قديم 12-20-2013, 09:51 PM
المشاركة 21
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أخي الكريم:
تدعي _هداك الله_ أن الإسلام هو أخلاق و أنا قلت لك إن الأخلاق جزء من الدين، و ذهبت تستدل بما لا يعقل و من هذا قولك :
(ما الصلاة الا اخلاق ، اول كلمة فيها (الحمد لله رب العالمين) شكر ، والشكر اخلاق..)
فإذا قبلنا أن الدعاء و الذكر الوارد فيها أخلاق تنزلاً لا قبولاً ، فهل حركة الركوع و حركة السجود و التسليم و ما فيهم من نزول و صعود و التفات هي كذلك أخلاق؟فإن قلت نعم فعدد لنا الأخلاق التي تتخلق بها الأصابع و الأيدي و الأرجل؟
__________________
ثم :
سألتك عن القرآن هل اللفظ الذي بين دفتي الكتاب هو لفظ الله، أم لا؟
لا أريد منك غير كلمتين: نعم ، أو لا .
سألتك: هل يرى أهل الجنة ربهم عياناً بياناً كما يرى الواحد منا القمر لية النصف؟
قلها صريحة: نعم أو لا.
سألتك: هل العصاة من أهل القبلة مخلدون في النار؟
أيضا: نعم أو لا.
______________________
رجاء!
-كلما سألتك عن رؤية الله في الآخرة استدللت بقوله تبارك و تعالى:
(وجوه يومئذ ناضرة ،إلي ربها ناظرة)
فهل لجنابكم أن تفسر لي قول الحق ( إلي ربها ناظرة ) بأوضح و أوجز عبارة!

ثم أطرح أسئلتك باختصار كما أفعل أنا هنا!
وشكرا
جواب السؤال الاول : نعم
جواب السؤال الثاني : نعم
جواب السؤال الثالث : الله اعلم ..

ما يتعلق بالاخلاق في الاصابع والايدي والارجل والالتفات كما تقول، هو اخلاق واحترام ، اليست الامم تركع تعظيما لبشر ؟ وتسجد كذلك ؟ اليس عدم الالتفات من الاحترام ؟ اليس الاحترام من الاخلاق مع الله ؟ اليس الجلوس عبارة عن جثي على الركب امام الله طلبا لرحمته ؟ هل نفهمك دينك ؟

ومن أنا حتى اقوم بهذه المهمة ؟ انت تمارس السجود والركوع كل هذا العمر ولا تدري لماذا ؟ لانها وردت فقط ؟ أليس المطلوب ان نعبد الله على بصيرة ؟ بصيرة بما نفعل وما نقول ؟

انت تفعل هذه الحركات ولا تدري ان القصد منها احترام الله وتعظيمه ، اذن انت لا تعظـّم الله بها ، لانك لا تعرف فائدتها والمغزى منها ، هذه مشكلة العبادة بلا بصيرة .. والله امرنا أمراً بالبصيرة . البصيرة هي جواب "لماذا" ..

اذن الدين كله اخلاق ، مع الخالق والمخلوقين والمخلوقات .. بينما انت تفصل الاخلاق عن الدين وهذه علمانية ، تجعل الاخلاق جزءا مستحبا في الدين .

ولم تجبني : هل بقية الدين اخلاقي ام لا اخلاقي ؟

ان اجبت بنعم فقد ناقضت نفسك ، وان اجبت بلا فهي مصيبة كبرى ..

الم اقل لك تبصّر بالدين لتستطيع الرد ؟ واعبد الله على بصيرة ؟ حتى تكون نعم العبد ؟ وهذا ما اتمناه لي ولك ولكل مسلم .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

قديم 12-24-2013, 11:49 AM
المشاركة 22
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الحمدلله على جميل قولك في مسألة الرؤية و مسألة القرآن
و شكرا لك ؛فقد أسعدتني بهاتين الموافقتين مني و منك حولهما!
لكن السؤال حول المسألة الثالثة :
لماذا لست متأكداً من أن عصاة أهل التوحيد من أهل الإسلام لا يخلدون في النار؟ هات الأدلة_ فضلا لا أمراً_ على هذا المعتقد!
____________
و حول سؤالك _هداني و هداك الله _ هل بقية الدين أخلاقي ام لا أخلاقي؟
فالجواب:إن الدين كما يفهمه أهل السلف _ أي عامة أهل السنة و الجماعة _ جملة من العقيدة و الأحكام(التشريعات) و الأخلاق
و حتى تقترب الصورة في ذهن من يريد الحق أضرب لك مثالا:
اشترط أهل الفقه لقبول العمل التعبدي من قول أو فعل أو اعتقاد شرطين:
- الإخلاص : و هو تنقية العمل من شوائب الرياء و الشرك و حظوظ الحظوة الذاتية و الاجتماعية ...الخ
- المتابعة (الصواب) : و تعني كل عمل و لو صلحت نية صاحبه و لم يأت موافقا للصفة الشرعية فهو رد ( كل بدعة ضلالة)
و بعبارة موجزة من لا يملك العلم الشرعي فهو لا شك سيأتي بالدواهي في الجانب العملي و إن كان هذا الجاهل من ذوي الأخلاق الفاضلة،
و من هذا نقول لك : أين دور الأخلاق في المتابعة مع تسليمنا لكم من صلاح أخلاق المتعبد؟

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 12-29-2013, 08:38 PM
المشاركة 23
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الحمدلله على جميل قولك في مسألة الرؤية و مسألة القرآن
و شكرا لك ؛فقد أسعدتني بهاتين الموافقتين مني و منك حولهما!
لكن السؤال حول المسألة الثالثة :
لماذا لست متأكداً من أن عصاة أهل التوحيد من أهل الإسلام لا يخلدون في النار؟ هات الأدلة_ فضلا لا أمراً_ على هذا المعتقد!
سبق ان وضحنا الادلة ، عليك ان تبذل مجهودا في التركيز في القراءة ، لأنه من الصعب ان تعالج كل القضايا بنعم او لا . لا بد من شرح ، واذا شرحت لك تقول "توهتنا و حيرتنا وتلف وتدور ! نريد اجابة بنعم او لا !"

انت لم تتعلم ما تعلمته على طريقة نعم او لا .. فالرجاء منك لطفا لا امرا ان تعير ما يـُكتب لك شيئا من الاهتمام ، لا ان تصفه بلف و دوران وتعرض عنه ، لأن في هذا خيلاء واحتقار نهاك عنه دينك ، و لستُ مضطرا للمارسة اللف والدوران معك ، و ليس لك اي سلطة علي حتى اضطر لذلك ..


و حول سؤالك _هداني و هداك الله _ هل بقية الدين أخلاقي ام لا أخلاقي؟
فالجواب:إن الدين كما يفهمه أهل السلف _ أي عامة أهل السنة و الجماعة _ جملة من العقيدة و الأحكام(التشريعات) و الأخلاق
و حتى تقترب الصورة في ذهن من يريد الحق أضرب لك مثالا:
اشترط أهل الفقه لقبول العمل التعبدي من قول أو فعل أو اعتقاد شرطين:
- الإخلاص : و هو تنقية العمل من شوائب الرياء و الشرك و حظوظ الحظوة الذاتية و الاجتماعية ...الخ
- المتابعة (الصواب) : و تعني كل عمل و لو صلحت نية صاحبه و لم يأت موافقا للصفة الشرعية فهو رد ( كل بدعة ضلالة)
و بعبارة موجزة من لا يملك العلم الشرعي فهو لا شك سيأتي بالدواهي في الجانب العملي و إن كان هذا الجاهل من ذوي الأخلاق الفاضلة،
و من هذا نقول لك : أين دور الأخلاق في المتابعة مع تسليمنا لكم من صلاح أخلاق المتعبد؟
ها انت ذا تمارس اللف و الدران فعلا لا تهمة ..

من حقي ان اقول لك : اجب بنعم او لا ، كما قلت لي ! ام ان على رأسك ريشة و لك وضعك الخاص ؟ اذا كنا سواء في الحوار فأجب كما اجبتك بنعم او لا : هل بقية الاسلام من عقائد و عبادات ، اخلاقية ام غير اخلاقية ؟ فقط . اجب بنعم او لا . كما اجبتك بنعم او لا .. اليس هذا عدلا ؟ ام انك لا تُسأل عما تفعل وهم يُسألون ؟!

اتق الله ولا تقع في التكبر وبطر الحق .. لأن الله لا يحب المستكبرين ..

دع التكبر و عد الى الحوار السابق تجد هناك جوابي ان كنت صادقا وتريد ان تعرف ، ورد عليه ، بما انك لا تحب التطويل فلست بحاجة لاعيد نفس الكلام ..

وجزاك الله خيرا ..

قديم 12-30-2013, 10:08 AM
المشاركة 24
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أخي الكريم/ أحمد الوراق!
سألتني بارك الله فيك :
( هل بقية الاسلام من عقائد و عبادات ، اخلاقية ام غير اخلاقية ؟ فقط . اجب بنعم او لا !)
إن كنت تقصد أن العبادة هي ذاتها الأخلاق فجوابي بـ : (لا) صراحة.
و التفسير عندي:
أن الدين هو شرائع (عقائد و عبادات) و معاملات ( و منها الأخلاق والعادات)، و بالتالي سيسأل المرء لِم شرع الله الشرائع؟
و الجواب : شرع الله الشرائع لتهذيب الأخلاق و هذا هو مفهوم منطوق القرآن و السنة.
أي أن الأخلاق جزء من كل الدين بل هي مفتقرة إلي غيرها و ليست قائمة بنفسها إلا في مسألة الجبلة و التي يتساوى فيها المسلم و الكافر.

و سأبين ما أجملت أعلاه بقولي:
أما ما جَبَل الله عليه بعض الناس من حسن الخلق فقد جاء في الحديث الصحيح من حديث الشج بن قيس رضي الله عنه:
( جاء الأشجُّ يَمشي حتَّى أخذَ بيدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقبَّلها فقال لهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ : أمَّا إنَّ فيك لخُلُقَيْنِ يُحبُّهُما اللهُ و رسولُه قال جَبْلًا جُبِلْتُ عليهِ أو خُلِقَا معي قال : لا ، بل جَبْلًا جُبِلْتَ عليهِ)
و من هذا ثناء رسول الله صلى الله عليه و سلم على حاتم الطائي من حديث علي بن أبي طالب و جاء فيه:
( ... لمَّا أتَى بسبايا طيِّئٍ وقفت جاريةٌ في السَّبْيِ , فقالت : يا محمَّدُ إن رأيتَ أن تُخلِّيَ عنِّي ولا تُشمِتْ بي أحياءَ العربِ , فإنِّي بنتُ سيِّدِ قومي , وإنَّ أبي كان يَحمي الذِّمارَ , ويفُكُّ العانيَ , ويُشبِعُ الجائعَ , ويُطعِمُ الطَّاعمَ , ويُفشي السَّلامَ , ولم يرُدَّ طالبَ حاجةٍ قطُّ , أنا ابنةُ حاتمٍ الطَّائيِّ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جاريةُ هذه صفةُ المؤمنين حقًّا , لو كان أبوك مسلمًا لترحَّمنا عليه , خلُّوا عنها فإنَّ أباها كان يحبُّ مكارمَ الأخلاقِ ,..) و الحديث في اسناده ضعف كما قال عنه الإمام الألباني، ولكن يستدل به هنا.

فلو كانت الأخلاق هي الأصل لفاز حاتم ، و إنما حاتم تخلق بمكارم أخلاق قومه و ظهر عليهم بظهورها في تعاملاته و الإسلام جاء بعباداته و شرائعه ليهذب الأخلاق الفجة و يقيم الطبائع المعوجة ، و يثني على ما استقام من الناس خلقاً كما قال عليه الصلاة و السلام:
( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)

أخي الكريم! لو تأملنا كتاب الله لوجدنا أن الله يبدأ بالشريعة ( عقيدة و عبادة) ثم بالمعاملة ( خلقا و عادة) فلنقرأ قوله جلَّ في علاه:
((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9)) سورة المؤمنون.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 01-01-2014, 08:22 PM
المشاركة 25
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أخي الكريم/ أحمد الوراق!
سألتني بارك الله فيك :
( هل بقية الاسلام من عقائد و عبادات ، اخلاقية ام غير اخلاقية ؟ فقط . اجب بنعم او لا !)
إن كنت تقصد أن العبادة هي ذاتها الأخلاق فجوابي بـ : (لا) صراحة.
و التفسير عندي:
أن الدين هو شرائع (عقائد و عبادات) و معاملات ( و منها الأخلاق والعادات)، و بالتالي سيسأل المرء لِم شرع الله الشرائع؟
و الجواب : شرع الله الشرائع لتهذيب الأخلاق و هذا هو مفهوم منطوق القرآن و السنة.
أي أن الأخلاق جزء من كل الدين بل هي مفتقرة إلي غيرها و ليست قائمة بنفسها إلا في مسألة الجبلة و التي يتساوى فيها المسلم و الكافر.
تقول أن الشريعة جاءت لتهذيب الاخلاق ، و أن الاخلاق جزء من كل الدين ، و إذا قلنا الإسلام دين الأخلاق قلت : لا ! لماذا تقدّم رجلا وتؤخر الأخرى خوفا من كلمة "أخلاق" ؟ ما الخطر فيها ؟ ما المشكلة ؟ هل فيها شر أم خير ؟ ألا تحب الأخلاق ؟ أليس الإسلام دين الخير ؟ وهل لا تحب ان يوصف دينك بأنه اخلاقي ؟

إن فصل العقيدة عن الاخلاق لهو مشكلة سببت عدم الإهتمام عند البعض بالسلوك الاخلاقي ، على اعتبار ان الله يُدخل الجنة على العقيدة والشريعة ، أما الأخلاق فيراها شيئا هامشيا من فضائل الأعمال ، من شاء فعلها ومن شاء تركها . تكثيف هذه الفكرة مع الاسف جعلنا نرى أشخاصا كانت أخلاقهم افضل قبل أن يزداد إلتزامهم بالدين ، مع أن المفترض هو العكس ..

قلت : "الشريعة جاءت لتهذيب الأخلاق" ، اذن تجاسر و قل : الشريعة أخلاقية ! ما دام ان هدفها تهذيب الأخلاق .. لا بد من تطابق الوصف مع الصورة ، أنت تصف الإسلام بصفات ، و تقدّم صورة مختلفة عن الوصف !

أرجو أن تـُجمِع أمرك .. وتجيب بنعم أو لا .. كما كنت تطالبني : هل تصف الشريعة والعقيدة بأنهما أخلاقيتان أم غير اخلاقيتان ؟

أي شيء يهذب الأخلاق ، الا يكون أخلاقيا ؟ لا يمكن تصوّر شخص مثلا يهذب الأخلاق وهو غير اخلاقي أثناء قيامه بهذا الدور على الاقل .

و سأبين ما أجملت أعلاه بقولي:
أما ما جَبَل الله عليه بعض الناس من حسن الخلق
ها هو الان يتبين موقفك من الاخلاق ، و هي كموهبة حسن الخط وجمال الصوت الخ .. ! جبلّة !

مفهوم الأخلاق أوسع مما تتصور ، بحيث أن كل شيء من الممكن ان يوصف بالأخلاقي أو بغير الأخلاقي ، أليس حب الخير أخلاق ؟ اليس الإيمان اخلاق مع الله ؟ الله إذن يقيم الحساب على الاخلاق مع الخالق و المخلوقين ، وانت قلت أن الشريعة جاءت لتهذيب الأخلاق ، اذن الاخلاق هي هدف الإسلام كما قال النبي (انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق) ، ثم تقول أن الأخلاق جبلة ! فكيف تـُهذّب وهي جبلّة ؟! الم يقل رسول الله عليه الصلاة والسلام (أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن حسّن خلقه) ، أي يمكن تحسينها ، بينما أنت تراها جبلة و موهبة ! و الجبلـّة لا يُلام تاركها ، ولا فضل لفاعلها ، لأنها جبلّة !! وهذا مفهوم جبري يقول به الملاحدة ، و أربأ بك عنهم ..

الله وصف الكفار بسوء الأخلاق ، من الكفر ، و الكفر سوء أخلاق لأنه جحود لمعلوم و نوع من الكذب ، وهو كذب الجحود ، وصفهم بالبخل والمادية والانانية والرياء والطمع ، بموجب كلامك : اذن لماذا يلومهم الله وهو من جبلهم على سوء الأخلاق ؟! ورسول الله يقول ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) ، والكبر اول ذنب عصي به الله وهو اساس سوء الاخلاق كله ، فهل الكبر جبلّة ؟ كيف تكون الاخلاق شيئا هامشيا والله لم يتوعد الا سيء الاخلاق ، كقوله (اليس في جهنم مثوى للمتكبرين) ؟ فلماذا تكون الاخلاق على الهامش وهي الأساس في ديننا ؟ و لمصلحة من هذا التهميش ؟

كل الديانات المحرفة والوضعية تهمها العقيدة اكثر من الاخلاق ، و نحن جميعا ننتقد افكار وعقائد اليهودية و نصفها بأنها غير اخلاقية ، مع أن اليهودي لا يؤمن كيهودي حتى يعتنق هذه الافكار ، و هي أهم حتى من سلوكه ! يجب أن نأخذ الأولويات من القرآن ، و هذه هي عقيدتنا كمسلمين .

الدين ينفع و يُصلح إذا نـُظر إليه كأخلاق ، بكامله ، أما إذا نظر إليه كأفكار متقطعة وغير مترابطة ومنع البحث عن الهدف منها ، فإنه في كثير من الأحيان يضر بالأخلاق ، و يشرعن لسوء الأخلاق ! و يجعل انتقاد سوء الخلق إنحرافا عن الدين ! و هذا ما نجده في اليهودية والهندوسية أو المسيحية ، ولا نريد لمثل هذا ان يكون في الإسلام ، فرسول الله امرنا بمخالفة اليهود والنصارى ، ليس في لباسهم او احتفالاتهم فقط ، فهناك ما هو أهم في المخالفة .. فلو اعتقدت ان المسيح هو نبي الله لكفرت عند المسيحيين ! ولا ينفعك عملك الطيب ! ولو اعتقدت ان غيره ممكن أن يفيدك أو يخلـّصك لكفرت عندهم ..

فقد جاء في الحديث الصحيح من حديث الشج بن قيس رضي الله عنه:
( جاء الأشجُّ يَمشي حتَّى أخذَ بيدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقبَّلها فقال لهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ : أمَّا إنَّ فيك لخُلُقَيْنِ يُحبُّهُما اللهُ و رسولُه قال جَبْلًا جُبِلْتُ عليهِ أو خُلِقَا معي قال : لا ، بل جَبْلًا جُبِلْتَ عليهِ)
الجبل و الخلق لفظان لمعنى واحد ! وكل الانفس فيها جبلّة الخير ، قال تعالى (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها) ، لكن (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) .

و من هذا ثناء رسول الله صلى الله عليه و سلم على حاتم الطائي من حديث علي بن أبي طالب و جاء فيه:
( ... لمَّا أتَى بسبايا طيِّئٍ وقفت جاريةٌ في السَّبْيِ , فقالت : يا محمَّدُ إن رأيتَ أن تُخلِّيَ عنِّي ولا تُشمِتْ بي أحياءَ العربِ , فإنِّي بنتُ سيِّدِ قومي , وإنَّ أبي كان يَحمي الذِّمارَ , ويفُكُّ العانيَ , ويُشبِعُ الجائعَ , ويُطعِمُ الطَّاعمَ , ويُفشي السَّلامَ , ولم يرُدَّ طالبَ حاجةٍ قطُّ , أنا ابنةُ حاتمٍ الطَّائيِّ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا جاريةُ هذه صفةُ المؤمنين حقًّا , لو كان أبوك مسلمًا لترحَّمنا عليه , خلُّوا عنها فإنَّ أباها كان يحبُّ مكارمَ الأخلاقِ ,..) و الحديث في اسناده ضعف كما قال عنه الإمام الألباني، ولكن يستدل به هنا.
لاحظ أن الرسول جعل من صفات المؤمنين حسن الخلق ، و ليس جبلته .. و حاتم نفسه مثل غيره يحب المال ، لكنه غلّب حب الذكر الحسن على حب المال ، كما عبّر هو عن فلسفته في ذلك ، فقال يخاطب زوجته :

أماوي ان المال غاد و رائح .. ويبقى من المال الاحاديث والذكر ..
أماوي اني لا اقول لطالب .. اتاني أن قد حل في مالي النزر ..

و كما قالت الخنساء في مدح اخيها صخر :

يبيت الندى يا ام عمرو ضجيعه .. اذا أ ُثقلت بالباخلين المضاجع ..

المسألة قرار واختيار ، إما ان تختار المال أو الرجال .. والإنسان نفسه يمر بمراحل بحياته إما ان يزداد بخلا او يزداد كرما ، إما ان يزداد حلمه وعقله ، او يزداد طيشه و تعجرفه ، وقد يكون كريما في شبابه بخيلا في شيخوخته أو العكس ، مما يدل على ان الاخلاق ليست غريزة ثابتة ، فالله لا يحاسبنا بالغرائز .. وإلا لكان ظلما ، وما الله بظلام للعبيد .


فلو كانت الأخلاق هي الأصل لفاز حاتم ، و إنما حاتم تخلق بمكارم أخلاق قومه و ظهر عليهم بظهورها في تعاملاته و الإسلام جاء بعباداته و شرائعه ليهذب الأخلاق الفجة و يقيم الطبائع المعوجة ، و يثني على ما استقام من الناس خلقاً كما قال عليه الصلاة و السلام:
( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
هذا يعني أن الإسلام جاء لأجل الاخلاق ، لكن الذي نقص حاتم هو الاخلاق مع الخالق ، و أن كرمه كان من اقوى دوافعه حب الثناء والمدح ، وهذا بحد ذاته ليس من حسن الخلق ، و حاتم اعترف بهذا عندما طلب الاحاديث والذكر .. لم يقل مثل عباد الله المؤمنين الحقيقيين (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) ، والاخلاق ليست فقط الكرم ، ولم يقل الرسول أن حاتما في النار ..

أخي الكريم! لو تأملنا كتاب الله لوجدنا أن الله يبدأ بالشريعة ( عقيدة و عبادة) ثم بالمعاملة ( خلقا و عادة) فلنقرأ قوله جلَّ في علاه:
((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9)) سورة المؤمنون.
اذا كان التقديم في العطف هو المهم عندك ، فقد قدمت الآية الحفاظ على الامانة قبل الحفاظ على الصلاة .. و قدّم الخشوع في الصلاة قبل المحافظة عليها ، و الصلاة ذكرت في الاول والآخر من الايات التي ذكرت ..

و الصلاة بحد ذاتها اخلاق مع الخالق و المخلوقين ، بما فيها من دعاء لغيرك و الصلاة على النبي محمد ..

الايمان نفسه حسن أخلاق و صدق مع الله ومع النفس .. و تضحية بهوى النفس ، لأن الذين لم يؤمنوا تبعوا هوى النفس والشيطان ، وثقلت عليهم التضحية ، والتضحية أخلاق ..

اينما تذهب في القرآن أخلاق أخلاق ، بينما أنت تضعها في هامش الهامش في الدين ! اذ تضعها فرعا من المعاملات ! في الدرجة الرابعة من الدين و آخر درجة ! عقيدة ثم شريعة ثم معاملات في ذيلها الأخلاق !! ولا تضعها في سياق الإلزام ، لأنك تصفها بالجبلة ، والجبلة لا توجد عند الجميع .. هذا اذا كان هناك حساب على الجبلة أصلا ، لأنه لا يمكن أن يُحاسب احد على الجبلة ..

الله وصف الذين لم يؤمنوا به بصفات لا اخلاقية : المكذبين ، الخراصون ، الفجرة ، المسكتبرين ، الكافرين ، الماكرين .. إلخ . ألا يكفيك هذا ؟

وهذه الاحاديث عن الاخلاق وليست عن الشريعة ولا العقيدة ، بينما انت ترى ان الاخلاق شيء هامشي ، وهذا مخالفة للكتاب والسنة يا رعاك الله ..

عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((ما مِن شيءٍ أثقلَ في ميزان المؤمنِ يومَ القيامة مِن حُسن الخُلق، وإنَّ الله ليُبغض الفاحشَ البذيء))


{ أحب الناس إلى اللّه أنفعهم، وأحب الأعمال إلى اللّه عز وجل، سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً }

قال - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((أنا زَعيمٌ ببيت في رَبَضِ الجنَّة لِمَن تَرَك المراء، وإن كان محقًّا، وببيت في وَسَطِ الجنة لمن ترك الكذبَ وإن كان مازحًا، وببيتٍ في أعلى الجنَّة لِمَن حَسُن خلقُه))

وعن عبدالله بن عمرو، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في مجلس: ((ألا أخبركم بأحبكم إليَّ، وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة؟)) - ثلاث مرات يقولها - قلنا: بلى يا رسول الله، قال: ((أحسنكم أخلاقًا))

"الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد, والخلق السوء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل."

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى إلى الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا).

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله قال:((إن من أحبكم إلي ، و أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، و إن أبغضكم إلي و أبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون ، و المتشدقون ، و المتفيهقون ))، قالوا : قد علمنا " الثرثارون و المتشدقون " فما " المتفيهقون ؟ " قال : ((المتكبرون))

"إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً , وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذّاباً ."

"من لايرحم الناس لايرحمه الله"

"اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا عاهدتم و أدوا إذا اؤتمنتم واحفظوا فروجكم و غضوا أبصاركم وكفّوا أيديكم ."

" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ."

( لن يدخل الجنة إلا رحيم ، الراحمون يرحمهم الرحمن ، إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )

( عذبت إمرأة هرة فأدخلتها النار ، حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تستقي رزقها حتى ماتت / فأدخلت فيها النار )

قديم 01-03-2014, 03:20 PM
المشاركة 26
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الله يهديك !
لا تكثر الكلام ، فإذا طال الكلام ملَّ المتابع!
و لي عودة إن شاء الله!

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 01-03-2014, 07:41 PM
المشاركة 27
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
1. يا أخي لا تقولني ما لم أقله في قولك:
(بينما انت ترى ان الاخلاق شيء هامشي ، وهذا مخالفة للكتاب والسنة يا رعاك الله ..)
بل هذا ظلم مبين ، فنحن أهل السنة نقول بما يقوله القرآن و السنة من أن الأخلاق الحميدة مطلب جاءت الشرائع لغرسها في الناس لكنكم الخوارج و انتصارا لمذهبكم القائل :
بأن كفر النعمة يخلد صاحبه في النار لا تقبلون الحق.
2. يا أخي الكريم _هداك الله _ ذهب بك تعصبك مبلغاً جعلك ترد كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم:
حين قلت ما نصه: ( ...
ولم يقل الرسول أن حاتما في النار ..) في حين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
(
يا جاريةُ هذه صفةُ المؤمنين حقًّا ,لو كان أبوك مسلمًا لترحَّمنا عليه...)
و مفهوم المنطوق أن حاتما الطائي ليس من المسلمين و لذا لم يترحم عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و ضابط هذه المسألة أن كل كافر في النار و لو كان أباً لنبي أو رسول هذا الحديث:
(
أن أعرابيًا أتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا رسولَ اللهِ أين أبي ؟ قال : في النارِِ . قال : فأين أبوكَ ؟ قال : حيثما مررت بقبرِ كافرٍ فبشِّرْه بالنارِ ، فأسلم الأعرابيُّ فقال : لقد كلفني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعناءٍ ، ما مررت بقبرِ كافرٍ إلا بشرته بالنارِ.)
فقوله صلى الله عليه و سلم :
(لو كان أباك مسلما) يعني أن حاتما مع حسن أخلاقه مات كافرا فلا تجوز عليه الرحمة و طلبها له من المسلمين.
3. ذكرت لك قديما قوله صلوات ربي و سلامه عليه:
( إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه)
و الرسول يقول صلوات ربي و سلامه عليه :
( أكثر ما يدخل الناس الجنة : تقوى الله و حسن الخلق)
فدل على أن الأخلاق الحسنة جزء من الدين لا الدين كله، ولو تأملت القرآن لوجدت هذه العقيدة واضحة كالشمس:
((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9)) سورة المؤمنون.
ففي الآيات أعلاه نجد أن الله بدأ بالعقيدة :
(قد أفلح المؤمنون ) فالمؤمنون هم أصحاب الإيمان و الإيمان هو الإسلام أي عقيدة.
(الذين هم في صلاتهم خاشعون) و الصلاة عبادة ظاهرة بل من شعائر الدين العالية و الخشوع هو عبادة القلب كما أن الركوع و السجود هما عبادة الجوارح............. و الذين هم للزكاة فاعلون) و أداء الزكاة عبادة فعلية ظاهرة
و بعد أن أصلَّ العبادات ذهب إلي المعاملات فتحدث عن العفة و الحصانة و الأمانة في قوله:
(
الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8))

الخلاصة: الدين عقيدة وعبادة و معالة حسنة (أخلاق حميدة)

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 01-03-2014, 08:10 PM
المشاركة 28
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نعود لصلب الحديث:
أهل السنة و الجماعة يقولون بأن أهل الكبائر من أهل الإسلام يدخلون الجنة و إن عذبهم الله بذنوبهم إلا أنهم لا يخلدون في النار، فهل تقول بهذا القول و إن كنت لا تراه ؛فدليلك هداك الله!

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 01-05-2014, 09:44 PM
المشاركة 29
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الله يهديك !
لا تكثر الكلام ، فإذا طال الكلام ملَّ المتابع!
و لي عودة إن شاء الله!
بخصوص التطويل فقد قلت لك أجب بنعم أو لا وأجبتني بنقول ومراوغات مع أن نعم أو لا أكثر اختصاراً، فلماذا تأمر غيرك بما لا تأمر به نفسك؟ فهل لك مكانة خاصة أم ماذا؟ لماذا لا يسعك ما يسع غيرك؟ أليس الله يأمرك بالعدل؟ وأنت تقول أنك متبع للقرآن كما تقول؟

ثم ليس من الأخلاق أن تحدد للناس كيف يتكلمون مادمت أنت من دخل في حوار معهم ولم يلزمك أحد، أنا لن أستطيع أن أكون أنت حتى أعجبك، لكني ملتزم بأدب الحوار ولم أذهب إلى الشخصنة وقذف التهم كما تفعل، وما أطلت إلا احتراماً لك حتى أوصل الفكرة بوضوح لو تعلم، ولو كنت أحتقرك لرميت كلمة ومشيت!!

من يشرح لك ويجهد نفسه بالتفصيل لكي تفهم فاعرف أنه يحترمك، ألم تحترم أستاذاً بالمدرسة كان يبذل مجهوداً ليوضح لك؟ حتى هذه البديهية لا تعرفها؟ وقاك الله من العجلة وسرعة الأحكام.
كل من يبحث عن الحق لا يعجبه الإيجاز المخل بل يريد الشرح والتفصيل، أما من يريد أن يملي كلامه ويمشي فالكتابة بحد ذاتها تتعبه، فانظر من أي النوعين أنت ، هل أنت ممن يبحث عن الحقيقة أو ممن يريد أن يلزم بما يراه على استعجال أنه حقيقة.

قديم 01-05-2014, 09:59 PM
المشاركة 30
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
1. يا أخي لا تقولني ما لم أقله في قولك:
(بينما انت ترى ان الاخلاق شيء هامشي ، وهذا مخالفة للكتاب والسنة يا رعاك الله ..)
بل هذا ظلم مبين ، فنحن أهل السنة نقول بما يقوله القرآن و السنة من أن الأخلاق الحميدة مطلب جاءت الشرائع لغرسها في الناس لكنكم الخوارج و انتصارا لمذهبكم القائل :
بأن كفر النعمة يخلد صاحبه في النار لا تقبلون الحق.
2. يا أخي الكريم _هداك الله _ ذهب بك تعصبك مبلغاً جعلك ترد كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم:
حين قلت ما نصه: ( ...
ولم يقل الرسول أن حاتما في النار ..) في حين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
(
يا جاريةُ هذه صفةُ المؤمنين حقًّا ,لو كان أبوك مسلمًا لترحَّمنا عليه...)
و مفهوم المنطوق أن حاتما الطائي ليس من المسلمين و لذا لم يترحم عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و ضابط هذه المسألة أن كل كافر في النار و لو كان أباً لنبي أو رسول هذا الحديث:
(
أن أعرابيًا أتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا رسولَ اللهِ أين أبي ؟ قال : في النارِِ . قال : فأين أبوكَ ؟ قال : حيثما مررت بقبرِ كافرٍ فبشِّرْه بالنارِ ، فأسلم الأعرابيُّ فقال : لقد كلفني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعناءٍ ، ما مررت بقبرِ كافرٍ إلا بشرته بالنارِ.)
فقوله صلى الله عليه و سلم :
(لو كان أباك مسلما) يعني أن حاتما مع حسن أخلاقه مات كافرا فلا تجوز عليه الرحمة و طلبها له من المسلمين.
هل الله مدح شيئاً في الكافرين في القرآن في نفس الوقت الذي يصفهم فيه في الكفر؟ ابحث عن هذا، لماذا الله لا يمدحهم والرسول يمدحهم؟؟!
إذا كان كافراً فكيف يعجب به الرسول؟ إذن هل الإعجاب بالكفار سنة حسب تفكيرك؟ إذن هل يسمح لي أن أعجب بكافرين؟ ستقول لا أنت تخالف السنة! وسأقول لك أنك متناقض ، وستقول لا بل أنت خارجي ونستمر بهذه الدوامة!
وكلما رأيت ما يغضبك مني ستقول أني خارجي وإذا رضيت لا تقول كذلك ، هذا من الفجور في الخصومة التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس من أدب الحوار الذهاب للاتهامات خارج الموضوع، لأن هذا من الفجور وأنت فجرت هنا أكثر من مرة، لأنك تنسبني إلى مذهب لا أنتسب إليه وتصر على ذلك، وتكذبني وأنا صاحب الشأن وكأنك أدرى مني بعقيديتي وبقلبي! أليس هذا من الكبر أن تعلم ما في نفوس الناس ولا يُعلم ما في نفسك؟! اتق الله من الكبر فرسول الله قال أنه لا يدخل الجنة من بقلبه ذرة من هذا الداء العضال!
بل تهرب عن ذلك كلما أحرجتك الأسئلة ، أنت لم تجب على أسئلتي لأنك لا تستطيع ولهذا تجعلني خارجياً! نعم أنا خارج سيطرتك، لأنك لا تلتزم بالكتاب ولا بالسنة وإلا لقدمت لك من الأحاديث الكثير التي تشير أن الأساس في الدين الأخلاق وأن أكثر ما يدخل الجنة هي الأخلاق، ولكنك تريد إبقاء الأخلاق بعيدة عن الساحة، فالسؤال لماذا تنحية الأخلاق وتهميشها مع أن القرآن والسنة لم يهمشاها بل جعلاها في الصدارة؟؟ أجب عن هذا ودعك من عقيدتي فهي لا تقدم ولا تؤخر أياً كانت، نريد النظر في هذا الموضوع الذي دخلت فيه ولا تتهم عقائد الناس وتزكي نفسك فالله أعلم بمن اتقى.

وإذا كان حاتم كافراً من وجهة نظرك.. فهو كفر بماذا؟ هل جاءه نبي حتى يكفر أو يؤمن؟ ما ذنبه أن يموت قبل البعثة؟ والله يقول {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً}، أجب عن هذا السؤال دون أن تقول أنني من الخوارج لأننا عرفنها.

أبو جهل كفر بعد أن بُلّغ وجاءه رسول من الله ، فمن هو الرسول الذي جاء لحاتم وأمثاله وكفروا به وناصبوه العداء من أهل الفترة؟ هذه النظرة التعميمية بالكفر تخدم ماذا؟ القرآن لم يعمم بالكفر بل خصصه وذكر الكفار بأعيانهم وأفعالهم أفراداً أو جماعات، فهل أنت على منهج القرآن أم ماذا؟ القرآن يخصص دائماً بالتكفير {لقد كفر الذين قالوا...} {وقال الذين كفروا من أهل الكتاب...} وغيرها من الآيات، فالكفر في القرآن مبني على التخصيص بينما عندك مبني على التعميم وأن الأصل في الناس الكفر، والكفر يعني الجحود والإصرار بعد علم مع العداوة والشر، وإذا كان الخوارج يكفرون مرتكب الكبيرة فأنت تكفر كل البشر السابقين واللاحقين من أرسل إليه ومن لم يرسل إلا من تستثنيهم، فأيكما أقسى من الآخر؟! فحسب منطقك أن الطفل والمجنون كافر لأنه لم ينطق بالشهادتين بعد! وحتى الشهادتين ليست دائماً تنجي من الكفر.


3. ذكرت لك قديما قوله صلوات ربي و سلامه عليه:
( إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه)
و الرسول يقول صلوات ربي و سلامه عليه :
( أكثر ما يدخل الناس الجنة : تقوى الله و حسن الخلق)
فدل على أن الأخلاق الحسنة جزء من الدين لا الدين كله، ولو تأملت القرآن لوجدت هذه العقيدة واضحة كالشمس:
((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9)) سورة المؤمنون.
ففي الآيات أعلاه نجد أن الله بدأ بالعقيدة :
(قد أفلح المؤمنون ) فالمؤمنون هم أصحاب الإيمان و الإيمان هو الإسلام أي عقيدة.
(الذين هم في صلاتهم خاشعون) و الصلاة عبادة ظاهرة بل من شعائر الدين العالية و الخشوع هو عبادة القلب كما أن الركوع و السجود هما عبادة الجوارح............. و الذين هم للزكاة فاعلون) و أداء الزكاة عبادة فعلية ظاهرة
و بعد أن أصلَّ العبادات ذهب إلي المعاملات فتحدث عن العفة و الحصانة و الأمانة في قوله:
(
الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8))

الخلاصة: الدين عقيدة وعبادة و معالة حسنة (أخلاق حميدة)


لمذا فصلت بين الصلاة والأمانة؟ أليست الصلاة حق لله والأمانة حق للناس؟ لماذا فصلت بينهما؟ أليس أداء الحق أخلاق؟ لماذا ترى أن الأخلاق للناس بينما الله لا يستحق الأخلاق؟ هل عدنا لتعظيم الإنسان؟ إذا لم يكن الدين أخلاقاً فما يكون؟ أجب باختصارك المعهود، وقل أن الدين يكون كذا، وسمِّه باسمٍ نفهمه.

هذه نظرة بسيطة وسطحية للدين لما ميزت العقيدة عن الأخلاق؟ فحدد لنا ما هي العقيدة هل هي أخلاقية أم لا؟ دون الدخول في تفصيلات العقيدة فهذا موضوع آخر، وأثبت لنا أنها غير أخلاقية حتى لا تدرج مع الأخلاق وتكون شيئاً آخر، فالأخلاق لها صور كثيرة وليست صورة واحدة، فأداء الأمانة مثلاً يختلف عن التواضع لأن أداء الأمانة يشترط وجود شيء يؤمن عليه فقل أن أداء الأمانة من الشريعة أيضاً لأنه يوجد شيء مادي..

السطح لا يحمي من العمق، وسطح الماء لا يعني أنه هو الماء، لا يمكن الفهم بموجب النظرة السطحية لشيء، فهذا يمكن أن يحفظ لكن لا يفهم، ففهِّمنا العلاقة بين العقيدة والشريعة والأخلاق، فبموجب نظرتك السطحية لن تقدم ربطاً وستقول أن كل منها على حدة، إذن لماذا جمعت؟! ستقول أن الله جمعها فقط ولا ندري بحكمته ، وأقول لك أن الله أمرك أن تعبده على بصيرة فأين البصيرة هنا؟ لا توجد ، وبالتالي لا علم بلا بصيرة، ولا بصيرة مع الحفظ الأصم وهذه مخالفة لأمر الله ، لا يهمك أن تقع فيه لكن أنا يهمني ذلك لأنني أريد أن أعبد الله على بصيرة وأعرف العلاقة بين العقيدة والشريعة والأخلاق بينما أنت لا يهمك، يهمك الحفظ وأنا يهمني الفهم وبيننا فرق ولا نلتقي، القرآن يرجح رأيي لأنه يأمر بالعبادة على بصيرة وليس في القرآن ما يرجح رأيك، القرآن ذكر بالعطف مجموعة من الأخلاق، ولم يسمها أخلاقاً وحسب، فهل العطف بينها أخرجها من نطاق كلمة أخلاق وجعل كل واحد منها مغاير للآخر تماماً؟!

هل تريد من الناس أن يتبعوا ديناً ولا يعرفون ما هو؟! ما دام ليس أخلاقاً فماذا سيكون؟ عدنا إلى نفس الكلام السابق ، أنا شرحت لك بالتفصيل عن هذه النقاط وتركتها وعدت تقول نفس كلامك وكأني لم أقل شيئاً! إذن ما فائدة النقاش؟!
نحن نتناقش لكي نفهم لا لكي يلزم أحدنا الآخر، وإذا كنت تحسب تكرارك سيجعلني ألتزم بكلامك فأنت مخطئ كثيراً.

ذكرُ بعض الأخلاقيات وذكر بعض العبادات -في الآيات التي استشهدت بها من سورة المؤمنين- لا يعني المغايرة، إذا نظرت بعمق ستجد أن العبادات هي أخلاق أيضاُ، حسناً أثبت أن الصلاة ليست من الأخلاق وأن الحج ليس من الأخلاق وأن الإيمان ليس من الأخلاق حتى يكون كلامك صحيحاً، افعل هذا ولا تتهرب، من قال شيئاً فعليه إثباته، أنا أثبت أنها أخلاقية وأنت عليك أن تثبت أنها غير أخلاقية حتى نخرجها من الأخلاق كما تحب، وحتى يكون للبحث فائدة لا أن تكرر نفس كلامك السابق الذي قتلناه رداً، اجعل الحوار يمشي للأمام، خطئني وأثبت خطأي ولا تستعمل نفس الأسلحة السابقة ، فاستخدم وسائل جديدة تثبت فيها أنني خطأ.


نعود لصلب الحديث:
أهل السنة و الجماعة يقولون بأن أهل الكبائر من أهل الإسلام يدخلون الجنة و إن عذبهم الله بذنوبهم إلا أنهم لا يخلدون في النار، فهل تقول بهذا القول و إن كنت لا تراه ؛فدليلك هداك الله!
أنت هكذا من يحب الإطالة، فقد ذكرت لك أدلتي سابقاً ولم ترد عليها، ارجع وحاول الرد إن كنت تستطيع غير الاتهامات.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الكفر فساد أخلاقي ينتج فساداً عقدياً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
...وبسم الزهر من أخلاقي عبدالفتاح الصيري منبر الشعر العمودي 39 07-12-2022 10:31 PM
فساد عبدالحكيم ياسين منبر القصص والروايات والمسرح . 4 12-04-2019 06:14 PM
اظهار الجمال لأهل الكفر والضلال نورا نور الدين منبر الحوارات الثقافية العامة 2 07-03-2013 03:54 AM
جنتي ومحرابي منى شوقى غنيم منبر البوح الهادئ 13 11-14-2012 11:11 PM
.,,’’..{ جنتي ..ترابـــ ..// ـك }.,,’’. شيخه المرضي منبر البوح الهادئ 10 04-22-2012 11:25 PM

الساعة الآن 01:56 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.