قديم 02-01-2021, 07:22 PM
المشاركة 11
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8

  • غير موجود
افتراضي رد: معجزةٌ ويأس
تحية طيبة
راقتني قصتك أستاذتي حقا، وليس بسبب الأسلوب اللغوي الجميل والحبكة المتقنة فقط.
وإنما لما تتركه من أثر في النفس.
وهي وإن لم تفز بأي جائزة في المسابقة، فإن جائزتها الكبرى هي إعجابنا بها نحن قراء المنتدى.
تحياتي

قديم 02-02-2021, 01:03 AM
المشاركة 12
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: معجزةٌ ويأس
تحية طيبة
راقتني قصتك أستاذتي حقا، وليس بسبب الأسلوب اللغوي الجميل والحبكة المتقنة فقط.
وإنما لما تتركه من أثر في النفس.
وهي وإن لم تفز بأي جائزة في المسابقة، فإن جائزتها الكبرى هي إعجابنا بها نحن قراء المنتدى.
تحياتي
أخي ( متابع أول )
يسعدني أن تكون هنا وتشاركني الرأي في هذه القصة
أشكرك على كلامك الطيب
تحية ... ناريمان

قديم 02-02-2021, 01:43 PM
المشاركة 13
حمزه حسين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: معجزةٌ ويأس
معجزةٌ ويأس

عندما يَجنُّ ليلي ، ثـُلة ٌ مِنَ الغرباءِ يَحضُرون ، تفكيرٌ يليهِ حزنٌ يتبَعُهُما الأرَقُ ، حتّى صارَ لليلي عيونٌ ، وإذا ما ألقى النومُ القبضَ على عيوني ، وأحكَمَ سيطرتَه على الجُفون ، أنامُ على تعبي ، وأغيبُ في نومٍ إلزامي ، فأستيقظ ُ من نَوْمي وكلّي يتَّكِئُ على بَعضي من شدّةِ التعبِ ، ويتكرّر المشهدُ طاغياً بكلّ ما يَكتنِفُهُ مِنْ وَجَعٍ .
منذ أنْ وعيتُ وأنا أقرأ، "إنّ الأمطارَ لا تَنزِلُ على ثرى لمْ يُظلّلْ بِغيمةٍ"!
يَطولُ التفكيرُ ويأتي الحزنُ يتمَطّى باحثاً عن مأوى، فينامُ في صدري بعدما ألوكُ العجزَ حدّ الهَضْم ، فأصلُ لحظة َالانشِطارِ عنْ الذاتِ ، وألجُ في عالم ٍ آخر ، بعيداً عن عالمي المُرّ ، في تلكَ اللّحظة ، أحتاجُ مَنْ يَربِتُ على قـَلبي ويُخرجُني من هذهِ الدائرة، من يَستطيع ؟! لا أحد ، فهَمّي لا يُضاهى ، وجُرحي لا يُنازَع، وألمي ليسَ له عمر.
وذاتَ فراغٍ ، جلستُ على أريكتي أُريحُ البدنَ من تعبِ يومٍ شاقٍ من العمل ، وليلٍ مُجْهَد ، وإذ بالبابِ يُطرَقُ فأسأل : مَنْ بالباب ؟
- أنا بيان ، افتحي بٍسرْعة ، فيتداخلُ إلى قلبي قلقٌ جديدٌ ، وكأنّني على حرفٍ ، أنتظرُ مصيبة ً.
بيان ، صديقتي المقرَبة التي تعرفُ عنّي كلَّ شيء ، فكمْ مِنْ مرةٍ حاولتْ أنْ تأخذَ بيدي ولمْ تفلحْ ، أحياناً تفهمُني وأكثرَ أحايينها لا تفلح ، فتحتُ لها البابَ ، وإذْ بها تحملُ كتاباً ، أعطتني إياه ، وقالتْ - بلهجة آمرةٍ ، ساخرةٍ من القالَب الذي وُضعتُ فيه كُرهاً - : أعرفُ أنّكِ تحبينَ القراءةَ ، خذي هذهِ القصة اقرئيها الآن ، وغادرتْ ، وتركتني أنا والقصةَ وغرباءَ الليلِ .
على الغلاف ( معجزة ) ، وَبِنَهَمٍ لمْ أعهدْه في نفسي .
قرأتُ :
( أمل ، امرأةٌ خمسينيةٌ مؤمنة ، مَنْ يتأمّلها يَظُنُّ أنّها في السَّبعين من العُمْر، فالتَّجاعيدُ تملأُ وَجْهَها الشاحِبَ ، كانتْ تحلمُ بطفلٍ يملأُ حياتَها سعادة ، وبعد انتظارٍ طويل ٍ حملتْ حَمْلاً عزيزاً فأسْمتْ مَوْلودَها ( وحيد ) ، ورَبّتْهُ وحيداً يتيماً ، لأنّهُ فقدَ والدَهُ في حادثِ سيرٍ .
تعيشُ أمل ووحيدُها في قريةٍ نائيةٍ عن المدينة ، تديرُ الأراضيَ المزروعةَ الموروثةَ عن زوجها ، فتحيطُ صَغيرَها ،بسياج من دفء الأمومة ، وتداريه بحبِّ وحنان ، كشمعة تخبئها بِكفّيْها كلما هبّتْ نَسمةُ هواءٍ ، لكي يعيش .
كَبُرَ الصَّغيرُ، وجاءَ اليومُ الذي صارَ لا بدّ لها أنْ تُودِّعَه وهو يَستعدّ للسفر إلى المدينة ليبدأَ دراستَه الجامِعيَّة .
إذ حَصلَ على معدّلٍ في الثانوية يُؤهلُهُ دخولَ كليةِ الطِّبِ ، وبَيْنَ لا ونعم قضتْ أملُ أسبوعاً تفكِّرُ قبلَ أنْ تُوافِقَهُ على السفر ، شَرْطَ أن يَعودَ طبيباً ، محققاً حلمَهُما معاً ، وقبلَ أن يُغادر ضمّها مؤكداً لها بأنْ لا تقلقي سَأكونُ هنا مع نهايةِ كلِّ أسبوعٍ ، فالمسافةُ بيننا قصيرةٌ.
وسافرَ وحيدُ أمِّه ، يَملأُ حقائبَه ببعض ِ قلبِها وكلِّ دعواتِها ، غادَرَها تاركاً وشمَاً على جُدُرِ قلبِها لا تمحوهُ ممحاة.
ثلاثُ سنواتٍ مرّتْ وكلُ أسبوعٍ كانَ يزورُها حسبَ الوَعدِ ، وكلّما التقيا ، تقول له : طالتْ غيبتُك يا حبيبي ، قلْ لي ، كمْ من الأسابيعِ الثقيلةِ بقيَ لأناديَ عليكَ يا دكتور وحيد ؟
وفي آخرِ أسبوعٍ زارها فيه شعرتْ كأنّ شيئاً وقعَ منها حينَ ودّعها، فقلبُ الأمّ لا يعرفُ الخطأ ، وذهبَ إلى جامعتِهِ كالعادَةِ ، مرّ يومان ، وفجأة ً هوى القلبُ من القمةِ إلى السفحِ وارتطمَ بالأرض ، واعتراها وجَعٌ يُشبهُ وَجعَ المخاضَ ، لحظاتٌ ورُنَّ جَرسُ الهاتِف ، فجاءَ الخبرُ أوجع من هذا ، كان مفادُه : أنّ وليدَها سقط َمن شرفةِ غرفتِهِ في بيتِ الطلبةِ من الطابقِ الثالث ، وهو الآن في المستشفى ، رَدّتْ على المتّصل وهي تهزُّ رأسها: كنتُ أعرف .
وبلا وعيٍ ، تَركتْ الأمُ المفجوعةُ القريةَ ، وقلبُها يَسْبِقُ السيارةَ التي أقلّتها ، وطوالَ الطريقِ تهمسُ (يا رب) وبعد ساعتين ، كانتُ عندَ رأسهِ المتضخِّم تتمتم بكلماتٍ لا أحد يسمعُ صراخَها الداخليَّ سواها ، وتتحسَّسُ جفنيه المتورّمين وتقبّلهما، وتَسألُ عن حالِهِ ، والطبيبُ يشرح ُ لها بالتفصيل متأكَدأ أنّ ابنَها سَيغادرُ الدنيا قريباً ، ولكنّه لاحَظ وكلُّ مَنْ معه شيئاً غريباً ، أنّ الأمّ لم تبكي كأيّ أم ، وأنَّ عيونَها جافة لمْ تقطرْ دمعاً بعدَ كل ما جَرى لولدها ، فأدْرك أنّها الصَّدمة ، وهو لا يدري ، أن الدّمعَ الذي كان يَسِحُّ من القلبِ ينوبُ عن ذلك المتساقط من العيون ، فأرادَ أن ينقذَها من صدمَتِها علّها تدركُ حقيقةَ ما حدثُ ، فاقتربَ منها قائلاً:
تصبّري واطلبي له الرحمةَ ، لأنّ حالتَه خطرةٌ جداً ، قال الطبيبُ كلماتِهِ قاصداً لِيسمعَ نحيبَها، لكنها لمْ تفعلْ ، وأضافَ وهو يراقبُ عينيها : صدّقيني ، لنْ يعيشَ طويلاً ، وإنْ بقيَ حيّاً ، فَسَيعيشُ معوقاً ، إنّ موتَه راحة ٌ له ولك ، عندها جحظتْ عيونُها وتحولتْ أملُ الوديعة ُإلى لبؤةٍ مفترسة ، تخْمشُ أيّ تلميح ٍ ينذِر بوفاة ولدها ، وصارَ همسُها صراخاً : لا ، ولدي سيعيشُ واللهُ يُحيي العظامَ وهيَ رَميم ، أتَسمعنُي يا دكتور ؟ ما الذي تقوله ؟ ولماذا لا يعيش ؟ أخبرني ؟.
لمْ يَجدْ الطبيب بُداً من أن يُصارحَها بالحقيقةِ كاملةٍ ، فقال : هناك جرحٌ عميق على طولِ الفخذ ينزف بشكلٍ حادٍّ من هولِ السِقطة وحاولنا ما استطعنا أن نوقفَ النزيفَ ، وقمنا بِخِياطتِهِ بخمسين غرزة ، لكننا فشلنا ، والواقع أنّنا عَمِلنا جهدَنا والباقي على الله ،
ردّتْ الأمّ المفجوعةُ : نعم أليسَ القائل "هو عليَّ هيّن " ؟ أرِني أينَ الجرح ؟ كشفَ الطبيبُ الغطاءَ وأشارَ بيدِهِ نحوَه : هُنا ...
نظرتْ إلى الجرحِ وكان ملفوفاً بالشاشِ الذي غرقَ بالدم ، تأمّلتْه بصمتٍ شديد ، ثمّ أشاحتْ وجهَها عنهُ ، وجالَ بَصرُها هنا وهناك ، وكأنّها تبحثُ عن شيءٍ ، تناولتْ وسادةً مِنْ على أحدِ الأسرّة ، وأفرغتْها من حَشْوتِها ، وحَمَلَتْها فارغةً وغادرتْ الغرفة ، والأطباءُ والممرضاتُ ينظرونَ إلى بعضِهم بعضاً وكأنّهم يقولونَ: ما الذي تفعلُه هذه المرأة ؟ يَبدو أنّها فقدتْ عقلَها .
بعد َ دقائقَ معدودةٍ ، عادتْ أملُ بكيسِ الوسادةِ تحملُهُ على كَتِفَها المنْهكِ وهيَ تلهث .
خَيّمَ الهدوءُ على جوِّ الغرفة ، وخلا من أيّ هسيسٍ إلا منْ صوتِ أنفاسها المتسارعة تخرج من فمِها كأنّها النارُ تتدفّقُ من فوّهةِ بركانٍ ، وبسرعة ٍ ألقتْ بالكيسِ أرضاً بالقربِ من سريرِ ولدِها ، وفتَحَتْهٌ ثمَّ كشفتْ الغطاءَ عنْ الجرحِ ونزعتْ الشاشَ عنه وبدأت تغرفٌ بيديْن مرتجفتين حبيباتِ الثلج بسرعة ، وتُوزعُها برقة وعنايةٍ على طولِ الجرحِ العميق ، وتكررُ، حتى صارَ لونُ الحيبيات ِمائلاً للحُمرة ، كلُّ شيءٍ في الغرفةِ واجمٌ يُخضِعُ سمْعَهُ لقطعِ الثلجِ وهيَ تصطك ببعضها يَمتزج بأنفاسِها المتصاعدةِ كنشيشِ المِرجلِ على النارِ ولسانُها يلهجُ بالدعاء ، والأطباءُ والممرضاتُ يقفون حيارى يتبادَلونَ نظراتِ العتابِ ، لمَ لمْ تخطرْ على بالِهِم هذهِ الفكرة .
دقائق ، هدأ ضجيج الحنان ورفعتْ أملٌ رأسَها وجذعها وابتسمَتْ ، أسرَعَ الأطباءُ يتفحّصون الجُرحَ وإذ بالنزيف قد توقّف .
ومضتْ أيامٌ أُخَر، تَجرُّ مَعَها عملياتٍ جراحيةٍ أخرى ، قضتْ مَعها أملٌ فترات أخرى من العناءِ ، لا تعرفُ النومَ إلّا على مِقعَدٍ قريبٍ منْ سريرهِ ترقبُ أنفاسه وتعتني به ، وغادرتْ أملُ المستشفى برفقة وحيدٍ إلى القرية .
مضت أعوامٌ على الفاجعة ووحيد ما زالَ كما هوَ والأمّ تقومُ على خدمتِهِ بجسمها الهزيل بلا ملل ، تطعِمُهُ وتُنَظِفُهُ وتُساعدُه على قضاءِ حاجته ، وهي تدعو الله له أن يعيش ، ووحيد لا يُميّز أنَ تلكَ المرأةَ التي تعتني به هي أمّهُ أمل)
أنهيتُ قراءةَ القصة وطويتُ بين دفتيها آلامي كلَّها ، وأنا أسألُ نفسي : ما حجم أحزاني إزاءَ أحزانِ أمل ، ووقفتُ احتراماً لها ، وبكيتُها وبكيتُ عنها، حتى شعَّ الأملُ في زوايا قلبيَ المعتم ، قصتُها ، ملأْتْ القلبَ المتعبَ بالصبر ، وزودتْ الجسدَ المتهالكَ بالقوة ، جَففتُ دموعي وكتبتُ على ورقة بخط ٍعريض ( المرّ سيمرّ) ، وعلقتُها أمامَ ناظريّ لأقرأها كلّما زارَني الغرباء ، ومضيتُ في رحلتي على أمل ..
هذا اليوم أشعلتُ ثلاثين ألماً أحيي ذكرى سوء ظني بأن المرّ سيمرّ، لكنْ، ظلَّ المُرّ ، ولم يَمرّْ.


روعة روووعة
بكل معنى كلمة روعة
سبك جميل ولغة عالية متجددة
ورصف ملفت يعطي السرد جمالية ملفتة
يستحق نصك مبدعتنا المميزة ناريمان الإعجاب والتوقف عنده والتزود منه
مثلما استحق أن يفوز بتفاعل القلوب ونبضها معه كلمة كلمة وسطرا سطرا

حييت أيتها الأديبة المميزة
تقديري
ووافر الأمنيات

قديم 02-03-2021, 01:01 AM
المشاركة 14
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: معجزةٌ ويأس
روعة روووعة
بكل معنى كلمة روعة
سبك جميل ولغة عالية متجددة
ورصف ملفت يعطي السرد جمالية ملفتة
يستحق نصك مبدعتنا المميزة ناريمان الإعجاب والتوقف عنده والتزود منه
مثلما استحق أن يفوز بتفاعل القلوب ونبضها معه كلمة كلمة وسطرا سطرا

حييت أيتها الأديبة المميزة
تقديري
ووافر الأمنيات
شكراً أخي الشاعر على كلماتك المحفزة
دوماً تعطي نصوصي أكثر من حقها
بارك الله فيك
وأزكى تحية ...ناريمان

قديم 02-09-2021, 08:31 PM
المشاركة 15
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: معجزةٌ ويأس
شكراً لك من مرّ من هنا
بوركتم جميعاً


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: معجزةٌ ويأس
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نيلز بور أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 05-29-2016 09:54 PM
هربرت جورج ويلز ايوب صابر منبر الآداب العالمية. 0 10-14-2013 11:17 AM
مغامرات الفتى نيلز و الأديبة السويدية سلمى لاغرلوف ريم بدر الدين منبر الآداب العالمية. 1 09-25-2012 12:14 PM
خمس وخمس وخمس نهاد رجوب منبر الحوارات الثقافية العامة 3 04-28-2011 01:10 AM

الساعة الآن 02:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.