قديم 11-27-2011, 04:14 AM
المشاركة 201
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
تَسْمَعُ للحَلْيِ وَسْوَاساً إذا انْصَرفَتْ * كمَا اسْتَعانَ بِريحٍ عِشْرِقٍ زَجِل
(الوسواس: صوت الحلي، العِشْرق: شجر يَنْفَرش على الأرض عَرِيض الوَرَق، وليسَ له شوك، زَجِل: صوَّتَ فيه الريح)
وقِياسُ "فاعَل" كـ "ضَارَبَ وخَاصَم وقَاتَل" "لفِعَال والمُفَاعَلَة". ويمتَنِع "الفِعَال" فيما فَاؤُه ياءً نحو: "ياسَرَ ويَامَنَ" وإنما مَصْدَرُهما "مُيَاسَرَةً ومُيَامَنَةً" وشّذَّ "يَاوَمَه يَوَاماً".
وَمَا خَرَجَ عمّا ذُكِرَ فَشَذٌّ كقولهم:
"كَذَّبَ كِذِّاباً" والقِياسُ تَكْذِيباً، وقولِه:
وَهْي تُنَزِّي دَلْوَها تَنْزِيَّا * كما تُنَزّي شَهْلَةٌ صَبِيّا
(المعْنَى: يصفُ الزَّاجِزُ امْرأةً تُحرِّكُ دَلْوَهَا حَرَكَةً ضَعِيفة عِند الاسْتِقاء كتَحْرِيك امْرأة نَصَفٍ صَبِيَّها عند ترقيصِهَا إيَّاهُ)
والقياسُ تَنْزِيَة.
وقولُهم: تحمَّلَ تِحِمَّالاً، و "ترامَى القَومُ رِمِيَّاً" و "حوْقَل حِيقَالاً"، و "اقْشَعَرَّ قُشَعْرِيرَة" والقياس: تَحمُّلاً، وتَرَامِياً، وحَوْقَلَةً، واقْشِعْرَاراً.
-4 عَمَلُ المَصْدَرِ - وشُروطه:
يَعْمَلُ المَصْدَرُ نَكِرَةً أَوْ مَعْرِفَةً، عَمَلَ فِعْلِهِ المُشْتَقِّ مِنه، تَعَدِّياً وَلُزُوماً فإنْ كانَ فِعْلُه المُشْتَقُّ منه لازِماً فهو لاَزمٌ، وإنْ كانَ مُتَعَدِّياً فهو مُتعَدٍّ إلى ما يَتَعَدَّى إليهِ بِنَفْسِه أَوْ بِحَرْفِ الجر (ولا يُخَالف المصدر فعلَه إلاَّ في أمْرين: الأول: أن في رفعه النائب عن الفاعل خِلافاً ومذهبُ البصريين جَوازُه، الثاني: أن فَاعِلَ المصدر يجوزُ حَذفُه بخلافِ فاعِلِ الفِعل)، ولهذا الإِعمال شُروط:
(1) صِحَّةُ أنْ يَحِلَّ مَحَلَّهُ فِعْلٌ مَعَ "أَنْ" المَصْدَرِيَّة، والزَّمَانُ مَاضٍ أوْ مُسْتَقْبلٌ نحو "عَجِبْتُ مِنْ كَلامِكَ محمَّداً أمْسِ" فتقديره: عجبت مِنْ أنْ كَلَّمْتَهُ أَمْسِ، و "يسُرُّني صُنْعُكَ الخَيْرَ غَداً" أي يَسُرُّني أنْ تَصْنَعَ الخيرَ غداً.
أو يَصحَّ أنْ يَحُلَّ مَحلَّه فعلٌ مع "مَا" المَصْدريَّة، والزَّمَانُ حَال، نحو "يُبْهِجُني إطْعَامُكَ اليَتِيمَ الآنَ" أي مَا تُطْعِمُهُ.
(2) ألاَّ يكونَ مُصغَّراً، فلا يَجُوزُ "أعْجَبَني كُلَيْمُكَ عَلِيّاً الآنَ".
(3) ألاَّ يكُونَ مُضْمَراً، فلا يَصحُّ "مُرَورِي بزَيدٍ حَسَنٌ وهو بعمروٍ قَبِيحٌ".
(4) ألاَّ يكونَ مَحْدُوداً بِتَاءِ الوَحْدَة، فَلا يَجُوزُ "سَاءَتْنِي ضَرْبَتُكَ أَخَاكَ".
(5) ألاَّ يَكونَ مَوْصُوفاً قَبْلَ العَمل، فلا يَجُوزُ "سَرَّني كَلامُكَ الجَيِّدُ ابْنَكَ".
(6) ألاَّ يكون مَفْصُولاً مِن مَعْمُولِه بأجنبي فلا يُقال "أَعْجَبَني إكْرَامُكَ مَرَّتَيْن أَخَاك" (أما قولُه تعالى: {يومَ تُبْلى السرائر} بعد قوله: {إنَّه على رَجْعِهِ لَقَادِر} فـ "يوم" لَيْسَتْ مَعْمولة لَرجْعه، كما يتوهم، لأنه قد فصل بينهما بخبر "إن" بل تتعلق بمحذوف أيْ يُرْجِعه يَوم تبلى السرائر).
(7) وُجوبُ تَقَدُّمِ المَصْدَرِ على مَعْمُولِه فلا يجوزُ "أَعْجَبَني زَيْداً إكْرامُ خَالِدٍ" إلاَّ إذا كانَ المَعْمُولُ ظَرْفاً أو جارّاً وَمَجْرُوراً نحو "أعجَبَني في الدَّارِ إكرامُ خالدٍ" أو "أعجَبَني لَيْلاً إكرامُ خالدٍ". وهذِه الشُّرُوطُ بالنِّسْبَةِ للمَصْدر الذي يَحُلُّ مَحَلَّه "أنْ" المصدريَّة "والفِعل" أمَّا مَا كانَ واقِعاً مَوْقعَ الأَمرِ نحو "ضَرْباً الفَاجِرَ" فيجوزُ فيه تَقْديم مَعْمولِه عليه نحو "الفَاجِرَ ضَرْباً".
-5 أقْسَامُ المَصْدر العَامِل:
المَصْدرُ العامل أقسام ثَلاثَةٌ:
(أ) مضافٌ.
(ب) مقرونٌ بأل.
(ج) مجرَّدٌ منهما.
(أ) المصدر العامل المضاف: عَمَلُ المَصدَر المُضاف أكثرُ وهو على خمْسَةِ أحْوَالٍ:
(1) أنْ يُضافَ إلى فَاعِلِهِ ثمَّ يَأْتِي مَفْعُولُه نحو {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ} (الآية "251" من سورة البقرة




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 04:15 AM
المشاركة 202
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
"2" ). فلفظ الجَلالةِ فاعِلُ دَفْعِ مُضافٌ إليه، والناسَ: مَفْعُولُه.
(2) أنْ يُضَافَ إلى مَفْعولِه ثمَّ يَأْتي فَاعِلُه، وهو قَليل، ومنه قَولُ الأُقَيْشِرِ الأَسَدي:
أَفْنَى تِلادي ومَا جَمَّعْتُ من نَشَبٍ * قرعُ القَواقِيزِ أفْواهُ الأَبَارِيقِ
(التِّلاد: المَالُ القديم، النَّشبَ: المالُ الثَّابت، والقَواقِيز: واحِدُها: قَاقُوزَة: وهي أقْدَاح يُشْرب بها الخمر)
وَلاَ يختَصُّ ذلكَ بِضَرُورَةِ الشعر، بدَليل الحديث: {وحَجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إلَيْهِ سَبيلاً}. ومما جَاءَ مُضَافَاً قولُ لَبِيد:
وعَهْدِي بها الحَيَّ الجَمِيعُ وفيهُمُ * قَبْلَ التَّفَرق مَيْسِرٌ ونِدامُ
وتقول: "أَعْجَبني دَقُّ الثَّوبِ القَصَّارُ" و "أكْلُ الخبزِ زيدٌ" و "معاقَبةُ اللِّصِّ الأَميرُ" لا يَصلُحُ إلاَّ أنْ يكونَ الأخيرُ هو الفاعل.
ويَقول المبرد: وتقول: "أَعْجَبَني ضربُ زيدٍ عَمْراً"، وإن شِئتَ قلتَ: "أَعجبني ضَرْبَ زيدٍ عمروٌ"، إذا كان عمروٌ ضَرَب زيداً، وتضيفُ المَصْدرَ إلى المَفْعُولِ كما أضَفْتَهُ إلى الفَاعِل ومنه يقول سيبويه: سَمْعُ أُذْني زَيْداً يقول ذلك، قال رؤبة:
رَأْيُ عَيْنَيَّ الفَتى أخَاكا * يُعْطِي الجَزِيلَ فَعَلَيْك ذَاكا
(3) أنْ يُضافَ إلى الفَاعِلِ، ثُمَّ لا يُذكر المَفْعول، نحو {وَمَا كانَ اسْتِغْفَارُ إبْرَاهِيمَ} (الآية "114" من سورة التوبة "9" ) أي رَبَّه.
(4) عَكْسُه أيْ أنْ يُضافَ إلى المَفْعُولِ، ولا يُذْكَرَ الفاعلُ نحو {لا يَسْأَمُ الإِنْسَانُ مِنْ دُعاءِ الخَيْرِ} (الآية "49" من سورة فصلت "41" ) أيْ مِنْ دُعَائِهِ الخَيرَ.
(5) أنْ يُضَافَ إلى الظَّرْفِ فيرفَع ويَنْصب كالمنوَّن نحو "سَرَّني انْتِظَارُ يَوْمِ الجُمُعَة النَّاسُ عُلَمَاءَهم".
(ب) المَصْدَر العَامِل المَقْرُون بأل:
عَمَلُ المَصْدر المَقْرُونِ ب"أل" قَلِيلٌ في السَّماع، ضَعِيفٌ في القِياس، لبُعْدِه مِن مُشَابَهَةِ الفعلِ بدُخُولِ "أل" عَلَيه نحو قول الشاعر:
ضَعيفُ النِّكَايَةِ أعْدَاءَهُ * يَخَالُ الفِرارَ يُراخِي الأَجَلْ
وقال مالك بنُ زُغْبة الباهلي:
لَقَدْ عَلِمَتْ أُوْلَى المُغِيرة أنَّني * لحِقْتُ فلم أنْكُلْ عن الضَّرْبِ مِسْمَعا
(ج) المَصْدر العامِلُ المجرَّدُ (ومَنع الكوفيون: إعمالَ المصدر المُنَوَّن، وحَمَلوا مَا بَعدَه مِنْ مَرْفُوع أو مَنْصوب على إضْمار فعل) وهو المنون:
عَمَلُ المَصْدرِ المجرَّدِ مِن "ألْ" و "الإِضَافَة" أَقْيَسُ من عَمَلِهِ مُضافاً، لأنه يُشْبِه الفِعلَ بالتَّنْكِير نحو {أَوْ إِطْعَامٌ في يَوْمٍ ذي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً} (الآية "14 - 15" من سورة البلد "90"). ومن هذا قولُ المَرَّار الأسدي:
أَعَلاقَةً أُمَّ الوُلَيِّدِ بعدَما * أَفْنَانُ رَأْسِكَ كالثَّغَام المُخْلِسِ
( يصفُ عُلُوَّ سِنِّهِ وأنَّ الشَّيْبَ جَلَّلَ رأسَهُ فلا يَليق به اللَّهوُ والصبا. والثغام: نبت أبيض)
أمَّ الوُلَيِّد: منصوت بعَلاقَةٍ على أنَّه مفعوله، ومثله:
على حينَ ألْهَى الناسَ جُلُّ أمورهم * فَنَدْلاً زُرَيْقُ المالَ نَدْلَ الثَّعالب
وأنشد سيبويه للمرار بن منقذ:
بضَرْبٍ بالسُّيوفِ رُءُوسَ قومٍ * أَزَلْنا هَامَهُنَّ عن المُقِيلِ
-6 تابعُ مَعْمُولِ المَصْدر:
المُضَافُ إلى المَصْدرِ العَامِل، إن كانَ فَاعِلاً فَمَحَلُّهُ الرَّفْعُ وإنْ كانَ مَفْعولاً فمحلُّه النَّصبُ، لذلكَ يجوزُ في التابع "الجرُّ" مُرَاعَاةً لِلَّفْظِ المَتْبُوع، و "الرَّفْعُ" إنْ كانَ المُضافُ إليهِ فَاعِلاً، ونَصْبُه إنْ كانَ مَفْعولاً إتْبَاعاً لِمَحَلِّه نحو "عَجبتُ مِنْ ضَرْبِ زيدٍ الظَّرِيفُِ" بالضم والكسر، بجرّ الظرِيفِ ورفعه، ومن الرَّفع قولُ لَبيد العَامِري:
حَتى تَهَجَّرَ في الرَّواحِ وهَاجَها * طَلَبَ المُعَقَّبِ حَقَّهُ المَظْلُومُ
(تهجَّر: سار في وقتِ الحرِّ والضمير لحمارِ الوَحْش، الرَّواح: بين الزَّوال والليل، هاجَها: الضمير للأَتَان: أَثَارها، وطَلَبَ المعقب: مفعول مطلَق لهاج مُضافٌ لِفاعله، المعنى: يصف الحمار وأنثاه بالإِسْراع إلى كل نَجْدٍ يطلبانِ الكَلأَ والوِرْد)
فَرَفَع "المَظْلومُ" على الإِتْباع لِمحلِّ المُعَقِّب.
وتقولُ: "سُرِرْتُ من أكْلِ الخبزِ واللحْمَِ" فالجرُّ على اللَّفْظ والنصب على المَحلِّ، ومثلُه قولُ زِياد العَنْبرِي:
قَدْ كُنْتُ دَايَنْتُ بها حَسَّانا * مَخَافَةَ الإِفْلاسِ واللِّيَانَا
(أي مخافتي الإِفْلاس، واللِّيان: المَطْل بالدين، وأراد بقوله "بها" القينة: أي أخذتها في دين لي على حسان)
نصبَ "الليانَ" عطفاً على موضع الإِفلاسِ لأَنَّهُ مفعولٌ في المعنى.




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 04:16 AM
المشاركة 203
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
* المصدر الصناعي:
يُصاغُ مِنَ اللفظ مصدرٌ يُسمَّى "المصدرُ الصِّناعي" ويكونُ بزيادة ياءٍ مُشَدَّدة بعدَها تاءٌ كـ: "الحُرِّيَّة" و "الإِنْسانِيَّة" و "الحَجَريَّة" و "الوَطنيَّة" و "الهَمَجِيَّة" و "المَدَنيَّة" والمَسْؤُوليَّة".
* المَصْدَرُ الميمي:
-1 تعريفُه:
هو ما دَلَّ على الحَدثِ وبُدِئ بميمٍ زائدةٍ.
-2 صياغته من الثلاثي:
يُصاغ من الثلاثي مُطْلَقاً على زِنَةِ:
"مَفْعَل" بفتح العين نحو "مَنْظَر" و "مضْرَب" و "مفْتَح" و "موْقَى".
وشَذَّ منه "المَرْجِع" و "المَصِير" و "المَعْرِفَة" و "المَغْفِرة" و "المَبِيت" وقد وَرَدَ فيها الفَتْح على القِياس.
وقد جَاءَ بالفتح والكسر "مَحْمَـِدَة" و "مذَِمَّة" و "معْجَـِزَة" و "مظْلَـِمَة" و "معْتَـِبَة" و "محْسَـِبَة" و "مظَـِنَّة".
وجاءَ بالضَّم والكسر "المَعْذُِرَة". وجاءَ بالتثليث "مَهْـلَـُـِكَة" و "مقْدِرَة" و "مأْدُِبَة".
فإذَا أَتَى مِثَالاً صَحيحَ اللام، وتُحْذَفُ فَاؤه في المُضَارع كان على "مَفعِل" كـ "مَوْعِد" و "موْضِع" فإذا لم تُحذَف فَاؤه في المُضَارِع نحو "وَجِل يَوْجَل" يكون مصدره "مَوْجَل" بالفَتح مُرَاعَاة لـ "يَوْجَل" و "موْجِل" بالكسرِ مراعاةً لـِ: "ياجِل".
-3 صياغَته من غَير الثلاثي:
يكونُ مِنْ غَيرِ الثُّلاثي على زِنَةِ اسمِ المَفْعُول واسْمِ الزَّمان والمَكَان كـ "مُكْرَم" و "متَقَدَّم" و "متَأَخَّر".
عَمَل المَصْدَر المِيمي:
يَعْملُ المَصْدرُ المِيميُّ اتِّفَاقاً عَمَلَ المَصْدَر لِغَيرِ مُفَاعَلةٍ (قوله: لغير مفاعلة: احترازاً من نحو "مُضَاربة" فإنها مصدر) كـ "المَضْرِب والمَحْمَدة" ومِنْه قولُ الحَارِث بن خَالِد المَخْزُومي:
أظَلُومُ إنَّ مُصَابَكم رَجُلاً * أهْدَى السلامَ تَحيَّةً ظُلْمُ
(أظلُومُ: الهَمْزَةُ للنداء، ومُصَابَكم: اسم إن، وهو مَصدر ميمي من إضافة المصدر إلى فاعله و "رجُلاً" مفعول للمصدر الميمي)
* مَصْدَر المرة: (=اسم المَّرة).
* مَصدَر الهيئة: (=اسم الهَيْأة).
* المُضارعُ:
-1 تعريفُه:
إنَّما سُمِّي مُضَارِعاً لِمُضَارَعَتِه الأَسْماء، ولولا ذلكَ لم يَجب أن يُعرَب، ويَصلُح المُضَارِعُ لِوقْتين، لما أَنْتَ فيه، ولما لم يَقَعْ، كما يقول المبرد - أي للحال والاستقبال .
-2 الزوائِدُ الأَرْبعة:
ولا بُدَّ من أنْ يَدْخُلُ على المُضَارِع وَحْدَه زَوائِد أَرْبَعة:
الهَمْزةُ، وهي عَلاَمة المُتَكلِّم، والياءُ وهي عَلامةُ الغَائِب، والتاءُ وهي عَلامَةُ المخَاطَب، وعَلامَةُ الأُنْثَى الغَائِبة والنُّون، وهي لِلْمُتكلِّم إذا كان مَعَه غَيرُه يَجْمَعُها كلمة: "أَنَيْتُ" أوْ "أَتَيْن".
ويُعَيِّنه للحَال لامُ التَّوكِيد ومَا النَّافية نحو {إنِّي ليَحْزُنُني أنْ تَذْهَبُوا بِهِ} (الآية "13" من سورة يوسف "12" )، {ومَا تَدرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً} (الآية "34" من سورة لقمان "31" ). ويُعَيِّنُهُ للاستِقْبَالِ السينُ وسوفَ وَلَنْ وأَنْ وإنْ نحو {سَيَصْلى ناراً} (الآية "3" من سورة اللهب "111")، {سَوْفَ يُرَى} (الآية "40" من سورة النجم "53")، {لَنْ تَراني} (الآية "143" من سورة الأعراف "7" )، {وَأَنْ تَصومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} (الآية "184" من سورة البقرة "2" )، {وَإنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِه} (الآية "130" من سورة النساء "4" ).
-3 عَلاَمَته:
أنْ يَصْلُحَ لأَنْ يَلِيَ "لَمْ" نحو: "لَمْ يَقُمْ" (ومتى دلت كلمة على معنى المضارع، ولم تقبل "لم" فهي اسم فعل مضارع كـ "أوه" بمعنى: أتوجع و "أف" بمعنى أتضجر).
-4 بِنَاءُ المُضَارع:
المُضَارعُ مُعْرَبٌ كما تَقدَّم، وَقَدْ يُبْنَى إذا باشَرَه إحْدَى نُونَي التَّوكِيدِ، أَوْ نُونُ الإِناثِ، وهو مَبْني على السُّكون نحو: {والمُطَلَّقَاتٌ يَتَرَبْصْنَ} (الآية "228" من سورة البقرة "2" ) ومبنيٌّ على الفَتْح مع نوني التوكيد المُبَاشرة (أمَّا غيرُ المُبَاشرة، فإن المضارع معها مُعرَب تقديراً نحو (لتبلوُنَّ) (فإمَّ تَرَيِنَّ) (ولا تتَّبِعانِّ)) نحو {لِيُنْبَذَنَّ}.
-5 أخذُه مِنَ المَاضِي وحَرَكة حَرْفِ المُضَارَعَة:
يُؤخَذُ المُضَارِعُ من الماضي بِزِيادةِ حَرْفٍ مِنْ حُرُوفِ الزِّيادَة: "أَنَيْتُ" مَضْمُوماً في الرُّباعِي سَوَاءٌ أكانَ أصْلِياً كـ "يُدَحْرِجُ" أمْ زَائِداً، نَحو "يُكْرِمُ".
مَفْتُوحاً في غيرِ الرُّباعي مِنْ ثُلاثي، أو خُماسِيّ أوْ سُدَاسِي كـ "يَكتب ويَنْطَلِقُ ويَسْتَغْفِرُ".
إلاَّ الثُّلاثي المَكْسُورَ عَيْنِ المَاضي، المَفْتُوحَ عينِ المُضَارعِ فيُكْسَر فيه حَرفُ المُضَارعَةِ عند أهلِ الحجازِ وَحدَهم فهم يَقُولون: "أنْتَ تِعْلَمُ وأنا إعْلَم" وكَذَلِك كلُّ شَيء فيه فَعِل مِنْ بَنَاتِ اليَاء والوَاوِ في لاَمِ الفِعْل أو عَيْنه وذلك قَوْلُك "شَقِيتَ فَأَنْت تِشْقَى وخَشِيتُ فأنا إخْشَى وخِلْنا فنحن نِخَال".
أمّا في غيرِ هذا الباب فيفتحون نحو: "تَضْرِب وَتَنْصُر".
-6 التَّغَيُّراتُ الطَّارِئَةُ على المَاضِي لِيَصيرَ مُضارعاً:
إنْ كانَ الماضي ثلاثياً تُسَكَّنُ فاؤهُ، وتُحَرَّكُ عَينُه بما يُنَصُّ عليه في اللُّغة من فتح كـ "يَذْهَب" أو ضم كـ "يَنْصُر" أو كسر كـ "يَجْلِسُ" وتَحذَفُ فاؤهُ في المُضَارِعِ المَكْسُورِ العَيْن إنْ كانَ مِثَالاً وَاوِيَّ الفاء كـ "يَعِدُ" مِنْ وَعَدَ و "يرِثُ" من وَرِثَ.
وإنْ كانَ غَيرَ ثُلاثيّ أُبْقِيَ على حاله إنْ كانَ مَبْدُوءًا بتَاءٍ زَائِدَةٍ كـ "يَتَشَارَكُ وَيَتَعَلَّمُ".
وإنْ لِمْ يَبْدأ بتاءٍ زَائِدَةٍ كُسِرَ مَا قَبْلَ آخِرِه.
وتُحْذَفُ همزةُ الوَصْل مِن المُضارعِ إنْ كانَتْ في المَاضِي كـ "يَسْتَغْفِرُ" و "أكرِم" لِثقَل اجْتِماعِ همزتين في المَبْدُوءِ بهَمْزَةِ المُتَكلِّم، وحُمِلَ عليه غيره.




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 04:16 AM
المشاركة 204
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
* المُضَارِعُ المَجْزُوم بِجَوابِ الطَّلَب:
يَنْجَزِمُ المضارعُ بجوابِ الطلبِ إذا كانَ جواباً لأَمْرٍ، أو نَهْيٍ، أو اسْتِفْهام، أو تَمَنٍّ، أو عَرْضٍ.
فأمَّا ما انْجَزَمَ بالأَمْر فقَولُك: "ائْتِني آتِك" ونحو قوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ} (الآية "151" من سورة الأنعام "6" ).
وأمّا ما انْجَزَمَ بالنَّهْي فقولك: "لا تَفْعلْ يَكُنْ خَيْراً لك".
وأمّا ما انْجَزَم بالاستِفهام فَقولُك: "أيْنَ تكونُ أزُرْكَ".
وأمّا ما انْجَزم بالتَّمني فقَولُك: "لَيْتَكَ عِنْدنا تُحَدِّثْنا".
وأمَّا ما انْجَزم بالعَرْض فقولُكَ: "ألا تَنْزِلُ عندنا تُصِبْ خَيْراً".
وإنَّما انْجَزَم المُضَارِعُ بجَوابِ الطَّلب كما انْجَزَم جَوابُ "إنْ تَأْتِني أُكْرِمْكَ" أي لا يَكُونُ بمَعْنى الشَّرْط، فإذا قال: "ائْتِني آتِك" فإنَّ معنى كلامِه: إنْ تأْتِني آتِك، أو إنْ يَكُن مِنك إتْيانٌ آتِك. وإذا قال: "أيْنَ بيتُك أزُرْك" فكأنَّه قال إنْ أعلَم مَكَانَ بَيْتِكَ أَزُرْكَ، ومِمَّا جَاءَ مِن هذا الباب في القُرآن قولُه عزَّ وجَلَّ: {فقُلْ تَعَالَوا نَدْعُ أَبناءنا وأبناءَكم الآية . } (الآية "61" من سورة آل عمران "3" ) وقوله تعالى: {هَلْ أدُلُّكُم على تِجَارَةٍ تُنْجِيكُم مِنْ عَذَابٍ أَليم} إلى قوله تعالى . {يَغْفِرْ لكم} (الآية "10 - 12" من سورة الصف "61") ومما جاء مُنْجَزِماً بالاستِفهام قولُ جابرِ بنِ جُنَيّ:
إلا تَنْتَهِي عَنَّا مُلُوكٌ وَتَتَّقِي * مَحَارِمَنَا لا يَبُؤ الدَّمُ بالدَّمِ
(لا يَبُؤ من البواء: وهو القَوَد، والشاهد جَزْم لا يَبُؤ بجوَابِ: إلاّ تَنتهِي)
وهُنَاكَ كَلِمَاتٌ تُنَزَّلُ مَنْزِلَةَ الأَمْرِ والنَّهي لأنَّ فيها مَعْنَى الأَمْرِ والنَّهي - يُجْزم المضارعُ بعدها بجوابِ الطَّلَب.
فمن تلكَ الكَلِمات: حَسْبُكَ، وكَفْيُك، وشَرْعُك، وأشْباهُها تقول: حَسْبُك يَنَمِ الناس، وشَرْعُك يَرْتَحِ النَّاس، ومثلُ ذلك: "اتَّقَى اللَّهَ امْرؤٌ وفَعَل خَيْراً يُثَبْ عَليه" لأنَّ فيه مَعْنى لِيَتَّقِ الله اِمْرؤٌ وليفعلْ خَيْراً، وكذلكَ ما أشْبَهَ هذا.
يقول سيبويه: وسأَلْتُ الخَليلَ عن قولِه عزّ وجلّ: {فأصَّدَّقَ وأكُنْ مِنَ الصَّالِحينَ} (الآية "10 من سورة المنافقين "63" وأول الآية: {وأنفقوا مِن مَا رَزَقْناكم من قبلِ أنْ يأتي أحدَكُم الموتُ فيقول: رَبِّ لولا أخَّرْتَني إلى أجل قريب فأصَّدَّق وأكن من الصالحين}) فقال: لمَّا كانَ الفِعلُ الذي قَبْلَه قد يكونُ جَزْماً ولا فاءَ فيه تَكَلَّموا بالثاني، وكأنَّهم جَزَمُوا ما قَبْلَه، فَعَلى هذا تَوَهَّموا هذا.
وإذا لَمْ يَأْتِ جَوَابُ الطَّلبِ بمعنى الشَّرط فيرفعُ نحو قولك: "لا تَدْنُ مِنَ الأسدِ يأكُلُك" فلا يصح فيها الجَزْمُ لأَنَّ مَعْنَاها حينئذٍ إنْ لا تدْنُ من الأسد يأكلك، ففي حالةِ الجَزْم يَجْعلُ تَبَاعُدَه من الأسَدِ سَبَباً لأَكْلِهِ، وهذا غيرُ صحيح، وكلُّ مَوْضِعٍ تَصلُح فيه الفاءُ السَّبَبِيَّةُ يَصْلُحُ فيه الجَزْمُ إِلاَّ النَّفْي بشرطِ أنْ يَقْبَل إنْ الشرطية كما تقدَّم.
* المُضارعُ المُعْتَلُّ الآخِر:
-1 تعريفه:
هو ما آخرُهُ حَرْفُ عِلَّةٍ "ألفٌ" كـ "يَخْشَى" أوْ "وَاوٌ" كـ "يَدْعُو" أو "ياءٌ" كـ "يَرْمي".
-2 إعرابه:
يُرْفَع المُضارعُ بضمَّةٍ مُقدَّرةٍ على الواو والياءِ للثِّقلِ، وعلى الألفِ للتَّعَذُّر، نحو "العالِمُ يَسْمُو ويَرتَقي" ونحو "المُجِدُّ يَسْعَى للفوزِ"، ويُنْصَبُ بفَتْحةٍ ظاهرةٍ على "الوَاوِ والياء" لِخَفَّتِها، نحو: "لَنْ يَسْمُوَ الكسولُ ولن يَرْتَقِيَ"
أمّا إعرابُ المُعْتَلِّ الآخِرِ بالألِفِ فينصب ويرفع.
أمّا على الألف فالنّصبُ بفتحةٍ وضَمَّة مُقَدَّرَتان للتَّعَذُّر، نحو "يَسُرُّني أنْ يَسْعَى
المُتَخلِّف"، ونحو "يَخْشَى العَاقِلُ أن يَزِل"ويجزم بِحَذْفِ حَرْفِ العِلَّةِ مِنْ آخره نحو "لمْ يَخْشَ" "لمْ يَدْعُ" "لمْ يَرْمِ".
فأمّا قولُ قَيْسِ بنِ زُهير:
أَلَمْ يَأتِيكَ والأَنْبَاءُ تُنْمَى بما لاقَتْ لَبُونُ بني زِيَادِ فضَرورة.
-3 حذف العِلَّة إذا كان مُبْدلاً من همزة:
يُحْذَفُ في الأصل حَرْفُ العِلَّةِ للجَازم إذا كان أصْليّاً، أمَّا إذا كان حَرْفُ العِلَّةِ بَدَلاً من هَمْزة كـ "يَقْرأ" مُضَارِعُ قَرَأ، و "يقْرئ" مضارع أَقْرأ، و "يوْضُؤُ" مضارع وَضُؤَ بمعنى حَسُنَ - فإن كانَ إبدالُ الهمزةِ بعدَ دُخُولِ الجَازِم على المُضَارِعِ - وإبدالُ الهَمْزِ السَّاكن من جِنس حَرَكَةٍ ما قبله قِيَاسي وحِينَئِذٍ يَمْتَنِعُ حَذْفُ حَرْفِ العِلَّةِ لاستِيْفَاءِ الجازمِ مُقتضاه وإنْ كانَ الإبدالُ قبلَ دُخُولِ الجازِمِ فهو إبدالٌ شَاذٌّ، لأَنَّ الهَمْزَة المُتَحَرِّكَةَ تَمْتَنِعُ عن الإِبْدال، وإبْدَالُ الهَمْزَةِ المُتَحَرِّكَةِ من جِنْسِ حركةِ مَا قَبْلَهَا شَاذٌّ، ويجوزُ حينئذٍ مع الجَازِم الإِثْبَات للحَرْف المُبْدل، والحذف.
* المضارع المرفوع: (=رفع المضارع).
* المضارع المنصوب: (=نواصب المضارع).
* المضافُ : (=الإضافة).




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 04:17 AM
المشاركة 205
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
* المُضافُ إلى الجُمَل:
(=الجُمَل التي لا محلَّ لها مِنَ الإِعراب).
* المُضافُ إلى معرفة: من المعارِفِ المُضَافُ إلى أحدِ المَعَارِفِ الخَمْس:
الضَّميرِ، العَلَمِ اسمِ المَوْصول، اسم الإِشارة ما فيه أل، إلاَّ إِذَا كانَ مُشْتَقّاً مُضافاً إلى معمولِهِ فيبقى نكرة وإضافته لفظِية (انظر الإِضافة اللفظية).
ودَرَجةُ المُضَافِ إلى المَعَارِفِ كَدَرجَةِ مَا أُضِيفَ إليه، إلاَّ المُضَافَ إلى الضَّمير فإنَّه بدَرَجة العَلَم، وأَعْرَفُ المَعَارِفِ: الضَّميرُ، ثمَّ العَلَمُ، ثم المَوْصُولُ، ثُمَّ الإِشَارةُ، ثم المُحلَّى بـ "أل".
* المُضَافُ إلى يَاءِ المُتَكَلِّم:
-1 حُكْمُه، وحُكْمُ ياءِ المتكلِّم:
يَجِبُ كَسْرُ آخِرِ "المُضَافِ لياءِ المُتَكَلِّم" لِمُنَاسَبَةِ الياءِ، أمّا الياءُ فيجوزُ إسكانها وفَتْحُها نحو: "هذا كِتَابي" أو "كِتَابِيَ". ويكونُ هذا في أربَعِة أشياء:
المُفْرد الصَّحيح، كما مَثَّلنا.
والمُعْتَلُّ الجَارِي مَجْراه كـ "ظَبِيي" و "دلْوَي".
وجَمْع التكسير نحو "أولادِي". والجَمْع بالألف والتاء كـ: "مُسْلِمَاتي".
-2 ما يُسْتَثْنى مِنْ هَذَين الحُكْمَين:
يُسْتَثْنى مِن هذَينِ الحُكْمَين خَمْسُ مَسَائل يجبُ فيها سُكُونُ آخِرِ المُضَاف وفَتْحُ الياء، وهي:
(1) ما كانَ آخرهُ ألفاً، وهو المقصور كـ "هُدى" و "عصَا" تَقولُ فيهما "هُدَايَ" و "عصَايَ". وقال جَعْفرُ بنُ عُلْبَة:
هَوَايَ مع الركب اليَمانينَ مُصْعِدٌ * جَنِيبٌ وجُثْمانِي بمَكةَ مُوثَقُ
والمشهور في هذا بَقَاءُ أَلِفِهِ والنُّطْقُ بها كَما مَثَّلْنا، وعِندَ هُذَيْلٍ انْقِلابُها ياء حسَن نحو "عَصَيَّ" ومِنْه قول أبي ذُؤيب:
سَبَقُوا هَوَيَّ وأعنَقُوا لِهَواهُمُ * فَتُخُرِّمُوا ولكلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ
(2) أَوْ كَانَتْ أَلِفهُ للتَّثْنِيَةِ نحو: "يَدَايَ" أو للمحْمُولِ على التثنية نحو "ثِنْتَاي" وهذه الألف لا تَنْقَلِبُ "يَاء" بالاتِّفَاق.
(3) الاسْمُ المَنْقُوص كـ "رَامٍ" و "قاضٍ" وتُدْغَم "ياءُ" المَنْقُوصِ في "ياءِ" الإِضَافَة، وتُفْتَح ياءُ الإِضَافَةِ فَنَقُول: "جَاءَ رَامِيَّ" و "رأيتُ قَاضِيَّ".
(4) المُثَنَّى في حَالَتِيِ النَّصْبِ والجَر، وتُدْغَم أيضاً "ياء" المُثَنى في "ياء" المُتَكَلِّم، تَقُولُ: "قَرَأْتُ كِتَابَيَّ" و "نظَرْتُ إلى ابْنَيَّ".
(5) المَجْمُوعُ المُذَكَّر السَّالِم، فإنْ كانَ في حَالَةِ الرَّفْعِ وقَبْلَ الوَاو ضَمٌّ، قُلِبَت الضمَّةُ كَسْرَةً نحو قوله عليه الصلاة والسلام (أوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ) وقَولِ الشاعر:
أوْدَى بَنِيَّ وأعْقَبُوني حَسْرةً * عِنْدَ الرُّقَادِ وَعَبْرَةً لا تُقْلِعُ
وإنْ كانَ قَبْلَ الوَاو فَتْح كـ: "مُصْطَفَوْنَ" بَقِي الفَتْحُ فَتَقول: "جَاءَ مُصْطَفَيَّ".
-3 أَلف "على وَلَدَى" في حَالَتي الجَرِّ والإِضافَةِ:
المتَّفقُ عليه عندَ الجميع على قَلْبِ الألفِ ياءً في "على وَلَدَى" ولا يختص ذلك بيَاءِ
المتكلمِ، بل هُو عَامٌّ في كل ضميرٍ نحو "لَدَيْه وَعَليْهِ" و" لَدَيْنَا وعَلَيْنَا" و "لدَيَّ،
وَعَلَيَّ ".
-4 إعرابُ المضافِ إلى ياءِ المتكلم :
يُعرَبُ المضافُ إلى ياءِ المتكلم بحَرَكاتٍ مُقَدَّرَةٍ على ما قَبْلَ الياءِ في الأَحْوَالِ الثَّلاَثَةِ عِند الجُمْهُور، وقيل في الجَرِّ خَاصَّةً: بكَسْرةٍ ظَاهِرةٍ.




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 04:18 AM
المشاركة 206
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
* المُضَعَّفُ منَ الأفعال :
-1 تعريفه:
هُوَ - من الثلاثي - : ما كانتْ عينُه ولامُهُ مِنْ جِنْسٍ واحدٍ نحو "مَدَّ وَجَرَّ" ومثله المزيدُ على الثلاثي كـ "امْتَدَّ" و "اسْتَمَدَّ".
ومِنَ الرُّباعي: مَا كَانَتْ فَاؤُهُ ولاَمُهُ الثَّانِيَةُ من جِنْسٍ، وعَيْنُهُ ولاَمُهُ الثَّانِيَةُ من جِنْسٍ آخَر نحو "زَلْزَل" ومثله المَزيدُ على الرُّباعي نحو "تَزَلْزَل".
-2 حكمُه:
أما الثُّلاثِي والمَزِيدُ عَلَيه، فإنْ كانَ مَاضِياً وَجَبَ فيه الإِدْغَام - وهو إدْخَالُ أحَدِ الحَرْفَين المُتَمَاثِلَين في الآخر - كـ "مّدَّ" و "اسْتَمَدَّ" و "مدُّوا" و "اسْتَمَدُّوا" إلاَّ إذا اتَّصَلَ به ضَميرُ رَفْعٍ مُتَحرِّكٍ وَجَبَ الفَكُّ لِسُكونِ آخِرِ الفِعلِ عِنْدئذٍ نحو "مَدَدْتُ" و "النِّسْوَةُ مَدَدْنَ" و "اسْتَمْدَدْتُ" و "النسوةُ اسْتَمْدَدْنَ"، أمَّا المضارِعُ فيجبُ فيه الإِدغامُ أيضاً إذا كانَ مَرْفوعاً أو منصوباً كـ "يَرُدُّ" و "يسْتَرِدُّ" و "لنْ يَرُدَّ" و "لنْ يَسْتَرِدَّ". أو كانَ منصوباً أو مجْزوماً بحذفِ النون نحو "لمْ يَرُدَّا" و "لنْ يَرُدَّا" و "لمْ يَسْتَرِدُّوا" و "لنْ يَسْتَرِدُّوا" وهكذا
أمّا إذا جُزِمَ بالسُّكونِ فيجُوزُ الإِدْغَامُ والفَكُّ نحو "لَمْ يَرُدَّ" و "لمْ يَرْدُدْ" و "لم يستَرِدَّ" و "لم يَسْتَرْدِدْ".
ولا يَجبُ في المضارع الفَكُّ إلاَّ إذا اتَّصَلَ به "نُونُ النِّسْوَة" لِسِكُونِ ما قَبْلَها نحو "النِّسْوَةُ يَرْدُدْنَ" و "يسْتَرْدُدْنَ" والمُضَارِعُ في هذا مَبْنيٌّ على السكون والأَمْرُ كالمُضَارِع المَجْزُومِ في جَميعِ ما تَقَدَّمَ نحو "رُدَّ"، و "ارْدُدْ"، و "ردَّا، واسْتَرِدَّا، ورُدُّوا، واستَرِدُّوا، ورُدِّي واسْتَرِدِّي، واسْتَرِدَّ، واسْتَرْدِدْ، واسْتَرْدِدْنَ يا نِسْوةُ".
* مَعَ: اسْمٌ لمكانِ الاجْتِماع، مُعْرَبٌ، إلاَّ في لُفَةِ رَبيعَةَ فيُبنى على السُّكون كقول جرير:
فَرِيشِي مِنْكُمُ وهَوَايَ مَعْكُمُ * وإنْ كانَتْ زيارَتُكُم لِماما
(وقال سيبويه: تسكين العين ضرورة وقيل: إنها لغةُ ربيعة وغَنم كما في الأشْموني)
فإن لَقِيَ مع السَّاكِنَةِ سَاكِنٌ جَازَ كَسْرُها وفَتْحُها نحو: "مَعَ القَوْم".
ولا يَجُوزُ تَكْرَارُ "مَعْ" إلاَّ مع حَرْفِ العَطْفِ، فلا يَجُوزُ: جاءَ زيْدٌ مع عَمْروٍ مَعَ خالد، وإنما "جَاءَ زِيْدٌ مع عَمْروٍ ومَعَ خالدٍ".
* مَعاً:
هي مَعْ التي قَبْلها، ولكنها أُفْرِدَتْ عن الإِضَافة، تقول: "خَرَجْنا مَعاً" أي في زَمَانٍ واحدٍ، و "كنَّا مَعَاً" أي في مَكَانٍ وَاحِد، فهُو على هذا مَنْصُوبٌ على الظَّرْفِيَّة الزَّمانِيَّة أو المَكَانِيَّة، وقِيل: تُنْصَب على الحَالِ، أي مُجْتَمعين وتُسْتَعمل للاثْنين كقول مُتَمِّمِ بنِ نُوَيْرَة يَرْثي أَخَاه مَالِكاً:
فَلمَّا تَفَرَّقْنَا كأَنِّي ومَالِكاً * لِطُولِ اجْتِماعٍ لم نَبِتْ ليلةً معاً
كما تُسْتَعْملُ للجَمْعِ كقَوْل الخَنْساء:
وأَفْنَى رِجَالِي فَبَادُوا مَعاً * فأصْبَحَ قَلْبي بِهم مُسْتَفِزَّا
والفَرْق بين "قَرَأْنا مَعاً" و "قرَأْنا جَمِيعاً" أنَّ "مَعاً" يُفِيد الاجْتِماع حَالةَ الفِعْل، و "جمِيعاً" يجوزُ فيها الاجتماع والافْتِراق.
* مَعَاذَ اللَّهِ: المعنَى: أعوذُ باللَّهِ مَعَاذاً، والمَعَاذ: مَصْدر مِيميّ، وهو مَفْعولٌ مطلَقٌ عامِلُه محذوفٌ كـ "سُبْحَان اللَّهِ" ولا يكون إلاَّ مضافاً.
* المُعْتِلُّ مِنَ الأفْعَالِ:
-1 تعريفُه:
هو ما في حُرُوفِهِ الأَصْلِيَّةِ أحَدُ حُرُوفِ العلة التي هي "الوَاوُ والأَلِفُ والياءُ".
-2 أقسامه:
المُعْتَلُّ أربَعَةُ أقْسَام:
(1) المِثَال.
(2) الأَجْوَفُ.
(3) النَّاقِصُ.
(4) اللَّفِيفُ.
ولكلٍّ منها تعريفٌ وأحكام (=في أحرفها).
* المُعْرَب: (=الإِعراب 1 و 2).
* المَعْرَفَة:
-1 تَعْرِيفُها:
هي مَا يُفْهَم مِنْهُ مُعَيَّن.
-2 أَقْسامُها سَبْعَةٌ:
(1) الضَّمِيرُ.
(2) العَلَمُ.
(3) اسْمُ الإِشارة.
(4) اسمُ المَوْصُول.
(5) المُحَلَّى بأل.
(6) المُضَافُ لِوَاحِدٍ مِمَّا ذُكر.
وأعْرفُها الضميرُ ثم العَلَمُ . وهكذا بهذا الترتيب إلاّ المُضَافَ إلى الضمير فإنَّه يَنْزِلُ إلى رُتْبَةِ العَلَم كما يقولون.
(7) المُنَادَى النكرة المقصودة.
(=تفصيلها في أحرفها).
-3 لا يَدخُلُ تَعْرِيفٌ على تَعْريف:
ومِن ثَمَّ لا تَقُول: "يا الرجل".
وأمَّا قولهم: "يا اللَّه" فإنما دَخَلَ النِّداءُ مَعَ وُجُود "أل" لأَنَّها كأَحَدِ حُرُوفِه، أَلاَ تَرَى أَنَّها لا تُفْصَلُ عن لَفْظِ الجَلاَلَةِ.
* المَفْعُولبه:
-1 تعريفُه:
هو اسمٌ دلَّ على مَا وَقَعَ عليه فِعْلٌ الفَاعل، ولم يَتَغَيَّرْ لأجْلهِ صورةُ الفعلِ، نحو "يُحِبُّ اللَّهُ المُتْقِنَ عِمَلَه" ويَكُونُ ظَاهراً كما مُثِّل، وضَمِيراً مُتَّصِلاً نحو: "أَرْشَدَني الأُسْتاذُ" ومُنْفَصِلاً نحو: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} (الآية "4" من سورة الفاتحة "1" ).
-2 ذِكْرُ عَامِل المَفْعُولِ به وحَذْفُه:
الأَصْلُ في عَامِل المَفْعُولِ بِهِ أنْ يُذكر، وقدْ يُحذَف إمَّا جَوازاً، وذلك إذا دَلَّتْ عليهِ قَرِينَة نحو "صَدِيقَك" في جواب "مَنْ أَكْرَمْتَ؟".
وَهَذَا كَثِير، نحو قَوْلِكَ "هَلاَّ خَيْراً مِن ذلك" أيْ هَلاَّ تَفْعلُ خَيْراً من ذلك.
ومن ذلِكَ "ادْفَعِ الشَّرَّ ولو إصْبعاً" أي ولو دَفَعْته إصبِعا ومِثْلُهُ تَقُول لِمَن قَدِم: "خَيْرَ مَقْدَم" ويجوزُ فيه الرَّفْع، ومِثْلُه تقول "مَبْرُورَاً مَأْجُوراً". قَدْ يُحذَفُ الفِعلُ ويَبْفَى مَفْعُولُه لِكَثْرَته في كَلامِهم حتى صار بِمَنْزِلةِ المَثَل من ذلك قول ذي الرُّمة:
دِيَارَ مَية إذ مَيٌّ مُسَاعِفَةٌ * ولا يَرى مِثلَها عُجْمٌ ولا عَرَبُ
كأنه قال: اذْكُرْ دِيَارَ مَيَّة، ومن ذلِكَ قَولُ العرب "كِلَيْهما وتَمْراً" (وفي أمثال الميداني: كلاهما وتمراً، كلاهما: أي زَبَد وسَنَام) يُريدُ أعْطِني كِلَيْهما وَتَمْراً.
ومن ذَلِكَ قَوْلُهم: "كلَّ شَيْءٍ وَلاَ شَتِيمةَ حُرّ" أي ائْتِ كُلَّ شيءٍ، ولا تَرْتكِبْ شَتِيمَةَ حُرّ، ومن العَرَب من يقول: "كِلاهُما وتَمْراً" كأنَّه قال: كلاهما لي ثَابتان وزِدْني تمراً، وكلُّ شيء قد يقبل ولا تَرْتَكِبْ شَتِيمَةَ حُرٍّ.
ومما يَنْتَصِب في هذا الباب على إضمارِ الفِعْل المَتْرُوكِ إظهاره، قولُه تعالى: {انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ} (الآية "171" من سورة النساء "4" ) "وَرَاءَكَ أوْسَعَ لَك" والتقدير: انْتَهُوا وأْتُوا خَيْراً لكم، لأنَّك حينَ قلت: انتهِ فأنْتَ تُريدُ أنْ تُخْرجه مِن أمرٍ وتُدخِلَه في آخر، ويجوزُ في مِثل هذا إظهار الفعل، ومعنى "وَرَاءَك أوْسَعَ لك" تَأَخَّرْ تَجْدْ مَكاناً أَوْسَعْ لَكَ، ومثله قولُ ابنِ الرُّقَيَّات:
لَنْ تَرَاهَا ولو تَأَمَّلْتَ إلاَّ * وَلَها في مَفَارِق الرَّأْس طِيبَا
والمَعْنى: إلاَّ ورَأيْتَ لَها طِيباً.
ومثلُه قولُ ابنِ قَمِيئَة:
تذكَّرتْ أرْضاً بها أهْلُها * أخْوالها فيها وأعْمامَها
والمعنى: وتَذَكَّرْت أخْوالَها وأعْمَامَها.
وإمَّا وُجُوباً وذلِكَ في سبعةِ أنواع:
(1) الأَمْثالُ ونحوُها ممّا اشتُهر بحذفِ العَامِلِ نحو قولك للقادِمِ عليكَ "أَهْلاً وسَهْلاً" أي جِئْتَ أَهْلاً، ونَزَلْتَ مكاناً سَهْلاً، وفي المثل: "أمْرَ مُبْكِيَاتِكِ لا أمْرَ مُضْحِكَاتِكِ" (مثل يضرب لاسْتِماع النصيحة، ويصبح فيه - كما يقول سيبويه - الضم) تَقْدِيرُه: اقْبَلي أمْرَ مُبْكيَاتِكِ، وفي المثل: "الكلابَ على البَقَر" (مثلٌ، معناهُ: خلِّ الناس خَيرَهم وشرهم واغتنم طريق السلامة) أي أرسِلْ.




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 04:19 AM
المشاركة 207
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
(2) النُّعوتُ المقطوعَة إلى النَّصْب للتَّعْظِيم، نحو "الحَمْدُ للَّهِ الحَمِيدَ" (=النعت).
(3) الاسمُ المشتغلُ عنه نحو: "محمَّداً سَامِحْهُ" (=الاشتغال).
(4) الاختصاصُ نحو "نَحْنُ العَربَ أسْخى مَنْ بَذَل" (=الاختصاص).
(5) التَّحْذِيرُ بشرْطِ العَطْفِ أو التكرارِ بغير "إِيَّا" نحو "رأسَكَ والسَّيفَ" و "الكَسَل الكَسَلَ" ونحو "إيَّاكَ والكذِبَ". (=التحذير).
(6) الإِغْراءُ بشَرْطِ العَطْفِ أو التَّكْرار أيضاً نحو "المُرُوءَةَ والنَّجْدَةَ" (=الإِغْراء).
(7) المُنَادَى نحو "يا سَيَّدَ القَوم" (الأَصْل في نَصْب المُنادى بـ "أدعو" المُقَدَّرة، فإذا قلت: "يا سيدَ القَوْم" فكأنك قلت: أَدْعو سَيِّدَ القوم) أيْ أَدْعُو سَيِّدَ القوم. (=النداء).
-3 حَذْفُ المفعولِ به:
الأصلُ في المَفْعُولِ به أنْ يُذْكَرَ، وقدْ يُحْذَفُ جَوازاً لِغَرَضٍ لَفْظي: كتناسُب الفَواصِل، نحو: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلى} (الآية "3" من سورة الضحى "93"). أيْ وَمَا قَلاَكَ، أو الإِيجازِ نحو: {فَإنْ لَمْ تَفْعَلُوا ولنْ تَفْعَلُوا} (الآية "24" من سورة البقرة "2" ). أو غَرَضٍ مَعْنَويٍ: كاحْتِقَارِه نحو: {كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ} (الآية "21" من سورة المجادلة "58") أيْ الكَافِرين، أوِ اسْتِهْجَانِهِ كقولِ عَائِشةَ "ما رَأى مِنِّي، ولا رَأَيْتُ مِنْه" أيْ العَوْرة.
ويُحْذَفُ وُجُوباً في بابِ التَّنازُعِ (=التنازع) إنْ أُعْمِلَ الثاني، نحو "قَصَدتُ وعَلَّمني أستاذي". ويَمتنعُ حذفُهُ في مَواضِعَ أشْهَرُها: المَفْعُولُ المسؤول عنه نحو "عَليّاً" في جَوَابِ "مَنْ أكرمتَ؟" والمَحْصُور فيه نحو "مَا أدَّبْتُ إلاَّ إبراهيمَ".
* المَفْعُولُ فيه (الظرف):
-1 تعريفُه:
هُوَ اسمُ زَمَانٍ أو مَكَانٍ، أو اسْمٌ عُرِضَتْ دَلاَلتُه على أحدِهِمَا، أو جَرَى مَجْرَى الزَّمانِ، وضُمِّنَ مَعْنى "في" باطِّرَادٍ، فاسْمُ الزَّمَانِ والمَكَانِ نحو "سَافَرَ لَيْلاً" و "مشَى مِيلاً".
والذي عُرِضَتْ دَلاَلَتُه على أحَدِهما أَرْبَعَةُ أَشْياء:
(1) أسْماءُ العَدَد المُمَيَّزَةُ بالزمانِ أو المَكَانِ نحو "سِرْتُ عِشرينَ يَوماً تِسعينَ مِيلاً".
(2) ما أُفِيدَ به كُلِّيَّةَ الزَّمَان أو المَكان، أو جُزْئيتهُمَا نحو "سرْتُ جميعَ النَّهَار كلَّ الفَرْسَخِ" أو" بَعْضَ اليَوْمِ نصفَ مِيلٍ".
(3) مَا كانض صِفَةً لأحَدِهِمَا نحو:
جَلَسْتُ طَوِيلاً من اليومِ عِنْدَكَ، والمَعْنَى: جَلَستُ زَمَناً طَوِيلاً.
(4) ما كَانَ مَخْفُوضاً بإضَافَةِ أحَدِهِما، ثمَّ أُنيبَ عَنْه بَعدَ حَذْفِه، والغَالبُ في النَّائِب أنْ يَكُونَ مَصْدراً، وفي المَنُوبِ عنه أنْ يَكونَ زَماناً مُعَيَّناً لِوقْتٍ أو لِمِقْدَارٍ نحو: "جِئْتُكَ صَلاةَ العصرِ" و "انْتَظَرْتُكَ جِلسَة خطيب" ونحو "مَوْعِدُكَ مَقْدِمَ الحجَّاج" و "أتيك خُفُوقَ النجم".
وقَدْ يكونُ النَّائبُ اسمَ عَيْنٍ نحو "لا أُكَلِّمُه القَارِظَين" (القارِظان: تثنية قارظة، وهو الذي يجني القرظ - وهو ثمر السلم - يدبغ به، وهما: شخصان خرجا في طلبه، فلم يرجعا، فضرب برجوعهما المثل لما لا يكون أبداً)
أي مُدَّةَ، غيبةِ القَارِظَين، وقد يَكُونُ المَنُوبُ عنهُ مَكاناً، نحو "جَلَسْتُ قُرْبَ محمَّدٍ" أي مكانَ قُربه.
وأمَّا الاسْمُ الجَارِي مَجْرَى الزَّمان:
فهو أَلْفَاظٌ مَسْمُوعَةٌ، تَوَسَّعوا فيها فَنَصبُوها على تَضْمِين مَعْنَى "في" نحو "أحَقّاً أنَّكَ ذَاهِبٌ" والأصلُ: أفي حقٍّ. (=في حرفها).
وقد نَطَقُوا بالجَرِّ "بفي" قال قائد ابنُ المُنْذر:
أفي الحَقِّ أَني مُغْرَمٌ بكِ هائمٌ * وأنَّكِ لا خَلٌّ هَواكِ ولا خَمْرُ
ومِثْلُه "غَيْرَ شَك" أو "جَهْدَ رأيي" أو "ظَنَّاً مني أنَّكَ عالم".
-2 ما لا يَنْطبقُ عليه التعريف:
تبين من تفصيلات التَّعْريف أنَّه ليس من المَفْعول فيه نحو: {وتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} (الآية "127" من سورة النساء "4" ) إذا قُدِّر "بفي" فإنَّ النكاح ليسَ بواحدٍ ممَّا ذُكر، ولا نحو: {يَخَافُونَ يَوْماً} (الآية "37" من سورة النور "24" ). لأنَّه ليسَ على معنى "في" فهو مفعولٌ به، ونحو "دخلْتُ الدَّار" و "سكَنْتُ البيتَ" لأنَّه لا يَطّرد تَعَدِّي الأفعالِ، إلى الدَّار والبيت على معنى "في" فلا تقول: "صليتُ الدَّارَ"، ولا: "نِمْتُ البَيْتَ"، لأنَّه مَكانٌ مُخْتَصٌّ، والمَكانُ لا يُنْصَبُ إلاَّ مُبْهَماً فَنَصْبُهما إنَّما هُوَ على التَّوَسُّع بإسْقَاطِ الخَافِضِ.
-3 حُكْم المفعول فيه:
حكمُ المفعولِ فيه النَّصبُ، ونَاصِبُه اللَّفْظُ الدَّالُّ على المعنى الوَاقِعِ فيه، ولِهَذا اللَّفْظ ثلاثُ حَالات:
(إحداها) أنْ يُذْكَرَ نحو "سرتُ بَيْن الصَّفين سَاعةً" وهو الأصل. فناصب "بين وساعة" الفعل المذكور: سرت.
(الثانية) أنْ يُحذَفَ جَوازَاً كقولك "مِيلاً" أو لَيْلاً" جَوَابَاً لِمَنْ قال: كم سِرْتُ؟ ومَتَى سَافَرْتَ؟.
(الثالثة) أنْ يُحذَفَ وُجُوباً وذلك في ستِّ مسائل: أنْ يَقَعَ:
(1) صِفةً نحو "رأيتُ طائراً فَوقَ غُصْنٍ".
(2) صِلةً، نحو "جَاءَني الذي عِنْدك".
(3) خَبَراً نحو "الكتابُ أمامَكَ".
(4) حَالاً نحو "الْتَمَعَ البرقُ بينَ السُّحبِ".
(5) مشْتَغَلاً عَنْه "يومَ الخَمِيسِ سَافَرتُ فيه".
(6) أنْ يُسْمَعَ بالحَذْفِ لا غَيرُ، كقَولِهم في المَثَل لمن ذَكَرَ أمْراً تَقَادَمَ عَهْدُه "حِينَئِذٍ الآنَ" (يُقصَد من المثل: نَهي المتكلم عن ذِكْرِ ما يقوله وأمره بسَمَاع ما يُقَال له) أي كان ذلك حينئذٍ، واسمع الآن.
-4 ما يُنْصَبُ ومَا لاَ يُنْصَبُ مِنْ أَسْمَاءِ الزَّمان والمَكَان:
أسْماءُ الزَّمانِ كُلُّها صَالِحةٌ للنَّصْبِ على الظَّرفيَّة، سَوَاءٌ في ذلك مُبْهَمُها كـ "حِين" و "مدَّة" أو مُخْتَصُّها كـ "يومِ الخَمِيس" و "شهْر رَمَضَان" أمْ مَعْدودُها كـ "يَوْمَيْن" و "أسْبُوعَيْن"، أمَّا أَسْماءُ المَكان فلا يُنْصَب مِنها إلاَّ نَوْعَان.
(أحدهما): المُبْهَم: وهو ما افْتَقَر إلى غيرهِ في بَيَانِ مَعْنَاه كأَسْماء الجِهَاتِ السِّت، وهي "فَوْق، تَحْتِ، يَمِين، شِمال، أَمَام، وَرَاء" وشِبْهِهِا في الشُّيُوع كـ: "نَاحِيَة، وجَانِب، ومَكَان، وبَدَل"، وأَسْماء المَقَادِير نحو: "مِيل، وفَرْسَخ، وبَريد".
(الثاني): ما اتَّحَدَتْ مَادَّتُه، ومَادَّة عَامِلِه، نحو "رَمَيْتُ مَرْمَى سُليمان" و "جلَسْتُ مَجْلِسَ القَاضِي" ومِنْه قولُه تعالى: {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ للسَّمْع} (الآية "9" من سورة الجن "72"). وعلى هذا فلا يُنْصَبُ المختصّ من اسْمِ المكانِ، وهو ما لَهُ حُدُودٌ مُعَيَّنَة كالدَّارِ، والمَدْرَسَةِ، بل يُجَرُّ بِفِي.
-5 حذفُ "في" واعْتِبارُ مَا بَعْدها ظَرْف مكان:
يَكْثُر حَذْفُ "في" مِنْ كل اسْمِ مَكانٍ يَدُلُّ على مَعْنَى القُربِ أو البُعْدِ حتَّى يَكَادَ يُلْحَقُ بالقِياس نحو: "هُوَ منِّي مَنزِلَةَ الولَد" و "هو مِني مَنَاط الثُّرِّيا فالأَوَّل: في قربِ المَنْزِلة، والثاني: في ارتفاعِ المَنْزِلَةِ، ومن الثاني قول الشاعر:
وإنَّ بَنِي حَرْبٍ كَمَا قَدْ عَلِمْتُم * مَنَاطَ الثُّريَّا قَدْ تَعَلَّتْ نُجومُها
(يقول: هُمْ في ارتفاع المَنْزِلَةِ كالثُّريا إذا استَعْلَت، ومَنَاطُهَا السَّماء ونُطْتُ الشَيْءَ بالشيء إذا عَلَّقْتَه به)




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 04:20 AM
المشاركة 208
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-6 الظَّرْفُ نوعان:
مُتصرِّفٌ، وغَيْرُ مُتَصَرِّفٍ:
فالمُتَصَرِّف: ما يُفَارِقُ الظَّرفيَّةَ إلى حَالَةٍ لا تُشْبِهُهَا، كأن يَقَعَ مُبْتَدأ أو خبراً، أو فاعلاً، أو مَفعُولاً، أو مُضافاً إليه، كـ: "اليوم، والميل، والفَرْسَخ" تقول: "اليَوْمُ يومٌ مُبَارَكٌ" و "أحْبَبْتُ يَوْمَ قدُومِكَ" و "الميلُ ثُلُثُ الفَرْسَخ".
وغَيرُ المُتَصَرِّف: وهو نَوْعَان ما لا يُفارِقُ الظَّرْفِيَّةَ أصْلاً كـ: "قَطْ" و "عوْض" (انظرهما في حرفيهما) و "بيْنَا أو بَيْنَمَا" (انظرهما في حروفهما).
تَقُولُ: "مَا هَجَرْتُه قَطُّ" و "لا أُفَارِقُه عَوْضَ" و "بيْنَا أو بَيْنَما أَنَا ذَاهِبٌ حضَرَ الغَائبُ". ومِن هَذا: الظُّرُوف المُرَكَّبَة كـ: "صَباحَ مَسَاءَ" و "بيْنَ بَيْنَ". ومِنْ غَيْرِ المُتَصرِّف "سَحَر" المَعْرِفَة (=سحر) و "ذاتَ مَرَّة" (=ذات مرة) ومنه "بَكَراً" و "ذو صَبَاح" و "صبَاحَ مساءَ" ومِمَّا يَقْبح أنْ يَكونَ غَيرَ ظَرْفٍ صِفَةُ الأَحْيان، تقول "سيرَ عَليه طَوِيلاً" أي سَيْراً طَوِيلاً و "سير عليه حَدِيثاً" أي سَيْراً حديثاً. وما لا يخْرجُ عنها إلاَّ حالة تُشْبِهُها، وهي دُخُول الجَارِّ نحو: "قَبْلُ، وبَعْدُ، ولَدُنْ، وَعِنْد" (انظرها في حروفها) فتَدْخُلُ عَلَيْهنَّ "مِن".
-7 الظُّروفُ التي لا يَدْخُل عليها مِنْ حُرُوف الجَرِّ إلاَّ "مِنْ":
هي ستَّةٌ: "عِنْدَ، ولَدَى، ولَدُن، وقَبْلُ، وبَعْدُ، وأسماءُ الجهَات".
-8 مُتَعَلَّق المَفعولِ فِيه:
يَجبُ أنْ يكونَ للمَفْعُولِ فيهِ مُتَعَلَّقٌ سَوَاءٌ أَكَانَ زَمَانِياً أمْ مَكانِيّاً وشُرُوطُ تعلُّقِهِ كشرُوطِ تعلُّقِ الجَار والمَجْرُور"، (=الجار والمجرور رقم 28).
* المَفْعول لأجْلِه:
-1 تَعْرِيفه:
هُوَ اسمٌ يُذْكَرُ لِبيان سَبَبِ الفِعل، نحو: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إمْلاَقٍ} (الآية "31" من سورة الإسراء "17" ).
فانتصَبَ لأَنَّهُ مَوْقُوعٌ له، ولأَنَّه تَفْسِيرٌ لِمَا قَبْلَه لِمَ كان؟ على حدِّ قولِ سيبَويه.
-2 شُروطُه:
يُشْتَرطُ لِجَوَازِ نَصْبِهِ خَمْسَةُ شُروط:
(1) كَوْنُهُ مَصْدَرَاً.
(2) قَلْبيّاً (القلبي: هو الذي يكون مَعْناه عقلياً غيرَ مَادِّي).
(3) مُفيداً للتَّعْليل.
(4) متَّحِداً مَعه في الفَاعل.
فإنْ فُقِدَ شَرْطٌ من هذه الشروط: وَجَبَ جَرُّهُ بحرفِ الجرِّ نحو: {وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأنَامِ} (الآية "10" من سورة الرحمن "55") لفقد المصدرية، ونحو: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إمْلاقٍ} (الآية "151" من سورة الأنعام "6" ) لفقد القَلبية، ونحو "أحْسَنْتُ إليك لإِحْسَانِكَ" لأنَّ الشيءَ لا يُعَلَّلُ بِنَفْسِهِ ونحو "جئتُكَ اليومَ للإِكْرَامِ غَداً" لِعَدَمِ اتِّحاد الوَقْت، ومِنْه قَوْلُ امْرِئ القيس:
فَجِئْتُ وقَدْ نَضَّتْ لِنَومٍ ثِيابَها * لَدَى السِّترِ إلاّ لِبْسَةَ المتَفضِّلِ
(نضت: خلعت، المتفضل: من بقي في ثوب واحد، وظاهرٌ أن مجيئَهُ وخلعَ ثِيابها لم يَتَّحدَا زَمَناً)
ومِنْ فَقْدِ الاتِّحَادِ في الفَاعِلِ قَول أبي صَخْرٍ الهُذَلي:
وإنِّي لَتَعرُوني لِذِكْرَاكِ هِزَّةٌ * كما انْتفَضَ العُصْفُور بَلَّلَه القَطْرُ
(تَعْروني: تَغشاني، والشَّاهد: اخْتِلافُ الفاعل في: "تَعْروني، وذِكْراك" ففاعلُ تعروني: "الهَزة، وفاعل: "لذكراك" المتكلم، لذلك وجَبَ جرُّ "لِذكراك" بلام التعليل)
وقد انْتَفَى الاتَّحاد في الزَّمنِ والفَاعل في قولِه تعالى: {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} (الآية "78" من سورة الإسراء "17" ) لأنَّ زَمَنَ الإِقَامَةِ المُخَاطَب، وفاعل الدُّلُوكِ الشمس.




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 04:20 AM
المشاركة 209
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-3 أَنْواع المَفْعول لأجله المُسْتَوفي الشُّرُوط، فهو:
(1) إمّا أنْ يكونَ مُجَرَّداً مِنْ "أَلْ وَالإِضَافَة".
(2) أو مَقْروناً بـ "أل".
(3) أو "مُضافاً".
فإنْ كانَ الأَوَّل: فالمُطَّرِد نَصْبُه، نحو "زُيِّنَتِ المَدِينَةُ إكْراماً للقَادِم"، ومِثْلُه قولُ الشَاعِرِ وهو حَاتَم الطائي:
وأغْفُر عَوْرَاءَ الكَرِيمِ ادِّخَارَه * وأعْرِضُ عَنْ شَتْم اللَّئِيم تَكَرُّمَا
(ادِّخاره: ابْقاءً عليه)
وقال النَّابِغَة الذُّبياني:
وحَلَّتْ بُيُوتي في يَفَاعٍ مُمَنَّعٍ * يَخَال بِه رَاعِي الحُمُولة طَائِراً
(اليَفَاع: المُرتَفع من الأرض، الحُمولة: الإبل قَد أطاقت الحمل، والمَعْنى لارْتِفاعه وعُلُوه يَرى الإِبل كالطيور)
حِذَاراً على أنْ لا تُنَال مَقَادَتي * ولا نِسْوَتي حتَى يَمُتْنَ حَرَائِراً
وقال الحارِث بنُ هشام:
فصَفَحتُ عَنْهُم والأَحبَّةُ فيهم * طَعَماً لَهُم بِعِقَابِ يومٍ مُفْسِدِ
ويُجَرُّ على قِلَّةٍ كقَولِ الراجزِ:
مَنْ أَمَّكم لِرَغْبةٍ فيكُمْ جُبِر * وَمَنْ تَكُونُوا ناصِرِيه ينتَصِرْ
(المعنى: مَن قَصَدَكم في إحْسانكم فقَد ظَفِر الشَّاهد في "لرغبة" إذ بَرَزَت فيه اللاَّمُ والأَرْجح نصبُه)
وإن كان الثاني - وهو المقترن بأل فالأَكثرُ جرُّه بالحرفِ، نحو "أَصْفَحُ عنه للشفقةِ عليهِ"، يُنصب على قِلَّةٍ، كقولِ الرَّاجز:
لا أقْعُدُ الجُبْنَ عن الهَيْجاءِ * وَلَوْ تَوَالَتْ زُمَرُ الأَعْدَاءِ
(الهَيْجَاء: الحَرْب، والشَّاهد في "الجُبُنْ" حيث نصبَه، والأَرْجَحُ جَرُّه باللام)
ومثلُه قولُ الشاعر:
فَلَيْتَ لي بِهِمُ قَوماً إذا رَيكِبُوا * شَنُّوا الإِغارةَ فُرْسَاناً ورُكْباناً
نَصَب الإِغَثارَة مَفْعُولاً لأَجْله، والأولى أن تُجَرَّ باللام.
وإنْ كانَ الثالث - أيْ أنْ يكونَ مُضَافاً - جازَ فيهِ الأَمْرَان على السَّواءِ نحو قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ} (الآية "207" من سورة البقرة "2" ) {وإنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ الله} (الآية "74" من سورة البقرة "2" ) جاء ابْتِغَاءَ مَفْعُولاً لأَجْلِه مع الإِضافَةِ وفي الآية الثانِيةِ جُرَّ بِمن: من خَشْية اللهِ.
* المَفْعُولُ المُطْلَق:
-1 تعريفُه:
هوَ اسمٌ يُؤَكِّد عامِلَه، أو يُبَيِّنُ نَوْعَه أو عَدَدَه، وليسَ خَبراً ولا حَالاً (بخلاف نحو قولك "فضلُك فضلان" و "علْمك علمٌ نافع" فإنه وإن بين العدد في الأول والنوع في الثاني، فهو خبر عن "فضلك" في الأول، وخبر عن "علمك" في الثاني، وبخلاف نحو "ولَّى مُدْبراً" فإنه كان توكيداً لعامله فهو حال من الضمير المستتر في "ولَّى")، نحو "اسْعَ للمَعْرُوفِ سَعْياً" و "سرْ سَيْرَ الفُضَلاءِ" و "افْعَل الخيرَ كلَّ يومٍ مرَّةً أو مَرَّتين".
-2 كَوْنُه مَصْدَراً، وغير مصدر:
أَكْثَرُ مَا يكونُ المَفْعُولُ المُطْلَقُ مَصْدراً، ولَيسَ قَوْلك: "اغْتَسَل غُسلاً" و "أعْطَى عَطاءً" مصدرين فإنهما من أسماءِ المصادر، لأنها لم تَجْرِ على أفْعالِها لِنَقْصِ حُروفِها عنها، وقد يكونُ غير مصدر، وسيأتي تفصيلُ ذلك.
-3 عامِلُه:
عامِلُ المَفْعُولِ المُطْلَق إمَّا مصدرٌ مِثلُه لَفْظاً ومعنىً نحو: {فإنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُوراً} (الآية "63" من سورة الإِسراء "17" ).
أَوْ مَا اشْتُقَّ مِنه من فِعْلٍ نحو: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} (الآية "164" من سورة النساء "4" ) أوْ وَصْفٍ (المراد من الوصف: اسم الفاعِل، أو اسم المفعول أو المُبَالغة، دون اسمِ التفضيل والصفة المشبهة)، نحو {وَالصَّافَّاتِ صَفَّاً} (الآية "1" من سورة الصافات "37" ) ونحو "اللحمُ مَأكُولٌ أكلاً" لاسمِ المَفْعُول، ونحو: "زَيْدٌ ضَرَّابٌ ضَرْباً" لمبالغةِ اسمِ الفاعل.
-4 ما يَنُوبُ عن المَصْدَر:
قدْ يَنُوبُ عنِ المَصْدَر في الانْتِصابِ على المَفْعُولِ المُطلقِ (وهو منصوب بالفعل المذكور، وهو مَذهبُ المازني والسِّيرافي والمبرِّد واختاره ابنُ مَالك لاطِّراده، أما مذهبُ سيبويه والجمهور فينصب بفعلٍ مقدَّر مِنْ لَفْظه ولا يَطَّرد هذا في نحو "حَلَفْتُ يميناً" إذْ لا فِعلَ له)، ما دلَّ على المَصْدَرَ، وذلك أربعة عشرَ شيئاً: أحد عشرَ للنَّوع، وثَلاثَةٌ للمُؤَكَّد.
أمّا الأحد عَشَر للنَّوع فهي:
(1) كُلِّيَّتُه، نحو: {فَلاَ تَمِيلُوا كُلَّ المَيْلِ} (الآية "128" من سورة النساء "4" ).
(2) بَعْضِيَّته، نحو "أكْرَمْتُهُ بعضَ الإِكْرامِ".
(3) نَوْعُهُ، نحو "رَجَعَ القَهْقَرَى" و "قعَد القُرْفُصَاءَ".
(4) صِفَتُهُ نحو "سِرْتُ أَحْسنَ السَّيرِ".
(5) هيئَتُهُ، نحو "يَمُوْتُ الجَاحِدُ مِيتةَ سُوءٍ".
(6) المُشَار إليه، نحو "عَلَّمنِي هذا العِلم أُسْتاذِي".
(7) وَقْتُه، كقولِ الأعشى:
ألمْ تَغْتَمِضْ عَيناك لَيْلَةَ أَرْمَدَا * وَعَادَ كما عَادَ السَّليم مُسَهَّدا
(البيت للأعشى مَيْمون بن قيس من قصيدة في مَدْح النبي (ص) و "السَّليم": المَلْدُوغ، والشَّاهِد فيه "لَيْلَة أَرْمَدا" حيث نَصَب "ليلة" بالنيابة عن المَصدر والتَّقدير: اغتماضاً مثلَ اغْتِمَاض لَيْلَة أَرْمَد، وليسَ انْتِصَابُها على الظرف)
أي اغْتِماضَ لَيْلَةِ أَرْمد.
(8) "مَا" الاسْتِفهامِيّة، نحو "مَا تَضْرب الفَاجِر؟" (أي: أيَّ ضرب تضربه).
(9) "ما" الشَّرْطية، نحو "ما شئتَ فاجْلِسْ" (أي: أيّ جُلُوس شئْته فاجْلِس).
(10) آلَتهُ، نحو "ضَرَبْتُه سَوطاً" وهو يَطَّرد في آلةِ الفِعْل دُونَ غَيرِها، فلا يَجُوز ضَرَبْتُه خَشَبةً.
(11) العَدَد، نحو: {فَاجْلِدُوهمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً} (الآية "4" من سورة النور "24" ).
أمَّا الثَّلاثة للمُؤكَّد فهي:
(1) مُرادِفُه، نحو "فَرِحتُ جَذِلاً" و "ومَقْتُه حُبّاً".
(2) مُلاَقِيهِ في الاشْتِقَاقِ، نحو: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأرْضِ نَبَاتَاً} (الآية "17" من سورة نوح "71") {وَتَبَتَّلْ إلَيْهِ تَبْتَيْلاً} (الآية "8" من سورة المزمل "73"). والأصل: "إنْبَاتاً" و "تبَتُّلاً".
(3) اسم المَصْدر، نحو: "تَوَضّأ وُضُوءًا" و "أعْطى عَطَاءًا".
-5 حُكمُ المَصْدر مِنْ حَيْثُ إفْرَادُه أَوْ جَمْعُه:
المَصْدر المُؤكِّد لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ، فَلا يُقالُ "أَكَلْتُ أكْلَيْن" ولا أُكُولاً مُرَاداً التَّأكِيد لأنَّ المَقْصُودَ به الجنسُ مِنْ حَيْثُ هو.
وأمَّا المصدر العَددي فيُثَنَّى ويجمَع باتفاق، نحو "ضَرَبْتُه ضربةً، وضَرْبَتَينِ، وضَرَباتٍ".
وأمَّا المَصْدر النَّوعِي فالمَشْهور جَوازُ تَثْنِيتهِ وجَمْعِه (وظاهر مذهب سيبويه المنع)، ودليلُ ذلكَ قولُه تَعالى: {وَتَظنُّونَ باللَّهِ الظُّنُونا} (الآية "10" من سورة الأحزاب "33" ).
-6 ذِكْرُ العامل، وحَذْفُه:
الأصلُ في عَامِلِ المَصْدر أنْ يُذْكَر وقَدْ يُحذَفُ جَوازاً لِقَرِينةٍ لَفْظِيَّةٍ أَوْ مَعنويَّةٍ، فاللفظيَّة: كأنْ يُقال: مَا جَلستَ، فتقول: "بَلَى، جُلُوسَاً طَويلاً" أو بَلَى "جَلْسَتَيْنَ"، والمَعْنَوية: نحو "حَجّاً مَبْرُوراً، وَسَعْياً مَشْكُوراً". أي حَجَجْتَ، وسَعَيْتَ وقدْ يَجِبُ حَذْفُ العَامِل عند إقَامَةِ المَصْدَرِ مُقام فِعْله، وهُوَ نَوْعَان:
"أ" ما لا فِعْلَ لهُ مِنْ لَفْظِهِ نحو:
"وَيْلَ أَبي لهب" و "ويْح عَبدِ المطلب" و "بلْهَ الأكفِّ" فيُقدَّر: أهلكه اللَّهُ، لِكَلِمة "وَيْلٌ" ورَحِمه اللَّهُ لـ "ويح"، واتْرُك ذِكرَ الأَكُف، لـ "بَلْه الأكَفِّ".
ومِثْلُها: ما أُضِيفَ إلى كافِ الخِطَاب، وذلكَ: وَيْلَكَ، ووَيْحَكَ، وَوَيْسَكَ (وَيسٌ: كويح كلمة رحمه)، ووَيْبَك (ويبك: كويْلَكَ، تقول: وَيْبَكَ وَوَيْبٌ لك)، وإنَّما أُضِيفَ لِيكونَ المُضَافُ فيها بمَنْزِلَتِهِ في اللامِ إذا قلتَ: سَقْياً لك، لِتُبَيِّن من تعني، وهذه الكلمات لا يُتَكلَّم بها مُفْرَدةً إلاَّ أن يكون على ويْلَك (أو ويل وهما في المعنى واحد كما تقدم)، ويقال: ويْلَكَ وعَوْلَكَ (عولك: مثل ويب وويل كما في القاموس)؛ ولا يجوز عولك وحدها، بل لا بُدَّ من أن تتبع ويلك.
"ب" ما لَه فِعْلٌ مِن لفظه، ويُحذَف عامِله في سِتَّةِ مَواضع.




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 04:21 AM
المشاركة 210
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
(1) ما يُنْصَبُ مِنَ المَصَادِرِ على إضْمَارِ الفِعل غَيْرِ المُسْتَعْمَل إظْهَارُه:
وذلك قولك: "سَقْياً ورَعْياً" ونحو قولك "خَيْبةً، ودَفْراً، وجَدْعاً، وعَقْراً، وبُؤْساً، وأُفَّةً، وتُفَّةً، وبُعْداً، وسُحْقاً" ومن ذلك قولك "تَعْساً، وتَبّاً، وجُوعاً وجُوساً" (الجُوس: الجوع، يقال: جوعاً له وجوساً) ونحو قول ابنِ مَيَّادَة:
تَفَاقَد قَومي إذ يَبِيعون مُهْجَتي * بِجَارِية بَهْراً لَهُم بَعْدها بَهْرَا
(نسبُه المبرد إلى ابن المفرِّغ، تَفَاقَد قومي: فَقَد بعضُهم بَعْضاً، إذا لم يعينوني على جارية علقت بها، فكأنهم باعوا مهجتي) أي تَبّاً.
وقال عمر بن أبي ربيعة:
ثم قَالُوا تُحبُّها قلتُ بَهْراً * عَدَدَ النَّجْمِ والحَصَى والتراب
(أراد بالنجم اسم الجنس، ويروى: عدد الرمل والحصى والتراب وبَهْراً: في الأساس يقولون: بهراً له، دعاء بأن يغلب)
كأنه قال جَهْداً، أي جَهْدي ذلك.
وإنمال يَنْتَصِبُ هذا وَمَا أشْبَهَهُ إذا ذُكر مَذْكُورٌ فَدَعَوتَ له أَوْ عَلَيه على إضمار الفِعل كأنَّك قلتَ: سَقَاك اللَّهُ سَقْياً، ورَعَاكَ اللَّهُ رَعْياً، وخَيَّبَكَ اللَّهُ خَيْبَةً، فَكُلُّ هذا وأشْبَاهه على هذا يَنْتَصِب. وقَدْ رفَع بَعْضُ الشُّعراء بَعْضَ هذا فجَعَلُوه مُبْتَدأً، وجَعَلوا مَا بَعْدَه خَبَراً، مِن ذَلِكَ قول الشَّاعِر:
عَذِيرُك مِن مَوْلىً إذا نِمْتَ لم يَنَمْ * يَقُولُ الخَنَا أو تَعْتَرِيك زَنَابِرُهُ
فلم يَجْعلِ الكَلامَ على اعْذُرْني، ولكنَّه قال: إنما عُذْرُكَ إيَّايَ مِنْ مَوْلىً هذا أمْرُه.
(2) مَا يَنْتَصِبُ على إضْمَارِ الفِعْلِ المَتْرُوكِ إظْهَارُه مِن المَصَادِرِ غيرِ الدُّعاء:
ومن ذلكَ قولُك: حَمْداً، وشُكراً لا كُفْراً وعَجَباً، وافْعَلُ ذَلك وَكَرَامَةً، وَمَسَرَّةً، ونُعْمَةَ عَيْنٍ، وحُبّاً، وَنَعَامَ عَيْن. ولا أفْعَلُ ذلك لاَ كَيْداً ولاَ هَمّاً، ولأفْعَلَنَّ ذلكَ وَرَغْماً وهَوَاناً، فإنَّما يَنْتَصبُ هذا على إضْمَارِ الفِعْل، كأَنَّكَ قلت: أحْمَدُ الله حَمْداً، وأشكرُ اللَّهَ، وكأنك قلت: أعْجَبُ عَجَباً، وأُكْرِمُك كرامةً، وأسُرُّكَ مَسَرَّةً، ولا أكاد كَيْداً، ولا أهُم هَمّاً، وأُرْغِمُكَ رَغْماً.
وإنَّما اخْتُزِلَ الفِعلُ هَهُنا لأنَّهم جَعَلوا هذا بَدَلاً من اللفظ بالفعل، كما فَعلُوا ذلكَ في باب الدُّعاء، كأنَّ قولك: حَمْداً في مَوضِع أحْمدُ اللَّهَ، وقدْ جاءَ بعضُ هذا رَفْعاً يُبْتَدَأُ به ثُمَّ يُبْنَى عليه - أي الخَبَر - يقول سيبويه: وسَمِعْنَا بَعْضُ العرب المَوْثُوق به يُقال له: كَيفَ أَصْبَحْتَ؟ فيقول: حَمدُ اللَّهِ وثَنَاءٌ عليه، كأن يقول: أمْرِي وشَأْنِي حَمدُ الله وثَنَاءٌ عَلَيه.
وهَذَا مثلُ بيتٍ سَمِعناهُ مِن بعضِ العَرَب المَوْثُوقِ به يَرْوِيه - وهو للمُنْذِر ابنِ دِرْهم الكلبي:
فَقَالتْ حَنَانٌ مَا أتى به هَهنا * أذُو نَسَبٍ أَمْ أنْتَ بالحَيِّ عَارِفُ
قالت: أمْرُنا حَنَانٌ، ومثله قوله عزَّ وجلَّ: {قَالُوا مَعْذِرَةٌ إلى رَبِّكم} (الآية "164" من سورة الأعراف "7" ) كأنهم قالوا: مَوْعِظَتُنَا مَعْذِرةٌ إلى رَبِّكم.
(3) المصدر المُنْتَصب في الاسْتِفْهَام:
فَذَلِكَ نحو قَوْلِكَ: "أَقِياماً يا فُلانُ والنَّاسُ قُعُودٌ" ونحو "أجُلُوساً والناسُ يَعْدُون" لا يُريدُ أنْ يُخْبِر أنَّه يجْلِسُ ولا أَنَّه قد جَلَس وانْقَضَى جُلُوسُه ولكنَّه في تِلك الحال - أي حالِ قُعُودِ الناس وعَدْوِهم - في قِيَامٍ وفي جُلُوسٍ، ومن ذلك قول الرَّاجز - وهو العجاج -:
أطَرَباً وأنْتَ قِنَّسْرِيُّ
وإنما أرَادَ: أتطربُ وأنْتَ شَيخٌ كبير السن.
ومن ذلك قول بعض العرب - وهو عَامِرُ بن الطفيل - "أغُدَّةً كَغُدَّةِ (هذه الغدَّة خَرجتْ على رُكْبَته لما أصيب في حَادِثة انظرها في أمثال الميداني، وسَلُول: أحطُّ بيتٍ في العرب، يضرب في خَصْلتين إحْداهما شَرٌّ من الأُخرى) البَعِير، ومَوْتاً في بَيْتِ سُلُولِيَّة" كأنَّه إنما أرَاد:
أَأُغَدُّ غُدَّةً كَغُدَّةِ البَعير، وقال جرير:
أعَبْداً حَلَّ في شُعَبَى غَريباً * ألُؤماً لا أبَا لَك واغْتِرَابا
يقول: أتَلْؤُمُ لُؤْماً، وأتَغْتَربُ اغتراباً، وحَذَفَ الفِعْلَين لأنَّ المَصْدَر بَدَلُ الفِعل.
وأمّا عَبْداً فإنْ شئت نَصَبْتَهُ على النِّدَاء، وإنْ شِئْتَ على قوله: أتَفْتَخر عَبْداً، ثم حَذَفَ الفِعْلَ، وقدْ يأتي هذا الباب بغير استفهام نحو "قاعِداً عَلِمَ اللَّهُ وقد سَارَ الركب" حذف الاستفهام بما يَرى مِنَ الحَالِ.
(4) مَصَادِرُ لاَ تَتَصَرَّف تَنصِب بإضْمار الفِعل المَتْرُوك إظْهَارُه:
وذلكَ قَوْلُك: سُبْحَانَ اللَّهِ، ومَعَاذَ الله، ورَيْحَانَه، وعَمْرَكَ اللَّهَ، وقِعْدَكَ اللَّهَ إلاَّ فَعَلتَ (=في حروفها).
(5) المَصْدَر المنصوبُ الواقعُ فِعْلهُ خبراً إمَّا لمُبْتَدأ أو لغيره:
وذلك قولك "مَا أنْتَ إلاَّ سَيْراً" أي تَسِير سَيْراً، و "ما أَنْتَ إلاَّ سَيْرَ البَريد سَيْرَ البرِيد" فكأنَّه قال في هذا كُلِّه: ما أنْتَ إلاَّ تَفْعَلُ فِعلاً، وما أنت إلاّ تَفْعلُ الفِعْلَ، ولكنهم حَذَفُوا الفِعْلَ في الإخبار والاسْتِفْهام، وأَنَابُوا المَصْدَرَ، ويُشتَرَطُ فيه التَّكرارُ أو الحَصْر.
وتقول: "زَيْدٌ سُيْراً سَيْراً" و "أنَّ زَيْداً سَيْراً سَيْراً" و "ليْتَ زَيْداً سَيْراً سيْراً" ومِثْلُها لَعَلَّ ولكِنَّ وكَأَنَّ وكذلكَ إنْ قُلْتَ "أنْتَ الدَّهرَ سَيْراً سَيْراً" و "كانَ عبدُ اللَّهِ الدَّهرَ سَيْراً سيراً" و "أنتَ مُذُ اليوم سَيْراً سَيْراً".
وإنَّما تكرر السَّير في هذا الباب ليُفيدَ أنَّ السير مُتَّصلٌ بَعْضُه بِبَعْض في أيِّ الأحوالِ كان ومن ذلك قولك: "ما أنْتَ إلاَّ شُرْبَ الإِبِلِ" و "ما أنْتَ إلاّ ضَرْبَ النَّاسِ" وأما شُرْبَ الإِبِلِ فلا يُنَوَّنُ - لأنَّه لم يُشْبَّه بِشُرب الإِبل.
ونظيرُ ما انتَصَبَ قولُ اللَّهِ عزَّ وجَلَّ: {فإمَّا مَنَّاً بَعْدُ وإِمَّا فِدَاءً} (الآية "4" من سورة محمد "47") أي فإمَّا تَمنُّون مَنّاً، وإمّا تُفَادُونَ فِدَاءً. ومثلُه قولُ جرير:
أَلَمْ تَعْلمِي مُسَرَّحِيَ القَوَافي * فلا عِيّاً بِهِنَّ ولا اجْتِلاَبَا
يَنْفي أنه أعْيَا بِهِنَّ عِيّاً أو اجْتُلبَهُنَّ اجْتِلابَا.
قال سيبويه: وإنْ شئت رَفَعْتَ هذا كلَّه فَجَعَلْتَ الآخِرَ هو الأوَّلَ فجَاز على سَعَةٍ من الكَلام ومن ذلكَ قولُ الخَنساء:
تَرتَعُ مَا رَتَعَتْ حتَّى إذا ادَّكَرَتْ * فإنَّما هيَ إقْبَالٌ وإدْبَارُ
فَجَعَلها - أي الناقة - الإِقْبالَ والإِدْبَارَ، وهذا نحو نهارُك صَائِمٌ وليلُكَ قَائِمٌ.
(6) نَصْبُ المَصْدر المُشَبَّه به على إضْمار الفِعلِ المَتْرُوكِ إظْهَارُه:
وذَلكَ قَوْلُكَ: "مَرَرْتُ به فإذا له صَوْتٌ صَوْتَ حمار" - أي كَصَوتِ - و "مرَرْتُ به فإذا له صُرَاخٌ صُراخَ الثَّكْلَى".
وقال النابغة الذبياني:
مَقْذُوفةٍ بِدَخِيسِ النَّحضِ بَازِلُها * لَهُ صَرِيفٌ صَرِيفَ القَعْوِ بالمَسَدِ
(النَّحْض: اللحم، والدَّخِيس: ما تداخَلَ من اللحم وتَرَاكب، والبَازِل: السِّن تَخْرج في التاسعة من عمر الناقة، الصَّريف: صوت أنياب الناقة إذا حَكَّت بعضها ببعض نَشَاطَاً، القَعْو: ما تَدُور عليه البكرة من خَشَب، والمسد: الحبل)
وقال النَّابِغَةُ الجَعْدِي:
لَهَا بعدَ إسْنَادِ الكلِيم وهَدئِه * ورَنَّةِ مَنْ يَبْكي إذا كانَ باكيا
(إسْناد الكليم: إقْعادُ المَجْروح مُعتمداً على ظَهْره. ورَنَّةُ: الصوت بالبكاء)
هَدِيرٌ هَدِيرَ الثَّوْر يَنْفُضُ رَأْسَهُ * يَذُبُّ بِرَوْقَيْه الكِلابَ الضَّوارِيَا
(الرَّوق: القِرن، الضواري: الكلاب التي اعتادت على الصيد)
فإنَّما انْتَصب هذا لأنَّكَ مَرَرْتَ به في حال تَصْوِيتٍ، ولم تُرِدْ أن تجعلَ الآخِرَ - أي الصوتَ المَنْصُوبَ - صِفَةً للأَوَّل ولا بَدَلاً منه - أي فترفَعُه - ولكنَّك لما قُلْتَ: له صَوْتٌ عُلِمَ أنَّه قد كانَ ثمَّ عَمَل فَصَارَ قَوْلُكَ: له صوتٌ بمنزلةِ قولِك: فإذا هو يُصوِّت - صَوتَ حمار - . ومثل ذلك "مَرَرْتُ به فإذَا لَهُ دَفْعٌ دَفْعَكَ الضَّفِيف" ومثل ذلك أيضاً "مَرَرْتُ به فإذا لهُ دَقٌّ دَقَّكَ بالمِنحَاز (المِنْحَاز: آلة الدق) حَبَّ الفُلْفُلِ" ومثلُ ذلك قول أبي كبير الهذلي:
مَا إنْ يَمسُّ الأرضَ إلاّ مَنْكِبٌ * منه وَحَرْفُ السَّاق طَيَّ المِحْمَلِ
(الشاهد فيه: طيَّ المِحمل، والمِحْمل: عَلاَّقة السيف وإنما نصبَ طيَّ بإضْمار فعل دلَّ عليه أي إنه طُوِي طَيَّ المِحْمَل)




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
 

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: معجم القواعد العربية للشيخ عبد الغني الدقر
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإعراب الميسر .. دراسة في القواعد والمعاني والإعراب - محمد علي أبو العباس د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-05-2014 07:51 PM
القواعد والأصول الجامعة والفروق والتقاسيم البديعة النافعة - عبد الرحمن بن ناصر السعدي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-28-2014 09:37 PM
جامع الدروس العربية للشيخ مصطفى الغلاييني غادة قويدر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 3 01-05-2012 11:11 AM
معجم الإملاء للشيخ عبد الغني الدقر منى شوقى غنيم مِنْبَرُ الإمْلاءِ والخَطِّ العَرَبِيِّ 12 11-28-2011 11:39 AM
القواعد الفقهية وتطبيقاتها في المذاهب الأربعة كتاب الكتروني عادل محمد منبر رواق الكُتب. 0 08-13-2010 11:50 AM

الساعة الآن 10:00 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.