قديم 10-28-2015, 09:39 AM
المشاركة 2051
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

يبدو واضحا ان الانسان يرتقي في وعيه في مواجهة الموت او اختباره لكن المسالة الان هي معرفة الكيفية التي يحدث فيها ذلك الارتقاء في الوعي واسبابه وما هي العمليات العقلية التي تحدث عندما يختبر الانسان الموت ليرتقي بوعيه عندئذ ، وهذا ما على الباحثين في مجال العلاقة بين اليتم والعبقرية معالجته من بين الأمور الاخرى التي تحدثنا عنها هنا .


قديم 10-28-2015, 11:18 AM
المشاركة 2052
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مكرر للأهمية

مقولة ساخنة
صحيح انه ليس لدينا حتى الان اثباتات عملية وعلمية مخبرية عن طبيعة العلاقة بين اليتم والعبقرية، وكيف يؤثر اليتم في زيادة نشاط الدماغ، المزعوم حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية، فيستثمر البعض هذه الزيادة في النشاط الدماغي ليحقق انجازات عبقرية، لكننا حتما مطمئنون الى وجود مثل تلك العلاقة بالادلة الاحصائية والتحليلية وتاريخ الادب والابداع.

والصحيح ان الامر يحتاج لمزيد من البحث والدراسة خاصة من الناحية العلمية التطبيقية، وربما ان المبدأ الذي يجب البحث فيه من قبل هواة البحث والدراسة، يتمثل في أن صدمة اليتم تؤدي الى زيادة في نشاط الدماغ، وقد تكون هذه الزيادة في النشاط الدماغي ناتجة عن زيادة في مستوى الطاقة الدماغية والتي يطلق عليها العلماء شبه كهربائية semi electric لانهم لم يتعرفوا حتى الان على طبيعتها بشكل كامل رغم ان لها خواص الطاقة الكهربائية.

وقد يكون سبب الزيادة تغير كيميائي مما يؤثر في كيماء الدماغ فيحدث النشاط الدماغي.

وقد يكون تغير هرموني.

وقد يكون الامر مرتبط بما يعرف في علم النفس بآثار ما بعد الصدمة.

كما لا يمكننا استبعاد امور لا نعرفها حتى الان.

لكننا نستطيع ان نجزم وبناء على التقدم الذي حققه العلم في استخدام تكنولوجيا البوزيترون وخاصة علماء تشريح الدماغ ( كما يصفه دكتور الجلبي في بحثه حول الموضوع والاعجاز في الدماغ )، والذين نجحوا في اضاءة ثنايا الدماغ من خلال حقن الدماغ بذرة سكر تحمل ذرة كربون ليتفاعل الكربون مع نقيضه فور حقنه في الدماغ فيؤدي الى اضاءة ثنايا الدماغ، وهو المبدأ المعروف فيزيائيا بالانفجار البوزيتروني والذي يحدث نتيجة لارتطام ذرة من المادة بنقيضها من اللامادة يجعلنا ندعي ان سر النشاط الدماغي الذي يؤدي الى العبقرية اذا ما احسن استثماره هو حتما وعلى الاغلب يقع ضمن هذه الدائرة.

وكأن الدماغ عبارة عن بيئة صالحة لحصول مثل تلك الانفجارات البوزيترونية غير الممكنة في المختبر حتى الان لصعوبة الحصول على مضاد المادة anti matter والتي تنتج عن ارتطام جزء من المادة بنقيضه، حسب ما تقول الفيزياء.

ويبدو انه كلما تكررت المأسي في حياة الانسان كلما ادى ذلك الى ارتطام مزيد من جزئيات المادة مع نقيضها في الدماغ فيحدث مزيد من النشاط الدماغي الموصل الى العبقري.

وهذا يعني في جزء منه ان الدماغ اشد اعجازا مما نتصور بكثر، واعقد في تركيبته مما يعرف العلماء حتى الان ، فربما ان تلك الجزئيات موجودة وتسبح في السائل الدماغي فعندما تحدث الصدمة ترتطم بعضها ببعض فيحدث النشاط الزائد الذي ما نزال نحتاج لمعرفة طبيعته وآلية حدوثه.

او ربما ان هناك جزء من الدماغ يعمل مثل الفرن الذري وتوجد هذه الذرات من المادة ونقيضها داخله وعند حدوث الصدمة يعمل هذا الفرن على توليد الطاقة الذهنية من خلال الارتطام الذي يحدث بين تلك الجزيئات والذرات.

وهناك احتمال ان يشكل كل جزء من الدماغ مقرا ومستودعا لنوع من الذرات فيكون الجزء الايمن من الدماغ مقرا لجزيئات المادة matter بينما يكون الجزء الايسر من الدماغ مقر لجزيئات نقيض المادة anti matter وعندما تحدث الصدمة يحدث الارتطام فتتولد الطاقة والتي يقدر علماء النفس انها هائلة بمقايس الطاقة المعروفة لدينا. وقد يكون الامر غير ذلك كله فهذه كلها افتراضات تحتاج الي الدراسة والاستقصاء والاثبات العلمي الذي لا يدع مجالا للشك.

عموما هذا الامر يحتاج الي الدراسة كما ان البحث في هذا المجال يحتاج الى اوناس عباقرة مختصين في علم الدماغ تحديدا وهم بحاجة ليكونوا منفتحين على كل الاحتمالات ويعالجون الامر بقلب وذهن مفتوح، وان يفكروا خارج الصندوق ويعتمدوا اساليب ثورية في البحث والاستقصاء.

قديم 10-29-2015, 01:23 PM
المشاركة 2053
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

يعتقد بعض علماء النفس واؤلئك الذين يشتغلون في مجال التنمية البشرية ان العقل الباطن أقوى ملايين المرات من العقل الواعي، فبينما لا يستوعب العقل الواعي سوى عدد محدود من البيانات او المعلومات في نفس اللحظة قد لا تتجاوز العشرة معلومات يستوعب العقل الباطن ملايين المعلومات في نفس اللحظة.
اما المبدعون فيعتقدون ان العقل الباطن ما يلبث ان يتولى عملية توليد النصوص الابداعية حتى ولو بدات العملية الابداعية بصورة واعية، ويكون له السيطرة اثناء عملية توليد النصوص. حتى ان بعضهم يطلق على تلك العملية اسماء مثل لحظة الوجد ، والإلهام ، ووحي الابداع، وجني الابداع، وشيطان الإبداع وكلها تسميات تشي بان المصدر خارق لا محدود في قدرته ولا يخضع لنواميس الطبيعة المحدودة في قدرتها، مما يفتح المجال للاعتقاد بان العقل الباطن ربما ينتمي الي عالم اللامادة والذي ينتفي فيه المكان والزمان.
وكأن هناك بوابة تربط العقل الواعي مع العقل الباطن، واذا ما اتسعت هذه الفتحة،البوابة، تعززت القدرة الابداعية، ويبدو ان ذلك يمكن ان يحدث من خلال البرمجة اللغوية العصبية اي باستخدام الأفكار الواعية المصحوبة بالمشاعر لتعبر عبر تلك البوابة الي العقل الباطن، وفي حالة نجاح هذه العملية بحيث يكون العقل الباطن قد استلمها واستوعبها تصبح قابلة للتحقق اين كانت هذه الافكار او الاهداف والامنيات، وما تلبث ان تتحقق اذا توفرت شروط معينة، وقد طورت الكاتبة الأسترالية لويندا بايرن مؤلفة كتاب "السر" قانونا لهذا الغرض اطلقت عليه اسم " قانون الجذب" .
بينما يظهر بان المآسي والآلام وعلى رأسها مصيبة اليتم تعمل على توسيع تلك البوابة بالية وطريقة مختلفة فتصبح عقول هذه الشريحة، اي الايتام ، اقدر على اختبار لحظات الإلهام او لحظات الوجد بحيث تلد الابداع والعبقرية احيانا.
وبعضهم يكون لديه قدرة على الاستشراف مما يشي بأنهم ينهولن احيانا من مصدر لا محدود ولا تنطبق عليه قوانين الزمان والمكان حيث تصبح الامكنة كلها في نقطة واحدة والازمنة تتجمع في لحظة واحدة كما يقول الدكتور الشاعر المرحوم عبد اللطيف عقل في وصفه للحظة ولادة القصيدة.
ان هذا الموضوع يستحق البحث والدراسة أيضاً في محاولة لفهم الية اثر اليتم على الدماغ ومن اين تأتي العبقرية ودور العقل الباطن في العملية الابداعية .

قديم 10-29-2015, 03:31 PM
المشاركة 2054
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

ان في رؤسنا مركز قوة لا محدودة وهو العقل الباطن، ولو اننا اتقنا عملية تلقيمه المعلومات والاهداف، عن طريق الافكار والمشاعر طبعا، لتمكنا من تحقيق كل ما نصبو اليه. علينا فقط ان نتعلم كيف نسجل طلباتنا من كتالوج الكون في سجل الطلبات لدى العقل الباطن، وذلك يتطلب ثلاثة امور: هدف نسعى له على شكل فكرة، قناعة مطلقة يقينية بان الهدف متحقق لا محالة وبحيث تنتفي من عقلنا اية شكوك بتحقق الهدف المطلوب مهما صغر شأن تلك الشكوك، ومشاعر الفرح المسبقة بتحقق الهدف. واذا ما توفرت هذه الشروط وسيطرت على كياننا لفترة زمنية معينة، وبحيث تنجح عملية تسجيلها في سجل الطلبات لدى العقل الباطن، وهي الجزئية الاصعب في الموضوع ونادرا ما تنجح خاصة بسبب الشكوك التي عادة تسيطر علينا ونسمعها على شكل افكار مستهجنة او مشككة او مناقضة، اذا ما حصل ذلك كله فسوف نجد ان كافة طلباتنا تتحقق. والمهم ان هذه العملية تكون ايسر لدى الايتام. فالايتام اقدر على تحقيق الاحلام.

قديم 10-30-2015, 12:01 PM
المشاركة 2055
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

ان الوجهة التي على البشرية العمل من اجل استكشافها ليست البحر وليست الفضاء وانما هي الدماغ وخاصة دماغ الأيتام. هناك سيجد الباحث مصدر عظيم للطاقة ما يزال مهمل وغير مستثمر بشكل مناسب. *

قديم 10-31-2015, 01:39 PM
المشاركة 2056
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

لو تمكنت البشرية من استكشاف طبيعة طاقة الدماغ عند الأيتام تحديدا، كونها مصدر للكثير من المخرجات العبقرية ، وتعرفت اليها وطورت اليات لاستثمارها بصورة ناجعة وتوجيهها بصورة افضل ، لربما حققت البشرية قفزة حضارية في بضع سنوات تعادل ما تحققه العقول في مئات الآف السنيين. *

قديم 10-31-2015, 01:56 PM
المشاركة 2057
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

يعتقد عبد الرحمن منيف في مقولة له ان " وجود الالم او عدم وجوده يتوقف على حاله الوعي" وانا اتصور ان وعينا يرتقي كلما اشتد الالم ، فالألم سبب ، والوعي نتيجة، والعلاقة بينهما طردية ، علما بان هناك الكثير من المؤشرات ان اعلى حالة من حالات الوعي والادراك يختبرها من اختبر الموت وعلى اعتبار ان مصيبة الموت تتسبب في اعلى حالة من حالات الالم، ويكون الوعي أرقى كلما كان الموت ابكر وعليه فان يتيم الاب قبل الولادة يختبر اعلى حالة من حالات الوعي والإدراك دائما . وهذا الاستنتاج يحتاج حتما الي المزيد من البحث والدراسة لتأكيده على الرغم من وجود ما يكفي من المؤشرات من واقع مخرجات عقول الأيتام قبل الولادة ترجح صحته.


قديم 11-12-2015, 12:33 AM
المشاركة 2058
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

سر فوز رئيسة المعارضة في مينمار بصورة كاسحة يتمها وهو نفس السبب الذي جعلها من قبل تفوز بجائزة نوبل ، هذا هو ديدن الأيتام، الان صار وقت الامتحان وسنعرف مع الايام ان كانت ستسخر طاقاتها للخير ام للشر، وهل ان يتمها جعلها اكثر إنسانية ام اكثر شيطانية ذلك يعتمد على ظروف يتمها والبيئة التي نشات فيها.

قديم 11-15-2015, 06:35 AM
المشاركة 2059
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
ديرك ولكوت يتيم الاب قبل الولادة حاصل على جائزة نوبل في الادب . لاحظ صاحب المقال أدناه يسمه بالشاعر الفذ وهذا ما نقوله دائماً بان الأفذاذ ياتون من بين الأيتام دائماً .

دريك والكوت (23 يناير 1930 في سانت لوسيا) هو شاعر وكاتب. حصل عام 1992 على جائزة نوبل للآداب. عمل محاضرًا في عدة جامعات في الولايات المتحدة الأمريكية، عين عام 1981 أستاذًا للغة الإنجليزية في جامعة بوسطن الأمريكية.
Derek Walcott

Walcott at an honorary dinner in Amsterdam, 20 May 2008
Born Derek Alton Walcott
23 January 1930 (age*85)
Castries, Saint Lucia
Occupation Poet, playwright, professor
Nationality Saint Lucian
Genre Poetry and plays
Notable works Omeros
Notable awards Nobel Prize in Literature
1992
T. S. Eliot Prize
2011
Children Peter Walcott, Elizabeth Walcott-Hackshaw, Anna Walcott-Hardy
Signature
Derek Alton Walcott, OBE OCC (born 23 January 1930) is a Saint Lucian- Trinidadian poet and playwright. He received the 1992 Nobel Prize in Literature.[1] He is currently Professor of Poetry at the University of Essex. His works include the Homeric epic poem Omeros (1990), which many critics view "as Walcott's major achievement."[2][3] In addition to having won the Nobel, Walcott has won many literary awards over the course of his career, including an Obie Award in 1971 for his play Dream on Monkey Mountain, a MacArthur Foundation "genius" award, a Royal Society of Literature Award, the Queen's Medal for Poetry, the inaugural OCM Bocas Prize for Caribbean Literature[4] and the 2011 T. S. Eliot Prize for his book of poetry White Egrets.[5]

Early life and education
Walcott was born and raised in Castries, Saint Lucia, in the West Indies with a twin brother, the future playwright Roderick Walcott, and a sister, Pamela Walcott. His family is of African and European descent, reflecting the complex colonial history of the island which he explores in his poetry. His mother, a teacher, loved the arts and often recited poetry around the house.[6] His father, who painted and wrote poetry, died at age 31 from mastoiditis while his wife was pregnant with the twins Derek and Roderick, who were born after his death.[6] Walcott's family was part of a minority Methodist community, who felt overshadowed by the dominant Catholic culture of the island established during French colonial rule.



مختارات غلين ماكسويل من أشعار ديريك ولكوت: بهاء الشعر ومعضلة المنفى في اللغة
صبحي حديدي
NOVEMBER 14, 2015
عن القدس العربي

هذه قصائد، من الشاعر الكاريبي الكبير ديريك ولكوت، حامل نوبل الآداب للعام 1992؛ تبدأ من سنة 1948، مع مجموعة «25 قصيدة»، وتنتهي عند سنة 2013، مع قصائد متفرقة. وهي مجموعة شخصية، كما يمكن القول، أو هي مختارات الشاعر الإنكليزي غلين ماكسويل، تمثّل ذائقته أوّلاً، ويترك لها أن تقدّم جمالياتها دون أيّ تدخل أو تصدير أو تقديم، كما جرت العادة في مختارات من هذا الطراز، ولشاعر فذّ مثل ولكوت تحديداً.
وفي محاضرة استلام جائزة نوبل، والتي حملت عنوان «الأنتيل: شظايا ذاكرة ملحمية»، تحدث ولكوت عن الشتات الأفريقي والآسيوي كما تختصره ملحمة «رامايانا» الهندوسية، وعن الذاكرة التوّاقة إلى الالتحاق بمركزها الخاص بها، تَوْق الضلع إلى استذكار الجسد الذي بُتر عنه. ولقد أشار إلى حقّه، كواحد من أبناء هذا الشتات، في الانتماء إلى طبول إفريقيا وعاشوراء الحسين ورقصة التنين الصيني (بعض شظايا الأصيص العبقري الذي كسرته الهيمنة الاستعمارية ـ الإمبريالية)، وذلك قبل، وفي أثناء، وبعد، الانتماء إلى وليم شكسبير!
ومنذ بداياته الشعرية المبكرة أدرك ولكوت جدل التحرّك في منفى اللغة، وانخرط في معضلات ذلك الموقع الحرج بين مطرقة الإحساس بالواجب السياسي الشخصي حيال موطنه وثقافته، وسندان المصير التمثيلي والتعبيري للغة الاستعمارية (الإنكليزية) التي يكتب بها. كذلك ناقش مأزق الشاعر المطالَب بالدفاع عن الوطن (وبالتالي عن حقّه في استخدام لغته القومية)، والشاعر المنفيّ في ذات لا فكاك لها عن جوهر النفي. وهكذا استخدم لغة الـ»باتوا» الكاريبية على نطاق واسع وملموس في مسرحياته، واستخدم إنكليزية أدبية (بريطانية) رفيعة للغاية في أشعاره الأولى، ثم بدا أشبه بمن يحاول تفجير هذه اللغة من داخلها بحثاً عن تلك الطاقات الدلالية الثمينة التي يحتاج إليها في عمليات تجميع شظايا الأصيص التعبيري الجميل الذي كسره قيد الخطاب الاستعماري. وفي قلب هذه السيرورة، كانت ثنائياته تتصالح: الذات الوطنية الكاريبية/ التربية الأدبية البريطانية، آدم العالم الجديد/ أفعى العالم القديم، الجزيرة الدافئة الصغيرة حيث مسقط الرأس/ الجزيرة الباردة الشاسعة حيث الثقافة، «جمعة»/ روبنسون كروزو…
ولد ولكوت سنة 1930 في جزيرة «سانتا لوسيا»، وتفتّح وعيه على التراث الأدبي الإنكليزي، فقرأ و. ب. ييتس، وجوزيف كونراد، وجيمس جويس، وإزرا باوند، وت. س. إليوت، ووالاس ستيفنز، ود. هـ. لورانس، وديلان توماس. لكنه، ومثل جميع أبناء الكاريبي، قرأ بالفرنسية أعمال أرتور رامبو وسان جون ـ بيرس، وبالإسبانية أعمال بابلو نيرودا وسيزار فاييخو. ولقد توجّب أن يطرح سؤالاً كبيراً، وأن يجيب عليه بنفسه: هل يعاني الكاتب الكاريبي من حصار ثقافي يفقده حصانته؟ ولكن هكذا كانت حال ييتس وجويس، وبرهن الكاتبان الكبيران أنّ الثقافة الاستعمارية غير قادرة على منع ولادة أدب وطني فذّ.
وثمة عشرات الأسباب التي تجعل ولكوت أحد أبرز شعراء العالم الأحياء: الجمع بين التعقيد الحداثي في السطح، والوضوح البسيط (والماكر، إذا جاز القول) في تطبيق غنائيات الماضي؛ ترتيب الشكل وتقطيع القصيدة إلى وحدات درامية متوازنة، يساعده على إنجازها ذلك المراس الطويل في الكتابة المسرحية؛ الإحساس بالشكل العضوي، على نحو يذكّر بتنظيرات الشاعر الإنكليزي الرومانتيكي كولردج، وتطبيقاته الشعرية؛ والغريزة العروضية التي تضعه في موقع مدهش بين جون ملتون الكلاسيكي، وجون كيتس الرومانتيكي، أو بين شاعر القرن العشرين و. هـ. أودن، وشاعر القرن السادس عشر إدموند سبنسر؛ العمارة المجازية التي تدمج المحسوس بالمجرّد، والفلسفي بالعاميّ، والرمزي بالتصويري؛ ثمّ الموضوعات التي تحشد أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، بأساطيرها وأغنياتها وإيقاعاتها وحكاياتها وتواريخها؛ وأخيراً، هذه اللغة الإنكليزية ـ الكاريبية الفريدة، التي يستخدمها لا كما يستخدمها شاعر إنكليزي على قيد الحياة.
ذاك يقين حوّل ذاكرته إلى أدراج متراصّة يفتحها شاعر كبير بلغت مخيلته حدّ الفيضان الانفجاري، فقرأناه يعبث بالأدراج على هواه، ويطلق محتوياتها في عراء غنيّ، فيختار مسمّيات جديدة لأقاليمه ومشاهده وأصدقائه وأشيائه، عابراً في ذلك حدود الزمان والمكان: إنه اليوم قبالة زيتون غرناطة، الذي ينزّ اللغة العربية ويذرف دموع لوركا؛ وهو غداً في عباب اللغة اللاتينية، التي تلهث مثل كلاب بُنّية في روما؛ ملقياً التحيّة على نهر الغانج في الهند، أو على تلال النمل في مصر؛ منتصباً «مثل إشارة تعجّب في صفحة بيضاء»، واجماً «أمام حباحب لا تكفّ عن إشعال الثقاب»، غامراً «بهيم الفضاءات، ليس بالنجم أو بالجذوة أو بالشهاب، بل بالدموع»…
ومن مجموعة «باونتي»، وكانت الأولى بعد فوز ولكوت بجائزة نوبل للآداب، يختار ماكسويل 18 قصيدة، تعكس بعناية تدشين طور شعري جديد، بدا بمثابة حصيلة مَزْجية مركّبة تستجمع معظم أساليب الماضي دون أن تعيد تكرارها. إنه يقترح خلاصة مركّزة لعقود طويلة من المراس الراسخ في الكتابة الشعرية، سواء لجهة الموضوعات والأغراض، أم لجهة هذه أو تلك من الشعريات التي امتاز بها على الدوام، وأفردته نسيجا وحده وسط المشهد المعقد للشعر المكتوب في اللغة الإنكليزية، خلال مجمل النصف الثاني من القرن العشرين. وأكثر من أي وقت مضى، نحن هنا أمام المزيد من نماذج معادلات ولكوت في عدم التفريق بين اللغة الشعرية واللغة اليومية من جهة؛ وعدم الهبوط بالشعر إلى مستوى العاديّ من جهة ثانية. ومن جديد، نحن أمام ولكوت القياسي، إذا صحّ القول، ذاك الذي لا يبدو قادراً على رؤية الأشياء أو الإحساس بها بمعزل عن تصويرها في مجازات كثيفة غير منتظَرة، وذاك الذي لا يساوم البتة حول ستراتيجيته الأثيرة في تغريب اللغة بعيداً عن أية شفافية تصريحية؛ وفي زجّها ـ وبالتالي زجّ القارىء والدارس، معاً ـ في أغوار سحيقة مدهشة من التجسيدات الاستعارية.
وعلى امتداد 65 سنة من كتابة الشعر والمسرح الشعري الملحمي، وممارسة الرسم، والمحاضرة حول آداب الشعوب؛ تناول ولكوت عشرات الموضوعات، المتعددة والمتشابكة والمتجددة، التي عرّفت فنّه وشخصيته؛ وهذه المختارات هي بين الأفضل، حتى الساعة، للتعبير عن إرث كبير، ما يزال في أوج العطاء والاغتناء.
The Poetry of Derek Walcott 1948-2013.
Selected by Glyn Maxwell
Farrar, Straus & Giroux, New York 2014
617 pages.

قديم 11-17-2015, 02:09 PM
المشاركة 2060
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

الأيتام قادمون لان التطورات التكنولوجية المتسارعة فرضت واقعا اجتماعيا مغايرا ومضطربا، واصبح العالم اقرب الي مصنع ضخم لانتاج الأيتام الذين هم مشاريع العظماء في كل المجالات ... فهناك أطفال الأنابيب، وأطفال بنك الحيوانات المنوية ، وأطفال ما صار يعرف بالام العازبة، وأطفال الجرائم المنظمة وغير المنظمة، وانهارت الاسرة في كثير من الأنحاء ، وارتفعت نسب الطلاق وانفصال الأزواج ، وعلى راس كل ذلك ارتفعت بشدة نسبة ايتام الحروب والثورات المشتعلة في كثير من الزوايا مما يجعل نسبة الأيتام ترتفع بشكل هايل في المجتمعات، ومع توفر الإمكانيات التعليمية والتأهيلية من خلال تطور وسائل الاتصال والحصول على المعلومات سوف ترتفع حتما نسبة المبدعين والعباقرة من بين الأيتام ، وسوف يمتلكون حتما وسائل السيطرة والتحكم في المجتمعات بصورة لا تخطر على بال احد حاليا ويكفينا ان نتذكر القفزة الهائلة النوعية التي حققها احد ايتام العصر الحديث ، ستيفن جوبز، الذي طور بعبقريته نمط من الهواتف والاجهزة الذكية فصار بإمكانه رصد ومعرفة اصغر التفاصيل وادقها عن حياتنا الشخصية اينما كنا وحتى داخل غرف نومنا .... والقادم اعظم .


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 34 ( الأعضاء 0 والزوار 34)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية. ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 1499 11-11-2017 11:55 PM
ما الذي يصنع القائد العسكري الفذ؟؟!! دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 108 12-09-2015 01:17 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 09:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.