احصائيات

الردود
2

المشاهدات
1681
 
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عبدالعزيز صلاح الظاهري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
378

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Jun 2015

الاقامة

رقم العضوية
13953
07-31-2016, 09:19 PM
المشاركة 1
07-31-2016, 09:19 PM
المشاركة 1
افتراضي برهوت
دخل رجل على القوم وهم يتسامرون ،وقال مبشرا :
خلا الطريق من تلك الصخرة اختفت ،تلاشت ،وارها التراب
قاطعه احدهم ساخرا : انه جالس متربع في أعماقها لن تنساه ،لقد سافرت روحها معه حيث هو ،وما تراه هو شبح وسراب
ستحرق بلِهِيبها ما تبقى من أعمارنا بابتسامتها الناعمة ،وبريق عينيها الغريب
لن ترانا وكيف ترانا وهي تقلب وجهها في السماء !
فحبيبها مكانه بين النجوم ،فمثله لا يقبل بسكن تحت التراب
كم هو محظوظ لقد عانق المدى ،واخترق الحدود !!
توقف ذلك الرجل حين علم أن الجميع مشغولون وعن نصحه معرضون
ولمَا لا ! فهنالك أمل نبت من العدم
كان يحاول الهروب من كابوس الماضي وإنقاذ ما يمكن إنقاذه
استمروا القوم يثرثرون وعن مفاتنها يتحدثون ،بينما كان احدهم ساكنا يستمع لصوت أعماقه
تحركت يداه ،واهتزت شفتاه ،واندفعت الكلمات وتكونت الجمل
ها ---- أنها الفرصة التي لطالما انتظرتها
سأحاول مرة أخرى ،ولن تكون مثل سابقتها
نعم سيسبق الطلب الهدايا والمال ،ستنفخ العُقد بليل شديد الظلمة ، تغلغل وانتشر وغشا الخلائق من جن وبشر
طارت نظرته إلى الأفق هناك ،حيث وادي " برهوت " والجبال التي عانقت السماء فاختالت على شفتيه ابتسامة الرضا
وبدون سلام أو استئذان اقتلع نفسه من مكانه وشق طريقه من بين القوم غير آبه
مرت الأيام ،وعلى غير عادته غاب عن الأنظار
تعجب الجميع !
وبدأوا عنه يسالون
قال احد أقاربه :
انه رآه متجها إلى الجبال حاملا دلوا وحبلا طويلا ، كان قلقا تغشى وجهه سحابة من الكآبة ،وفي عينيه ظلال حزن عميق
أخذت اتبعه ، حتى توقف عند بئر معطلة مسكونة منذ القدم بالأفاعي والحيات ،وبدون أن يلتفت نزل بها
اقتربت من فوهة البئر بهدوء ،أنزلت نظري ، شاهدته يغتسل بماء اسود يتدفق له هدير !!
شعرت بالخوف ،وتراجعت إلى الوراء عندما سمعت صوت يرافقه صرير يردد :
رسول كريم يحل على قوم هو المضيف، يجود بخيره على الفقير وابن الكرام
يسوق قطعان بيض تمشي الهوينا ،على ظهورها قرابا ألوانها خليط بين السواد والبياض
توقف ذلك الصوت فجأة !!
وسمعت خشخشة ،نباح ،عواء و زئير يرافقه صوت طبل ودفوف
وفي لحظة خاطفة ،رأيت ضياء صادر من فوهة البئر تبعه دوي انفجار ،شاهدت الدلو والحبال تندفع من فوهة البئر عاليا تتأرجح حتى تلاشت في كبد السماء
وخلال ثوان عم السكون واظلم المكان
لمعت الصخور التي كانت تحيط بفوهة البئر وسمعت صوتا صادرا من أعماقها يقول :
كفى كفى لقد نصب تذكاره ،وأغمض عيناه ،ودفن أحلامه ،وعاد من حيث اتى !!
بقيت في مكاني صامتا كانت يداي ترتعشان ،لم استطع الحركة لفرط الهلع الذي انتابني ،وأيقنت أن ثمة كارثة تحدق بالمكان ،وان الموت وشيك
صعقت وتسمرت نظراتي عندما انقشع تدريجيا الظلام
رأيت "مزيونه " تقف بجانب البئر تنوح و تبكي وهي تردد اسم ابن عمي ------

رغم أن القصة التي رواها الرجل كانت غريبة تشبه أساطير الأولين إلا أن القوم صدقوه عندما رأوا البرهان " فالمزيونه توقفت عن تصفح وجه السماء !!


قديم 08-01-2016, 01:27 PM
المشاركة 2
حسام الدين بهي الدين ريشو
مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سرد راق
وقصة مشوقة
لك التحية
مبدعنا الفاضل

قديم 08-03-2016, 07:45 AM
المشاركة 3
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ الفاضل حسام الدين
أشكرك أستاذي على تفاعلك مع ما كتبت
وقد تأخرت عمدا عن الرد كي يتزين نصي باسمك أسعدك الله وأبقاك


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:17 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.