احصائيات

الردود
4

المشاهدات
464
 
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8


ثريا نبوي will become famous soon enough

    موجود

المشاركات
6,114

+التقييم
4.82

تاريخ التسجيل
Oct 2020

الاقامة

رقم العضوية
16283
07-05-2023, 09:35 PM
المشاركة 1
07-05-2023, 09:35 PM
المشاركة 1
افتراضي قبل أن تميدَ الأرضُ تحت أقدامِ الجميع.. د هشام الحمامي

قبل أن تميدَ الأرضُ تحت أقدامِ الجميع
د. هشام الحمامي


العرب لا يحصل لهم المُلك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية أو أثر عظيم من الدين على الجملة والسبب في ذلك أنهم لخُلُق (الخشونة) الذي فيهم أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض..للغلظة والأنفة وبُعد الهمة و المنافسة في الرياسة فقلما تجتمع أهواؤهم.... فإذا كان الدين بالنبوة أو الولاية كان الوازع لهم من أنفسهم وذهب خلق الكبر والمنافسة منهم فسهل انقيادهم واجتماعهم وذلك بما يشملهم من الدين الذى يذهب الغلظة والأنفة ...الوازع عن التحاسد و التنافس.. العرب بغير الإسلام لا يساوون قُلامة ظُفْر..) فابن خلدون هنا -ومن الآخر كما يقول الشباب- لا يقول نظرية تقبل الجدل والنقاش حولها ..لكنه يقرر حقيقة نهائية ..
ستدهشون حين نعلم جميعا أن ميشيل عفلق أبا (البعث العربى الاشتراكى) له رأى يكاد يطابق هذا الرأي ..ميشيل عفلق من (المسيحيين العرب) أصحاب الأدوار الكبيرة فى تاريخهم وتاريخ أمتهم ..والتى نفتقدها الآن ونشكو من غيابها على أثر حصارهم وسجنهم فى أسوار الكنائس للمقايضة بهم على أدوار تاريخية موهومة فى المجد والعظمة.
يقول ميشيل: (الإسلام هوالذي يكوِّن أولى مقومات الشخصية العربية..الإسلام روحها وقيمها الإنسانية وأفقها الحضاري..إنه جوهر العروبة وملهم ثورتها الحديثة..ولذلك فإن من الطبيعي أن يحتل الإسلام (كثورة عربية) فكرية أخلاقية اجتماعية ذات أبعاد إنسانية - أن يحتل- مركز المحور والروح في هذا المشروع الحضاري الجديد لأمة واحدة ذات تاريخ عريق ورسالة حضارية إنسانية) ويكمل قائلا (الإسلام هوالذي أنضج عروبتنا وهو الذي أوصلها إلى الكمال وهو الذي أوصلها إلى العظمة وإلى الخلود..هو الذي جعل من القبائل العربية أمة عربية عظيمة أمة عربية حضارية فالإسلام - كان وهو الآن وسيبقى- روح العروبة وسيبقى هو قيمها الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية. هذا هو الإخلاص للشعب هذا هو حب الشعب.. هذه هي الحقيقة) حزب البعث فى سوريا والعراق ..وقت الأسد وصدام .. لم يعمل بذرَّة واحدة من هذا الكلام ..ليس ثمة إخلاص للشعب؛ فقط التجبر والتكبر والقهر والاستبداد ثم الهزيمة والانحطاط. والمدهش أن الجميع يبدؤون نفس البداية وينتهون نفس النهاية ولا عبرة ولا عظة ..
على أن العلاقة بين العرب كــ(أمة) والإسلام كـ(رسالة عالمية) تتجاوز كثيرا حدود ما يمثله الدين فى تاريخ الأمم وتطورها..والمعنى حول ذلك يتسع كثيرا لما لا ينتهى من الفهم والشروح ..لكن حقيقة الحقائق هي الحضور التام للإسلام فى- البنية العميقة والأولى - للأمة العربية .. كلام ميشيل عفلق به من المعنى أكثر مما تشير إليه العبارة فيما يتصل بالعلاقة بين الإسلام والعروبة .. وعلى أى حال معظم المفكرين القوميين كانوا متأثرين بدرجة كبيرة بقسوة الحكم العثمانى من جهة (خاصة فى المشرق) ومن جهة أخرى بين النزوع (القومى الطورانى) الذى كان آخذا فى التزايد فى هذه الفترة والذى أدى فى النهاية الى التفرق شيَعا، حيث (كل قبيلة فيها أمير مؤمنين ومنبر)..على أن مراجعة عفلق لأطروحاته القومية لهو أمر جدير بكل الاحترام والاعتبار .. وإكمالا لهذا المعنى سنجد أن ما قاله الزعيم محمد فريد عن (الخلافة العربية) فى كتابه المهم عن( الدولة العثمانية) يشير بوضوح إلى أن العروبة والإسلام (شَرطا الضرورة) فى استقرار هذه المنطقة التى تمثل قلب العالم.. لا وجه للعجب إذن فى أن الإسلاميين هُم من كانوا فى المقدمة الأولى وقت الربيع العربى وما أسفر عنه ..لكنهم لم ينتبهوا بالقدر الكافى إلى عمق الجرح - ومساحة التشوه العريضة - التى تركها حكم الفرد الفاسد وقت (الدولة الوطنية) بعد الاحتلال فى جوهر الشخصية العربية .. فكانت الرِّدة كما رأينا سريعا سريعا ..لأن الشعوب لم تكن على مستوى طلائعها الأولى فى الثورات التى قامت .. والإسلاميون لم يدركوا اللحظة حق إدراكها ..اللحظة لم تكن الاستيلاء على السلطة كما صوَّر البعض ..ولكن كانت الوصول إلى عقول الناس وقلوبهم ..ليس بالهتافات والشعارات - وهو الأمر الذي لم يفعل غيرَه جيلُ السبعينيات - ولكن بالبناء الحقيقى لمعمار( الشخصية العربية)..والعمل على (حصار) السلطة الجديدة حصارا محكما وغلق أبواب التجبر والتكبر والفساد والاستبداد ..والعمل الدؤوب على إحضار (المواطن الكامل) ليكون فى قلب المعركة ..أما وقد غاب المواطن الكامل وحضر المواطن ذو التشوهات العريضة الذي أجادت الدولة الوطنية (صناعتَه)..حيث (حماسة القطعان الراكضة وراء جلاديها)....فما يكون لأحد أن يتوقع صلاحا ولا إصلاحا ..ولا أى شيء ..فقط الغوص أكثر وأكثر فى الكوابيس المتتالية .. وستبقى هذه الحقيقة (أم الحقائق) فى الوعى بحقيقة الإصلاح ..(قوة المجتمع وحصار الدولة) ..والتعبير الأخير للعلامة الدكتور عبد الوهاب المسيرى .. ولن تقوم للمجتمع قائمة بغير (الفكرة الدينية) التى حدثنا عنها مالكُ بنُ نبىّ ليس على شاكلة ما وعدنا به جيلُ السبعينيات من وعود صاخبة ولكن؛ على استشراف جديد به ما به من قبس ابن خلدون وميشيل عفلق..ولكن (فى العمق)..حيث يكون أمان الوطن وأمنه فى: (صلاح الإنسان) ..بقيم الإسلام العظيم ومثالياته الكبرى ...حينها وحينها فقط لن يُنتج هذا الفكر السديد أمثال ناصر والقذافى، صدام والأسد وغيرهم
حضور الدين في الدولة عبر التاريخ الحضاري للأمة كان لازمًا ودائمًا، إذا ما اقتطعنا من نظرية ابن خلدون فكرة (التغلب) بالمعنى القهري، وأحللنا مكانها فكرة استدعاء الجماهير عبر( كيانات المجتمع، القوى) سنجد أن هذه النظرية - من قوة قراءتها للواقع الموضوعي والتاريخي للأمة - ليست (نظرية) فقط ولكنها (حقيقة).
تجربة محمد علي (1805م-1840م) الناهضة كانت من خلال الدولة العثمانية (الخلافة الدينية) وحين أخذت هذه التجربة في التطور تجاهلت الدين.. فانتهى بها الأمر إلى الفشل.. فشل في تجديد الدولة العثمانية من الداخل انطلاقًا من مصر كما كان يرى البعض.. ثم فشل في إتمام مشروعه الإقليمي وانتهى الحال إلى الاحتلال (1882م).
ثم جاءت حركة الضباط (يوليو 1952م) فاستندت إلى العصبية (الجيش) وتجاهلت حضور الدين ليس فقط نتيجة للصدام مع الإخوان.. (الدين أكبر من الإخوان).. ولكن استمرارًا (للغباء التاريخي) الذي بدأه محمد علي.. ومن لا يقرأ التاريخ محكوم عليه بتكراره كما يقولون.. فكرّره (أبو الهزائم حيًّا وميتًا).... سلامٌ على عُمْرٍ ضائع لم يكن غيرَ وهمٍ جميل..!
عايش ابن خلدون (1332م- 1406م) معايشة شخصية؛ فترةً أليمة في تاريخ الأمة.. فقد رأى بعينيه سقوط دولة المغرب وانهيار دولة المشرق تحت أقدام الأسبان والتتار.. كان شاهدًا مباشرًا على هذا الانهيار (وقع في أسر تيمورلنك). كان الرجل مثقلًا بالمرارة والنقمة عندما رأى العرب غارقين في نزاعاتهم الداخلية وصراعاتهم العميقة، وانعكس ذلك على آرائه التي تميزت بقدر كبير من الحدة تجاه العرب وطباعهم... لكنه هو نفسه كان به ما به من حظوظ النفس فى (طلب المعالى)..وسيقدم لنا فى مسلكه الشخصى نموذجا سيئا لعلاقة المثقف بالسلطة ..(حين يتغلب حظ النفس على حظ الحق) فى النفس الإنسانية التى لم تهتدِ بنور الله .. وقبل أن تتهمنى بالدروشة؛ اقرأ وتأمل قول الحق تبارك وتعالى (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ).. نور يمشى به فى الناس ..ليس جالسا به فى (التكايا والزوايا) .. وأيضا ليس لاهثا به فى (المواضعات السياسية) الموهومة ..
ومها تكن عند امرئٍ من خليقةٍ **وإن خالها تَخْفَى على الناسِ تُعلمِ


منقول بقليل تصرف


مدونتي على الجوجل
http://thorayanabawi266.blogspot.com/
قديم 09-11-2023, 12:00 AM
المشاركة 2
ياسر حباب
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: قبل أن تميدَ الأرضُ تحت أقدامِ الجميع.. د هشام الحمامي
الان وصلنا الى مرحلة جديدة و هي التطرف الديني ، وهي تخدم بشكل خفي المؤسسة السياسية للبعض ، لكن اذا استمرت هذه الظاهرة العنفية فالقادم سيكون اشد قسوة و مرارة ، والله المستعان

قديم 09-11-2023, 06:38 AM
المشاركة 3
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: قبل أن تميدَ الأرضُ تحت أقدامِ الجميع.. د هشام الحمامي
الآن وصلنا إلى مرحلة جديدة وهي التطرف الديني ، وهي تخدم بشكل خفي المؤسسة السياسية للبعض، لكن إذا استمرت هذه الظاهرة العنفية فالقادم سيكون أشد قسوة و مرارة ، والله المستعان
حياك الله وبياك أخي الكريم أ. ياسر
التطرف الديني أو العنف الطائفي؛ يستخدمه أعداؤنا لهدمِ الطرفين أو الأمة كلها
وقد تكونُ الهُوِية الدينية مختلفةً تماما عن الطائفتين، ولكنها توظَّفُ لأجل إشعال الفتن وديمومتها
داخلَ أقطار الأمة أو بينها وبين الغرب كما حدث في الحادي عشر من سبتمبر أو شارلي إبدو
ثم يجني أعداؤنا ثمرات ضعفنا وتناحرنا، بل يسِنُّون القوانين لمحاكماتنا
ونحن عنهم غافلون، وفي الغِواية غارِقون
لعلك تقرأُ مقالًا نشرته هنا بعنوان: هُمُ الفاعلوووووووووون
نسأل الله السلامة

شرُفتُ بمرورِكَ الوضِيء

مدونتي على الجوجل
http://thorayanabawi266.blogspot.com/
قديم 09-12-2023, 08:27 AM
المشاركة 4
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: قبل أن تميدَ الأرضُ تحت أقدامِ الجميع.. د هشام الحمامي
قبل أن تميدَ الأرضُ تحت أقدامِ الجميع
د. هشام الحمامي


العرب لا يحصل لهم المُلك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية أو أثر عظيم من الدين على الجملة والسبب في ذلك أنهم لخُلُق (الخشونة) الذي فيهم أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض..للغلظة والأنفة وبُعد الهمة و المنافسة في الرياسة فقلما تجتمع أهواؤهم.... فإذا كان الدين بالنبوة أو الولاية كان الوازع لهم من أنفسهم وذهب خلق الكبر والمنافسة منهم فسهل انقيادهم واجتماعهم وذلك بما يشملهم من الدين الذى يذهب الغلظة والأنفة ...الوازع عن التحاسد و التنافس.. العرب بغير الإسلام لا يساوون قُلامة ظُفْر..) فابن خلدون هنا -ومن الآخر كما يقول الشباب- لا يقول نظرية تقبل الجدل والنقاش حولها ..لكنه يقرر حقيقة نهائية ..
ستدهشون حين نعلم جميعا أن ميشيل عفلق أبا (البعث العربى الاشتراكى) له رأى يكاد يطابق هذا الرأي ..ميشيل عفلق من (المسيحيين العرب) أصحاب الأدوار الكبيرة فى تاريخهم وتاريخ أمتهم ..والتى نفتقدها الآن ونشكو من غيابها على أثر حصارهم وسجنهم فى أسوار الكنائس للمقايضة بهم على أدوار تاريخية موهومة فى المجد والعظمة.
يقول ميشيل: (الإسلام هوالذي يكوِّن أولى مقومات الشخصية العربية..الإسلام روحها وقيمها الإنسانية وأفقها الحضاري..إنه جوهر العروبة وملهم ثورتها الحديثة..ولذلك فإن من الطبيعي أن يحتل الإسلام (كثورة عربية) فكرية أخلاقية اجتماعية ذات أبعاد إنسانية - أن يحتل- مركز المحور والروح في هذا المشروع الحضاري الجديد لأمة واحدة ذات تاريخ عريق ورسالة حضارية إنسانية) ويكمل قائلا (الإسلام هوالذي أنضج عروبتنا وهو الذي أوصلها إلى الكمال وهو الذي أوصلها إلى العظمة وإلى الخلود..هو الذي جعل من القبائل العربية أمة عربية عظيمة أمة عربية حضارية فالإسلام - كان وهو الآن وسيبقى- روح العروبة وسيبقى هو قيمها الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية. هذا هو الإخلاص للشعب هذا هو حب الشعب.. هذه هي الحقيقة) حزب البعث فى سوريا والعراق ..وقت الأسد وصدام .. لم يعمل بذرَّة واحدة من هذا الكلام ..ليس ثمة إخلاص للشعب؛ فقط التجبر والتكبر والقهر والاستبداد ثم الهزيمة والانحطاط. والمدهش أن الجميع يبدؤون نفس البداية وينتهون نفس النهاية ولا عبرة ولا عظة ..
على أن العلاقة بين العرب كــ(أمة) والإسلام كـ(رسالة عالمية) تتجاوز كثيرا حدود ما يمثله الدين فى تاريخ الأمم وتطورها..والمعنى حول ذلك يتسع كثيرا لما لا ينتهى من الفهم والشروح ..لكن حقيقة الحقائق هي الحضور التام للإسلام فى- البنية العميقة والأولى - للأمة العربية .. كلام ميشيل عفلق به من المعنى أكثر مما تشير إليه العبارة فيما يتصل بالعلاقة بين الإسلام والعروبة .. وعلى أى حال معظم المفكرين القوميين كانوا متأثرين بدرجة كبيرة بقسوة الحكم العثمانى من جهة (خاصة فى المشرق) ومن جهة أخرى بين النزوع (القومى الطورانى) الذى كان آخذا فى التزايد فى هذه الفترة والذى أدى فى النهاية الى التفرق شيَعا، حيث (كل قبيلة فيها أمير مؤمنين ومنبر)..على أن مراجعة عفلق لأطروحاته القومية لهو أمر جدير بكل الاحترام والاعتبار .. وإكمالا لهذا المعنى سنجد أن ما قاله الزعيم محمد فريد عن (الخلافة العربية) فى كتابه المهم عن( الدولة العثمانية) يشير بوضوح إلى أن العروبة والإسلام (شَرطا الضرورة) فى استقرار هذه المنطقة التى تمثل قلب العالم.. لا وجه للعجب إذن فى أن الإسلاميين هُم من كانوا فى المقدمة الأولى وقت الربيع العربى وما أسفر عنه ..لكنهم لم ينتبهوا بالقدر الكافى إلى عمق الجرح - ومساحة التشوه العريضة - التى تركها حكم الفرد الفاسد وقت (الدولة الوطنية) بعد الاحتلال فى جوهر الشخصية العربية .. فكانت الرِّدة كما رأينا سريعا سريعا ..لأن الشعوب لم تكن على مستوى طلائعها الأولى فى الثورات التى قامت .. والإسلاميون لم يدركوا اللحظة حق إدراكها ..اللحظة لم تكن الاستيلاء على السلطة كما صوَّر البعض ..ولكن كانت الوصول إلى عقول الناس وقلوبهم ..ليس بالهتافات والشعارات - وهو الأمر الذي لم يفعل غيرَه جيلُ السبعينيات - ولكن بالبناء الحقيقى لمعمار( الشخصية العربية)..والعمل على (حصار) السلطة الجديدة حصارا محكما وغلق أبواب التجبر والتكبر والفساد والاستبداد ..والعمل الدؤوب على إحضار (المواطن الكامل) ليكون فى قلب المعركة ..أما وقد غاب المواطن الكامل وحضر المواطن ذو التشوهات العريضة الذي أجادت الدولة الوطنية (صناعتَه)..حيث (حماسة القطعان الراكضة وراء جلاديها)....فما يكون لأحد أن يتوقع صلاحا ولا إصلاحا ..ولا أى شيء ..فقط الغوص أكثر وأكثر فى الكوابيس المتتالية .. وستبقى هذه الحقيقة (أم الحقائق) فى الوعى بحقيقة الإصلاح ..(قوة المجتمع وحصار الدولة) ..والتعبير الأخير للعلامة الدكتور عبد الوهاب المسيرى .. ولن تقوم للمجتمع قائمة بغير (الفكرة الدينية) التى حدثنا عنها مالكُ بنُ نبىّ ليس على شاكلة ما وعدنا به جيلُ السبعينيات من وعود صاخبة ولكن؛ على استشراف جديد به ما به من قبس ابن خلدون وميشيل عفلق..ولكن (فى العمق)..حيث يكون أمان الوطن وأمنه فى: (صلاح الإنسان) ..بقيم الإسلام العظيم ومثالياته الكبرى ...حينها وحينها فقط لن يُنتج هذا الفكر السديد أمثال ناصر والقذافى، صدام والأسد وغيرهم
حضور الدين في الدولة عبر التاريخ الحضاري للأمة كان لازمًا ودائمًا، إذا ما اقتطعنا من نظرية ابن خلدون فكرة (التغلب) بالمعنى القهري، وأحللنا مكانها فكرة استدعاء الجماهير عبر( كيانات المجتمع، القوى) سنجد أن هذه النظرية - من قوة قراءتها للواقع الموضوعي والتاريخي للأمة - ليست (نظرية) فقط ولكنها (حقيقة).
تجربة محمد علي (1805م-1840م) الناهضة كانت من خلال الدولة العثمانية (الخلافة الدينية) وحين أخذت هذه التجربة في التطور تجاهلت الدين.. فانتهى بها الأمر إلى الفشل.. فشل في تجديد الدولة العثمانية من الداخل انطلاقًا من مصر كما كان يرى البعض.. ثم فشل في إتمام مشروعه الإقليمي وانتهى الحال إلى الاحتلال (1882م).
ثم جاءت حركة الضباط (يوليو 1952م) فاستندت إلى العصبية (الجيش) وتجاهلت حضور الدين ليس فقط نتيجة للصدام مع الإخوان.. (الدين أكبر من الإخوان).. ولكن استمرارًا (للغباء التاريخي) الذي بدأه محمد علي.. ومن لا يقرأ التاريخ محكوم عليه بتكراره كما يقولون.. فكرّره (أبو الهزائم حيًّا وميتًا).... سلامٌ على عُمْرٍ ضائع لم يكن غيرَ وهمٍ جميل..!
عايش ابن خلدون (1332م- 1406م) معايشة شخصية؛ فترةً أليمة في تاريخ الأمة.. فقد رأى بعينيه سقوط دولة المغرب وانهيار دولة المشرق تحت أقدام الأسبان والتتار.. كان شاهدًا مباشرًا على هذا الانهيار (وقع في أسر تيمورلنك). كان الرجل مثقلًا بالمرارة والنقمة عندما رأى العرب غارقين في نزاعاتهم الداخلية وصراعاتهم العميقة، وانعكس ذلك على آرائه التي تميزت بقدر كبير من الحدة تجاه العرب وطباعهم... لكنه هو نفسه كان به ما به من حظوظ النفس فى (طلب المعالى)..وسيقدم لنا فى مسلكه الشخصى نموذجا سيئا لعلاقة المثقف بالسلطة ..(حين يتغلب حظ النفس على حظ الحق) فى النفس الإنسانية التى لم تهتدِ بنور الله .. وقبل أن تتهمنى بالدروشة؛ اقرأ وتأمل قول الحق تبارك وتعالى (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ).. نور يمشى به فى الناس ..ليس جالسا به فى (التكايا والزوايا) .. وأيضا ليس لاهثا به فى (المواضعات السياسية) الموهومة ..
ومها تكن عند امرئٍ من خليقةٍ **وإن خالها تَخْفَى على الناسِ تُعلمِ


منقول بقليل تصرف
فبالرغم من وجود تلكم المُسببات وجَدَت تلك القسوة ، وتلك العداوات في ظل وجود النبوة والولاية ،
فتلك الجينات لا تزال تتناقلها الأجيال ، فالدين وتعاليمه جاء من اجل تهذيب تلك النفوس ، وتوجيهها لما يرفعها لمكارم الاخلاق ،
مع بقاء بعض مسوح الاخلاق ، ومصداق هذا ما جاء على لسان سيد الخَلق _ عليه الصلاة والسلام _ حين قال :
" انما بُعثتُ لاتممَ مكارم الاخلاق" .




وما جاء به ميشيل عفلق ؛
فتلك شهادة المُنصف ، وهي الحقيقة التي لا يختلف فيها عَاقِلان ، فدين الإسلام
، وما جاء من آي القرأن بلسانٍ عربيٍ مُبين ، لهو ترسيخ وتأكيد لذلك القول ،


غير أني وجدتُ في تلكم المقارنة والاستدلال بفلان وعلان من حُكَّام العرب ، اسقاطات
، وتخصيص لما هو فيه واجبُ التعميم ، فمن يُشاكلهم _ من الحُكامِ _كثيرون ، فلا تقوم قائمة
_ في أصلها _ لأحدهم من تمكين على رقاب العباد مالم ينسلخ من ربقة الدين ،
وما جاء من وجوب إقامة العدل ،





أما عن الذين نُصبوا حكاما بعد الثوارت العربية ؛
فقد كانت نيَّاتُ البعضُ منهم صادقة الوعد ، وقد ظهرت جلية في بعض مراحل حكمهم ،
غير أن فلول الأنظمة البائدة كانت بالمرصاد لافتعال القلاقل ، وبَثِ الشائعات ،
والسعي الحثيث لتشويه الإنجازات ، واثارة الرأي العام ، والادعاء بأن القائم عل شؤونهم
ما هو إلا دمية تُحركه الجماعة والحِزب الذي يُمثله ، وينتمي إليه !

فكانت تلك الثورات التي كان لها الفضل في رجوع المُستبد لسدة الحُكم !!!



ففي هذا المناخ العام ، وفي حالنا هذا ، لا يُمكن أن تقوم قائمة والتمكين لمن أراد الإصلاح ،
فمعاول الهَدم في ايدِ العابثين ممن ينتسبون إلينا ، بعدَ أن فاقوا الأعداء في عداوتهم !



ويبقى الخلاص من قيود المستبد ذلك الحلم الذي يُشاغب عقل الطامع لتنفس الحُرية ،
ولن يكون ذلك إلا بصدق النية التي يُرافقها حثيث العمل ، فنحن في أمَسِّ الحاجة
لمراجعة الحساب ، والوقوف على مثالبنا ، لنكون أمةً في انفسنا أولا ، لينساب
بعدها شلالا يَرفُدُ سواقي بني جلدتنا .




لكم وافر الشكر على الاقتباسات التي فيها
جميل بصمتكم استاذتي الكريمة .






كونوا بخير وحسب .











قديم 09-13-2023, 02:48 AM
المشاركة 5
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: قبل أن تميدَ الأرضُ تحت أقدامِ الجميع.. د هشام الحمامي
وبِدَوري أُحييكَ وأشكرك على عِطرِ المرور
بفيضِ عطائكَ وثاقبِ رؤيتك وشاسِعِ اهتمامِكَ بقضايا الأمة

سيبقى التاريخُ يُعيدُ نفسَهُ مرَّاتٍ ومرَّات؛ ما دُمنا لا نقرؤه!
وما دُمنا لا نتّعِظُ إلَّا بأنفُسِنا؛ وليتنا نتعظ بما نُعانيه من أهوال
أمتي التي كانت ثم فرَّطت فهانت، حين خاصمتِ المنهجَ القويم

حيَّاك الله وبيّاكَ أديبَنا الموسوعيّ ودُمتَ بخيرٍ عميم

مدونتي على الجوجل
http://thorayanabawi266.blogspot.com/

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: قبل أن تميدَ الأرضُ تحت أقدامِ الجميع.. د هشام الحمامي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تلخيص قصة آنا كارنينا لتولستوي مها عبدالله منبر الآداب العالمية. 15 09-20-2019 04:34 PM
سألت سائلة: ما المعنى المعجمي للنفاق وما معناه الدلالي؟ ماجد جابر منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 2 01-08-2015 10:14 PM
الانزياح الدلالي في الشعر الحديث ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 04-14-2013 12:33 AM
اِمْنَحي الأرضَ ابْتِسَامًا فيصل أحمد الجعمي منبر الشعر العمودي 5 05-23-2012 04:08 AM
بلُقياكِ أنْــتِ / الإهداء إلى ياسمين الجمالي محمد كريب منبر الشعر العمودي 4 12-17-2010 07:54 PM

الساعة الآن 05:44 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.