قديم 09-21-2010, 05:40 AM
المشاركة 131
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عمل متواصل
الشيخ عبد العزيز بن باز رجل نحسبه على خير ولا نزكي على الله أحدا ، وقد كان رحمه الله رجلا مخلصا لربه ولدينه ولأمته قدم الكثير لدعوته الإسلامية والشيخ ابن باز كان مرجعا للمسلمين في أنحاء العالم لآخر لحظة في حياته ، حتى أنه لم يمتثل لنصيحة الأطباء بالراحة بعد مغادرة المستشفى وذهب إلى مكتبه للرد على اتصالات الجمهور .
اللواء حامد نور – مصر

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 05:40 AM
المشاركة 132
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
جوانب من سيرة الإمام ابن باز

سيرة هذا الإمام الفذ يصعب حصرها بل يتعذر الإتيان عليها ، وفيما يلي ذكر بعض تلك الجوانب :
الصبر: فللإمام رحمه الله قدح معلى، ونصيب أو في من تلك الخصلة الكريمة. وجوانب الصبر فيه كثيرة جدا ، فالشيخ صبور على التعليم والتعلم حتى بعد أن كبر وأصبح مرجع المسلمين الأول ، فلا تراه إلا مكبا على العلم متزودا من الفائدة سواء من بين طلابه أو في سيارته وهو في طريقه إلى العمل ونحو ذلك ، والشيخ صبور في تصديقه للناس وحله لمشكلاتهم وإجابته عن أسئلتهم وسعيه في الإصلاح بينهم ، وحرصه على الشفاعة لهم حتى إن الزائر للشيخ قد يصيبه الضجر والملل من جراء مضايقة الناس له وكثرة إلحاحهم عليه وسوء الأدب الذي يصدر من بعض الناس أحيانا تجاه الشيخ ، والشيخ لا يفارقه الهدوء ولا السكينة بل يستقبلهم بوجه طلق ونفس راضية وسكينة عجيبة .
والشيخ صبور بل محب لمن يقصده بالزيارة حتى إن الزائر ليستحي من تكرار الزيارة، خشية من إحراج الشيخ أو إضاعة وقته، ولكن الشيخ يفرح بذلك أيما فرح ويذكر زائريه بفضل الزيارة والمحبة في الدين.
والشيخ صبور على الألم والمرض فربما بلغ به الألم مبلغه ومع ذلك لا يلاحظ عليه تكدر أو تغير مع أن المرض – كما هو معلوم – تتغير به الطباع فلا تبقى الأخلاق على اعتدال ولا يقدر معه على احتمال ، ولسان حال الشيخ يقول:
لست ممن يفقد الأنس إما *** أصبح الروض كئيبا أغبرا
لزوم الاعتدال : فالاعتدال سمة ملحوظة في سيرة الشيخ وذلك في شتى الأمور : في أحكامه ، وفتاويه ، وتعامله ، بل في تبسمه وضحكه ، فلا هو بالكز الغليظ ولا هو بالمسرف بالضحك من القهقهة ، بل هو معتدل في مأكله ومشربه ، فلا يمتنع من طعام ولا يكثر من الأكل والشرب منطلقا بذلك من قوله تعالى :" وكلوا واشربوا ولا تسرفوا " ، ولهذا متعه الله بالصحة والعافية ، عدا ما يعرض له من الأمراض العارضة ، وعدا ما أصابه قبيل وفاته .
أما غير ذلك فإن الشيخ قد سلم من كثير من الأمراض التي تعتري أكثر الناس خصوصا ممن هم في سنة أو في مكانته ممن يتصدون للناس فالشيخ لم يصب بالضغط ولا بالسكر ولا بغيرها من تلك الأمراض.
الأدب الجم : فالشيخ لا يؤذي أحدا بكلمة ولا يجرح مشاعر الآخرين بأذية ، وحتى إن المخالفين له ليكبرون فيه هذه الخصلة ،فتراه لا يزيد على من يميل عن الحق ولا يخرج عن طروه إذا أراد الرد على أحد ، بل تراه ينبه المخطئ بألطف عبارة وأحسن إشارة ، ربما استدعى المخالف أو اتصل به فيدنيه وينصح له ويأخذ بيده ويشير عليه فلا يكاد المخالف بعد ذلك أن يخرج عن إشارة الشيخ ورأيه وإذا لج المخالف في الخصومة ومشى في غلوائه بعد استبانه الحق له وخشي الشيخ أن يصل الناس بسبب ذلك – أخذ بالتي هي أرضى لله – ورد على المخالف بما يناسب حاله ومقامة .
قيامه بصغار الأمور وكبارها : فذلك من أسرار عظمته وتميزه ففي الوقت الذي قوم فيه بحلائل الأعمال ، من مراسلات لكبار المسؤولين ومناصحة لرؤساء الدول ، واستقبال للوفود من أعلى المستويات وقيام بالدروس والفتوى والرد على الأسئلة المتتابعة وترؤس الاجتماعات ، سواء في الرابطة أو في هيئة كبار العلماء أو غيرها – تجده لا يهمل دقائق الأمور وصغارها بحجة اشتغاله بما هو أهم ، بل تراه يعطي كل ذي حق حقه ، فتراه يمازح الصغار ويداعب قائد سيارته والعاملين معه ويسألهم عن أحوالهم وأحوال ذويهم بل تراه لا يغفل عن الثناء على الوجبات التي يعملها طباخ المنزل ، وهكذا حاله مع الناس .
ولم يكن أحد يلهيه عن أحد *** كأنه والد والناس أطفال
وهذا سر من أسرار عظمته وحلوله في سواد العين وسواد القلب عن الخاصة والعامة، فكل له كيانه الخاص وكل له شأنه عند نفسه.
إقبال على المتحدث: حتى إنه ليخيل إليك والشيخ يحدثك أنه لا يعرف غيرك وليس لديه قضية إلا قضيتك.
لا يحمل أحد ذنب أحد : فلا تحمل مشكلات العمل للمنزل أو للزائرين فإذا جلس إلى أحد ظن أن الشيخ خلي من الهموم ، وهذا من أعظم ما يعني على القيام بمسؤولياته بخلاف الكثير من الناس ممن إذا كدر عليهم فكدر نال الغضب كل من حولهم وكل من يتصل بهم .
سلامة الصدر : فلا يعرف الحقد طريقه إلى قلب الشيخ بل قلبه مفعم بالحب والرحمة والرغبة في إسداء الخير للآخرين فالشيخ يصل من قطعه ويعطي من حرمه ويعفوا عمن ظلمه ويحسن إلى من أساء إليه ، وهذا أمر يعرفه القاصي والداني .
الثقة والسرعة في إنجاز الأعمال : فإذا حضرت مجلس الشيخ سواء في " الرياض " أو الطائف أو مكة في أوقات الحج أو غير ذلك رأيت الجمع الغفير من الناس ممن قدموا للسلام على الشيخ أو من ذوي الحاجات والمشكلات أو ممن وقع منهم الطلاق أو ممن يريدون الفتوى فيضيق المجلس بهم ، ويتقدمون إلى الشيخ ما يريدون ويكون في أغلب الأحيان اثنان من كتاب الشيخ أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله وكل واحد منهما قد ملأ جعبته من الأسئلة والمعاملات التي تعرض على الشيخ ويكون بجانب الشيخ هاتفان لا يتوقف رنينهما .
فإذا رأيت هذا المشهد أيقنت أن هذا الجمع لن ينفل ، وأن تلك المعاملات تحتاج إلى أسبوع على الأقل ، ليتم التخلص من بعضها ، وما هي إلا فترة يسيرة ثم تنفل تلك الجموع وكل قد أخذ نصيبه من الشيخ إما بتوجيه معين أو برد علي سؤال أو استجابة لطلب مع أن الشيخ في ذلك الوقت يستمع ممن على يمينه ومن عن شماله من الكتاب ومن أمامه من المراجعين أو المستفتين ويرد السلام على من يسلم ولو أدى ذلك إلى قطع القراءة ولو كانت طويلة ويرد في الوقت نفسه على الهاتف ثم يعود إلى القارئ أو يرد السلام على من يسلم ممن يأتي من فوره إلى مجلس الشيخ فيختفي به الشيخ ويلح عليه بتناول طعام الغداء أو العشاء لديه ، وما أن تنتهي الجلسة إلا وقد قام الشيخ بأعمال عظيمة لا يقوم بها أولوا القوة من الرجال مع أن الشيخ كفيف البصر كبير السن ومع أن كلمته هي الفصل التي يتوقف عليها أمور عظيمة ومع ما يلقاه من كزازة بعض المراجعين فهذا هو نظامه اليومي في الظهر وبعد المغرب وقبل الظهر زيادة على ذلك يوم الخميس .
قوة الذاكرة : فلقد متعه الله عزوجل بذاكرة تستوعب كافة القضايا ومع تقادم سن الشيخ إلا أن ذاكرته تزداد قوة سنة بعد سنة, وقد حدثني الشيخ الموسى – حفظه الله – فمنذ سنوات عديدة إلى أن توفي الشيخ وهو يحدث بذلك ، كلما سألته عن ذاكرته عن ذاكرة الشيخ قال : إن ذاكرة الشيخ هذا العام أقوى من العام الذي قبله .
إن من أعظم نعم الله على الشيخ وعلى الأمة أن حفظ الله على الشيخ ذاكرته وعقله، فلم يصبه الخرف ولم يفقد عقله حتى فارق الدنيا.
الكرم المتناهي: كريم في خلقه، كريم في عفوه وصفحه، كريم في علمه ووقته وراحته، ولا يخلص زائره منه إلا بعد لأي وجهد.
ثم إن الذي بيد الشيخ ليس له ولو سئل ما سئل لأعطي فريما سئل مالا بل ربما سئل عباءته التي يلبسها فأعطاها من سأل ، وربما أتته الهدية في المجلس فسأله أحد الحاضرين إياها فأعطاها إياه ، وقد أهدي إليه مرة عود فاخر فسأله أحدهم إياها فقدمها الشيخ له ، كل ذلك بنفس راضية فهو يتلذذ بالعطاء أكثر من تلذذه بالأخذ .
تراه إذا ما جئت متهللا *** كأنك تعطيه الذي أنت سائله
ولو لم يكن في كفه غير نفسه *** لجاد بها فليتق الله سائله
والحديث عن كرمه يبدأ ولا يكاد وينتهي ..
الوفاء: فالوفاء سمة بارزة في الشيخ فهو وفي مع مشايخه وزملائه، فلا يكاد ويذكر شيخه سماحة الإمام محمد بن إبراهيم – رحمه الله – إلا وتغرورق عيناه بالدموع، وربما ذكر زميله سماحة الإمام عبد الله بن حميد فبكى.
ومن وفائه تذكره لأبناء أصحابه وحبه لهم وعنايته بهم ومن ذلك سؤاله المتكرر عن معارفه واتصاله بهم.
المحافظة على الوقت : وهذا من أعجب ما يلحظ في سيرته فلا تضيع لحظة من لحظات حياته من غير فائدة سواء كانت شفاعة أو نصيحة أو إجابة لسؤال أو كتابة لمستفت أو ردا على الهاتف أو مطالعة في كتاب أو إلقاء الدرس أو تعليق على كلمة .
وإذا خلا من ذلك أو وجد فرصة يفرغ منها من أعماله لهج بذكر الله مسبحا مهللا محوقلا مكبرا ، والعجيب في سيرة الشيخ وقته في المواعيد حتى إن الناس لتعرف نظامه اليومي طوال العام سواء كان في " الرياض " أو " مكة " أو " الطائف " أو " المدينة " عدا ما يكون من إخلال بسبب بعض العوارض ، والشيخ دقيق في معرفة أوقات الصلوات ،فإذا تأخر المؤذن أقل من الدقيقة تنبه الشيخ لذلك ، ولقد بارك الله في وقته أيما بركة .
طيب النفس وحسن الخلق : وهذه الخصلة يبدأ الحديث عنها ولا ينتهي فلا تجد عند الشيخ ضيقا ولا تبرما حتى إن الشيخ إذا أتى من الدوام قبيل العصر منهكا مكدودا قد بلغ به الإعياء مبلغه ، ودخل مجلسه والناس ينتظرونه للسلام عليه أو سؤاله أو طلب الشفاعة منه أو عرض بعض المشكلات عليه أقبل عليهم بجبين طلق ونفس كريمة وابتسامة مشرقة مع أنه قد أتى من الدوام وقام بأعمال يعجز عن القيام بها الرجال الأفذاذ ، ومع أنه قد قام منذ آخر الليل يتهجد إلى أن يؤذن الفجر ثم يصلي الفجر ويبدأ بإلقاء دروسه إلى قريب الثامنة صباحا ثم يذهب إلى المنزل ويمكث فيه قليلا ثم يذهب إلى الدوام ، فما الظن بمن هذه حاله هل يلام إذا تكدر أو تبرم ؟ .. لا ، فماذا يقال إذا كان الأمر عكس ذلك تماما الجواب :
" وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم " .
العدل في الأحكام : ومن أمثلة ذلك أنه إذا قرئ عليه كتاب أو سمع كلاما لأحد من الناس قرأه أو سمعه وكأنه خالي الذهن عن معرفة ذلك القائل أو الكاتب فحكم عليه بما يستحق ثناء أو نقدا فلا تأخذه معرفة الإنسان وقربه منه إلى مجاملته والتغاضي عن أغلاطه ، لا يأخذ الجهل به أو بعده عنه أو كثرة الكلام الناس فيه أن يرد ما عنده من صواب بل يقبل الحق ويثني عليه ولو كان من أبعد الأبعدين .
وهذه منزله عالية وتجرد خالص لا يستطيعه كل أحد من الناس.
التشجيع: فلا تكاد تزور الشيخ وتخرج من عنده إلا وتشعر بأن روحا جديدة قد دبت في جسدك.
سعة الأفق : فالشيخ من أوسع الناس أفقا وأبعدهم نظرا وأرحبهم بالخلاف صدرا أو أكثرهم للمعاذير التماسا والشيخ لا يأنف من سماع الحق ولا يحرج صدره من قبوله ولا يستنطق من الرجوع إليه والأخذ به .
والشيخ لا يلزم الناس باجتهاداته ولا يضلل كل من خالفه ، ومن خطاه سعة الأفق عنده أن يستمع من الكبير والصغير والجاهل والعالم والعام والخاص .
هذه بعض الجوانب من سيرة الإمام عبد العزيز ابن باز، والمقام لا يتسع لأكثر من ذلك.
فرحم الله شيخنا ، وأجزل له الأجر والمثوبة .

الشيخ محمد بن ابراهيم الحمد
مجلة الشقائق العدد الحادي والعشرون .

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 05:40 AM
المشاركة 133
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ورحل الوالد العلامة

ودع المسلمون في المملكة وفي أنحاء العالم يوم الخميس الماضي 27/1/1420هـ سماحة الوالد العلامة المفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز ابن باز – يرحمه الله وأسكنه فسيح جناته مع الشهداء والأبرار – وقد بكاه الجميع صغارا وكبارا ، نساء ورجالا ، وحزنوا عليه حزنا عميقا ، وحق لهم أن يحزنوا على هذا الرجل العظيم الذي شربوا محبته مع الماء واستنشقوها مع الهواء لأن الله قد نشر له القبول في الأرض ومن عليه بصفات يندر أن تجمع في غيره ، فتغلغل حبه في سويداء القلوب ، وانعقد الإجماع على إمامته وريادته ، وكان إجماعا عالميا ما عرف له نظير في هذا العصر ، لكنه لم يتحقق بسهولة ، ولم يكن نتيجة مجاملة أو محاباة ، أو رغبة أو رهبة ، وليس وليد يوم أو يومين أو عام أو عامين ، وإنما هو حصيلة حياة جادة دامت أكثر من ثمانين عاما كلها جهد وجهاد ، وصبر ومصابرة ، وجد ومثابرة وعلم وعمل ،وصلاح وإصلاح ، وزهد وورع ،وإيمان وتقوى وطاعة وعبادة ، وبذل وتضحية ، ونبل وكرم ، وحلم وحزم ، إلى غير ذلك من الصفات الحميدة التي لا يخطر في بالك صفة منها إلا ووجدتها متمثلة حية في حياة الشيخ وسيرته والذي يريد أن يكتب عن الشيخ – رحمه الله – يجد نفسه أما موسوعة شاملة ، وحياة عامرة حافلة ، لا يدري من أين يبدأ ، ولا أين ينتهي ، وكل خصلة من خصاله الحميدة يمكن أن يؤلف فيها كتاب ، ولذا فإني سأقتصر على جانب واحد ، وهو : منهجه – رحمه الله – في نشر العلم وحرصه على ذلك وصبره وجلده عليه واستثماره كل دقيقة من وقته في هذا المجال ،بحيث لا تراه إلا معلما أو موجها أو فقيا أو ناصحا ، عبر الهاتف أو الإذاعة أو الصحف والمجلات أو دروسه اليومية في المساجد أو محاضراته العامة في المساجد أو النوادي أو المدارس والجامعات أو في مجالسه الخاصة أو العامة أو الاحتفالات الرسمية التي يتاح له المشاركة فيها بكلمة ، وفي أي مجال ومكان يوجد فيه الشيخ ، ولا يكاد يوجد في برنامجه اليومي وقت لغير ذلك، حتى للحديث العادي المباح خوفا من أي يجر ذلك إلى لغو ربما كان ضرره أكثر من نفعه ، ويذكر عنه – رحمه الله – أنه ما إن يسمع من أحد جلساته لغوا أو غيبة أو نحو ذلك حتى يبادره قبل أن يكمل ويقاطعه قائلا له : سبح سبح ! أي أشغل نفسك بالتسبيح عن هذا الكلام المرذول ، ويروى عنه – رحمه الله – في بذل العلم وصبره على الناس واستثمار الوقت في ذلك قصص بعضها لا يكاد يصدق – سأورد بعضا منها – ولولا أننا معاصرون للشيخ ونعرف عنه ذلك لوجدنا أن بعضها غريبة : ولذا فإننا لا نستغرب أن تصفنا الأجيال التي بعدنا بالمبالغة في بعض ما تحدثنا به عن الشيخ ،كما أننا نصف بالمبالغة بعض الأخبار التي وصلتنا عن بعض علماء السلف ،وإن كانت حقيقة ،لكن المثل الذي يقول : " ليس راء كمن سمعا" له نصيب من الصحة بلا شك .
أما منهج الشيخ في نشر العلم فإنه قائم على الكتاب والسنة حسب فهم السلف الصالح ، فهو إذن منهج سلفي أثري معتدل ، وأبرز سماته الدوران مع النص حيث دار مع التوسط والتوازن والاعتدال ، والتوسط والتوازن والاعتدال من أبرز صفات الشيخ وخصاله الحميدة في كل أموره : في الحب والبغض ، والمدح والقدح ، حتى مع المخالفين ، فإنه ينصفهم ويترفق بهم ويبين ما عندهم من الخير ولا يسكت عن باطلهم بل ينبههم إليه وينصحهم ويوجههم ، وقد سئل أكثر من مرة في مجالس حضرتها عن بعض الجماعات والطوائف وذكر له ما عند بعضها من مخالفات ، فأنصت للسائل ثم علق على كلامه محذرا من هذه المخالفات ثم وجه نصيحة لهذه الجماعة ووجههم ودعا لهم بالتوفيق والهداية ، ثم أشاد بما لديها من محاسن وفضائل لم يشر لها السائل . وهذا دأبه – رحمه الله – فلا يحمله كراهة ما عند المخالف من الأخطاء على عدم العدل والإنصاف .
ومن صور بذله العلم واستثماره كل فرصة سانحة في ذلك ، أنه يحب الاختلاط بالناس وغشيان مجالسهم ، ويستجيب للدعوات الخاصة حتى من صغار تلاميذه ، لكنه يعمر المجلس الذي يحضره بالعلم والذكر والطاعة ، ولا يعطي فرصة لأي حديث مهما كان عاديا يسيرا ، وقد حضرت عددا من هذه الدعوات في منازل بعض المشايخ والزملاء والأصدقاء من طلاب العلم ، وما أن يصل الشيخ – رحمه الله – إلى المجلس ويأخذ مكانه في صدره ثم يسلم عليه جميع الحاضرين فيجيبهم واحدا واحدا ويحتفي بهم كل فرد باسمه في الغالب ، حتى يسأل – رحمه الله – صاحب المنزل إن كانوا قبل مجيئه يتحدثون في موضوع أو قضية علمية أم لا ، فإن قال المضيف : نعم ، سمع سماحته منهم ثم قال كلمة الفصل في ذلك ، وإن قال المضيف : لا ، طلب سماحته من مرافقه أن يقرأ في كتاب معه ، ثم يعلق الشيخ على ذلك ، أو يطلب من أحد الحاضرين أن يقرأ ما تيسر من القرآن ، ثم يتولى سماحته شرح هذه الآيات وتفسيرها واستنباط الأحكام والدروس منها بصورة موجزة ولا يطيل إطالة مملة ، فإن بقي في الوقت متسع قبل الطعام فتح المجال للأسئلة والفتاوى إلى أن يقوموا للطعام ،وبعد الطعام يودع الجميع وينصرف ، ولا أذكر أنه عاد للجلوس بعد الطعام .
ومن صور بذله للعلم وحرصه أن يستثمر تلك الدقائق التي تضيع عادة ولا يأبه الناس بها كمسافة الطريق بين البيت والمسجد على القدمين أو في السيارة بل ما هو من ذلك كالوقوف أمام المغسلة بعد الغداء أو العشاء ،
وأذكر أنني مرة تناولت الغداء في منزل سماحته وكننت مرافقا لوفد من مسلمي أمريكا برئاسة الإمام وارث الدين محمد ، وكان وقت الجلسة قبل الغداء مملوءا بحديث شيق بين سماحته والإمام وارث الدين – سأشير إلى مضمونه بعد قليل – وعند القيام للغداء اقتربت من سماحته وقلت له :لدي سؤال خاص ، فقال – رحمه الله – كن بجواري عند المغسلة واطرح علي سؤالك ، فوقفت بجانبه وقلت له : يا سماحة الشيخ : ما رأيك في قول العامة عندنا : " ما صدقت على الله أن يحصل كذا وكذا " وهل في هذه العبارة محذور من الناحية الشرعية ؟ فقال – رحمه الله - : " لا أرى فيها بأسا ، لأن المراد – والله أعلم – ما توقعت أن الله سيحقق لي هذا الأمر ، أو نحو ذلك " . وقل لي أحد كتاب الشيخ وملازميه : لو لم تستفد أنت من هذه اللحظات لطلب الشيخ واحدا منها ليعرض عليه فيها شيئا مما لديه ، وهذا دأبه رحمه الله .
أما مضمون حديث سماحته مع الإمام وارث الدين وجماعته في هذا اللقاء فقد كان تتمة لحديث موجزا بدأ عند زيارتنا لسماحته صباحا في مكتبه ، وقد أصر سماحته – كعادته مع كل من يزوره من ضيوف البلاد في مكتبه – أصر على مشاركته في طعام الغداء هذا اليوم في منزله يومية عامرة ومفتوحة لزوار وضيوفه من داخل المملكة وخارجها . وفي منزل سماحته رحب – رحمه الله – بالإمام وارث الدين ومرافقيه وشكره وأثنى على عمله وجهوده مع جماعته في نشر الإسلام في أمريكا ، ووجههم بعدة توجيهات ودعا لهم وعدهم بالعون والمساعدة ثم سأل – رحمه الله – الإمام وارث الدين عن أحوال المسلمين عموما في أمريكا ، وأحوال جماعته ، وعن مساجدهم ومدارسهم والمناهج والكتب التي يدرسونها في هذه المدارس وأوصاهم بالعناية بالعقيدة والحرص على التمسك بمذهب السلف الصالح ، ثم فتح الشيخ الحوار معهم واستمع إلى حديثهم ومشكلاتهم وأسئلتهم ، وقد ظهر على الإمام وارث الدين انبهار وإعجاب بالشيخ : في علمه وسمته وهيئته وبساطته وإجاباته للسائلين عبر الهاتف وشموليه مجلسة وتوجيهه لكل فرد في هذا المجلس بصورة تشعره بأنه محط اهتمام الشيخ وحده ومن مظاهر إعجاب الإمام بالشيخ أنه قال له : نحن الآن نعدك يا شيخ منذ اللحظة شيخنا وإمامنا وقدوتنا ومستعدون أن نصدر عن رأيك في كل أمر من أمرونا ، ويسرنا أ، نستقبل في مساجدنا ومدارسنا كل من أن يأتينا من طرفك من الأئمة والدعاة والمدرسين ،وأن ندرس لطلابنا ما تقترحه علينا من الكتب والمؤلفات ، وأن نسير بتوجيهك في كل شأ، ، وقد شكره سماحته على هذا الشعور النبيل ودعا له جماعته بالخير والهدى والتوفيق.
هذه نماذج فقط من سيرة الشيخ العطرة في هذا المجال فقط ، وبعض شمائله الحميدة فرحمه الله رحمة واسعة ما أعظم نفعه وما أبرك وقته وعمره الذي حقق فيه للإسلام والمسلمين في الداخل والخارج ، ما لم يحققه عشرات الرجال بل مئاتهم ، ونتمنى أن تحظى سيرته العطرة الحميدة بعناية خاصة لتقديمها للشباب والناشئة وطلاب العلم والدعاة ، فهي سيرة عالم جليل تذكر بعلماء السلف الكبار ، وفيها قبس من أخلاق النبوة ، ورحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وجمعنا به ووالدينا في عليين ، وجعل البركة في ذريته وخليفته وعلماء هذه البلاد وسائر علماء المسلمين من بعده .
د.محمد بن خالد الفاضل
مجلة الشقائق العدد الحادي والعشرون.

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 05:40 AM
المشاركة 134
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لقاءات صحفية :




الملك فهد : وفاة ابن باز خسارة للأمة الإسلامية

عبر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز عن "عميق حزنه وألمه لوفاة سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز" المفتي العام للسعودية الذي توفي الخميس الماضي . واعتبر خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في جدة أمس أن "وفاة الشيخ عبد العزيز بن باز الذي كرس حياته للعلم وخدمة الإسلام والمسلمين خسارة فادحة للأمة الإسلامية التي طالما استفادت بعلمه".
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن وزير الإعلام السعودي الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي قوله إن الملك فهد "تناول السيرة الطيبة للشيخ عبد العزيز بن باز ومناقبه ، وما تحلى به من صفات حميدة وما بذله منجهود خيرة ، ومواقفه على صعيد العلم وخدمة الإسلام والدعوة الإسلامية والعلوم الشرعية" الحياة 3 / 3 / 1420هـ

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 05:40 AM
المشاركة 135
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الملك يوجه بصلاة الغائب على الفقيد في جميع المساجد

توفي أمس سماحة الشيخ عبد العزبز بن باز مفتي عام السعودية ، وفيما يلي نص البيان الصادر عن الديوان الملكي:
انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح الخميس الموافق 27 المحرم 1420هـ ، سماحة الشيخ عبد العزبز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدار البحوث العلمية والإفتاء ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي ، عن عمر يناهز تسعة وثمانين عاماً ، إثر مرض ألم به ، وسيصلى على سماحته حاضراً في الحرم المكي الشريف اليوم بعد صلاة الجمعة . وجه خادم الحرمين الشريفين بأن تقام عليه صلاة الغائب أيضاً في المسجد النبوي الشريف وجميع مساجد المملكة اليوم بعد صلاة الجمعة إن شاء الله .
ولقد خسر المسلمون بوفاة سماحته خسارة كبيرة ، حيث فقدوا بفقده عالماً جليلاً كرس كل حياته في سبيل العلم وخدمة الإسلام والمسلمين على اختلاف أوطانهم في جميع أنحاء المعمورة.
وإن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ، إذ يعزون أسرة الفقيد والشعب السعودي والعالم الإسلامي بوفاته ، ليسألون الله جل وعلا أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جنته وينزله منازل الشهداء ، إنه سميع مجيب ، والحمد لله على قضائه وقدره . إنا لله وإنا إليه راجعون.
الاقتصادية 14 / 5 / 1429هـ
العدد : 2060

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 05:41 AM
المشاركة 136
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
المليك وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني يؤدون صلاة الجنازة على فقيد الأمة

ودعت الأمة الإسلامية يوم أمس علامة العصر وفقيد أهل السنة والجماعة سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي عام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء حيث صلى على جنازته بالمسجد الحرام عقب صلاة الجمعة في موكب مهيب لم يشهد له التاريخ مثيلاً ويمثل اعتزاز العلماء وتكريمهم كيف لا وهم ورثة الأنبياء . وقد تقدم جموع المسلمين للصلاة على جنازة الفقيد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يحفظه الله ، وسمو ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني الأمير سلطان بن عبد العزيز وحضر صلاة الجنازة أيضاً صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الأشغال العامة والإسكان وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة . وقد أم المسلمين لخطبة الجمعة سماحة الشيخ محمد بن عبد الله بن سبيل إمام وخطيب المسجد الحرام الذي تحدث في خطبته عن مكانة وأهمية العلماء وأن الأمة قد فقدت علماً من أعلامها وهو عالم الأمة وإمام أهل السنة والجماعة في هذا العصر علامة زمانه وفقيه أوانه الداعية إلى الله على علم وبصيرة المجاهد في سبيل الحق والهدى سماحة العلامة الجليل الشيخ عبد العزيز بن باز وقال أن فقده مصاب أليم وحادث جلل على أمة الإسلام وسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يبوأه منازل الأبرار مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين . وعقب صلاة الجمعة صلى على جثمان سماحته في موكب مهيب وسط الدعاء والخشوع والبكاء بأن يغفر الله له ثم شقت جنازة سماحته الجموع بصعوبة بالغة وسط الجموع الغفيرة التي جاءت لتلقي النظرة الأخيرة على سماحة الشيخ ثم حملت الجنازة إلى مقبرة العدل حيث شهد مراسم دفنه أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء وأصحاب الفضيلة العلماء وأقران الشيخ من العلماء الأ<لاء وجمع غفير من تلامذته وطلاب العلم وقد كان في مقدمة المشيعين وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الأشغال العامة والإسكان وصاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة ومعالي وزير المعارف الدكتور محمد بن أحمد الرشيد ومعالي الرئيس العام لتعليم البنات الدكتور علي بن مرشد المرشد وسماحة الشيخ محمد بن عبد الله السبيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ومعالي نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور عبد الله بن عمر نصيف وأصحاب الفضيلة العلماء الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين عضو هيئة كبار العلماء وفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين عضو هيئة كبار العلماء وجمع كبير من الدعاة والعلماء . رحم الله فقيد الأمة سماحة الشيخ الوالد عبد العزيز بن باز وجزاه على ما قدم من جهود علمية وخدمة للدعوة والإسلام {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية . فادخلي في عبادي وا دخلي جنتي} ... صدق الله العظيم .

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 05:41 AM
المشاركة 137
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قوات الطوارئ السعودية تنظم دخول الجنازة إلى الحرم المكي الشريف

لم تستطع الفرق الأمنية بقوات الطوارئ الخاصة السعودية من السيطرة على الأمواج البشرية التي تجاوز عددها ما يقرب من 50 ألف مسلم جاؤوا من داخل السعودية وخارجها من الاقتراب من جثمان فقيد العالم الإسلامي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز عند وصول جنازته إلى باب الملك عبد العزيز بالحرم المكي الشريف في مكة المكرمة ، حيث أديت الصلاة عليه عقب أداء صلاة الجمعة أمس وتقدم جموع المصلين الذين قدر عددهم بما يقرب من مليون شخص خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز والأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني والأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام وأفراد الأسرة المالكة وشخصيات سياسية ودينية ودبلوماسية من أنحاء العالم العربي والإسلامي وجموع حاشدة من المسلمين من كافة أقطار العالم.
وكان المنظر مهيباً عندما دخلت جنازة الفقيد الراحل إلى ساحة الحرم المكي الشريف وجثمانه الظاهر ملفوف بعباءته التي كان يرتديها أثناء حياته ويؤم بها المصلين ويلقي الدروس الدينية . أمواج متلاطمة هائجة من البشر تريد كسب الثواب في حمل جثمان هذا العالم الجليل الذي نذر حياته وأفنى عمره وقسا على صحته وراحته من أجل الدعوة إلى الله وتحكيم الشريعة الإسلامية والسنة النبوية في كل نواحي الحياة . لم تستطع فرق قوات الطوارئ الأمنية الخاصة السعودية السيرطة في منع الأمواج البشرية التي قدرت بـ50 ألف مسلم من كافة الدول الإسلامية ومن تلامذة الفقيد من السعوديين الذين قدموا إلى مكة من كل المناطق والقرى السعودة التي أرادت أن تحمل الجثمان ، من الوصول قرب إمام وخطيب المسجد الحرام والمسجد النبوي إلا بعد ما يقرب من 40 دقيقة وهي في الحالات العادية لا تتجاوز الـ10 دقائق.
وقد وجد المشيعون صعوبة بالغة بعد أداء الصلاة على الجثمان في إعادة حمله حيث تكالبت الآلاف من الأيدي الممدودة وتزاحمت الأمواج البشرية لحمله إلى مثواه الأخير في مقابر العدل شرق مكة المكرمة ، والذي شاهد المنظر المهيب الذي نقله مباشرة التلفزيون السعودي بصوت المذيع خالد البيتي يعرف حجم الخسارة العظيمة التي خسرها العالم الإسلامي برحيل الشيخ الجليل ويعرف المكانة الحفية والغالية التي يكنها له المسلمون في كافة أقطار العالم من المسلمين.
لقد تدافقت وتزاحمت الآلاف من الأيدي وشكل الجثمان وسط الهدير الضخم من المشيعين نقطة صغيرة بين حشد هائل ، الأمر الذي جعل الجثمان يتجه يمنة ويساراً ، ل أن الآلاف من الأيدي تريد أن تتلقفه ولو بلمسة لكسب الثواب في عالم جليل زاهد واجه في عدة مراحل من عمره ديوناً بسبب كرمه وإنفاقه على المحتاجين من المسلمين والأقليات المسلمة . وقد كانت معظم خطب أئمة الجوامع في السعودية يوم أمس الجمعة عن مآثر الفقيد وسيرة جهاده وعلمه.
ونوه الخطباء بالخسارة الفادحة لرحيل ابن باز ، وتناولوا مشوار حياته الحافل بالعلم والدعوة إلى الله وطالبوا المسلمين بالسير على نهج الراحل ، ودعوا الله أن يخلف في المسلمين من يعوض فقدانه وخسارته ، رحم الله الشيخ ابن باز ويجازيه خير الجزاء على ما قدم وبذر لخدمة الإسلام والمسلمين .

عكاظ: 5 / 2 / 1420هـ
عدد : 11954

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 05:41 AM
المشاركة 138
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
خادم الحرمين الشريفين لأبناء ابن باز:فقدنا أعز الناس وأصدقهم في النصح والدعوة للخير

بكلمات أبوية مؤثرة وبعبارات مفعمة بعمق المشاعر والتأثر قال خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود عند استقباله رعاه الله بعد ظهر أمس في قصر الصفا بمكة المكرمة لأبناء سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز موجهاً أدامه الله كلماته لأبناء الفقيد الراحل "والدكم رحمة الله عليه هو والدنا بل ربما أشد من ذلك بالنسبة لي شخصياً وفقده ليس مصابكم أنتم كأسرته وأبنائه بل هو أيضاً مصابنا كشعب وأيضاً للعالم الإسلامي ولكل المسلمين"وأضاف المليك المفدى قائلاً "لقد فقدنا بوفاة والدكم إنساناً من أعز الناس بالنسبة لنا ومن أصدق الناس معنا ومن أحرص الناس على نصحنا والدعوة إلى الخير والنصح للناس وتوجيههم" هذا ماقاله الشيخ أحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن باز المحاضر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والذي دائماً ما يرافق والده سماحة مفتي عام المملكة في تنقلاته واستقبالاته في اتصال هاتفي أجرته معه "عكاظ" أمس وأضاف لقد كان لتلك الكلمات الأبوية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين أثرها البالغ في نفوسنا نحن أبناء الفقيد ولقد خففت من مصابنا الجلل في فراق والدنا رحمة الله عليه ونحن لم نستغرب مثل هذه المشاعر الصا دقة التي دائماً ما يغمرنا بها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني سواء في حضور والدنا رحمه الله أو غيابه.
من جهة أخرى تحدث الشيخ أحمد عن الساعات الأخيرة التي سبقت تسليم روح والده إلى بارئها فجر يوم أول من أمس الخميس وقال : "عندما نقلناه رحمه الله إلى المستشفى في الطائف كان هنالك ممرض "نصراني" بجوار والدي رحمه الله وكنا أنا وإخواني عبد الله وعبد الرحمن وخالد نحيط به رحمه الله فكان أكثر ما يحث وينصح ذلك الممرض النصراني باعتناق الإسلام ودعاه بشدة على أن لا يموت على النصرانية .. هذا الحديث من والدي للمرض كان قبل ساعتين من وفاته رحمه الله .
وحول الكلمات الأخيرة التي كان يرددها سماحة المفتي قبل وفاته قال الشيخ أحمد : سمعته يردد ما نصه "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ، ثم تبسم لنا رحمه الله ثم أغمضت عيناه قبل ساعة من وفاته.

عكاظ: 29 / 1 / 1420هـ
العدد : 11949

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 05:41 AM
المشاركة 139
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مساجد الجمعة تكبر اليوم صلاة على روح ابن باز

أدت جموع المسلمين في كافة مناطق ومحافظات المملكة صلاة الغائب على فقيد الأمة الإسلامية سماحة الشيخ عبد العزيز بنباز استجابة للأمر الملكي الكريم.
ففي مدينة الرياض أقيمت صلاة الغائب على الفقيد وسط جموع من المسلمين تقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز نائب أميرمنطقة الرياض.
وابتهل المسلمون إلى المولى عزَّ وجلَّ أن يتغمد سماحته بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن ينزه منزلة الصديقين الأبرار الأخيار.
وفي منطقة تبوك تقدم صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان جموع المصلين في تيماء على الفقيد سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز كما أديت الصلاة في جوامع ومساجد المنطقة.
وفي نجران أدى صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة نجران عقب صلاة الجمعة يوم أمس صلاة الغائب على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز كما أدى الصلاة مع سموه جموع المصلين . وفي تصريح لسمو أمير نجران دعا الله العلي القدير أن يتغمد سماحته بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن ينزله منزلة الصديقين والشهداء. وأشار سموه إلى ما كان يتميز به سماحته من الزهد وخدماته الكبيرة للإسلام والمسلمين في شتى أرجاء المعمورة . وقال أن سماحته يعد فقداً كبيراً للأمة الإسلامية لما عرف عنه رحمه الله من تسخير كل وقته وجهده في خدمة الإسلام والمسلمين . كما أقيمت صلاة الغائب في كافة جوامع ومساجد منطقة نجران وذلك عقب صلاة الجمعة .
وفي حائل تقدم وكيل إمارة منطقة حائل الأستاذ محمد بن فهد بن سويلم الصلاة على الفقيد ابن باز في جامع التركي بحي شراف ... وقد أم المسلمين فضيلة الدكتور عثمان صالح العمر.
وفي الطائف أقيمت صلاة الغائب على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في كافة جوامع ومساجد المحافظة تنفيذاً لتوجيه خادم الحرمين الشريفين. ونوه الخطباء بالجوامع والمساجد بأعمال الفقيد وما حققه لخدمة الإسلام والمسلمين سائلين المولى عزَّ وجلَّ أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان .
كما أدى المواطنون والمقيمون في محافظة الزلفي بعد صلاة الجمعة أمس صلاة الغائب على فقيد الوطن وفقيد العالم الإسلامي مفتي عام المملكة العالم الجليل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله وأديت الصلاة على الفقيد الغالي في جميع مراكز الزلفي وقراها وهجرها .
كما أدت جموع المصلين في محافظة محايل عسير والمراكز التابعة لها صلاة الغائب على سماحة الشيه عبد الزيز بن باز وذلك استجابة لتوجيه خادم الحرمين الشريفين بإقامة صلاة الغائب على فقيد الأمة العربية والإسلامية.
وأم المصلين في جامع السوق الشيخ يحيى السلومي فيما أم الشيخ إبراهيم الحفظي في جامع النزهة صلاة الغائب على سماحة الشيخ ابن باز.
وقد أدى المصلون في كافة أنحاء محافظة محايل والمراكز التابعة لها كبحر أبو سكينة وخميس مطير وسعيدة الصوالحة وال فاهمة والريش وبلاد آل مشول وترقش والنصب وبني ثوعه والضرس والمربع صلاة الغائب على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
كما أدت جموع غفيرة من المواطنين والمقيمين في مساجد محافظة الدوادمي صلاة الغائب على فقيد الأمة الإسلامية الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عقب صلاة الجمعة . وتناول الخطباء في خطبهم مآثر الفقيد وأعماله التي تخدم الأمة الإسلامية رافعين العزاء لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني وللأمة الإسلامية في فقيدها.
وفي محافظة الأفلاج أدى المسلمون الصلاة على الفقيد بن باز . وفي محافظة بلقرن أدت جموع المسلمين في جميع مساجد المحافظة بعد صلاة الجمعة أمس صلاة الغائب على سماحة المفتي العام وقد تحدث محافظ بقرن علي بن مناع الوادعي عقب انتهاء الصلاة لـ"الجزيرة" قائلاً : أن فقد هذا العالم المفتي سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز يعد فاجعة ليس على بلادنا فحسب بل على الأمة الإسلامية فنسأل الله أن يجبر مصيبتنا وأن يخلف علينا . فقد كان الفقد ذا علم وفضل واجتهاد كبير في الخير نسأل الله أن يرحمه وأن ينزله منازل الأبرار والحمد لله على قضائه وقدره .
الجزيرة : 29 / 1 / 1420هـ
العدد : 9725

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 05:41 AM
المشاركة 140
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأمير مشعل والأمير طلال والأمير أحمد يعزون في وفاة الشيخ ابن باز

قام صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية بزيارة لمنزل سماحة الفقيد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز بالرياض قدموا خلالها التعازي لأبناء وشقيق سماحة الفقيدة الشيخ عبد العزيز بن باز وأبدوا الحزن العميق لفراق سماحته وأنه مصاب الأمة الإسلامية أجمع.
كما قام من جانبه عدد من أصحاب السمو الملكي والمعالي وكبار المسؤولين بالدولة بزيارات مماثلة للعزاء خلال اليومين الماضيين وعدد من أعضاء مجلس الشورى وعدد من أصحاب الفضيلة والعلماء والسعادة وأهالي وأعيان مدينة الرياض وقد قدم من جانبهم أبناء سماحة الفقيد خالص الشكر والعرفان لكل من واساهم في وفاة سماحته – يرحمه الله – مؤكدين أن ذلك دلالة واضحة على المحبة والتقدير الذي حظي به والدهم من الدولة والمسؤولين فيها وكل محب لسماحة الفقيد ومنوهين بأن هذا مما خفف من مصابهم وأحزانهم داعين المولى عزَّ وجلَّ أن يغفر لسماحة والدهم وأن يسكنه فسيح جناته.

الرياض : 4 / 2 / 1420هـ
العدد : 11286

~ ويبقى الأمل ...

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مسيرة عطاء // الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ~
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فضيلة الشيخ محمد الشعراوي ( رحمه الله ) علي حيـدر منبر الحوارات الثقافية العامة 6 10-27-2020 05:58 PM
توضيح للمقطع المنتشر بشأن فتوى الشيخ محمد بن عثيمين ( رحمه الله ) لحكم قول اللهم صل ع حمود أحمد منبر الحوارات الثقافية العامة 0 11-14-2016 01:49 PM
ابن عطاء الله السكندري رحمه الله عبدالله باسودان منبر الحوارات الثقافية العامة 1 07-03-2013 03:58 AM
الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ( رحمه الله ) علي حيـدر منبر الفنون. 12 01-20-2013 09:27 AM
|| فتاوى فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ~ أمل محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 10 02-03-2011 02:59 PM

الساعة الآن 09:44 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.