أبدأ موضوعي بتعريف لمصطلحي:
1-الشك 2-اليقين :
الشك: هو التردد بين النقيضين بلا ترجيح لأحدهما على الأخر"، أى أننى أظل أتردد فقط دون أن أحكم بإثبات نقيض أو نفيه.
اليقين :هو الإقرار بصحة موقف معين، والتأكد من صواب الأدلة المدعمة لهذا الموقف دون غيره من المواقف الأخرى..
فالشك إذن ليس جهلاً ,بل هو موقف عقلي واعِ يتخذه صاحبه بعد تفكيرعميق وتدبير طويل، وبالتالى يجب على الشخص الشاك ألا يقف صامتاً وهويرفض بل لابد من اتخاذ قرار , لكي يصل إلى مرحلة اليقين ..سواءباثبات الشك أونفيه ..
* وسوف أعرض لكم مثالاً حقيقياً والبداية مع قوله تعالى : (وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم)
*عندما قرأت الآية وتدبرتها,استنتجت من الحوار أن النص قدم لنا علاجاً لمشكلة الشك, فإبراهيم عليه السلام وقع في نفسه شيء من الشك ,عبرعنه بقوله (ليطمئن )
ولعل لفظ (الشك ) صريح _ أيضاً_ في الحديث :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نحن أحق بالشك من إبراهيم ، إذ قال : رب أرني كيف تحيي الموتى ؟ قال : أولم تؤمن . قال : بلى ، ولكن ليطمئن قلبي "
وكذا رواه مسلم ، عن حرملة بن يحيى ، عن ابن وهب به فليس المراد هاهنا بالشك ما قد يفهمه من لا علم عنده ، . بلا خلاف فإبراهيم أحب أن يترقى من علم اليقين في ذلك إلى عين اليقين ، وأن يرى ذلك مشاهدة
*أما أنا فأرى أن في قول المفسرين : إبراهيم أحب أن يترقى من علم اليقين في ذلك إلى عين اليقين فلسفة لامعنى لها عقدت المعنى الصريح والواضح في الحديث وبرأيي أن قولهم هوأقرب مايكون تعريفاًللشك وأتساءل :
أليس الشك هوذلك الشعورأو تلك المرحلة الفاصلة مابين علم اليقين وعين اليقين ؟!
بدليل أننا عندما نسمع خبراً ولنفرض في النشرة الجوية هبوب عواصف رملية
هذا نسميه (علم اليقين ) تتفاوت نسبة التصديق والتكذيب ,الإيمان بالخبر وإنكاره من شخص لآخر فقد تكون عند:
س = 40 %
ص=50%
ع= 95 %
إلى 99% ,
لكنا لا نستطيع أن نجزم 100% إلا عندما نرى العواصف بالعين المجردة(عين اليقين)
عندها نقطع الشك باليقين وهذا ماحدث مع إبراهيم عليه السلام.. .
*أما اللفظ في القرآن (ليطمئن )
فما معنى الطمأنينة ؟ وهل هي أقرب إلى الشك منها إلى المعرفة أم العكس ؟
الطمأنينة تعني :
_ راحة الضمير, التصالح مع الذات, السكينة, الامان , الهدوء.
يتضح أن معاني الطمأنينة أقرب ماتكون إلى (الشك) منها إلى (المعرفة والعلم ) وأعتقد أنكم توافقونني على ذلك.
ياترى لو وجدت في نفسك شيء من الشك كيف تتصرف ؟!
* في الغالب نحن إما نسيء الظن , ولربما نظلم غيرنا, والشخص بريء..ونحن بذلك أقرب للحماقة منها للحقيقة !
*أو لربما نحسن الظن ,ولعلنا ظلمنا أنفسنابذلك , فالشخص فعلاً غير سوي ..إذن نحن بحسن الظن المطلق أقرب للسذاجة منها للحقيقة .
وفي النهاية تراكمات من هذا أو ذاك تنتهي إما بالانفجار أو وآآآعلى الدنيا السلام !!
خاتمة:
لكل من وقع في قلبه شك :اسأ ل ولا تتردد, وياأيها المسؤول : طمأن قلب من تحب ولا تتهم.
أقطعوا الشك باليقين ولاتتركوا مجالاً للشياطين, فلسنا أفضل من إبراهيم عليه السلام ,فلماذا
نكابر؟!ولسنا أعلى شأنا من الخالق ,فلماذا نتكبر؟!
هذا والله أعلم... وبانتظارآرائكم ..
بقلمي وللجميع خالص تحياتي
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
الشك علاجه الحماقة أم السذاجة ام سؤال يحتاج لإجابة ؟!
