احصائيات

الردود
2

المشاهدات
2434
 
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة

روان عبد الكريم is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
238

+التقييم
0.04

تاريخ التسجيل
Aug 2009

الاقامة

رقم العضوية
7565
11-08-2014, 02:45 PM
المشاركة 1
11-08-2014, 02:45 PM
المشاركة 1
افتراضي اوتار الخوف عن قصة حقيقة
أوتار الخوف
دوت الصفعة على وجهى واطاحت بجسدى الضئيل إلى الأرض, فأرتجفت كأوراق الخريف المصُفرة الهائمة فى طرقاتً رمادية شاحبة , وقبل أن يعاود الوحش الأدمى الهجوم, أوقفته اشارة صارمة من مدير الأمن العام , بينما قبعت داليا زميلتى فى مقعدها الوثير تستجلب دموع الضعف المزيفة وهى تهز أقراطها كأفعى جرسً غاضبة وتشير إلى بأناملها المًبرقشة :-
-هذه الحمقاء "نرمين" ,هى التى جلبت لنا هذا الكابوس -كانت تعنى بهذا المجموعة السياحية متعددة الجنسيات من "عبدة النجوم" التى ستؤدى الليلة طقوساً دموية للأنتحار الجماعى فى الفندق الذى نعمل به سوياً-
أجبت بحدة واهية مرتعشة لم أعلم –ابدا لم أعلم.. مثلهم مثل ألوف الأجانب الذين يقيمون فى الفندق... ثم أردف بلهجة خافتة واهنة وقد تعلقت عينى بمدير الأمن, كأنه حافة القدر:-
سيدى:- -أنا منفذة برامج سياحية بائسة , وليس لى أى توجه دينى أو فكرى وخفضت صوتى أكثر وأنا أقول أو سياسى .. , بيد أن الرجل المثقل تحت النياشين النحاسية المزهوة والغائص فى كرسى يبتلع حجمه الصغير ...لم يعجبه الرد فأشار للضخم مرة أخرى ليشدنى من شعرى بقسوة, فغصت فى اعماق الذل وانكسرت رماح الامل وقلت فى تضرع مهين مرة تلو المرة:-
سيدى دعنى أحاول إقناع هؤلاء الحمقى .. قتلي لن يحل الكارثة ---أرجوك دعنى احاول ..
فاومأ فى تفهم غبى شاخصاً إلي ببصره الحاد:-
- أنت تعلمين مصيرك أذا فشلت, وقد نقر باصبع وحيد على المائدة لأنصرف .
خرجت من مكتبه بخد متورم وانف سائل وكرامة خلفتها على الارض حيث كنت اقبع كقطعة بالية,.. أبحث عن هذا الاحمق "ديفى بيرزتبرح"... الذى بدأ هذه المهزلة بمجموعته المخبولة من عبدة النجوم ...فكرت للحظة كئيبة واهية فى الهرب , لكن خيل لى أن كل الأبواب غُلقت فى وجهى ...ولم المح سوى داليا تمر عبرها فى كبرياء وثقة بشعرها الأحمر النارى وثوبها الشتوى الثمين.. ووتداعى لى مشهدها ..تهرع لحضن امها الدافئ.. ثم تقف بفمها الاحمر الكبير ترتشف كوبً من الحليب بالشيكولاته فى بيتً دافئ.. بينما تقبع أمى العجوز الطيبة برائحتها البيتية الاثيرة وحيدة فى شرفتها الباردة المتمايلة , كنخلة عجوز, أضناها الحنين للتراب , تنتظر عودة ابنتها الضئيلة الحجم الغائبة الخائبة التى تبحث عن هذه الماكر الذى تسبب بهذا العبث كله.
وقد وجدته فى ردهة الفندق يعابث مفاتيح البيانو فى دعة.. ويغنى فى همس مغمضاً عينيه كأن العلم كله فى سلام .. فاغلقت الغطاء على يده بشئ من العنف ...فصرخ محتدا واقفاً كديك شرس وهو يهتف :-
-يالا التوحش ..ثم ينفخ بأنفاسه ,أصابعه المتورمة.. وما لبثت عيناه أن تلونت ببريق ماكر يواجه غضبى الباكى وهو يعى ثورتى وعنفى :-
-عزيزتى "نرمن".. لاتيأسى .. كان ينطقها هكذا ملتوية خالية من الياء
- فهتفت به:-
-ديفى.. أيها الأحمق.. تباً وسحقًا لك ايها المتعفن ..لماذا لم تخبرنى أن مجموعتك هذه تنوى الأنتحار هنا لماذا اخترتم بلادنا لهذا العبث ..لماذا أخترتنى أنا !!!!!!!! وتهاويت باكية على اقرب مقعد أتخذ من الدمع ستاراً من مجابهة الواقع ..وأضع يدى على فمى وأنا اتلوى من الغيظ والذهول الذى يعتصرنى فى تؤدة وخفوت.
صفق "ديفى" يده فى حبور هل أنتهيت
فطفقت أهذى بمرارة المنتحب لقد أنتهيت أنتهيت
أهدئ "نرمن" . قالها بأستفزاز
وأكمل :-لكل انسان مساحة بداخله ..تتعرض للانحدار نُسميها ارض الخراب.. هؤلاء الشغوفين بولع النجوم سيتطهرون الليلة من هذا الدنس أذا لم تظهر نجمة الشعرى و..
أصرخ بيأس ..كفى "ديفى" ..كفى... اُوقف هذا العبث.
فيقوم متعاطفا برادائه الملون بقوس قزح ورائحتة الغريبة ...موعدنا الثانية عشر "نرمن"... ثم يهمس كصوت فحيح ...من يعرف ..كيف هى النهاية .. وينحنى ويغادرنى وهو يطوح بحرملته الصفراء كأمير الصعاليك و من خلف ظهره يقول:-
..رجاء سندريلا لاتنسى حذائك البالى ومن بعيد يغمز بسخرية , بينما تتسع إبتسامة مقيته على طرفه فمه الرفيع.
..وحينما يتوارى فى الظلال..أنظر فى ضعف لساعة الفندق أنها العاشرة مساءاً ..بقى بعض الوقت قبل نهايتهم ونهايتى فاقبع مكانى هادئة مكدودة.. تنقُر عينى قنوات التلفاز المعلق فى بهو الفندق ...ثمة قناة تذيع انفجارً ما فى بغداد , ثم تتغير القناة لنساء تقفن عند الجدار وتتنقل القناة هرباً من صراخهن تحت جبروت المجنزرات ...ثم تتحول على طفل يستجدى الطعام من الأشلاء , واخيرا تهدأ وتستقر على أمرأة أربيعينه , تلتوى وتنثنى بحركات صبيانية هوجاء.. وتغنى بكل تيه بارد .. "أنا هيفا أنا".. كخلفية لحفل زفاف ورتل من الفتيات خلف العروس .. لم يهزم برد فبراير العتى اجسادهن العارية, وهن يرقصن فى أبتهاج ضاعت فى فورته ملابس الصباح الملتزمة وأوراد الصلاة .. وتضيع معهن ساعات الآنتظار اللاهية اللا متناهية

.وفى تمام الساعة الثانية عشر.. يدخل "ديفى" بملابسه الحمراء الذهبية وقد لون وجهه كفرعون عتيق ...يتبعه تسعون من القطيع من جنسيات عدة... بأرديتهم السوداء وشعورهم المسدلة نساءً ورجال.ثم يقف بطريقته المسرحية ويهتف فيهم من فوق المنصة وهو يفرد ذارعيه كنسر أجرب:-

-اليوم جئنا لنقهر أرض الخراب بداخلنا " هلولويا"
فترتفع الهمهمه المُرعبة.. سائلة بلعاب أسن وراءه " هلولويا" ويكمل:-

فى ارض الخراب يرتوى الزهر الباسق بالدماء فتتحول العصارة الغضة فىا لخلايا لافواه متوحشة ...ويلتهم اول نحلة خائبة تحط عليه طمعاً فى الرحيق....ويهز راسه فى عنف المحموم ..
-
أبداً لن نصبح نحلة خائبة
"هلوليا"
فيردودن كلامه ..وقد اشتد أوار النشوة والحماس ..وهدر صخب الأقدام .. وتلاحمت الأجساد وتفصاد الجبين بعرق بارد وزاغت الأبصار وأرتعشت الأبدان.. فأُكمل فى سريرة نفسى وقد تجلت نعوشهم أمامى سوداء مغبره مبعثره حمقى ...أغبياء...لا يعرفون فى خضم الرقص المستعر ..أن الناس فى الأرض البراح تقتات الخوف وترتشف كل مساء قطراتً من الذل.. وتلتحف الخواء ظناً أن الدفء متعة العلوين وأن الثريد فقط للأغنياء.

وأنظر نظرة مشفقه علي مصيرى التعس... وقد لاك وهم ارض خرابهم الأجساد.. وحلل للعظام ..وتقرقعت الغوغاء فى أبتهاج.. بينما ضاعت اصوات البراءة وأختنقت تحت أحذية الجبروت ... ويضيع عمر الهامشيون مثلى على مائدة الهباء ..ينماه ؤلاء المُغيبين فى لهفة لظهور نجمة الشعرى ,كى تحى أملهم الغائر فى أرض "طيبة المباركة" لتدلهم على الطريق المنير نحو بؤرة اللاوعى المستقرة فى غُيمً لا يُنذر بمطر..فأذا غابت وطال خفوتها..... خاب املهم ..وتمزقت حناجرهم من وغى البكاء... فمزقوا وجوهم من اليأس ... وأرتفعت ايدهم لأفواههم بالسُم وعَزفت أعصابي ا لمهترئة لحن الوادع.

..وقد وقف أفراد الامن ورئيسهم ..مدججين بالسلاح ,فى حيرة واجمة, مثيرة للسخرية, وايديهم متحفزة على زر الاطلاق, لمنع هؤلاء الحمقى من الانتحاربالسم, بقتلهم عوضاً بالرصاص.

..وفى لحظة محسومة قفز ديفى .. وألقى بالسم بعيدا وهو يهتف متجولاً بين الجمهور الفانى:-

اغبياء نحن اغبياء... فالقوا بالسم كمسلكه.

وتعالى الهدير ...اغبياء... أغبياء وهم يقفزون كالقطيع الهائج على نهجه, يناطحون رؤسهم ويرفعون قبضات الغضب لصرع الهواء وصوت ديفى مرتلاً باكياً:-

لقد اعمتنا أرض الخراب عن الحقيقة .. نجمة الشعرى تسخر منا وتنتظرنا فى مكان أخر انها تبغى أرضً أخرى ...
ميعادنا يا سادة بعد غد فى أرضًتعبد البقر وتعشق الرقص ..فهاج القطيع مرة اخرى...

وديفى الماكر يصيح ويقفز كالحنجل موعدنا فى دلهى ...هلولويا وماهى الا عشر دقائق ,انفض الجمع وذهب كل فى طريقه لغرف النوم هكذا بكل بساطة
صفقت له بضعف ..مسرحية ممتازة ديفى...حقاً ارعبتنى فيقول وأبتسامة ساخرة تغطى فمه الرفيع:-بل أرعبت الجميع عزيزتى "نرمن"... فى أرض الخراب تتلوى المخاوف من فقدان المال او السلطة او طغيان السلطان الاكبر.. انا فقط احرك اوتار مخاوفكم.

أوتار مخاوفنا..أُردد كلامه وأسأله فى همس :- ديفى- من أين أتيت بهذا الوهم عن الأرض الخراب

-هناك أسطورة ما عن ملك أصيب بجرح فتوقف عن الآنجاب وجفت الينابيع فى مملكته وتحولت الآشجار لحجر ..أغمم فى غباء ما هذا الهراء لا أفهم شيئاً
يضحك فى كبرياء مثله مثل الشخصيات المعطوبة فى عالمنا ، التى تشعر بعجزنفسي وروحى، وتسكن عالماً خاوياً يفتك بها، ويعتريها خواء عاطفي رهيب..مثل هؤلاء المولعين بالنجوم يبحثون عن سر الاسرار لحياة أخرى بلا ألم.... هل فهمت شئ!!!
اًأومأ فى تفهم نعم..أنت لعين ..ساحر لعين
انحنى ضاحكا ً فى سخرية وغادرنى فى خفوت يهز حرملته الذهبية وانا اغمم لعين ..ساحر لعين بعد رحيله الدرامى ...جلست على الأرض ...طفلة منهارة وسط وسخ المفارش والاوراق الملونة ..ولم أرفع رأسى إلا وأنا أنظر لاحذية غليظة للسيد مدير الهم ورفاقه وهو يصرخ بصوته الرنينى.

- حسناً- لقد انتهت الكارثة.. لكن لنا معك شاناً اخر.. قالها وهو يشير للغيظ بجانبه الذى تشدق فمه بشئ ما.

-همست سيدى لم تنتهى الكارثة لكن...

-لكن ماذا؟ .. سقط قناع الجبروت وحل قناع الفزع والجبن لدى ما اُخبرك به وحدك سيدى ..وحدك فقط.. بامكانك وحدك سيدى انقاذ الامر...تذكرت كلام ديفى اللعب على اوتار المخاوف.

************بعد نصف ساعة خرجت منتشية وساخرة أضحك بطرف فمى الرفيع وفى يدى كارت ممهورباسم سيادة اللواء ..فقد اقنعت الابله المغتر بالنيشان .. أن هذه المجموعة ستذهب للهند وتقيم مهرجان الانتحار وأنه وحده يستطيع منع الكارثة فى الهند الشقيقة.. حتى نمنع هذه المجموعة الملعونة بأفكارها الشيطانية الخبيثة.

.وكان هذا أنتقام لأرض الخراب... وقد أفتر ثغري عن أبتسامة وادعة و أنا اتخيل"ديفى" يُطرد من مطار دلهى.. وتلغى اقامته قبل عرضه الجائع للفناء.

كُنت فرحة ومنتشية ..ولم اقلق كثيرا وهذا الظابط ..المزهو بنيشانه الجديد, يوقف سيارتى العتيقة فى بوتقة الصبح المنبلج وينظر إلي بشك... وحينما بدأ فى طلبي للنزول... اخرجت الكارت الذهبى وضعته بكل حرفة فى يده فتزلزل كيانه وانهال بكل سخافات الاعتذار
وبينما يرجع الكارت لي, ضاع صوتى فى صخب هدير السيارة وانا اقول احتفظ به ايها الأحمق لأرض الخراب خاصتك.. فأنا ذاهبة لأمى برائحتها البيتية الاثيرة ..
لى أماً طيبة أحناها الزمن وعصرتها السنون وفزعتها صافرات الخطر ورغم هذا بينها وبين أرض الخراب فراسخ وأميال.


قديم 11-08-2014, 06:39 PM
المشاركة 2
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
للخوف رائحة ﻻ تخطئها الحقيقة ...

من المهم أن نجد ذواتنا قبل الوقوع في شركه

العذبة .... روان ....

هي اﻷرض و الوطن و كل مساحات الحنين ....

تلك الصابرة كنخلة سماوية رغم كل شيء ..

تنهشنا لغتك و قدرتك على القص بهكذا تفصيل غير ممل ...

زادك الله من آﻻئه

عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..
قديم 11-08-2014, 09:58 PM
المشاركة 3
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا بالكاتبة روان عبد الكريم

هي الجماعات الصغيرة المستعدة للتضحية بالنفس لإطلاق جرس إنذار بسوء المصير الذي ينتظر المجتمع المتمادي في نهج غير سوي .

هي المقاربات الأمنية الصارمة التي يعتمدها النظام الدولي .

هو الظلم والخوف و أشياء أخرى هو الحنين إلى الأصول ، إلى البساطة ، إلى الإنسان .

كل هذا وأكثر في نص واحد قد يحتاج إلى بعض رتوش بسيط ليكون في حلة أجمل ، خصوصا أنه يعتمد لغة أدبية سلسة وجذابة .

تقديري .



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: اوتار الخوف عن قصة حقيقة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شيء من الخوف! عمرو مصطفى منبر الحوارات الثقافية العامة 0 10-20-2023 03:26 AM
الخوف من الناس و و دعاء الخوف من الإمام الظالم د محمد رأفت عثمان منبر الحوارات الثقافية العامة 0 10-31-2015 06:38 AM
أنت حُلم الصِّبا من ديوان اوتار للشاعر الدكتورعبد الولي الشميري رنيا الحارثى منبر مختارات من الشتات. 0 02-17-2014 08:42 PM
جدران الخوف خا لد عبد اللطيف منبر القصص والروايات والمسرح . 2 08-16-2013 09:04 PM
جدران الخوف خا لد عبد اللطيف منبر القصص والروايات والمسرح . 0 07-26-2013 06:52 PM

الساعة الآن 04:33 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.