قديم 04-23-2012, 04:04 PM
المشاركة 461
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
محمد عبدالحليم عبدالله أمير على عرش القلوب



محمد عبد الحليم عبد الله
محيط -مي كمال الدين
تمر اليوم الذكرى التاسعة والثلاثون لوفاة الأديب الكبير محمد عبدالحليم عبدالله والذي يعد واحدا من أهم الأقلام التي كتبت الرواية في الأدب العربي الحديث، وقد حرصت السينما على تجسيد معظمها نظراً لما تتمتع به من ثراء في الأحداث والشخصيات.ولد عبدالحليم عبدالله في مارس 1913 بقرية كفر بولين التابعة لمركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة، أتم حفظ القرآن الكريم بكتاب القرية، تلقى تعليمه الأولى في دمنهور ثم أتم تعليمه الثانوي في القاهرة، والتحق بعد ذلك بكلية دار العلوم وتخرج منها عام 1937، وخلال دراسته كتب أولى تجاربه الروائية "غرام حائر" إلا أنها لم تنشر إلا بعد وفاته.
بدأ نشاطه العملي كمحرر بمجلة مجمع اللغة العربية، ثم أصبح رئيس تحرير لها، كما عين مساعداً لسكرتير عام نادي القصة، وجمعية الأدباء عام 1963، وعضو مجلس إدارة جمعية الأدباء عام 1967.
بدأت موهبته الأدبية في الظهور أولاً من خلال كتابته للشعر إلا انه مالبث أن تحول لكتابة القصة والرواية، وكانت أولى رواياته صدوراً هي "اللقيطة".
شهدت الفترة ما بين 1947 – 1970 مجموعة من الأعمال القيمة التي قدمها الأديب الراحل كإرث أدبي قيم للمكتبة العربية تمثلت في سبع وعشرين رواية، تحول أغلبها إلى أفلام سينمائية مثل ليلة غرام عن رواية "اللقيطة"، وعاشت للحب عن روايته "شجرة اللبلاب"، وغيرها من الأعمال الأخرى التي حملت الاسم الأصلي للرواية مثل غصن الزيتون، سكون العاصفة، الليلة الموعودة.
ونظراً لقيمته الأدبية والثقافية تم تكريمه في أكثر من مناسبة حيث منح جائزة مجمع اللغة العربية عن رواية "لقيطة" 1947، وجائزة وزارة المعارف عن قصة "شجرة اللبلاب" عام 1949، جائزة إدارة الثقافة العامة بوزارة المعارف عن رواية "بعد الغروب"عام 1949، جائزة الدولة التشجيعية عن قصة "شمس الخريف" عام 1953، وجائزة دار الهلال عن قصة "ابن العمدة"، كما منح اسمه بعد وفاته وسام الجمهورية عام 1972 بواسطة الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
وأنشئت مكتبة أدبية باسمه في قريته "بولين" بمحافظة البحيرة، وأقيم متحف بجوار ضريحه في قريته يضم بين مقتنياته المخطوطة الأولي لقصته "غرام حائر".



شجرة اللبلاب
رحل محمد عبدالحليم عبدالله عن عالمنا في الثلاثين من يونيو 1970 عن عمر يناهز السابعة والخمسين بانفجار في المخ، بعد أن قدم للمكتبة الأدبية والسينمائية عديد من الأعمال القيمة نذكر منها بعد الغروب، شمس الخريف، الجنة العذراء، للزمن بقية، شجرة اللبلاب، الضفيرة السوداء، عودة الغريب، غرام حائر، قصة لم تتم، لقاء بين جيلين، الوشاح الأبيض، الماضي لا يعود، شمس الخريف، أسطورة من كتاب الحب، ألوان من السعادة، وغيرها إلى جانب عديد من القصص القصيرة، وترجمت أعماله إلي العديد من اللغات مثل إنجليزية والفارسية، والفرنسية وغيرها، كما تحولت معظم رواياته إلي أفلام سينمائية.

جولة في بعض أعماله
"حلم أخر الليل" هي مجموعة قصصية نشر معظمها في الفترة ما بين أواخر الأربعينات وأوائل الستينات، بعدد من الصحف والمجلات أبرزها المصور، روز اليوسف، التحرير والثورة وغيرها من الصحف والمجلات التي تهافتت على نشر إنتاجه الأدبي، ويقول الأستاذ الجامعي والأديب حلمي محمد القاعود في مقدمة كتاب "حلم أخر الليل" أن هذه المجموعة تعيدنا إلى ذلك الفن الجميل الذي نفتقده كثيراً في الإنتاج القصصي المعاصر، وأنها تقودنا بيد حانية إلى ذلك العالم الرحب الذي نرى فيه المشاعر الإنسانية متدفقة بالحياة والأمل، وتتحرك فيه الشخصيات من زاوية الرغبة في بناء المستقبل، وليس من زاوية كراهية العالم ومن فيه.
كما يقول القاعود أن عبدالحليم عبدالله ينطلق في هذه المجموعة – كما في كل أدبه تقريباً – من رغبة قوية في معانقة الإنسان الذي يتميز بالعاطفة الصادقة والوجدان الصافي، والإحساس المرهف وهي رغبة يغذيها حسه الإسلامي الذي ينحاز للإنسانية ويتعاطف معها في حالات قوتها وضعفها،وقد قام القاعود بتأليف كتاب عن السيرة الذاتية لمحمد عبد الحليم عبدالله بعنوان "الغروب المستحيل".
تدور أحداث روايته "اللقيطة" حول "ليلى" التي ولدت لتجد نفسها طفلة لقيطة سقطت في بحر الحياة وبين أمواجها المتلاطمة، ومع حملها لذنب لا يد لها فيه أنها ولدت بلا هوية فهل يمنحها المجتمع هوية، أم سوف يصر على إبعادها، وخلال أحداث الرواية تبحث ليلى لنفسها عن مكان في هذه الحياة وعن أهل لتكون واحدة من أشخاص المجتمع الشرعيين.
وفي "غصن الزيتون" يصور المؤلف طبيعة النفس البشرية والتي تتفاعل فيها نوازع شتى ملائكية أحياناً، وشيطانية أحيان أخرى، من خلال بطل الرواية المدرس الشاب الذي يمرّ بتجربة عاطفية تتعرّى من خلالها نفسه المتنازعة الأهواء والرغبات، والذي كان يلتقي بزملائه وتدور بينهم الأحاديث عن الحب في فسحة الظهر بعد الغداء، أو عندما يلتقوا في المساء على القهوة القريبة، وكان يشارك في أحاديث الهوى بنقاش بارد، لا يتناسب مع حرارته الحقيقية.

قديم 04-23-2012, 04:31 PM
المشاركة 462
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
محمد عبد الحليم عبد الله
بقلم : محمود الفقى
.........................


بَدءة ذي بَدء يا قارئي العزيز إن كنت ممن لا يحبون الأدب فلا تقرأ مقالي وقد نصحتك وعليه فليس لك بعد هذا علي من لوم. محمد عبد الحليم عبد الله واحد من أندر الأدباء الذين تشعر بالأمان والرقي وأنت تقرأ لهم. عرفته حالما متساميا مترفعا شاعرا لم يكتب بيت شعر واحد فيما أعلم وهو إلى جانب هذا عف اللسان ومحلل نفسي كأحسن ما يكون وناقد أدبي وقاريء نهم ومصري حتى النخاع. في كتابه "الوجه الآخر" أبدأ لك بأول فصل بعنوان:"أنا" حيث يشرح فيه عبد الله كيف أنه كثيرا ما حاول جاهداً أن يستبطن حقيقة ذاته ويغوص في أعماقها يريد أن يقف على عيوب نفسه وذاك وإن كان يبعث على الأسى لكن الأسى كما يقول خير من الغرور. والذي يريد أن يعرف نفسه كمن يلاعب نفسه الشطرنج فلن يرضى غالباً ولا مغلوباً. يرى في كل الناس مزايا ولذا فهو يحب كل الناس. يذوب عبد الله رقة فيقول إن أكثر ما يستوقفه في هذه الحياة ويثير في نفسه الإحساس بالجمال بعد الإنسان هو الشجرة التي يبعث شموخها وثباتها في مكانها بجذورها حالة لا مثيل لها من السكون والطمأنينة التي نحتاجها بشدة. يقول إن الطعام القليل والفكر الكثير هو أعظم متعة في الدنيا ويؤكد قيمة الأدب ويصفه بأنه منجم ماس.

أنتقل بك لما كتبه يوسف الشاروني واصفاً عبد الله حيث يقول إن عبد الله اختار وجها ماسيا في الأدب وهو الجانب القصصي متنقلا بين الرواية حينا والقصة القصيرة حيناً. ومن روايات عبد الله يؤكد الشاروني أن عبد الله رجل يحترم العلاقات العائلية والرحم ويقدسها وهو دائم العرفان بالفضل لأمه التي ورثته رهافة الحس وحب الدين وكانت تستحث رغبته نحو التعليم والقراءة ويذكر عبد الله جيدا كيف كانت تصر على أن يرتدي الطربوش لأنه كان رمزا للأفندية المتعلمين، وكيف أنها كانت أما جميلة طيبة حنونا رقيقة شديدة الإيحاء ذكية ألهمته الحب والخوف والعبادة طاهرة في كل شيء تنتقي أجمل الثياب لها وله ولأبيه وكل أسرته.

يبلغ الوفاء بعبد الله أن يعترف بفضل عم محمد الجندي عليه وهو فراش المجمع اللغوي حيث كان يعمل عبد الله. يحكي عبد الله بتأثر إعجابه بتولستوي - وهو نفس الإعجاب الذي نراه عند محمود تيمور - وكيف أن الأخير قد أنشأ في ضيعته مدرسة على حسابه الخاص لتعليم أطفال الفقراء من الفلاحين وكان يعلمهم ويطعمهم بنفسه بينما كان الناس والمعلمون أنفسهم يسخرون من أريحيته وكرمه وهذا ما جسدته شخصية صلاح النجومي بطل رواية عبد الله "للزمن بقية" الذي فعل مثل ما فعل تولستوي وتلقى نفس ردة الفعل من الناس.

ينحاز عبد الله إلى الرواية على حساب القصة القصيرة لكن المهم يا قارئي هو أنه يؤكد على ما أطلق عليه اسم "الخواص" التي يعتمد عليها كاتب القصة القصيرة وهي اللمسة الإنسانية ذات المغزى الاجتماعي الصامت، والأقصوصة التي تبنى على هذه الخاصة تتطلب كما يقول عبد الله مزاجا شاعرياً وقلباً يحس آهة الحَزَانى. يقول عبد الله:" إننا نصنع من الورق والطين والقش أشياء جميلة فلماذا إذن نصنع من لغتنا أشياء تافهة أو قبيحة. ويضيف عبد الله:" لكي تكون أعمالنا صادقة ينبغي أن نكون صادقين مع ذاتنا أولاً قبل أن نكون صادقين مع غيرنا." يفرق عبد الله في الحب بين الحب العفيف والحب الجنسي وهو أكثر ما أعجبني في عبد الله أنه لا يبتذل في أعماله أبدا وذلك في حدود قراءاتي له ويؤكد على قيمة التسامح التي يمكن أن تنتشر من خلال أدب عف يقوم على التسامي والترفع عن الفحش والابتذال. يتخذ عبد الله تولستوي مثالا فيقول كم حصل تولستوي الروائي الكبير من الحب الجنسي مثلا؟ ويجيب: صفر لأنه كان دميما حتى كانت الخادمات تأنف منه في شبابه وزوجته كانت كارهة له لكن يركز عبد الله على أن تولستوي كان مملوءا بعبير الحب الاجتماعي والتحنن على الفقراء والضعفاء من الفلاحين حوله. لقد رثى تولستوي للمخطئة وجعل الناس يعطفون على ضعفها في "أنّا كارنينا"....وعذب الذي سلب الفقيرة شرفها...عذبه بضميره وتوبته ثم بإعراضها هي عنه، عن ذلك الغني الذي جاء يطلب عفوها في قصة "البعث". يقول عبد الله:"أنا شخصيا أحس أن الكلمات المفردة لها ملامح، وألوان وطول وعرض، وظل مثل ظل الروح على وجه الإنسان. وإخال كل أديب يحس نفس الإحساس." لقد قال عبد الله ذلك لأنه عاش عشرين عاما وسط المفردات العربية في المجمع اللغوي حيث كان يعمل وهو هنا يؤكد على قيمة الكلمة وخطورتها والفرق الشاسع بين الكلمة والأخرى ولو كانتا مترادفتين وأبرز دليل على ذلك هو الفرق بين المترجم والكاتب. بقي أن أختم بقولي إن نجيب محفوظ - وهو هو في الرواية العربية - قد شهد بأن عبد الحليم عبد الله أفضل منه موهباً وأدباً ولغة وقد كان عبد الله أول من فاز في مسابقة القصة التي نظمها يوسف السباعي وتفوق على محفوظ الذي اشترك في نفس العام في هذه المسابقة.

وعن الجوائز التي حصل عليها محمد عبدالحليم عبدالله:
جائزة المجمع اللغوي عن قصته "لقيطة" عام 1947.
جائزة وزارة المعارف عن قصة "شجرة اللبلاب" عام 1949.
جائزة إدارة الثقافة العامة بوزارة المعارف عن روايته "بعد الغروب"عام 1949
جائزة الدولة التشجيعية عن قصة "شمس الخريف" عام 1953.
كما أهدي الرئيس الراحل أنور السادات لاسم محمد عبدالله وسام الجمهورية.

رحم الله محمد عبد الحليم عبد الله فقد لفت نظري فيه أنه عبر بصدق عن مجتمعه وأخرج لنا أدبا اجتماعيا هادفا هو أشد ما نحتاجه اليوم من أنواع الأدب.


قديم 04-24-2012, 02:11 PM
المشاركة 463
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اهم احداث طفولة محمد عبد الحليم عبد الله

- قيل عنه "تحول العديد من أعماله الروائية إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية بسبب ما تتميز به من ثراء وتشابك في الأحداث وتنوع وتغير في الشخصيات وعناية مركزة بتصوير البيئة إضافة إلى جمال أسلوبه وصياغاته اللغوية وسيطرة نزعة الألم والكآبة والدموع العاطفية على أبطال قصصه الغرامية وخاصة في مشاهد الموت ومواقف الفراق، ولعل هذه السمات هي ما ميزته عن معظم الروائيين الواقعيين من جيله.‏

للاسف لا يعرف الكثير من التفاصيل عن طفولته ولا تشتمل سيرته ذكر للاحداث التي يمكن ان تكون قد صنعت عبقريتة لكن سيطرة نزعة الألم والكآبة والدموع العاطفية على أبطال قصصه الغرامية وخاصة في مشاهد الموت ومواقف الفراق توحي بأنه عاش مثل هذه التجارب في حياتة ولو ذلك لما كان قادرا على نقلها للمتلقي بمثل تلك القوة المؤثرة التي جعلته واحدا من بين كتاب افضل 100 رواية عربية. وسنعتبره ولاغراض هذه الدراسة مأزوما.

مأزوم.

قديم 04-25-2012, 09:20 AM
المشاركة 464
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
65- قلوب علي الاسلاك عبد السلام العجيلي سوريا

قلوب على الأسلاك- رواية عبد السلام العجيلي

هذه أفضل روايات الروائي الطبيب عبد السلام العجيلي، وقد اختارها اتحاد الكتاب العرب لتكون من بين أفضل مئة رواية في تاريخ الأدب العربي.
وهذه النسخة هي الطبعة الثانية المنشورة سنة 1990م - دار الشرق العربي (بيروت) .

تدور الرواية عن الحب، الشاغل الأكبر للكبار والصغار..
بطل الرواية يتحدث عن علاقته بأربع نساء عرفهن في دمشق.. واحدة قادته للحب على طريقتها، والثانية قدمت له قلبها في تفتحه الأول فهرب منها، والثالثة كانت شخصيتها أقوى منه وحاول أن يستهويها لكنها فضلت عمه الثري عليه! والرابعة أحبها ولم يجرؤ على البوح بحبه لها..
ورواية عبد السلام العجيلي هذه ليست مجرد غراميات شاب فقط وإنما هي أيضاً قصة سنين مضطربة عصفت بالبلاد في مهب تيارات اجتماعية وسياسية فاصلة.
وغني عن القول أن الروائي الطبيب يمتاز بأسلوب جميل سهل وأجاد التحليق به في هذه الرواية التي احتلت مكاناً مرموقاً في عالم الأدب.

حمل الكتاب من هنا >>
http://www.4shared.com/file/11408911...aili_____.html

قديم 04-25-2012, 01:03 PM
المشاركة 465
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عبد السلام العجيلي
أديب وكاتب سوري ولد في مدينة الرقة سنة 1918، عمل في الطبوالسياسة إضافة للأدب. درس في الرقةوحلبودمشق وتخرج من جامعة دمشق - طبيباً عام 1945. انتخب نائباً عن الرقة عام 1947. تولى عدداً من المناصب الوزارية في وزارة الثقافة والوزارة الخارجية والإعلام عام 1962, يعد أحد أهم أعلام القصة والرواية في سوريا والعالم العربي، وقد أصدر أول مجموعاته القصصية عام 1948 بعنوان بنت الساحرة. و كان له أقاصيص أخرى مثل ساعة الملازم و قناديل إشبييلية.
كتب عبد السلام العجيلي القصة والرواية والشعر والمقالة. بلغ عدد أعماله أربعة وأربعين كتاباً حتى 2005 من أهمها الليالي والنجوم (شعر 1951)، باسمة بين الدموع (رواية 1958)، الحب والنفس (قصص 1959)، فارس مدينة القنطرة (قصص 1971)، أزاهير تشرين المدماة (قصص 1974)، في كل واد عصا (مقالات 1984). أحاديث الطبيب (قصص 1997)، ومجهولة على الطريق (قصص 1997).
تعتبر كتابات الكاتب الكبير العجيلي في المجال الادبي من ضمن أغنى وأهم الروايات الأدبية العربية في تاريخ الأدب العربي وقد ترجمت معظم أعماله إلى اللغات الإنكليزية والفرنسية والإيطالية والأسبانية والروسية، وتدرس العديد من أعماله في الجامعات والمدارس ويعد مرجع من مراجع الادب العربي.
توفى عبد السلام العجيلي في 5 أبريل من عام 2006 عن عمر ناهز 88 عام.
==
يصف العجيلي طبيعة نشأته في الرقة بطريقة لا يمكن أن تختصر أو تحاكى ولا تحتاج إلى تفسير أو تعليق ولا يجوز إلا أن تـُقرأ بالحرف الواحد:
" ولدتُ في الرقة. بلدة صغيرة، أو قرية كبيرة على شاطئ الفرات بين حلب ودير الزور. من الناحية الاقتصادية كان أغلب أهل الرقة، وأسرة العجيلي منهم، يعيشون حياة نصف حضرية بأنهم كانوا في الشتاء يقيمون في البلدة فإذا جاء الربيع خرجوا إلى البادية يرعون فيها أغنامهم ويتنقلون بين مراعي الكلأ حتى أوائل الخريف. وقد عشت هذه الحياة في صباي فأثّرت فيّ كثيراً وقبستُ منها كثيراً في ما كتبت…
متى ولدتُ؟ لم يكن في الرقة في تلك الأيام سجلات ثابتة للمواليد. ويبدو أني ولدت في أواخر تموز في سنة 1918 أو 1919 . وأنا أصرّ دوماً على التاريخ الأول رغم أن الأغلب هو صحّة التاريخ الثاني
التزم عبدالسلام بالرقة، على الرغم من تعدد وجوه حياته وإغواءات المدينة والسلطة و تجوال العالم، وظلت عيادته مفتوحة في الرقة وظل مرضاه دائماً ينتظرونه إلى أن يؤوب من مهمة جديدة، أو رحلة عتيدة، أو انقلاب في العاصمة دمشق ( وما أكثر ما كانت الانقلابات متتابعة في الخمسينات والستينات) ولم يستطع الزواج من بنت المدينة أن يجرّه نهائياً إلى وجاهة العيش في العاصمة والتمتع بإغواءات السلطة، على الرغم من اعترافه بأن الزواج كان أهم حدث في حياته، وكلماته بهذا الشأن واضحة تماماً:
" يبدو لي أن أهم حدث في حياتي هو زواجي. فقد غيّر من سلوكي في كثير من نواحي الحياة وساقني في مناهج ما كنت أنتهجها لولاه، سواء في مسلكي اليومي أو في طريقة نظرتي للمجتمع أو المستقبل. وبالزواج علمت أني رجل من غمار الناس، أعني أني فرد من جماعة، يسري عليّ ما يسري عليهم مهما تصورت أن لي فرديّتي واستقلالي. وهذه هي إحدى حقائق الحياة التي قد تكون مرّة، والتي نظلّ غافلين أو متغافلين عنها حتى نرتبط بالمجتمع بروابط الأسرة".

إن الزواج من بنت المدينة ( الذي انتابته هزات قويّة) غيـَّر من سلوكه ونهج حياته. إلا أن أخلاقه ظلت أخلاق صفاء البادية وأصالتها وجسارتها في مواجهة الخطأ والباطل وانفتاحها على البشر، وصدمتها سواء في التعبير عن الذات أو في التعامل مع الآخر.
***
وقد ظلت البادية ملهمة عبد السلام، وكانت كتاباته دائماً تترجّح بين رياح البادية وأسلاك المدينة، إلا أنه ظل في صميمه بدوياً وكان اندماجه في حياة الحاضرة اندماجاً غير رافضٍ لتطورات العصر، ولكنه اندماج مراقب منغمس إلا أنه غير مستسلم، ولذلك كانت سلوكياته اليومية وتصاويره القصصية قادرة على النفاذ إلى صميم التجارب التي يخوضها، وهذا ما يفسر قوة تأثيره الحيوي وتنوعه في الحياة المهنية والسياسية والأدبية في سورية وما جاورها من البلاد العربية، على امتداد ثلاثة أرباع القرن العشرين، طبعاً مع تفاوت شديد متصل بتقلبات المراحل المتعاقبة.
***
قلنا في مطلع هذه العجالة إن عبد السلام كان رجالاً وليس رجلاً واحداً إلا أنه لم يكن أمةً في رجل، فبسبب تعدديته إلى جانب بروز حضوره الشخصي وذاتيته الأدبية وتمسكه بممارسة مهنة الطب، ظل دائماً عدة رجال في رجل متميز ومتمتع بحرية الحركة ورحابة المزاج.

هؤلاء الرجال هم: عبد السلام البدوي، عبد السلام القروي، عبد السلام المدني، عبد السلام الطبيب، عبد السلام القومي، عبد السلام العالمي ( رحلاته المستمرة واتصالاته بالمشاهير من الشرق والغرب ). ولكن عبد السلام السياسي كان أيضاً متعدداً فقد كان نائباً في البرلمان السوري عن منطقته ( أي ممثلاً للشعب) ثم كان وزيراً ( أي ممثلاً للسلطة الانقلابية غالباً) للإعلام، والخارجية، والثقافة. وكان عربياً أصيلاً، ولكنه رضي لنفسه أن يتعامل مع الحركة الانفصالية عام 1961 التي فسخت الوحدة مع مصر وقوّضت أهم تجرية وحدوية في هذا العصر العربي وهي تجربة الجمهورية العربية المتحدة بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وفيما بعد فسّر العجيلي هذه الممارسة بتأكيده أنه كان مع الوحدة قلباً وقالباً، وكان يأمل من وراء الانفصال التوصل إلى صيغة للوحدة أكثر إيجابية وأكثر قدرة على الصمود. وقد كرّر ذلك قبل وفاته بمدة قصيرة من خلال مقابلة فائقة الأهمية في برنامج زيارة خاصة الذي أعادت الجزيرة بثـّه في (7/4/2006) أي بعد يومين من إعلان وفاته ( الأربعاء 5/4/2006).

قديم 04-25-2012, 01:28 PM
المشاركة 466
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عبد السلامالعجيلي
طبيب ... أديب ... رحالة ... سياسي ... رسام ... إعلامي ... سوري ... برز اسمه كأحد أعلامالأدب الواقعي الحديث في سوريا خاصة وفي العالم العربي بعامة، ألف ما يزيد عن 45كتاباً بين رواية وشعر ومقالة ومقامات وقصص قصيرة وغيرها، وقد ترجمت معظم أعمالهإلى اللغات الإنكليزية والفرنسية والإيطالية والأسبانية والروسية.
تتميز أعمالهبالبساطة والسلاسة ونكهة الحكاية والجاذبية، ولا غرابة أن أطلق عليه لقب حكواتيالفرات.

وتعلق بالرقة مسقط رأسه ومثواه الأخير، فقد ارتبط بها ارتباطاًوثيقاً، فقد سافر شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، لكنه كان يعود بعد كل رحلة إلىالرقة، وعاش ردحاً من الزمن في دمشق وزيراً، ولكن سرعان ما عاد إلى الرقة التيألفها وألفته، حتى لقب بأيقونة الرقة.

شخصياً (أنا طل الربوة) قرأت مجموعةكبيرة من كتب العجيلي وما زلت أحتفظ بمجموعة منها، ولإعجابي الشديد بالأديب الرائع ... أحببت أن

ولادتهونشأته

ولدفي الرقة 1918، ونشأ فيها وتعلم في مدارسها، وأكمل دراسته في حلب وجامعة دمشق،وتخرج منها طبيباً عام 1945.

يروى جانباً من سيرته الذاتيةفيقول:

أبحرتإلى كل الموانئ

مرفأ الذاكرة لدى كاتب هذه السطور،على اتساعه وطول أرصفته، يضيق بالأحداث والصور والأقوال التي تزاحم فيه وعليه، وليسذلك مستغربا على ما مر بي في ثمانين عاما من العمر قد انقضت لي، وعلى ظروف مختلفةعشت فيها ونشاطات مارستها في مجالات العلم والأدب، ومجالات السياسة والحرب، وفيعملي كطبيب، وفي الأسفار والعلاقات الاجتماعية ، وفي غير هذه وتلك وهاتيك.
أبعدما استقر في ذاكرتي من صور هي بلا شك صورة ترجع إلى سني طفولتي الأولى، وذلك حينفكنت في الثالثة من عمري أو حين خطوات أولى خطواتي في سنتي الرابعة، عرفت مبلغي منالعمر أيام هذه الصورة بعد ما كبرت وسمعت ما رواه من أبنا بلدتي الصغيرة من تاريخهذه البلدة، وهي الرقة على شاطئ الفرات في شمالي سوريا، ومن حكايات الأحداث التيمرت بها زمن طفولتي، تلك الصورة هي منظر جسم لامع، فضي اللون ، يرتسم على صفحة سماءخفيفة الزرقة ويسير على تلك الصفحة بخط مستقيم وبحركة تبدو بطيئة لبعدها عن عيني،ثم منظر قطع صغيرة، مستطيلة، تتساقط من ذلك الجسم اللامع ، قطعتان أو ثلاث أو أربع،لا أذكر اليوم كم كان عددها على الضبط ، تتساقط ويحجب عن بصري مكان وقوعها جدرانالمنازل اتلي كانت في الجانب المقابل للقبو الذي كنت أتطلع من بابه الضيق إلىالسماء فوقي. ذلك القبو الذي كنت فيه مع أمي، ومع نساء كثيرات معهن أطفالهن، كلهنيتزاحمن ليتطلعن من باب القبو إلى السماء وإلى تلك القطع المتساقطة من ذلك الجسمالفضي السائر على صفحة السماء.

بداية مع الحرب

عرفتعندما كبرت أن الجسم السائر ذاك كان طائرة حربية وأن تلك القطع المتساقطة قنابلمهلكة كانت الطائرة تلقيها على مواقع متفرقة من بلدتنا، وأن ذلك حدث في الأيامالأخيرة من شهر سبتمبر من عام 1921. هذه أبعد ما حفظته ذاكرتي من صور. ولعل استقرارهذه الصورة بهذه القوة في ذاكرة الطفل الصغير الذي كنته قد ترك في لاوعيي تأثيرااصطبغت به حياتي المقبلة في كثير من جوانبها، والجوانب الفكرية والسياسية منهابصورة خاصة . تلك الطائرة كانت واحدة من طائرات جيش فرنسا الذي غزا بلادنا واحتلهاباسم الانتداب بعدما غدر الحلفاء بالعرب وتقاسموا بلادهم . وإلقاء نقابلها علىبلدتي الرقة ، كان لأن هذه البلدة أصبحت في ذلك الحين مقرا الحركة وطنية أعلنتالرقة وما حولها دولة عربية مستقلة لا تعترف بانتداب فرنسا، ب جندت جيشا وجهته إلىحلب لمحاولة استنفاذها من يد المحتل الفرنسي، ذلك تاريخ مجهول لبلدتي الصغيرة بسطتهفي كتاباتي بعد مرور عقود طويلة من السنين على أحداثه، وليس هنا مكان روايته ،ولكنى أردت القول إنه قد يكون في استقرار هذه الصورة في خاطري طيلة ما يفوق ثلاثةأرباع القرن إرهاص لما ستكون عليه أفكار ذلك الطفل ويكون عليه سلوكه وتصرفه حينيغدو شابا وبعد أن يكتهل ثم يشيخ.
تتزاحم الصور على مرفأ الذكريات بعد تلكالصورة الأولى المفرطة في البعد، كبر الطفل في الخامسة من عمره ، وانتقل بذلك منحضن أمه إلى حضن المدرسة، كان انتقالاً مبكرا بالنسبة لانتقال أنداده الذين كانوايفوقونه في السن، فأكسبه ذلك مكاسب وعرضه لبعض الهشاشة في تكوينه العلمي لم يتخلصمنها إلا بعد عناء وزمن طويل.



قديم 04-25-2012, 01:28 PM
المشاركة 467
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عالميالجميل

كانت المدرسة عالمي الجميل والمفضل،ولكنها لم تكن كل العالم لي، كانت هناك المطحنة التي يملكها والدي، وهناك مضاربأعمامي في البادية حول بلدة الرقة ، أو بالأحرى في سهول تلك البادية التي تعشب فيالربيع فتحرق أعشابها شمس الصيف الملتهبة فترتد مقفرة جرداء. كنت أتردد على المطحنةلأحمل لأبي طعام غدائه وعلبة دخانه اليومية من منزلنا، ولأتأمل في الرحى الدائرةوهي تتلقى الحنطة حبوبا قاسية وتقذف بها دقيقا ناعما، و لأتطلع إلى المحرك ذيالدولابين الضخمين وهما يدفعان بالمكبس إلى جوفه ويجتذبانه من ذلك الجوف، في حركاتمنتظمة عنيفة ورشيقة في آن واحد ، وحدث في إحدى مرات تطلعي ذاك أن علق طرف القنبازالذي كنت أرتديه بالسير الجلدي لمضخمة الماء التي كانت مركبة فوق بئر في جانبالمحرك، وهو يدور على دولابه ، فلم أشعر إلا وأنا مرتبط بذلك الدولاب مرتفعا إلىقمته قبل أن ينحدر فيلقيني في قرارة البئر. سارع أرمين ، ميكانيكي المطحنة الأرمني،إلىّ واجتذبني من يدي بقوة قاذفا بي إلى الأرض بجانب فوهة البئر. وسلم الله ذلكالصبي الطلعة ، القليل الحذر من هلاك محقق آنذاك .
أما مضارب أعمامي فقد كنتأتردد عليها، في الربيع، في العطل المدرسية وبعد الظهر من كل خميس ويوم الجمعةالتالي له . كان أهل بلدتنا، وأسرتنا من بينهم ، نصف حضر يسكنون منازل البلدةالحجرية نصف السنة ويخرجون إلى السهوب المعشبة في الربيع وأوائل الصيف مع أغنامهميتنقلون بها بين المراعي. والدي كان من أوائل الذين تحضروا وسكنوا البلدة في السنةبكاملها ، ولهذا كنت ألجأ إلى منازل أعمامي في بيوت الشعر في المراعي كلما أتيحت ليالفرصة، فأرعى مع صبيانهم الخراف وأطاردها حافي القدمين معهم ، وأنام تحت سماءالربيع المتألقة النجوم وأستمع في الفجر، وأنا بين النوم واليقظة ، إلى أحاديثالمتسامرين المتحلقين حول النار الموقدة في كاسر البيت قبل أن يهب الرجال ليأتوابنعاج القطيع إلي أمام المضارب وتهب النساء لتحلب تلك النعاج.

منعطف حياتي

بعدالدراسة الابتدائية كان علي أن أنتقل إلى حلب لمتابعة تعليمي لأن الرقة لم تكن تحويمدرسة ثانوية، وهنا وفي ختام السنة الأولى من الدراسة الثانوية، حدث ما اعتبرته بعدذلك المنعطف الكبير في حياتي. أصبت في العطلة الصيفية بمرض ألجأ والدي إلى أنينقلني إلى حلب ليعالجني أطباؤها، لا أذكر اليوم، وأنا الطبيب، ماذا كان ذلك المرض،الذي أذكره أن الدكتور مونييه، وهو الطبيب السويسري الجنسية الذي تولى العناية بيفي مستشفاه نحوا من عشرة أيام ، أشار على أبي بأن يقطعني عن الالتحاق بالمدرسة عاماكاملا، بقيت العام التالي بطوله في الرقة بناء على إشارة الدكتور مونييه، وبقيتعامين بعده فيها بناء على رغبة الوالد الذي أرادني على أن أنقطع عن الدراسة لأعينهفي إدارة أعماله وأملاكه ، أنا الذي كنت ولده الوحيد آنذاك.
كان ذلك مصيراقاسيا لي أنا الذي فتحت آفاق تفكيره وألهبت خياله قراءاته الكثيرة والمختلفة ، ولكنرب ضارة نافعة، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ، كانت هذه الأعوام الثلاثةالمتتابعة ضرورية لنضج تفكيري كما أنها ألحقني بمدرسة من نوع آخر، رحت أتلقىالمعرفة فيها لا من أفواه المعلمين أو من صفحات الكتب، بل من مخالطة الناس وممارسةالحياة والتعامل المباشر مع أمورها. تلك هي مدرسة العمل إلى جانب والدي وتحتإشرافه، عملت في المطحنة التي كنا نملكها مشرفا عليها وجابيا على غلتها، أتاح ليذلك التعرف على أصناف الناس الذين كانوا يتوافدون علينا، نساء ورجالا، من البلدةومما حولها في المنطقة الواسعة المحيطة بالبلدة، البدو كانوا يأتوننا بقمح مؤونتهمعلى جمالهم ، والقرويون على الحمير، وسكان البلدة على عرباتهم التي تجرها الكدش،وهي غير الأصائل من الخيل ، أصبحت على معرفة بالقبائل نسبا ولهجات كلام ورزايةأحداث سالفة وجيدة ، هذا في النهار، أما في الليل فقد أتاح لي سن اليفع الذي قاربتهأن أكون من رواد مضافة أسرتنا، أجلس منها قريبا من المدخل، مستمعا إلى أحاديثالكهول عن شئون الأقارب والأباعد، في بلدتنا ومنطقتها وفي مدننا وبلادنا بأسرها. وفي شهر رمضان بصورة خاصة كنت أستمع إلى أحد أعمامي ممن كانوا يحسنون القراءة يتلوعلى رواد المضافة ، بعد صلاة العشاء كل ليلة ، فضلا من كتاب فتوحات الشام للواقدىأو من رواية سرور آغا وصالحة خانم وسلطان عبد الحميد المترجمة عن التركية ، وحينكانت تتأزم أمورنا السياسية مع فرنسا المحتلة كان حضور المضافة يتحلقون حول ذلكالعم أو غيره وهو يتلو عليهم آخر افتتاحيات نجيب الريس، في جريدته القبس، في مهاجمةالمحتل وتسفيه سياسته ، فتلتهب النفوس حماسة وتعلو الأصوات بالاستنكار والاحتجاجوالتنديد.


قديم 04-25-2012, 01:29 PM
المشاركة 468
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
القصيدة الأولى

كان تلامذة مدرستنا الوحيدة فيالبلدة قد تهيأوا، بإشراف معلميهم، ليقوموا بتمثيل مسرحية عنوانها "وفاء السموأل"،كنت أحضر معهم تجاربها وأشاركهم في إعدادها ، نظمت أنا لهذه المناسبة قصيدة ، كانتأول قصيدة لي صحيحة الوزن وسليمة اللغة على ما أذكر، وعهدت بها إلى أحد الفتيانليفتتح بها التمثيل مشترطا عليه ألا يذكر اسمي كناظم لها، كان اشتراطي هذا نابعا منانطوائي على نفسي وحياء مفرط يجعلني أتهيب من كل إشارة إلىّ تميزني عن الآخرين، بدأتمثيل المسرحية مسبوقا بإلقاء تلك القصيدة، ولكن ما اشترطته على ملقيها لم يدخل فيحيز التنفيذ فقد أعلن ذلك الفتى اسمي بأعلى صوته منوها بأني أنا ناظم القصيدة، وماجرى في اليوم التالي لحفلة التمثيل أن أقرباء أبى وأصدقاءه تكاثروا عليه بلومهمإياه على دفن مواهبي في العلم والأدب تحت غبار المطحنة وفي زيتها، وبمطالبتهم لهبإعادتي إلى حلب كي أتابع الدراسة التي هجرتها في ثانويته.
وهكذا عدت إلى حلبومدرسة التجهيز الثانوية فيها، وقد ضاعت على أربع سنوات من الدراسة ، استدركت سنتينمن تلك الأربع في فحص تأهيل، اجتزته بنجاح ، وضاعت مني سنتان، ولكن هل ضاعت منىتلكما السنتان حقا؟ الصحيح أن لا . سنوات الانقطاع التي ضاعت منى، أو على ، اكتشفبعدها أنها اكسبتني فوائد لا تقدر بثمن ، عدا نضج الفكر وتجربة العمل ومعرفة أصنافالناس التي تحدثت عنها، وجدتني قد حصلت من قراءتي على زاد من المعرفة في علوم شتىأتفوق بها على أقراني في المدرسة التي عدت إليها، وأحيانا أتفوق بها على أساتذتي فيبعض تلك العلوم . وأهم من ذلك كله اكتشف أن تهيبي من الحساب والرياضيات والعلومالحقيقية ، الذي كنت أحسبه ضعفا وعجزا مني فيها، اكتشفت أن ذاك التهيب قد فارقنيكليا وتحول إلى مقدرة وولع شديد بتلك العلوم.
ثابرت في المدرسة الثانوية علىقرزمة الشعر ، أعلى نظمه نظما هزيلا في أول الأمر، إلى أن استقام لي أمرهبالاستمرار وبتوسع المعرفة ، إلا أنى لم أتعد فيه المزاح والتسلية ، أسخر فيه منرفاقي وأرسم به صوراً ضاحكة لأساتذتي، وأحيانا أنظم به نظريات الهندسة ودروسالكيمياء في أراجيز ساخرة على طريقة ألفية ابن مالك! ذلك أن تعلقي الكبير والجادكان بالعلوم الحقيقة من فيزياء ورياضيات ، يعجبني العناء الذي أتحمله في إتقانهاوالنجاح في دروسها، في حين أن النجاح في الأدب، نثره وشعره ، كان يواتيني بسهولةويشهد بنتائجي المشرفة فيه المعلمون والرفاق، وإلى جانب هذا نمت في نفسي، مع تقدميفي الصفوف العليا، بذرة حب العمل العام ، العمل لصالح الذين أنا منهم في مجتمعي وفيالوطن الذي هو وطني. أصبحت في السنين الأخيرة من الدراسة الثانوية الرئيس المنتخبللجان الطلاب، والمؤسس لمجلة أصدرتها مع رفاقي وسميتها "صوت الطالب" ، والمشارك معإخواني في الإضرابات والتظاهرات ضد المحتل الفرنسي، والمتكلم باسم أولئك الإخوانحين يقتضى الأمر المديرين والوزراء.

أسماءمستعارة

وبمثل هذا التستر والتوقيع بالأسماءالمستعارة نشرت كتابات أدبية كثيرة في عدد من الدوريات المشتهرة في ذلك الزمن ، مثلمجلة "الحديث" في حلب و "المكشوف" في بيروت ، وهي دوريات كانت تحفل بما يكتبهأساطين الفكر والثقافة ويطمح الكثيرون إلى أن تظهر أسماؤهم فيها. أما أنا فكنتقانعا بأن يجاور إنتاجي الأدبي في تلك الدوريات إنتاج المشاهير، وبأن يلقى الإعجابمن القراء دون أن يعرف أحد، إلا الندرة من أصحابي، بأني كاتب تلك القصص أوالمسرحيات أو ناظم تلك القصائد ، واستمر هذا إلى أن نلت شهادة البكالوريا من صفالرياضيات لا من صفوف الفلسفة أو الآداب، وإلى أن احتضتننى الجامعة السورية فيدمشق، في دراستي الطب فيها، بعد احتضان مدرسة التجهيز الثانوية لي في حلب.
العلم ، والأدب، والعمل العام ، هي المهام الرئيسية الثلاث التي حملتها معي منمرحلة الدراسة الثانوية إلى المرحلة الجامعية، ثم إلى جميع مراحل حياتي التاليةلهذه وتلك .
في العلم كنت الطالب الجاد والدائم النجاح ، ثم المتابع لكل ما هوجديد في الميدان الذي اخترته لحياتي، ميدان الطب والعلوم التي يستند إليها ،والمطبق لمعرفتي بكل إخلاص وتفان على من هم بحاجة إليها في ذلك الميدان ، وفي الأدبتابعت مسيرتي كهاو له، أعتبره متعة وتسلية ، ولكنى لا استهين به ولا تهاون في تلمسالإتقان والجودة فيه، ظللت ردحا من الزمن ، سبع سنوات أو ثمان ، أنشر ما أكتبه فيالدوريات المختلفة متسترا وراء الأسماء المستعارة، كنت أنتقل من اسم إلى آخر، معمياعلى من يريد معرفتي، إلى أن وقعت فى فخ أحد الصحفيين الذي كشفني وعرف بي ثم أقنعني،بعد أن أصبح صديقا لي، بأن ليس من حرج في أن يعرفني قرائي ولا من خطر في أن تلحق بىالشهرة ! وفي هذا المجال أذكر أن أحد الدارسين أحصى الأسماء المستعارة التي كتبتبها بين عامي 1936 و 1970 فوجدها تتجاوز اثنين وعشرين اسما .
أما عن العملالعام ، فقد كان استمرارا لما كنت بدأته في دراستي الثانوية ، لا مجال في العملالعام للمجهولية وللتستر وراء الأسماء المستعارة ، عرفت بين أقراني بالنشاط في هذاالميدان ، وعندما بلغت الصفوف المتقدمة أصبحت رئيس لجنة الطلاب في معهدي لعدة أعوامومشاركا مرموقا في فعاليات الأوساط الجامعية من ثقافية ورياضية وسياسيه . وكانت تلكمقدمة لانغماري ، بعد تخرجي في الجامعة السورية طبيبا، في خصم العمل السياسي فيبلدي، قمت بترشيح نفسي للنيابة في بداية عملي كطبيب في بلدتي، الرقة ، وفزت بعضويةالمجلس النيابي السوري عنها ، وكان ذلك في صيف عام 1947، أعنى منذ أكثر من نصف قرتمضى .
ذكريات العمل السياسي، كما باشرته بنفسي في نحو من سنتين كنت فيهما أحدممثلي الشعب في المجلس النيابي ذاك ، هي من الكثرة والأهمية بحيث يضيق بها مرفأالذاكرة . كانت سوريا قد نأت استقلالها التام بجلاء جيوش المحتل عنها منذ سنة واحدةفانصرف حكامها ووراءهم الشعب إلى الجهاد الأكبر بعد الجهاد الأصغر ، أعني إلى معركةالبناء واستعادة الحقوق المغتصبة والسعي لتحقيق المثل العليا . الذكريات كثيرة كماقلت . وأقف منها على ذكريات وقائع معينة كانت من أهم ما مربي تأثيراً لتفكيريوتوجيها لسلوكي. تلك هي الوقائع التي شهدتها أو شاركت فيها ثم تابعت مجرياتهاومازلت لها متابعا ، وأعنى بها وقائع القضية الفلسطينية.

قديم 04-25-2012, 01:29 PM
المشاركة 469
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
التطوع من أجل فلسطين

احتللت مقعدي في مجلس النواب في وقتوصلت فيه القضية الفلسطينية إلى قمة التأزم . تألب العالم الغربي، ومعه الاتحادالسوفيتي، على حق العرب وصدر قرار هيئة الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين ، على أن يطبقهذا القرار في 15 مايو سنة 1948. لم يرض العرب ، شعوبا وحكومات بالقرار الجائروتنادوا إلى الحيلولة دون تنفيذه بقوة السلاح عن طريق الجهاد الشعبي المتمثل بأفواججيش الإنقاذ، وهي أفواج تألفت من متطوعي البلاد العربية المختلفة ، أولا ، ثم بتدخلالجيوش السمية إذا اقتضى الأمر بعد ذلك ، وفى غمرة أحداث تلك الفترة الحرجة وجدتنيأهجر مهامي كنائب في المجلس وألتحق متطوعا بمجاهدي فوج اليرموك الثاني من جيشالإنقاذ، وهو الفوج السوري من ذلك الجيش ، يرافقني في ذلك الالتحاق زميلي فيالنيابة الأستاذ أكرم الحوراني، أكون في مقدمة من دخلوا الأرض الفلسطينية منالمجاهدين ، سعيا وراء نصرة فلسطين العربية واستنفاذها من مخالب تحالف الصهيونيةالعالمية وأعداء العرب في العالم الغربي على أرض العرب المقدسة.
كان فوجاليرموك الثاني بقيادة أديب الشيشكلي الذي كان ضابطا برتبة رئيس وهي الرتبة التيتحول اسمها اليوم إلى رائد أو مقدم ، وكان دخولنا إلى فلسطين من الحدود اللبنانية،جنوب بنت جبيل والنبطية ، في ليلة الثامن من شهر يناير سنة 1948. باشرنا عملياتناالاستكشافية والحربية التي لا مجال للتفصيل عنها طيلة الشهور الخمسة التي سبقت موعددخول قرار التقسيم مرحلة التنفيذ. وإذا كنت قد عدت بعد تلك الشهور إلى مكاني فيمجلس النواب متابعا مسيرتي السياسة تحت قبة البرلمان وفي المحافل المختلفة وعلىصفحات الجرائد والمجلات، فإن التجربة التي عدت بها من المعاناة على أرض الواقع فيفلسطين فتحت عيني على أمور كثيرة وبصرتني بأمور كثيرة كنت بعيدا عن معرفتها مثلالآخرين الذين لم يتح لهم معايشة ما عايشته أنا. اكتشفت في تلك التجربة أشياء كثيرةعن سير أمورنا، وعن خصائص شعوبنا، وعن أقدار رجالنا ، ومن سوء الحظ أن تجربتي ، كمارددت في مناسبات كثيرة، قد تكشفت لي عما خيب أمل الشاب المثالي الذي كنته في تلكالأيام، ومن سوء الحظ كذلك أن سير أمورنا القومية منذ عام 1948 إلى اليوم جاء مؤيداتقديراتي السيئة عن وضعنا وإمكاناتنا، وهي التقديرات التي وضعتها لنفسي في ذلكالحين .

العودة للأدب

وأعود إلى الأدب مرة أخرى خاتما بههذا الحديث الطويل. لقد دأبت على أن اعتبره لنفسي وأذكره للآخرين كهواية ، ممتعةوسامية في آن واحد، أمارسها في غير عناء وفي قليل من الجد. ولكن، كما قال الشاعرالقديم:
صار جدا ما لهونا به رب جد جره اللعب!
فما يطفو على ألوان النشاطالمختلفة في حياتي، وما يعرفني به الآخرون ويحاورونني فيه ويتقصون أخباري فيه، هوالأدب قبل الطب وقبل السياسة وقبل فعاليات مختلفة أخرى أجدني ما قصرت فيها ع أداءما وجب علي ولا عن تقديم ما قدمته، متطوعا ومفيدا، للناس حولي وللقيم والمعتقداتالتي أومن بها، عطاءاتي الأخرى تنحصر معرفتها في حلقات ضيقة وبين أناس محدودين ، أوأن دوامها لا يمتد إلى زمن طويل. أما العطاء الأدبي مني ومن أمثالي فإنه، إذا كانيحمل صفات تؤهله لذلك، طويل الديمومة وعريض الجمهور ، لقد انتهى بي إصرار الآخرينعلى تقديم صفتي الأدبية على سائر صفاتي الأخرى أن تابعتهم أنا إلى الإيمان بقيمةهذه الصفة وأكاد أقول إن ذلك حدث على الرغم مني !
ولعلي في هذا الواقعة التيأرويها للقراء في مختتم المطاف أضرب مثلا لهذا الذي ذكرته عن تقدير من عدونيبتقديرهم لما رأوه في من موهبة تستحق التقدير.
حدث ذلك منذ ستة أعوام أو سبعة ،زارني في بلدتي السيدك. لوشون، وهو الملحق الثقافي في السفارة الفرنسية في دمشقأيامذاك ، وكان قارئا لأعمالي المترجمة إلى الفرنسية ومعجبا بها، وف زيارة لي إلىدمشق بعد عودته هو إليها اتصل بي هاتفيا وسألني عما إذا كان بإمكاني أن أمر عليه،في مكتبه، قلت له: أفعل ، وبكل سرور، فوجئت حين دخلت مكتب الملحق الثقافي الفرنسيبأن رأيت صورة كبيرة لي معلقة على أحد جدران المكتب. كانت صورة قديمة، أخذت لي فيأيام الصبا، أبدو فيها ممتطيا فرساً أصيلة كنا نملكها في ذلك الزمن ومرتديا ثياباعربية، استغربت وجود هذه الصورة وسألته عنها. ابتسم وقال إنه عثر عليها بحجم صغيرحين زار الرقة ، وإنه كبرها وأحاطها بهذا الإطار في بيروت ، وإنه استدعاني ليرجونيأن أضع توقيعي له عليها. لم أملك إلا أن أجاريه في الابتسام وقلت له: ولكنك تضعصورتي في صدر مكتبك الرسمي، هذا المكان ليس لي ، إنه مكان المسيو ميتران ! كانفرنسوا ميتران يومذاك هو رئيس الجمهورية الفرنسية . كان جواب الملحق الفرنسي ،الموظف في سفارة بلاده، هذه الكلمة الغربية التي قالها بلهجة اقتناع : أنت قيمةأكثر ثباتا من المسيو ميتران!
بالطبع لم أكن من الغرور، أو من فرط الإعجاببالنفس، بحيث أصدق أن قيمتي تفوق قيمة رجل كان رئيس جمهورية فرنسا في يوم من الأياموكان مالئ الدنيا وشاغل الناس في زمن رئاسته، ولكن كلمة المجاملة التي نطق بهامخاطبي الكريم، السيدك. لوشون ، تصور بجلاء اهتمام نخبة المثقفين ، إن لم أقلعامتهم ، في عالمنا الحاضر بالأدب وبمبدعيه وتقديرهم لهم وله. وعلى ما يشبه الرغممني، كما أسلفت القول، أصبحت مجرورا إلى هذا التقدير وذلك الاهتمام بالفن الذي بدأتفيه هاويا مثل المستهين ثم انتهيت إلى أن أجده أجدر ما أختم به هذا الحديث عن مرفأالذاكرة ،وعن الخواطر التي رست فيه بعد طول الإبحار.


قديم 04-25-2012, 01:33 PM
المشاركة 470
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
من اقواله:

- الإنسان لابد أن يمر بمحطات فشللكني شخصيًا لا أقع في اليأس وغالبًا ما يفتح الفشل أمامي أبوابًا جديدة.

- ثمة أشياء كثيرة تتمناها وتتمنى القيام بها لكنك لا تستطيع ذلك، في الأوضاعالسياسية مثلاً تتمنى أن يسير البلد والشعب بطريق غير الذي يسير عليه، لكنك كقوةصغرى لا تستطيع التأثير في ذلك.

- شكلت فلسطين إحدى محطات الأسى في حياتي،ومن يقرأ كتاب «فلسطينيات» (الذي يحوي كل ما كتبته عن فلسطين وقام بجمعه الكاتبوالشاعر يوسف الخطيب) يلحظ في خطابنا كم كنا واثقين بالنصر، وبعد ذلك أصبحنامتألمين. وأنا متألم كثيرًا لأننا حتى هذه اللحظة نحاول السير على الطريق الذيضيعناه، لم نتعلم من دروس الماضي ولم نطور أدواتنا. والعجيب في الأمر أن الذينأوصلونا إلى هذه النقطة ما زالوا يقودوننا بالطريقة نفسها، فهذا هو الألم والأسى،أسى التخوف من المقبل.
- طالما أحببت دمشق، مكان دراستي وموطن أصدقائي، أحببتهاوأحببت طباع أهلها، ولكن دمشق تغيرت، أصبحت مدينة الزحام والضجيج، أو ربما نحنأيضًا تغيرنا ولم نعد قادرين على التقولب مع هذه المعطيات الجديدة.

- أتمسكبحريتي قدر الإمكان، وأدرك أن الإنسان لا يمكن أن يكون حرًا بالمطلق، لكنه يجب أنيتمسك بحريته المتاحة.

- سبق أن رشحت لنيل وسام الاستحقاق فتوسطت يومها لدىوزيرة الثقافة والمستشار الثقافي للقصر الجمهوري لشطب اسمي، فأنا لا أحب الجوائزولا الأوسمة، ولا أدخل الأحزاب ولا أحب الانتماء إلى المؤسسات.
- في إحدىالسنوات كنت رئيس الهلال الأحمر وعملت بضمير وإخلاص فخصصوا لي جائزة من الصليبالأحمر الأمريكي اعتذرت عن قبولها، أنا لا أعتبر أن قيام الإنسان بواجبه شيء يستحقأن ينال عنه وسامًا، إنه واجبي وكفى.


- دعيت لأكثر من مرة لأكون سفيرًافلم أقبل، كان مبدئي ولا يزال: العمل الذي يقوم به غيري لا أحب القيام به، أماالعمل الذي لا يقوم أو لا يستطيع أن يقوم به غيري فأحب القيام به.



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 109 ( الأعضاء 0 والزوار 109)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 03:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.