أشواق مسافرةٌ على قوس قزح
أشواق مسافرة على قوس قزح
============
حسام الدين بهى الدين ريشو
============
كانت الشمس على وشك المغيب
وأخذت تلقي بومضات ارجوانية الى الكون لتهيئه لليلة جديدة من ليالى غيابها المفاجئ
بين الصمت والهدوء الذي دثره .. أغمض عينيه وتمدد في فراشه وأخذ في استرجاع ذكرياته معها !!
انزلق الى اعماق قلبه ... في بعد يبدو بلا زمان أو مكان
كانت ساعة لقائهما المعتاد لولا الغياب الذي فرضته الاقدار
كانت هي أيضا على البعد في نفس الأجواء .. تتذكر
هو :
في رحلة الظمأ الى رؤيتها أومعرفة شيْءٍ عنها كنت أشرب وجهها
وطيفها شوقا وحنينا
عندما تحدثنى لا استمع اليها بأذنى
دائما بقلبي
لديها مقدرة عجيبة على أن يلامس لسانها صفحة قلبي وهى تتحدث وكأنها تكتب حديثها على صفحته !1
خيول الشوق الذي طال اليها مع الحنين تُصَدِّعُ قلبي ؛ فتتطاير دماء عشقي تخط اسمها على صفحة الروح المخنوقة في شرنقة حبها !!
منذ ايام وهى لا تأتي لموعد الأشواق
كنا عند اللقيا تتصافح يدانا
تتشابك أناملنا
يتهامس النبضان
يقول كل منهما للآخر :
أتهواني حقا ؟؟
ويجيب الثاني :
أهواك !
هواك قابع في الأعماق
نحوه يطوف القلب
الله يرعاني ويرعاك
أملا يبتغيه كل العشاق !!
آآآآه يامن يقيم طيفها في أروقة السكن
وكأنك المبنى والمعنى والروح والوطن
ياكل المنى والفرح وكل الشجن
ياساحرة تذيب مقلتاك منى الوهن
وتطوي ساعات اليأس في كل الزمن
يامن ينبض القلب باسمك ولا تسمع غيره الأذن
وحده طيفك يمد لي وردية الحلم بك
يمنحنى أجنحة من نور
تصعد بي الى سدرة منتهاك
فما الذي غيّبك ؟؟
أأقدار أم ملل ؟
ياسيدة القلب
ياغائبة على مطية المسافات
متى تعودين ؟
ولم لا تعودين ؟؟
هل تاه منك الدرب ؟
يعتصرنى الشوق
يكسرنى
ومُر الصبر يخايلنى
ويجاملنى
صبرا ياعاشق الجمال
يعاتبنى وأعاتبه
يركض بي بين الليل وضوء الفجر
اذ أنت الآتية عند الفجر !!
هي :
كان وجهها القمري يبدو مغسولا بزنابق الفجر
وعيناها اللوزيتان ترسل بريقهما الآسر
يخترق ضبابية الفجر
ينادي الشمس لترسل أشعتها الذهبية لتعانق توأمها المسترسل على كتفيها جدائل من ذهب
شفتاها ترتل قصائده في هيكل حبها له
شوقا اليه
بعد ان غيبها عنه قدر
مع انه المتربع في روحها الظامئة لعبير رؤيته
ورغم المخدر الطبي الا أنها كانت تقاوم ابتعاد الذكريات والأشواق التى اتخذت قوس قزح وشاحا لها
تسترجع تلك الحروف التى كان ينثرها على نبضات قلبها
كان لا يتوقف عن البث الا عندما تفقد وعيها به
ترتمى كفراشة هائمة أحرقها الضوء
وكأنها نجمة لم يتحملها المدار فهوت بين الأفول وبين الرغبة في الصعود ثانية الى عرش حرفه :
آه منك أيها العشق
نار أنت لا تنطفئ
شمس أنت لا تغيب
قمر أنت لا يصيبه المحاق
قرنفلة لايمسها الذبول
آآآآآآآآآآه من حوار الروح للروح من خلف الغيوم !!
هو وهى :
ياهذا الشوق المتلاطم في الروحين بحارا
مامعنى عُمْرٌ
على مقصلة الشوق ينتفض انتظارا ؟؟
والأقدار تعرقله
تحفر في دربه أنهاراً وبحارا !!
التعديل الأخير تم بواسطة حميد درويش عطية ; 09-25-2012 الساعة 10:41 PM
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
