر المتمرد، المتغطرس الغاشم... ووسائل هذا الصراع، العصيان والثورة والتحرك بأنظمة سياسية جديدة تعطي المواطن حقه في اختيار شكل النظام ورموزه، وتسمح له بتغييره حسب مقتضيات الحاجة، كما دعا الى العمل بالدسايتر الموجودة والى صياغة دساتير حيث يجب ان تكون في الاقطار العربية لتنظيم العملية السياسية، ما يؤدي الى اصلاح الخلل القائم في العلاقة بين الحاكم والمحكوم.



وقد اظهرت رواياته، ان الاسلوب الذي يتبعه الحاكم، السلطوي هو نفسه في جميع الامكنة وكل الازمنة، لانه محكوم باسلوب تفكير تقليدي لعله استمد بعض ملامحه من الحياة العربية القديمة ولم يستطع على الرغم من انفتاحه على الغرب التخلص منه، وفهم ان السياسة تعني السيطرة المطلقة والطاعة الدائمة.



ان المنطقة العربية داخل روايات منيف قد تشكلت بحسب الرؤية التي ارادتها الدولة وكشفت بذلك عن وجه الحاكم وابرزت التباين في الاراء وازاحت الستار عن الوضع الاجتماعي البائس الذي يعيشه اهل المنطقة، وهكذا استطاعت ان تغلب مصالحها على حساب حاجات المواطن وحقوقه، ومنها الحقوق الفكرية، كونها تسمح للانسان ان يتعلم ويتطور وبالتالي يحدد المكانة التي يحتلها مجتمعه بين المجتمعات المتحضرة، فكيف كانت هذه الحقوق في روايات منيف؟ وكيف تعامل معها كل من المواطن والحاكم؟



يتمظهر الفكر لدى الفرد والجماعة في افعال تؤدي الى الاختراع والابداع والتنظير والتفكيك في جميع ميادين الحياة. وتبرز معه قدرة الانسان على التحدي والاستمرار في سبيل تلبية احتياجاته العلمية والسياسية والثقافية، حيث يؤسس لثقافة المجتمع وبلورة عقله ووجدانه.



يربط منيف في رواياته بين الحرية الفكرية والحرية السياسية، اذ يجب ان "تكون حقاً عاماً متساوياً بالنسبة الى الجميع" ليتسنى لهم متابعة حياتهم بحرية وليخلفوا بالتالي "جبهة ثقافية عريضة" يقوم عليها وجودهم الفكري الحر.

لقد دلت روايات منيف الى انتهاك فاضح لحرية الدين والتفكير على الرغم من ان الميثاق العربي لحقوق الانسان قد كفل للمواطن هذا الحق ولم يسمح له الحاكم بممارسة حقوقه الدينية بعيداً عن سلطته. واستغل العلماء لاستصدار فتاوى تعطيه الحق في استخدام الدين لمصلحة موقعه وسلطته ما ابعد الممارسات الدينية عن الاعتراف بالحقوق للمواطنين ومن ثم حصولهم عليها.



وقد وضعت السلطة يدها على الاحزاب وعملت على تأسيس العديد منها لتكون بذلك ممارسة ديمقراطية زائفة فأيقظت عند اصحاب النفوس الضعيفة حس المنفعة المادية او السياسية وحولت البعض الى ادوات طيعة في خدمتها.

لم توفر الفنون ونالت من الفنانين، وقايضتهم على حياتهم لتفرض عليهم الانصياع والموالاة، وأحكمت سيطرتها على المرافق العامة للبلاد، وحجبت الثقافة عن مواطنيها، وقدمت لهم الثقافة التي تعنيها، فانشأت الصحافة ومولتها لتكون الناطق الرسمي باسمها.



ويرى منيف انه ازاء هذا الوضع نحتاج الى خطة ثقافية ترشيدية توجه الإعلام المرئي والمسموع الى ممارسة الحقوق الفكرية بشكلها الصحيح وان نخصص على صفحات الإعلام المقروءة مساحات تشير الى حقوق الإنسان وتعمل على ترسيخها كحالة ثانية في المجتمع.



وتشير الوقائع في روايات منيف إلى ان الغرب يعمل على ابقاء المنطقة العربية في حالة غليان دائم والى حالة من عدم الاستقرار او الشعور بالامن لتبقى مرتهنة له، وكي لا نحقق لهأهدافه علينا، ان نبدأ من أنفسنا فنوقف خطر الإلغاء الدائم للإنسان والأنظمة وإلا نساهم في خلق نظام دولي جديد يخدم مخططاته ويعيد المنطقة الى استعمار جديد آخر والى هيمنة أخرى.



وتؤكد الأحداث ان ميثاق حقوق الإنسان وضعناه لنحافظ على حقنا في الحياة ولنشعر في ظله بالأمان من القهر والتعذيب وعلى حقنا بالمساواة، ليس الا كلاماً جميلاً منمقاً يدغدغ العقل ويراود النفس في حياة مثالية لكنه لا يحظى في ظل الأجواء السائدة بأية فرصة للتطبيق الفعلي.



ترك منيف اسئلة الحرية تطرح نفسها على الجيل الصاعد وقد حمله مسؤولية النهوض بالمجتمع ونفض الافكار البالية وحثه للبحث عن كيانه وبالتالي العمل على ايجاد كيان ثقافي خاص به.



ان الكتابة الثورية التي مارسها منيف في معظم اعماله هي كتابة فعل الواقع اكثر منها مسألة انفعال بالحوادث ومن ثم تصويرها تصويراً دقيقاً، فهو لا يلجأ الى التلاعب على مسألتي الزمان والمكان ليدلك على حسن استعماله للأنماط والأساليب الحديثة في الرواية، وقد دلت أعماله على انه محكوم بالتسلسل التاريخي المنطقي.



في سياق الموضوع ذاته، يرى منيف في رواياته ان الإنسان "مخلوق خطير الشأن في دورة الحياة" لما فيه من قدرة بعض الباحثين على الفعل ورد الفعل، ويشير آخر الى ان الحق في الحياة والوجود والبقاء هو من "اكثر الحقوق إلحاحاً طالما ان الإنسان يعيش ضمن الأحوال القانونية التي تتحدد في بلده" ومن اكثر القواعد اهمية هي الا يتعدى احد على الآخر أو مجموعة على أخرى وهذا يعني حمايته من عدوان الأفراد الآخرين عليه ومن سوء استعمال السلطة الذي قد يودي بحياته.

ان حق الحياة حق مقدس وأساسي ولكل فرد في هذا المجتمع حق العيش معززاً مكرماً سعيداً في حياته "وليس لأحد ان يمس حياته لا في جسمه ولا في روحه" فهل توصل المواطن في روايات منيف الى تحقيق العيش بكرامة وحرية؟ وهل ساهم الحاكم في المحافظة على حياة مواطنيه؟ وبالتالي هل فهم هذا الحق فهماً جيداً؟ وهل عمل بالنص القرآني وشرعة حقوق الانسان اللتين حرمتا قتل النفس البشرية اياً كانت الا بالحق؟

لقد كشفت روايات منيف وابطاله، العالم الذي يعيشون فيه، فنلمس معهم ان لا رأي الا للطبقة الحاكمة وكلماتها تدعمها في ذلك سيادتها وسيطرتها على حياة المواطن وحقه في ان يعيش حياته بعيداً عن القهر والتعذيب والحرب، واذا بها تمارس كل الاساليب التي تحرمه الحياة وتضيف اليها الخوف والرعب والاضطراب والقهر ما يدفعه نحو اليأس والاندحار ولا يستطيع بعد ذلك مواجهة اية صعوبات قد تصادفه.

وتبين لنا انه حين امتلك الشجاعة ليتصدى لها ويشير الى جشع الحكام وتقصيرهم في حق شعوبهم، كان السجن بانتظاره، وقد اصبح في ما بعد المكان الذي احكموا فيه سيطرتهم على شريحة واسعة من الناس جمعت الى المثقفين الاغنياء والفقراء واصحاب العاهات الجسدية والنفسية حيث مثلوا في هذه العزلة صوت الحق ونطق بعضهم بالحقيقة التي لا يجرؤ احد على البوح بها.

واشار منيف الى اساليب التعذيب التي استخدمت ومدى استفادة إدارة السجون من التقنيات العصرية فاستعملت الادوات الحديثة الى جانب القديمة لتنتزع الاعترافات من السجناء وتنال من سلامة جسدهم وفكرهم ونراه، كيف انغرس في الهم السياسي والاجتماعي، وحاول التفتيش على ارض الواقع عن أدوات الإدانة في داخله، ورسم لنا شخصيات واقعية حية تلهث في الأجواء العربية خلف الحياة الهادئة وتنفس من أجوائها المشحونة بالعنف المليئة بالضباب والفوضى والارتباك.

وردعت السلطات الانسان عن الحس الجماعي الوطني ودفنت فيه الحس الى التغيير ولم تضمن له الحياة، ونال المثقف ما ناله غيره من ابناء وطنه من المعاملة القاسية والقهر، وشعرنا ان المجتمع قد انقسم الى عالمين عالم القهر العاتي المتوحش وعالم المقهور من الوجع ويكتب انفعالاته قدر ما يستطيع.



وقدمت لنا رواياته ابطالاً يشعرون انهم ضائعون يبحثون دائماً عن شيء معين ولا يجدونه، نظراً الى عدم إحساسهم بالانتماء الى اية طبقة من طبقاته، وهنا تتجسد الأزمة في الجيل الصاعد حيث تبدو خيبته في تحقيق احلامه وهو يتفادى المواجهة ويجد في الاغتراب حلاً لكل المشاكل التي يعاني منها.



وتبدو لنا الازمة الاجتماعية الاكثر تفاقماً، وذلك حين تتداخل الاسباب السياسية والمعتقدات الدينية والمذهبية واختلاف التشكيلات الاجتماعية، وإبعاد سلطة المؤسسات الحقيقية لتدخل في سلطة الأشخاص والطوائف.

نلتقي في روايات منيف شخصيات كثيرة تصرح امامنا عن وضعها ومكانتها، نتعرف من خلال احاديثها الى ابعادها الخارجية والداخلية والاجتماعية فتضعنا حينها امام صور عن الحياة التي تحياها وهي تحمل مزيجاً من الفرح والخوف والحزن والاضطراب، وتدلنا في ذلك الى سمات المجتمع بعلاقاته المتبادلة مع الفرد، وتشير الى تناقضاته واتجاهاته الفاعلة.

يؤمن منيف، ان كل شخصية يمكنها ان تكون فاعلة ومؤثرة، وذلك تبعاً للموقف الذي يضعها فيه الروائي، وهي بالتالي تستطيع ان تسلم راية النضال الى شخصية اخرى قد تكون اكثر فاعلية، انه يريد للجميع ان يشارك في البناء كل بحسب قدراته.

لقد وظف منيف كل المقومات الروائية الفنية للتدليل على الأزمات التي يعاني منها المجتمع، ويشير من خلال رواياته إلى ان هذه الأزمات هي استمرار لما كان في الماضي، وإنها أزمة على مستوى التعامل المحلي وعدم انتاج فكر حديث يتمكن من التعاطي مع النهضة الجديدة في مختلف المستويات... وقد اكد ذلك من خلال طرح العلاقة مع الغرب حيث استطاع ان يؤسس لحضارة واهية ضعيفة لا تساعد من يتمسك بها بالقفز نحو المستقبل.

ان معظم الشخصيات بما فيهم الحاكم العربي، لا يزال ينظر الى الماضي ولم يستطع التخلص منه، ويحاولون دائماً ان يبنوا عليه حياتهم، وكأنه الدستور الذي لا يجب ان نحيد عنه، وهنا تتبدى ازمة التخلي عنه، كما اننا نلمح بعض الشخصيات التي قفزت الى المستقبل من دون ان تلتفت الى الماضي او الى الحاضر، وفي كلتا الحالتين لم يصل المواطن إلا إلى الفراغ الفكري والثقافي والاقتصادي والاجتماعي. هل لهذه الاشكالية علاقة بالغرب؟ وهل يرفض الذين يتمسكون بالماضي الانفتاح على الغرب بالمطلق؟ ام انهم يرفضون الاساليب والعادات والقيم والتقاليد؟ ونحن نلمس فعلاً عدم التفاعل بين الشرق والغرب والعلاقة بينهما لم تؤد الى تفاعل مستمر. فالمجتمع العربي وقف مأخوذاً بكل ما هو وافد من الغرب، ولأنه لم يفهم ما يمكن ان يعطيه له الانفتاح عليه فهو لم يتقبله، وراح يحاربه بشتى الوسائل.

في المقابل لم يؤسس الغرب لعلاقة تفاعلية مع الشرق وقد وضعنا يدنا على أهدافه، وتبين انه جاء الى الشرق كفاتح وكمستعمر، وقد جند لذلك المبعوثين على المستوى السياسي والثقافي والعسكري والاقتصادي، وراح يعمل على تفريغ المنطقة من ثرواتها وتجريدها من قوتها ما ادى الى تفريغ العقل من محتواه، وعمل على إخضاعه في المستويات كافة ما ساهم في توسيع الهوة وسلخ اي تفوق عن الأمة العربية ولا نعرف لم ترضى بذلك؟!!

الكتاب:

حقوق الانسان في روايات عبد الرحمن منيف، تأليف- خديجة شهاب، ط1، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 2009، 686 صفحة.



** منشور في صحيفة "المدى" في 15 يناير/ كانون الثاني 2011











خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!
قديم 04-09-2011, 12:50 PM
المشاركة 2
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



[ البعد الحضاري في روايات عبدالرحمن منيف ]

د. فرحان اليحيى* إن إشكالية العلاقة بين الغرب المتحضر والشرق المتخلف ليست جديدة في أدبنا المعاصر، فقد ظهرت بكثافة في كتابات الأدباء، منذ القرن التاسع عشر، نذكر منها، على سبيل المثال: «تخليص الإبريز في تلخيص باريز» لرفاعة الطهطاوي (1834)، و«عصفور الشرق» لتوفيق الحكيم (1938)، و«الحي اللاتيني» لسهيل إدريس (1954)، و«موسم الهجرة الى الشمال» لطيب صالح (1966)، وغيرهم كثيرون على صعيد الإبداع الروائي.

وإن صورة العلاقة في هذه الآثار، ليست من نمط واحد، بل اتخذت انماطاً ذات أبعاد متعددة، حسب السياقات التاريخية والمنابع الفكرية والثقافية والسياسية المتضاربة، وهذا ما نجد أشباهاً له ونظائر في الآداب الإنسانية كلّها. ‏
وقد طرح الكاتب عبد الرحمن منيف هذه الإشكالية في العديد من رواياته.. ففي رواية، «الأشجار واغتيال مرزوق» (1973)، يدين الشرق، وينوه بالغرب الديمقراطي من خلال شخصية منصور عبد السلام ـ الأستاذ الجامعي، الذي توقف عن التدريس، بسب مواقفه السياسية المعارضة، فاضطر الى العمل مترجماً في بعثة الآثار الفرنسية، وتعرف على فتاة مجرية، اسمها كاترين، كانت تعمل في البعثة، يخاطبها: «والملوك عندنا يا كاترين لا يشبهون ملوككم أبداً، كل رجل عندنا ملك، والممالك صغيرة لدرجة أنها متجاورة ومتراصة مثل مراحيض المقاهي والفنادق...» (ص248). ‏
ثم يمعن في تصوير اضطهاد الحاكم لشعبه: «كاترين لا تغضبي، فأنا لا أقول سوى الحقيقة، وهذا الملك الذي أتحدث عنه قاسٍ حتى إن الشرر يتطاير من عينيه دائماً، وكل يوم يقتل مئات من الناس، يقطع أيديهم ورؤوسهم ويجلدهم في الميدان الكبير، ويسرق كل قمحة تنبت في أي شبرٍ من الأرض، ويلقي للناس بالفتات، والناس يهزون رؤوسهم شكراً واعترافاً بالجميل» (ص249). ‏
ويعتقد أن اللقاء بين الشرق والغرب مستحيل، ولذلك يرفض الارتباط بصديقته البلجيكية والعودة بها الى موطنه لقناعته بعدم تكيفها مع المجتمع الشرقي المختلف والمناقض تماماً للبيئة الغربية المتطورة، كما يتضح من الحوار التالي: «كاترين!.. نحن عالمان، التقيا صدفة.. وبعد قليل سوف نفترق.. لأننا من عالمين مختلفين التقينا في نقطة، ولكن كل عالم منا سيواصل رحلته الى آخر الحياة دون أن نلتقي مرة أخرى» (247)، ثم يسخر من أعمال بعثة الآثار وهي تنقب عن الألواح المسمارية ومظاهر الحضارة البابلية، لأن تلك الحضارة قمعية قامت على جماجم الشعوب، فهي تاريخ أفراد، ومعرفته بهذا التاريخ في نظره ـ لا تقدم ولا تؤخر شيئاً بالنسبة للإنسان: «وأنت يا مسيو «دونال»، هل وصلت إلى الموقع؟ هل حضرت كل شيء لاستقبال الرجال الذين سيبحثون عن ألواح الطين؟ وإذا وجدناها يا مسيو «دونال»، ماذا سنفعل بها؟ لنعرف التاريخ القديم بشكل أفضل؟ وإذا عرفناه هل يتغير شيء في حياة الناس الذين يعيشون الآن؟! إن ما نفكر به مجرد عبث أخرق» (ص189). ‏
إنه ينظر إلى تلك الحضارات القديمة من زاوية أيديولوجية اشتراكية، وهي حصيلة قراءات منيف في الفكر الماركسي. والحقيقة إنه لم يضف إلى الكتّاب الذين سبقوه في هذا الموضوع شيئاً سوى التشاؤم والطرح ا لحاد. ‏
وفي قصة «حب مجوسية» يطرح منيف العلاقة بين حضارة الشرق، وحضارة الغرب طرحاً ضمنياً مقتصراً على الأبعاد الوجودية، وكأنه يشيد بالإمكانات المتوافرة في فضاء الغرب الملائم لاكتشاف الذات الإنسانية، وإن بطل الرواية المجرد من الاسم واللقب، يكتشف من خلال علاقته بـ «ليليان» اغترابه عن العالم، ليس بسبب التباين الثقافي والحضاري والروحي، وإنما كان ناتجاً عن التأثر بالفكر الوجودي كما يتجلى في الاقتباس التالي: «لو قلت لكم إن حياة البشر تشبه خطوط السكك الحديدية، فهل تفهمون ما عنيته؟ منذ البداية نفتقد اللغة المشتركة، ليس بيننا شيء مشترك، ليس لديكم تجاهي حتى الرغبة في أن تفهموا...! لا يهمني، بدأت الرحلة وحيداً وسأنتهي وحيداً» (ص48) وما يزيد هذا الاحساس بالاغتراب قوةً، أن البطل يكتشف في نهاية الرواية عبثية الحياة ذاتها، فقد ظل يبحث عن ليليان مدة طويلة، ولكنه لم يستطع أن يجدها إلا في محطة القطار، وهي تهمّ بركوب قطار غير القطار الذي يستعد لركوبه. ‏
أما في رواية «شرق المتوسط» فهو مبهور بحضارة الغرب، بوصفها المأمن والمنقذ للهاربين من سجون الشرق وإرهابها، وعندما سافر إلى فرنسا للعلاج من الأمراض والعاهات التي أصابته جرّاء التعذيب على أيدي الجلادين، ونزل في مرسيليا ثم انتقل إلى باريس، عبّر عن ولعه بمظاهر الحضارة وحرية الفكر وحقوق المواطنة، وحقوق الإنسان، متذكراً صورة «شرق المتوسط» الممتهن لكرامة الإنسان، ولكنه في النهاية يقرر العودة إلى الشرق، مبرزاً التناقض الصارخ الذي يسود حضارة الغرب، عندما يحاور طبيبه «فالي» مذكراً إياه بـ: «باريس المشانق والمقاصل والحصاد»، ‏ ويرى أن الشرق والحرية ضدان لايجتمعان، ولهذا نجد البطل يستحث السفينة اليونانية الدالة الاسم «أسخيلوس» للوصول بجسده الى الغرب، حيث يلتقي برومثيوس العربي بروحه الليبرالي، المقيم على ضفة غرب المتوسط! «أسخيلوس أنت سفينة الحرية، سفينة لها مئة باب. لاترجعي، اقفزي دائما الى الامام، ويلٌ لك اذا أمسكوا بك يوما». هذا التماهي مع السفينة المنطلقة من اليونان أصلا والمنتهية الى الغرب حكماً: «احذري يا أسخيلوس إن عدت يوما الى الشاطىء الشرقي، سيجدون لك سرداباً أصغر من القبر». ‏
وإذا كانت العلاقة بين حضارة الغرب والشرق في روايات منيف السابقة غير متكافئة، لأن المغلوب مفتتن بحضارة الغالب الموسومة بالديمقراطية والليبرالية.. ومع ذلك فالشرق شرق والغرب غرب في منظور الكاتب. ‏
أما في الروايات اللاحقة التي تبدأ برواية «سباق المسافات الطويلة»، وتنتهي بـ «أرض السواد» فإنها صورة مختلفة تماما. ‏
ـ في «سباق المسافات الطويلة» تبدو الحضارة الغربية في أعلى مراحلها الاستعمارية، استغلالاً وهيمنة واستعلاء واحتقاراً للشرق، وذلك من خلال «بيتر» عميل الاستخبارات البريطانية الذي يتظاهر بالمستشرق، كي يرعى مصالح بلده في إيران، مستفيداً من الاضطرابات الداخلية في ظل حكومة «محمد مصدق»، ويسجل ذلك في يومياته على النحو التالي «إن تحركنا لتحريض الأطراف ضد بعضها يمكن ان يؤدي الى نتائج ايجابية مهمة وسريعة». ص (109) ‏
وهذا التحريض ما كان يتم إلا بوساطة الاغتيالات السياسية التي تعمق هذه الخلافات بين الاطراف المتنازعة، ثم يسجل انطباعاته السلبية عن سكان الشرق وطبائعهم وعاداتهم وطرق معيشتهم وانغماسهم في الاوهام» ص76، إن «بيتر» يسخر من كل شيء في الشرق حتى من الحيوانات: «فهي حيوانات شرقية، كسولة، بليدة.. يقف الحمار ساعات طويلة تحت الشمس المحرقة ولايتحرك» ص128. هذه الرواية تصور لؤم الغرب الامبريالي الذي يغزو الشرق في داره، ويجعله مجالاً حيوياً له، الى جانب ذلك انه يسخر من نمطه الحضاري ومن ثقافته في تعالٍ وغطرسة مقيتة، وتجب الاشارة الى ان أميركا في هذه الرواية أزاحت انكلترا عن طريقها، وسيطرت على المنطقة كُلياً. ‏
وفي رواية (مدن الملح)، يظهر الغزو الحضاري العالمي ممثلا بأميركا، بكل ثقله، حيث تحل شركة نفطية أميركية بوادي العيون، منقّبة عن النفط، فتغيّر معالم المنطقة جغرافياً وسكانياً وحضارياً وثقافياً، تشرّد بعضهم، وتتخذ من بعضهم الآخر عبيداً، يقومون بالأعمال الشاقة، وبمرور الزمن تستطيع هذه الشركة ان تمارس تأثيراً قوياً في المجتمع على المستوى الثقافي والسياسي، وذلك من خلال المستشرق الانكليزي «هاملتون»، الذي كان يخطط للإطاحة بأنظمة حكم، كما فعل مع السلطان «خزعل» ويضع من يريد لاستلام السلطة، مثلما فعل مع الامير «فنر» ويرسم الخريطة السياسية في «حران» و «موران». ‏
أما في «أرض السواد» فهي أكثر رواياته خصوصية وتميزاً، لأنها تجعل من الشكل الروائي، تاريخاً آخر ولأنها تجعل من المكان ساحة لصراع الحضارات والثقافات، فإذا كانت الروايات السابقة التي كتبها منيف تصور العلاقة بين الحضارات في أنماط مختلفة تتأرجح بين التوافق والشك والاستعلاء والتفوق، فإن رواية «أرض السواد» تجسد الصدام الحضاري بين الغرب والشرق في أبرز تجلياته، من خلال الصراع بين «داود باشا» والي بغداد، الطامح الى بناء عراق قوي في وجه الاطماع والتحديات، هذا الذي يحمل رأساً مستنيراً تحت الطربوش العثماني الفارغ، وبين القنصل الانكليزي ريتش ممثل الامبراطورية الكبرى في الربع الاول من القرن التاسع عشر أو يزيد ـ العلاقة بين هاتين الشخصيتين تتخذ طابع الندية ولاسيما من قبل المصلح «داود» والمتأثر بنموذج محمد علي حاكم مصر، وطموح نابليون. أما موقف ريتش المزهو بحضارة الغرب، والمثقف بعلم الآثار، والمجيد للغات العربية والتركية والفارسية، والذي ينظر الى حضارة الشرق نظرة استصغار، وفي الآن نفسه كان معجباً بآثار الحضارات الشرقية القديمة التي تزخر بها العراق، فإذا كان عبد الرحمن منيف يقلل من قيمة الحضارة الشرقية والآثار الشاهدة عليها في «الاشجار واغتيال مرزوق»، فإنه في «أرض السواد» يصف تهافت الانكليز والفرنسيين على هذه المعالم، ويثمنها عاليا من خلال «انبهار «ماري» زوجة القنصل الانكليزي «ريتش» بلوحة: العربة الملكية «لسرجون» وهي رمز للقوة والمهابة بالنسبة الى ماري التي كانت تتساءل عن جبروت هؤلاء الملوك البابليين.. ‏
هذا التطور الذي طرأ على رؤية الشخصية للحضارات القديمة في روايات منيف تعبير واضح عن مدى تغيّر الموقف الواضح تجاه هذه الحضارات، وكأن عبد الرحمن منيف يريد ان يقول: إن عندنا ما يضاهي حضارة الغرب. كما أنه اكتشف الوجه الآخر القاتم للغرب الامبريالي، وطبيعته العدوانية. ‏ ‏
المصادر: عبد الرحمن منيف: ‏
1 ـ الأشجار واغتيال مرزوق، بيروت، 1973. ‏
2 ـ قصة حب مجوسية، ط5، بيروت: المؤسسة العربية، 1990. ‏
3 ـ شرق المتوسط، ط9، بيروت: المؤسسة العربية، 1993. ‏
4 ـ سباق المسافات الطويلة، ط6، بيروت، المؤسسة العربية، 1995. ‏
5 ـ مدن الملح، ط1، بيروت، المؤسسة العربية، 5ج، 1984 ـ 1989. ‏
6 ـ أرض السواد، ط1، بيروت: المؤسسة العربية، 3ج، 1999. ‏
7 ـ الكاتب والمنفى، ط1، بيروت، المؤسسة العربية، 1992.
*عن تشرين السورية






[ عبدالرحمن منيف وأخرالأيام ]







شهدت الفترة الأخيرة من حياة الراحل عبد الرحمن منيف جدالاً احتدم فيما بعدفي أروقة المثقفين السعوديين، بعد أن نشرت جريدة «عكاظ» بقلم محررها هاشمالجحدلي حلقات اعتبرت انها السيرة الذاتية للأديب الراحل. ولقيت الحلقاتاستقبالاً ملحوظاً، ووجد الكثير من المتابعين أنها تعيد إنتاج بعض الكتبوالاصدارات التي كتبت عن حياة واعمال منيف.
بعد الحلقة الثالثة أصدر منيف بياناً ساخطاً ينتقد ما نشر ويطالب بوقفهافوراً ويهدد باللجوء الى القضاء. تلت ذلك مجموعة مقالات في صحف بيروتيةودمشقية تتحدث عن «تشويه» قام به الصحافي السعودي وجريدته لسيرة الاديبالراحل.

هنا حوار مع بطل القصة الثاني الصحافي هاشم الجحدلي حول ملابسات هذا الموضوع:

*
هل تذكر لنا قصة لقائك مع عبد الرحمن منيف؟

ـ لا استطيع أن أروي الآن ما لا يستطيع عبد الرحمن منيف ان يؤكده أو ينفيه. وقصة لقائي معه شهد عليها محمد القشعمي وصالح أبو حنية، وتمت بحضور زوجته،ولكن ليس لهذا اللقاء اثر كبير على ما كتبت، فأنا لم أنقل مما دار فيهحرفاً واحداً ولو على سبيل الاستشهاد.

*
هل حصلت على إجازة صريحة بكتابة سيرته الذاتية؟

ـ يا سيدي العزيز أنا لم أكتب سيرة ذاتية لعبد الرحمن منيف حتى أستأذن منهفي نشرها فالسيرة الذاتية إما يكتبها الشخص المعني مباشرة او يرويها علىآخرين لأنها مشاهد ووقائع وانفعالات وأشياء أخرى.

*
إذن ماذا كتبت؟

ـ ما كتبته كان تاريخاً لمسيرة عبد الرحمن منيف من الولادة وما قبلها، حتىالسبعين.. ولهذا اعتمدت على سيرة حياته من مصادرها التي يشاركه الآخرونتفاصيلها وبالتحديد أسرته وأصدقاؤه. إضافة لما ذكر هنا وهناك في حواراتهالكتابية والتلفزيونية وما نشر في «سيرة مدينة» وما ذكر في وثائق حزبالبعث.. وشهاداته في الآخرين. ولهذا ماقدمته كان أقرب للتاريخ الذي يربطالمعلومة بالسياق.

*
لاحظنا انك اعتمدت كثيراً على ما كتبه محمد عبد الرزاق القشعمي وحولته الى حوار واسئلة واجوبة مع منيف.. هل هذا صحيح؟.

ـ اعذرني اذا قلت انك لم تقرأ كل ما كتبته عن منيف. فالإحالات للقشعمي لاتتعدى الأسطر لأنه لم يهتم بالجانب الحياتي لمنيف وأفرد له صفحات قليلة وإنكانت أساسية.. وكان كتابه عبارة عن ببليوغرافيا لما كتب عن الروائي. امابالنسبة لي، فلم يحصل أي حوار بيني وبين منيف حول سيرته أبدا.

*
هل ترى أن ما كتبته يرتقي الى مستوى السيرة؟

ـ قلت لك في البداية إن ما كتبته كان صحيحاً، وأتحدى أياً كان أن ينفيمعلومة واحدة مما كتبتُ سوى معلومة وفاة شقيقه (فهد) وتفاصيل شخصية العصيميباشا الذي اشترى والد عبد الرحمن قصره في المدينة المنورة. اما ماعدا ذلكفهو مؤكد.

أما هل أعتبرها(سيرة)..؟ من قال لك أنني قلتًُ إنها سيرة ذاتية لعبد الرحمن منيف؟!

*
كما تعلم فإن القشعمي اعتمد هو الآخر على بعض الرسائل الجامعية.. ولميوثق الكثير من معلوماته، فكيف تكون أساساً لما كتبته في «عكاظ»؟

ـ لقد رجعت الى هذه الرسائل الجامعية ولم أجد فيها سوى صفحتين هي عبارة عنشهادة عبد الرحمن منيف نفسه عن سيرة حياته كتبها باقتضاب لمقدمة كتاب (عالمعبد الرحمن منيف الروائي) لصبحي الطعان.

*
بعد نشر الحلقات، أصدر منيف بياناً نفى فيه انه تحدث اليك، فلم لم تتوقف عن نشر الحلقات؟

ـ بيان عبد الرحمن منيف يقول ان هذه سيرة ويجب أن تتوقف، وانا أقول إنها لمتكن أبداً ولم تدع أنها سيرة. وهو طالب أن لا ينشر الحوار. وأنا أقول إننيلم أنشر الحوار الذي شارك فيه كما قلت القشعمي وابو حنية.

*
واصلت «عكاظ» نشر حلقات المنيف حتى الحلقة السابعة (كما أذكر) بالرغم مننداءات منيف المتكررة بالتوقف، بل وتهديداته بمقاضاة الصحيفة والكاتب. ماهو تعليقك؟

ـ لقد أوقفتُ ما كتبته عند الحلقة العاشرة لأنني لا اريد صداعاً حول موضوعلم يكن يستحق، ببعض التفهم، كل هذا الصخب وكان الواجب ان يصحح لي اخطائيالتاريخية إن كنت أخطأت في توثيق ذلك، اما ماعدا ذلك فهو من قبل الخلافالذي لا يسمن ولا يغني.

*
ركزت حلقات عكاظ على الخلافات العائلية وبالذات خلافات (الفحص والمنيف) مما تسبب في حرج شديد للراحل منيف. ألا يحتاج الدخول في هذه المشاكلالعائلية الى توثيق وحرص ودقة شديدين؟

ـ إرجع إلى «سيرة مدينة» وستعرف أنني كنتُ حذراً جداً في ذلك، وأقدر ظروفالعائلتين ولو اكتمل ما كتبت كنت ستقرأ رد جميع الأطراف. وإذا لم تقتنعفاسأل الأحياء من عائلة منيف لأن الموضوع لم يكن يخص الكاتب الراحل وحده.

*
ألم تشعر أنه ربما مات (مقهوراً) مما كتبتَ؟ هل تشعر بالاسى لرحيله وهل تشعر بالندم مما جرى؟

ـ ومن لا يشعر بالأسى لرحيله وفقدانه! أنا مدرك انني عملتُ ما عملت وأناأقتدي به في مفهومه للكتابة وحريتها (فالديمقراطية أولاً.. والديمقراطيةثانياً). ومن يقرأ اعماله سيعرف أنني لا احس لحظة واحدة بالندم، واتمنىايضاً ان لا أكون كما يقال.







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!
قديم 04-09-2011, 12:58 PM
المشاركة 3
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[تنوية]

بعد قرآتي لــــ رواية مدن الملح

تمنيت ان أقدم دراسة عنها

ولكن معرفتي بقدراتي المتواضعة جعلتني أبحث عن بديل يكون أفضل

فكان هذا ما وجدته مناسبا عوضا عن ما حاولت تقديمه..

شكرا لكل من مر من هنا..







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!
قديم 04-09-2011, 11:06 PM
المشاركة 4
احمد ماضي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي

كوكب منابر
العزيزة سارة
تحياتي

ما تأتين به رائع ويستحق الثناء والتقدير
سوف تكون لي عودة مع هذا المطروح لما يحتويه

كوني بخير

وتقبلي الود وباقات من الورد




لا سواكِ يكبلني بالحُب

قديم 04-10-2011, 06:15 AM
المشاركة 5
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كوكب منابر
العزيزة سارة
تحياتي

ما تأتين به رائع ويستحق الثناء والتقدير
سوف تكون لي عودة مع هذا المطروح لما يحتويه

كوني بخير

وتقبلي الود وباقات من الورد
مرحبا ألف أستاذي أحمد القلعاوي

كم سرني أن الموضوع حاز على ذائقتك الراقية

وكم تمنيت في نفسي أن أقدم دراسة خاصة بمنابر فقد جهدت لأحصل على خماسية [مدن الملح ]

ولكن رحم الله أمرئ عرف قدر نفسه

فقد كانت طويلة وذات أبعاد شتى تعوقني..

أستاذ أحمد سأنتظر عودتك لأتعلم منك المزيد..

الى ذلك الوقت ودائما أتمنى أن تكون بخير..







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!
قديم 08-16-2011, 01:17 AM
المشاركة 6
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


التيه


بادية الظلمات

الاخدود

المنبت

تقاسيم الليل والنهار


هذ هي خماسية الروائي عبد الرحمن منيف ..

***



مدن الملح بيان حزبي


الدكتور عبدالله الغذامي



مدن الملح ألا تعتبر وراية تاريخية؟
مدن الملح رواية سطحية جدا.


برغم اتكاءها على وثائق ومرويات؟
إذا تأملت في وثائقها ومروياتها تجدها ضعيفة. ولا يمكن أن نسميها وثائق. وثائق الجزيرة العربية، والنفط، ورحلات العقيلات معروفة. رغم أنه ابن عائلة من العقيلات، ولكن ليس في روايته هذه الوثائقية.


هل الرؤية الأيدلوجية التي كتبت بها مدن الملح، أضعفت الرواية فنياً؟
بكل تأكيد. الرواية كأنها بيان حزبي. أكثر مما هي عمل روائي. ولذلك عبدالرحمن منيف نجح في الروايات التي تحرر فيها من الضاغط الأيدلوجي. ولكن لما كتب مدن الملح كان الضاغط الأيدلوجي عاليا، وكانت أشبه ببيان سياسي وتنبؤات سياسية بأن الوضع سيكون كذا وكذا.
شخصية متعب الهذال في مدن الملح الم تكن متطرفة؟

ممكن تكون متطرفة. بس القضية على الشكل العام للرواية. الخماسية كلها غير مقنعة لمثلي ومثلك. عشنا الجو نفسه، عشنا الحياة الاجتماعية، ونعرف الوقائع الاجتماعية ولا نراها في







عبد الرحمن منيف تألق روائيا وفشل مؤرخا في مدن الملح [ الدكتور عصام البغدادي ]

***




برأيي وبعد ان قرأتها توقعت اني سأخرج بشي أقوله فهي مشحونه بالاحداث ولكن يبدو اني لا اجيد إلتقاط الزوايا المهمة فالعذر لكم على التأخير ..:





أن طول الرواية أخلت بالحس الفني وإن كان الجانب الأنساني طغى على الاحداث



بحيث خانه الخيال مع الواقع ففي الاجزاء الثلاثة أو بالأصح الى منتصف الرواية تبدو ممتعة للقرآة



ثم ينحدر مستوى الجمال ويبدأ الملل حين يصعب الإيجاز ..





شكرا لكل من مر من هنا..







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!
قديم 08-16-2011, 01:47 AM
المشاركة 7
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مع بدايات القرن العشرين أحكم الاستعمار الأوربي قبضته على بلدان العالم العربي، وعمل جل طاقته على تفتيت هذه البلدان، ووضع العراقيل والحدود التي تضمن له عزلهم والعمل على تشتيت قوتهم، ورغم ذلك كله كان هنالك من يضربون بتلك الحدود عرض الحائط، ومن بينهم رجل "نجدي" يسعى مع الساعين ضاربا في الأرض خلف الماء والكلأ، وتوقف بعض الأحيان في محطات معينة، فتوقف في العراق وفلسطين ومصر، وأثناء عودته إلى الجزيرة العربية توقف في عمان، وهناك تزوج بامرأة عراقية أنجبت له ولدا أسماه عبد الرحمن عام 1933، وعاد الأب إلى الجزيرة العربية لكنه مات في الطريق.

وهكذا نشأ عبد الرحمن منيف في عمان في مرحلة من أكثر المراحل أهمية في تاريخها وتاريخ القضية العربية، حيث بدأت قضية فلسطين تأخذ أبعادا جديدة، وتطورت، وازداد خطر الصهاينة وشرهم الذي كلل بهزيمة الجيوش العربية عام 1948.

- حيث ان عبد الرحمن منيف يتيم الاب في الطفولة المبكرة كما هو مذكور اعلاه فلا بد ان يكون عبقريا ثائرا مثيرا للجدل. في الغالب مثل هذا الاديب يكون لديه قدرة هائلة على الاستشراف ويكتب لزمن آخر. ربما ان التعمق في دراسته ستبين جوانب من هذه العبقرية.

قديم 08-16-2011, 05:20 AM
المشاركة 8
أحمد قرموشي المجرشي
النغـم المهاجـر
  • غير موجود
افتراضي
بارك الله في عطاؤكما ...
في الحقيقة بقيت هنا كثيرا وخرجت بكنز من المعرفة ...
نسأل الله له الرحمة ولكما التوفيق .

(( ابن الملــِــكين ))
نعم ...
لاحزن ...لاحزن ...
جدتي بلقيس ...وجدي ذو يزن .
**********
قديم 08-16-2011, 01:16 PM
المشاركة 9
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحيّاتي
أشكر لكِ كاتبتنا الرائعة سارة الودعاني هذا التأريخ للراوي المشهور عبد الرحمن منيف، ورواياته السامقة ، وخاصة مدن الملح، وهذا الموضوع يدرّس في كثير من الجامعات العربية.
بوركتِ ، وبورك المداد.

قديم 08-17-2011, 12:05 AM
المشاركة 10
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

- حيث ان عبد الرحمن منيف يتيم الاب في الطفولة المبكرة كما هو مذكور اعلاه فلا بد ان يكون عبقريا ثائرا مثيرا للجدل. في الغالب مثل هذا الاديب يكون لديه قدرة هائلة على الاستشراف ويكتب لزمن آخر. ربما ان التعمق في دراسته ستبين جوانب من هذه العبقرية.
صباح الخير استاذ ايوب صابر

هنا يأتي دورك لتنير لنا سطور من سيرته رحمه الله

وجزاك عنه كل خير..

شكرا لك على حضور الغني..







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: || عبدالرحمن منيف ومدن الملح ||
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مخترع جهاز الصراف الآلي atm أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 02-05-2016 08:39 PM
قراءة في رواية 'الآن... هنا' لعبد الرحمن منيف بقلم عبد الحفيظ بن جلولي ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 0 02-16-2014 11:02 AM
مسرحية: الملح الفاسد نبيل عودة منبر القصص والروايات والمسرح . 3 02-05-2012 10:23 AM
فندق مصنوع من الملح أميرة الشمري منبر الفنون. 4 02-09-2011 12:39 PM

الساعة الآن 09:32 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.