[tabletext="width:70%;background-color:white;"]
حسام الدين بهي الدين ريشو
===============
نظرت إليه شاردة لا تنطق
ولا تتحرك !!
وكأن جبال الأرض تجثم على قلبها الأخضر .
قال وقد تندت عيناه بالدموع ..
الآن ..
وقد مد طائر الفراق جناحيه الكبيرين ليحملنا عليها !
الآن ..
وقد بدا الفراق مريرا ومدمرا .
تبكي معه المنازل فقد الأحبة !
الآن ..
وقد انتهت قصتنا بالدموع كما بدأت .
يوم انحدرت دموعك على وجنتيك تحفر لها طريقا ؛ مرت بقلبي فاكتوى !!
ومستسلما لها رافعا ساريتك على قمته .
أدركت ساعتها ما ينتظرني معك .. وقعت وثيقة استسلامي .. فالمرء بلا حب يكون بلا روح !!
حتى عندما عبرت بنا سحابة صيف .. صرت التائه والمشرد
المخنوق والمكبل
ضاق بي المكان على سعته
تكسرت أضلعي بعدما ضاعت منها لمسة يدك الحانية !
وعندما رحلت سحابة الصيف .. عدنا من جديد ..
أليفين
عاشقين
طفلين .. يشدهما الحنين .. والآن يأتي النوى مؤذنا بالفراق !!
تفيض دموعي في النهاية
تمتليء بحيرة أحزاني .. ليأتي اليوم طائر الفراق .. يغمر فيها جناحيه قبل أن يحملنا !
يعبر بنا ساحات القرب واللقيا .
يقذفنا في متاهات الغربة
بعيدين
غريبين .. فاذكريني !!
اذكريني
حين تفتقدين الإخلاص من حولك !
وحينما ينادي الحب أهله فلا يجيبه أحد
وعندما تشاهدين دمعة فراق تترقرق من عيني عاشق
اذكريني
حينما يضع رجل رأسه على كتف امرأة تحبه
وعندما يصبح الأفق أرجوانيا وقد لونته دماء العشاق
وحينما تشاهدين طائرا حائرا يبحث عن عش أو أليف
اذكريني
إذا رأيت محبا يبحث عن ملاذه ومدينته الفاضلة
وعندما ينفرط شعرك خيوطا من ليل يبحث عن أنامل رقيقة تداعبه
وعندما تضيء الشمس كلماتك فتجعلها سنابل طيبة
وإذا مر بك طائف الذكرى ذات يوم وسرى بين الأحشاء والضلوع يسترجع أصداء الملتقي !!
اذكريني
حينما لا يفترس الأسد أحدا
ولا يأكل الذئب حملا
ويفيض النهر خيرا وطهرا !!
تأملها
.. وكانت مازالت سابحة في دوامة الشرود .. تراقب المجهول
لا تنطق
ولا تتحرك
فقال :
هل أصابك قول القائل :
" من عشق وكتم وعف غفر الله له وأدخله الجنة !! "
ساد الصمت أيضا
واتسعت دائرته
هزها فتمايلت معه
سقطت بين يديه
كانت قد فارقت الحياة !!
لم تكن في حاجة لطائر الفراق ليسلب منها الحياة .
هز الطائر أجنحته المبللة بالدموع
فتساقطت منها زهور البنفسج الحزينة
يكتب عطرها في المكان ذاته ماقيل قديما :
تمنت سليمي أن نموت بحبها * * * وأهون شيء عندنا ما تمنت ِ !!
| [/tabletext]
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
هكذا حدث الرحيل !!
