احصائيات

الردود
2

المشاهدات
4053
 
عبدالله باسودان
أديـب وشاعـر

اوسمتي


عبدالله باسودان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
324

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة

رقم العضوية
10158
03-30-2013, 07:21 PM
المشاركة 1
03-30-2013, 07:21 PM
المشاركة 1
افتراضي الشعر بين التلوث والفقدان
الشعر بين التلوث والفقدان

عندما ننظر إلى واقع إشكالية الشعر الحديث بعين الناقد المطلع على أكثر ما قيل فيه من آراء متصادمة نرى أنفسنا وكأننا – مع الأسف – ندور في حلقة مفرغة ، بل إننا أكثر من ذلك نرى من خلال هذه التصادمات كثيرًا من الشعراء الحديثين لم يعوا إلى الآن ماهية الشعر الحديث بل ماهية الشعر بمعناه الشمولي الحق ، فالشعر شكلاً ومضمونًا لدى شعرائنا المحافظين ليس إلا شعورًا ووزنًا مقفى ، وبالعكس لدى شعرائنا "الحديثين" فهو شعور مرتبط بموسيقى متحررة من التكرار المقفى العروضي . إذ إن المعركة الدائرة بين الفريقين ليست معركة مضمون كما يخال وإنما هي ليست إلا معركة وزن مقفى . هكذا نرى الشعر من خلال هذه المعارك .
إننا لا نبالغ إذا قلنا صراحة إن بعض شعرائنا ونقاد الشعرلم يعوا حقيقة هذا الشعر، فنحن عندما نطالع كثيراً ما كتبه النقاد والشعراء عن الشعر وماهية الشعر نراهم لا يخرجون عن نطاق الشكل وليس المضمون ، فهم يتخبطون خبطًا عشوائيًا كأنهم لا يريدون الفكاك منه .
إن انعدام روح البحث عن الجذور الأصيلة لمأساة واقعنا الحضاري في جميع المجالات ما هي إلا المأساة ذاتها التي تنخر – لا شعوريًا – أقبية عقول هؤلاء النقاد والشعراء المصابين بالتلوث والفقدان تجاه إشكالية الشعر الحديث ، فمن المستغرب أن نقرأ لكاتب " كبير" من الفريق الأول كعباس العقاد يقول بأن الشعر " ليس إلا موسيقى لغوية أولاً وقبل كل شيء ثم تأتي العاطفة والشعور أخيرًا ، وأن كل ما عداه ما هو إلا زيف وهراء " ، وأن الشعر برأي نزار القباني وهو من زعماء الفريق الثاني ما هو إلا شعور متحرر من مترسبات قوالب التقليد وان كل ما عداه من أعمدة شعرية مقفية عصماء ما هي إلا حقيقة منعدم فيها المعنى الكامل لروح الشعر الحديث .
وإذا نظرنا إلى أكثر القصائد لشعراء حديثين نراها دائمًا متلوثة بعقدة " التحرر " التي ترن في مسامع كل من هب ودب ؛ فقصائدهم من ذلك النوع المصاب بالتلوث والفقدان تلوث القصيدة بعقدة "التحرر" وفقدانها لروح الأصالة الشعرية الحقة ، فإذا تناولنا أعظم قصيدة لشاعر كبير من الشعراء الحديثين كنزار قباني مثلاً ، نجد أن التحرر لديه ما هو إلا الشكل فقط.

يتبع .....


قديم 03-30-2013, 07:28 PM
المشاركة 2
عبدالله باسودان
أديـب وشاعـر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي تابع حول الشعر بين التلوث والفقدان
تابع حول " الشعر بين التلوث والفقدان"

إذ لا فرق بينه وبين عمر بن أبي ربيعة ، بل لا نغالي إذا قلنا إن روح الأصالة في شعر عمر بن أبي ربيعة أقرب إلى واقعنا الحضاري من نزار، فقصائده بعضها ليست شيئًا باستطاعتنا أن نعتبرها بحق مكتسبات شعرية حضارية وذات رؤيا شعرية.
ونقادنا اليوم كما هم نقادنا بالأمس تبهرهم تلك الكلمات الرنانة لأن كل ما هو شعري لديهم ليس إلا الشكل والمضمون ، الشكل بكل ما لديه من موسيقى خارجية. أما الرؤيا التي هي الشعر ذاته فلم تنل حظًا وافرًا من التفاتهم إليها بالنسبة للمضمون. .
ولكن لو نظرنا بعين الباحث الجاد نجد أن نقادنا معذورون وغير معذورين في آن واحد فهم معذورون لأن أكثر قصائد الشعر الحديث والشعر التقليدي منعدمة من الرؤية المثقفة الحضارية الحقة التي تتغلغل في أعماق النفس الشاعرة ، ولا معذورون لأنهم قلما يلتفتون إلى هذه الناحية التي هي بمثابة الشعر ذاته ؛ ذلك لأن الرؤيا بكل ما لديها من قبح وجمال تحمل في ثناياها إرهاصات عبقرية فذة حاطمة لكل ما هو نهائي ، إنها مطلق يثقب جميع الأبعاد والآفاق المكانية والزمانية .
وجميع الفلذات العبقرية التي تصطدم بأعماق الفنان أو الشاعر في بعض لحظات تجليه ما هي إلا فلذات رؤيا صادمة لكل ما هو محدود لأن كل ما هو محدود ما هو إلا حقيقة قديمة في وقت ما ، وكل ما هو لا نهائي ما هو إلا المطلق ذاته.
ولو نظرنا إلى الأعمال الشعرية لوليم بليك وشكسبير ورامبو نجد أن الرؤية في بعض قصائدهم لا تزال تعيش معنا ولا نزال نعتبرها حقيقة أما الأفكار المنعدمة الرؤيا التي هي من عمل العقل والواقع فقد تلاشت . فالرؤيا هي كل شيء هي الروح ذات الأبعاد اللامتناهية.
نرى إدجار الن بو وهو من أفذاذ الشعراء العالميين يقسم القوى الطبيعية الإنسانية إلى عقل، وضمير، ونفس وأن الأخيرة هي وحدها المسؤولة عن الشعر، ذلك لأن الشعر الحق هو الذي يصدر عن النفس ، لا عن العقل. لأن العقل من إختصاص النثر، والشعر من اختصاص النفس.
وإذا اعتبرنا الشعر والنثر هما جناحا الأدب، لذلك نقول لا يجوز أن يتلاقى الجناحان في موضع واحد. وهذا ما يثبت لنا أن النفس من اختصاص الشعر والعقل من اختصاص النثر.

يتبع

قديم 03-30-2013, 07:33 PM
المشاركة 3
عبدالله باسودان
أديـب وشاعـر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي الشعر بيت التلوث والفقدان
تابع حول " الشعر بين التلوث والفقدان

وإذا كان الشعر والنثر جميعًا من عمل العقل فمن المستحيل أن نميز الشعر من النثر إلا بالوزن العروضي فقط، إذ إن الفرق بينه وبين النثر ما هو إلا الموسيقى، وعلى هذا الأساس نقول أن الشعر عند المقلدين ما هو إلا صناعة، والصناعة لا تأتي إلا عن طريق العقل. وصدق قدامة بن جعفر وأبو هلال العسكري (في كتابيهما"نقد الشعر"و "كتاب الصناعتين) .
فمثلاً عندما يخاطبنا شوقي ببيته الشهير
وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
نجد أن كل عصب في البيت مزدحم بكل ما هو فكري فلو قال ناثر : ليس نيل المطالب هو أن نتمنى وإنما هو أن تؤخذ الدنيا غلابا ، نجد أن لا فرق بين قول الناثر وبيت شوقي إلا في الوزن والقافية فقط فأين الشعر هنا في قول شوقي ، أو قول العقاد في البيت الآتي :
يا جوهر الحسن لا تضعني *** لديك بالموضع المهان

فبيته ما هو إلا خطاب اعتيادي بمقدور أي ناثر عادي أن يقوله لأن روح الأصالة الشعرية الحقة ذات الأبعاد النافذة إلى أعماق اللامادي منعدمة كليًا من كل أعصاب هذا البيت ولأن لا فرق بين قول أي ناثر عادي في مخاطبته لنا بمعنى هذا البيت إلا في الوزن العروضي فقط لأن كلمات البيت ليست متدفقة بأية رؤيا. وكذلك إذا قرأنا قول نزار قباني نجد المعقولية – التي من اختصاص النثر – تنخر أقبية شعره ، فعندما يقول :
حبيبتي لدي شيء كثير أقوله لدي شيء كثير
من أين يا غاليتي أبتدئ وكل ما فيك أمير أمير
نجد العصب الموسيقي البسيط مرتبطًا – أيضًا – بأحابيل العقل الواعي الذي هو من عمل النثر كما أننا نجد ذلك في بقية أبياته الأخرى التي يعتبرها متحررة، فالتحرر في الشعر ليس هو أن نطلق القوافي ونهدم الوزن وإنما هو أن نتحرر من كل ما هو محدود من كل ما تكتنفه المادة بجميع إشكالياتها المحيطة بذاتنا. ،
إن التحرر بمعناه الشعري هو خلق لغة وعوالم جديدة غريبة عن عوالمنا العادية المكبلة بأغلال المادة ، لأن كل عمل نثري جبار يعتبر ماديًا حالمًا يقذف به العقل إلى الخارج ، وأما كل عمل شعري فيعتبر روحيًا حتى في حالة توجدنه لأن الرؤيا هي أشياء لا محسوسة أبدًا ، ولماذا قيل إذن هذا شعر وذلك نثر وذلك لأن الفرق ما بين الاثنين شاسع ولن يلتقيا إلا بالتقاء المادة والروح ، إن الأشياء التي هي من صنع العقل باستطاعتنا أن نقيمها بحجج ودلائل وأما التي هي من صنع الروح فليس بمقدورنا ذلك .
والرؤيا هي خلاف الخيال الذي يهتم به شعراؤنا اليوم وقديمًا لأنها في الواقع حصيلة تصادم ثقافي وتأزمات وجودية ميتافيزيقية تجعل من الشاعر أو الفنان يتلقف ما لا يوجد في عالمنا المحسوس من عوالم وأبعاد حاطمة لأفكارنا، والشاعر الحديث - كما قلنا في مقال سابق لنا – ليصبح ذا رؤية عميقة يجب أن يتشبع بثقافات عميقة ، إذ إنه يجب أن يكون ذلك المثقف الحالم على حد تعبير سيجمون فرويد ، وذلك طبعًا ليدرك واقعه الحضاري الوجودي من جميع الأبعاد ، فالشاعر الكبير هو صاحب الرؤيا الكبيرة ، لأن الإيقاعات المصيرية تتطلب حتمًا لكشفها ثقافات عميقة تنبثق من كل الرؤى المرهصة والمعرية لتحركاتنا الثقافية ، وكل الرؤى الحقة لا تنبثق إلا من خلال إخلاص الذات الشاعرة المثقفة الواعية لواقعها القومي والوجودي الذي تعيشه ، لأن التأزمات الداخلية ما هي إلا ردود فعل لتأزمات خارجية عاشها الشاعر في كل لحظة من لحظات حياته المتلفعة بضباب الإيقاعات المصيرية الغامضة المعرية لذاته المعرشة في أقبية تصوره الذاتي اللامنكشف له إلا من خلال الرؤيا العميقة التي تنبع من خلال واقع الذات الوجودي. فالرؤيا هي بمثابة اكتشاف وخلق جديد للأشياء. ونحب أن توضح للقارئ أن كلمة الوجودية الواردة في بحثنا ليست وجودية سارتر أو كامو وغيرهم بل هي اللحظة التي يعيشها الشاعر.

و أخيراً نحب أن نؤكد أن الشعر العربي القديم، شعراً في غاية الروعة والجمال بالنسبة لزمانه ومكانه ، وهو كذلك تاريخنا يجب علينا أن نعتزبه. ونتخذه كمادة تاريخية لا غنى عنها، لكن لا أن نجتره ونقلده، وإلا فماذا يتبقى للشاعرالمقلد للشعر القديم من إبداع. كذلك هناك قصائد ذات وزن وقافيه لبعض شعرائنا فيها من الإبداع الشىء الكثير لأنها متشبعة بالرؤيا، كقصائد بدر شاكر السياب ونازك الملأئكة، وفدوى طوقان، وكثيرون غيرهم.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الشعر بين التلوث والفقدان
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشعر فيصل أحمد الجعمي ومضات شعرية 9 06-27-2021 10:31 PM
الشعر كائن حي مصطفى معروفي منبر الشعر العمودي 14 08-20-2019 12:40 PM
ما الشعر ؟ عمر مسلط منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 12-29-2013 12:02 PM
الشعر أمل سليمان إبراهيم منبر الشعر العمودي 1 10-16-2013 12:59 AM

الساعة الآن 07:01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.