قديم 01-08-2014, 11:09 AM
المشاركة 471
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
والآن مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية – 21- موبي-ديك، للمؤلف هيرمانميلفيل.

- موبي ديك (بالإنجليزية: Moby Dick) هي رواية من تأليف الروائي الأمريكي هيرمان ملفيل أصدرت في 18 أكتوبر 1851
- تدور حول صراع تراجيدي بين حوتوإنسان تتخذ من هذا الصراع الضاري وسيلة لتأمل الوضع البشري وعلاقته بالوجود.
- كما تحوله إلى كيان رمزي معقد وحكاية الليغورية عن كيفية العيش مطلق عيش وعن المشروع الاميركي الذي وجد في عمل ملفيل شكلا من اشكال التعبير عن نفسه في منتصف القرن التاسع عشر أي حين كانت اميركا تكتشف ذاتها كقوة كونية وامبراطورية بالقوة والإمكان.
- فكانت رواية موبي ديك وروايات ملفيل الأخرى بمثابة نبوءة لما ستصير اليه هذه القوة الكامنة.

- تحتل القصة مكانة مرموقة بين كلاسيكيات الأدب العالمي.

- فهي إضافة إلى كونها الملحمة الكبرى المكتوبة حول صراع وتحدي بين حوت وإنسان، الا انه مر على صدور "موبي ديك" للمرة الأولى زهاء المئة وخمسين عاما لاقت الرواية خلالها من الاهمال ما جعل نفس كاتبها تمتلئ باليأس والاحساس بالعجز ليصرف بقية حياته موظفا في سلك الجمارك الاميركية ويموت مهملا مجهولا في العقد الأخير من القرن التاسع عشر.

- ولم يلتفت إلى الرواية وينظر إليها بصفتها أحد الكتب العظيمة سوى عام 1907 أي بعد وفاة صاحبها بستة عشر عاما، عندما تم ادراجها ضمن سلسلة "ايفري مان لايبراري" الشهيرة التي تنشر الكلاسيكيات الكبرى .

- ولم يهتم النقد بالرواية الا في العشرينات من القرن الماضي حين بدأ الباحثون والنقاد واساتذة الجامعات يكتبون عن هذا العمل الروائي المدهش الذي طور شكل الكتابة الروائية في منتصف القرن التاسع عشر وجعل الرواية الاميركية تحتل مكانة متقدمة في تاريخ الرواية العالمية.

- ولقد قام الممثل الكبير جريجورى بيك بتمثيل تلك الرواية في فيلم حمل نفس الاسم حيث قام بأعظم أدواره على الإطلاق في تمثيل شخصيىة البحار الباحث عن غريمه موبى ديك عبر البحار وهذا الفلم حصل على العديد من الجوائز القيمة.

قديم 01-11-2014, 03:44 PM
المشاركة 472
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
والآن مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية – 21- موبي-ديك، للمؤلف هيرمانميلفيل.

- رواية موبي ديك هي أعظم نص روائي كُتب عن الماء.
- وهيرمان ملفيل (1819-1891م)، الروائي الأمريكي الكبير، هو أحد أكثر الروائيين الكلاسيكيين الذين استطاعوا الكتابة عن الماء بمقدرة عظيمة ما لم يستطع أي من أقرانه فعل ذلك.
- استغرب من الفيلسوف الفرنسي جاستون باشلار عندما كتب كتابة الماء والأحلام، لماذا لم يستعن برواية موبي ديك في بحثه عن شِعرية الماء؟ استعان في كتابه هذا بصور شعرية وأدبية من شكسبير وإدغار آلان بو وفيكتور هيجو. ولم يتجه إلى موبي ديك ولو بسطر واحد!. أزعم بأني أعرف السبب. فلو استعان باشلار في بحثه الفلسفي عن الماء بهيرمان ملفيل وروايته موبي ديك لوجد نفسه في مساحة هائلة لا يستطيع الفكاك منها. أو بمعنى أصح: سوف يحرق أوراق بحثه ويعلن أن هذه الرواية هي أعظم قصيدة شعرية ملحمية عن الماء. الماء المحيط. والماء السرّ، والماء الأم، والماء الضياء، واللغز، والحقيقة، والوجود، والإنسان.
- كل ما قرأته عن الماء شعراً ورواية وفلسفة وجدت أعظم منه في موبي ديك.
- لم يكن النص يحمل هذه القوة المذهلة لولا تلك الطريقة الرهيبة في سرد الرواية.
- أزعم أن سرد رواية موبي ديك سرد عظيم وفني مبهر ومختلف. العظمة الفنية في هذا السرد أساسها هذا السر المحيط بسرد الرواية.
- فمنذ البداية يظهر لنا بطل الرواية الذي لا وجود حقيقي له في النص، إسماعيل، يسرد لنا قصة البداية من شاطئ نانتكوت حتى اللحظة الأخيرة من الكتاب، يحكي قصة موبي ديك والقبطان إيهاب وسفينة الباقوطة.
- ولكن وجود إسماعيل، سارد الرواية يتعرض للتحطيم في الفصل الذي كتبه المؤلف من أجل قتل بطله الحقيقي الذي تخيله في اللحظات الأولى من كتابة الرواية.
- في هذا الفصل حصل تدخل من المؤلف وكأننا أمام نوع من التدخل الشخصي للمؤلف في سرد الرواية.
- ثم نجد أننا أمام سارد عليم يبحرفي شخصيات الرواية.
- وسارد آخر أعظم منه يفتح ملفات التاريخ والأساطير والعلوم والقانون والدساتير ليجد القارئ نفسه أمام أنواع عظيمة ومبهرة من السرد تبدأ من فصل وتنتهي في فصل آخر،
- ثم تتوالى تلك الطرق المختلفة من السرد حتى نجد أنفسنا أمام السارد الأعظم في الرواية، والمحيط!
- هيرمان ملفيل يبني في هذا المحيط المائي الهائل بنيان روايته القائمة على المعركة بين فرد من أبناء البر، وكائن بحري عتيد.

قديم 01-12-2014, 09:17 AM
المشاركة 473
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
والآن مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية – 21- موبي-ديك، للمؤلف هيرمان ميلفيل.

- القطب الأول في هذه المعركة وبطل الرواية الرئيس هو القبطان أيهاب، قبطان سفينة الباقوطة التي تم تحديد مهمتها من قبل ملّاك السفينة باصطياد الحيتان والانتفاع من زيت العنبر.

- كان لملاك السفينة ثقة مطلقة في القبطان أيهاب الذي يوصف بأنه الرعد، وسيد البحار والملك المتوج على المحيطات والحيتان. ولكن أبداً، ملاّك السفينة الأرامل والأطفال لا يستطيعون الدخول في عمق النفس البشرية ليعرفوا أهواءها والجحيم الذي تستعر بها.

- خرج القبطان أيهاب بصحبة بحارته وفي ذهنهم أن هذا الأمر هو الذي سيتم، أي اصطياد الحيتان. ولكن أيهاب، كان له هدف آخر من هذه الرحلة. في إحدى رحلاته الماضية وهو يصيد الحيتان، وجد أمامه كائن خالد لا يستطيع إزاحته. حوت أبيض كأنه الرخام، يحمل على جسده تاريخ التحويت: رماح وجثث وقتلى ودماء. كان لأحد قادة التحويت في تلك الأيام الرغبة الهائلة في المجد وتحقيق فرديته بتحطيم هذا الملك المتوج على البحار. انقض برمحه على الحوت وسعى في حنق عشوائي بشفرة تبلغ ست بوصات إلى أن يستل حياة الحوت الأبيض من أعماقه السحيقة، ثم حدث الشيء الذي غير كل شيء. طوّح الحوت الأبيض، – موبي ديك – فكه السفلي الذي يشبه المنجل وحصد به رجل أيهاب كما يقتص الحصّاد سنبلة من الحقل. فأضحى القبطان أيهاب برجل واحدة: يسعى بين البحار والمحيطات وهو لا يفكر إلا بشيء واحد: هو هذا الكائن الذي جعله في حالة يرثى لها من البؤس. الكائن الذي أخذ منه ما هو مهم لكل بحار، أصبح يحمل عاهته هذه أمام الناس والبحارة والموانئ كتحذير وإشارة بأنه يستطيع صيد أي حوت، لكن لن يستطيع مجرد التفكير بأن يعيد تلك الكرة مرة أخرى مع الخالد الهائل موبي ديك: الحوت الأبيض. ولكن الحوت لا يتعامل مع كائن لا يعقل! ها هو أيهاب يشاهد عدوه وهو يسير أمامه بعدما اقتص من جسده. لم يسجد أمامه خاشعاً. ينمو حقد إيهاب ويزداد ضغينة تجاه موبي ديك الذي كان مسئولا عن مصابه الجسماني كله وعن مرارة الحزن التي استولت على عقله وروحه. اشتعلت في نفسه الثورة الناقمة عليه وهو يتلمس مدى التشويه في جسمه وروحه. رأى هذا القبطان ذو الرجل الواحدة كل ما يثير الجنون ويستفز العذاب، وكل حقيقة يستكين فيها الحقد وكل ما يحطم القوى العقلية ويشوي الأدمغة، وكل ضروب الشيطان الماكرة التي تعيش في الحياة والفكر، رأى كل هذا، أي كل الشرّ مجتمعاً قد تمثل كائناً مرئياً يمكن له أن ينقض هاجماً عليه في صورة موبي ديك. وفوق جسد الحوت الأبيض، جمع القبطان إيهاب كل الغضب والكره اللذين جريا في نفوس بني جنسه منذ عهد آدم ثم فجر قنبلته الملتهبة على ذلك الجسد. هذا المسّ، وهذا الجنون، وهذا الغضب الهائل المرعب، لم ينشأ هكذا دفعة واحد. كانت كبذرة صغيرة، ثم أصبحت بعد سنوات شجرة ضاربة في الأعماق: جذورها الألم، وأوراقها الغضب والكره والحقد والانتقام. بعد أن فقد رجله لم يشعر إلا بالتمزق الجسدي المؤلم ولا شيء سواه.

- غير أن أيهاب حين أجبره الفقد المؤلم للعودة نحو الوطن، وحين استلقى هناك أشهراً طويلة ممداً هو والعذاب في أرجوحة واحدة، في ذلك الوقت، ( ويا لبراعة التحليل السيكولوجي التي يمتلكها ملفيل!) أقول: حدث نزيف في أيهاب.

- نزيف مختلف وفريد. تسرب النزيف الدموي في جسد أيهاب إلى روحه الجريحة، وتمازج النزيفان معاً، فجعل اختلاطهما اختلاطاً مجنوناً، وغاص في عمق أيهاب الذي أصبح صامتاً كأن لا ألم يسكنه. لكن غضب وجنون أيهاب لم يهدأ، وإنما انكمش وغار في أعماق سحيقة في روحه، واستولى عليه الجنون وأخذه أسيراً نحو هدفه المنشود: موبي ديك، وأصبح يمتلك أضعاف القوة التي كان يمتلكها إبان تعقله قبل أن يخسر جزء من جسده. ومن أجل هذا الغضب والانتقام الذي يجب أن يخرج من روح أيهاب، سوف يبحث عن الحوت الأبيض موبي ديك، وسيطارده حول رأس هورن وحول الدوامة النرويجية وحول شعلّ الهلاك والدمار، سيغزو المحيطات من جديد وسيرسم خارطة يتوقع فيها أين يتجه هذا الحوت وأين سيصادفه، وإذا واجهت الريح سفينته ومنعته من الإقدام على عمله الجنوني، سوف يقف في وجه الرياح، ويهاجمها ويطلق كل جنونه حتى يطوّح برمحه الذي بناه من الصلب والدم، رمحاً هائلاً لا هدف له إلا جسد موبي ديك الذي آن له أن يهتز ويرتعد. وتسير الرواية في هذا الشأن.

- هذه القصة بطابعها الثأري الغاضب من الممكن طرحها في مائة صفحة أو مائتين بالكثير. ولكن هيرمان ملفيل يعطي هذه القصة التي تدور في المحيط أبعاداً أخرى، فنرى هناك أبطال آخرين: هي النصوص العلمية والفلسفية والدينية وشتى العلوم الإنسانية التي زج بها ملفيل في روايته هذه إلى درجة من الممكن وصف هذا الكتاب بموسوعة الحيتان.

- وهي إلى ذلك قصيدة جميلة ومرعبة للماء الذي يتشكل طبقاً لما يجده المرء فيه. إن أيهاب الذي كان يحمل فكرة الانتقام تلك في روحه وعقله كان يجد المحيط محارباً ومبارزاً له.

- إلى أن حدث التحول الرهيب -غير المؤثر- في نفس القبطان أيهاب في فصل السيمفونية، وقبل المعركة الفاصلة بين أيهاب والحوت. هذا الفصل ضربة معلم من هيرمان ملفيل.

- طوال صفحات الرواية لا يجد القارئ أمامه إلا كائن إنساني غاضب بلغ منه الحقد والكره والثأر درجة لا يمكن من خلالها طرح شبيه له للتدليل عليه.

- فكل هذه العواطف البشرية المدمرة امتزجت فيما بينها مع تصميم نهائي على الحرب والانتقام.
- أليس أيهاب إنسان في الأخير؟ ألا يحق له أن يصل إلى هذه الدرجة من الحقد والكره! ولكن أين أيهاب الآخر؟ أيهاب الإنسان العادي الذي يحب، ولديه طفل ومتزوج، أيهاب ابن البر لا ابن البحر؟

قديم 01-13-2014, 12:01 PM
المشاركة 474
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
والآن مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية – 21- موبي-ديك، للمؤلف هيرمان ميلفيل

- هذا ما كشفه هيرمان ملفيل ببراعة أدبية تشبه ما يتميز به أدب تلك الفترة الرائعة من كشف لأغوار الإنسان السحيقة. ولن تظهر حقيقة ما يكنه أيهاب من مشاعر طيبة وجميلة إلا أمام الماء. الماء نفسه الذي كان غاضباً ومبارزاً له طيلة السنين الماضية، تحول في طرفة عين إلى الكاشف الأكبر للروح العذبة في نفس أيهاب. كان المحيط مسايراً لروح أيهاب. فأضحى غاضباً وقاتلاً، ينتظر الساعة التي يغرق فيها من هم أمثال أيهاب ورفاقه الثلاثة: ستاربك وستاب وفلاسك. إلى أن حدث التمرد! تمرد المحيط في يوم صافي لازوردي، فسكنت الأنفس الغاضبة وأشرقت الشمس بضياء يزف الهواء العذب كما تزف العروس إلى زوجها. وقف إيهاب الصامد في وضح الصباح على ظهر السفينة ورفع حاجباً يشبه الخوذة المكسورة نحو جبهة السماء التي تشبه جبهة فتاة شقراء. التجاعيد تحيط بوجه القبطان الشيخ وعيناه تتوهجان كأنهما جمرتان. يصرخ لا وعيه في الفضاء: آه أيتها الطفولة الخالدة، يا براءة الكون اللازوردي، أيتها المخلوقات الخفية التي تمرح من حولنا! أيتها الطفولة العذبة التي يمثلها الفضاء والسماء! .. يعبر ظهر السفينة بهدوء ويستند على حافتها. خان نفسه هنا! تطلع إلى الماء ورأى كيف يغرق خياله في الماء، ويظل يغرق ويغرق حتى تبدى له في لحظة مفاجئة الشيء السرطاني في روحه. استطاع الهواء المرح السعيد وتلك السماء الطروب أن يربتا على كتفه ويلاطفاه.
- قسوة الدنيا التي هزت أركانه وحطمت ذلك الجزء، أخفت قسوتها وأصبحت امرأة جميلة، وهنا فقط ولا شيء آخر، كما يقول هيرمان ملفيل: انحدرت من تحت قبعة أيهاب المنكفئة دمعة نزلت في البحر، ولم يكن المحيط الهادئ كلّه يحتوي ثراء كتلك الدمعة الصغيرة!
- إنها صورة شعرية خالصة بلا شك. دمعة نادرة تحمل ثراء أكثر من كل ماء المحيط.
- يختصر ملفيل هذا المحيط بأمواجه وصخبه وعنفه وجماله في دمعة إنسان واحدة، عندما توحد القبطان أيهاب مع الكون بأكمله: بأرضه وماءه.
- هذه الدمعة أعادته أربعين سنة إلى الوراء، عندما كان شاباً حواتا في الثامنة عشر من العمر. كانت نتيجتها أنه فارق اليابسة لأكثر من أربعين سنة: يبارز الأمواج ويصطاد الحيتان. أربعون سنة من الحرمان والأخطار والعواصف، يشن الحرب على الماء، أصبح عبداً لهذا المحيط الذي تُوج من خلاله ملكاً على الحيتان. في الوقت الذي يركب قاربه لمطاردة الحيتان، كان إنسان البر يهنئ بفاكهة طازجة، بينما هو لا يقدر إلا على الأكل المالح الجاف. وماذا كانت نتيجة كل هذه المغامرات؟ لا شيء. بل ترك خلف ظهره زوجة لا هي بالأرملة أو المطلقة. وطفل لم يتنعم يوماً بالحديث معه ومداعبته.
- هذه الشعرية الحالمة ليست أدبية فقط. حالة التوحد مع الكون لم تحدث مع القبطان أيهاب. في قديم الزمان كان هناك رجل لم يتوحد مع الكون، بل هز أركان السماء وهو في ظلمات المحيط السفلى. هذا الرجل مثال حي ونادر استخدمه هيرمان ملفيل ببراعة في فصل الموعظة، حين صعد الأب مابيل في مقدمة الكنيسة. كانت مقدمة الكنيسة التي يخطب من خلالها تشبه مقدمة السفينة، فيوجه المؤمنين الذين هم على اليمين بالزحف نحو اليسار، والمؤمنين الذين هم على اليسار بالزحف على اليمين حتى يصبح الجميع في المنتصف، ثم يخطب خطبته العصماء مبتدأً بترتيلة دينية شيقة يتبعها صوته الغاضب وهو يصرخ: وأما الرب فأعد حوتاً عظيماً ليبتلع يونان ( النبي يونس ).
- موبي ديك رواية عن الإنسان والحوت.
- ولا يوجد مثال تاريخي يصلح كموعظة دينية عن المحيط والحوت والأخطار والواجبات تجاه الله مثل قصة يونس التي رسم خطوطها ملفيل في نصه هذا.
- الأب مابيل خطيب مفوه إلى درجة تبرز فيها تجعيدات وجه وهو يقص حكاية النبي يونس. قصة النبي يونس معروفة كما هي موجودة في النص القرآني. هيرمان ملفيل يطرح قضية يونس كحالة رعب سكنت في روح يونس وهو مغادر إلى الشاطئ ليركب في ظهر السفينة. فتميل السفينة ويثور البحر وهو نائم في إحدى غرف السفينة، فيشاهد القنديل المعلق وقد مال إلى زاوية مرعبة ويجد روحه معها معلقة مائلة لا تحمل أي قيمة ثابتة. وحين ظهر إلى السطح كانت الأمواج تصعد إلى أعالي السفينة تريد اختطافه. ثم السقوط اللانهائي في المحيط ليتلقفه الحوت، فيسجن في الظلمات: ظلمة المحيط وظلمة الحوت. ويسكن البحر ويكف عن الهياج ويحمل يونس العاصفة معه مخلفاً ماءً هادئاً وراءه. لا أستطيع أن أمنع خلفيتي الدينية من أن يكون لها مكان هنا. يقول الأب مابيل: وصلى يونان إلى الرب من جوف الحوت. تأملوا صلاته وخذوا منها العبرة. ذلك أنه وهو الآثم لم يبكي ولم يعول طالباً الخلاص الفوري. بل كان يحس أن العقوبة التي نزلت به عادلة، فهو يسلم أمره لله. حين كان الحوت قد أرسى على أقصى عظام المحيط، سمع الله من الظلمات نداء النبي التائب السجين. وأمر الرب الحوت، فجاء من العالم الزمهريري وظلمة البحر صاعداً نحو الدفء والشمس المنعشة ومتع الهواء والأرض, فقذف يونان إلى البر. وحين صدرت كلمة الله إلى يونان مرة أخرى, وكان يونان منهوك القوى، امتثل لأمر ربه. أي أمر؟ أن يصدع بالحق في وجه الباطل – ذلك هو الأمر.
- خطبة الأب جميلة للغاية، والنص بأكمله نص ذهبي ممتلئ بالإيمان.
- أظن أن هيرمان ملفيل وجد في يونس قصة مناسبة بما أن موضوع الرواية الإنسان والحوت، لكنه تناسى شيئاً كان سيعظم من شأن هذا النص بدرجة عالية، ألا وهو الحوت!. كتب ملفيل عن الحيتان بصور جميلة إلى درجة وصف فيها أحد الحيتان بقابيل، وأحد الحيتان الأخرى بأنه يمثل الفلسفة اليونانية،
- وفتح الباب واسعاً لعالم الصداقة والزواج في عالم الحيتان.
- هل مهنة صيد الحيتان جريمة أو لها فوائد ومميزات عظيمة؟ يكتب المؤلف في فصل دفاع عن التحويت موجها حديثه لقارئ الرواية بأن من هو مقتنع بأن مهنة صيد الحيتان لا تشتمل على ما هو شريف رفيع من الناحية الجمالية: فإنه – أي المؤلف – على استعداد ليحطم في مبارزة القارئ خمسين رمحاً حول هذه النقطة، وينزل القارئ عن جواده كل مرة وخوذته قد شقّت لنصفين. يبدو المؤلف متطرفاً هنا، فهو يعلنها بكل صراحة بأن مهنة التحويت هي جامعة تنافس الجامعات الشهيرة ك هارفارد وبيل.
- وإن كان من أسباب لهذا الرأي فهي كالتالي كما يقول: أي فيلسوف من الفلاسفة الكبار لن يستطيع تقديم أي حدث أثر في القرن التاسع عشر وما قبله أكثر من مهنة التحويت التي ولدت على نحو أو آخر أحداثاً هامة في ذاتها. مثل اكتشاف الأراضي المجهولة مثل استراليا التي اقتحمها صائد للحيتان، واكتشاف بحار وأرخبيلات لا خرائط لها.
- وإذا كان المحاربون الأمريكيين والأوروبيون يسيرون بأماكن فيما كان يُعرف بأنها موانئ للمتوحشين، فعليهم أن يطلقوا نيران مدافعهم تحية شرف لسفينة التحويت، فهي مهدت الطريق من البداية، وهي التي مهدت لحروب التحرير في بيرو وتشيلي وبوليفيا من نير أسبانيا :
- قراءة الرواية كانت صعبة نظراً لبعض الكلمات والأوصاف من مهنة التحويت. ورغم ذلك، لو قدر لي أن أضع هيرمان ملفيل في مكانه يستحقها، لن يكون إلا مع الأدباء الكلاسيكيين العظام الذين استطاعوا بمقدرة فذة الغوص في أعماق النفس البشرية أمثال تولستوي وفيكتور هيجو وتولستوي وإدغار آلان بو. هو لا يقترب منهم. بل يقف معهم: الند للند.

قديم 01-15-2014, 09:30 AM
المشاركة 475
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
العناصر التي صنعت الروعة في رواية-21- موبي-ديك، للمؤلف هيرمان ميلفيل
-أنا استمتعت جداً بها..لم يخطر ببالي كل هذا الكم من الحوارت النفسية في ملحمة صيد حيتان وبين العديد من الرجال لنقل ( متوحشين ) قليلاً ..

- الطابع الخشن للشخصيات لم يتناسب مع الحوار الموجود ...

- لكن الأحداث فعلاً ممتعة للغاية

- وكانت النهاية كما توقعتها تماماً...غرق الجميع لأنهم تبعوا قبطاناً اعماه الإنتقام ..وكان موبي ديك ( رمز المناضل ) هو المنتصر للنهاية ..

-المؤلف أصبغ نوعاً من العقلانية على الحوت لأنه كما وصفه كان يدافع عن الحيتان وأيضاً مناوراته كانت ذكية أكثر من المألوف عند الحيتان ..

- أعتقد الحوت رمز أكثر من مجرد كائن لا عقلاني.

-لكن القبطان كان أعمى من الحقد على الحوت ..كان الحوت نبيلاً ولم يهاجمه حتى آخر لحظة ..كما انه كان يدافع عن بني جنسه ,..أنا كنت مع الحوت وشجعته حتى النهاية ..أي شخص تعميه الرغبة في الانتقام هكذا سيفشل .

-طبعاً في كل الأحوال لم ابرر للقبطان فعله بل كنت انتظر نهايته المريعة...لكن قصدي على غاية المؤلف من صياغة الحوت بهذه الطريقة ...أعطاه بعداً أكبر من مجرد حوت عادي ..فما مبرر أن يدافع الحوت عن اصدقائه؟؟

-الحربون كويكونج ..لم يكن شخصية مهمة كما أظن لأي مكتشف يود أن يكتشف شيئاً ذا قيمة ..ربما المقصود أننا نعطي الأهمية للمظاهر ولما يظهر نجاحنا أكثر من الجوهر ..كويكونج لن يعجب أحداً ولن يفخر أحد بصداقة أحد المتوحشين ..لكنه كان صديقاً مخلصاً جداً وإنساناً لطيفاً.

- أكثر شيء شدني إليه روووعته في التحليل الفلسفي و التعبير النفسي لأبطال القصة !!!


- أختياره موفق للبحر ليتمكن بجدارة و ببراعة بالغوص في النفس البشرية !!

- لذلك تفاعلت معه بشدة و بعمق شهر كامل احلل و افكر ببعض القضايا التي طرحها و اتساءل و اندهش من بعض المواقف و اقف حائرة عاجزة عند بعض المحطات و المسارات ..!!!


- و غموض القصة جعلني امسك بقلم النقد و التحليل محاولة أن أفسر رموزها و مدلولاتها مالمقصود بالبحر و القبطان و البحارة و الحوت و...... و..... و .....

- و لماذا انتهى المشهد بهذه الصورة و لماذا لم يتجه مسار القصة لهذا الطريق و لماذا و لماذ و لماذا ؟؟؟؟؟؟؟

- كنت أتمنى أن تنتهي القصة نهاية غير تلك النهاية .....لانها كانت نهاية مدمرة غامضة !!!

- سهل أن ننهي و ندمر أي شيء ولكن صعب أن نحول مسار نهاية الدمار بداية النجاة !!!

- و لم تكن أحداث القصة غريبة عني أو بعيدة لأنها كانت صورة طبق الأصل نوعا ما لواقعنا المعاصر !!!!!

- فكنت أرى فيها نفسي و مجتمعي أكثر من رؤية أبطال القصة ذاتها ... و قد يكون هذا هو السبب الرئيسي في تأخري لإنهاء قراءتها بسرعة !!!!!



قديم 01-16-2014, 09:56 AM
المشاركة 476
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
العناصر التي صنعت الروعة في رواية -21- موبي-ديك، للمؤلف هيرمان ميلفيل

- تحتل رواية "موبي ديك" للاميركي هيرمان ملفيل مكانة مرموقة بين كلاسيكيات الادب العالمي.
- فهي اضافة الى كونها الملحمة الكبرى المكتوبة عن صراع تراجيدي بين حوت وانسان .

- تتخذ من هذا الصراع الضاري وسيلة لتأمل الوضع البشري وعلاقته بالوجود .

- كما تحوله الى كيان رمزي معقد عن كيفية العيش وعن المشروع الاميركي الذي وجد في عمل ملفيل شكلا من اشكال التعبير عن نفسه في منتصف القرن التاسع عشر أي حين كانت اميركا تكتشف ذاتها كقوة كونية وامبراطورية امبريالية بالقوة والامكان.

- فكانت رواية موبي ديك وروايات ملفيل الاخرى بمثابة نبوءة لما ستصير اليه هذه القوة الكامنة.

- مر على صدور "موبي ديك" للمرة الاولى زهاء المئة وخمسين عاما لاقت الرواية خلالها من الاهمال ما جعل نفس كاتبها تمتلئ باليأس والاحساس بالعجز ليصرف بقية حياته موظفا في سلك الجمارك الاميركية ويموت مهملا مجهولا في العقد الاخير من القرن التاسع عشر .

- ولم يلتفت الى الرواية وينظر اليها بصفتها احد الكتب العظيمة سوى عام 1907 أي بعد وفاة صاحبها بستة عشر عاما ، عندما تم ادراجها ضمن سلسلة "ايفري مان لايبراري" الشهيرة التي تنشر الكلاسيكيات الكبرى

- ولم يهتم النقد بالرواية الا في العشرينات من القرن الماضي حين بدأ الباحثون والنقاد واساتذة الجامعات يكتبون عن هذا العمل الروائي المدهش الذي طور شكل الكتابة الروائية في منتصف القرن التاسع عشر وجعل الرواية الاميركية تحتل مكانة متقدمة في تاريخ الرواية العالمية.

- في رواية ( موبي ديك ) لــ ( هرمان ملفل 1819م – 1891م ) نقرأ عن سفينة اسمها الباقوطة بحارتها من أديان مختلفة وقبطانها اسمهآهاب ( Ahab ) .. هذا القبطان فقد رجله أثناء محاولته اصطياد حوت أبيض اسمه موبي ديك.. هذا القبطان أبحر في سفينة يمتلكها أناس المدينة كلهم من أجل اصطياد الحيتان الغنية بالزيت وبيع هذا الزيت وتوزيع ثمنه على المساهمين.. لكن هذا القبطان جاء إلى السفينة بقضية خاصة به.. وضع في رأسه أن ينتقم من موبي ديك الذي قضم رجله متجاهلا مصالح الناس.. فجاب المحيطات لمدة ثلاث سنوات باحثا عن هذا الحوت الأسطوري ومعارضا ضباطه وملاحيه الذين يطلبون منه نسيان الأمر والإهتمام بصيد الحيتان الأخرى لتعبئة السفينة ببراميل زيت حوت العنبر.. ربما يكون عرق الإنسان في هذا العصر هو الزيت.. والحوت الأبيض هو الجوهرة التي في قلبه والتي يبحث عنها الأشرار بكل طرقهم لسلبها منه.. والحوت الأبيض عندما بتر رجل القبطان كان يدافع عن نفسه وعن أرضه.

- هذه الرواية من أهم الروايات التي أبدعتها الإنسانية..

- تحكي عن صراع الإنسان مع الطبيعة

- وتقدّم مباهجا إبداعية في فن السرد وتسريب المعلومة من خلال التحرك في أسرار وأغوار مهنة التحويت اللذيذة..

- هذه الرواية تعيد لنا شخصية الفرد الذي يحاول استغلال كل امكانيات الجماعة البشرية ووضعها تحت سيطرته من أجل تحقيق رغباته الشخصية وأهدافه الذاتية ضاربا بأهداف الجماعة التي تشاركه الحياة وآمالها وأحلامها ومصالحها إلى عرض الحائط.

- قال جورج برنارد شو عن رواية موبي ديك :(( منذ عرف الإنسان كيف يكتب لم يوجد قط كتاب مثل هذا , وعقل الإنسان أضعف من أن ينتج كتابا مثله , وإني أضع مؤلفه في مصاف مؤلفات رابليه وسويفت وشكسبير )).

- لا أعتقد أن هذه الرواية يمكن الكتابة عنها بعد قراءتها لمرّة واحدة..

- والكتابة عنها لا يمكن أن تتم في جلسة واحدة.. أو جلستين..

لكتابة عن هذه الرواية نقدا أو دراسة أو انطباعا أعتبره مشروعا إبداعيا..

- على من أراد أن يقوم بذلك أن يتفرّغ له لشهور بل لسنوات إن أسعفه الوقت..

- فهي من الروايات التي تفجر الرؤى في المخيلة..

- هي موج ضخم يستدرجك بالتزحلق عليه ثم يغمرك داخله حتى إن شعر أنك ستختنق رماك على الشاطىء..

- هي موج إبداعي أمين.. يغذيك برفق ويضيؤك بسلام ويحترمك فلا يمنحك نفسه مجانا أبدا..

- كل شعاع تمسكه في هذه الرواية يقودك إلى بؤرة الحياة لتتأمل الأعاجيب وتقف متمتعا حائرا عاجزا عن تفسير ما رأيت..

وبالرغم من أن هذه الرواية قد تم انتاجها سينمائيا إلا أن النص المرئي سيظل قاصرا على منح كل ما تحتوي الرواية من إبداع.. فهناك جمل وكلمات في الرواية من المستحيل تصويرها أو تدوير الآلات على حروفها.

قديم 01-19-2014, 10:05 AM
المشاركة 477
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
العناصر التي صنعت الروعة في رواية -21- موبي-ديك، للمؤلف هيرمان ميلفيل

- في خضم الانتاج الروائي العالمي، ثمة روايات اتخذت من الصراع بين الانسان وقوى متعددة اخرى، ثيمة رئيسة فيها.. مع اختلاف نوع الصراع وكيفية معالجته.. الا ان موبي ديك رواية هيرمان ميلفل المكتوبة عام 1851، كان الصراع فيها مأساويا ومعروف النتائج، الا ان مبدأ الخسارات لم يكن مطروحا في ممارسة وفكر أخاب بطل الرواية البحار العنيد..

- في القراءة الاولى للرواية (ترجمة الدكتور احمد خالد توفيق)، ثمة مقاربات جدلية لم تحسم في نظرتنا للصراع داخل المتن الروائي وهي قراءة لم تأت وفقا لما أراده ميلفل في متنه الضخم ..

- وفي القراءة اللاحقة، كانت موبي ديك رواية أخرى تماما وخاصة بترجمة الدكتور احسان عباس او لنقل ربما أصابنا هوس القراءة المخترقة لمغاليق السرد.. اخرى لانها كشفت بعمق، المأساة الكامنة خلف سرد الراوي.. مأساة الانسان المتكلف الراغب بهزيمة قوى الطبيعة المتمثلة بالحوت الأبيض (موبي ديك)..

- هذه المقاسة خاطها ميلفل بعناية ودراية وعارف بشؤون البحار واهوالها مما أهلته معرفيته الخوض في غمار تجربة الكتابة الشائكة للرواية البحرية الصعبة فبان انعكاس ذلك على أحداث الرواية بوضوح، او كما يقول كارل يونغ أن الخبرات التي يمر بها الشخص لا تنسى ولا تختفي تمامًا إنما تصبح جزء من لا شعوره الشخصي وتلك الخبرات أما أن تكون قد كبتت لا إراديًا أو قمعت إراديًا باعتبارها ذكرى مؤلمة للأنا أو أنها من الضعف بحيث لم تترك إنطباع شعوري في النفس..

- وفي مقاربة اخرى يمكن اعتبارها قصة بحرية موسوعية لم تترك شيئا، اسما او مصطلحا بحريا لم تأت به..

- وتكلف ميلفل عناء بحثه عن الأسماء والاستعارات والصفات ذات العلاقة بحكم إيغاله بتفاصيل مضنية جمعها ليكتب عمله الضخم الذي لم يلق النجاح الذي حلم به .
- وقد خلقت الرواية قارئا خاصا لها، فهي بحجمها الكبير وتفاصيلها المملة أحيانا والبعيدة عن قصة الرواية، لا يمكن ان تكون سهلة ابدا.. فالقارئ حسب ناتالي ساروت " يجب عليه أن يتعرف في ما يقرأ على عالم ليس عالمه، ولكن يرغب في أن يكون عالمه".
- إنها رواية فلسفية ومأساوية في آن معا فرغم بطولة اخاب ينتهي نهاية درامية يفقد اصحابه والقوارب الأخرى المرافقة وينتهي المصير المؤلم الى هاوية التمني بالتحدي.. ولكن أي تحد؟ تحدي الطبيعة رغم كل عنفوانها وجمالها، التي اصبحت هي قاتلة للكابتن وأصحابه وهذا ما يتعارض مع مبدأ الجمالية والاسترخاء وسلمية المعنى لها..

- في الرواية لا أجوبة قاطعة لتساؤلات آخاب غير الموت.. هو الحقيقة الوحيدة التي تدور حولها محاور الرواية، فكل صرخات القبطان المتحدية والأنخاب التي تدور على السفينة ابتهاجا بلحظة ملاقاة موبي ديك، وأوامره التي لا تنتهي لرجاله ونصائحه، تذهب سدى مع ضربات الحوت المدوية للسفينة وقواربها المتقلبة وسط الموج والذي لم يستطع احد من التشبث باي خشبة منها للنجاة.

- ويذكرنا هذا المصير المكتوب بطريقة السرد هذه بقول سارتر بأن الكتابة هي نوع من الشهادة الموجزة على موت الإنسان..

- يحاول ميلفل الاقتراب من التاريخ ويستفيد من اسم آهاب وهو اسم ملك أخذه من العهد القديم وكذلك إسماعيل الراوي والناجي الوحيد هو ابن هاجر زوجة النبي إبراهيم.. في حين نجد ان سفينة الانقاذ التي تعثر على اسماعيل اسمها راحيل احدى نساء يعقوب وهذه الدلالة بمعنى أزلية الصراع وأبديته وانه لا ينتهي.. لقد جر أخاب على نفسه مزيدا من العذاب والآلام وهو يحاول تحدي الحوت الضخم..

- هنا يكون الإنسان وحيدا تجاه الطبيعة الغالبة، القوية والمفترسة.. هذا قدر اخاب.. حتى اننا نعتقد ان ملفل اراد الانتصار لقوى الطبيعة الخارقة تلك على الانسان الضعيف المستوحد في لجج الامواج الهادرة واي انسان هو، ذلك الذي يصارع بساق واحدة!! و الحوت مثال واضح لهذه المقاربة..

- في عام 1919 كتب الناقد الامريكي كارل فان دورين دراسة عن الرواية مشيرا الى انها احدى اهم روايات البحر الرومانسية في جميع ادب العالم.. ولفتت الدراسة نظر الكاتب البريطاني د. هـ. لورنس الذي امتعته وبهره اسلوبها و كانت مقالته عنها قد أعادت اكتشاف موبي ديك واعتبرت من وقتها انجازا عظيما في الرواية الكلاسيكية ومعجما فريدا للحيتان وادوات الصيد وصارت مصدرا مهما من مصادر البحث عن اساليب كتابة رواية البحر واساس متين استند عليه الكثير من الروائيين كما يقول الروائي جاد الحاج كانت رواية «موبي ديك» نقطة تحوّل أساسية في مجرى الأسلوب والتعبير نسبة الى الرواية الأميركية والعالمية على السواء،

بل أصبحت معلماً أو مرجعاً تقارن به مئات الروايات الحديثة حتى يومنا. ولعلّ «ثلاثية البحر» لوليم غولدينغ و «الشيخ والبحر» لأرنست همنغواي و «البحر، البحر» لدوريس ليسينغ من أبرز الانعكاسات، على رغم تنوعها، للأثر العميق الذي تركته «موبي ديك» في الكتابة الروائية، ناهيك عن عدد لا يستهان به من الأعمال الشعرية والسينمائية والموسيقية.

قديم 01-20-2014, 09:21 AM
المشاركة 478
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
العناصر التي صنعت الروعة في رواية -21- موبي-ديك، للمؤلف هيرمان ميلفيل


-استخدم هرمان ملفيل استخدم في روايته العظيمة كل عصارة خبراته الحياتية وكل ما هضمه من موروث ثقافي يتراوح بين أعمال شعراء كبار مثل شكسبير وكوليردج مرورا بالكتب المقدسة وانتهاء بمذكرات الرحالة.

-أقحم ملفيل في روايته استطرادات طويلة تتراوح بين شروحات تقنية تدور حول صيد الحيتان.

-ومقاطع تأملية ذات نبرة فلسفية وعلى الرغم من النقد الشديد الذي وجِّه له لهذا الخرق غير المقبول به آنذاك في جسد السرد الروائي فإنه قد فتح الطريق لجيل آخر من الروائيين الذين سيدخلون في أعمالهم تقاليد الاستطراد بدس مقاطع تأملية ضمن السياق الروائي مثلما نجد لدى الكاتبين الألمانيين هرمان بروخ وروبرت موزيل وفي روايات التشيكي ميلان كونديرا والمكسيكي كارلوس فوينتس وآخرين.

- يتذكر القراء ميلفيل كروائي أميركي عظيم- ربما الروائي الأميركي الأعظم- ولكن قبل أن يصبح كاتباً, كان شاباً مغامراً أمضى سنوات في الإبحار حول العالم.( تلك المغامرات تضمنت فترة اعتقال بسبب مشاركته في تمرد على ظهر سفينة لصيد الحيتان, كما تضمنت العيش بين أكلة لحوم البشر لمدة ثلاثة أسابيع, جنوب المحيط الباسيفيكي, ثم الحملة السيئة ضد المبشرين المسيحيين في هاواي). أخيراً ومع وصوله سن البلوغ, فإن السنوات الأولى من حياة ميلفيل ستلهمه الكثير من كتاباته, بما في ذلك عمله الأدبي الأهم «موبي ديك».‏

- بقيت «موبي ديك» واحدة من الكتب العظيمة في العالم:‏ليست قصة.. إنها أسطورة‏: من المتعارف عليه بشكل عام أن قوانين الرواية العادية لا تنطبق على «موبي ديك». إن قمنا بتطبيق تلك القواعد فلابد أن نضطر إلى وضعها في المكان غير الملائم. كان هذا هو الرأي حتى عقدين ماضيين. خلال تلك العقود تم اكتشاف «موبي ديك» كواحدة من روائع الأدب. لكن ما سبب تلك النقلة بالمنظور العام؟‏

- ببساطة, اكتشفنا كيف يتوجب علينا قراءة «موبي ديك». لا ينبغي قراءتها كما لو أنها رواية, بل كما لو أنها أسطورة. الروايةُ حكاية, أما الأسطورة فهي طريقة مقنّعَة للتعبير عن المخاوف والرغبات الإنسانية الأعمق. تستخدم الأسطورة شكلاً سردياً قصصياً, وغالباً ما يُساء فهمها كسرد حقيقي. حالما نشعر بحقيقة هذا الفرق أو الاختلاف, فإن عظمة «موبي ديكط تصبح جلية: لقد تعلمنا كيف نقرأها.‏

- بعض الأشخاص الأذكياء جداً اعتبروا «موبي ديك» قصة رمزية أو مجازية, فمن المناسب أن أتعامل مع الأمر. لقد اعتبروها تهكمية ساخرة كملاحظة مليفيل بالذات, لقد خاف, ثم كتب, بحيث أن عمله قد يُنظر إليه «كخرافة كبيرة, أو أكثر سوءاً من ذلك وأكثر بغضاً, كقصة رمزية بشعة لا تطاق». هل من التهور الاعتقاد أنه عندما يقول كاتب محترف خبير شيئاً ما, فمن المحتمل جداً أنه يعني ما قاله أكثر مما يعتقد معلّقوه أنه يعنيه؟‏

- ميلفيل لم يقلق بشأن إمتاع جمهوره..‏إن كان ميلفيل قد كتب موبي ديك بالطريقة التي فعلها, فما ذلك إلا لأنه أرادها بتلك الطريقة. يجب أن تقبلها كما هي أو فلتدعها. هو لن يكون الروائي الأول الذي يقول: حسناً.. كان من الممكن أن أكتب كتاباً أكثر إرضاءً, لو فعلت هذا أو ذاك أو بطريقة أخرى كما قد تقترحونها. يمكنني القول إنكم على حق تماماً, لكن هذه هي الطريقة التي أحبها وهذا ما أنا ماضٍ في القيام به, وإن لم يعجب ذلك الآخرين فلا يمكنني القيام بشيء حيال ذلك.. والأكثر: الأمر لا يهمني.‏

- رواية موبي ديك أو الحوت الأبيض بالانجليزية ( Moby-Dick, or The Whale ) من اعظم ما أبدعه الكاتب الروائي الامريكي هيرمان ميلفيل، وتعتبر من اجمل الروايات الرومانسية الرمزية بالعالم.


- ويمزج هيرمان ملفيل في روايته موبي ديك هذه بين المغامرة والحقيقة والخيال، مستعيناً برموز من الكتاب المقدس.



- صدرت موبي ديك كرواية مطبوعة في اواسط القرن التاسع عشر في العام 1851 ، إلا ان الاكتشاف الحقيقي لمعاني موبي ديك الرمزية العميقة جرى بعد اكثر 70 عاماً وتحديدا سنة 1920 عندما تعرض لها النقد الادبي ليكتشف معانيها الانسانية والفلسفية العميقة وبانها ليست مجرد رواية مغامرات مشوقة ومثيرة.



- تستند حبكة رواية موبي ديك على احداث حقيقية جرت مع سفينة صيد الحيتان الأمريكية “إسكس” تلك السفينة العملاقة بمقاييس ذلك الزمان حيث كانت تزن 238 طناً.

قديم 01-21-2014, 09:16 AM
المشاركة 479
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع.. العناصر التي صنعت الروعة في رواية -21- موبي-ديك، للمؤلف هيرمان ميلفيل

- لقد كان ميلفيل واضحاً و مباشرا عندما تحدث بلسان القبطان إيهاب عن ماذا يعني له الحوت.

- هذا الوضوح و هذه المباشرة هما مزيتان أحمدهما لميلفيل و أعدهما شرطا أساسيا في تمييز المؤلف الجيد من السيء.

- المؤلف الجيد يحمل فكرة واضحة وعميقة و يريد أن ينقلها إلى القارئ، المؤلف السيء يحس أنه يحمل فكرة ما و يقوم بالتعمية على هذه الفكرة لأنه لا يستطيع أن يسيطر عليها أو أن يتبينها.

- القبطان إيهاب هو أكثر شخصية مهرطقة Blasphemous في تاريخ الأدب.

- لا يتحدث ميلفيل عن قناعات بطله الدينية بطريقة مباشرة، لا ندري هل هو ينكر الإله أم يؤمن به، هل هو يؤمن بإله واحد أم بآلهة مختلفة.

- عندما يريد أن يوجه لعنة إلى السماء يقوم بتوجيه اللعنة إلى (الآلهة)، هكذا، بصيغتها الجمع الكلاسيكية اليونانية، هو لا يؤمن بها يقينا، و لكنه يحتاج إليها كي تكون هدفا للعناته.

- يستخدم قصة النبي يونس كركيزة لإيصال رسالتيه.

- أكثر ما يعجبني في هذه الرواية هو مخالفتها لكل ما هو معتاد.

- قرأت الكثير من روايات القراصنة و مغامرات البحر (جزيرة الكنز، تمرد في السفينة باونتي، ذئب البحار، القبطان بلود، ... إلخ) في كل مرة كان البحارة هم من يثورون على القبطان و يختطفون المركب و يغيرون غرض الرحلة، في موبي ديك كان القبطان هو من اختطف السفينة رغم أنف البحارة و المساعدين كي يغير غرض الرحلة و يحوله من هدفها البرئ الأساسي

- كثير من القراء لا يتنبه إلى الطبيعة الخارقة (الفانتازية) للرواية، و السبب قد يعود إلى ثقتهم بميلفيل.

- هيرمان ميلفيل مؤلف محتال، كثيرا ما يورد على لسان إسماعيل كذباتٍ يريد منها أن تدفعنا إلى ما يعاكسها.

- يقول في أحد المواضع أنه لا يوجد -بالنسبة إليه- أمر أكثر بشاعة من أن يقرأ أحدهم مغامرته البحرية هذه على أنها قصة رمزية، في نفس الوقت الذي تنهمك فيه شخصياته في صناعة الرموز و إحكامها.

- أيضاً يحاول إسماعيل جاهدا أن يقنعنا أن كل الأشياء التي يذكرها عن الحيتان واقعية، ويؤكد مرارا و تكرارا على هذه النقطة، مما يدفعنا دفعاً إلى الشك في هذا الادعاء و الريبة من شخصية إسماعيل.

- بالنسبة إليّ، إحدى أكثر نقاط الرواية جذبا هي هذه الطبيعة الفانتازية اللانهائية للرواية.

- فلتتذكروا: هناك حوت واحد يريد القبطان إيهاب أن يعثر عليه و أن ينتقم منه. لكي يعثر إيهاب على حوته يتوجب عليه أن يقطع محيطات العالم العريضة وأن يتوافق و يلاقي الحوت ذات يوم!

- يريد ميلفيل أن يقنعنا أن أمرا مثل هذا ممكن أن يحدث، بينما نعلم نحن أننا قد نعيش مع شخص في مدينة واحدة (بل في حي واحد) دون أن نستطيع أن نلاقيه مصادفة دون تدبير. فما بالك بمحيطات العالم!

- انتبهوا، هذه النقطة ليست عيبا في الرواية بل نقطة جذب، إذ أن الرواية ميتافيزيقية وليست واقعية، هذه اللانهائية تزيد من تجريد الرواية و ترفعها نحو المثالي و المطلق.

- كثير هو النقاش الذي يتحدث عن وعورة الرواية و امتلائها بتفاصيل التحويت التي لا تصب في الحبكة الرئيسية، بل أن هناك من ينصح بالقفز فوق هذه الفصول والاكتفاء بقراءة الصفحات التي تحتوي على أحداث و حركة.

قديم 01-22-2014, 09:56 AM
المشاركة 480
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع.. العناصر التي صنعت الروعة في رواية -21- موبي-ديك، للمؤلف هيرمان ميلفيل

- هذه الرواية عبارة عن رحلة، سفينة الياقوطة تنتظرك على ميناء نينتاكت، و لكي تستمتع و تفهم ما يدور حولك ينوي ميلفيل أن يمطرك بكل معلومة أو تفصيل يمكن أن يكون له دخل بالتحويت.

- النقطة الثانية تخص موضوع القصة، فإذا كانت القصة تستخدم الحوت الأبيض كرمزٍ لفوضوية الطبيعة و فوضوية الإرادة المدبرة لتلك الطبيعة فمن الأحرى أن يكون بناء القصة أيضاً فوضوياً لا يسكن إلى نسق.

- في واحد من أجمل فصول الرواية (عن بياض الحيتان) يقول إسماعيل أن اللون الأبيض هو لون مرعب لأنه غياب الألوان و اجتماعها في نفس الوقت، إنه الكل و العدم، إنه لون اللانهاية.

- في فصلٍ آخر لا يقل روعة (عن الحيتان في اللوحات، في الأسنان، في الخشب، في الأعمدة، في الصخور، في الجبال، و في النجوم) يجعل إسماعيل الحوت مشهداً متواجدا في كل مظاهر الطبيعة، بل تستطيع أن تراه فوقك في قبة الفلك و في النجوم.

- الحوت رمز لفوضى الطبيعة و اضطرابها، و لذا حقّ للرواية أن تكون فوضى عارمة.

- الرواية لا تسكن إلى بناء ولا تتخذ أسلوبا واحدا، بل لو سألتني أن أصفها لك لقلت: "اقطع خمسمئة صفحة من موسوعة عن الحيتان، مئة صفحة من إحدى مسرحيات شكسبير، مئة صفحة من إحدى روايات مغامرات البحر بلسان راوٍ أول، و عندها سوف تخرج لك موبي ديك."

- ميلفيل لم يستخدم هذا الأسلوب الفوضوي عَرَضا أو لأن الرواية آنذاك كانت في بواكيرها كما يدعي البعض، لقد اتخذت الرواية شكلها الخاص قبل ميلفيل عن طريق كتاب كبار مثل والتر سكوت و ثاكري و ديكنز، بل إن روايات ميلفيل السابقة typee, omo كانت روايات تقليدية ذات بناء و نسق واضحين، و لكن لأن الرواية تتحدث عن بطل يثور على فوضى الطبيعة و لا معقوليتها، كان من الجدير بميلفيل أن يعمد إلى هذه الطريقة الفوضوية في كتابتها، و التي جعلت منها شيئا كبيرا لا نهائيا ضخما أشبه بالكون.

- هناك نقطة لم يُشار إليها كثيراً و هي الكوميديا المتفجرة في سطور النص. لا أتذكر رواية كنتُ أضحك بصوتٍ عالٍ و أنا أقرأها كما حدث مع دون كيخوته و موبي ديك.

- الكوميديا في موبي ديك تعتمد بشكل عالٍ على اللغة أكثر من اعتمادها على الموقف، و لهذا يغيب الكثير من سحر الرواية بعد ترجمتها.

- في واحدٍ من أكثر المشاهد التي أضحكتني في الرواية، يتفاجأ إسماعيل أثناء إبحار الباقوطة بركلةٍ من مالك السفينة على مؤخرته. إسماعيل و نحن لسنا مستعدين لهذه الركلة، إذ أن إسماعيل عودنا على أن يكون كاميرتنا السلبية في الرواية، هو يراقب و يصف بدون أن يكون له دور إيجابي أو فعال. هكذا أراد ميلفيل أن يجعله.

- و لكن عندما تبحر السفينة يعتري مالكيها هياج غريب قبل توديعها، إنها فرصتهما الوحيدة كي يمارسا حياتهما الماضية (فلقد كانا بحارة فيما مضى) قبل أن يودعا السفينة.

- إنها اللحظة الأكثر حركة في النص، الكل يسحب و يتسلق و يجر و يحمل، بينما صرخات مالك السفينة القبطان بيليج تتعالى: Spring.. Spring.. "فزّوا على أرجلكم، اكسروا عواميدكم الفقرية شغلاً".. و لكن إسماعيل اعتاد و عودنا على أن يقف مراقبا يصف و حسب، ليُراع فجأة برجل القبطان بيليج و هي تركل مؤخرته.

- ميلفيل كان من العبقرية بمكان ليصنع هذه الركلة التي ذكرت إسماعيل و ذكرتنا أنه ليس من الكافي أن نراقب و حسب، بل إننا متورطون حتى أخمص قدمينا وسط الرحلة الكوميدية لا تأتي من الموقف و حسب، و إنما باللغة الملتوية المضحكة التي يصف إسماعيل بواسطتها الموقف.

- الكثير من النقاد يجزم أن موبي ديك عندما بدأت في عقل ميلفيل كانت فقط مشروع مغامرة صيد حيتان، إلا أن صداقة هوثورن التي بدأت سنة 1850 م جعلت ميلفيل يغير روايته مئة و ثمانين درجة ليجعلها رحلة ميتافيزيقية رمزية هي الأشهر في الأدب الأمريكي.

- الأمر لا يحطّ من شأن ميلفيل، فكما اقترح بوشكين موضوع رواية غوغول الأشهر (نفوس ميتة) كذلك فعل هوثورن. هو لم يقترح الموضوع و إنما غير الهدف و الأسلوب.

- هناك فصل بالغ الغرابة في رواية موبي ديك هو الفصل الثاني و العشرون The Lee Shore يرثي فيه ميلفيل إحدى شخصياته التي لم تظهر سوى مرة واحدة في بداية الرواية! كل من قرأ الرواية يتعجب من هذا الفصل و لا يفهمه، أما أنا فإني أفهمه كشاهدِ قبر يضعه ميلفيل فوق بطل مخطوطة روايته الأولى.

-كان ميلفيل يريد أن يكتب رواية مغامرات و صيد حيتان، و اختار لبطولتها شخصية أسماها بولكينجتون Bugkigton، ثم حدث و قابل هوثورن، و قرأ له، و تناقش معه في تلك الأمسيات الممتعة التي قضاها في منزله، ليتغير مشروع الرواية، و لينبثق القبطان إيهاب و الحوت الأبيض موبي ديك.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 23 ( الأعضاء 0 والزوار 23)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سر الروعة في رواية "موسم الهجرة الى الشمال" للطيب صالح ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 24 08-22-2018 12:00 AM
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية. ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 1499 11-11-2017 11:55 PM
افتتاحية رواية كتاب "إضاءات في كتاب "حيفا.. بُرقة البحث عن الجذور" ل د.سميح مسعود" بق ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 0 10-12-2016 03:45 AM
مسابقة لــــ "افضل جدارية؟؟!!" ايوب صابر منبر الفنون. 3 10-24-2012 11:56 AM

الساعة الآن 04:11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.