احصائيات

الردود
8

المشاهدات
3042
 
سعاد الأمين
من آل منابر ثقافية

سعاد الأمين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
176

+التقييم
0.04

تاريخ التسجيل
May 2012

الاقامة

رقم العضوية
11181
06-26-2015, 04:58 PM
المشاركة 1
06-26-2015, 04:58 PM
المشاركة 1
افتراضي السِواك


تحسست مؤخرتها، وتفقدت سروالها المهترئ بأصابعها المرتعشة،فتلوثت بالبرازالمتراكم، زحفت نحو حافة مرقدها ضجرة اوشكت أن تسقط على الأرض، وهى تمد كفها تتلمس كوب الماء فوق المنضدة العرجاء، سقط الكوب مندلقا، وأحدث ضجة، تحدث نفسها الكئيبة:
ــ تبا لي لقد تغوط على فراشي. فى هذه الليلة الباردة.
صوت مألوف اخترق طبلتي أذنيها وهى فى محنتها، محاولة أخفاء ما أحدثت.
ــ أين أنت ياعزرائيل ..هل نسيتها؟!
أسرعت بلف الغطاء حول رأسها، حتى لاتسمع المزيد من هذا الصوت القمئ الذي مانفك يوبخها كل شروق..متوغلا فى تلافيف ذاكرتها...إنه يرعبها..بنبرته ذات الصفير، منذرا بالآتي!
فى صباح البراز هذا كانت قد بلغت الخامسة والثمانين وخمسة أشهر وخمسة أيام وخمس ساعات.. منذ أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، وأعلن ذلك ذات صباح بهيج، قذفها رحم أمها فكانت صرخة ميلادها،حدفها الزمن الغابر إلى سجنها سجن العمر الإجباري، لم ينبت رحمها بذورا من ثلاث زيجات..يائسة تحصي عمرها وتدعو الله:
ــ حذني إليك يارب.. وأرحمني...
تنظر إلى النافذة المحطمة منذ زمن بعيد،منذ تلك العاصفة الهوجاء. تحرك المعلقة داخل فنجان القهوة الصباحية..قدمتها لها مشمئزة تغطى أنفها بثوبها:
ــ لن أرى برازك بعد اليوم..
ــ أتغادرين بنيتي؟أنا آسفة كان البرد قارصا..الليلة الماضية..والظلام..
ــ ولا كلمة!؟عليك اللعنة
قذفت العجوز رجعات القهوة المرة، دفعة واحدة، فى جوفها الفارغ فاحترق!


قديم 06-28-2015, 02:38 AM
المشاركة 2
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كانت بذرة رمتها يدا ترتعش في موسم الظلام في ارض تتقلص فكانت شجرة ثمرتها احيطت بالاشواك
مسكينة هي لكن هذا قدرها وقدر من كان مرغما على رعايتها
الاخت سعاد تحياتي لك رعاك الله

قديم 06-28-2015, 06:22 PM
المشاركة 3
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
موافق مرعبة هي ، تلك التي تخنق أنفاس البعض ، تقلم آخر تماثيل الكبرياء ، لكن هناك من لا يحب مسايرة الأقدار ، و إكمال المسارات برفق ، لذلك تتقدمه يده لتعجّل المآل .

رمضان كريم أستاذة سعاد الأمين

قديم 07-01-2015, 08:48 PM
المشاركة 4
سعاد الأمين
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأخ عبد العزيز
تحية طيبة
مرورك أسعدني.وأناقة حرفك.أخذتني حد الإعجاب
شكرا لك...ودمت

قديم 07-01-2015, 08:51 PM
المشاركة 5
سعاد الأمين
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأخ ياسر
تحية عطرة
شكرا على مرورك البهي
إنها تعاسة تقدم العمر..القبور مليئة بمثل هذا الرحيل الجنائي
دمت بخير

قديم 07-11-2015, 01:56 PM
المشاركة 6
طارق أحمد
شاعر و قاص و ناقد سوداني

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحسست مؤخرتها، وتفقدت سروالها المهترئ بأصابعها المرتعشة،فتلوثت بالبرازالمتراكم،
تبا لي لقد تغوط على فراشي.فى صباح البراز
لن أرى برازك بعد اليوم..

قصة تخبر عن تقدم السن و فعل الزمن ..هذا بديع لو لا رائحة البراز
التي ضمخت المتصفح .. أ . سعاد اما وجدتي تعابير اكثرة اناقة من هذا
البراز .. الذي ذهب ببهجة النص و اضاعه ؟..



أحمل قطراتٍ من ماء .. أجوب بها الصحراء ..
لا بيت يظلني و لا نماء .. و أظل في شوقٍ و شقاء ..
أظل في شوقٍ للماء .. و أظل من نفاده في شقاء ..
قديم 07-12-2015, 12:36 AM
المشاركة 7
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
تحيتي أيتها العزيزة سعاد
وأهلا ً بك في منابر
كلمات وتعابير عميقة ومعبرة لحالة إنسان قد يكون موجوداً في مئات البيوت ..
وفي الحقيقة .. قصتك فيها من الألم والمعاناة الكثير مما يمرّ بحياة كبار السن المقعدين غير القادرين على خدمة أنفسهم بأنفسهم ..
ولكنني لا أجد أية علاقة بين العنوان وموضوع القصة ..
أو لعلي لم أفهم !!
أرجو أن تتقبليني ...
تحية ... ناريمان الشريف

قديم 07-12-2015, 09:09 PM
المشاركة 8
سعاد الأمين
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
العزيزة ناريمان

كل عام وأنت بخير
سعدت بمرورك وحرفك الانيق..لقد أزدان النص بتعليقك الثر.. شكرا لك
العنوان السواك..قد لاتوجد علاقة مباشرة بالمعني.. أول مايخطر على بالي بعد النص العنوان واضع اول كلمة تطل برأسها..أخذت من السواك.. معناه المعجمى التمايل فى ضعف والسواك مشتق من ساك الشيء إذا دلكه . وقيل : أنه مشتق من التساوك ، يعني التمايل ؛ يقال : جاءت الإبل تتساوك ، أي تتمايل في مشيتها..فى ضعف وسآخذ ذلك بعين الاعتبار قد أغيره .آمل أن أكون قد وفقت .. ولك التقدير

قديم 07-23-2015, 05:32 PM
المشاركة 9
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
احترق جوفها كعمرها ..
أحترق كل شيء كانت تملك ..
فأصبحت ﻻ تمتلك حق استمرار ...
سعاد اﻷمين
هذا واقع نتعايش معه و نراه كثيراً ...
و ندعو ربي ﻻ تجعلني فرداً و أنت خير الوراثين ...
كل كلمة كانت بمكانها ...
فلا تهتمي و ﻻ تحزني ...
فلسنا في مملكة اﻷخلاق هنا...
و المحاسبة غير منصفة في جميع الأحوال ...
و الواقع ليس ملفوف بورق سوليفان و ورد!
لقلبك الفرح يا غالية !

عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:40 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.