احصائيات

الردود
1

المشاهدات
446
 
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8


ثريا نبوي will become famous soon enough

    موجود

المشاركات
6,120

+التقييم
4.80

تاريخ التسجيل
Oct 2020

الاقامة

رقم العضوية
16283
09-22-2023, 05:07 AM
المشاركة 1
09-22-2023, 05:07 AM
المشاركة 1
افتراضي نَعلاكِ أطهرُ من فرنسا كلِّها.. للشاعر أحمد مطر

نَعلاكِ أطهرُ من فرنسا كلِّها
للشاعر العراقي الثائر أحمد مطر


الحُسنُ أسفَرَ بالحِجاب
قَمرٌ توشحَ بالسَحابْ
غَبَش توغل, حالما, بفجاجِ غابْ
فجر تحمم بالندى
وأطل من خلف الهضابْ
الورد في أكمامه
ألق اللآلئ في الصدفْ
سُرُج تُرفرفُ في السُّدَفْ
ضحكات أشرعةٍ يؤرجحها العبابْ
ومرافئٌ بيضاءُ
تنبضُ بالنقاءِ العذبِ من خلل الضبابْ
من أي سِحرٍ جِئت أيتها الجميلة؟
من أي بارِقة نبيلةْ
هطلت رؤاك على الخميلةِ
فانتشى عطرُ الخميلة؟
من أي أفقٍ
ذلك البَرَدُ المتوجُ باللهيبِ
وهذه الشمسُ الظليلة؟
من أي نَبْعٍ غافِل الشفتينِ
تندلعُ الورودُ
من الفضيلَة؟
هي ممكنات مستحيلة
قمر على وجه المياهِ
يلُمهُ العشب الضئيلُ
وليس تُدركه القبابْ
قمر على وجه المياه
سكونه في الاضطراب
وبعده في الاقتراب
غَيب يمد حُضورَه وسْطَ الغيابْ
وطن يلم شتاته في الاغتراب
روح مجنحة بأعماق الترابْ!
وهي الحضارة كلها
تنسَل من رَحِم الخرابْ
وتقوم سافرة
لتختزل الدنا في كِلْمتين
(أنا الحِجابْ)!
فمالها حُجُبُ النفورْ
نزلت على وجهِ السفورْ؟
واهًا...
أرائحةُ الزهور
تضيرُ عاصمة العطورْ؟
أتعف عن رشْفِ الندى شَفَةُ البكورْ؟
أيضيق دوح بالطيورْ؟
يا للغرابة!
- لا غرابهْ
أنا بسمة ضاقت بفرحتها الكآبة
أنا نغْمةٌ جرحت خدودَ الصمت
وازدرتِ الرتابة
أنا وقدة محت الجليد
وعبأت بالرعبِ أفئدة الذئابْ
أنا عِفة وطهارة
بينَ الكلابْ
الشمس حائرة
بغير مرسى
الليلُ جن بأفقها
والصبحُ أمسى!
والوردةُ الفيحاءُ تصفعها الرياح
ويحتويها السيل دَوْسا
والحانة السكرى تصارع يقظتي
وتصب لي ألما ويأسا
سأغادرُ المبغى الكبيرَ ولست آسى
أنا لستُ غانية وكأسا!
نَعلاكِ أوسعُ من فرنسا
نعلاكِ أطهرُ من فرنسا كلها
جَسَدًا ونفْسَا
نعلاك أجْملُ من مبادئ ثورةٍ
ذُكِرَتْ لتُنسى
مُدي جُذورَكِ في جذورِكِ
واتركي أن تتركيها
قري بمملكةِ الوقارِ
وسَفهي الملِكَ السفيها
هي حرة ما دامَ صوتُكِ مِلءَ فيها
وجميلة ما دُمتِ فيها
هي مالَها من مالِها شيء
سِوى (سِيدا) بَنيها
هي كلها ميراثُكِ المسروقُ
أسفلت الدروبِ,
حجارةُ الشرفاتِ,
أوعيةُ المعاصِرْ
النفطُ,
زيتُ العِطرِ,
مسحوقُ الغسيلِ،
صفائحُ العَرباتِ،
أصباغُ الأظافرْ
خَشَبُ الأسِرةِ
زئبقُ المرآةِ،
أقمشةُ الستائِرْ
غازُ المدافئِ،
مَعدنُ الشَفَراتِ،
أضواءُ المتاجرْ
وسِواهُ من خيرٍ يسيلُ بغيرِ آخِرْ
هي كلها أملاكُ جَدكِ
في مراكشَ
أو دمشقَ
أو الجزائِرْ
هي كلها ميراثُكِ المغصوبُ
فاغتصبي كنوزَ الإغتصاب
زاد الحسابُ على الحسابِ
وآنَ تسديدُ الحسابْ
فإذا ارتضتْ…أهلًا
وإنْ لم ترضَ
فلترحَلْ فرنسا عن فرنسا نفسِها
إن كانَ يُزعجُها الحجابْ


مدونتي على الجوجل
http://thorayanabawi266.blogspot.com/
قديم 09-23-2023, 01:15 AM
المشاركة 2
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: نَعلاكِ أطهرُ من فرنسا كلِّها.. للشاعر أحمد مطر
نُبذة عن حنجرة الشعرِ الثائرة شاعر "اللافتات" أحمد مطر

وُلِدَ أحمد مطر في مطلع الخمسينيات(1954)، في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب) التابعة للبصرة.. بدأ يكتب الشعر في الرابعة عشرة من عمره، ببلاغةٍ لم يُصدقها النُّقّاد، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت .. كانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة رَفضٍ عالية،الأمر الذي اضطر الشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هاربًا من مطاردة السُّلطة.

وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محررًا ثقافيًّا، وكان آنذاك في منتصف العشرينيات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألّا تتعدى موضوعًا واحدًا، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقًا نفسيًّا واضحًا، فكان يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، ثم يختمها ناجي العلي بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة. وكانت اللافتاتُ المطرية تُجمع ويتم تسريبها إلى الدول العربية، حيث قُراءُ مطر المُتيَّمون؛ ثم صدر قرار نفيهما معًا، فترافقا إلى لندن ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن؛ بينما اغتيلَ ناجي العلي رَحمه الله.

منقول بتصرف

مدونتي على الجوجل
http://thorayanabawi266.blogspot.com/

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: نَعلاكِ أطهرُ من فرنسا كلِّها.. للشاعر أحمد مطر
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سلامات يا زول يا رائع/ للشاعر أزهري محمد علي أبوفؤاد منبر مختارات من الشتات. 2 05-15-2021 10:38 PM
قراءة في مجموعة (مدينة شرق الوريد) للشاعر المصري أحمد حسن محمد مختار الكمالي منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 4 11-03-2011 03:42 AM
تلات وردات- للشاعر محمد أبو زيد الاسيوطي محمد أبو زيد منبر الشعر الشعبي والمحاورات الشعرية. 1 01-13-2011 04:41 AM
أسألُ الراقين / للشاعر العراقي الكبير أحمد مطر عبدالأمير البكاء منبر ديوان العرب 4 10-21-2010 02:47 PM

الساعة الآن 10:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.