احصائيات

الردود
20

المشاهدات
15207
 
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي


ريم بدر الدين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4,267

+التقييم
0.68

تاريخ التسجيل
Jan 2007

الاقامة

رقم العضوية
2765
08-22-2010, 01:27 PM
المشاركة 1
08-22-2010, 01:27 PM
المشاركة 1
افتراضي مختارات من نزار قباني

حقائب البكاء




إذا أتى الشتاء..

وحركت رياحه ستائري

أحس يا صديقتي

بحاجة إلى البكاء

على ذراعيك..

على دفاتري..

إذا أتى الشتاء

وانقطعت عندلة العنادل

وأصبحت ..

كل العصافير بلا منازل

يبتدئ النزيف في قلبي .. وفي أناملي.

كأنما الأمطار في السماء

تهطل يا صديقتي في داخلي..

عندئذ .. يغمرني

شوق طفولي إلى البكاء ..

على حرير شعرك الطويل كالسنابل..

كمركب أرهقه العياء

كطائر مهاجر..

يبحث عن نافذة تضاء

يبحث عن سقف له ..

في عتمة الجدائل ..

*

إذا أتى الشتاء..

واغتال ما في الحقل من طيوب..

وخبأ النجوم في ردائه الكئيب

يأتي إلى الحزن من مغارة المساء

يأتي كطفل شاحب غريب

مبلل الخدين والرداء..

وأفتح الباب لهذا الزائر الحبيب

أمنحه السرير .. والغطاء

أمنحه .. جميع ما يشاء

*

من أين جاء الحزن يا صديقتي ؟

وكيف جاء؟

يحمل لي في يده..

زنابقا رائعة الشحوب

يحمل لي ..

حقائب الدموع والبكاء..



نزار قباني


قديم 08-22-2010, 01:29 PM
المشاركة 2
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

لماذا أنتِ؟




لماذا أنت وحدك
دون جميع النساء
تغيرين هندسة حياتي
و إيقاع أيامي
و تتسللين حافية
إلى عالم شؤوني الصغيرة
وتقفلين الباب وراءك
و لا أعترض
لماذا؟

أحبك أنت بالذات
وألتقيك انت بالذات
وأسمح لك
بأن تجلسي فوق أهدابي
تغنين
و تدخنين
وتلعبين الورق
و لا أعترض
لماذا؟
تشطبين كل الأزمنة
وتوقفين حركة العصور
و تغتالين في داخلي
جميع نساء العشيرة
واحدة احدة
و لا أعترض
لماذا
أعطيك من دون جميع النساء
مفاتيح مدني
التي لم تفتح أبوابها
لأي طاغية
ولم ترفع راياتها البيضاء
لأي امرأة
و أطلب من جنودي
أن يستقبلوك بالأناشيد
والمناديل
وأكاليل الغار
وأبايعك
أمام جميع المواطنين
وعلى انغام الموسيقى ورنين الأجراس
أميرة مدى الحياة!

نزار قباني

قديم 08-22-2010, 01:30 PM
المشاركة 3
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نهار دخلتِ عليّ


في صبيحة يوم من أيام آذار
كقصيدة جميلة تمشي على قدميها
و دخلت الشمس معك
و دخل الربيع معك
كان على مكتبي اوراق...فاورقت
و كان امامي فنجان قهوة
فشربني قبل أن أشربه
وكان على جداري لوحة زيتيتة
لخيولٍ تركض
نهار زرتِني..
في صبيحة ذلك اليوم من آذار
حدثت قشعريرة في جسد الأرض
وسقط في مكانٍ ما من العالم
نيزكٌ مشتعل
حسبه الأطفال فطيرة محشوة بالعسل
و حسبته النساء
سوارا مرصعا بالماس
وحين نزعت معطفك الربيعي
وجلست امامي
فراشة تحمل في حقائبها ثياب
الرصيف
تاكدت ان الأطفال كانوا على حق
و النساء كن على حق
و الرجال كانوا على حق
وانك..
شهية كالعسل
وصافية كالماس

قديم 08-22-2010, 01:32 PM
المشاركة 4
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

خمس رسائل إلى أمي



صباحُ الخيرِ يا حلوه..

صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه

مضى عامانِ يا أمّي

على الولدِ الذي أبحر

برحلتهِ الخرافيّه

وخبّأَ في حقائبهِ

صباحَ بلادهِ الأخضر

وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر

وخبّأ في ملابسهِ

طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر

وليلكةً دمشقية..



أنا وحدي..

دخانُ سجائري يضجر

ومنّي مقعدي يضجر

وأحزاني عصافيرٌ..

تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر

عرفتُ نساءَ أوروبا..

عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ

عرفتُ حضارةَ التعبِ..

وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر

ولم أعثر..

على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر

وتحملُ في حقيبتها..

إليَّ عرائسَ السكّر

وتكسوني إذا أعرى

وتنشُلني إذا أعثَر

أيا أمي..

أيا أمي..

أنا الولدُ الذي أبحر

ولا زالت بخاطرهِ

تعيشُ عروسةُ السكّر

فكيفَ.. فكيفَ يا أمي

غدوتُ أباً..

ولم أكبر؟



صباحُ الخيرِ من مدريدَ

ما أخبارها الفلّة؟

بها أوصيكِ يا أمّاهُ..

تلكَ الطفلةُ الطفله

فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..

يدلّلها كطفلتهِ

ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ

ويسقيها..

ويطعمها..

ويغمرها برحمتهِ..



.. وماتَ أبي

ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ

وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ

وتسألُ عن عباءتهِ..

وتسألُ عن جريدتهِ..

وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-

عن فيروزِ عينيه..

لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..

دنانيراً منَ الذهبِ..



سلاماتٌ..

سلاماتٌ..

إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة

إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"

إلى تحتي..

إلى كتبي..

إلى أطفالِ حارتنا..

وحيطانٍ ملأناها..

بفوضى من كتابتنا..

إلى قططٍ كسولاتٍ

تنامُ على مشارقنا

وليلكةٍ معرشةٍ

على شبّاكِ جارتنا

مضى عامانِ.. يا أمي

ووجهُ دمشقَ،

عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا

يعضُّ على ستائرنا..

وينقرنا..

برفقٍ من أصابعنا..



مضى عامانِ يا أمي

وليلُ دمشقَ

فلُّ دمشقَ

دورُ دمشقَ

تسكنُ في خواطرنا

مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا

كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..

قد زُرعت بداخلنا..

كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..

تعبقُ في ضمائرنا

كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ

جاءت كلّها معنا..



أتى أيلولُ يا أماهُ..

وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ

ويتركُ عندَ نافذتي

مدامعهُ وشكواهُ

أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟

أينَ أبي وعيناهُ

وأينَ حريرُ نظرتهِ؟

وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟

سقى الرحمنُ مثواهُ..

وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..

وأين نُعماه؟

وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..

تضحكُ في زواياهُ

وأينَ طفولتي فيهِ؟

أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ

وآكلُ من عريشتهِ

وأقطفُ من بنفشاهُ



دمشقُ، دمشقُ..

يا شعراً

على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ

ويا طفلاً جميلاً..

من ضفائرنا صلبناهُ

جثونا عند ركبتهِ..

وذبنا في محبّتهِ

إلى أن في محبتنا قتلناهُ...

قديم 08-22-2010, 01:33 PM
المشاركة 5
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

ترصيع بالذهب على سيف دمشقي
نزار قباني




أتراها تحبني ميسون
أم توهمت،والنساء ظنون
كم رسول أرسلته لأبيها
ذبحته تحت النقاب العيون
ياابنة العم-و الهوى أمويٌ-
كيف أخفي الهوى و كيف أبين
كم قُتلنا في عشقنا،وبُعثنا
بعد موتٍ،وما علينا يمينُ
ما وقوفي على الديار ،وقلبي
كجبيني قد طرزته الغصون
لا ظباء الحمى رددن سلامي
و الخلاخيل مالهن رنين
هل مرايا دمشق تعرف وجهي
من جديد أم غيرتني السنون؟
يازمانا في (الصالحية) سمحاً
أين مني الغوى و أين الفتون؟
يا سريري و يا شراشف امي
يا عصافير،يا شذا يا غصون
يا زواريب حارتي خبيئيني
بين جفنيك فالزمان ضنين
واعذريني إذا بدوت حزينا
إن وجه المحب وجه حزين
* * * *
هاهي الشام بعد فرقة دهر
أنهر سبعة و حور عين
النوافير في البيوت كلام
و العناقيد سكر مطحون
و السماء الزرقاء دفتر شعر
و الحروف التي عليه سنون
هل دمشق-كما يقولون-كانت
حين في الليل فكّر الياسمين
آه يا شام ،كيف أشرح ما بي
وأنا فيك دائما مسكون
سامحيني إن لم أكاشفك بالعشق
فأحلى ما في الهوى التضمين
نحن أسرى معا و في قفص الحب
يعاني السجان والمسجون
* * * *
قادم من مدائن الريح وحدي
فاحتضني كالطفل يا قاسيون
احتضني و لا تناقش جنوني
ذروة العقل يا حبيبي الجنون
احتضني خمسين ألفا و ألفا
فمع الضم لا يجوز السكون
أهي مجنونة بشوقي إليها
هذه الشام،أم أنا المجنون
حامل حبها ثلاثين قرنا
فوق ظهري،وما هناك معين
كلما جئتها أرد ديوني
للجميلات،حاصرتني الديون
إن تخلت كل المقادير عني
فبعيني حبيبتي أستعين
يا إلهي جعلت عشقي بحرا
أحرام على البحار السكون
ياإلهي ،هل الكتابة جرح
ليس يشفى أم مارد ملعون
كم أعاني في الشعر موتا جميلا
و تعاني من الرياح السفين
* * *
شام ،يا شام ، يا اميرة حبي
كيف ينسى غرامه المجنون
أوقدي النار، فالحديث طويل
و طويل لمن نحب الحنين
شمس غرناطة أطلت علينا
بعد يأس و زغردت ميسلون
إن أرض الجولان تشبه عينيك
فماء يجري ،ولوز و تين
كل جرح فيها حديقة ورد
و ربيع و لؤلؤ مكنون
وطني يا قصيدة النار و الورد
تغنت بما صنعت القرون
نحن عكا و نحن كرمل حيفا
و جبال الجليل و اللطرون
كل ليمونة ستنجب طفلا
و محال ان ينتهي الليمون

قديم 08-22-2010, 01:34 PM
المشاركة 6
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

قصة خلافاتنا



برغم...
برغم جميع خلافاتنا
برغم جميع قراراتنا
بألا نعود
برغم العداء.....برغم الجفاء
برغم البرود
برغم انطفاء ابتساماتنا
برغم انقطاع جواباتنا
فثمة سر خفي
يوحد ما بين أقدارنا
و يدمي مواطىء أقدامنا
و يفنيك فيّ
و يصهر نار يديك ببرد يديّ.....
برغم جميع خلافاتنا
برغم انطفاء مناخاتنا
برغم سقوط المطر
برغم استعادة كل الهدايا
و كل الصور
برغم الإناء الجميل
الذي قلت عنه ......انكسر
برغم رتابة ساعاتنا
برغم الضجر
فلا زلت أومن ان القدر
يصر على جمع أجزاءنا
و يرفض كل اتهاماتنا
برغم خريف علاقاتنا
برغم النزيف بأعماقنا
و إصرارنا
على وضع حد لمأساتنا
بأي ثمن
برغم جميع ادعاءاتنا
بأني لن .....
و انك لن.....
فإني أشك بإمكاننا
فنحن برغم خلافاتنا
ضعيفان في وجه أقدارنا
شبيهان في كل أطوارنا
دفاترنا ،لون أوراقنا
و شكل يدينا و أفكارنا
فحتى نقوش ستاراتنا
و حتى اختيار أسطواناتنا
دليل عميق على أننا
رفيقا مصير،
رفيقا طريق
برغم جميع حماقاتنا

قديم 08-22-2010, 01:35 PM
المشاركة 7
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

قصائد قصيرة جدا


تسألني حبيبتي
مالفرق ما بيني و ما بين السما
الفرق ياحبيبتي بينكما
أنك إن ضحكت يا حبيبتي
أنسى السما
الحب يا حبيبي
قصيدة مكتوبة على القمر
الحب مرسوم على جميع أوراق الشجر
الحب منقوش على
ريش العصافير
و حبات المطر


يارب قلبي لم يعد كافيا
لأن من أحبها
تعادل الدنيا
فدع بصدري واحدا غيره
يكون في مساحة الدنيا

ما زلت تسألني عن عيد ميلادي
سجل لديك إذن ما انت تجهله
تاريخ حبك لي :تاريخ ميلادي



لو خرج المارد من قمقمه
و قال لي لبيك
دقيقة واحدة لديك
تختار فيها كا ما تريده
من قطع الياقوت و الزمرد
لاخترت عينيك بلا تردد



ذات العينين السوداوين
ذات العينين الصادقتين
لا اطلب من ربي
إلا شيئين
أن يحفظ لي هاتين العينين
و يزيد في أيامي يومين
كي أكتب شعرا
في هاتين العينين



لو كنت يا حبيبتي بمستوى جنوني
رميت ما عليك من أساور
و بعت ما لديك من جواهر
و نمت في عيوني


أشكوك للسماء
أشكوك للسماء
كيف استعطت كيف
أن تختصري
جميع ما في الارض من نساء


لأن كلام المكاتيب نات
لأن كلام القواميس مات
لأن كلام الروايات مات
أريد اكتشاف طريقة حب
أحبك فيها بلا كلمات



أنا عنك ما أخبرتهم
لكنهم لمحوك في أحداقي
أنا عنك ما كلمتهم
لكنهم قرأوك في حبري
في اوراقي
للحب رائحة
و ليس بوسعها
ألا تفوح مزارع الدراق


ذوبت في غرامك الأقلام
من أزرق و احمر و أصفر
حتى انتهى الكلام
علقت حبك في أساور الحمام
و لم أعرف يا حبيبتي
ان الهوى يطير كالحمام

كلما غنيت باسم امرأة
أسقطوا قوميتي عني
و قالوا:
كيف لا تكتب شعرا للوطن
و هل المرأة شيء آخر
غير الوطن؟
آه لو يدرك من يقرأني
أن ما اكتبه في الحب
مكتوب لتحرير الوطن

-يعانق الشرق أشعاري و يلعنها
فألف شكر لمن أطرى و من لعنا
فكل مذبوحة دافعت عن دمها
و كل خائفة أهديتها وطنا
و كل نهد انا أيدت ثورته
و ما ترددت في أن أدفع الثمنا
انا مع الحب حتى حين يقتلني
إذا تخليت عن عشقي فلست أنا

-اقرأيني كي تحسي دائما بالكبرياء
اقرأيني كلما فتشت في الصحراء
عن قطرة ماء
اقرأيني كلما سدوا على العشاق أبواب الرجاء
أنا لا أكتب حزن امرأة واحدة
إنني أكتب تاريخ النساء

-يغسلني حبك من بداوتي
يشيل عني الرمل و الحجارة
يدخلني في قصره المائي كل ليلة
يدخلني في زرقة العبارة
و عندما أسأله:
من أنت يا حبيبتي؟
يرفع لي عن وجهك الستارة
ثم يقول لي: هاهي الحضارة

-أنا لا أطمح أن أصبح قيصر
لا و لا أطمح ان أستلم العرش
فعرش الشعر أكبر
لا و لا أطمح ان يمشي ورائي صف عسكر
و امامي صف عسكر
كل ما أرجوه يلسيدتي
أن تحبيني
لا لشيء
إلا لكي أتحضر

-أنا رجل لا يريح و لايستريح
فلا تصحبيني على الطرق المعتمة
فشعري مدان
و نثري مدان
و دربي الطبيعي بين القصيدة و المحكمة
يشرفني أني ما قبلت وساما
فأنا الذي يمنح الأوسمة
فلم أك يوما بوقا لأي نظام
فشعري فوق الممالك و الأنظمة

-أنا لست مهتما بأصل قبيلتي
وراءي نزار أم ورائي تغلب
فليست بلادي بيرقا او خريطة
و لكن بلادي حيث أسطيع أكتب

-لا تسأليني من أنا
و الذي أفعله
كي أتحدى الموت و الزمان
أنا الذي أسقطت ألف دولة و دولة
لكي أقيم دولة الإنسان

-هناك بلاد تخاف على أمنها
من هديل الحمام
و من قهقهة الريح بين الشجر
و تستنفر الجيش
برا و بحرا و جوا
لكي تستعد لقتل القمر
هناك بلاد تشرع أبوابها للبغايا
و ترفض أن تمنح الشعر تأشيرة للسفر

-الكاتب في وطني
يتكلم كل لغات العالم إلا العربية
فلدينا لغة مرعبة
قد سدوا فيها كل ثقوب الحرية

قديم 08-22-2010, 01:36 PM
المشاركة 8
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

درس في الحب لتلميذة لا تقرأ


أنا لم أقل إني عشيق رائع
او مدهش
لكنني سأحبك
أنا لم أكن بطلا خرافيا
كما يصفونني
لكنني من نصف قرن لكينونتي
سأحاول
لن تعرفي طعم السلام بجانبي
فأنا التناقض
و النحول
و الجنون العاقل
أنا لم اتغنى ببحر أسود
أو أزرق
أو احمر
فأنا بحاري ما لهن سواحل
انا لم أقل إني سأعمل عاشقا متصوفا
ببلاط سيدتي الجميلة
إنما سأحاول
أنا لم أقل أن مواقفي أبدية
و عواطفي أبدية
هذا كلام باطل
أنا لم أقل إني سأبقى
معلبا و محنطا
فأنا حمام زاجل
لا شيء يعلو فوق صوت قصيدتي
فتعلمي درسا صغيرا واحدا
هو أنني عن كبرياء الشعر لا أتنازل
سقط النصيف و ليس ثمة مهرب
فعن اليمين قبائل وثنية
و عن الشمال قبائل
فكل طعنة خنجر
يعلو عليها زمرد
و أنا أسير وراء نعشي ضاحكا
يرضى القتيل و ليس يرضى القاتل

قديم 08-22-2010, 01:38 PM
المشاركة 9
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
المهرولون




سقطتْ آخرُ جدرانِ الحياءْ
وفرحنا.. ورقصنا..
وتباركنا بتوقيعِ سلامِ الجبناءْ
لم يعد يرعبنا شيءٌ..
ولا يخجلنا شيءٌ
فقد يبستْ فينا عروقُ الكبرياءْ...


سقطتْ.. للمرةِ الخمسينِ عذريّتنا..
دونَ أن نهتزَّ.. أو نصرخَ..
أو يرعبنا مرأى الدماءْ..
ودخلنا في زمانِ الهرولهْ..
ووقفنا بالطوابيرِ، كأغنامٍ أمامَ المقصلهْ
وركضنا.. ولهثنا
وتسابقنا لتقبيلِ حذاءِ القتلهْ..


جوَّعوا أطفالنا خمسينَ عاماً
ورمَوا في آخرِ الصومِ إلينا..
بصلهْ...


سقطتْ غرناطةٌ
للمرّةِ الخمسينَ – من أيدي العربْ.
سقطَ التاريخُ من أيدي العربْ.
سقطتْ أعمدةُ الروحِ، وأفخاذُ القبيلهْ.
سقطتْ كلُّ مواويلِ البطولهْ.
سقطتْ إشبيليهْ..
سقطتْ أنطاكيهْ..
سقطتْ حطّينُ من غيرِ قتالٍ..
سقطتْ عموريَهْ..
سقطتْ مريمُ في أيدي الميليشياتِ
فما من رجلٍ ينقذُ الرمزَ السماويَّ
ولا ثمَّ رجولهْ..


سقطتْ آخرُ محظيّاتنا
في يدِ الرومِ، فعنْ ماذا ندافع؟
لم يعدْ في قصرِنا جاريةٌ واحدةٌ
تصنعُ القهوةَ.. والجنسَ..
فعن ماذا ندافعْ؟؟


لم يعدْ في يدنا أندلسٌ واحدةٌ نملكها..
سرقوا الأبوابَ، والحيطانَ، والزوجاتِ، والأولادَ،
والزيتونَ، والزيتَ، وأحجارَ الشوارعْ.
سرقوا عيسى بنَ مريمْ
وهوَ ما زالَ رضيعاً..
سرقوا ذاكرةَ الليمون..
والمشمشِ.. والنعناعِ منّا..
وقناديلَ الجوامعْ


تركوا علبةَ سردينٍ بأيدينا
تسمّى "غزّة"
عظمةً يابسةً تُدعى "أريحا"
فندقاً يدعى فلسطينَ..
بلا سقفٍ ولا أعمدةٍ..
تركونا جسداً دونَ عظامٍ
ويداً دونَ أصابعْ...


بعدَ هذا الغزلِ السريِّ في أوسلو
خرجنا عاقرينْ..
وهبونا وطناً أصغرَ من حبّةِ قمحٍ..
وطناً نبلعهُ من دون ماءٍ
كحبوبِ الأسبرينْ!!


لم يعدْ ثمةَ أطلالٌ لكي نبكي عليها.
كيفَ تبكي أمةٌ
سرقوا منها المدامعْ؟


بعدَ خمسينَ سنهْ..
نجلسُ الآنَ على الأرضِ الخرابْ..
ما لنا مأوى
كآلافِ الكلابْ!!


بعدَ خمسينَ سنهْ
ما وجدنا وطناً نسكنهُ إلا السرابْ..
ليسَ صُلحاً، ذلكَ الصلحُ الذي أُدخلَ كالخنجرِ فينا..
إنهُ فعلُ اغتصابْ!!..


ما تفيدُ الهرولهْ؟
ما تفيدُ الهرولهْ؟
عندما يبقى ضميرُ الشعبِ حياً
كفتيلِ القنبلهْ..
لن تساوي كلُّ توقيعاتِ أوسلو..
خردلهْ!!..


كم حلمنا بسلامٍ أخضرٍ..
وهلالٍ أبيضٍ..
وببحرٍ أزرقَ.. وقلوعٍ مرسلهْ..
ووجدنا فجأةً أنفسنا.. في مزبلهْ!!


من تُرى يسألهم عن سلامِ الجبناءْ؟
لا سلامِ الأقوياءِ القادرينْ.
من تُرى يسألهم عن سلامِ البيعِ بالتقسيطِ..؟
والتأجيرِ بالتقسيطِ.. والصفقاتِ..
والتجّارِ والمستثمرينْ؟
وتُرى يسألهم عن سلامِ الميتينْ؟
أسكتوا الشارعَ.. واغتالوا جميعَ الأسئلهْ..
وجميعَ السائلينْ...


... وتزوّجنا بلا حبٍّ..
من الأنثى التي ذاتَ يومٍ أكلتْ أولادنا..
مضغتْ أكبادنا..
وأخذناها إلى شهرِ العسلْ..
وسكِرنا ورقصنا..
واستعَدنا كلَّ ما نحفظُ من شعرِ الغزلْ..
ثمَّ أنجبنا، لسوءِ الحظِّ، أولاداً معاقينَ
لهم شكلُ الضفادعْ..
وتشرّدنا على أرصفةِ الحزنِ،
فلا من بلدٍ نحضنهُ..
أو من ولدْ!!


لم يكُن في العرسِ رقصٌ عربيٌّ
أو طعامٌ عربيٌّ
أو غناءٌ عربيٌّ
أو حياءٌ عربيٌّ
فلقد غابَ عن الزفةِ أولادُ البلدْ..


كانَ نصفُ المهرِ بالدولارِ..
كانَ الخاتمُ الماسيُّ بالدولارِ..
كانتْ أجرةُ المأذونِ بالدولارِ..
والكعكةُ كانتْ هبةً من أمريكا..
وغطاءُ العرسِ، والأزهارُ، والشمعُ،
وموسيقى المارينزْ..
كلُّها قد صنعتْ في أمريكا!!


وانتهى العرسُ..
ولم تحضرْ فلسطينُ الفرحْ.
بلْ رأت صورتها مبثوثةً عبرَ كلِّ الأقنيهْ..
ورأتْ دمعتها تعبرُ أمواجَ المحيطْ..
نحوَ شيكاغو.. وجيرسي.. وميامي..
وهيَ مثلَ الطائرِ المذبوحِ تصرخْ:
ليسَ هذا العرسُ عرسي..
ليسَ هذا الثوبُ ثوبي..
ليسَ هذا العارُ عاري..
أبداً.. يا أمريكا..
أبداً.. يا أمريكا..
أبداً.. يا أمريكا..


نزار قباني -لندن 2 تشرين اول 1995

قديم 08-22-2010, 01:40 PM
المشاركة 10
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أريد أن أكتب لك كلاما- نزار قباني




أريد أن أكتب لك كلاما
لا يشبه كل الكلام
و اخترع لغة لك وحدك
أفصلها على مقاييس جسدك

أريد أ أسافر من أوراق القاموس
و أطلب إجازة من فمي
فلقد تعبت من استدارة فمي
أريد فما آخر
يستطيع أن يتحول متى أراد
إلى شجرة كرز
أو علبة كبريت
أريد فما جديدا
تخرج منه الكلمات
كما تخرج الحوريات من زبد البحر
و كما تخرج الأرانب البيضاء
من قبعة الساحر
خذوا جميع الكتب
التي قرأتها في طفولتي
خذوا جميع كراريسي المدرسية
خذوا الطباشير
و الأقلام
و الألواح السوداء
و علموني كلمة جديدة
أعلقها كالحلق
في أذن حبيبتي!

أريد أصابع أخرى
لأكتب بطريقة أخرى
فأنا أكره الأصابع التي لا تطول
و لا تقصر
كما أكره الأشجار التي لا تموت
و لا تكبر
أريد أصابع جديدة
عالية كصواري المراكب
و طويلة كأعناق الزرافات
حتى أفصل لحبيبتي
قميصا من الشعر
لم تلبسه قبلي
أريد أن أصنع لك أبجدية
غير كل الأبجديات
فيها شيء من إيقاع المطر
و شيء من غبار القمر
و شيء من حزن الغيوم الرمادية
و شيء من وجع اوراق الصفصاف
تحت عربات أيلول
أريد أن أهديك كنوزا من الكلمات
لم تهد لامرأة من قبلك
ولن تهدى لامرأة بعدك
يا امرأة
ليس قبلها قبل
و ليس بعدها بعد!!


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مختارات من نزار قباني
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رسالة إلى نزار قباني حسام الدين بهي الدين ريشو منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 3 05-30-2016 04:26 PM
هذا هو ( نزار قباني ) سامر العتيبي منبر الفنون. 12 05-03-2015 09:49 AM
بلقيس - نزار قباني عبد السلام بركات زريق منبر ديوان العرب 6 03-28-2011 05:18 PM
من روائع نزار قباني منال الشايع منبر ديوان العرب 3 01-04-2011 03:17 PM
إلى رجل - نزار قبانى سارة رمضان منبر ديوان العرب 2 12-04-2010 03:50 PM

الساعة الآن 01:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.