قديم 01-04-2011, 05:47 PM
المشاركة 51
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

سونيت 96




ينسب بعضهم خطأك إلى عمرك الغض، والبعض إلى ملذاتك المسرفة


ويقول آخرون أن الشباب واللهو البديع فيك فضيلة وجمال


وكيفما كان الأمر فالفضيلة والخطأ كلاهما محبب بشكل ما


لأنك قادر على تحويل ما ينسب إليك من أخطاء إلى فضائل


....


مثلك في هذا مثل الملكة المتوجة التي يبدو في إصبعها


أرخص أنواع الجواهر أعلاها قدراً


كذلك أيضاً تلك الأخطاء التي يراها الناس فيك


تتحول إلى المعاني الصادقة وتنتسب إلى حقائق الأمور


....


كم من الحملان يستطيع الذئب القاسي خداعها


لو استطاع أن يبدو كالحمل في نظراته ولفتاته


وكم من الناظرين إليك تستطيع أن تضلهم


لو أنك استخدمت كل القوة التي تتيحها مكانتك


....


لكن عليك ألا تفعل ذلك، لأنني أحبك بالصورة التي أنت عليها


وما دمتَ الانسان الذي أحببتُ، فسيظل حبي عنواناً لقدرك الرفيع




ترجمة: بدر توفيق




XCVI



Some say thy fault is youth, some wantonness


Some say thy grace is youth and gentle sport


Both grace and faults are lov'd of more and less


Thou mak'st faults graces that to thee resort


As on the finger of a throned queen


The basest jewel will be well esteem'd


So are those errors that in thee are seen


To truths translated, and for true things deem'd


How many lambs might the stern wolf betray


If like a lamb he could his looks translate


How many gazers mightst thou lead away


If thou wouldst use the strength of all thy state


But do not so; I love thee in such sort


As, thou being mine, mine is thy good report





سونيت 97



لشد ما يشابه الشتاء غيابي عنك


يا بهجة الصيف في العام الذي انقضى


أي برودة شديدة أحسستها، وكم تراءت ظلمة الأيام


أي يباب ينشره ديسمبر العجوز في كل مكان


....


كنا في الصيف حين افترقنا


وكان الخريف فياض الثمر متزايد الغنى


يحمل لنا المحاصيل التي لُقحت في الربيع


كأطفال الأرامل الذين يولدون بعد وفاة آبائهم


....


لكن هذا الحصاد الوفير كان يبدو لي


مثل أمل اليتامى، وفاكهة الذين فقدوا آباءهم


لأن الصيف وأفراحه يعتمدان على وجودك


فإذا كنت غائباً فكل شيء يصير صامتاً حتى الطيور


....


فلو سمعتها تغني فإن صوتها يكون موحش الغناء


وتبدو أوراق الشجر شاحبة، كأنها تخشى اقتراب الشتاء




ترجمة: بدر توفيق




XCVII




How like a winter hath my absence been


From thee, the pleasure of the fleeting year


What freezings have I felt, what dark days seen


What old December's bareness everywhere


And yet this time removed was summer's time


The teeming autumn, big with rich increase


Bearing the wanton burden of the prime


Like widow'd wombs after their lords' decease


Yet this abundant issue seemed to me


But hope of orphans, and unfathered fruit


For summer and his pleasures wait on thee


And, thou away, the very birds are mute


Or, if they sing, 'tis with so dull a cheer


That leaves look pale, dreading the winter's near

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 01-04-2011, 05:50 PM
المشاركة 52
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

سونيت 98




كنت غائباً عنك في الربيع


حين خطا ابريل زاهي الكبرياء مرتدياً بهاءه المكتمل


وقد بث روح الشباب في كل شيء


حتى بات زحل الثقيل يضحك معه ويقفز


....


الآن لا يستطيع تغريد الطيور، ولا الرائحة الزكية


للزهور المتنوعة في عطرها وألوانها


أن تجعلني أروي أية قصة عن الصيف


أو أنزعها من مهدها المتألق الذي نَمَت فيه


....


كما أنني لا أقوى على التعجب من بياض الليلك


أو امتداح اللون القرمزي العميق في الورود


فهي لم تكن في رقتها، وفي أشكالها المبهجة


سوى نسج على منوالك، فأنت الوحدة التي تشملها جميعاً


....


لكن الشتاء ما زال يبدو مخيماً، وأنت مبعد هنالك


أداعب هذه الرؤى، كأنها طيف خيالك




ترجمة: بدر توفيق




XCVIII



From you have I been absent in the spring


When proud-pied April, dress'd in all his trim


Hath put a spirit of youth in every thing


That heavy Saturn laughed and leapt with him


Yet nor the lays of birds, nor the sweet smell


Of different flowers in odour and in hue


Could make me any summer's story tell


Or from their proud lap pluck them where they grew


Nor did I wonder at the lily's white


Nor praise the deep vermilion in the rose


They were but sweet, but figures of delight


Drawn after you, you pattern of all those


Yet seemed it winter still, and you away


As with your shadow I with these did play





سونيت 99



هكذا رحت ألوم زهر البنفسج الذي تفتح قبل أوانه


أيها اللص الجميل، من أين سرقت عطرك الفواح


إن لم يكن من أنفاس حبيبي، وهذه الحمرة الزاهية


التي تسكن في صفحة خدك الرقيق


ألم تتخذ لونها من الدماء التي تجري في عروق حبيبي


....


لقد أَدَنْتُ زهر الليلك بسرقة البياض من لون يدك


وأدنت براعم السَّمسق بالسطو على شعرك


أما الورود فقد وقفت خائفة فوق أغصانها


إحداها احمرَّت خجلا، الأخرى ابيضَّت يأساً


....


ثالثة، لا حمراء ولا بيضاء، سرقت من اللونين


ضمت إلى سرقتها عطر أنفاسك الذي استولت أيضا عليه


وبسبب هذه السرقة، التي اختالت بها بعد اكتمال نمائها


جاءتها الدودة المنتقمة وظلت تأكلها حتى قضت عليها


....


تأملت كثيراً من الزهور، لكنني لم أر واحدة منها


إلا وقد سرقت منك رقتها أو لونها




ترجمة: بدر توفيق




XCIX




The forward violet thus did I chide


Sweet thief, whence didst thou steal thy sweet that smells


If not from my love's breath? The purple pride


Which on thy soft cheek for complexion dwells


In my love's veins thou hast too grossly dy'd


The lily I condemned for thy hand


And buds of marjoram had stol'n thy hair


The roses fearfully on thorns did stand


One blushing shame, another white despair


A third, nor red nor white, had stol'n of both


And to his robbery had annex'd thy breath


But, for his theft, in pride of all his growth


A vengeful canker eat him up to death


More flowers I noted, yet I none could see


But sweet, or colour it had stol'n from thee

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 01-04-2011, 05:54 PM
المشاركة 53
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


سونيت 100



أين أنت يا ربة الالهام، يا من طال بك النسيان


في الحديث إلى ذلك الذي يعطيك كل قوتك


هل تبذلين نفثة إلهامك على أغنية تافهة


وتنفقين قواك لتسكبي الضوء في الأمور الرخيصة


....


ارجعي أيتها الربة القاسية، واسترجعي الآن


في القصائد النبيلة، ذلك الوقت الذي ضيعته عبثاً


رددت غناءك للأذن التي تقدر منك الغناء


وتمدُّ قلمك بالمهارة والفكرة معاً


....


انهضي، أيتها الربة المستكنة


انظري إلى وجه حبي الجميل


هل حفر الزمان فيه شيئاً من التجاعيد


فإذا وجدت منها شيئاً، ألهميني هجائية عن الذبول


واجعلي أسلاب الزمن محتقرة في كل مكان


....


امنحي حبي الذيوع بسرعة أكبر


من سرعة اتلاف الزمان للحياة


لكي تصدي عنه منجل الأيام وسكينها المعقوف




ترجمة: بدر توفيق




C




Where art thou Muse that thou forget'st so long


To speak of that which gives thee all thy might


Spend'st thou thy fury on some worthless song


Darkening thy power to lend base subjects light


Return forgetful Muse, and straight redeem


In gentle numbers time so idly spent


Sing to the ear that doth thy lays esteem


And gives thy pen both skill and argument


Rise, resty Muse, my love's sweet face survey


If Time have any wrinkle graven there


If any, be a satire to decay


And make time's spoils despised every where


Give my love fame faster than Time wastes life


So thou prevent'st his scythe and crooked knife





سونيت 101



يا ربة الشعر المتهربة، ما هي صياغتك المبتكرة


التي تعللين بها إهمالك وحدة الصدق والجمال


فالصدق والجمال معاً يعتمدان في وجودهما على وجد حبيبي


هكذا أنت أيضاً عليه تعتمدين، وهذا هو ما يضفي عليك الاحترام


....


أجيبيني، أيتها الربة الملهمة: أليس من المحتمل أن تقولي


"إن الصدق لا يحتاج إلى الزخرفة لأنه ثابت اللون


والجمال ليس بحاجة إلى قلم يكتب عن حقيقة الجمال


وأفضل شيء لهما معا أن يظلا بلا امتزاج مع شيء آخر أبداً؟"


....


أتظلين صامتة لأن حبيبي ليس بحاجة إلى المديح


لا تتخذي ذلك عذراً للصمت، لأنك أنت التي تمتلكين القدرة


على جعله يتجاوز حدود المقبرة البراقة


فيتواصل ذكره بالمدح على مر العصور المقبلة


....


عليك الآن أيتها الربة أن تؤدي واجبك


فتجعلينه يبدو جميلاً حقاً


في عيون الأجيال القادمة مثلما هو الآن




ترجمة: بدر توفيق




CI



O truant Muse what shall be thy amends


For thy neglect of truth in beauty dyed


Both truth and beauty on my love depends


So dost thou too, and therein dignified


Make answer Muse: wilt thou not haply say


'Truth needs no colour, with his colour fixed


Beauty no pencil, beauty's truth to lay


But best is best, if never intermixed'


Because he needs no praise, wilt thou be dumb


Excuse not silence so, for't lies in thee


To make him much outlive a gilded tomb


And to be praised of ages yet to be


Then do thy office, Muse; I teach thee how


To make him seem, long hence, as he shows now

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 01-04-2011, 05:58 PM
المشاركة 54
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


سونيت 102



لقد ازدادت قوة حبي، رغم أنه يبدو ضعيفاً للغاية


لم يتضاءل حبي لك، رغم أن ظاهر الأمر يبديه ضئيلاً


فالحب ذا المكانة الجليلة، يصير سلعة رخيصة


حين يداوم صاحبه على إذاعته في كل مكان


كان حبنا في مستهله منتعشاً حتى أصبحنا في الربيع


عندما اعتدت أن أشيد به في قصائدي


كالعندليب حين يغني في مطلع الصيف


ثم يتوقف عن الغناء عندما يقترب الصيف من نهايته


ليس لأن أخريات الصيف أصبحت الآن أقل إثارة للبهجة


عما كانت عليه حينما كان ينشر السكون في الليل بألحانه الوجيعة


ولكن لأن هذه الموسيقا الثرة صارت حملاً قاسياً على كل غصن


فعندما تصبح الأشياء العذبة في متناول الجميع تفقد متعتها النادرة


لذلك أحذو حذوه أحياناً، فأمسك عن الكلام لساني


لأنني لا أحب أن أتخمك بما لدي من الأغاني




ترجمة: بدر توفيق




CII



My love is strengthened, though more weak in seeming


I love not less, though less the show appear


That love is merchandized, whose rich esteeming


The owner's tongue doth publish every where


Our love was new, and then but in the spring


When I was wont to greet it with my lays


As Philomel in summer's front doth sing


And stops his pipe in growth of riper days


Not that the summer is less pleasant now


Than when her mournful hymns did hush the night


But that wild music burthens every bough


And sweets grown common lose their dear delight


Therefore like her, I sometime hold my tongue


Because I would not dull you with my song





سونيت 103



واأسفاه للقريحة التي أجْدَبَتْها ملهمتي


تلك التي تملك مدى فسيحاً تبرز فيه قوتها


لو أنني كففت عن مدائحي إليك، ستظل أعلى مكانة وشأناً


مما تضيفه قصائدي إليك


....


آه، لا تلمني إن لم أعد قادراً على كتابة شيء آخر


تطلع إلى مرآتك، وسوف يطالعك على صفحتها


وجه يتجاوز بجماله إبداعي الشعري الفقير


يخسف ما سطرته، ويجعلني أتوارى خجلاً


....


أليس من الخطأ إذن أن أحاول إصلاح شيء


فأفسد ما كان جميلاً من قبل


لأن قصائدي لم تكتب لأي غرض آخر


سوى الإشادة بشمائلك وعطاياك


....


وأكثر من ذلك، أكثر مما يمكن لقصائدي أن تحتويه


تراه ظاهراً على صفحة مرآتك حينما تنظر فيها




ترجمة: بدر توفيق




CIII



Alack! what poverty my Muse brings forth


That having such a scope to show her pride


The argument all bare is of more worth


Than when it hath my added praise beside


O! blame me not, if I no more can write


Look in your glass, and there appears a face


That over-goes my blunt invention quite


Dulling my lines, and doing me disgrace


Were it not sinful then, striving to mend


To mar the subject that before was well


For to no other pass my verses tend


Than of your graces and your gifts to tell


And more, much more, than in my verse can sit


Your own glass shows you when you look in it

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 01-04-2011, 06:02 PM
المشاركة 55
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


سونيت 104



بالنسبة لي، أيها الصديق الرائع، لا يمكن أبداً أن تصير عجوزاً


فمثلما كنت حينما التقت عيني بعينك للمرة الأولى


ما زال جمالك يبدو لي بعد ثلاثة فصول من الشتاء البارد


جردت الغابات ثلاث مرات من المناظر البديعة لورق الشجر في الصيف


....


ثلاثة فصول من الربيع الجميل تحولت إلى صفرة الخريف


ولقد رأيت فيما تتتابع الفصول


ثلاثة من شهور ابريل العطرة تحرقها ثلاثة شهور حارة من يونية


منذ رأيتك للمرة الأولى التي ما زالت خضراء


....


ومازال الجمال مثل الساعة الشمسية


يسرق من مالكه دون أن تدركه الحواس


هكذا أيضاً شكلك الجميل الذي يبدو لي مثلما كان


إنه يتغير ويكبر، لكن عيني هي التي تخدعني


....


ولأن هذا هو ما أخشاه، أقول لك أيتها العصور القادمة


إن الجمال المكتمل قد مات من زمن طويل قبل مجيئك




ترجمة: بدر توفيق




CIV



To me, fair friend, you never can be old


For as you were when first your eye I ey'd


Such seems your beauty still. Three winters cold


Have from the forests shook three summers' pride


Three beauteous springs to yellow autumn turn'd


In process of the seasons have I seen


Three April perfumes in three hot Junes burn'd


Since first I saw you fresh, which yet are green


Ah! yet doth beauty like a dial-hand


Steal from his figure, and no pace perceiv'd


So your sweet hue, which methinks still doth stand


Hath motion, and mine eye may be deceiv'd


For fear of which, hear this thou age unbred


Ere you were born was beauty's summer dead





سونيت 105



لا تتركْ حبي لك يُدْعَى حباً أعمى


لا تتركْ محبوبي يبدو وهماً


مادامت كل أغانيّ وكل قصائد مدحي


كتبت عن إنسان واحد، وإلى نفس الانسان ستبقى أبداً منه إليه


....


يفيض حبي اليوم بالحنان، وغداً يفيض بالحنان


وسيبقى ثابتاً على الدوام في أكمل صورة


لهذا تبقى قصائدي رهينة الوفاء


معبرة عن شيء واحد، تاركة ما عداه


....


"الجمال والحنان والصدق" هذا هو موضوعي بأكمله


"الجمال والحنان والصدق" أنوِّع قولها في كلمات أخرى


أبذل جهدي في التعبير المتنوع عن نفس الموضوع


ثلاثة موضوعات في موضوع واحد تمنحني أفقاً واسعاً


....


لقد عاش الجمال والحنان والصدق متفرقين دائماً


لم يجتمع الثلاثة في أحد أبداً حتى الآن




ترجمة: بدر توفيق




CV



Let not my love be called idolatry


Nor my beloved as an idol show


Since all alike my songs and praises be


To one, of one, still such, and ever so


Kind is my love to-day, to-morrow kind


Still constant in a wondrous excellence


Therefore my verse to constancy confined


One thing expressing, leaves out difference


Fair, kind, and true, is all my argument


Fair, kind, and true, varying to other words


And in this change is my invention spent


Three themes in one, which wondrous scope affords


Fair, kind, and true, have often lived alone


Which three till now, never kept seat in one

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 01-04-2011, 06:06 PM
المشاركة 56
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


سونيت 106



حين أرى في قصص الأزمنة الماضية


أوصاف أجمل الناس الذين عاشوا فيها


والتفنن في تجميل القصائد القديمة


عند إطراء النساء الراحلات والفرسان المحبوبين


....


وحين أقرأ أعمق ما في سجلهم عن الجمال


عن اليد، والقدم، والشفة، والعين، والحاجب


أرى أقلامهم القديمة وقد حاولت التعبير


عن الجمال الذي أراه الآن فيك


....


لم تكن مدائحهم للجمال إذن سوى تنبؤات


عن الجمال في عصرنا هذا


الذي يتجسد بأكمله في صورتك


ولأنهم لم ينظروا للجمال إلا بعيون متنبئة


لم تكن لديهم المهارة الكافية للتعبير الجدير بك


....


أما في هذا الزمن الذي نتربع الآن عليه


فإننا نملك العين التي يدهشها الجمال


وينقصنا اللسان الذي يمكنهالتعبير




ترجمة: بدر توفيق




CVI



When in the chronicle of wasted time


I see descriptions of the fairest wights


And beauty making beautiful old rhyme


In praise of ladies dead and lovely knights


Then, in the blazon of sweet beauty's best


Of hand, of foot, of lip, of eye, of brow


I see their antique pen would have express'd


Even such a beauty as you master now


So all their praises are but prophecies


Of this our time, all you prefiguring


And for they looked but with divining eyes


They had not skill enough your worth to sing


For we, which now behold these present days


Have eyes to wonder, but lack tongues to praise





سونيت 107



لا مخاوفي الخاصة، ولا روحي المتنبئة


التي تحلم بالأشياء المقبلة، في هذا العالم الواسع


يمكنها السيطرة على مصير حبي الصادق


الذي يخضع لدورة المصير المعلوم


....


لقد استطاع القمر الفاني أن ينتصر على الخسوف ويحيا


وصار المتنبئون بذلك موضعا للسخرية بما قالوه


والشكوك السابقة أصبحت الآن هي اليقين المنتصر


وأغصان الزيتون تعلن عصراً أبدياً للسلام


....


الآن مع قطرات هذا الزمن الفياض بالعطر


يبدو حبيبي نضراً، ويستسلم الموت لي،


ما دمت رغما عنه سوف أحيا في هذا الشعر المتواضع


بينما يصول ويجول بين أولئك الخرس والأغبياء


....


أما أنت فسوف تجد ما يُجسدك في هذه القصائد


بعد زوال الطغاة واندثار القبور النحاسية




ترجمة: بدر توفيق




CVII



Not mine own fears, nor the prophetic soul


Of the wide world dreaming on things to come


Can yet the lease of my true love control


Supposed as forfeit to a confined doom


The mortal moon hath her eclipse endured


And the sad augurs mock their own presage


Incertainties now crown themselves assured


And peace proclaims olives of endless age


Now with the drops of this most balmy time


My love looks fresh, and Death to me subscribes


Since, spite of him, I'll live in this poor rhyme


While he insults o'er dull and speechless tribes


And thou in this shalt find thy monument


When tyrants' crests and tombs of brass are spent

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 01-04-2011, 06:09 PM
المشاركة 57
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


سونيت 108



ما الذي في العقل يمكن للحبر أن يصوره


مما لم يتشكل أمامك من قبل يا روحي الصادقة


ما الجديد الذي يمكن أن يقال، وما الذي يمكن تسجيله الآن


للتعبير عن حبي أو عن شمائلك الغالية


....


لا شيء، أيها الفتى الرقيق، لكنني في مثل كلمات المصلين


لا بد أن أكرر نفس الشيء كل يوم


معتبراً أن الأشياء القديمة ليست قديمة، ما دمت لي وأنا لك


حتى عندما بَجَّلْتُ اسمك الجميل للمرة الأولى


....


فالحب الخالد يظل حباً شاباً على الدوام


لا يأبه أبداً برماد السنين الماضيات وجراحاتها


ولا يدع للغضون التي لا مفر منها مكاناً


بل يجعل الزمن الماضي خادماً لشؤنه


....


حين يجد انطباع الحب الأول الذي ولد فيه ونما


بينما الزمن والهيئة الخارجية يظهرانه ميتاً




ترجمة: بدر توفيق




CVIII



What's in the brain, that ink may character


Which hath not figured to thee my true spirit


What's new to speak, what now to register


That may express my love, or thy dear merit


Nothing, sweet boy; but yet, like prayers divine


I must each day say o'er the very same


Counting no old thing old, thou mine, I thine


Even as when first I hallowed thy fair name


So that eternal love in love's fresh case


Weighs not the dust and injury of age


Nor gives to necessary wrinkles place


But makes antiquity for aye his page


Finding the first conceit of love there bred


Where time and outward form would show it dead





سونيت 109



لا تقل عن قلبي أبداً أنه لم يكن لك مخلصاً


رغم أن الغياب أظهرني في شكل من خبا حبه لك


ينبغي عندئذ أن أفترق عن نفسي بسهولة


مثل سهولة افتراقي عن روحي التي تقيم بين ضلوعك


....


ذلك هو منزل حبي: لو كنت قد تجولت


مثل ذلك الذي يسافر فإنني أعود ثانياً


في وقت العودة المنتظر، دون أن يغيرني الزمن


حتى أحضر الماء بنفسي لأغسل الوصمة التي لحقت بي


....


لا تصدق، رغم طبيعتي التي تتحكم فيها


جميع نقاط الضعف التي تحاصر نواحي بدني كلها


وتستطيع أن تلطخها جميعاً بما ينافي الطبيعة


أن أتنازل عن كل ما لديك من الخير بلا مقابل


....


إني أرى هذا الكون الفسيح لا يساوي شيئاً


فيما عداك، يا وردتي، فأنت كل شيء لي فيه




ترجمة: بدر توفيق




CIX



O! never say that I was false of heart


Though absence seem'd my flame to qualify


As easy might I from my self depart


As from my soul which in thy breast doth lie


That is my home of love: if I have ranged


Like him that travels, I return again


Just to the time, not with the time exchanged


So that myself bring water for my stain


Never believe though in my nature reigned


All frailties that besiege all kinds of blood


That it could so preposterously be stained


To leave for nothing all thy sum of good


For nothing this wide universe I call


Save thou, my rose, in it thou art my all

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 01-04-2011, 06:13 PM
المشاركة 58
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

سونيت 110



واأسفاه لأنني حقاً مضيتُ هنا وهناك


جعلت نفسي مثل مهرج البلاط في عيون الناس


جرحتُ أفكاري الخاصة ، بعتُ أغلى ما لديّ رخيصاً


وألبستُ الآثام القديمة ثوباً عاطفيا جديداً


....


من أصدق الأمور أنني رأيت الحقيقة


بطريقة غير مباشرة كأنني شخص آخر، أقسم بكل ما في الأعالي


إن هذه الآثام والخطايا قد منحتْ قلبي شباباً جديداً


كما أن أسوأ الأحاديث أثبتت أنك الحبيب العظيم


....


الآن، وقد انتهى كل شيء، لك مني ما لا يفنى إلى الأبد


عاطفتي المشبوبة التي لن أضعها مرة أخرى في محك التجربة


لأجد برهاناً جديداً أختبر به صديقاً قديماً


فهو إله في الحب، وأنا إليه مشدود الوثاق


....


فلترحب بي إذن في أجمل صورة بعد ترحيب السماء


كما يرحب صدرك الصافي الذي أحبه بلا انتهاء




ترجمة: بدر توفيق




CX



Alas! 'tis true, I have gone here and there


And made my self a motley to the view


Gored mine own thoughts, sold cheap what is most dear


Made old offences of affections new


Most true it is, that I have looked on truth


Askance and strangely; but, by all above


These blenches gave my heart another youth


And worse essays proved thee my best of love


Now all is done, have what shall have no end


Mine appetite I never more will grind


On newer proof, to try an older friend


A god in love, to whom I am confined


Then give me welcome, next my heaven the best


Even to thy pure and most most loving breast





سونيت 111



أود لو أنك من أجلي تلوم ربة الحظ


تلك الربة، صاحبة الذنب فيما أقدمتُ عليه من أعمال ضارة


فهي التي لم توفر لحياتي عملاً طيباً


أفضل من الوسائل العامة التي تولدها الأخلاق العامة


....


هكذا لحقت باسمي تلك الوصمة


منذ ذلك الحين صارت طبيعي خاضعة


لما تقوم بأدائه، مثل ما تؤديه يد الصَبَّاغ


فلتشفق عليّ إذن، ولتتمن لي حياة متجددة


....


مثل المريض الراغب في الشفاء، سوف أشرب


دواء الخل ضد إصابتي القوية


لن أفكر في مرارة الأشياء ذات الطعم المر


ولا التفكير المضاعف عن الخطايا لتصحيح التصحيح


....


فلتأس لي إذن، أيها الصاحب العزيز، وأنا أؤكد لك


إن إشفاقك عليّ فيه ما يكفي لشفائي




ترجمة: بدر توفيق




CXI



O! for my sake do you with Fortune chide


The guilty goddess of my harmful deeds


That did not better for my life provide


Than public means which public manners breeds


Thence comes it that my name receives a brand


And almost thence my nature is subdued


To what it works in, like the dyer's hand


Pity me, then, and wish I were renewed


Whilst, like a willing patient, I will drink


Potions of eisell 'gainst my strong infection


No bitterness that I will bitter think


Nor double penance, to correct correction


Pity me then, dear friend, and I assure ye


Even that your pity is enough to cure me

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 01-04-2011, 06:17 PM
المشاركة 59
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


سونيت 112



حبك وشفقتك، هما اللذان يمحوان التلوث الذي أصابني


وألصقته الفضيحة العامة فوق جبيني


ما الذي أحرص عليه سواء دُعيت طيباً أو سيئاً


ما دمتَ تغطي جانبي السيء، وتُظهر جانبي الحسن


....


أنت لديّ كل العالم، ولا بد لي أن أكافح


حتى أعرف سوءاتي وفضائلي بلسانك أنت


فليس هناك أحد أحسّه حياً، ولا أنا حيّ بالنسبة لأحد


ممن يمكنه أن يغير شعوري المتحجر من ناحية الصواب والخطأ


....


في هذه اللجج المتلاطمة، أقذف كل أنواع الحرص


بالنسبة لأصوات الآخرين، حتى أن حاستي الجامعة


توقفت بالنسبة لكل من الناقد والمنافق


فلتنظر إذن كيف أبرر لامبالاتي بالآخرين


....


لقد نَمَوتَ في فؤادي، قوياً إلى أبعد حد


حتى صرتُ أظن أن كل ما في العالم إلاك ميت إلى الأبد




ترجمة: بدر توفيق





CXII



Your love and pity doth the impression fill


Which vulgar scandal stamped upon my brow


For what care I who calls me well or ill


So you o'er-green my bad, my good allow


You are my all-the-world, and I must strive


To know my shames and praises from your tongue


None else to me, nor I to none alive


That my steeled sense or changes right or wrong


In so profound abysm I throw all care


Of others' voices, that my adder's sense


To critic and to flatterer stopped are


Mark how with my neglect I do dispense


You are so strongly in my purpose bred


That all the world besides methinks y'are dead





سونيت 113



منذ افترقت عنك، صارت عيني في عقلي


أما تلك العين التي تُوَجِّهُ خطوي


فقد تَنَحّت عن عملها وصارت نصف عمياء


تبدو كأنها ترى، لكنها مكفوفة عن الأداء


....


لأنها لا تُوَلِّل أيّ صورة إلى القلب


عن الطير أو الزهر أو الشكل الذي يلاقيها


أو المشاهد السريعة التي ليس للعقل دور فيها


أو الاحتفاظ برؤياها الخاصة التي تستجليها


....


لأنها لو رأت أقبح المشاهد أو أجملها


أرق الكائنات شكلاً أو أبشعها دمامة


الجبل أو البحر، النهار أو الليل


الغراب أو اليمامة


فإنها تصوغها في الصورة التي تشابهك


....


هكذا أصبحتْ لا تستطيع شيئاً آخر


لأنها صارت ممتلئة بك


وهكذا يرى عقلي بصدقه البالغ


صورة كاذبة لما تراه عيني




ترجمة: بدر توفيق




CXIII



Since I left you, mine eye is in my mind


And that which governs me to go about


Doth part his function and is partly blind


Seems seeing, but effectually is out


For it no form delivers to the heart


Of bird, of flower, or shape which it doth latch


Of his quick objects hath the mind no part


Nor his own vision holds what it doth catch


For if it see the rud'st or gentlest sight


The most sweet favour or deformed'st creature


The mountain or the sea, the day or night


The crow, or dove, it shapes them to your feature


Incapable of more, replete with you


My most true mind thus maketh mine eye untrue

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 01-04-2011, 06:19 PM
المشاركة 60
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


سونيت 114



هل أصبح عقلي، لأنه متوجاً بك


يشرب حتى الثمالة من هذه المداهنة


التي تُعتبر طاعون الممالك


أم ينبغي أن أقول أن ما تراه عيناي شيء حقيقي


وأن حبك هو الذي علمهما هذه الكيمياء


....


حين تحول الأشباح والأشياء التي لا شكل لها


ملائكة جميلة لها جمال صورتك


وتحول كل الأشياء الرديئة إلى أشياء بالغة الحسن


بمجرد ظهورها في خط النظر


....


آه .. إنها ما ذكرتُ أولاً، إنها المداهنة فيما أبصبر


وكثيراً ما يستلذها عقلي العظيم ويشربها بطريقة ملكية إلى آخر قطرة


لأن عينيّ تعرفان جيداً ذلك المذاق الملائم الذي يستطيبه عقلي


وتقومان بإعداد الكأس التي يروق له ما فيها من الشراب


....


لو أصابه التسمم، فإن الإثم يكون ضئيلاً


ما دامت العين تهوى المداهنة، ومادامت هي البادئة




ترجمة: بدر توفيق




CXIV



Or whether doth my mind, being crowned with you


Drink up the monarch's plague, this flattery


Or whether shall I say, mine eye saith true


And that your love taught it this alchemy


To make of monsters and things indigest


Such cherubins as your sweet self resemble


Creating every bad a perfect best


As fast as objects to his beams assemble


O! 'tis the first, 'tis flattery in my seeing


And my great mind most kingly drinks it up


Mine eye well knows what with his gust is 'greeing


And to his palate doth prepare the cup


If it be poisoned, 'tis the lesser sin


That mine eye loves it and doth first begin





سونيت 115



تلك السطور التي كتبتها من قبل، كانت كاذبة حقاً


حتى تلك التي قلت فيها إني أحببتك إلى أقصى حد مستطاع


ومع ذلك فإن عقلي لم يعرف السبب


الذي جعل شعلتي الكاملة فيما بعد، تتقد بشكل أكثر وضوحاً


....


إنه الزمن المتعاقب، الذي تزحف ملايين حوادثه


فيما بين القَسَم، فتغير مراسيم الملوك


وتشوه الجمال المقدس، وتثلم أشد الرغاب حدا


وتحول العقول القوية إلى الاتجاه الذي يميله تغير الأشياء


....


واأسفا، لماذا، وأنا أخشى طغيان الزمن


لم أقل وقتئذ "أحبك الآن أكثر"


حين كنت واثقاً بشكل يتجاوز كل احتمالات الشك


ممجداً الحاضر الذي أحياه، شاكا فيما عداه


....


الحب طفل، فهل ينبغي ألا أقول هذا


لأتيح النماء التام لذلك الذي ما زال ينمو




ترجمة: بدر توفيق




CXV



Those lines that I before have writ do lie


Even those that said I could not love you dearer


Yet then my judgment knew no reason why


My most full flame should afterwards burn clearer


But reckoning Time, whose million'd accidents


Creep in 'twixt vows, and change decrees of kings


Tan sacred beauty, blunt the sharp'st intents


Divert strong minds to the course of altering things


Alas! why, fearing of Time's tyranny


Might I not then say, 'Now I love you best'


When I was certain o'er incertainty


Crowning the present, doubting of the rest


Love is a babe, then might I not say so


To give full growth to that which still doth grow

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: (سوناتا) لـ وليم شكسبير (William Shakespeare)
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
William faulker عبدالله علي باسودان منبر الآداب العالمية. 3 12-27-2019 04:22 PM
سوناتا في الشتاء القادم الشاعر خالد البيطار منبر الشعر العمودي 5 08-15-2019 02:23 PM
Shall I Compare Thee....?By William Shakespear غادة قويدر منبر الآداب العالمية. 6 12-09-2011 11:22 PM
وليم شكسبير ريم بدر الدين منبر الآداب العالمية. 11 09-19-2010 12:10 AM

الساعة الآن 04:06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.