قديم 02-17-2014, 12:59 PM
المشاركة 1101
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع....العناصر التي صنعت الروعة في رواية -45- الرهينة زيد مطيع دماج اليمن


- رواية الرهينة التي ترجمت إلى لغتين، والتي تعالج في أحداثها زمن الإمامة اليمنية قبل ثورة 1962،
- كما أن تركيز الكاتب على فترة ما قبل الثورة اليمنية واضح في كثير من قصصه،
- حيث أنه يُعتبر "كاتبًا يمنيًا أصيلاً" بسبب اهتمامه الكبير بظلم الإمامة اليمنية
- وأيضًا لتصويره الأماكن اليمنية القديمة والتقليدية مثل "السمسرة" و"المقهاية" والأسواق الشعبية في العديد من قصصه.
- اليمن عند زيد مطيع دماج إذن "كوليس أدبي" متكرر يتحرك أمامه أبطاله القصصيون.
- وإذا دخلنا في التفاصيل فنرى أن قصص دماج التالية تندرج تحت هذا الصنف، وهي متناثرة في مجموعات طاهش الحوبان، والعقرب، والجسر: "العسكري ذبح الدجاجة"، "بياع من برط"، "ثورة بغلة"، "المجنون"، "الفتى مبخوت"، "بائعة الذرة"، "امرأة"، و"البدة".

- جاز القول إن زيد مطيع دماج يروج لحداثةٍ تُعد فيها كل شيء قديم متخلفًا، ويعتبر كل شيء جديد مرغوبًا فيه. ولا يتم تعريف هذه الحداثة، ولكن يمكن معرفة بعض ملامحها: فهي تتمثل أولاً في رأسملة اليمن: التاجر في "بياع من برط" يعتبر ثائرًا جريئًا بمجرد مزاولته مهنة التجارة، ويبدو مثاليًّا أيضًا لأن التجارة تعد هنا شيئًا مرغوبًا وحقًا من الحقوق. وفي قصة "ثورة بغلة" يُضحك على الملك الإمام لأنه بسيط ومتواضع وفقير، والأرجح أن زيد مطيع دماج كان سيصف أي حاكم آخر باحترام أكبر إذا أحاط نفسه بالكماليات والترف.

- أما في "بائعة الذرة" فنلاحظ شوقًا للبساطة ونفيًا للطمع.

- ونلاحظ أيضًا أن الراوي (والكاتب نفسه أيضًا) يميل إلى الغرب. لا يحترم الإنجازات الغربية مثل الشمسية الآلية فقط، بل يأتي بتشبيهات لا تمتّ إلى اليمن أو الشرق بصلة.

- إذن هذه الازدواجية، أي التركيز على القديم والفلكلوري واحترام أوربا في الوقت نفسه، تثبت أن المؤلف لا يهمه "العودة إلى الأصيل" رداً على هيمنة الغرب، كما هو الحال لدى كتاب عرب كثيرين، بل على العكس من ذلك: إنه معجب بالغرب.

- إذن قصص زيد مطيع دماج تسلي وتحير معاً.

- لكن تنوع أعمال زيد مطيع دماج يثبت أن هذا الكاتب اليمني لا يمكن نعته بـ"التقليدية"،

- بل أن أدبه هو هجين من مفاهيم مختلفة للابداع.

- فلا يتناقض سعيه إلى إبراز الصبغة المحلية وخلقه شبكة اجتماعية وثقافية "يمنية أصيلة" مع كونه باحثاً عن أساليب جديدة وشخصية للتعبير الأدبي.

قديم 02-18-2014, 02:36 PM
المشاركة 1102
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع....العناصر التي صنعت الروعة في رواية -45- الرهينة زيد مطيع دماج اليمن

- عندما تقرأ زيد مطيع دماج، قاصاً وروائياً، تستولي عليك الآلية السردية التي تلغي، فوراً، حالة الوهم عند القارئ باستبعاد فكرة الافتراض السردي،

- فالسرد لديه يحدث شعوراً ضاغطاً بالزمان والمكان، من حيث هما محمولان دراميان لدلالتين دراميتين،

- وهو في أغلب إنتاجه، يستجر القارئ للاندماج في الزمن المضاد من خلال شخصيات لا تحتمل التأويل،

- فهو لا يضحي بالخصائص التي تضحي تحدد هوية أبطاله الإنسانية والطبقية.. من حيث هي حيوات مقموعة، مضطهدة، هامشية، تتعرض لظلم مزدوج، ومصائر تصل بها إلى منطقة الغرابة، وتظل تحمل مرموزيتها بنفسها.

- ألا تحمل [الرهينة] حقيقتين واضحتين في آن واحد:

- واقعيتها الصارمة، التي تحمل دلالاتها الواقعية من خلال أحداثها المُدركة والمعيشية والمعروفة،

- ورمزيتها التي تشير لشعب كامل في فترة معتمة من تاريخه؟

- ألا نستطيع أن نجعل من [طاهش الحوبان] صفةً، رمزاً، مدلولاً، علامة لجماعته البشرية، وصورة لواقع حالها؟

- إن من مزايا أسلوب زيد مطيع دماج تحقيقه شوط الإحساس بالمكان والزمان ومعادلهما الاجتماعي،

- فهو لا يهيئ بديلاً للواقع،

- ولا يعطي لأبطاله أدواراً غير أدوارهم الحقيقية،

- وبذلك يخلق نوعاً من التوازن الضدي لعالمين متضادين مدفوعاً برغبة حقيقية في أن يجعل الاضطهاد أشد وقعاً بجعله علنياً،

- ولهذا رأى بعضهم في [الرهينة]، وثيقة كشف لا تتستر على القائم،

- نصاً يعري ويفضح ويفصل في المستور، الذي تتحاشاه قيم المهادنة العربية ودماثة مبدعيها الكاذبة!

- إن زيد مطيع دماج في سلوكه السردي، يغلب المعيار الخارجي، الموضوعي، التوصيفي، على المعيار الداخلي [السايكلوجي]، - على حد توصيف مندلاو – لأن الأول كاف لشحن طاقة الحدث وتعمير بنيان القص، بما هو أشد تأثيراً، لأنه بالنتيجة النهائية، تحصيل حاصل للضغوط القائمة، المتصارعة، التي تجعلنا نتقبل سلوكيات شخوص السرد من خلال معرفة أفعالها، ودوافعها، وحركتها، وتعرضها المستمر لصور من الاستغلال الروحي والجسدي، تكسب القارئ الفطن وعياً خاصاً متفرداً وتحريضياً،

- لأن المعيش لا المفترض، هو الدافع، الأساس، في تحديد الزمن الاجتماعي: سلوك الشخصيات، انفعالاتها، رغباتها المقموعة.

- وهو في تعاقبه يخلق إحساساً عادلاً بتعاطفه مع المصائر البشرية المعذبة.

- زيد مطيع دماج يكتب الماضي لا بصفته زمناً عابراً تتداعى وحداته بمقياس الوقت، بقدر ما يستعيده حاضراً ومستقبلاً، كشهادة غير تجريدية أبداً، تحمل توصيفاً لواقع حال فظيع، يستدعي أسباباً مشروعة، لتوثيقه توثيقاً جمالياً، يأخذ ما للتاريخ من دور، حيناً، وما لعلم الاجتماع والسياسة أحياناً أخرى، وفي كل ذلك، يظل نصاً إبداعياً محكوماً بقيم السرد وامتيازاته.

- زيد مطيع دماج مؤرخ المشاعر البشرية، مؤرخ المكان في ظلامة أيامه المستشرية بالعذاب الإنساني، والظلم، وفقدان شروط الوجود والسعي لفتح نوافذ البيت المهجور لهواء الحرية والإبداع والأمل.

- إن المُبْدَع المرتبط بمصير جماعته البشرية، وثائق جمالية في أرشيف القيم التي لا تموت، وإذا تسنى له مسلكية إنسانية عالية، كما تشير إلى نفسها حياة زيد مطيع دماج، تصبح وثيقة شعب، وشهادة جمالية له وعليه.

قديم 02-19-2014, 09:29 AM
المشاركة 1103
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع....العناصر التي صنعت الروعة في رواية -45- الرهينة زيد مطيع دماج اليمن


- يتساءل البعض عن السر الذي جعل الكاتب والروائي والقصصي الكبير زيد دماج يتجاوز المحلية الى العربية، والاجابة تكمن في مقدرة زيد على استيعاب الخصوصية المحلية بقدر عال من الصفاء والبساطة العميقة والنجاح في تقديم الواقع المحلي بطريقة جمالية فيها الكثير من الدقة والعمق.


- لم يحاول زيد في قصصه وفي روايته الوحيدة الرهينة ان يكون عالمياً بالمفهوم السطحي للعالمية كان يكتب عن باريس وسويسرا و السويد، ولكنه تحدث عن طاهش الحوبان، وعلى بن علي العائد من البحر، وعن سمسرة ورده، وعن عكفة الامام والمدفع الاصفر في قلعة تعز الى آخر هذه المشاهد المغمورة بمياه الواقع المحلي بكل خصائصه وتفاصيله.. ومن هنا دخل زيد العالمية من اوسع الابواب.


- وزيد يشبه في هذا المنحى الروائي الكبير نجيب محفوظ الذي قفز الى العالمية من خلال رواياته التي لم تخرج شخصياتها عن محيط مدينة القاهرة، وربما عن بعض حاراتها القديمة،


- لكنه عرف كيف يجعل القارئ يتنسم عبق ترابها وحكايات ناسها وما تضج به حياتهم من افراح واحزان ومقاومة وسلبية، وكانت النتيجة ان اوصلته تلك المحلية المفرطة في خصوصيتها الى العالمية ومنها الى جائزة نوبل.


- لم يكن النقاد ولا الصداقات او الشللية الادبية هي التي صنعت الروائي الكبير نجيب محفوظ وبالمقابل فان موهبة زيد دماج وابداعه الادبي المميز هما اللذان اخرجاه من المحلية الى العربية ومنها الى العالمية.


- كان زيد طالباً في جامعة القاهرة عندما تعرفت عليه لاول مرة، وكان قد بدا في كتابة القصة القصيرة معتمداً في موضوعاتها على ما اختزنته ذاكرته القوية من المشهد الوطني وواقع هذا المشهد الذي يشكل مادة خصبة بالغة الثراء للمبدع الموهوب الذي يعرف أين تكمن الصورة القادرة على شد انتباه القارئ عربياً كان هذا القارئ أو اجنبياً دون حاجة الى فصل الحقيقة عن الخيال ..


- ومن المؤكد ان فكرة المحلية والعالمية لم تكن واردة في ذهنه وهو يغترف من الواقع المحلي شخوصه ووقائع هذه الشخوص،


- كما انه كان ابعد ما يكون عن نقل الواقع في «فوتوغرافية» باهتة وسطحية على نحو ما كان يفعله بعض كتاب الواقعية في الاربعينيات والخمسينات من القرن العشرين


- وانما احب بلاده وفنها وصنع من مزيج الحب هذا اعمالاً ادبية اثارت كل هذا الاهتمام في الداخل والخارج ومن أناس لم يعرفوا زيداً ولم يكونوا في قائمة اصدقائه.


- منذ فترة كنت اقلب في مجلة (المصور) المصرية، وهي واحدة من المجلات التي احرص -منذ الستينات- على متابعة ما تنشره عن الادب والادباء ولفت انتباهي عنوان مقال تذكرت معه زيداً والعنوان هو (العائد من البحر) جزء من عنوان قصة معروفة من مجموعة طاهش الحوبان، وما كدت امض في القراءة حتى ادركت ان المقال عن زيد وعن قصته (علي بن علي العائد من البحر) والمقال بقلم الاديبة والاعلامية المعروفة (مرفت رجب) التي تكتب في المصور مقالاً اسبوعياً تحت عنوان ثابت (بدون احراج) وقد احتفظت بالمقال الخاص بزيد لكي يعاد نشره في ذكرى رحيله في مثل هذه الايام من ستة اعوام تبدو في غيابة ثقيلة مملة وخالية من حديثه الراقي الجذاب.


- ان سطور المقال البديع الذي كتبته الاستاذة «مرفت» تذكرني بالعشرات ممن زاروا اليمن، وفي اعماقهم رغبة جارفة الى التعرف على البلد الذي خرج منه زيد وكتب عنه اعمالاً ادبية تثير الاعجاب والانبهار والمتعة.

قديم 02-19-2014, 03:04 PM
المشاركة 1104
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع....العناصر التي صنعت الروعة في رواية -45- الرهينة زيد مطيع دماج اليمن

- مزج بين القديم و الحديث ، و بين الذاتي والعام ، وبين الواقع والمتخيل .

- احتفى بالمكان واستخرج منه ما هو مدهش وأصيل وغريب . وقد كان ذلك واضحا أشد الوضوح في سياق تحليل القصص التي تخللت الدراسة .

- اهتم بتدوين المشاعر البشرية ،وبخاصة تلك النصوص التي طرحت قضايا المرأة من زوايا مختلفة .

- انتقد البيئة اليمنية في كثير من القصص كما في قصة العسكري ذبح الدجاجة وقصة ( الهايلوكس) وقصة قف على جنب ولذلك يتمنى وضعا أفضل يتمنى أن تزول الإجراءات التعسفية ويتمنى أن يعود الناس إلى أوطانهم ، ويتمنى أن يحصل الناس على الوظائف العامة بحسب كفاءاتهم لا بحسب أعراقهم كما رأينا ذلك في قصة ( الذماري) والعائد من البحر وقصة مهاجر حقيقي وقصة (قطط الامام ) .

- ومن حيث وقوف السارد على المكان مصورا تفاصيله أو الشخصيات راسما ملامحها فالملاحظ أن في قصص دماج :
- تنبعث روائح اليمن و يندهش القارئ حالما يقرأها ؛ وساعتها يشتم من قراءة تلك القصص رائحة الأرض - تتجسد ملامح الإنسان اليمني في المكان فلا يلبث أن يعيش المتلقي الحياة البسيطة لذلك الإنسان ، ويقرأ أفكاره ومشاعره ، ويشاركه همومه وأفراحه ، وبخاصة الملامح الريفية للإنسان اليمني والمظاهر الطبيعية للأرض اليمنية بتضاريسها الوعرة ، وجبالها الشامخة ،وهضابها الواسعة .

- لقد رسم السارد تلك البيئة اليمنية في أدق تفاصيلها ، اعتمادا على منهج الواقعية في الفن ، ونتيجة لذلك فإننا نلمس ميل القصص لدى دماج - عموما - إلى هذه الواقعية .

- احتفت معظم القصص التي كتبها دماج في بداية حياته الأدبية بالقضايا الاجتماعية متجسدة في صراع اليمني مع القوى الخفية التي تظهر على شكل أساطير، أو خرافة أو معجزات أو كرامات أو خوارق عادات من أجل تعرية ذلك الواقع ، وكشفا لسوءة النظام الإمامي ، تعريضا به ،ودعوة إلى رفضه وصولا إلى التغيير الذي ينشده الكاتب .

- تجلت أهم موضوعات السرد في قضية الهجرة باعتبارها ضرورة حياتية ، وفي السلطة القائمة كقضية سياسية ، و في الإقطاع كموضوع فرض نفسه في صميم الواقع المعيش .

- موضوعات السرد تجلت في قضايا المرأة ككائن إنساني مستضعف يتعرض لأصناف التميز في كافة مناحي الحياة ، ساردا صورتها في الماضي ووضعها الحالي و طموحاتها المستقبلية . إضافة إلى قضايا المجتمع عامة بعاداته وتقاليده وتراثه وحضارته وثقافته .

- جاءت الرؤية السردية في قصص دماج مشحونة بالهاجس الوطني والهم التحرري ، فهي تجمع بين الحلم والواقع ، وتتحدث عن الصراع بين التقدم والتخلف ،إذ أنها تنهل من الواقع المعيش، وتتحدث عنه بصورة أقل ما يقال عنها أنها تتسم بالصدق الواقعي والفني .

- حملت الرؤية السردية هم هذا القروي البائس ، وتبنت وجهة نظره ؛ خصوصا في البدايات الأولى للكاتب ، غير أن الرؤية لديه لم تنحصر في إطار القروية ، بل تجاوزتها لتشمل المدنية - دون التخلي تماما عن القرية - لتعالج قضايا التقدم في المدن اليمنية .

قديم 02-20-2014, 10:19 AM
المشاركة 1105
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع....العناصر التي صنعت الروعة في رواية -45- الرهينة زيد مطيع دماج اليمن

- الرؤية السردية إضافة إلى نظرتها للماضي ، تحمل هم الحاضر المعيش ، والمستقبل المأمول

- الكاتب غالبا ما يختار لحظة الاصطدام مع الواقع المتخلف كما في العديد من القصص .
فالرؤية من الخلف على سبيل المثال جسدت صراع الشخصية السردية مع القوى الخفية المتمثلة بالخرافات والأساطير في قصص عدة منها : ( ليل الجبل) وقصة ( طاهش الحوبان ) ، وقصة ( البدة ) ، وقصة (النذر ) .

- أما الرؤية المصاحبة فجسدت صراع الشخصية السردية مع المرأة . وقد تجلى ذلك في قصة ( فتاة مدبرة) ، وقصة ( عقدة ) ، كما جسدت أيضا الإقطاع بصورته النمطية والتقليدية ، وفق ذلك طرحت موضوع ممثلي السلطة من عدة زوايا .. وقد تجلى ذلك في قصة ( ثورة بغلة ) وقصة ( فتاة مدبرة)؛ بالإضافة إلى قضايا الأمن وإشكالاته ، وقد جاء ذلك في قصة ( الهيلوكس) و قصة ( قف على جنب )، و قد التفت السارد إلى قضايا الحرية عموما ، وقضايا نظام الحكم متجسدا في نظام الإمامة ، تجلى ذلك في قصة ( ثورة بغلة ). ولقد أعطى كذلك نصيبا من السرد للنظام الجمهوري كما تجلى ذلك في قصة

- أما الرؤية من الخارج فهي وإن كانت لا تمثل ظاهرة عامة عند دماج ، لكن ذلك لا يعني غياب هذه الرؤية ؛ فالرؤية من الخارج موجودة فعلا عند دماج ، لكن نماذجها قليلة ، مقارنة بالرؤية من الخلف أو الرؤية المصاحبة . فلقد احتفى السارد من خلال الرؤية من الخارج بقضايا أكثر معاصرة ، مثل قضايا حقوق الإنسان ، و حقوق الحيوان والتي ضمنها قصة (الرمال العابرة ) من مجموعة طاهش الحوبان .

- وقد اهتم زيد كثيرا بقضايا الحرية ، والحقوق السياسية ،وموضوع الإقصاء والتهميش ،وقضايا أخرى مثل التعذيب والديمقراطية . وهذه القضايا مضمنة في قصة ( هي هتلر) وقصة ( الناسك ) وقصة (الجسر) . ومن القضايا الاجتماعية التي تطرق إليها السارد أيضا قضية حقوق الأطفال، وهي قضية أشار إليها على عجل في قصة ( الذي أضاع أمه ) ، ومن القضايا التي تطرق إليها كذلك القضية الثقافية وخصوصا الكتاب ،وقد تناوله في قصة ( رجل على الرصيف ) .

- في تجليات التصوير السردي و تقنياته: التصوير لدى دماج تقنية أصيلة فهو يعبر عن الشخصيات والأشياء بوسائل التصوير المختلفة . فالصورة الوصفية عند دماج تبدو عفوية وغير متكلفة ، ليس لأنه يستخدم الشخصية النمطية والمألوفة فحسب ، بل لأنه

- يلتقط شخصياته من بين آلاف الشخصيات التي تدب على البسيطة ، سواء أكانت ذات نموذج بشري أو غير بشري ، كما تجلى ذلك في نصوص القراءة .

- يتميز التصوير في قصص دماج - خصوصا الصورة الوصفية - بالبساطة في وصف المكان ، أو المشهد أو الشخصية . مثل ما هو ملاحظ في قصة ( خلف الشمس بخمس ) ،حيث يحس القارئ بعبق المكان و خصوصية . كما رأينا ذلك في قصة ( ليلة) ، و قصة(الغجرية ) ، و قصة (المجنون )

- تميزت الصورة الوصفية عنده بالوقوف عند المشاعر والعواطف والأحاسيس الشخصية بالنسبة لشخصيات السرد ، خصوصا في حالتي التأمل و التذكر ، وقد تجلى ذلك في قصة (عقدة ) ، وقصة ( الذماري ).

- أما الصورة السردية عند دماج فتقوم بمهمة تصوير السلوك الذي يكشف عن الأخلاق الظاهرة ، و الباطنة للشخصيات السردية . وقد برزت الصورة السردية في قصة (العسكري ذبح الدجاجة ) و قصة طاهش الحوبان وفي قصة ( بياع من برط ) و قصة (الذماري) و قصة ( أول المنتحرين ) و قصة ( المجنون ) و قصة (اللقية )

- أما الصورة السينمائية عند دماج وإن كانت لا تشكل ظاهرة لكنها كانت موجودة فعلا . ففيها

- تتابع أحداث السرد متابعة محايدة فلا تدخل للسارد بالتعليق أو التقييم أو التفسير ، ولا معرفة غير معرفة ما توحي به الصورة السينمائية .

- ظهرت تجليات الصورة السينمائية من خلال تركيز السارد على عدد قليل من الشخصيات السردية ، المحصورة بالكلب والعجوز العمياء والأطفال العراة ، في قصة (لرمال العابرة) ؛ و ظلت الصورة محصورة في مكان ضيق جدا محدد بالعشة المتآكلة ومحيطها الضيق بجانب الشجرة .

- في قصة( الجسر )، حيث تجلت ( الصورة عن قرب) على طول المسار السردي ، فالسارد يبدأ الحكي من لحظة ( شرود ذهني ) ، مقتصرا دوره على الإدلاء بشهادته على الأحداث كما راءها أو كما ظهرت من خلال عينيه ،

- تجلت الصورة أيضا في اللقطة البانورامية: حيث أدخلت حركة الكاميرا إحساسا بالتفوق المرسوم من جانب أولئك اللذين تتجه الكاميرا نحوهم على الجسر في قصة( الجسر) .. .

- بدت لقطة (الكرين) في قصة (المدفع الأصفر)، وكأن عدسة الكاميرا فوق رافعة( ونش)، تصعد وتصور الحصن وما يفعله الشخصية ، في لقطة (بانورامية) ؛ ثم تنزل وتصور ما فعلته القذائف في بيوت المدينة في لقطة (الترافلنج ).

- في تجليات الزمن السردي وتقنياته الزمن في قصص دماج يحيل على مرجعيات متعددة منها :

- المرجعية التاريخية لواقع مجتمع يمن ما قبل الثورة ، وقد تجلى ذلك في قصص المجموعة الأولى وبعض القصص الأخرى . وواقع مجتمع يمن ما بعد الثورة ، وتجلى ذلك في مجموعة الجسر ، وبعض قصص مجموعة العقرب . وقصص مجموعة أحزان البنت مياسة.

- المرجعية الأسلوبية وتتجلى في القصص التي يمكن أن يطلق عليها قصص الوصف ، وتظهر في بعض القصص مثل قصة ( أول المنتحرين ) ، وقصة ( الجسر ) ، وقصة (الرمال العابرة ) ، وقصة (رجل على الرصيف ) وقصة ( الذي أضاع أمه ) .

- المرجعية الأيدلوجية ، وتتجلى في قصص عديدة منها : قصة ( الظاهري ) ،وقصة (الناسك) ... وعلى أية حال فقد دارت أحداث القصص التي كتبها دماج في :

- ربوع اليمن مكانيا ؛ وتحديدا في شماله ، حيث أشارت القصص إلى عهد الأئمة الذي حكموا اليمن، من بداية القرن العشرين حتى قيام الثورة عليهم في ثورة 1962م . وقد تجلى ذلك في معظم قصص المجموعات .

- امتد الزمن الوقائعي الذي دارت فيه الأحداث القصصية حتى العام 1990 م . وقليل من تلك القصص دارت أحداثها في مصر إبان ثورة يوليو ( 53) ، و أشارت إلى أحداث الثورة المصرية ، وحرب اليمن ، وحرب 63 بين مصر و إسرائيل . وقد ظهر ذلك في قصة (عقدة )، وقصة ( المرأة والكلب وأنا ) . وأقل من ذلك تلك القصص التي أشارت إلى أحداث دارت وقائعها إبان الحكم العثماني في اليمن ، والى الدولة الصليحية كما في قصة ( المدفع الأصفر ) .

- في المجموعة الأولى سيطر ( زمن القصة) على معظم قصص المجموعة ، حيث سردت تلك القصص بتقنية تقليدية بوجه عام ، فالزمن في كل القصص ذو ( بداية ووسط ونهاية ) ،

- القصص في المجموعات الأخرى لا تخلو من الإشارة إلى تقنيات الزمن والتي ظهر منها : تقنية تسريع السرد ممثلة بتقنية الحذف و التلخيص ، و تقنية إبطاء السرد ممثلة بالوقفة الوصفية ، و تقنية التطابق السردي ،ممثلة بتقنيتي الحوار بنوعيه الداخلي والخارجي ،المباشر وغير المباشر . وتقنية المفارقة السردية ، ممثلة في الاسترجاع والاستباق . وقد حللنا كل ذلك في موضعه من هذا البحث مشيرين إلى عدم توافر تقنية الاستباق لدى زيد مطيع دماج .

قديم 02-23-2014, 10:24 AM
المشاركة 1106
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع....العناصر التي صنعت الروعة في رواية -45- الرهينة زيد مطيع دماج اليمن

-الرهينة" ورقة قديمة عن يمن قديم، حياة خفية يعرضها زيد مطيع دماج وهي تدلّ وحدها على ما كان في اليمن من انعزال واستبداد وتخلف، يسردها في إطار روائي متميز سماه "الرهينة".

-تعتبر روايته الرهينة تعبيرا واقعيا لأوجاع اليمنيين في فترة من أحلك فترات الجبروت الإمامي والتسلط الملكي البائد.
- استطاع زيد دماج التعبير وبصدق عن هموم ومعاناة شعبب أكمله من خلال " رهينته" التي ستظل مصدرا ومرجعا للباحثين والدارسين جمعت بين القصة الإجتماعية والمأساة وبين استعراض غير مباشر للتاريخ اليمني"...

- يكتب زيد مطيع دماج كما يرى أو كما يتذكر وينقل أحاسيسه ومشاعره بحرفية من يضع في الكلمة كل شيء, فهي الجسد وهي المكان وهي الضائقة وهي الفرج وهي أخيرا الملجأ المطمئن الذي يأوي إليه ليحميه من كل أشكال المخاوف التي تحدق به في عالم غير مقتنع به يحاول مرعوبا مسحورا أن يكشف أسراره ويفك طلاسمه بروح طفل حذر جريء , عيناه تبرقان كشفرة خنجر يماني.

-إن دماج روائي النبرة الخافتة والصورة المتكاملة الأبعاد بكل نتوآتها وظلالها والتي لا يمكن لنا, مع ذلك تسميتها بالفوتوغرافية , لأنها تنأى بكل مضامينها وطقوسها عن هذه الصفة الجادة خاصة وإنها منجزة في ذاكرة اللغة قبل مخيلة الكاتب, الذي وهو ينقلها لنا , لا يجرؤ على أنيخدش صفو إصغائه لها وعذوبة انسياقه وراءها لا بوعي أيديولوجي ولا بتقنية مركبة ومعقدة ولا حتى بتداعيات حلمية أو سواها .

- هكذا يقودنا دماج إلى قصور الخرافة العربية حيث النساء والجواري والغلمان والحرس المفتون بالأسرار والملوك المؤطرينبالحجاب والحواشي والشعراء المداحين في قصر الإمام اليمني كاشفا خباياه , متسللاإلى دهاليزه وتحت أردية نسائه الملونة بالشهوة والخوف.

-الرهينة واقع حكاية لا حكاية واقع يمكن أن يتحقق أو هو قدتحقق , عاشه المؤلف أو كاد .

-أهميتها أنها تخرج من خزائن الذاكرة العربية السحيقة وهي بنت سنواتنا ومعاصرتنا هنا في جنوب الجزيرة العربية في بلد عربي هو اليمن .

- بين ملامح المعاش / المتخيل اليمني وبينإيماءات واختلاجات الموروث العربي الإسلامي ترتسم مثل شريحة عمودية لحالة عربيةتتجاوز حدود اللغة والأدب والاجتماع لتعكس بمراياها الداخلية سؤال الزمن العربيالإسلامي بين الماضي والحاضر , هذا الأخير الذي صار يدير ظهره كليا عن المستقبلليستقبل صورة ماضيه وحدها لا منازع , مفتونا بها تاركا شعوبا ومصاير في وحل المعاشوانهيار العالم حواليه .

-إنها تطرح السؤال بشكل جديد وكأنها لا تريد جوابا .

- تلك عفوية دماج في هز جدران الحاضرة العربية واليمنية بالذات .ولكن , تبقى يمنية بسلاسلها وملامحها وجدرانها وشبقها وسطوتها وبندقيتها وإمامها وقمرها " الحالي " المفتون بسهولها وسفوحها .

قديم 03-05-2014, 05:04 PM
المشاركة 1107
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 46- -لعبة النسيان محمد برادة المغرب

- لعبة النسيان هي روايةلمحمد برادة، صدرت سنة 1987 عن دارالأمان تعتبر من بين أهم أعمال برادة.

- صنفت في المركز 46 فيقائمة أفضل مئة روايةعربية.

- موضوعها فقدان إنسان عزيز وغال، وهيالأم، التي تحتلفيه مكانة كبيرة.

- الرواية تركز على لحظتين مركزيتين في حياة الهادي، الشخصيةالمحورية في الرواية: الأولى لحظة موت الأمّ: لالّة الغالية، تلك المرأة التي لاتعوّض ولا توصف، والثانية لحظة موت امرأة أخرى هي أول موضوع للحب والشهوة والرغبةالمشتعلة: لالة ربيعة.

- مناخها النفسي يخيّم عليه التوجّع والتفجّع والضيقوالكآبة.

- يمارس الراوي لعبة النسيان، نسيان الآلام والأوجاع،ويدعو إلى استحضار الذكريات والشروع في تشخيص متخيّل للشيء العزيز المفقودوالمفتقد.

- جنسها الكاتببعنوان فرعي تعييني"نص روائي".

- يعني هذا أن المؤلف رواية ما دامت تشخص الذاتوالموضوع والرواية نفسها.

- تتشابك في النص أحداث تخييلية وواقعية متنوعة، وتتناغمتيمات عديدة على إيقاعات درامية حدادية دائرية التركيب إلى جانب تفاعل عدة شخوصرئيسية وثانوية عبر حركية التاريخ وصيرورة الزمن وتناوب الأجيال مابين الاستعماروالاستقلال وما بعد الاستقلال.

- هذه الأحداث المتوجة غير منفصلة عن فضاءاتهاالزمكانية التي تنفعل بالشخوص وتفعل فيها ما يمكن أن تفعل تحت ضغوط الجبرية وحتميةالواقع: تأثرا و تأثيرا.

- لكن يبقى هذا النص الروائي سيرة ذاتية أو أطبيوغرافياما دام يرتكز كثيرا على تشخيص الذات ( التذويت)، واستدعاء تاريخها عبر الصيرورةالتاريخية، واسترجاع تاريخ الذوات الأخرى المتفاعلة معها؛ وذلك بسبر الموضوع الذييؤثر فيها.

قديم 03-06-2014, 09:25 AM
المشاركة 1108
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 46- -لعبة النسيان محمد برادة المغرب

- وخطاب الأطوبيوغرافيا حديث العهد، فقد نظر له الناقد الفرنسي فيليبلوجون. إذ يعرف النص الأوطوبيوغرافي بأنه:" محكي نثري استرجاعي ينصب على الوجود الشخصي لفرد ما، وذلك حينما يتم التركيز أساسا على الحياة الفردية وبالخصوص علىتاريخ الشخصية".

- وهذا التعريف ينطبق إلى حد كبير على نص محمد برادة؛ لأن لعبة النسيان أولا نص سردي نثري ينبني على استرجاع ماضي الشخصية أو الذوات الفردية (الهادي)، في امتدادها الزمني وتعايشها مع الذوات الأخرى سلبا أو إيجابا في مواجهة الموضوع من أجل فهم الحياة الفردية وتاريخها وتفسيرها بما هو خارجي شعوري أو لاشعوري، مع حضور المؤلف المقنع بقناع السارد أو الشخصية ( السارد المشخصن)، كما هوالشأن في الرواية إذ يحضر في صورة ( الهادي) لوجود عدة تماثلات ذهنية ووجدانيةواجتماعية بين محمد برادة والهادي ( انتقال الهادي ما بين فاس والرباط والقاهرةوباريس، الدراسة الجامعية، الصحافة، الكتابة السردية كاحتراف....).

- تحضر عدة تيمات في هذه الرواية مثل: الحياة والموت والجنس وصراع الذات مع الموضوع والوطن والمكان والطفولة والوطن والنضال والحرية.

- يعتبر الموت أبرز حدث رئيسي في هذه الرواية، فعنه تتفرع الأحداث الدرامية الأخرى وعبره تترابط الإيقاعات والقصص السردية.

- ويمكن اعتبارلعبة النسيان رواية استرجاع الزمن الضائع من خلال الشخوص ودورة الحياة والموت عبرالأمكنة والفضاءات المنغلقة والمنفتحة والداخلية والخارجية.

- وتحضر الأم باعتبارها شخصية رابطة مبئرة ومبأرة، عليها تتجمع الشخوص لتنسج خيوطها السردية لخلق حياتها وموتها.

- كما أنها تجمع هذه الشخوص لتخلق فيها الحياة والدفء والاستمرارية عبرالصيرورة التاريخية.

- وهذه الرواية كذلك رواية أجيال ثلاثة مختلفة الطباع والقسما توالرؤى.

- تتحول مع المكان والزمان في تكيفها وصراعها مع الواقع المتميز بين الحماية والاستقلال: جيل ما بعد الاستقلال جيل مابين الاستعمار و الاستقلال جيل الحماية
عزيز- فتاح- نادية سي إبراهيم-لالة نجية- الهدي- الطايع لالةالغالية- سي الطيب- الشريف.

قديم 03-09-2014, 12:06 PM
المشاركة 1109
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 46- -لعبة النسيان محمد برادة المغرب


- تتضمن رواية لعبة النسيان لمحمد برادة سبعة فصول على النحو التالي:

1- في البدء كانت الكلمة:
يدور هذا الفصل حول حضور الأم في الدار الكبيرة بفاس وانتقالها إلى الرباط لمساعدة ابنتها التي تزوجها سي إبراهيم في تربية أولادها وتدبير شؤون المنزل وما أحدث وفاتها من أثر على الأبناء والأهل والأقارب والجيران.

2- سيد الطيب:
يستنطق هذا الفصل شخصية سيد الطيب العاقر وتناقضاته العديدة، ويحاول تفسيرها بعلل الموضوع ومنسيات الذات. ويرصد الحكي هذه الشخصية في طيبو بتها ودماثة أخلاقها وبعدها الديني والروحي إلى جانب انغماسها في اللذات والشهوات والميل إلى اللهو ولعب الكارطة وتبذير الأموال من أجل التلذذ بمفاتن الجسد.

3- ما قبل تاريخنا:
يذكر هذا الفصل طفولة الهادي والطايع ومراهقتهما ما بين فاس والرباط.

4- ثم يكبر العالم في أعيننا:
تفكر الرواية في نفسها من خلال فضح اللعبة السردية والحوار معا لمتلقي عبر تأسيس ميثاق سردي يشارك فيه المؤلف وراوي الرواة والمتقبل. وتكمن مهمة راوي الرواة في قول الحقيقة والبوح بها وتعرية لاشعور الشخصيات خاصة المشاهد الجنسية الطفولية ( الهادي)، أو الذكورية ( واقعة السيد " الضب" الذي اغتصب فتاة المدرسة، وهي ما تزال صغيرة)، كما يتعرض الفصل للزوجين: سي إبراهيم ولالة نجية في تكيفهما مع الواقع وامتدادهما في الحاضر، واستعراض بعض النشرات الإعلامية والإذاعية والصحفية التي أدلى بها راوي الرواة لتشخيص التحولات الطارئة على مغرب الاستقلال وبعد الاستقلال.

5- قلت وكم يهواك من عاشق:
ينصب هذا الفصل على عدة مشاهد شبقية وجنسية تبين الفلسفة العبثية لشخصية الهادي. هذه الشخصية التي لا تؤمن بالدين وتضعه دائما قاب قوسين، وتعيش حاضرها من خلال اللذة ومغازلة الحياة والثورةعلى الواقع والتمرد على الكائن. ويستعرض الفصل دفً الأجساد في باريس ( البيضاوية) والقاهرة ومدريد.

6- زمن آخر:
يعود الهادي إلى فاس لاسترجاع الذكريات والبحث عن الأم في رحيلها ووجودها الحلمي وتأمل المكان وعبقه التاريخي والحضاري. كما يستعرض الفصل الجيل الجديد جيل عزيز وفتاح ونادية عبر حفل زواج عزيز بن سي إبراهيم ولالة نجية، حيث تتغير القيم المثلى وتتحول إلى قيم كمية ومادية، وتبرز كذلك ثورة الشباب على واقع مغرب ما بعد الاستقلال على كافة المستويات. ويشيرالفصل إلى صراع راوي الرواة مع المؤلف حول قضايا سياسية واجتماعية لا يريد المؤلف إثباتها لما لها من تأثير سلبي على الراوي وعلى المؤلف نفسه مثل: المناقشة حول سرقة أموال الشعب وتبذير الملايير في الحفلات الخاصة والعامة، وظهور جماعة الملياردية أوالتعريض ببعض كبار موظفي الدولة وتصدير فتيات المغرب إلى الخليج أو الخارج لبيع الجسد والحصول على العملة الصعبة والتخفيف من البطالة، ورصد ظاهرة المخدرات وضياع الشباب...
و إذا كان راوي الرواة يتمسك بالسلبي، فإن المؤلف ينصحه بذكر ما هوإيجابي؛ لأن الإيجابيات أكثر من السلبيات. ولكن هذا الحوار بلغ مأزقه عندما لم ينته إلى اتفاق بينهما.

7- من يذكر منكم أمي: يحاول الهادي استعادة ذكرىأمه واسترجاع وفاتها من جديد عبر التأملات ليخلق حضورها ويفلسف وجودها، وليتصالح الهادي في الأخير مع الكل، ومع أخيه الطايع الذي قاطعه أمدا طويلا عندما حضر مع أخته ( لالة نجية) وزوجها ( سي إبراهيم) لمواساة الطايع ومشاركته حزنه حول مآل فتاح بسبب نضاله الوطني والحزبي. وكانت " الأم" طيفا حاضرا لجمع الشمل مرةأخرى.

قديم 03-10-2014, 08:25 AM
المشاركة 1110
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
تابع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 46- -لعبة النسيان محمد برادة المغرب


- لعبة النسيان تتكون من سبعة فصول تتجاذبها ثنائية الإضاءة والتعتيم.

- وتتخذ الرواية طابعا واقعيا وذاتيا ووطنيا وفلسفيا.

- تحوي لعبة النسيان عدة شخصيات بعضها رئيس يمثل: لالة الغالية ولالة نجية وسي إبراهيم وسي الطيب والهادي والطايع وعزيز والبعض الآخر ثانوي مثل فتاح ونادية وإدريس والجيران والشريف...وتتمحور هذه الشخصيات كلها حول شخصية الأم لالة الغالية باعتبارها الرحم والمصدر الأمومي الأصل الذي تفرعت عنه باقي الفروع الأخرى.

- هناك شخصيات نامية ومتطورة ودينامكية في الرواية مثل: الهادي والطايع وفتاح وسي الطيب، وشخصيات ثابتة ستاتيكية مثل: لالة الغالية ولالة نجية وعزيز وسي إبراهيم. ويلاحظ كذلك أن هناك علاقات تواصلية مختلفة مثل:علاقة العداء وعدم التفاهم بين الهادي والطايع، وبين الهادي وفاختة، وعلاقة حب البنوة أو الأبوة( حب الأولاد للغالية)، أو القرابة ( سي الطيب- الأحفاد وحبهم للهادي...)، أو المصاهرة( سي إبراهيم...)، وعلاقة جنس وحب شبقي ( الهادي مع القاهرية والمدريدية والبيضاوية في باريس...، وسي الطيب ومغامراته مع المرأة اليهودية التي أودت به إلى الإفلاس...).

-هذه الشخصيات من أجيال مختلفة، فهناك جيل الاستعمار( لالة الغالية- سي الطيب- الشريف...)، وجيل الاستقلال ( الهادي والطايع ولالة نجية وسي إبراهيم...)، وجيل ما بعد الاستقلال ( فتاح- نادية – سعيدة- إدريس...). وهذه الأجيال مختلفة في مواقفها، فهناك جيل راض على واقعه ( الأم- سي الطيب...)، وجيل متوتر ومتردد يتكيف مع الواقع على الرغم من رفضه له، وجيل ثائر وناقم على الواقع خاصة واقع ما بعد الاستقلال بسبب بطالة الخريجين، وتغير القيم واختلاف المنظورات وعدم الإيمان بالوطن الذي لم يحقق للشباب الطموحات والآمال التي يتعلقون بها.

- لعبة النسيان من خلال هذا الوصف الفيزيولوجي والاجتماعي والأخلاقي تبين أن هذا النص الروائي هو نص الشخصيات في تشابكها العائلي واختلافها في المواقف وصراعها مع الموضوع، وامتدادها إلى الماضي عبر الأصول ( لالة الغالية)، والفروع( الهادي- الطايع- سي إبراهيم)، ما داموا حواشي تتشرب من معين الدفء العائلي العريق عبر جدلية الفضاء ( فاس- الرباط- المغرب –الخارج)، والزمن( الاستعمار- الاستقلال- ما بعد الاستقلال).

- يتم نقل هذه الشخصيات وتصويرها وتفسير منظوماتها الذاتية والموضوعية من خلال الامتداد والاسترجاع والتذكر واستدعاء الماضي واستشراف المستقبل واستنطاق الحاضر بوعي جدلي ( فتاح- الأحفاد الجامعيون).

- يمكن أن نصنف شخصيات الرواية إلى شخصيات إشكالية، وشخصيات متصالحة، وشخصيات مندمجة. إن الشخصيات الأولى تحمل قيما أصيلة وتحاول غرسها في مجتمع منحط؛ ولكنها تفشل في زرعها وينتهي بها المآل إلى اليأس والثورة والتمرد كما هو حال الطايع والهادي وفتاح. أما الشخصيات المتصالحة فهي التي تتكيف مع الواقع وتنصهر في بوتقته كيفما كانت الأحوال، يتحكم فيها الوضع والزمن وتحلل الأمور بسذاجة وسطحية، وهي شخصيات سلبية وإشكالية كذلك مادامت تقبل المصالحة والتطبيع مع الواقع السلبي، ومن خير من يمثل هذا الصنف من الشخصيات سي إبراهيم وعزيز. أما الشخصيات المندمجة فهي " تلك التي تبتهج بالحياة، وتعيشها بامتلاء دونما إحساس بشرخ في كينونتها"، وندرج ضمن هذا المحور الأم وسيد الطيب.

- ويمكن اقتراح تصنيف آخر للشخصيات من خلال البعد السوسيولوجي. فهناك: شخصيات الوعي الممكن( الطايع- الهادي- فتاح)، حيث تستحضر الذوات المستقبل، وتستشرف غدا أفضل من خلال الرفض للواقع السائد والموضوع الكائن عبرالتمرد واليأس والنضال النظري والعملي. وهناك شخصيات الوعي الكائن، وهو وعي سائد، قد يكون زائفا ومغلوطا، ويمثل هذا الوعي: الأم، لالة نجية، سي إبراهيم، سيد الطيب، فالوعي الأول إيجابي، والثاني وعي سلبي.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 101 ( الأعضاء 0 والزوار 101)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 09:07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.