احصائيات

الردود
2

المشاهدات
4400
 
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي

محمد عبدالرازق عمران is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
850

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة
البيضاء / ليبيا

رقم العضوية
10226
08-14-2011, 04:23 AM
المشاركة 1
08-14-2011, 04:23 AM
المشاركة 1
Wink ثلاث دقائق كاملة
( ثلاث دقائق كاملة )

مقالة ساخرة تختزل تاريخ البشرية من بداية تكوّن المجتمعات البشرية وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية بثلاث دقائق
[justify]ثمة مائة وخمسون مليون مدينة في العالم وعدد لا يحصى من الناس .. مخلوقات معقّدة على كلّ لون ، تتعلق بأمّنا الأرض وتمتص غذاءها من التّراب .. وكل مخلوق منهم يعيش في عالم وحده ، مشيّدا قوقعته حوله بأحجار الفلسفة الصّلدة التي لا يمكن قهرها ، مغلقاً منافذه ، مستعداً للدفاع عن كلّ حجر في عالمه إلى آخر لحظة .. فإذا أحسّ بالخطر يهدد قلعته ، وقف شعر رأسه من الغضب ، وشرع أسنانه ثم بدأ الهجوم مباشرة بكل ما لديه إلى آخر لحظة ! لذا شُنق الأنبياء بحبال اللّيف ، ووضع إبراهيم في النار ، وهدمت مدينة اخناتون فوق رأسه ، وأرغم سقراط على أن يشرب نخب الفلسفة ممزوجاً بالسمّ الحادّ ، إنه لا يملك شيئا سواها ، ولا يستطيع أن يتنازل عن حجر واحد منها ، إلا إذا بذل جهداً خارقاً بالغ الضخامة .. إلا إذا أحدث في رأسه ثقباً ليدخل الهواء .
ومنذ بضعة آلاف سنة كان سكان العالم مجرد قطعان صغيرة مقرورة عبر براري الشّرق باحثة عن شئ تأكله ، مواصلة هروبها أمام باقي الحيوانات ، جائعة بلا انقطاع .. وكان عددهم إذ ذاك مثل عدد سكان ( بيونس آيروس ) الآن .. بضعة ملايين فقط ، ثم أخرج أحدهم المحراث ، فيما اكتشفت إحدى النساء أنها تستطيع أن تركب ظهر حيوان اسمه ( الحمار ) دون أن يعضّها ، وأحضرته معها وربطته أمام الكهف .. وعندما اجتمع المحراث والحمار زرع أوّل حقل قمح في العالم ، وانتهى عصر المجاعة الذي دام أكثر من ثمانين مليون عام .. ثم بنيت بابل ، وطوّقت بثلاثة أسوار حجرية للدفاع عنها ضدّ الرّعاة الجائعين على طول نهر الفرات .. وكان الإنسان قد بدأ يتعلّم بناء قلعته الخاصة في رأسه ، كان قد شرع يمارس الفلسفة .. وتمّ اختراع أوّل أداة حديدية للقتل .. وفتح البابليون أسوار مدينتهم وانطلقوا لفتح رؤوس الرّعاة ، وإحداث ثقوب فيها لكي يدخل إليها الضوء والفلسفة وحب الرّبة ( عشتار ) .. ومنذ ذلك الحين ارتبطت الحرب بالفلسفة ، وأخذت المدن على عاتقها مهمة نقل الحضارة إلى الرّعاة بمهاجمة المدن وتدميرها كلما سنحت لهم فرصة .. وهكذا تمّ صنع الإنسان .. وكانت بابل التي قامت بهذه المهمة مجرد مدينة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها سكان الطابقين الخامس والسادس في عمارة ( الأمباير ستيت ) .. أي حوالي ثلاثين ألف نسمة .. ولكنها كانت أكبر مدينة في العالم إذ ذاك .
وبدأت لعبة الحرب .. وشنّ الرّعاة اليهود أوّل هجوم انتقامي على ( جيروشيا ) ودمروها عن آخرها ، فيما وقف النّبي ( يوشعيا ) ليلعن كلّ من يضع حجراً في المدينة العاهرة .. ثم تكفّلت بابل بعقاب اليهود ، وأحرقت مدينتهم ( أورشليم ) وهيكل سليمان معاً ، وباعت عشرة آلاف يهودية في أسواق القراصنة المزدحمة على طول السّاحل بين ( فينيقيا ) و ( أسبانيا ) ، وفي المرّة التالية جاء الهجوم من ( آشور ) .. وتبادلت مدينتا ( نينيف ) و ( بابل ) عمليات القتل الجماعية ، وكانت كل مدينة منهما تقوم على أحجار الأخرى ، فلم يكن العالم يملك ما يكفي من الأحجار لبناء مدينتين في وقت واحد ! .. ثم اشترك باقي الفاتحين في المهرجان ، وغرس ( رمسيس ) رمحه على حدود سوريا الشمالية ، معلناُ عزمه على الوصول إلى آخر الأرض ، فيما قرر ( دارا ) الفارسي أن يسرق منه ذلك الحلم .. وبعد مائتي عام تمكن شابّ مقدوني اسمه ( الإسكندر الأكبر ) من الوصول إلى آخر الأرض وكانت ( طروادة ) قد هدمت للمرة السابعة .. وأصبح في وسع أسطول ( أثينا ) أن يبحر على طول ساحل ( آسيا ) دون أن يضطر لدفع رسوم لأحد .. وبنى ( بركليس ) ( أثينا ) مرة أخرى بعد أن هدمها بعد أن هدمها ( الفرس ) فوق رأس ( زيوس ) .. وفيما كان الديمقراطيون النبلاء يحتفلون بدفن العداء ( فيدبيدس ) الذي حمل أنباء الانتصار على ( الفرس ) في أرض ( الماراثون ) كانت إحدى القابلات تستقبل طفلا عجيباً اسمه ( سقراط ) .. وتلفّه داخل حزمة من الصوف الأحمر لكي ينشأ محارباً قوياً .. ولكن ( سقراط ) كان فيلسوفاً وكانت مهمته القادمة أن يحاول اقتحام رؤوس الآخرين وهي مهمة أكثر قسوة من اقتحام أسوار المدن ، فليس ثمة سبيل إلى قلعة الإنسان في داخل رأسه .. إنها مغلقة بإحكام مذهل ، ومحاطة بالأسلاك الشائكة والحراس الذين لا يمكن رشوتهم بأي حال .. وهي قلعة فضيعة الصّلابة مثل عظم السلحفاة نفسه .. وقرر ( سقراط ) أن يبدأ النّطاح مفتوح العينين .. ودامت المعركة ثلاثين عاماً كاملاً ، ثم هزم الفيلسوف ، وحمل إلى غرفة معتمة حيث قدّم له القاضي كأساً فضية من السّم ، وطلب منه أن يشرب نخب إنتصار القلاع .
ثم جاء ( أفلاطون ) ليحلم بالعالم دون قلاع .. فيما قرّر ( أرسطو ) أن يرافق ( الإسكندر ) الفاتح ، ويفتح رأسه .. ولكن بدون جدوى فقد كان الإنسان يملك خبرة كافية لإغلاق أذنيه في الوقت المناسب .. وعندما أبحر القائد الرّوماني ( سولو ) لكي يهدم ( طروادة ) للمرة الثامنة ، كان يمهد طريق الإمبراطورية إلى مدن الشرق .. وفي إحدى هذه المدن الصغيرة الضيقة الأزقة ولد فاتح آخر اسمه ( عيسى ) ابن ( مريم ) وكان يحمل كلمة الله معه .. وبدأ مهرجان الصلبان .. وقتل الإمبراطور من المسيحيين أكثر مما قتل وباء ( الكوليرا ) الذي اجتاح العالم في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد .. ثم قبل أن يصبح مسيحياً مثلهم ـ بعد أن علّمته الفلسفة كيف يحتفظ بأوهامه الوثنية تحت اسم آخر ـ وبدلاً من أن تنمو كلمات الله في قلعة الإنسان ، اختلطت ببقايا ( زيوس ) الفضيع ، وجعلت ( المسيح ) مثل ( هرقل ) ابناً للرّب نفسه ، وربطت ( مريم ) بهما معاً ، وربط ( اليونان ) بين ( زيوس ) و ( هرقل ) و ( أفجينيا ) ، وتمّ صنع الثالوث مرّة أخرى من المرمر وكلمات الرّب الودودة ، وانتصبت الأيقونات في رأس الإنسان متحايلة داخل قلعته العظيمة عشرين قرناً بلا انقطاع .. فيما خلع فقهاء المسلمين أحذيتهم واقتعدوا أرصفة الشوارع بين ( بغداد ) و ( قرطبة ) محرقين بخورهم ليكتبوا كلمات الله في الأحجبة الملونة مقابل بيضة وحفنتين من دقيق القمح ، وخمد لهيب المعركة حتى أوقده ( بيكون ) و ( داروين ) مرّة أخرى بعد سبعة قرون .. ثم حملته الأقمار الصناعية إلى السماء .
وبدأ الإنسان ـ يفهم ـ بدأ يرى قلعته العظيمة في ضوء الشمس ، ويحس بمدى بشاعتها عبر تلك الحزم المعتمة من الجهل ، والشره ، والأنانية ، التي لا حدّ لها .. وكان من الواضح أن تلك القوقعة لا يمكن كسرها إلا بمعول مصنوع من ألماس .. إلا بحفنة من الكتب الجيدة التي تستطيع أن تفتح النوافذ أمام ماء المطر والشمس .. وتغسل رأس الإنسان جيدا حتى تختنق خفافيشه الفظيعة .. ولكي يتعلم الإنسان هذه الحقيقة مات ألف نبيّ .. وأنزل الله ثلاثة كتب مقدسة ، وشرب مليون فيلسوف كؤوس السمّ الحادّ .. وبنيت مائة وخمسين مليون مدينة ، والآن ثمة عدداً مهولاً من البشر .. سلم مصنوع من البشر يستطيع أن يصل إلى القمر مرتين ويأكل الأرض ـ لو كانت خبزاً ـ ثم يشرب النيل في اليوم التالي ، وكل واحد منهم يحمل عالماً مختلفاً في رأسه .. عالماً لا يقبل الذوبان في الآخرين ولا يمكن أن يهدمه أحد بيديه .. والمشكلة أن ـ الحقيقة ـ ليست بعددهم .. إنها حقيقة واحدة ليس غير .. فكيف يجتمع الناس عند نقطة واحدة .. كيف تتخلى القلاع عن أوهامها ، وتأتي لكي تذوب مع الآخرين !! ومن يقنع من ؟ فإن تلك مشكلة هائلة لم يستطع أحد حلّها حتى الآن .. ولقد تطلب الأمر مرّة أن ينهض الطوفان لكي يقتنع الناس بكلمات ( نوح ) .. وأن ينهض الموتى ويمشي الكسيح لكي يقبل ( اليهود ) أن ينصتوا إلى ( عيسى ) بضعة دقائق .. ولكن أحداً لا يستطيع أن يفعل ذلك الآن ، فالموتى لم يعودوا ينهضون طبقاً لأمر أحد .. وليس ثمة فرصة لإحداث معجزة لا يستطيع العلم تفسيرها .. فالإنسان يعرف أشياء كثيرة في هذا العصر .. إنه يعرف كل الحيل تقريباً .. والفرصة الوحيدة .. والأمل الذي لا شئ وراءه تحمله الكتب وحدها .. تلك الورقات القادرة على النقاش الجيّد في ضوء شمعة أو في ضوء الشمس .. والتي ظلت تحمل الفضيلة بين دفتيها منذ أن حفر القسس أوّل كتاب في حجر بابلي بمطرقة ومسمار صدئ إلى أن دارت المطابع العملاقة لكي تخرج كتاباً كل أربع دقائق ، الأمل أن يفتح الإنسان نوافذه الصدئة .. أو ينتظر طوفان الهيدروجين تحمله النفّاثات مثل أكياس البريد من ( موسكو ) وإليها ، مهرجان القراصنة الملون .. فقد حدث ذلك دائماً بين ( بابل ) و ( نينيف ) .. وبين ( روما ) و ( قرطاجنّة ) .. وبين ( برلين ) و ( باريس ) .. ويستطيع أن يحدث بين ( موسكو ) وبين الآخرين في المرّة القادمة ، الفرق الوحيد أن الرّعاة يملكون سلاحاً ذريّاً الآن .. لعبة جديدة ، لا تفتح رأس أحد ولكنها تحيله إلى رماد خلال ثلاث دقائق مشحونة بألم لا يعرفه سوى أطفال ( نجازاكي ) الصّغار .. ألم يشبه الاحتراق داخل فرن في بذلة من النحاس .. ثلاث دقائق كاملة . [/justify]

( الصّادق رجب النيهوم / ليبيا )


* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )
قديم 09-14-2011, 10:12 AM
المشاركة 2
شيخه المرضي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كنت هنااااااااااا

{.. لا يستوقفك اسمي ...فهو رمزيةٌ ..لسلطتي..أما شخصي ..مبهمٌ ..لن يهمك ..أمره ..~ أستأذنك !}

[OVERLINE]..كل حرفٌ هو لي ..لا أقتبس أحدا ..اللهم فأشهد عليه ..[/OVERLINE]
أيا ..... حبراً سجله التاريخ ، لصرختي
ــــــ أين هو إحتفالي !
وقلبي مع أحبتي ؟
قديم 09-14-2011, 05:48 PM
المشاركة 3
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي
  • غير موجود
افتراضي
* شيخة .. تشرفت بهذا الحضور الجميل .. مودتي .

* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ثلاث دقائق كاملة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من حقائق اللغة العربية ياسَمِين الْحُمود منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 3 04-14-2022 09:37 AM
جريمة حب كاملة موسى المحمود منبر القصص والروايات والمسرح . 10 09-05-2021 12:46 PM
إقرأ عشر كتب في خمس دقائق عمر عبدالله منبر رواق الكُتب. 6 07-17-2021 10:10 PM
يُطالبني بالرقصة كاملة! ياسَمِين الْحُمود منبر القصص والروايات والمسرح . 13 03-15-2021 11:17 PM
جريمة حُبٍ كاملة مطر ابراهيم منبر القصص والروايات والمسرح . 8 07-21-2011 02:48 AM

الساعة الآن 10:12 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.