قديم 04-09-2013, 07:53 PM
المشاركة 31
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة الحادية والثلاثون
حكم السفر إلى بلاد الكفر





فنقول: السفر إلى بلاد الكفار لا يجوز إلا بثلاثة شروط:
الشرط الأول: أن يكون عند الإنسان علم يدفع به الشبهات.
الشرط الثاني: أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات.
الشرط الثالث: أن يكون محتاجًا إلى ذلك.
فإن لم تتم هذه الشروط فإنه لا يجوز السفر إلى بلاد الكفار لما في ذلك من الفتنة أو خوف الفتنة وفيه إضاعة المال لأن الإنسان ينفق أموالاً كثيرة في هذه الأسفار.
أما إذا دعت الحاجة إلى ذلك لعلاج أو تلقي علم لا يوجد في بلده وكان عنده علم ودين على ما وصفنا فهذا لا بأس به.
وأما السفر للسياحة في بلاد الكفار فهذا ليس بحاجة وبإمكانه أن يذهب إلى بلاد إسلامية يحافظ أهلها على شعائر الإسلام، وبلادنا الآن والحمد لله أصبحت بلادًا سياحية في بعض المناطق؛ فإبمكانه أن يذهب إليها ويقضي زمن إجازته فيها.
وأما الإقامة في بلاد الكفار فإن خطرها عظيم على دين المسلم، وأخلاقه وسلوكه، وآدابه، وقد شاهدنا وغيرنا انحراف كثير ممن أقاموا هناك فرجعوا بغير ما ذهبوا به؛ رجعوا فُسَّاقًا، وبعضهم رجع مرتدًا عن دينه وكافرًا به وبسائر الأديان – والعياذ بالله – حتى صاروا إلى الجحود المطلق والاستهزاء بالدين وأهله السابقين منهم واللاحقين، ولهذا كان ينبغي - بل يتعين - التحفظ من ذلك ووضع الشروط التي تمنع من الهوى في تلك المهالك ( ).
***


~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 07:54 PM
المشاركة 32
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة الثانية والثلاثون
صفوة عقيدة أهل السنة وخلاصتها المستمدة من الكتاب والسنة






أولاً: وذلك أنهم يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره؛ فيشهدون أن الله هو الرب الإله المعبود المتفرد بكل كمال؛ فيعبدونه وحده، مخلصين له الدين؛ فيقولون أن الله هو الخالق البارئ المصور الرزاق المعطي المانع المدبَّر لجميع الأمور، وأنه المألوهُ المعبود الموحد المقصود، وأنه الأول الذي ليس قبله شيء، الآخر ليس بعده شيء، الظاهر الذي ليس فوقه شيء، الباطن الذي ليس دونه شيء، وأنه العلي الأعلى بكل معنى واعتبار، علو الذات وعلو القدر وعلو القهر، وأنه على العرش استوى استواءً يليق بعظمته وجلاله، ومع علوه المطلق وفوقيته فعلمه محيط بالظواهر والبواطن والعالم العلوي والسفلي، وهو مع العباد بعلمه، يعلم جميع أحوالهم وهو القريب المجيب، وأنه الغني بذاته عن جميع مخلوقاته، والكل إليه مفتقرون في إيجادهم وإيجاد ما يحتاجون إليه في جميع الأوقات، ولا غنى لأحد عنه طرفة عين وهو الرؤوف الرحيم، الذي ما بالعباد من نعمة دينية ولا دنيوية ولا دفع نقمة إلا من الله، فهو الجالب للنعم، الدافع للنقم، ومن رحمته أنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا يستعرض حاجات العباد حين يبقى ثلثُ الليل الآخر، فيقول: لا أسأل عن عبادي غيري، من ذا الذي يدعُوني فأستجيب له، من ذا الذي يسألني فأعطيه! من ذا الذي يستغفرني فأغفر له! حتى يطلع الفجر؛ فهو ينزل كما يشاء ويفعل كما يريد، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، ويعتقدون أنه الحكيم الذي له الحكمة التامة في شرعه وقدره؛ فما خلق شيئًا عبثًا، ولا شرع الشرائع إلا للمصالح والحكم، وأنه التواب العفو الغفور، يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات، ويغفر الذنوب العظيمة للتائبين والمستغفرين والمنيبين، وهو الشكور الذي يشكر القليل من العمل، ويزيد الشاكرين من فضله، ويصفونه بما وصف به نفسه ووصفه به رسول الله  من الصفات الذاتية؛ كالحياة الكاملة، والسمع والبصر وكمال القدرة والعظمة والكبرياء، والمجد، والجلال، والجمال والحمد المطلق، ومن صفات الأفعال المتعلقة بمشيئته وقدرته؛ كالرحمة والرضا، والسخط والكلام، وأنه يتكلم بما يشاء كيف يشاء وكلماته لا تنفد، ولا تبيد، وأن القرآن كلام الله غير مخلوق؛ منه بدأ، وإليه يعود.
وأنه لم يزل ولا يزال موصوفًا بأنه يفعل ما يريد، ويتكلم بما شاء، ويحكم على عباده بأحكامه القدرية، وأحكامه الشرعية وأحكامه الجزائية فهو الحاكم المالك، ومن سواه مملوك محكوم عليه؛ فلا خروج للعباد عن ملكه ولا عن حكمه، ويؤمنون بما جاء به الكتاب وتواترت به السنة: أن المؤمنين يرون ربهم تعالى عيانًا جهرة، وأن نعيم رؤيته والفوز برضوانه أكبر النعيم واللذة.
وأن من مات على غير الإيمان والتوحيد فهو مُخلد في نار جهنم أبدًا، وأن أرباب الكبائر إذا ماتوا على غير توبة ولا حصل لهم مُكفر لذنوبهم ولا شفاعة فإنهم وإن دخلوا النار لا يخلدون فيها، ولا يبقى في النار أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان إلا خرج منها.
وأن الإيمان يشمل عقائد القلوب وأعمالها، وأعمال الجوارح وأقوال اللسان؛ فمن قام بها على الوجه الأكمل فهو المؤمن حقًا الذي استحق الثواب وسلم من العقاب، ومن انتقص منها شيئًا نقص من إيمانه بقدر ذلك، ولذلك كان الإيمان يزيد بالطاعة وفعل الخير، وينقص بالمعصية والشر.
ومن أصولهم السعي والجد فيما ينفع من أمور الدين والدنيا مع الاستعانة بالله؛ فهم حريصون على ما ينفعهم ويستعينون بالله، وكذلك يحققون الإخلاص لله في جميع حركاتهم ويتبعون رسول الله في الإخلاص للمعبود والمتابعة للرسول، والنصيحة للمؤمنين أتباع طريقهم، ويشهدون أن محمدًا عبده ورسوله أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وهو خاتم النبيين، أرسل إلى الإنس والجن بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، أرسله بصلاح الدين وصلاح الدنيا، وليقوم الخلق بعبادة الله ويستعينوا برزقه على ذلك.
ويعلمون أنه أعلم الخلق وأصدقهم وأنصحهم وأعظمهم بيانًا؛ فيعظمونه ويحبونه، ويقدمون محبته على محبة الخلق كلهم ويتبعونه في أصول دينهم وفروعه، ويقدمون قوله وهديه على قول كل أحد وهديه، ويعتقدون أن الله جمع له من الفضائل والخصال والكمالات ما لم يجمعه لأحد؛ فهو أعلى الخلق مقامًا وأعظمهم جاهًا، وأكملهم في كل فضيلة، لم يبق خير إلا دلَّ أمته عليه ولا شر إلا حذرهم منه.
وكذلك يؤمنون بكل كتاب أنزله الله، وكل رسول أرسله الله، لا يفرقون بين أحد من رسله ويؤمنون بالقدر كله، وأن جميع أعمال العباد – خيرها وشرها - قد أحاط بها علم الله، وجرى بها قلمه، ونفذت فيها مشيئته، وتعلقت بها حكمته؛ حيث خلق للعباد قدرة وإرادة تقع بها أقوالهم وأفعالهم بحسب مشيئتهم، لم يجبرهم على شيء منها؛ بل جعلهم مختارين لها، وخص المؤمنين بأن حبَّب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وكرَّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان بعدله وحكمته.
ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يدينون بالنصيحة لله ولكتابه ورسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة، ويأمرون ببر الوالدين وصلة الأرحام، والإحسان إلى الجيران والمماليك ببر الوالدين وصلة الأرحام، والإحسان إلى الجيران والمماليك والمعاملين، ومن له حق، وبالإحسان إلى الخلق أجمعين.
ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسنها، وينهون عن مساوئ الأخلاق وأرذلها.
ويعتقدون أن أكمل المؤمنين إيمانًا ويقينًا وأحسنهم أعمالاً وأخلاقًا، وأصدقهم أقوالاً وأهداهم إلى كل خير وفضيلة وأبعدهم من كل رذيلة.
ويأمرون بالقيام بشرائع الدين على ما جاء عن نبيهم فيها وفي صفاتها ومكملاتها، والتحذير من مفسداتها ومنقصاتها، ويرون الجهاد في سبيل الله ماضيًا مع البر والفاجر، وأنه ذروة سنام الدين، جهاد العلم والحجة، وجهاد السلاح، وأنه فرض على كل مسلم أن يدافع عن الدين بكل ممكن ومستطاع، ومن أصولهم الحث على جمع كلمة المسلمين، والسعي في تقريب قلوبهم وتأليفها، والتحذير من التفرق والتعادي والتباغض والعمل بكل وسيلة توصل إلى هذا.
ومن أصولهم النهي عن أذية الخلق في دمائهم وأموالهم وأعراضهم وجميع حقوقهم، والأمر بالعدل والإنصاف في جميع المعاملات. والندب إلى الإحسان والفضل فيها.
ويؤمنون بأن أفضل الأمم أمة محمد  وأفضلهم أصحاب رسول الله  خصوصًا الخلفاء الراشدون العشرة المشهود لهم بالجنة، وأهل بدر، وبيعة الرضوان والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار؛ فيحبون الصحابة ويدينون لله بذلك وينشرون محاسنهم ويسكتون عما قيل عن مساوئهم.
ويدينون لله باحترام العلماء الهداة وأئمة العدل ومن لهم المقامات العالية في الدين والفضل المتنوع على المسلمين، ويسألون الله أن يعيذهم من الشك والشرك والشقاق والنفاق وسوء الأخلاق، وأن يثبتهم على دين نبيهم إلى الممات؛ هذه الأصول الكلية بها يؤمنون ولها يعتقدون وإليها يدعون ( ).
***


~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 07:55 PM
المشاركة 33
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة الثالثة والثلاثون
فضائل التوحيد



1- مغفرة الذنوب وتكفير الذنوب.
2- من فضائله أنه السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة ودفع عقوبتهما.
3- ومن أجل فوائده أنه يمنع الخلود في النار، إذا كان في القلب منه أدنى مثقال حبة خردل، وأنه إذا كمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية.
4- ومنها أنه يحصل لصاحبه الهدى الكامل والأمن التام في الدنيا والآخرة.
5- ومنها أنه السبب الوحيد لنيل رضا الله وثوابه، وأن أسعد الناس بشفاعة محمد  من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه.
6- ومن أعظم فضائله أن جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها وفي ترتب الثواب عليها: على التوحيد؛ فكلما قوي التوحيد والإخلاص لله كملت هذه الأمور وتمت.
7- ومن فضائله أنه يُسهل على العبد فعل الخير وترك المنكرات ويسليه عن المصيبات؛ فالمخلص لله في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات لما يرجو من ثواب ربه ورضوانه ويهون عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي لما يخشى من سخطه وعقابه.
8- ومنها أن التوحيد إذا كمل في القلب حبب الله لصاحبه الإيمان وزينه في قلبه وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان وجعله من الراشدين.
9- ومنها أنه يخفف عن العبد المكاره ويهون عليه الآلام؛ فبحسب تكميل العبد للتوحيد والإيمان يتلقى المكاره والآلام بقلب منشرح ونفس مطمئنة وتسليم ورضا بأقدار الله المؤلمة.
10- ومن أعظم فضائله أنه يحرر العبد من رق المخلوقين والتعلق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لأجلهم، وهذا هو العز الحقيقي والشرف العالي، ويكون مع ذلك متألهًا متعبدًا لله لا يرجو سواه، ولا يخشى إلا إياه ولا ينيب إلا إليه وبذلك يتم فلاحه ويتحقق نجاحه.
11- ومن فضائله التي لا يلحقه فيها شيء أن التوحيد إذا تم وكمل في القلب وتحقق تحققًا كاملاً بالإخلاص التام فإنه يصير القليل من عمله كثيرًا وتضاعف أعماله وأقواله بغير حصر ولا حساب، ورجحت كلمة الإخلاص في ميزان العبد بحيث لا تقابلها السموات والأرض وعمارها من جميع خلق الله كما في حديث البطاقة التي فيها لا إله إلا الله التي وزنت تسعة وتسعين سجلاً من الذنوب كل سجل يبلغ مد البصر؛ وذلك لكمال إخلاص قائلها، وكم ممن يقولها لا تبلغ هذا المبلغ؛ لأنه لم يكن في قلبه من التوحيد والإخلاص الكامل مثل ولا قريب مما قام بقلب هذا العبد.
12- ومن فضائل التوحيد أن الله تكفل لأهله بالفتح والنصر في الدنيا والعز والشرف وحصول الهداية والتيسير لليسرى وإصلاح الأحوال والتسديد في الأقوال والأفعال.
13- ومنها أن الله يدافع عن الموحدين أهل الإيمان شرور الدنيا والآخرة، ويمن عليهم بالحياة والطمأنينة إليه والطمأنينة بذكره، وشواهد هذا الجمل من الكتاب والسنة كثيرة معروفة والله أعلم ( ).
***


~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 08:28 PM
المشاركة 34
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة الرابعة والثلاثون
الدين الإسلامي





الدين الإسلامي هو الدين الذي بعث الله به محمدًا ، ختم به الأديان وأكمله لعباده وأتم به عليهم النعمة ورضيه لهم دينًا، فلا يقبل من أحد دينًا سواه، قال الله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40] وقال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] وقال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19]. وقال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85].
وقد فرض الله على جميع الناس أن يدينوا لله تعالى به؛ فقال مخاطبًا رسول الله : {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف: 158].
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله  أنه قال: «والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار».
والإيمان به: تصديق ما جاء به مع القبول والإذعان لا مجرد التصديق، ولهذا لم يكن أبو طالب مؤمنًا بالرسول  مع تصديقه لما جاء به وشهادته بأنه من خير الأديان.
والدين الإسلامي متضمن لجميع المصالح التي تضمنتها الأديان السابقة، متميز عليها بكونه صالحًا لكل زمان ومكان وأمة؛ قال الله تعالى مخاطبًا رسوله : {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: 48] ومعنى كونه صالحًا لكل زمان ومكان وأمة: أن التمسك به لا ينافي مصالح الأمة في أي زمان أو مكان؛ بل هو صلاحها، وليس معنى ذلك أنه خاضع لكل زمان ومكان وأمة كما يريده بعض الناس.
والدين الإسلامي هو دين الحق الذي ضمن الله تعالى لمن تمسك به حق التمسك أن ينصره ويظهره على من سواه؛ قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33] وقال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55].
والدين الإسلامي عقيدة وشريعة؛ فهو كامل في عقيدته وشرائعه؛ يأمر بتوحيد الله تعالى وينهى عن الشرك؛ يأمر بالصدق وينهى عن الكذب، يأمر بالعدل وينهى عن الجور، يأمر بالأمانة وينهى عن الخيانة، يأمر بالوفاء وينهى عن الغدر، يأمر ببر الوالدين وينهى عن العقوق، يأمر بصلة الأرحام وهم الأقارب وينهى عن القطيعة، يأمر بحسن الجوار وينهى عن سيئه.
وعموم القول أن الإسلام يأمر بكل خلق فاضل، وينهى عن كل خلق سافل، ويأمر بكل عمل صالح، وينهى عن كل عمل سيئ؛ قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90]( ).
***


~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 08:36 PM
المشاركة 35
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة الخامسة والثلاثون
أركان الإسلام





أركان الإسلام: أُسُسُه التي ينبني عليها، وهي خمسة مذكورة فيما رواه ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي  أنه قال: «بني الإسلام على خمسة: على أن يوحد الله» وفي رواية: «على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان والحج»، فقال رجل: الحج وصيام رمضان، قال: لا، صيام رمضان والحج. هكذا سمعته من رسول الله . متفق عليه واللفظ لمسلم.
1- أما شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله فهي: الاعتقاد الجازم المعبر عنه باللسان بهذه الشهادة؛ كأنه بجزمه في ذلك مشاهد له، وإنما جعلت هذه الشهادة ركنًا واحدًا مع تعدد المشهود به، إما لأن الرسول  مبلغ عن الله تعالى، فالشهادة له بالعبودية والرسالة من تمام شهادة أن لا إله إلا الله، وإما لأن هاتين الشهادتين أساس صحة الأعمال وقبولها؛ إذ لا صحة لعلم ولا قبول إلا بالإخلاص لله تعالى والمتابعة لرسوله ؛ فبالإخلاص لله تتحقق شهادة أن لا إله إلا الله وبالمتابعة لرسول الله تتحقق شهادة أن محمدًا عبده ورسوله. ومن ثمرات هذه الشهادة العظيمة: تحرير القلب والنفس من الرق للمخلوقين والاتباع لغير المرسلين.
2- وأما إقام الصلاة: فهو التعبد لله تعالى بفعلها على وجه الاستقامة والتمام في أوقاتها وهيئاتها. ومن ثمراته: انشراح الصدر وقرة العين والانزجار عن الفحشاء والمنكر.
3- وأما إيتاء الزكاة: فهو التعبد لله تعالى ببذل القدر الواجب في الأموال الزكوية المستحقة، ومن ثمراته: تطهير النفس من الخلق الرذيل (البخل) وسد حاجة الإسلام والمسلمين.
4- وأما صوم رمضان: فهو التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات نهار رمضان. ومن ثمراته: ترويض النفس عن ترك المحبوبات طلبًا لمرضاة الله عز وجل.
5- وأما حج البيت: فهو التعبد لله تعالى بقصد البيت الحرام للقيام بشعائر الحج.
ومن ثمراته: ترويض النفس على بذل المجهود المالي والبدني في طاعة الله تعالى، ولهذا كان الحج نوعًا من الجهاد في سبيل الله تعالى. وهذه الثمرات التي ذكرناها لهذه الأسس وما لم نذكره تجعل من الأمة أمة إسلامية طاهرة نقية تدين لله دين الحق وتعامل الخلق بالعدل والصدق؛ لأن ما سواها من شرائع الإسلام يصلح بصلاح هذه الأسس، وتصلح أحوال الأمة بصلاح أمر دينها، ويفوتها من صلاح أحوالها بقدر ما فاتها من صلاح أمور دينها.
ومن أراد ذلك فليقرأ قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 96-99]. ولينظر في تاريخ من سبق؛ فإن في التاريخ عبرة لأولى الألباب وبصيرة لمن لم يحل دونه قلبه حجاب. والله المستعان ( ).
***


~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 08:37 PM
المشاركة 36
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة السادسة والثلاثون
أهداف العقيدة الإسلامية





الهدف لغة: يطلق على معان منها: الغرض ينصب ليرمى إليه وكل شيء مقصود.
وأهداف العقيدة الإسلامية: مقاصدها وغاياتها النبيلة المترتبة على التمسك بها؛ وهي كثيرة متنوعة؛ فمنها:
أولاً: إخلاص النية والعبادة لله تعالى وحده؛ لأنه الخالق لا شريك له فوجب أن يكون القصد والعبادة له وحده.
ثانيًا: تحرير العقل والفكر من التخبط الفوضوي الناشيء عن خلو القلب من هذه العقيدة؛ لأن من خلا قلبه منها فهو إما فارغ القلب من كل عقيدة وعابد للمادة الحسية فقط وإما متخبط في ضلالات العقائد والخرافات.
ثالثًا: الراحة النفسية والفكرية؛ فلا قلق في النفس ولا اضطراب في الفكر؛ لأن هذه العقيدة تصل المؤمن بخالقه فيرضى به ربًا مدبرًا وحاكمًا مشرعًا فيطمئن قلبه بقدره وينشرح صدره للإسلام فلا يبغي عنه بديلاً.
رابعًا: سلامة القصد والعمل من الانحراف في عبادة الله تعالى أو معاملة المخلوقين؛ لأن من أسسها الإيمان بالرسل المتضمن لاتباع طريقتهم ذات السلامة في القصد والعمل.
خامسًا: الحزم والجد في الأمور؛ بحيث لا يفوت فرصة للعمل الصالح إلا استغلها فيه رجاء للثواب ولا يرى موقع إثم إلا ابتعد عنه خوفًا من العقاب؛ لأن من أسسها الإيمان بالبعث والجزاء على الأعمال، {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 132]، وقد حث النبي  على هذه الغاية في قوله: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل. فإن لو تفتح عمل الشيطان». [رواه مسلم].
سادسًا: تكوين أمة قوية تبذل كل غال ورخيص في تثبيت دينها وتوطيد دعائمه غير مبالية بما يصيبها في سبيل ذلك، وفي هذا يقول الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات: 15].
سابعًا: الوصول إلى سعادة الدنيا والآخرة بإصلاح الأفراد والجماعات ونيل الثواب والمكرمات، وفي ذلك يقول الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].
هذه بعض أهداف العقيدة الإسلامية نرجو الله تعالى أن يحققها لنا ولجميع المسلمين ( ).

***



~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 08:37 PM
المشاركة 37
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة السابعة والثلاثون
أسباب زيادة الإيمان




1- معرفة أسماء الله وصفاته؛ فإن العبد كلما ازداد معرفة بها وبمقتضياتها وآثارها ازداد إيمانًا بربه وحبًا له وتعظيمًا.
2- النظر في آيات الله الكونية والشرعية؛ فإن العبد كلما نظر فيها وتأمل ما اشتملت عليه من القدرة الباهرة والحكمة البالغة ازداد إيمانًا ويقينه بلا ريب.
3- فعل الطاعة؛ فإن الإيمان يزداد به بحسب حسن العمل وجنسه وكثرته؛ فكلما كان العمل أحسن كانت زيادة الإيمان به أعظم وحسن العمل يكون بحسب الإخلاص والمتابعة.
وأما جنس العمل فإن الواجب أفضل من المسنون وبعض الطاعات أوكد وأفضل من البعض الآخر, وكلما كانت الطاعة أفضل كانت زيادة الإيمان بها أعظم، وأما كثرة العمل فإن الإيمان يزداد بها؛ لأن العمل من الإيمان فلا جرم أن يزداد بزيادته.
4- ترك المعصية خوفًا من الله عز وجل وكلما قوي الداعي إلى فعل المعصية كان زيادة الإيمان بتركها أعظم، لأن تركها مع قوة الداعي إليها دليل على قوة إيمان العبد وتقديمه ما يحبه الله ورسوله على ما تهواه نفسه ( ).

~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 08:39 PM
المشاركة 38
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة الثامنة والثلاثون
أسباب نقص الإيمان





1- الجهل بالله تعالى وأسمائه وصفاته.
2- الغفلة والإعراض عن النظر في آيات الله وأحكامه الكونية والشرعية؛ فإن ذلك يوجب مرض القلب أو موته والتهاون بها وقوة الداعي إليها أو ضعفه.
فأما جنسها وقدرها فإن نقص الإيمان بالكبائر أعظم من نقصه بالصغائر، ونقص الإيمان بقتل النفس المحرمة أعظم من نقصه بأخذ مال محرم، ونقصه بمعصيتين أكثر من نقصه بمعصية واحدة وهكذا، وأما التهاون بها فإن المعصية إذا صدرت من قلب متهاون بمن عصاه ضعيف الخوف منه كان نقص الإيمان بها أعظم من نقصه إذا صدرت من قلب معظم لله تعالى شديد الخوف منه لكن فرطت منه المعصية.
وأما قوة الداعي إليها فإن المعصية إذا صدرت ممن ضعفت منه دواعيها كان نقص الإيمان بها أعظم من نقصه إذا صدرت ممن قويت منه دواعيها، ولذلك كان استكبار الفقير وزنى الشيخ أعظم إثمًا من استكبار الغني وزنى الشاب كما في الحديث: «ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم»، وذكر منهم: "الأشيمط الزاني" و"العائل المستكبر"؛ لقلة داعي تلك المعصية فيهما».
4- ترك الطاعة؛ فإن الإيمان ينقص به والنقص به على حسب تأكد الطاعة فكلما كانت الطاعة أوكد كان نقص الإيمان بتركها أعظم، وربما فقد الإيمان كله كترك الصلاة، ثم إن نقص الإيمان بترك الطاعة على نوعين يعاقب عليه وهو ترك الواجب بلا عذر، ونوع لا يعاقب وهو ترك الواجب لعذر شرعي أو حسي وترك المستحب؛ فالأول كترك المرأة الصلاة أيام الحيض، والثاني كترك صلاة الضحى والله أعلم ( ).
***


~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 08:39 PM
المشاركة 39
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة التاسعة والثلاثون
أقوال الناس في تعريف الإيمان





1- عند أهل السنة والجماعة: أنه اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان.
2- عند المرجئة: أنه اعتقاد بالقلب ونطق باللسان فقط.
3- عند الكرامية: أنه نطق باللسان فقط.
4- عند الجبرية: أنه الاعتراف بالقلب أو مجرد المعرفة في القلب.
5- عند المعتزلة: أنه اعتقاد القلب ونطق اللسان وعمل الجوارح.
والفرق بينهم - أي المعتزلة - وبين أهل السنة والجماعة أن مرتكب الكبيرة يسلب اسم الإيمان بالكلية ويخلد في النار عندهم، وعند أهل السنة لا يسلب الإيمان بالكلية؛ بل هو مؤمن ناقص الإيمان ولا يخلد في النار إذا دخلها، وكل هذه أقوال باطلة، والحق ما قاله أهل السنة والجماعة لأدلة كثيرة ( ).
***


~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-09-2013, 08:40 PM
المشاركة 40
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة الأربعون
أقسام العبودية





تنقسم العبودية إلى ثلاثة أقسام:
1- عامة وهي عبودية الربوبية، وهي لكل الخلق؛ قال تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} [مريم: 93] ويدخل في ذلك الكفار.
2- عبودية خاصة، وهي عبودية الطاعة العامة؛ قال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ} [الفرقان: 63]، وهذه تعمُّ كل من تعبد لله بشرعه.
3- خاصة الخاصة، وهي عبودية الرسل عليهم الصلاة والسلام؛ قال تعالى عن نوح {إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا}
[الإسراء: 3] وقال عن محمد: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا} [ص: 45] فهذه العبودية المضافة إلى الرسل خاصة الخاصة، لأنه لا يباري أحد هؤلاء الرسل في العبودية ( ).
***


~ ويبقى الأمل ...

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ll~ فوائد في العقيدة ~
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فوائد لغوية ناريمان الشريف منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 42 05-31-2021 02:39 AM
فوائد الكورونا (قصة قصيرة) محمد فتحي المقداد منبر القصص والروايات والمسرح . 2 04-02-2020 01:34 PM
العقيدة الميسرة عمرو مصطفى منبر الحوارات الثقافية العامة 3 06-13-2015 01:28 PM
عجائب و فوائد ماء زمزم أميرة الشمري منبر الحوارات الثقافية العامة 1 07-16-2011 10:11 AM
فوائد الاستغفار حسين شوشة منبر الحوارات الثقافية العامة 5 12-23-2010 10:20 AM

الساعة الآن 11:14 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.