احصائيات

الردود
12

المشاهدات
4129
 
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


ياسر علي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,595

+التقييم
0.38

تاريخ التسجيل
Dec 2012

الاقامة

رقم العضوية
11770
07-11-2013, 03:41 AM
المشاركة 1
07-11-2013, 03:41 AM
المشاركة 1
افتراضي اغتصاب
إن المرء ليقف عاجزا عن تفسير ظواهر تقع في محيطه تبلغ من الغرابة حد الغرابة ، موحى ضحية زمانه ، منذ أن فتح على الدنيا عينيه عبر عنق رحم شد أنفاسه شدا ، مجبرا إياه على إطلاق أولى صيحاته عويلا يحمل علامات رفض وتمرد و استعطاف لعل الرحمة تتهاطل عليه ممن حضرن مولده ، كف القدر عبثت به كما شاءت ، ككرة تتقاذفها الأقدام هنا وهناك ، فبعد يتم ذاق ويلاته وهو لا يزال في أحشاء أمه ، خرج إلى الدنيا هزيل الرجل اليسرى ومعقوف اليد اليمنى ، هكذا كتب عليه أن يجابه الدنيا بيد يتيمة ورجل وحيدة . رغم كونه إنسانا تبقى صورته أبعد ما تكون عن الإنسان فضاقت به أمه ذرعا وهجرته إلى بيت زوجها ، حاولت لكنها لم ترض بمخلوق قبيح أعوج ، وهي تزف إليه وصيتها : " لا تتذكرني أبدا ، اذهب و انس " .
موحى اليوم بلغ به العمر مبلغه ، حط رجله في الثمانين ، لا يزال صامدا أمام العوادي ، واقفا في وجه الموت الذي حصد أقرانه من الأصحاء ، مستعصيا على الرضوخ لنزوته رغم ما أذاقته الحياة من ألوان الذل والحرمان و الظلم والأسى . طيب القلب ، قاصر الفكر ، متخلف العقل لكنه ليس معتوها ولا مجنونا ، بعد رحيل وترحال ، استقر به الحال لأعوام في هذه القرية . رغم كل شيء فهو نظيف أكول ، يمقت الجوع بقدرما يكره العفن ، أكول حد الشراهة تراه عند كل وليمة في زاوية شبه مظلمة ، توضع أمامه ألوان أطعمة عفت عنها أيادي المدعويين ، فلا يتوقف حتى الثمالة ، يملأ جرابه خبزا ولحما و فواكه ، يغسل فمه ويده الحية ليقوم مودعا شاكرا إلى مخدعه . يحفظ جدول الولائم كما يعرف أمه التي تناسته . قرب الساقية تراه يبلل أسماله كل يوم و يعرضها على أشعة الشمس ، يستحم بعد جهد جهيد ، ليجمع أثوابه في كيس مهترئ وهو متكئ على رجل خشبية ، جارا كيسه طالبا للطعام .
لعل رحلات هذا المعاند لها أسباب لا يعلمها إلا هو لكن الآتية طابعها أغرب من الخيال ، شيخ القرية وسيدها يأمر رجاله بإبعاد موحى إلى أبعد نقطة ممكنة في الأرض ، لكأنه جيفة نتنة زكمت أنوف القروين ، أو نجاسة دنست طهر المكان ، موحى قام صباحا على عادته ، يطلب الطعام على أبواب البيوت و هو يحكي عن الغريب الذي شاركه الليلة المبيت في دار أبناءالسبيل ، و هو يسترجع شريط الليلة وكيف هتك الغريب عرضه و أغلظ عليه غلظة لم يتوقعها ، يحكي مصابه لكل من التقاه ، فتفر النساء ضاحكات حانيات رؤوسهن ، و يحوقل الرجال ، و يتغامز الأطفال .


قديم 08-26-2013, 10:02 AM
المشاركة 2
صفاء الأحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وضعنا ياسر علي أمام صورة حية لشيء موجود بالفعل ..

قصة جديدة تحاكي واقع الكثير ممن قهرهم الزمان .. جميل جدا هذا النص ..

مودتي و لقلبك ألف ياسمينة ..



أدرتُ ظهري للشفق ، وسرت بخطٍ موازٍ للنور ،
و كأنّ المغيب لا يعنيني !!


قديم 08-26-2013, 03:12 PM
المشاركة 3
راما فهد
رشة عطر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تمت القراءة لكن لم يكن الشغف العنوان

قصة غريبة لإنسان لم يختار صورته وهيئته

هذ الإنسان بلغ من العمر عتيا.... ستره الله حين تعرض لــ.... فنشر ما حصل له وحده وجعل الناس تنفر منه.... وانا منهم

صدق القائل كل ذي عاهة جبار

تحياتي لك

قديم 08-28-2013, 02:46 PM
المشاركة 4
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وضعنا ياسر علي أمام صورة حية لشيء موجود بالفعل ..

قصة جديدة تحاكي واقع الكثير ممن قهرهم الزمان .. جميل جدا هذا النص ..

مودتي و لقلبك ألف ياسمينة ..



مرور عطر كريم
شكرا صفاء



قديم 08-28-2013, 02:54 PM
المشاركة 5
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تمت القراءة لكن لم يكن الشغف العنوان

قصة غريبة لإنسان لم يختار صورته وهيئته

هذ الإنسان بلغ من العمر عتيا.... ستره الله حين تعرض لــ.... فنشر ما حصل له وحده وجعل الناس تنفر منه.... وانا منهم

صدق القائل كل ذي عاهة جبار

تحياتي لك


مرحبا راما
أعجبتني قراءتك للنص
وشكرا


قديم 09-04-2013, 01:27 AM
المشاركة 6
محمد غالمي
كاتب وقاص مغربي
  • غير موجود
افتراضي
الفاضل ياسر:
وظل موحى يرتدي أسمال الشؤم منذ رأى النور حتى بلغ من العمر عتيا.. وأقسى لياليه المشؤومة ما تعرض له على يد غريب لم يرحم ضعفه.. لكن ما كان لينشر غسيل الزلة فيمسي أضحوكة الضاحك وشماتة الشامت.
نص ذو حبكة مكتملة، وزانته لغة أدبية راقية لا تعدم سلاسة..
تقبل تحياتي.
محمد غالمي

قديم 09-04-2013, 02:02 AM
المشاركة 7
حنان عرفه
الحـلــــــم

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
أبكتني قصتك عزيزي وانا اتخيل هذا المسكين الذي لاطمته الحياة منذ قدومه للحياة
هكذا الدنيا فيها من الحقائق ماهو أغرب من الخيال
وتتنوع صنوف القهر من انسان لانسان
دمت بخير

قديم 09-08-2013, 10:34 PM
المشاركة 8
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفاضل ياسر:
وظل موحى يرتدي أسمال الشؤم منذ رأى النور حتى بلغ من العمر عتيا.. وأقسى لياليه المشؤومة ما تعرض له على يد غريب لم يرحم ضعفه.. لكن ما كان لينشر غسيل الزلة فيمسي أضحوكة الضاحك وشماتة الشامت.
نص ذو حبكة مكتملة، وزانته لغة أدبية راقية لا تعدم سلاسة..
تقبل تحياتي.
محمد غالمي


هي حالة من حالات كثيرة لم تجد مجتمعا رحيما قادرا على إدماجها لتعيش عيشا سليما ، لتبقى فريسة نزوات المنحرفين .
تقبل تقديري
واحترامي


قديم 09-08-2013, 10:40 PM
المشاركة 9
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أبكتني قصتك عزيزي وانا اتخيل هذا المسكين الذي لاطمته الحياة منذ قدومه للحياة
هكذا الدنيا فيها من الحقائق ماهو أغرب من الخيال
وتتنوع صنوف القهر من انسان لانسان
دمت بخير


و تبقى بلداننا تعج بما تدمع له العين و تنقبض له النفس و يظهر قصور فعلنا وعملنا .
تقديري لروحك الطيبة .



قديم 09-13-2013, 07:17 PM
المشاركة 10
أسامة نوفل
مصمم فني وكاتـب مصري
  • غير موجود
افتراضي
حقيقة مؤلمة .. ويزيد من إيلامها نشر صاحبها لها .. ونشرك لما نشر
لكنها الحقيقة

دام القلم


أنا دوما في المكان ما بين عينيك والورق.
أنا دوما في الزمان ما بين الضمة والسكون.
أنا في السطور ما بين السطور.

http://throughthepen.blogspot.com/


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:23 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.