احصائيات

الردود
13

المشاهدات
5147
 
محمد أبو الفضل سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الثالثة الألفية الثانية وسام الإبداع الألفية الأولى المشرف المميز الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 7


محمد أبو الفضل سحبان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
3,969

+التقييم
1.16

تاريخ التسجيل
Dec 2014

الاقامة

رقم العضوية
13461
12-24-2014, 02:20 PM
المشاركة 1
12-24-2014, 02:20 PM
المشاركة 1
افتراضي صابر المناضل الخجول
طرد "صابر" من المدرسة التي كرر في أول فصولها ثلاث مرات، وخرج من صفوفها مبكرا. كان أبوه يعلم أنه يحمل في رأسه "حبة بطاطس" وليس عقلا. حاول أن يصلح ما يمكن إصلاحه فاكترى دكانا وملأه بمواد التغذية العامة والسلع المختلفة برأسمال يمونه لسنة بكاملها، وبدأ "صابر" في مزاولة مهنة التجارة...ولما يمض سوى شهر واحد حتى أصبح المحل فارغا إلا من رفوف يتيمة وصناديق خشبية مهترئة، فلما علم أبوه بالخبر جن جنونه وأرسل في طلبه، فلما مثل بين يديه قال له
- ما الذي أسمعه يا "صابر"؟؟؟
- إنني يا أبت لا أستطيع أن أرى فقيرا ولا أسعده، هذا إضافة إلى الفتيات الجميلات اللواتي يمررن عليك بضحكاتهن اللاتي تلين الحديد فتقرضهن ما هن بحاجة إليه، وعندما يأتي الوقت لأداء الدين فهن ينقرضن ولا تجد لهن أثرا..
أمسك الأب برأسه متحسرا من حجة ابنه المخبول....قريبا سترافقني إلى الريف...سأقتني لك بعض المواشي ترعاها ، هكذا سترتاح من مخالطة الناس ومن أذاهم ...بعد أيام من نزولهما في ضيافة عمه "صالح"....تسلم مفاتيح الزريبة المتواجدة بالأرض التي ورثها أبوه عن جده....كانت تضم جناحا مخصصا للبقر والمواشي، وآخر خاصا بالدواجن من دجاج وبط وإوز...وثالثا خاصا به...فتح المحل رفقة أبيه فاستنشق رائحة روث البهائم مختلطة برائحة زبل الأرانب والفئران...أحس بالاختناق وبرغبة في التقيؤ...رأى عليه أبوه أمارة التذمر والاشمئزاز فقال له: إسمع أيها الرعديد...لقد حيرني أمرك...مثلك لا يستحق أن يعيش...ألا ترى هذه النعم؟؟...انظر إلى تلك البقرة.. أليس جميلا أن تنام في جوارها تنصت إلى خوارها وإلى نباح الكلاب التي تحرس المكان...ودعه أبوه وعاد أدراجه إلى بيته....فتح صابر باب غرفته المصنوعة من خشب قديم وقصدير متآكل بالصدأ....تحركت ريح قوية وبدأ الكوخ يهتز فظن أن نهايته ستكون بانهياره… وماهي إلا لحظات حتى بدأ المطر يتساقط وبدأت القطرات المطرية تتسرب عبر الشقوق والثقب الموجودة بالسطح فابتل فراشه...أشعل شمعة وفتح باب الجناح المخصص للبقر والأغنام فوجده دافئا ليس به أثر للبلل....اجتذب بعضا من الحشائش وبعضا من علف البهائم وصنع منه فراشه ثم نام في حضن البقر.....وفي صباح اليوم التالي ذهب إلى عمه وتوسل إليه أن يناوله ثمن التذكرة ليعود أدراجه قبل أن يلفظ أنفاسه في هذه الزريبة المخيفة.... عاد إلى القرية وظل متخفيا لدى بعض أقربائه الذين أخبروا أباه بعودته وتوسلوا إليه ليرفق به ويعفو عن زلاته...أجابهم أنه ميؤوس منه وأنه وجه النحس الذي ابتلي به وأن ولادته كادت تودي بحياة أمه ....وافق على عودته إلى البيت لكنه امتنع عن التحدث إليه لشهور حتى توسلت إليه زوجته أن يلعن الشيطان وأن يكلم ابنه عل الله يحدث بعد ذلك أمرا....اقتنع بذلك ونادى عليه:
- لقد كبرت يا "صابر" ولم تعد صغيرا... ينبغي أن تفكر في مستقبلك ...ماذا لو تتعلم حرفة تكسب منها قوت يومك؟؟...فابتسم قائلا: إنني أحب الحلاقة وأريد أن أصبح حلاقا مثل جدي "علي" رحمة الله عليه....
- لماذا لا تتعلم النجارة أو الصباغة مثلا؟؟
- الحلاقة أسمى من ذلك كله يا أبي....لأن الحلاق سيد يحمل الموسى والمقص في يديه و يبسط له كل الزبائن - باختلاف مراتبهم- رؤوسهم و أعناقهم ويصبحون تحت رحمته.....
أرسله أبوه في تعلم الحلاقة وعاد بعد أيام إلى البيت متفاخرا وهو يحمل شهادة تثبت كفاءته....فتح أبوه دكانا للحلاقة وهو خائف مما قد يصنعه ابنه المخبول بزبائنه....فقال له "صابر": أما زلت تشك في قدراتي يا أبي؟؟...أنا أعرف أنك لا تثق في.....فقال له أبوه : لقد نفذ صبري يا "صابر" فكن عاقلا.....فأجابه : صبرا جميلا يا أبت وسترى أنني سأصبح حديث كل لسان في الدوار....إنني سأجلب لك الصيت وسأجعلك تفخر بي.....ولج الدكان بعدما جهزه باللوازم والمعدات...وكان شيخ القبيلة الذي كان معروفا بخبثه وجبروته أول الزبائن ... رحب به وأجلسه على كرسي قديم. ثم ألبسه البزة المخصصة لذلك....قال له الشيخ: أنا أحلق دائما بالمجان هل تفهم ذلك؟؟؟.... نعم سيدي أنا في خدمتك ولن تحتاج بعد اليوم لمن يحلق لحيتك و شعر رأسك ...اعتبرني منذ الآن حلاقك المطيع..... ثم شرع بحماس في حلق شعر رأسه الأشعث والذي يغطي لكثافته أطراف وجهه وأذنيه...وما هي إلا لحظات قليلة حتى سمعت صرخته.....لقد هوى على أذنه اليمنى دون قصد ......انفجر الدم المتطاير كالبركان ملطخا كل ما حوله ... حاول أن يشرح الموقف للشيخ الذي سقطت أذنه واحمرت عيناه وبدت عليه أمارة الموت....رمى المقص من يده وأطلق ساقيه للريح..... كان أهل الدوار في الموعد وخرجوا بالطبول يتقفون أثره....أما "صابر" فقد أحس بالفخر والكبرياء عندما رأى سكان الدوار يهتفون باسمه أمام العدالة التي حكمت عليه بالأشغال الشاقة و بالسجن مدى الحياة.....


قديم 12-24-2014, 05:12 PM
المشاركة 2
زياد القنطار
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
من الطبيعي أن ينتهي المكان بصابر خلف قضبان السجن ,مع كل هذه الخطى العاثرة ,والطبيعي أكثر أن ينقطع الرجاء به بيقين حبة (اليطاطس) التي يحملها بين كتفيه .
عتبة السرد بالنص كانت موفقه واستطاعت أن تستدرج القارئ صوب النهايه ,إلا أنها لم تستطع أن تنجز بلحظة انقلاب مدوية يبعثها صاعق النهاية ,فأتت النهاية متوقعة فاسقطت عنصراً مهماً من عناصر القصة .والحقيقة أنني لم أتلمس صيغة للخجل بنضاله إن كان مناضلاً . إلا إذا كانت أذن الكبير وزلته شفيع نضال .
لغة سلسة وجميله استطاعت أن تبعث بالنص الحياة ...
كل التقدير أخي محمد ..آملين أن نقرأ المزيد .

هبْني نقداً أهبك حرفاً
قديم 12-24-2014, 05:56 PM
المشاركة 3
محمد أبو الفضل سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الثالثة الألفية الثانية وسام الإبداع الألفية الأولى المشرف المميز الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 7

  • غير موجود
افتراضي
أشكرك أستاذي الكريم على هذا النقد البناء والمثمر...هي محاولة من محاولاتي القصصية الأولى والتي تفتقر حتما للمسات التي تفضلتم سيادتكم بالإشارة إليها مثل النهاية التي كان من المفروض ألا تكون متوقعة وعدم وضوح ملامح النضال والخجل لدى بطل القصة....سآخذ هذا بعين الاعتبار في القادم من الأعمال إن شاء الله....
تحية محبة وتقدير

قديم 12-25-2014, 10:11 PM
المشاركة 4
حسام الدين بهي الدين ريشو
مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كان أهل الدوار في الموعد وخرجوا بالطبول يتقفون أثره....أما "صابر" فقد أحس بالفخر والكبرياء عندما رأى سكان الدوار يهتفون باسمه أمام العدالة التي حكمت عليه بالأشغال الشاقة و بالسجن مدى الحياة.....
--------------------------------------------

قديما قيل
اعطنى قيراط حظ وارمنى البحر
الفشل هنا
أراه مرتبطا بالخجل .. بالحياء
وهو عملة عزت في مجتمعات
لا قيمة له فيها
لكن القصة
استطاعت ان تجسد الحدث بحرفية
الطاطس
المحل الفارغ
الأذن المقطوعة
الخ

الأستاذ القاص/ محمد أبو الفضل سحبان
لك كل التحية
ولقصتك صفو التقدير
وكن بخير دائما

قديم 12-26-2014, 12:02 AM
المشاركة 5
محمد أبو الفضل سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الثالثة الألفية الثانية وسام الإبداع الألفية الأولى المشرف المميز الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 7

  • غير موجود
افتراضي
أستاذي الكريم حسام الدين بهي الدين ريشو:
أشكرك من صميم قلبي على هذه القراءة العميقة التي أضاءت النص وبعثت في صابرنا الثقة من جديد عملا بالمقولة "ما لا ينفع ينفع ".....
تحية محبة وتقدير
أبو الفضل






قديم 12-26-2014, 02:35 AM
المشاركة 6
عبد الحميد سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أخي فاضل، تمعن معي جيدا هذا المقطع من قصتك، أقرأه بتأن إنه الأكثر تعبيرا على قصة مناضلك الذي لم يكن خجولا البتة بل جسورا إلى حد كبير، لأنه قطع أذن ٍحربة الشر، وحقق شرف النضال وفخر الدوار.
"قال له الشيخ: أنا أحلق دائما بالمجان هل تفهم ذلك؟؟؟.... نعم سيدي أنا في خدمتك ولن تحتاج بعد اليوم لمن يحلق لحيتك و شعر رأسك ...اعتبرني منذ الآن حلاقك المطيع..... ثم شرع بحماس في حلق شعر رأسه الأشعث والذي يغطي لكثافته أطراف وجهه وأذنيه...وما هي إلا لحظات قليلة حتى سمعت صرخته.....لقد هوى على أذنه اليمنى دون قصد ......انفجر الدم المتطاير كالبركان ملطخا كل ما حوله ... حاول أن يشرح الموقف للشيخ الذي سقطت أذنه واحمرت عيناه وبدت عليه أمارة الموت....رمى المقص من يده وأطلق ساقيه للريح..... كان أهل الدوار في الموعد وخرجوا بالطبول يتقفون أثره....أما "صابر" فقد أحس بالفخر والكبرياء عندما رأى سكان الدوار يهتفون باسمه أمام العدالة التي حكمت عليه بالأشغال الشاقة و بالسجن مدى الحياة....."
هنا أطلقت العنان للسرد بطلاقة وسلاسة وقوة مبطنة بسخرية عفوية وناذرة. هل من مزيد، ثابر. محبتي لك، أخوك عبد الحميد.

قديم 12-26-2014, 03:05 PM
المشاركة 7
محمد أبو الفضل سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الثالثة الألفية الثانية وسام الإبداع الألفية الأولى المشرف المميز الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 7

  • غير موجود
افتراضي
شكرا جزيلا اخي وأستاذي عبد الحميد على هذا القراءة المتأنية والواثقة التي أنارت النص وأضفت عليه روحا جديدة ....باعتقادي أنك سبرت غور النص وأن صابر بالرغم من زلاته وفشله كان هذه المرة جسورا وواثقا بتحقيق الفخر-الذي طالما حلم به- لأهله وقبيلته ...صفة الخجل هنا استعملت مجازا وعلى سبيل السخرية لتخلق الجدل المطلوب بشأنها وهو ما تحقق إلى حد ما ....
تحية خالصة
دمت بخير

قديم 12-26-2014, 07:49 PM
المشاركة 8
مصطفى الطاهري
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
نفس سردي بلغة سلسة عذبة يستحق التشجيع والتقدير ...
تحياتي أخي محمد أبو الفضل

قديم 12-27-2014, 12:31 AM
المشاركة 9
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا بالأستاذ محمد أبو الفضل سحبان

أنا على رأي الأستاذ عبد الحميد سبحان ، فالمقطع النهائي هو مسك النص ، إذ سرعان ما يجرف القارئ للتفاعل معه .
نص بإيقاعات مختلفة ، لكن يشي بقدرات سردية خلاقة .

تحياتي

قديم 12-27-2014, 03:58 PM
المشاركة 10
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
على ذمة التاريخ من يكون هادئا مسالما في حياته ...

هو أكثر البشر تعرضا لﻹذﻻل و المهانة ...

إن هي إﻻ روح واحدة و قلب واحد ..

و هما كل ما نملك متى تكالب عليهما الوجع ...

حان اﻹنفجار بﻻ ريب ...

أ. أبو الفضل

هذه النهاية الحقيقة لكل من طال سكوته و للحمم وقت معلوم...

احترامي الجم

عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: صابر المناضل الخجول
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جبل الدخول و حومل أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 4 01-19-2022 06:48 AM
الدخول إلى بوابة الريح محمد الخُضري منبر البوح الهادئ 8 04-19-2012 10:53 AM
فرسان الخيول الخشبية محمد الخُضري منبر البوح الهادئ 4 02-11-2012 06:25 PM
أدوين ميور – الخيول عادل صالح الزبيدي منبر الآداب العالمية. 3 03-13-2011 12:55 AM
الجدول سارة رمضان منبر ديوان العرب 2 01-09-2011 08:31 PM

الساعة الآن 01:07 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.