قديم 12-26-2010, 02:41 PM
المشاركة 11
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

شموع




شموع


الأيام الآتية ترتسم أمامنا


مثلما يرتسم صف متوهج من الشموع


من الشموع الصغيرة البراقة، المضيئة والحية


....


الأيام التي راحت تبقى في الخلف


صفاً كئيباً من شموع صغيرة مطفأة


ينبعث الدخان ما يزال من أقربها


شموع باردة، خامدة ومحنية تماماً


....


لا أريد تأملها، منظرها يحزنني


ويشجيني أن أفكر في بريقها الأول


فانظر إلى الشموع الصغيرة التي تضيء أمامي


....


لا أريد أن ألتفت إلى الوراء


فأكتشف مذعوراً


السرعة التي يستطيل بها الصف المعتم


السرعة التي تتراكم بها الشموع المطفأة




ترجمها عن الفرنسية



بشير السباعي






ترجمة أخرى





أيامنا القادمة تقف أمامّنا


مثلّ صفي من المشروع


ذهبية ودافئة، ومفعمة بالحياة


أيامنا الماضية تذوي خلفنا


صفا من الشموع المحترقة


ما يزال الدخان ينبعث من أقربها


شموع باردة، خامدة، ومحنية


لا أريد أن أنظر إليها فيتملكني الرعب


عندما أرى الصفٌّ المظلم يمتد


والشموع المطفأة يتزايد عددها





أغسطس 1893

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 12-26-2010, 02:44 PM
المشاركة 12
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
طقوس التحول







كلٌ الصبوات التي يحلم بها الصبي في وّجلي


تتفتح أمامه.. لياليه سّهّر وطّواف


في طرقات المدينة، ينجرف إلى جادة الخطيئة


ومن أجل فننا


يحق لنا أن ننتشي بالمتعة


متعة دمه الطازج الدافىء


يستسلم جسده أمام المتع المحرمة


وأطرافه اللينة تغوص


في قرار اللذة بفورة الشباب


وهكذا يستحق الصبي البسيط إعجابنا


وفي كل لحظة يمر من خلال عالم الشعر العالي


هذا الفتى الرقيق بدمه الجديد الدافىء




عند كشك السجائر





وقفا ضمن آخرين


بالقرب من النافذة المضيئة لكشك سجائر


تقابلتْ عيونهما، وفي خجل وتردد


عبرٌت عن رغبة جسدية
ثم خطوات وجلة على الرصيف


حتى بدتْ الابتسامة ثم الإيماءة


ثم في داخل التاكسي


تلامّس الجسدان


وتعانقتْ اليدان


والتّقّت الشِفّاه



سبتمبر 1907





نوافذ



في هذه الحجرات المظلمة حيث أقتل الوقت


أروح وأغدو باحثاً عن نوافذ


عندما تنفتح نافذة سأشعر بالسرور


ولكني لا أستطيع أن أجد نافذة


أو لا توجد نوافذ.. ربما كان ذلك أفضل


ربما كان النورج رعباً جديداً


من يدري ما الذي سيكشف عنه



أغسطس 1897





وقع الأقدام




في سريره الأبنوسي المزين


بالنسور المرجانية، يرقد نيرون


وقد استسلم للنوم سعيدا 'قرير العين'
في قمة الصحة


وعنفوان الشباب


ولكن في البهو الرخاميٌ


الذي يحتوي على ضريح 'الإبنوبارني' المقدس


أصاب الفزع الآلهة حارسة المنزل


أن هذه الآلهة الصغيرة ترتعد


تحاول أن تخفي أجسادها المسالمة


لقد سّمعّتْ صوتا مشئوما


صوت الموت يصعد درجات السلم


الموت يعدو فوق الدرج في قوة وعنف


فترتعد هذه الآلهة خوفاً


وتختبىء خلف الضريح المقدس


متدافعة متعثرة فوق بِعضها البعض


لأنها تعرف هذا الصوت المشئوم


تعرف وقعّ أقدامه آلهة العقاب

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 12-26-2010, 02:49 PM
المشاركة 13
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
جان كونتاكوزين يسود





يتأمل هذه المروج التي ما تزال ملك يمينه


حيث الحنطة والماشية والأشجار ذات الثمر


يتأمل، وراء ذلك، بيت الآباء


العامر بالثياب، بالأثاث الفاخر، بالفضيات


كل ذلك سوف يحرم منه- وايسوعاه!


كل ذلك سوف يحرم منه الآن


....


أيكون صدفة أن يرحمه كانتاكوزين


لو سجد عند قدميه؟


يقال أنه عفوّ، عفوّ غفور


ولكن ماذا عن حاشيته؟ ماذا عن الجيش؟


أم ترى أن من الأحرى به أن يتوسل


إلى السيدة إيرين وينتحب ضارعاً إليها؟


....


كم كان غبياً إذ ورط نفسه مع حزب آن


- تلك التي ما كان يليق قط بالسيد آنذرونيك أن يتزوجها


هل طلعت علينا بشيء يستحق الاستحسان؟


الفرنجة أنفسهم ما عادوا يقيمون لها اعتباراً


مضحكة كانت خططها


بلا طائل كانت استعداداتها


وبينما كانوا، من القسطنطينية، يهددون الدنيا


بدد شملهم كانتاكوزين، سحقهم السيد جان


....


لو كان عزم على نصرة السيد جان


لو كان فعل ذلك.. كان يمكن أن يهنأ


والياً عظيماً، راسخ القدمين أبدا


لو لم ينجح الأسقف في إقناعه


في اللحظة الأخيرة بصولته الكهنوتية


بمعلوماته المغلوطة من أولها إلى آخرها


بوعوده وحماقاته




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي





المهالك




قال ميرثياس (طالب سوري بالإسكندرية في عهد أغسطس كونستانس



وأغسطس كونستانتيوس، شبه ونثي، شبه مسيحي):



"متخذاً من العلم والدراسة عدة لي


لن أخشى، كالجبان، أهوائي


جسدي، سوف أسلمه للشهوة


للملذات التي يجرفني الشوق إليها


للرغبات الجنسية الأكثر جموحاً


لتحرقات دمي الشبقية


دونما خوف


لأنني متى شئت


- وساعتها سوف تؤاتيني الإرادة


وقد تسلحت إلى هذا الحد


بالعلم والدراسة-


سوف يتسنى لي أن أجد من جديد


في اللحظات المناسبة


كما في السابق


روحي الزاهدة".




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي






عن الدكان




يلفها، حريصاً، بنظام


في الحرير الأخضر النفيس


ورود من ياقوت، زنابق من لآلئ


وبنفسجات من جمشت


هكذا حسبها، وأرادها وبدت له جميلة


على غير حال الطبيعة


أشار إليها وعلّمها


أودعها خزانته


لتكون برهاناً على عمله العبقري والجسور


وعندما يدخل مشتر الدكان


يُخرج ، من علب الجواهر
درراً أخرى للبيع


- جد نفيسه-


سلاسل وأساور وعقوداً وخواتم




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي




في الشارع





وجهه العذب، شاحب قليلاً


عيناه الداكنتان، تحيط بهما زرقة


في الخامسة والعشرين
لكنه يبدو كما لو كان في العشرين


لثيابه مظهر فني


- شيء ما في ربطة العنق، في شكل الياقة-


يهيم على وجهه في الشارع


وهو ما يزال منتشياً باللذة المنحرفة


باللذة جد المنحرفة التي جرب مذاقها




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي



هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 12-26-2010, 02:55 PM
المشاركة 14
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

إيمان



يحلف كل نهار أن يبدأ حياة أفضل


ولكن عندما يحل الليل بتعريضاته بها


بمصالحاته، بوعوده


ولكن عندما يحل الليل بقدرته على الإقناع


يرتد، ولهان، إلى الاستمتاع القاتل ذاته


باللحم البشري الذي يشتهي ويهوى




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي



بقاء



لا بد أنها كانت الواحدة أو الواحدة والنصف ليلاً


في ركن حانة


خلف ساتر خشبي


فيما عدانا نحن الاثنين كانت الحانة مهجورة تماماً


كان سراج يضيئها إضاءة خافتة


عند الباب


كان الجرسون، الذي أضناه السهر، قد استسلم للنوم


....


ما كان بوسع أحد أن يرانا


لكننا كنا، أيضاً، جد مستثارين


بحيث كان مستحيلاً علينا الاحتياط


كانت الثياب مفتوحة الأزرار


لم تكن كثيرة


بسبب ذلك الحر الشديد لشهر يوليو


لذة شهوانية


بين ثياب مفتوحة الأزرار


- تعرية سريعة للحم البشري-


اجتاز طيفها ستة وعشرين عاماً


ليبقى الآن


في هذه القصيدة




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي




في شهر آثير




أثرأ بصعوبة


على الحجر القديم


"ر (بـ) ـنا يسوع المسيح"


أميز كلمة "ر (و) ح"


وبعيداً عن ذلك "في شهـ(ر) آثير"


" (ما) ت ليوكيو(س)".


عند ذكر العمر


"عا(ش) "


يشير الرقم 27


كم كان صغيراً حين مات


في مواضع متآكلة


أرى "هـ(و)... سكندري".


يجد المرء بعد ذلك ثلاثة سطور


أكثر تآكلاً


لكنني أفك كلمات


كـ"د(مـ)وع" و "أسف"


ثم تحت ذلك مرة أخرى "دموع"


ثم "كرب لنا (نـ)حن خلا(نـ)ـه".


يبدو لي أن ليوكيوس


كان محبوباً جداً


خلال شهر آثير


مات ليوكيوس




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 12-26-2010, 03:00 PM
المشاركة 15
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شمس الأصيل




كم أعرف هذه الغرفة جيداً!


الآن جرى تأجيرها، مع تلك المجاورة لها، مكاتب


ولم يعد المنزل غير مكاتب للوكلاء، للتجار، للشركات


آه! كم هي مألوفة لدي هذه الغرفة


قرب الباب، ها هنا، كانت الكنبة وأمامها بساط تركي


وهناك، غير بعيد، كان الرف وعليه مزهريتان صفراوان


إلى اليمين - لا في الواجهة- كان دولاب له مرآة


في الوسط، كانت منضدته حيث اعتاد العمل


وكراسي الخيزران الكبيرة الثلاثة المريحة


وإلى جانب النافذة كان السرير


حيث مارسنا الحب كثيراً


ياللأشياء البائسة!


لا بد أنها ماتزال موجودة في مكان ما


إلى جانب النافذة كان السرير


كانت شمس الأصيل تصل إليه حتى المنتصف


..ذات عصر، في الساعة الرابعة، افترقنا


لأسبوع واحد فقط


ياللحسرة


لكن ذلك الأسبوع قد دام إلى الأبد




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي




الخامس عشر من مارس




يجب أن تهاب الأمجاد، آه يا روحي


وحين لا تقوى على قهر طموحاتك


اتبعها بتردد واحتياط


وبقدر ما تتقدم


كن حريصاً


وعندما تبلغ الأوج، وتصبح قيصر أخيراً


عندما تتخذ شكل شخص بهذه الرفعة


عندئذ انتبه بشكل خاص حين تكون في الشارع


مهيمناً جليلاً مع حاشيتك


إن حدث واقترب منك أحد من الجموع


أرتيميدور ما حاملاً مكتوباً


وقال لك في عجلة "إقرأ هذا حالاً


هذه أشياء خطيرة تهمك"


سارع إلى التوقف


سارع إلى إرجاء كل محادثة أو شأن


سارع إلى تنحية أولئك الذين يحيون وينحنون عن طريقط


(سوف تراهم فيما بعد)


دع مجلس الشيوخ نفسه ينتظر


وتعرف بسرعة على الأشياء
الخطيرة في مكتوب أرتيميدور




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي





ليلة




كانت الغرفة فقيرة وعادية


منزوية فوق حانة مشبوهة


من النافذة


كان يمكن للمرء رؤية الحارة


ضيقة وقذرة


من تحت


تتناهى أصوات عمال


يلعبون الورق ويتسلون


وعلى السرير البسيط والرخيص


كنت أمتلك جسد المحبوب


كنت أمتلك الشفتين


شفتي النشوة الشهوانيتين والحمراوين


الحمراوين من نشوة صارخة


بحيث أنني، حتى وأنا أكتب الآن


بعد كل تلك السنين


في بيتي المنزوي


أنتشي بها من جديد




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي






عن أمونيس




مات في التاسعة والعشرين، في عام 610


....


رافاييل


نسألك أن تكتب أبياتاً تكون شاهد قبر


للشاعر أمونيس


شيئاً يتميز بحسن الذوق وبالرصانة


أنت الذي تقوى


- أنت الأقدر-


على كتابة ما يليق


عن الشاعر أمونيس


الذي كان منا


لا ريب أنك سوف تتحدث عن قصائده-


لكن تحدث أيضاً عن جماله


عن جماله الرقيق الذي أحببناه


إغريقيتك جميلة وموسيقية دائماً


لكننا بحاجة الآن إلى كل مهارتك


ففي لغة أجنبية سوف ينتقل حزننا وحبنا


اسكب عاطفتك المصرية في لغة أجنبية


رافاييل


اكتب أبياتك بحيث يكون فيها


تدري


شيء من حياتنا


بحيث يكشف الإيقاع وكل جملة


أن سكندريا يكتب عن سكندري




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 12-26-2010, 03:08 PM
المشاركة 16
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لتأت





شمعة واحدة تكفي


نورها الخافت أنسب ما يكون


سيكون أكثر عذوبة حين تجيء بالحب


حين تجيء الأطياف


شمعة واحدة تكفي


لا حاجة في الغرفة هذا المساء إلى نور باهر


استغراف تام في الحلم والايحاء


وبالخافت من النور!


في الحلم كذلك


سأملك رؤى


لتأت بالحب


لتأت الأطياف




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي




إيثاكا



عندما تتهيأ للرحيل إلى إيثاكا


تمن أن يكون الطريق طويلاً


حافلاً بالمغامرات، عامراً بالمعرفة


لا تخش الليستريجونات والسيكلوبات


ولا بوزايدون الهائج


لن تجد أبداً أياً من هؤلاء في طريقك


إن بقي فكرك سامياً
إن مست عاطفة نبيلة روحك وجسدك


لن تقابل الليستريجونات والسيكلوبات


ولا بوزايدون العاتي


إن لم تحملهم في روحك


إن لم تستحضرهم روحك قدامك


تمن أن يكون الطريق طويلاً


أن تكون صباحات الصيف عديدة


فتدخل المرافئ التي ترى لأول مرة


منشرحاً، جذلاً


توقف بالأسواق الفينيقية


واقتن السلع الجيدة


أصدافاً ومرجاناً، كهرماناً وأبنوساً


وعطوراً شهوانية من كل نوع


قدر ما يمكن من العطور الشهوانية


اذهب إلى كثير من المدن المصرية


تعلم، وتعلم ثانية، - من الحكماء


....


لتكن إيثاكا في روحك دائماً


الوصول إليها قدرك


لكن لا تتعجل انتهاء الرحلة


الأفضل أن تدوم سنوات طويلة


وأن تكون شيخاً حين تبلغ الجزيرةن


ثرياً بما كسبته في الطريق


غير آمل أن تهبك ايثاكا ثراءً


....


إيثاكا منحتك الرحلة الجميلة


لولاها ما كنت شددت الرحال


وليس لديها ما تمنحك إياه أكثر من ذلك


....


حتى وإن بدت لك إيثاكا فقيرة


فإنها لم تخدعك


ومادمت قد صرت حكيما، حائزاً كل هذه الخبرة


فلا ريب أنك قد فهمت ما تعنيه الإيثاكات




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي





تذكر، أيها الجسد



تذكر، أيها الجسد


ليس فقط كم كنت محبوباً


ليس فقط الأسرة التي استلقيت عليها


بل أيضاً تلك الرغبات
التي كانت تلمح واضحة في العينين


وترتجف في الصوت، إشتهاء لك-


والتي بددتها عقبة طارئة


الآن إذ يتراجع كل ذلك إلى الماضي


يكاد يبدو كما لو أنك تهب نفسك لتلك الرغبات


تذكر، كم كانت تلمح في العينين
اللتين كانتا تنظران إليك


كم كانت ترتجف في الصوت


إشتهاء لك


تذكر، أيها الجسد




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي




هيروداتيكوس



آه! أي مجد كمجد هيروداتيكوس


إذ وصل إلى أثينا للكلام


اسكندر السلوقي، أحد سفسطائيينا


وجد المدينة مهجورة


كان هيرود في الريف


فتبعته الشبيبة كلها إلى هناك لسماعه


....


عندئذ، كتب اسكندر السفسطائي رسالة إلى هيرود


راجياً إياه إعادة الإغريق


فأجابه هيرود الأريب فوراً:


"مع الإغريق أجيء أيضاً".


....


كم من فتية الآن في الاسكندرية


في انطاكية أو في بيروت


(خطباء الغد هؤلاء الذي تعدهم الهيلينية)


خلال حفلات الصفوة


حيث يتجمع الجميع


يتحدثون تارة عن الجميل من المغالطات المنطقية


وتارة عن غرامياتهم اللذيذة


فجأة، يسكتون تماماً، شاردي الألباب


كؤوسهم، يتركونها، قريبة منهم، دون أن يمسوها


ويفكرون في حظ هيرود السعيد


- (هل من سفسطائي آخر بلغ قط مجداً مماثلاً؟)


أياً كان ما يريد، أياً كان ما يفعل


فسوف يتبعه الإغريق (الإغريق)


دون إبداء رأي، دون نقاش


دون رؤية. لمجرد أن يتبعوه




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 12-26-2010, 03:12 PM
المشاركة 17
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

حكماء الأمور الدانية




البشر يعرفون الحاضر


المستقبل تعلمه الآلهة


ذات الكمال والمالكة الوحيدة لجميع الأنوار


من أمور المستقبل


يدرك الحكماء تلك التي تدنو


يهيج سمعهم أحياناً أثناء التأملات الملية


يأتيهم الصخب السري للأحداث التي تدنو


وينصتون إليه في ورع


بينما في الخارج، في الشارع


لا يسمع الناس شيئاً




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي







في عام 1903





لم أصادفها مرة أخرى


ما أسرع ضياعها:


- العينان الشاعرتان


الوجه الشاحب


في سديم الشارع


لم أصادفها مرة أخرى-


أمتلكتها صدفة


ثم ضيعتها بهذه السهولة


وفيما بعد بحثت عنها مبرحاً بالآلام


العينان الشاعرتان، الوجه الشاحب
وتلكما الشفتان


لم أصادفها مرة أخرى



ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي





بعيداً




... لكم أود أن أحكي هذه الذكرى...


لكنها تذبل.. لا يكاد يبقى منها شيء-


لأنها ترقد في البعيد-


في سني شبابي الأولى


آه يا لون بشرة من ياسمين!


وتلك الأمسية من أغسطس


-أكان ذلك في أغسطس حقاً؟-


بالكاد ما أزال أتذكر العينين


كانتا، يخيل إليّ، زرقاوين


آه! أجل! زرقاوين.. زرقة اللازورد




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي





غدر




عندما زوجوا ثيتيس لبيليوس


نهض أبوللو، في وليمة الأعراس الرائعة


وبارك الزوجين الشابين


عن النبتة التي ستطيع من ارتباطهما


قال: لن يمسه المرض أبداً


وسيحيا حياة مديدة


حين قال ذلك


اهتزت ثيتيس حبوراً


لأن أقوال أبوللو


البارع في النبوءات


بدت لها ضمانة لطفلها


وبينما كان أخيل يكبر


وكان جماله فخر ثيسالي


كانت ثيتيس تتذكر أقوال الرب


لكن، ذات يوم، جاء شيوخ معهم أخبار


وتحدثوا عن موت أخيل في طروادة


فمزقت ثيتيس ثيابها الأرجوانية


ونزعت عن جسمها أساورها وخواتمها


ورمتها على الأرض


وفي انتحاباتها تذكرت الماضي


وسألت أين إذا كان الحكيم أبوللو


أين إذا كان الشاعر
الذي تكلم بهذه الروعة في الولائم


أين كان، النبي، حين قتلوا ولدها
في أول شبابه


فأجابها الشيوخ بأن أبوللو
كان حاضراً بشخصه في طروادة


وبأنه، مع الطرواديين، قتل أخيل




ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي






أغنية أيونية




مع أننا حطمنا تماثيلهم


مع أننا طردناهم من معابدهم


لم يمت الأرباب مع ذلك


آه يا أرض أيونيا


إنهم ما زالوا يحبونك


تتذكرك أرواحهم ماتزال


عندما يرف عليك صباح من أغسطس


تعبر جوك رعشة من حياتهم


وأحياناً يمر على روابيك


شكل أثيري لفتى جميل


غامض، مسرع





ترجمها عن الفرنسية


بشير السباعي



انتهى



المصدر من الموسوعة الشعرية للآداب العالمية



هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 12-26-2010, 09:27 PM
المشاركة 18
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
يلاحظ انه يتيم ايضا :

- مات أبوه عندما كان كفافي في السابعة من عمره وبعدها بسنتين أخذتْ الأم أولادّها وذهبتْ إلى إنجلترا لتلحق بعائلة كفافي حيث كانوا يديرون أعمالاً هناك بقيت الأم وأولادها في إنجلترا حتى بلغ كونستانتين السادسة عشرة.





سلام الله على الأستاذ الفاضل
أيوب صابر

أشكر حضورك ومتابعتك
تحيتي وتقديري
دمت بخير

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 05-04-2011, 08:34 PM
المشاركة 19
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحيّاتي

عد إلي.. تملكني أثناء الليل


عندما تعود الأجساد للحياة، ونتذكر الشفتين

لله درك أستاذة رقيّة الراقية في كلّ فن

ما تختاريته رياض أزهارها رائعة ندية عذبة شجية !

أنا هنا ... سأبقى ههنـاأتفيّأ في ظلال حرفكِ
حتـى نفـوقَ القمّـة الشمّـاءَ

لا فض فوكِ ، من أبدع ومن اختار.


ما أروع ما قلت.

عاطفة جياشة وألفاظ عذبة ومعاني مُبدَعة .
بوركتِ وبورك اليراع.

قديم 05-14-2011, 05:12 PM
المشاركة 20
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحيّاتي

عد إلي.. تملكني أثناء الليل


عندما تعود الأجساد للحياة، ونتذكر الشفتين

لله درك أستاذة رقيّة الراقية في كلّ فن

ما تختاريته رياض أزهارها رائعة ندية عذبة شجية !

أنا هنا ... سأبقى ههنـاأتفيّأ في ظلال حرفكِ
حتـى نفـوقَ القمّـة الشمّـاءَ

لا فض فوكِ ، من أبدع ومن اختار.


ما أروع ما قلت.

عاطفة جياشة وألفاظ عذبة ومعاني مُبدَعة .
بوركتِ وبورك اليراع.



سلام الله على أخي المربي الفاضل
أ.عبد المجيد جابر

شكري لهذا العبور
الذي انبثق منه نور
أبصر الحقيقة على روابي الدهشة
ممتطي أسوار عذوبة الحرف الأبيض
والبهاء المعطر بالحضور الأنيق
تقديري بحجم السماء
ومودة لا تنتهي



هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: قسطنطين كفافيس
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قسطنطين تسيولكوفسكي أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 01-10-2024 03:21 AM

الساعة الآن 09:38 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.