احصائيات

الردود
6

المشاهدات
3119
 
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي


محمد فتحي المقداد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
650

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7788
10-29-2019, 11:12 PM
المشاركة 1
10-29-2019, 11:12 PM
المشاركة 1
افتراضي النوافذ المُحطّمة (مقالات ملفقة ٢٣/٢)
النوافذ المُحطّمة

مقالات ملفّقة (٢/٢٣)
بقلم - محمد فتحي المقداد

تتفتّح نوافذ الذكريات في قلبي على ساحات طفولتي في تأسيس وعيي، كم كانت تُبهرني وتخطف انتباهي للتركيز على نوافذ بيت الأستاذ (عبدالمنعم) الواسعة وارتفاعها غير المعتاد في مدينتنا، المُتشكّلة على شكل قوس نصف دائرة، المشرّبة بألوان الزّجاج المعشّق بجماله اللّافت للنّظر بمثلّثاته المتناظرة والمتعاكسة، وذلك قُبيل وصولي إلى (بوابة الهوى) التي كانت المدخل الغربي إلى بُصرى الشام في الشارع المستقيم المحفوفة بمهابة التاريخ تظلله أشجار الكينا والفلفل على جانبيْه في منظر قلّ نظيره، وصولًا (للبوابة النبطيّة) في الشرق.
ومن بُصرى الشام إلى باريس للوقوف التأمّلي للواجهة الرئيسيّة لكاتدرائيّة (نوتردام) و نوافذ ها المُتسعة طولًا وعرضًا لتُفصح عن فلسفتها بتجسيد العلاقة ما بين نور العقل والقلب والحواسّ، ليأتي نور البصر بتفسير جدليّة العلاقة بتحوّل المشهد الماديّ إلى معنويّ، والرّبط ما بين اللامحسوس والرّوحيّ، ويتجلّى هذا المنحى في نافذة (الزهرة) بتشكيلها الدائريّ.
والنافذة جمعها نوافذ، وهي الشبّاك في الجدار ينفذ منه النّور والضوء والهواء إلى الحجرة، ومنها نافذة تضيء الحجرة من فوق (السقف)، وفي حوران تسمّى (الرّوزنة).
ولعلّه من النّادر لأيّ إنسان إلّا أن يكون لازم النّوافذ وتشبّث بها؛ لتصريف ألمه، أو انتظارًا لقادم من غياب، أو لوداع واختزان آخر ملامح المُفارق.
والنّافذة تُشرَع للرّيح وللقلب، وتُفتح* إذا ما جئتَ غُرفتك لطرد عتمة المكان. وخلف النّوافذ تلتصق آذان المُخبرين والجواسيس لاستراق الأخبار والأسرار. ولا تفتأ عيون المُحبّين والعاشقين تطلُّعًا إلى النّوافذ لرؤية اليد التي تفتحها وإطلالة وجه المحبوبة؛ لتتكلم العيون وتصمت الشّفاه.
وإذا كان الرّجل مُطاعًا، حازمًا، ماضٍ في كلّ أموره، فهو رجلٌ نافذٌ، والأمر النّافذ أي المُطاع، المُنجز، مُطبّق ساري المفعول، نهائيٌّ قاطع.
وبالإطلال عبر الأطلسيّ غرباً ظهرت نظريّة (النوافذ المُحطّمة) فقلبت الموازين في العقد الماضي، وغيرت في قوانين الإدارة عمومًا، وفي الإدارة المدنيّة خصوصاً على مستوى المدن الأمريكية. مثلًا فُرضت الضرائب على كلّ من يرمي المُخلّفات في الشوارع مهما صغر حجمها، ونُظفت الجدران يوميًّا من كلّ ما يُكتب عليها، وغُسلت وسائل المواصلات يوميًّا ونظفت؛ فأحسّ النّاس أنّ من واجبهم المساهمة في الحفاظ على هذا الإنجاز الحضاريّ، وعلى مستوى المرور فُرضت الضرائب على كل مخالفة صغيرة (مهما صغرت) فقلّت المخالفات الكبيرة، واختفت الحوادث، وعلى المستوى الأمنيّ تحوّلت (نيويورك) تلك المدينة المعروفة بالإجرام والسطو والفوضى في حقبة الثمانينيّات - بعد تطبيق هذه النظرية - إلى مدينة أكثر أمناً ونظافة وترتيباً .. ثم تبنّت الإدارات الحكوميّة والمؤسّسات الخاصّة هذه النظريّة كأساس مُهمٍّ في فن الإدارة لتطوير العمل ورفع الإنتاجية والارتقاء بالمنتج.
وهي نظرية في علم الجريمة لإرساء القواعد والإشارة إلى تأثير الفوضى و التخريب على المناطق الحضرية المتمثلة بالجرائم والسلوكيّات المعادية للمجتمع. نظرية النوافذ المحطمة هي نتاج فكر المُنظّريْن (واضعي النظريات) في علم الجريمة (جيمس ويلسون - وجورج كيلنج)
وتتلخّص هذه النظريّة ببساطة:
(أن الجريمة هي نتاج الفوضى، وعدم الالتزام بالنظام في المجتمعات البشريّة. إذا حطّم أحدهم نافذة زجاجيّة في الطريق العامّ، وتُركت هذه النافذة دون تصليح؛ فسيبدأ المارّة في الظنّ بأنّه لا أحد يهتمّ.
وبالتالي فلا يوجد أحد يتولّى زمام الأمور، ومنه فستبدأ نوافذ أخرى تتحطّم على ذات المنوال، وستعمّ الفوضى البيت المقابل لهذه النافذة، ومنه إلى الشارع، ومنه إلى المجتمع كله).
ولا تزال مقولة غاندي: (افتحوا النّوافذ لدخول الهواء الجيّد). حيث أصبحت النّوافذ الكبيرة سِمة الأبنية الحديثة؛ فتجعل البيوت مُضاءة ومُهوّاة لائقة صحيًّا لقاطنيها، (فالبيت الذي تدخله الشمس لا يرى أهله المرض). وهذا خلاف الأبنية القديمة في (بُصرى) ذات النّوافذ الصغيرة وبعضها لا يتعدّى فُتحة صغيرة إمّا فوق الباب، أو في جانب عالٍ من الجدار. وإذا اعتبرنا الأبواب من جنس النّوافذ فإنّها كانت صغيرة نسبيًّا؛ لتسهيل حمايتها من اللصوص والغُزاة.
ومن يتمتّع بالذكاء والذّهن والعقل الثّاقب فهو نافذ البصيرة، وذا النّفوذ والتأثبر والمكان فتكون شخصيّته نافذة.
وبالتوقّف عند مصطلح (نافذة الإطلاق) فهو فترة زمنيّة قصيرة، عندما تُطلق سفينة فضائيّة أو قذيفة لتحقيق هدفها أو مُهمّتها.
و في عالم المال والأعمال(نافذة الخصم) مكانٌ في بنك الاحتياط أو البنك المركزيّ؛ يمكن فيه للبنوك أن تقترض بخصم مُقابل ضمان.
وهناك أيضًا النّافذة الأولى: عبارة عن شُبّاك الإقراض بشروط تجاريّة، أي بشروط السّوق من البنك الدوليّ، والنّافذة الثانية: شُبّاك الإقراض المُيسّر من مؤسّسة التنمية الدوليّة، والنافذة الثالثة: شُبّاك إقراض جزء بشروط السّوق، والجزء الآخر بشروط مُيسّرة.
و(نافذة العواصف) نافذة ثانويّة مُلحقة بالنّافذة العاديّة للحماية من الرّياح والبرد.
ومن تلقّى طعنة نافذة في القلب فقد خرقته وتجاوزته، وأحدثت شقّيْن من الطرفيْن لتوغّلها بحدّة،
وفي أساليب الإدارة الحديثة هناك (نافذة التغيير) عبارة عن فترة زمنيّة منتظمة مُتفّق عليها؛ لتنفيذ التّغييرات والإطلاقات بأقلّ تأثير ممكن على الخدمات، وعادة ما تُوثّق في اتفاقيّات مستوى الخدمة.
وللمتتبّع فإنّ الرّبيع العربيّ جاء نافذة للتغيير فاقت مستوى التوقّعات؛ بارتداد الدكتاتوريّات القائمة على إرادة شُعوبها لاحتوائها بأساليب وحشيّة غاية في القمع والقتل والتّشريد والتدمير الممنهج.
وإذا فتحنا النّافذة الثقافيّة لمتابعتها ورؤية النّتاجات الأدبيّة الروائيّة، ونطالع رواية (نافذة علىةالجحيم - عبدالوهّاب مطاوع) و رواية (نافذة في السّماء - ياسمين خليفة) و رواية (نافذة من ورق - أمنية المدني).
وفي إطلالتي من نافذة مُلفّقتي تواثبت أفكاري؛ لولوج نوافذ الكون أجمع صُعودًا إلى نوافذ السّماء الأعلى بسموٍّ روحيّ تأخذني بعيدًا في رحلة خلاصٍ أبديّ من قبضة نوافذ محدودة لا تصلح إلى لرؤية حيّز صغير.
تعدّدت النّوافذ بأشكالها وألوانها واستخداماتها ومهمّاتها، لكنها تبقى نافذة تواصل مع الآخر والمحيط الخارجيّ والداخليّ تأثّرًا وتأثيرًا.

عمّان - الأردنّ
٢٩/ ١٠ / ٢٠١٩


قديم 10-30-2019, 12:58 AM
المشاركة 2
مها عبدالله
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: النوافذ المُحطّمة (مقالات ملفقة ٢٣/٢)
سيدي : كل منا يحلم بمغادرة الأرض إلى كوكب شاعري
ولكن يبدو حتى الكواكب تغيرت والأرض لا نقدر على مغادرتها
شكرآ للطرح الرائع والكلمات الأروع
لك مني أجمل تحية

قديم 10-30-2019, 08:11 AM
المشاركة 3
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: النوافذ المُحطّمة (مقالات ملفقة ٢٣/٢)
ولعلّه من النّادر لأيّ إنسان إلّا أن يكون لازم النّوافذ وتشبّث بها؛ لتصريف ألمه، أو انتظارًا لقادم من غياب، أو لوداع واختزان آخر ملامح المُفارق.
******
النوافذ .. لتصريف الألم
اليوم .. نوافذك ملفقة حقاً بالمعنى الذي فهمته من التلفيق لأول مرة
فعندما يجتاحنا الألم ولا نافذة من نوافذ الدنيا نستطيع من خلالها تصريف الآلام والأحزان والأوجاع وكل ما ارتبط بالألم من مصطلحات ملأت القواميس
مهما اتسعت النافذة ومهما أطلت ومهما كانت إطلالتها جميلة
يقول علم النفس
إذا شعرت بالألم افتح النافذة وأطلق نظرك على البحر الواسع أو على صحراء مترامية الأطراف لتصرّف ما اختزن في صدرك من ألم
وهل يخرج الألم من الصدر ؟!
أم هل ينتهي الألم ؟ كم عمر الألم يا ترى ؟؟!!!!
أخي محمد
فتحت اليوم مقالاتك الملفقة على نافذة جميلة كعادتك
بل فتحت نافذة قلبي على الآلام وأخواتها وبناتها وبنات عمها
شكراً لك كبيرة بحجم سعة أفقك ودرايتك
زادك الله من علمه
تحية ملفقة

قديم 10-30-2019, 01:25 PM
المشاركة 4
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: النوافذ المُحطّمة (مقالات ملفقة ٢٣/٢)
سيدي : كل منا يحلم بمغادرة الأرض إلى كوكب شاعري
ولكن يبدو حتى الكواكب تغيرت والأرض لا نقدر على مغادرتها
شكرآ للطرح الرائع والكلمات الأروع
لك مني أجمل تحية
أستاذة مها
اسعد الله أوقاتك بكل خير
سعاجتي بك عظيمة وانت تقيمين
جوار ملفقتي..
تحياتي وتقديري لك نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 10-30-2019, 01:29 PM
المشاركة 5
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: النوافذ المُحطّمة (مقالات ملفقة ٢٣/٢)
ولعلّه من النّادر لأيّ إنسان إلّا أن يكون لازم النّوافذ وتشبّث بها؛ لتصريف ألمه، أو انتظارًا لقادم من غياب، أو لوداع واختزان آخر ملامح المُفارق.
******
النوافذ .. لتصريف الألم
اليوم .. نوافذك ملفقة حقاً بالمعنى الذي فهمته من التلفيق لأول مرة
فعندما يجتاحنا الألم ولا نافذة من نوافذ الدنيا نستطيع من خلالها تصريف الآلام والأحزان والأوجاع وكل ما ارتبط بالألم من مصطلحات ملأت القواميس
مهما اتسعت النافذة ومهما أطلت ومهما كانت إطلالتها جميلة
يقول علم النفس
إذا شعرت بالألم افتح النافذة وأطلق نظرك على البحر الواسع أو على صحراء مترامية الأطراف لتصرّف ما اختزن في صدرك من ألم
وهل يخرج الألم من الصدر ؟!
أم هل ينتهي الألم ؟ كم عمر الألم يا ترى ؟؟!!!!
أخي محمد
فتحت اليوم مقالاتك الملفقة على نافذة جميلة كعادتك
بل فتحت نافذة قلبي على الآلام وأخواتها وبناتها وبنات عمها
شكراً لك كبيرة بحجم سعة أفقك ودرايتك
زادك الله من علمه
تحية ملفقة
أديبتنا الراقية ناريمان
أسعد الله أوقاتك بكل خير
حديث النوافذ يطول ويطول
وفي النوافذ تصريف من حال الى حال
وحين تغلق كل النوافذ.. تذكري نافذة
السماء مفتوحة أبدا لا تغلق..
وكبير شكري وامتناني للاضافة القيمة
بإثراء نوافذ ملفقتي وأشرعتها لتلاقح
الأفكار..
دمت بخير وابداع اديبتنا الراقية

قديم 11-17-2019, 11:44 AM
المشاركة 6
بتول الدخيل
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: النوافذ المُحطّمة (مقالات ملفقة ٢٣/٢)
مبدع ورائع جدا استاذي الكبير محمد

باقة ود

تدري وش صاب الخفوق!!..فيه بعض آثار شوق..وبه جروح وبه حروق..وبه سوالف لو تروق!!.وبه نزيف بالحنايا ..من فراقك .. يا هوى قلبي الصدوق

قديم 11-17-2019, 07:22 PM
المشاركة 7
محمد فتحي المقداد
كاتب سـوري مُتألــق

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: النوافذ المُحطّمة (مقالات ملفقة ٢٣/٢)
مبدع ورائع جدا استاذي الكبير محمد

باقة ود
تحياتي لك استاذة بتول
مرحبا بك


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: النوافذ المُحطّمة (مقالات ملفقة ٢٣/٢)
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
(٢).. على هامش الحجر.. الشاعرة كفاح الغصين منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 0 10-28-2020 03:01 PM
أم على قلوب أقفالها (مقالات ملففة ٢٧/ج٢) محمد فتحي المقداد منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 4 09-09-2020 02:49 PM
مواقيتُ الرماد القصيدة الحائزة على المركز الثالث.مسابقة شعر التفعيلة مهرجان همسة ٢٠١٩ أحمد بهجت سالم منبر شعر التفعيلة 7 04-12-2020 07:37 PM
و في ذلك.. ( مقالات ملفقة 1\3) محمد فتحي المقداد منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 2 11-30-2015 08:38 PM
لا .. بل للحق ( مقالات ملفقة- 27\2 )* محمد فتحي المقداد منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 0 08-06-2014 03:11 PM

الساعة الآن 03:12 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.