قديم 09-21-2010, 05:35 AM
المشاركة 111
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كان يدعو للجهاد في مواجهة إسرائيل

إن العلامة ابن باز – رحمه الله – هو فقيد العالم الإسلامي كافة ، له موافقة الجهادية في ميادين العلم والدعوة الإسلامية الحقة ، والوقوف موقف المدافع القوي عن الإسلام والمسلمين في كافة المواقع التي شغلها ، حيث سخرها لخدمة الإسلام والعقيدة الإسلامية ، وبهذا الصدد له موقف ثابت في الحفاظ على الكتاب والسنة والدفاع عن العقيدة الإسلامية لتبقى نقية أصيلة بعيدة عن محاولات التشويه .
كان لقائي معه في موسم الحج من العام المنصرم 1419هـ / 1998م في أرض الحجاز ،حيث كان – رحمه الله – ترحيبه بنا حاراً ، وحديثنا معه مشرقاً ، حيث تحدثنا في أمور كثيرة ، وكان محور حديثه متوجه حول الحفاظ على وحده الشعب الفلسطيني والوحدة الوطنية وتفويت الفرصة على المتربصين لوحدة شعبنا الفلسطيني والمتآمرين على قضيته محذراً من التفسخ والانقسام ، مذكراً بالهدف الواحد القائم على أساس إعلاء كلمة الحق وكلمة الدين .
وقد كان اعتبار أن أرض فلسطين أرض وقف إسلامي ، ولا يجوز بأي حال من الأحوال التنازل عنها ، أو التفريط بها ، وكان – رحمه الله – دائم الدعوة لمسلمي العالم أجمع للجهاد في سبيل الله لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومحاربة الصهيونية أينما حلت ووجدت .
الشيخ أحمد ياسين رحمه الله
مؤسس حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) غزة – فلسطين

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 05:36 AM
المشاركة 112
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سباق إلى الخير

عرفت الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز عام 1381هـ لأني كنت ضمن وفد دعي للمساهمة في تكوين رابطة العالم الإسلامي وكان رئيسها في ذلك الوقت الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية وهو رئيس الرابطة ونائبه سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، وأيضا يوم أن كان مديراً للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة بعد إنشائها وكان مقره في ذلك التاريخ في المدينة ثم أصبحت صلته بي صلة قوية يدعوني باسم الجماعة للمؤتمرات التي كان يعقدها في الجامعة من وقت لآخر ، ثم لما انتقل إلى رئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد أصبحنا بالنسبة له طلبة ودعاة يدعونا في المواسم في رمضان وفي الحج لنلقي دروسا ومحاضرات في المساجد .
وأخيرا حدد لنا ثلاثة كراسي في الحرم المكي في الحج ومثلها في المدينة بعد الحج نلقي توجيها للحجاج وهكذا ظل الأمر يستمر بنفس الحالة سنين عدة ، وكنا نقدم له توصيات لطلبة حازوا الشهادة السودانية لقبلوهم في جامعة المدينة مدة رئاسته لها وما كان يرد لنا طلبا فالدفعات الأوائل من خريجي جامعة المدينة السودانيين كانوا عند حسن ظننا بهم ، الأوائل في جميع المراحل مما جعل الشيخ يحبهم ويحب السودان من أجلهم ، ولا يرد طلبا يصله منا ، ولما جلس في رئاسة البحوث بالرياض وأصبح يأتي إلى مكة في رمضان وفي موسم الحج كنا نعمر وقتنا بالجلوس إلى حلقاته نتزود من علمه ومن سلوكه ومن صبره ومن حضور ذهنه وكنا نعجب أنه لا ينسى أسماءنا لأننا نغيب عنه عشرة شهور تزيد أو تنقص قليلا وكلما حضرنا وجدناه برحب بنا بأسمائنا ويسأل عن كل فرد زاره معنا وهذا يدل أن الله تبارك وتعالى مده بمواهب كثيرة وخصائص لا أقول حصرت فيه ولكن كانت من مميزات شخصيته القلة ، ثم من الملاحظات العجيبة أنه لا يحدد زمنا للعمل إنما كان وقته جميعا للعمل يفتي الساعات الطوال بالنهار وعلى مائدة الطعام لا ينفك الهاتف من أذنه عن المستفتين رجالا ونساء داخل المملكة وخارجها ، أيضا بعد أن يتناول طعام الغداء يجلس في صالون الجلوس وهو ساحة فسيحة للعمل حتى يؤذن العصر ، ونذهب نحن منه إلى منازلنا ونعلم أنه في مدع نومه تلاحقه الاستفتاءات بالتليفون يرد عليها بحنان الأبوة وصداقة الصديق وعطف الأخ علي أخيه ولا يعتذر ولا يتبرم مهما كان السائل يلح في الأسئلة والاستفسارات .
ثم في الحياة العامة ونحن في السودان ويعتقد السودانيون في بلادنا أننا من أحب الناس إلى المملكة حكاما ومحكومين يظنون أن ينالوا العلاج من المرض والثراء لمعدمين من المملكة عن ريقنا ولا نبخل بالتوصية ولكنها محدودة من أشخاصنا ننتهي عند سماحة الشيخ بن باز إن كان للعلاج فالمريض يقصد لخادم الحرمين الشريفين أو لولي العهد أو النائب الثاني ودورنا أن نرفع مع الطلب رجاء لسماحة الشيخ – رحمه الله – تعريفا بحال المريض وموقفه المادي وحال المحتاج وضرورته ونرجوا منه أن يعزز رجاءنا هذا بتوصية لخادم الحرمين الشريفين أو ولي العهد أو النائب الثاني ليحقق للطالب طلبه فما رد طلبا أبدا لمرضى وسد حاجة محتاجين ، في طوال الخمس والثلاثين سنة التي عشت فيها بصلة معه ثم ظاهرة أخرى ما رأيت مائدة الشيخ في أي وجبة من الواجبات إلا وهي مكونه من عدة سفر قد ترتفع إلى عشرة سفر كل الجالسين عليها يمثلون العالم الإسلامي بأكمله أفريقيين وأسيويين وأوروبيين ، طوال هذه المدة وفي أوقات الوجبات المختلفة ولا يتمايز عليهم بطعام خاص إنما يكون فردا ضمن آخرين على مائدة واحدة .
أما عن فوائد سماحته – رحمه الله – للسودان فقد بعث للسودان عدة دعاة من حملة الشهادات بعضهم وفق الميزانية الرسمية وجلهم على مكتب المنزل وهو خارج ميزانية الدولة وقد يقول مساعدوه إن السودان أخذ كفايته من الدعاة ويكون رده أن السودان مليون ميل مربع وكل ميل من هذه الأميال في حاجة إلى داعية ولذلك نرى المجتمعات التي فيها الدعاة المبعوثين من سماحة الشيخ ومنهم السوداني والإريتري التي يسكن السودان كل أماكنهم أصبحت مستنيرة في فهم دينها وتطبيق شعائره وفق السنة المطهرة .
الشيخ محمد هاشم الهدية
رئيس عام جماعة أنصار السنة المحمدية – السودان

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 05:36 AM
المشاركة 113
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
صمام الأمان

كان صمام أمان في المجتمع الإسلامي جبل من جبال العلم هوى، فنعزي أنفسنا والمسلمين ونسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يجعله مع الصديقين والصالحين.
أعتقد أن الشيخ ابن باز كان صمام أمان بين أبناء المجتمع يضبط الفتوى ويثق الناس في فتواه حيث كان يبتغي بفتواه وجه الله – لا ينحاز إلى فئة أو دولة أو طائفة أو هوى ، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحد وكان – رحمه الله – إذا حضر مؤتمرا كان النجم اللامع الذي يقود دفة سير المناقشات في تلك المؤتمرات بعلم وحكمة وسداد رأي .
ومن مواقفه أنه بالرغم من أن الشيخ عبد العزيز كان له موقف من بعض الآراء حول دوران الأرض وكروبيتها إلا أنني ناقشته في ذلك وبينت له أن الذين كانوا يقولون بأن الأرض تدور والشمس ثابتة قد تراجعوا عن قولهم ذلك وقالوا الأرض تدور والشمس تجري ، فالموقف الشديد الذي كنتم تقفونه من يعارض ظاهر الآية وهي قوله تعالى " والشمس تجري " ولا مبرر له بعد قولهم أن الشمس تجري وأنها ليست ثابتة فقال الشيخ : " إذا كان الأمر هكذا فهين " فأخبرت بذلك الجمهور في محاضرة لي في السعودية ، فشكاني بعض السامعين إليه وقالوا :" – يا شيخ – الزنداني يتقول عليك ويقول أنك قلت :" أن الأمر هين " فقال لهم : إذا كان ذلك فقد صدق .
وكان – رحمه الله – من المحتسبين لهيئة الإعجاز العلمي والداعمين لها وكان ينتدبني للإصلاح بين المجاهدين الأفغان " ولما سمع أننا قمنا بإنشاء جامعة الإيمان أرسل إلينا رسالة يشجعنا فيها على المضي في ذلك ويقول أنه يسعده أن يعاون ويدعم الجامعة .
ومن أبرز صفاته أنه كان عالما وثيق الصلة بالعلم وكثير العمل وكثير الذكر والعبادة وهي صفات قل أن تجتمع في رجل، وكان شجاعا في الحق ولكن في أين، لا تأخذه الانفعالات.. تحكمه الشريعة والدليل ولقد ناقشته مع الشيخ عبد الوهاب الديلمي في فتوى أصدرها وتراجع عنها بعد أن أتيناه بالدليل من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وكتب أخرى .
وهو سهل قريب مع البسطاء والمساكين يقضي حاجاتهم ويدافع عنهم ويرعى أسرهم ولكنه لا يتنازل في دينه قيد شعره – نحسبه كذلك - .. وإن وقع – رحمه الله – في أمر في خطأ فإنما مرد ذلك للضعف البشري ولا لسوء القصد ، وكان شديد التمسك بمنهج السلف ، بصيرا بواقع أمته وإماما من أئمة المسلمين .
الشيخ عبد المجيد الزنداني
رئيس جامعة الإيمان – صنعاء – اليمن

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 05:36 AM
المشاركة 114
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لا يجامل أحدا في الحق

لقد اهتز العالم الإسلامي بأفراده وشعوبه بإعلان وفاة العلامة الكبير الشيخ عبد العزيز ابن باز – رحمه الله – وأسكنه في الفردوس الأعلى لاجتماع ثلاثة أسباب في شخصه:
الأول: كثرة خشيته الله تعالى، والتزامه بتقوى الله وورعه في الفتوى، وتميزه بتحري الصواب، ومطابقة شريعة الله تعالى.
الثاني : سعة علمه وإحاطته بمصادر الشريعة ، من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، والتزامه منهج السلف الصالح في الاعتقاد وتطابق القول مع العمل ، مع قوة الذاكرة والحفظ .
الثالث: أخلاقه الكريمة : فكان – رحمه الله – ميز بالتواضع من غير حاجة ولا ضعف ، وباللطف وحسن المعاشرة اللطيفة وتودده للناس وطيب نفسه من غير خبث ولا ضغينة ولا أحقاد ، وبكياسة حكمة ، وجرأة في إعلان الحق ، وإصراره على رضاه الله عزوجل ، فأحبه الناس وعظموه ، وتأدب معه الكبار والصغار والملوك والأمراء والحكام ، وهابه الجميع وكان رجلا مهيبا وذكيا أديبا ، وحكيما في المناسبات المحرجة .
لقد جالست الشيخ – رحمه الله – في مجالس العلم والمؤتمرات ، منذ أكثر من ربع قرن في الرياض ومكة المكرمة ، ومؤتمر الفقة الإسلامي ودورات مجمع الفقة الإسلامي التابع لمنطقة رابطة العالم الإسلامي الذي كان رئيسا أمينا له " ولقراراته التي اشتملت على تحصين أحكام الشريعة القيمة تدقيقها وتجليتها وتيسير معرفتها من غير زيغ ولا انحراف عنها ، أو في أحكام الشرع في كثير من مستجدات العصر ، وكان في الحالتين فارس الميدان ، ويتوقف الحسم في النقاش وصياغة القرار النهائي على رأيه وبحسب ما يطمئن له في دينه ومرضاة ربه ، وكانت جلساته مع كبار علماء المملكة اليومية مثلا رفيعا لتمحيص المسائل ، والإجابة على التساؤلات والاستفتاءات الكثيرة من أرجاء العالم الإسلامي وغير الإسلامي .
وترى الجميع يأنسون برأيه ، ويطمئنون لفتواه ، ويكبرون تخريجاته واستنباطاته وحرصه على إعلان الحق من غير مهابة أحد ولا مجاملة لكبير أو عظيم ، ولا يجرؤ أحد أن يتخطى برأيه وتوجيهه ، ومع ذلك تراه واسع الصدر يقبل النقاش والاعتراض ، ويمحص المسائل حتى ينجلي الحق ويقدح الصواب في ذهنه ، ولا يتسرع في الإفتاء ،عملا بالحديث النبوي " أجرأكم على الفتوى أجرأكم على النار " رحم الله الشيخ ابن باز العالم المفتي رئيس مجلس الإفتاء وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية ، وعوض الله الأمة بنظرائه التي يسيرون على دربه ومنهاجه ، ولا يسيرون في هوى حاكم أو عظيم ، حتى تظل شريعة الله مهيمنة على كل شيء وتظل أمانة العلم فوق كل اعتبار ، ويظل الاجتماع على حب عالم جرئ هو الثروة الكبرى ودليل المصداقية والطمأنينة والرضا الإلهي .
الشيخ الدكتور وهبة الزحيلي
رئيس قسم الفقة الإسلامي ومذاهبه
جامعة دمشق – سوريا

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 05:37 AM
المشاركة 115
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كثير الاهتمام بقضايا المرأة المسلمة

لقد أمضى الشيخ – رحمه الله تعالى – طوال عمره في خدمة الإسلام والمسلمين ، وتعليم الناس الخير ، ودعوتهم إلى منهاج النبوة ، ولا شك أن ما قدمه رحمه الله تعالى يشترك فيه جميع أفراد الأمة رجالا ونساء وعلى كافة المستويات ، ولقد كان للشيخ عليه رحمه الله تعالى اهتمام ظاهر بالمرأة المسلمة وحرص بالغ على توجيهها بما يعود بالنفع لها ولأمتها ، ومما يدل على ذلك .
مشاركته في كثير من المحاضرات المخصصة للنساء على رغم مسؤولياته الكبيرة ومشاغله التي لا تخفى على أحد ، ولقد كان رحمه الله تعالى لا يفوته إذا حاضر في إحدى الجهات النسائية أن يوجه النصيحة ، ويلفت النظر لما يراه من مآخذ وقد سبق أن حضرت له محاضرة في مكان ذكر للشيخ أن فيه محرمات لا ترضي الله فوجه – رحمه الله – نصيحة للقائمات على تلك الجهة ونبه على ما قد سمعه بخطاب رفيع ودعوة بالحسنى كما هو معروف عنه رحمه الله .
الأستاذة نادية عبد الله الكليبي
الرياض – السعودية

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 05:37 AM
المشاركة 116
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مات بقية السلف

مات شيخ العلماء وعالم الأمة وبقية السلف .. مات العالم الرباني والرجل الزاهد والعالم المجاهد .. إنه شيخ الإسلام في عصره وزمانه .. سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.. استيقظت صباح الخميس على مكالمة هاتفية من أحد الأخوة الفضلاء فأبلغني بالخير الصاعقة فرددت " إنا لله وإنا إليه راجعون " وترحمت على شيخنا ودعوت له.. حقا إن موت العلماء خسارة كبيرة ومصيبة عظيمة فكيف إذا كان مصاب الأمة في عالم كبير كالشيخ ابن باز لا شك أنه مصاب جلل.
لقد جمع سماحته الكثير من الصفات والمزايا فأحبه الناس كاتب أو متحدث أن يحصي فضائل الشيخ.
كان أنموذجا فريدا للعالم المسلم بكل ما يجب أن يتصف به من الصفات والأخلاق والمزايا.. جمع سماحته العلم والفضل وحسن الخلق وكريم السجايا وسلامة الصدر وطيبة القلب ونقاء السرير وصفاء النفس كان في العلم قمة شامخة وعلما بارزا لا يملك من استمع إليه أو قرأ له سمع عنه إلا أن يقابله بالإجلال والتقدير والاحترام.
كن يحظى رحمه الله باحترام الجميع ففتاواه ودروسه وتوجيهاته كانت موضوع القبول من جميع المسلمين وليس في المملكة فحسب.. أعرف كثيرين من المسلمين من خارج المملكة لا يطمئنون إلا إلى فتاوى سماحته وأذكر أن رجلا من " المغرب الشقيق " حصل بينه وبين زوجته خلاف في مسألة من المسائل وأصرت زوجها أن يتصل بابن باز في " الرياض " لمعرفة الحكم الشرعي في هذه المسألة وبالفعل تم الاتصال بسماحته – يرحمه الله – وأجاب على استفسارهم وما ذلك إلا لاطمئنانهم وثقتهم الكبيرة بسماحته .
هذا من علمه أما عن أخلاقه فحدث ولا حرج كريم بماله وجاهه ووقته.. سعادته في قضاء حوائج الناس وفك كربهم ومساعدهم وتيسير أمورهم .
قلبه الكبير وبيته ومكتبه كلها مفتوحة لاستقبال الناس على مختلف فئاتهم ومستوياتهم ليس في مجلسه لغو أو غريبة أو فضل كلام لا تسمع فيه إلا ذكر الله تسبيح أو تهليل أو تلاوة أو حديث نافع أو موعظة مؤثرة أو توجيه سديد ..
أما طيبة قلبه ونقاء سريرته وسلامة صدره فلا يكاد يختلف عليها اثنان فإذا ما ذكر ابن باز تذكر الناس أبرز صفاته وأجملها " سلامة الصدر " لا يحمل في قلبه إلا الحب والخير والعطف على الناس جميعا.. لا يسمح أن يذكر في مجلسه أحد بسوء فضلا عن أن يسمع منه في أي شخص اتفق معه واختلف إلا الخير.. ولهذا أجمع الناس على حبه وتقديره .. إنه ابن باز الذي اتخذ من السلف الصالح القدوة والأسوة في أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته .. إن رحيله خسارة كبيرة ليس لنا في المملكة العربية السعودية بل للأمة الإسلامية قاطبة.
لقد رحل عنا في ظروف نحن أحوج ما نكون فيها إلى عمله وحكمته وآرائه وتوجيهاته ولكن عزاءنا أن سيرته العطرة وعلمه الغزيرة وذكره الطيب.. ستبقى بيننا حية متوقدة كما أن تلاميذه المخلصين وأبنائه البررة سيسرون على منهجه المتسم بالحكمة والتوسط والاعتدال.*
د. إبراهيم بن محمد أبو عبادة
رئيس جهاز التوجيه والإرشاد بالحرس الوطني
المملكة العربية السعودية
مقتطف من كلمته المنشورة في جريدة الرياض السعودية

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 05:37 AM
المشاركة 117
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رقيق القلب كثير البكاء

كان الشيخ – رحمه الله – كثير العبادة ملازما للذكر والأوراد في أوقاتها ، كثير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من يراه ويسمع لدروسه يسمعه يكثر من قول سبحان الله كثيرا ومن تريد لا حول ولا قوة إلى بالله العظيم ومن عجيب ما ذكر عليه رحمه الله أن كان إذا غضب يقول لتلميذه أو سائلة : سبح كان – رحمه الله – كثيرا الوصاية بتقوى الله يصدر بها حديثه ودرسه ونصيحته .
والشيخ رحمه الله مع كل ذلك يملك قلبا رقيقا متأثرا بكل ما يسمعه من الآيات والأحاديث النبوية والسيرة النبوية وكذا سيرة الصحابة باكيا لما فيه من الوعيد وهكذا ما أعده الله من النعيم ، وكم من حديث أثار أشجان الشيخ رحمه الله فبكى متأثرا مما ورد فيه ، من ذلك أنه بكى عند قصة تخلف كعب بن مالك رضي الله عنه عن غزوة تبوك ، وبكى عند حديث الإفك وقصة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في ذلك ، يحث أحد طلابه : أنه ما رأى الشيخ متأثرا كما رآه عندما قرأت عليه حادثة الإفك إذ تأثر الشيخ وبكى طويلا ، وغلبه البكاء مرة عندما قرأت عليه مقولة أبي بكر رضي الله عنه عندما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت " .
وبكى – رحمه الله – عند حديث جرير بن عبد الله البجلي الذي رواه الإمام أحمد في قصة الأعرابي الذي أسلم ثم وقصته دابته فقال عليه الصلاة والسلام : " عمل قليلا وأجر كثيرا " وبكى عند بيعة الأنصار رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة ، وقد كان رحمه الله سريع الدمعة عند تذكره لعلمائه ومشايخه.
فحدث عن بعض طلابه أنه قرأ عليه رحمه الله حديث: " أن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الملوك لا مالك إلا الله " قال سفيان مثل : " شاهان شاه " ، فكان القارئ وهو أحد تلاميذه قرأها " شاه شاه " هكذا قرأتها على سماحة شيخنا العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله ، فما كان من الشيخ رحمه الله إلا أن دمعته عيناه وغلبه البكاء لأنه تذكر شيخه سماحة العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله قال محدث القصة : فكان هذا موقف لا أنساه ودمعة على وجنتي شيخنا لا أنساها أبدا .
الشيخ الداعية : ولقد عرف عن الشيخ رحمه الله جهاده الطويل في الدعوة إلى الله عزوجل ولا أدل على ذلك من دروسه ومحاضراته وحلقاته ، ومما يحفظه طلبة العلم عن الشيخ رحمه الله والعامة قبل الخاصة والقاصي قبل الداني جهاد الشيخ – رحمه الله – في نشر عقيدة التوحيد الصحيحة بين الناس وطلبة العلم ، فما من درس ولا محاضرة إلا وأكد فيه رحمه الله هذا الموضوع ويوصي به طلابه والدعاة إلى الله عزوجل ، وكلنا يحفظ عن الشيخ رحمه الله إحياء لمذهب إتباع الدليل في مسائل الفروع ونبذ التعصب المذهبي الممقوت الذي لا يقوم على دليل من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الشيخ محمد بن عبد الله صالح .
الواعظ الأول بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف
الفجيرة – الإمارات العربية السعودية

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 05:37 AM
المشاركة 118
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كان يدعم المجاهدين

من خلال مجالستي القديمة له أيام كان رئيسا للجامعة الإسلامية ، وكذا من خلال ما سمعنا عنه من طلاب العلم والعلماء والذين نعرفهم وكلهم يذكرونه بخير ويثنون عليه بما هو أهل هما عدا من في قلبه مرض ، وقد كان محبوبا في كافة الحركات الإسلامية الجادة والمعتدلة ، يحبهم جميعا ويساعدهم ، أضف إلى ذلك دوره في مساعدة الحركات الجهادية في أفغانستان ومواجهة المد الشيوعي والعلماني وكان يدعم منظمات الإغاثة والجمعيات الخيرية في أفريقيا وآسيا وغيرها .
لقد كان رجلا منصفا يعتمد الدليل في فتاواه ويواجه المعارضين بحكمة ولين وقد كان يحب اليمنيين وخاصة الملتحقين بالجامعة الإسلامية حيث كان يتجاوز عن بعض شروط القبول مراعاة لهم ، وكان لا يرد أحدا يأتيه في حاجة وقد يعطيه من مرتبه ولا تنسى أدواره البارزة في كثير من المؤتمرات الإسلامية التي كان يحضرها .
وقد عرفناه يصدع بالحق وينهي عن كل ما يرى شرعا أنه من المنكرات ولما تولى رئاسة الإفتاء والدعوة والإرشاد كان له دور في إصدار سلسلة من الإصدارات لفتاواه وفتاوى زملائه من كبار العلماء.
الشيخ محمد الصادق
عضو الهيئة القضائية في التجمع اليمني للإصلاح – تعز

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 05:38 AM
المشاركة 119
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كان يتوق للصلاة في المسجد الأقصى

عرفت سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز عالما عاملا امتاز بعمق البصيرة ونقاء السريرة وحب العلم وأهله، وحب القدس والأقصى.
ولقد خدم في ميادين الدعوة المتنوعة من خلال الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ، فقد كان رئيسها لها فترة طويلة ، ومن خلال إرسال دعاة إلى مختلف أنحاء العالم ومن خلال مؤلفاته التي تركز على العقيدة الصافية الخالية من الشوائب ، وعلى أداء الواجبات والتمسك بالعبادات ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لقد خدم الإسلام والمسلمين من خلال المراكز المرموقة والحساسة التي تبوأها في مجالات الفتوى والوعظ والإرشاد والمجامع الفقهية .
لقد عرفته عن قرب في جلسات المجلس الأعلى للمساجد كما عرفته حين كنت أزوره في بيته في مكة المكرمة وفي بيته في الرياض عدة مرات ، كما عرفته من خلال المراسلات التي تمت بيني وبينه لابتعاث طلاب المدارس الشرعية بالقدس وفلسطين إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وغيرها من الجامعات في المملكة العربية السعودية .
لقد اتصف – رحمه الله – بالتواضع والبساطة والفطنة والذكاء وسرعة البديهة وكانت الفتاوى التي تصدر عنه تدل على عمق التفكير وسعة الإطلاع وصفاء العقيدة ، بالإضافة إلى ذاك اهتمامه ومتابعته لأخبار القدس والأقصى وأخبار العالم الإسلامي ، أخيرا لقد كان يتوق للصلاة في المسجد الأقصى المبارك .
الشيخ عكرمة صبري
خطيب المسجد الأقصى ومفتي الديار الفلسطينية
ورئيس الهيئة الإسلامية العليا – القدس

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 05:38 AM
المشاركة 120
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كان يكره التشدد والتنطع

حدث هز قلوب الذين عرفوا هذا الشيخ واستفادوا من علمه الغزيرة والشيخ الجليل له مواقف عظيمة وكانت حياته زاخرة بكل معاني النيل والتقوى والشجاعة والرجولة. عرفت الشيخ معرفة طويلة ولكن تمتعت إبان زيارتي للرياض بزيارته في مقره حيث كان رئيسا للدعوة والإرشاد والإفتاء ، عهدت جلوسه في داخل الهيئة وكرمني بدعوته في بيته مع بعض إخواني فتناولنا معه طعام الغداء والانطباع الذي أخذته عن الشيخ أنه جم التواضع ، جم الأدب لا شك أن من رأى بساطه الذي يعيشه ورأى الزهد الذي يتمتع به يعلم من أول وهلة أنه عالم رباني .
أيضا لفت نظري من مواقف الشيخ الاهتمام الكبير بأخبار العالم الإسلامي ومتابعة قضايا المسلمين ونحن معه تناول الغداء أحضر جهاز المذياع وكان حريصا أن يضعه بجانبه أول ما حان موعد نشرة الأخبار في الثالثة من بعد الظهر تابع المذياع واستمع كما استمعنا معه إلى أخبار ذاك اليوم فكان يعلق على كل خبر ، إن كان سارا حمد الله عز وجل وإن كان خبرا فيه يستعاذ منه استعاذ وأذكر في ذلك اليوم أنه كان هناك زلزال في مكان ما فكان الشيخ يستعيذ ويحوقل ويحذر من مصائر هؤلاء لجالسيه فكان هذا موقف عرفت من قدر اهتمام الشيخ بأحوال العالم الإسلامي .
إن الشيخ بدأ بتعليم نفسه عصامياً ولقد كانت جهوده العلمية كبيرة بفضل الله فمنها تعليمه الناس في المعاهد الدينية وفي مجالسه الخاصة وفي المساجد وارتقى به جهده إلى أن وصل رئيسا للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وكان مجلسه في الحرم النبوي زينة المجالس ومجلسه في الكعبة المشرفة في المسجد الحرام في المواسم مشهود . إلى آخر لحظة من لحظات نشاطه العلمي وكتاباته وتحقيقه لكثير من المراجع لا تخفى على أحد في السنة والسيرة والفقه وفتاواه مشهورة ومنشورة وبرامجه التي كان يقدمها نور على الدرب استفاد منها العالم الإسلامي فائدة ، والشيخ إلى جانب هذا العلم الغزير له شخصية مرنة ولم يكن متعصبا لرأي أو مذهب وأحيانا يفتي على غير المذهب الذي هو له وكان يميل إلى التيسير على الناس في فتاواه ولم يعرف عنه التشدد والتنطع – كم خسر العالم الإسلامي بفقد الشيخ في كل هذه الجوانب العظيمة – إن الشيخ داعية بسلوكه أولا وبتواضعه الجم ويزهده في حطام الدنيا وكان لا يأكل إلا على الأرض ولا يلبس لباسا يلبسه عامة الناس ، ومن أكثر من أعجبني في هذا أنه كان يفضل الجلباب المفصل على الطريقة السودانية . أنا رأيته في ذاك الجلباب أكثر من مرة ، وكان الشيخ لا يقبل الغلو في الدين وفي نفس الوقت لا يقبل التهاون والتجاهل وكان يناصر جميع من يدعون إلى تطبيق شرع الله في أي مكان كان ، وكنت له مواقف مشرفة وعظيمة مع الحركة الإسلامية في السودان إبان صراعها مع الشيوعية والإلحاد حيث ناصرها بقوله وقلمه وفكره وأذكر ونحن طلاب في الدراسات العليا في أدنبرة ببريطانيا ، أن عن لنا أن ننشيء مسجدا وربنا سبحانه وتعالى يسر لنا واشترينا موضع كنيسة قديمة وكتبنا للشيخ في هذا فإذا بالدعم الكبير يأتي من المملكة بأسم خادم الحرمين الشريفين ذاك الوقت الملك فيصل – رحمه الله - .
أسال الله أن يرحم الشيخ رحمة واسعة وأن يجعل الجنة مثواه وأن الخسارة بفقده كبيرة ونسأل أن يرفع مكانته في عليين وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
الشيخ محمد عثمان صالح
أمين عام هيئة علماء السودان – الخرطوم

~ ويبقى الأمل ...

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مسيرة عطاء // الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ~
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فضيلة الشيخ محمد الشعراوي ( رحمه الله ) علي حيـدر منبر الحوارات الثقافية العامة 6 10-27-2020 05:58 PM
توضيح للمقطع المنتشر بشأن فتوى الشيخ محمد بن عثيمين ( رحمه الله ) لحكم قول اللهم صل ع حمود أحمد منبر الحوارات الثقافية العامة 0 11-14-2016 01:49 PM
ابن عطاء الله السكندري رحمه الله عبدالله باسودان منبر الحوارات الثقافية العامة 1 07-03-2013 03:58 AM
الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ( رحمه الله ) علي حيـدر منبر الفنون. 12 01-20-2013 09:27 AM
|| فتاوى فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ~ أمل محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 10 02-03-2011 02:59 PM

الساعة الآن 10:52 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.