احصائيات

الردود
7

المشاهدات
16581
 
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي

محمد عبدالرازق عمران is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
850

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة
البيضاء / ليبيا

رقم العضوية
10226
08-10-2011, 09:39 PM
المشاركة 1
08-10-2011, 09:39 PM
المشاركة 1
Thumbs up قصائد دينية خالدة
( البردة )

أمن تذكر جــــــــــــيران بذي سلمِ
مزجت دمعا جـــــــــرى من مقلة بدمِ
***
أم هبّت الريح مـــــــــن تلقاء كاظمة
وأومض البرق فــــــي الظلماء من إضمِ
***
فما لعينيك إن قلــــــــــت أكففا همتا
وما لقلبك إن قلــــــــــت أستفق يهم ِ
***
أيحسب الـــــــــصبّ أن الحب منكتم
ما بين منسجــــــــــم منه ومضطرم
***
لولا الهوى لم تـــــــرق دمعا على طلل
ولا أرقت لذكـــــــــــر البان والعلم
***
فكيف تنـكر حبّا بـــــــــعدما شهدت
به عـليك عـــــــــدول الدّمع والسّقم
***
وأثبت الوجد خــــــــطيّ عبرة وضنى
مثل البـهار علـــــــــى خدّيك والعنم
***
نعم سـرى طيف مــــــن أهوى فأرّقني
والـحبّ يعترض اللـــــــــّذات بالألم
***
يا لائمـي في الهــــــوى العذري معذرة
مني إليك ولو أنــــــــــصفت لم تلم
***
عدتك حالي لا ســـــــــرّي بمستتر
عن الوشـــــــــاة ولا دائي بمنحسم
***
محضتني النّصح لــــــكن لست أسمعه
إن المحبّ عن الــــــــعذّال في صمم
***
إني اتهمت نصيــــــح الشيب في عذلي
والشيب أبعد فـــــــي نصح عن التهم
***
فإن أمّارتي بالــــــــسوء ما اتعظت
من جهلها بنذيــــــــر الشّيب والهرم
***
ولا أعدّت من الفـــــــعل الجميل قرى
ضيف ألمّ برأســــــــي غير محتشم
***
لو كنت أعلــــــــــم أنّي ما أوقره
كتمت سرّا بدا لـــــــــي منه بالكتم
***
من لي بردّ جمــــــــاح من غوايتها
كما يردّ جماح الــــــــــخيل باللجم
***
فلا ترم بالمعـــــــاصي كسر شهوتها
إن الطعام يقوّي شـــــــــهوة النهم
***
والنفس كالطفل إن تـــــهمله شبّ على
حبّ الرّضاع وإن تــــــــفطمه ينفطم
***
فاصرف هواها وحـــــــاذر أن تولّيه
إن الهوى ما تولّـــــــى يصم أو يصم
***
وراعها وهي فـــــــي الأعمال سائمة
وإن هي استحلت الــــــمرعى فلا تسم
***
كم حسنت لذة للــــــــــمرء قاتلة
من حيث لم يـــــدر أن السّم في الدّسم
***
واخش الدّسائس من جــــوع ومن شبع
فرب مخمصة شـــــــــرّ من التّخم
***
واستفرغ الدّمع مـــــن عين قد امتلأت
من المحارم والــــــــزم حمية الندم
***
وخالف النّفس والشّـــــيطان واعصهما
وإن هما محّضـــــــاك النّصح فأتهم
***
ولا تطع منهما خـــــــصما ولا حكما
فأنت تعرف كيد الـــــــخصم والحكم
***
ظلمت سنّة من أحـــــــيا الظلام إلى
أن اشتكت قدماه الـــــــضرّ من ورم
***
وشدّ من سغب أحـــــــشاءه وطوى
تحت الحجارة كشــــــحا مترف الأدم
***
وراودته الجبال الـــــــشمّ من ذهب
عن نفسه فـــــــــأراها أيّما شمم
***
وأكدت زهده فيـــــــــها ضرورته
إنّ الضرورة لا تــــــعدو على العصم
***
محمد سيّد الكــــــــونين والثقلين
والفريقين من عــــــرب ومن عجم
***
نبيّنا الآمر الـــــــــنّاهي فلا أحد
أبرّ في قـــــــــول لا منه ولا نعم
***
هو الحبيب الذي تــــــرجى شفاعته
لكلّ هول من الأهــــــــوال مقتحم
***
دعا إلى الله فالمـــــــستمسكون به
مستمسكون بحـــــــبل غير منفصم
***
فاق النّبيين فـــــــي خلْق وفي خُلق
ولم يدانوه فـــــــــي علم ولا كرم
***
وكلّهم من رســــــــول الله ملتمس
غرفا من البحـــــر أو رشفا من الدّيم
***
وواقفون لــــــــــديه عند حدّهم
من نقطة العلم أو مـــــن شكلة الحكم
***
فهو الذي تمّ مــــــــعناه وصورته
ثم اصطفاه حــــــــبيبا بارئ النّسم
***
منزّه عن شريك فــــــــي محاسنه
فجوهر الحسن فـــــــيه غير منقسم
***
دع ما أدّعته النـــــــصارى في نبيهم
واحكم بما شئت مــــــدحا فيه واحتكم
***
وانسب إلى ذاته مـــــا شئت من شرف
وانسب إلى قدره مـــــا شئت من عظم
***
فإنّ فضل رســـــــــول الله ليس له
حدّ فيعرب عـــــــــــنه ناطق بفم
***
لو ناسبت قــــــــــدرة آياته عظما
أحيا اسمه حين يــــــدعى دارس الرّمم
***
لم يمتحنّا بما تعــــــــــيا العقول به
حرصا علينا فلم نـــــــــرتب ولم نهم
***
أعيا الورى فهم مـــــــعناه فليس يرى
في القرب والبـــــــعد فيه غير منفحم
***
كالشمس تظهــــــــر للعينين من بعد
صغيرة وتكلّ الـــــــــطّرف من أمم
***
وكيف يدرك فــــــــي الدنيا حقيقته
قوم نيّام تســــــــــلّوا عنه بالحلم
***
فمبلغ العلم فـــــــــــيه أنّه بشر
وأنّه خير خـــــــــــلق الله كلّهم
***
وكلّ آي أتى الرّســـــــل الكرام بها
فإنما اتصلت مـــــــــن نوره بهم
***
فإنه شمس فــــــــضل هم كواكبها
يظهران أنوارها للــــــناس في الظّلم
***
أكرم بخلق نبــــــــــيّ زانه خلق
بالحسن مشتمــــــــل بالبشر متّسم
***
كالزّهر في ترف والـــــبدر في شرف
والبحر في كرم والــــــدّهر في همم
***
كأنّه وهو فــــــــــرد من جلالته
في عسكر حين تـــــــلقاه وفي حشم
***
كأنّما اللؤلؤ المـــــــكنون في صدف
من معدني منطـــــــق منه ومبتسم
***
لا طيب يعدل تـــــــربا ضمّ أعظمه
طوبى لمنتشـــــــــق منه وملتثم
***
أبان مولده عـــــــن طيب عنصره
يا طيب مبتدأ مـــــــــنه ومختتم
***
يوم تفرّس فيــــــــه الفرس أنهم
قد أنذروا بحــــــلول البؤس والنّقم
***
وبات إيوان كســـــرى وهو منصدع
كشمل أصحاب كـــــسرى غير ملتئم
***
والنّار خامدة الأنفــــــاس من أسف
عليه والنّهر ســــاهي العين من سدم
***
وساء ساوة أن غـــــاضت بحيرتها
وردّ واردها بالــــــغيظ حين ظمي
***
كأن بالنار مـــــــا بالماء من بلل
حزنا وبالماء مـــــا بالنار من ضرم
***
والجنّ تهتف والأنــــــوار ساطعة
والحق يظهر مـــــن معنى ومن كلم
***
عموا وصمّوا فاعـــــلان البشائر لم
تسمع وبارقة الإنـــــــذار لم تشم
***
من بعد ما أخـــــبر الأقوام كاهنهم
بأن دينهم المــــــــعوجّ لم يقم
***
وبعد ما عاينوا فـــي الأفق من شهب
منقضّة وفق ما فـــي الأرض من صنم
***
حتى غدا عن طــــريق الوحي منهزم
من الشياطين يــــــقفو إثر منهزم
***
كأنّهم هربا أبـــــــــطال أبرهة
أو عسكر بالحصى مـــن راحتيه رمي
***
نبذا به بعد تســـــــبيح ببطنهما
نبذ المسبّح مــــــن أحشاء ملتقم
***
جاءت لدعوته الأشـــــجار ساجدة
تمشي إليه علــــــى ساق بلا قدم
***
كأنّما سطرت ســــــطرا لما كتبت
فروعها من بديـــــع الخطّ في اللّقم
***
مثل غمامة أنـــــــى سار سائرة
تقيه حرّ وطــــــيس للهجير حمي
***
وما حوى الغار مــــن خير ومن كرم
وكل طرف من الـــــكفّار عنه عمي
***
فالصدق في الـــغار والصّديق لم يرما
وهم يقولون مــــــا بالغار من أرم
***
ظنّوا الحمامة وظنـــّوا العنكبوت على
خير البريّة لـــــــم تنسج ولم تحم
***
وقاية الله أغــــــنت عن مضاعفة
من الدّروع وعـــــن عال من الأطم
***
ما سامني الدّهر ضيمـــا واستجرت به
إلا ونلت جوارا مــــــــنه لم يضم
***
ولا التمست عنـــــى الدّارين من يده
إلا استلمت النّدى مـــــن خير مستلم
***
لا تنكر الوحي مــــــن رؤياه أن له
قلبا إذا نــــــــامت العينان لم ينم
***
وذاك حين بـــــــــلوغ من نبوّته
فليس ينكر فـــــــــيه حال محتلم
***
تبارك الله مــــــــا وحي بمكتسب
ولا نبيّ علـــــــــى غيب بمتهم
***
كم أبرأت وصــــــبا باللمس راحته
وأطلقت أربا مــــــــن ربقة اللّمم
***
وأحيت السّنة الشـــــــهباء دعوته
حتى حكت غرّة فــــي الأعصر الدّهم
***
بعارض جاد أو خــــــلت البطاح بها
سيب من اليمّ أو ســــــيل من العرم
***
دعني ووصفـــــــي آيات له ظهرت
ظهور نار القـــــــرى ليلا على علم
***
فالدّر يزداد حــــــــسنا وهو منتظم
وليس ينقص قــــــــدرا غير منتظم
***
فما تطاول آمـــــــــال المديح إلى
ما فيه من كـــــــرم الأخلاق والشّيم
***
آيات حقّ مــــــــن الرّحمن محدثة
قديمة صفة المــــــــوصوف بالقدم
***
لم تقترن بزمــــــــان وهي تخبرنا
عن المعاد وعـــــــن عاد وعن إرم
***
دامت لدينا ففــــــــاقت كلّ معجزة
من النبيين إذ جــــــــاءت ولم تدم
***
محكمات فما تبـــــــــقين من شبه
لذي شقاق ومـــــــا تبغين من حكم
***
ما حوربت قـــــــط إلا عاد من حرب
أعدى الأعادي إليـــــــها ملقي السّلم
***
ردّت بلاغتها دعــــــــوى معرضها
ردّ الغيور يد الـــــــجّاني عن الحرم
***
لها معان كمـــــــوج البحر في مدد
وفوق جوهره فــــــي الحسن والقيم
***
فما تعدّ ولا تحـــــــصى عجائبها
ولا تسام علـــــــى الإكثار بالسأم
***
قرّت لها عــــــين قاريها فقلت له
لقد ظفرت بـــــــحبل الله فاعتصم
***
كأنها الحوض تـــــبيضّ الوجوه به
من العصاة وقد جــــــاؤوا كالحمم
***
وكالصراط وكــــــــالميزان معدلة
فالقسط من غيرها فــــي الناس لم يقم
***
لا تعجبن لـــــــحسود راح ينكرها
تجاهلا وهو عـــــــين الحاذق الفهم
***
قد تنكر العين ضــــوء الشمس من رمد
وينكر الفم طعـــــــم الماء من سقم
***
يا خير من يمّـــــــم العافون ساحته
سعيا وفوق مـــــــتون الأينق الرّسم
***
ومن هو الآية الــــــــكبرى لمعتبر
ومن هو النّـــــــعمة العظمى لمغتنم
***
سريت من حــــــــرم ليلا إلى حرم
كما سرى البدر فــــــي داج من الظّلم
***
وبتّ ترقى إلــــــــى أن نلت منزلة
من قاب قوسين لــــــم تدرك ولم ترم
***
وقدّمتك جميـــــــــع الأنبياء بها
والرّسل تقديم مــــــخدوم على خدم
***
وأنت تخترق السّــــــبع الطباق بهم
في موكب كنت فـــــيه صاحب العلم
***
حتى إذا لم تـــــــدع شأوا لمستبق
من الدّنو ولا مــــــــرقى لمستنم
***
خفضت كل مقـــــــام بالإضافة إذ
نوديت بالرفع مــــــثل المفرد العلم
***
كيما تفوز بــــــــوصل أيّ مستتر
عن العيون وســــــــرّ أيّ مكتتم
***
فحزت كلّ فخـــــــار غير مشترك
وجزت كلّ مـــــــقام غير مزدحم
***
وجلّ مقدار مــــــا وليت من رتب
وعزّ إدراك مــــــا أوليت من نعم
***
بشرى لنا مـــــعشر الإسلام إن لنا
من العناية ركنـــــــا غير منهدم
***
لمّا دعى الله داعـــــــينا لطاعته
بأكرم الرّسل كـــــــنّا أكرم الأمم
***
راعت قلوب الــــــعدا أنباء بعثته
كنبأة أجفلت غـــــــفلا من الغنم
***
ما زال يلقاهم فـــــــي كلّ معترك
حتى حكوا بالقنا لــــحما على وضم
***
ودّوا الفرار فكــــــادوا يغبطون به
أشلاء شالت مـــــع العقبان والرّخم
***
تمضي اللّيالـــــي ولا يدرون عدّتها
ما لم تكن من ليـــالي الأشهر الحرم
***
كأنما الدّين ضــــــيف حلّ ساحتهم
بكلّ قرم إلى لــــــــحم العدا قرم
***
يجرّ بحر خــــــميس فوق سابحة
يرمي بموج مـــــن الأبطال ملتطم
***
من كلّ منـــــــتدب لله محتسب
يسطو بمستـــــأصل للكفر مصطلم
***
حتى غدت ملّة الإســــلام وهي بهم
من بعد غربتها مـــــوصولة الرّحم
***
مكفولة أبدا مـــــــنهم بخير أب
وخير بعل فلـــــــم تيتم ولم تئم
***
هم الجبال فسل عـــــنهم مصادمهم
ماذا لقي منهــــــم في كلّ مصطدم
***
وسل حنينا وسل بـــــدرا وسل أحدا
فصول حتف لهــــم أدهى من الوخم
***
المصدري البيض حــمرا بعد ما وردت
من العدا كل مــــــسود من اللّمم
***
والكاتبين بسمـــــر الخطّ ما تركت
أقلامهم حرف جـــــسم غير منعجم
***
شاكي السّلاح لهــــم سيمى تميّزهم
والورد يمتاز بالســــيمى عن السّلم
***
تهدي إليك ريـــــاح النّصر نشرهم
فتحسب الزّهر فــــي الأكمام كلّ كمي
***
كأنهم في ظهور الـــــخيل نبت ربا
من شدّة الحزم لا مــــن شدّة الحزم
***
طارت قلوب العدا مــــن بأسهم فرقا
فما تفرّق بـــــــين البهم والبهم
***
ومن تكن برســــــول الله نصرته
إن تلقه الأسد فـــــي آجامها تجم
***
ولن ترى من ولـــــي غير منتصر
به ولا من عــــــدّو غير منعجم
***
أحلّ أمته فــــــــي حرز ملّته
كالليث حلّ مــــع الأشبال في أجم
***
كم جدّلت كلمـــــات الله من جدل
فيه وكم خصم الـــبرهان من خصم
***
كفاك بالعلم فـــــي الأميّ معجزة
في الجاهلية والــــتأديب في اليتم
***
خدمته بمديــــــــح أستقيل به
ذنوب عمر مضى فــي الشّعر والخدم
***
إذ قلّداني ما تــــــخشى عواقبه
كأنني بهما هــــــدي من النعم
***
أطعت في الصّبا فـــي الحالتين وما
حصلت إلا علــــــى الآثام والنّدم
***
فيا خسارة نــــــفس في تجارتها
لم تشتر الدّين بـــــالدنيا ولم تسم
***
ومن يبع آجلا مـــــــنه بعاجله
بين له الغبن فــــي بيع وفي سلم
***
إن آت ذنبا فما عــــهدي بمنتقص
من النبيّ ولا حــــــبلي بمنصرم
***
فإنّ لي ذمّة مـــــــنه بتسميتي
محمّدا وهو أوفــــى الخلق بالذمم
***
إن لم يكن في مــــعادي آخذا بيدي
فضلا وال فقل يـــــــا زلّة القدم
***
حاشاه أن يحرم الــــرّاجي مكارمه
أو يرجع الجّار مـــــنه غير محترم
***
ومنذ ألزمت أفكـــــــاري مدائحه
وجدته لخلاصـــــــي خير ملتزم
***
ولن يفوت الغنـــــى منه يدا تربت
إنّ الحيا ينبت الأزهـــــار في الأكم
***
ولم أرد زهرة الدّنيـــــا التي أقتطفت
يدا زهير بما أثنـــــــى على هرم
***
يا أكرم الخلق مـــــا لي من ألوذ به
سواك عند حلول الــــــحادث العمم
***
ولن يضيق رســـــول الله جاهك بي
إذا الكريم تجـــــــلّى باسم منتقم
***
يا نفس لا تقنطي مــــن زلّة عظمت
إن الكبائر فــــــي الغفران كالّلمم
***
لعلّ رحمة ربّي حـــــــين يقسمها
تأتي على حسب العـــصيان في القسم
***
يا ربّ واجعل رجـــــائي غير منعكس
لديك وأجعل حســــــابي غير منخرم
***
وألطف بعبدك فـــــــي الدّارين إنّ له
صبرا متى تدعــــــــه الأهوال ينهزم
***
وائذن لسحب صــــــــلاة منك دائمة
على النبيّ بمنــــــــــهلّ ومنسجم
***
ما رنّحت عذبات البـــــــان ريح صبا
وأطرب العيس حــــــادي العيس بالنغم
***
ثمّ الرّضا عن أبـــــــي بكر وعن عمر
وعن عليّ وعن عــــــثمان ذي الكرم
***
والآل والصّحب ثـــــــم التّابعين فهم
أهل التّقى والنّقــــــى والحلم والكرم
***
يا ربّ بالمصطــــــفى بلّغ مقاصدنا
واغفر لنا ما مضـــــى يا واسع الكرم
***
بجاه من بيته فــــــــي طيبة حرم
واسمه قسم مــــــــن أعظم القسم
***
وهذه بردة المــــــــختار قد ختمت
فالحمد لله في بــــــــدء وفي ختم
***

أبياتها قد أتت ســــــــتين مع مائة
ففرّج بها كربنا يـــــــا واسع الكرم
( محمد بن سعيد البوصيري )


* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )
قديم 08-10-2011, 09:41 PM
المشاركة 2
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي
  • غير موجود
افتراضي
( نهج البردة )

ريم على القاع بـــــــــين البان والعلم
أحلّ سفك دمي فــــــــي الأشهر الحرمِ
***
رمى القضاء بعينـــــــــي جؤذر أسدا
يا ساكن القــــــــاع أدرك ساكن الأكم ِ
***
لمّا رنا حدّثتـــــــــــني النفس قائلة
يا ويح جنبك بالســـــــهم المصيب رمي
***
جحدتها وكتمت الـــــــــسهم في كبدي
جرح الأحبّة عـــــــــندي غير ذي ألمِ
**
رزقت أسمح ما فـــــــي الناس من خلق
إذا رزقت التماس الــــــــعذر في الشيم
***
يا لائمي في هـــــــــواه والهوى قدر
لو شفّك الوجد لـــــــــم تعذل ولم تلمِ
***
لقد أنلتك أذنــــــــــــا غير واعية
وربّ منتصت والـــــــــقلب في صممِ
***
يا ناعس الطرف لا ذقــــــت الهوى أبدا
أسهرت مضناك فــــــي حفظ الهوى فنمِ
***
أفديك إلفا ولا آلو الـــــــــخيال فدى
أغراك بالبخل مـــــــــن أغراه بالكرمِ
***
سرى فصادف جـــــــــرحا داميا فأسا
وربّ فضل عـــــــــلى العشّاق للحلمِ
***
من الموائس بــــــــــانا بالربى وقنا
اللآّعبات بروحــــــــي السّافحات دمي
**
السّافرات كأمـــــــــثال البدور ضحى
يغرن شمس الضّــــــحى بالحلي والعصمِ
***
القاتلات بأجفــــــــــــان بها سقم
وللمنية أسبــــــــــــاب من السقمِ
***
العاثرات بألبـــــــــــاب الرّجال وما
أقلن من عثرات الـــــــــدلّ في الرسمِ
***
المضرمات خـــــــــدودا أسفرت وجلت
عن فتنة تسلـــــــــــم الأكباد للضّرمِ
***
الحاملات لواء الـــــــــــحسن مختلفا
أشكاله وهو فرد غـــــــــــير منقسم
***
من كلّ بيضاء أو ســـــــــمراء زيّنتنا
للعين والحسن فــــــــي الآرام كالعصمِ
***
يرعن للبصر السّامــــــــي ومن عجب
إذا أشرن أســـــــــــرن الليث بالغنمِ
***

وضعت خدّي وقسّــــــــمت الفؤاد ربى
يرتعن في كنس مــــــــــنه وفي أكمِ
***
يا بنت ذي اللّبد المـــــــــحميّ جانبه
ألقاك في الغــــــــاب أم ألقاك في الأطمِ
***
ما كنت أعلم حــــــــــتى عن مسكنه
إن المنى والمنايا مـــــــــضرب الخيمِ
***
من أنبت الغصن مـــــــن صمصامة ذكر
وأخرج الرّيم مـــــــــن ضرغامة قرمِ
***
بيني وبينك من ســـــــــمر القنا حجب
ومثلها عفّة عــــــــــــذريّة العصمِ
***
لم أغش مغناكِ إلا فـــــــي غضون كرى
مغناكِ أبعد للـــــــــــمشتاق من إرمِ
***
يا نفس دنياكِ تخــــــــــفي كل مبكية
وإن بدا لكِ منهــــــــــا حسن مبتسمِ
***
فضّي بتقواك فاها كــــــــــلّما ضحكت
كما يفضّ أذى الــــــــــرّقشاء بالثرمِ
***
مخطوبة منذ كـــــــــان الناس خاطبة
من أوّل الدهر لــــــــــم ترمل ولم تئم
***

يفنى الزّمان ويبـــــــــقى من إساءتها
جرح بآدم يبكــــــــــي منه في الأدمِ
***
لا تحفلي بجنـــــــــــاها أو جنايتها
الموت بالزّهر مــــــــثل الموت بالفحمِ
***
كم نائم لا يراهــــــــــا وهي ساهرة
لولا الأماني والأحــــــــــلام لم ينمِ
***
طورا تمدّك في نـــــــــعمى وعافية
وتارة في قرار الــــــــبؤس والوصمِ
***
كم ضللتك ومن تــــــــحجب بصيرته
إن يلق صابا يــــــــرد أو علقما يسمِ
***
يا ويلتاه لنفــــــــــسي راعها ودها
مسوّدة الصحف فــــــــي مبيضّة اللّممِ
***
ركضتها في مريع الــــــــمعصيات وما
أخذت من حمية الـــــــــطّاعات للتخمِ
***
هامت على أثـــــــــر اللّذات تطلبها
والنفس إن يدعــــــها داعي الصبا تهمِ
***
صلاح أمرك للأخــــــــــلاق مرجعه
فقوّم النّفس بالأخــــــــــلاق تستقمِ
***

والنفس من خيرهـــــــا في خير عافية
والنفس من شرّها فـــــــي مرتع وخمِ
***
تطغى إذا مكّنت مــــــــن لذّة وهوى
طغي الجّياد إذا عـــــــضّت على اللّجمِ
***
إن جلّ ذنبي عن الغـــــــفران لي أمل
في الله يجعلني فـــــــي خير معتصمِ
***
ألقي رجائي إذا عـــــــزّ المجير عليّ
مفرّج الكرب فـــــــي الدّارين والغممِ
***
إذا خفضت جنــــــــــاح الذّل أسأله
عزّ الشفاعة لــــــــم أسأل سوى أممِ
***
وإن تقدم ذو تــــــــــقوى بصالحة
قدّمت بين يــــــــــديه عبرة النّدمِ
***
لزمت باب أمـــــــــير الأنبياء ومن
يمسك بمفــــــــــتاح باب الله يغتنمِ
***
فكلّ فضل وإحــــــــــسان وعارفة
ما بين مستلم مــــــــــنه وملتزمِ
***
علّقت من مدحه حـــــــــبلا أعزّ به
في يوم لا عزّ بالأنــــــــساب واللّحم
***

يزري قريضي زهـــــــيرا حين أمدحه
ولا يقاس إلى جــــــــودي لدى هرمِ
***
محمد صفوة الـــــــــباري ورحمته
وبغية الله من خــــــــلق ومن نسمِ
***
وصاحب الحوض يـــــوم الرّسل سائلة
متى الورود وجــــــبريل الأمين ظمي
***
سناؤه وسناه الـــــــــشمس طالعة
فالجرم في فلك والـــــــضوء في علمِ
***
قد أخطأ النجم مـــــــــا نالت أبوّته
من سؤدد باذخ فـــــــي مظهر سنمِ
***
نموا إليه فزادوا فــــــي الورى شرفا
وربّ أصل الفرع فــــــي الفخار نمي
***
حواه في سبحــــــــات الطهر قبلهم
نوران قاما مقـــــــام الصلب والرحمِ
***
لمّا رآه بحــــــــــيرا قال : نعرفه
بما حفظنا مــــــــن الأسماء والسّيمِ
***
سائل حراء وروح الــــــقدس هل علما
مصون سرّ عــــــــن الإدراك منكتمِ
***

كم جيئة وذهـــــــــاب شرّفت بهما
بطحاء مكة في الإصـــــــباح والغسمِ
***
ووحشة لأبن عـــــــــبدالله بينهما
أشهى من الأنس بـــــالأحساب والحشمِ
***
يسامر الوحي فيــــــــها قبل مهبطه
ومن يبشّر بسيمــــــــى الخير يتّسمِ
***
لمّا دعا الصحب يســـــتسقون من ظمأ
فاضت يداه مــــــــن التّسنيم بالسنمِ
***
وظلّلته فصارت تـــــــــــستظلّ به
غمامة جذبتها خـــــــــيرة من الدّيمِ
***
محبة لرســـــــــــول الله أشربها
قعائد الدير والرّهــــــــبان في القممِ
( أحمد شوقي ، مصر )

* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )
قديم 08-10-2011, 09:43 PM
المشاركة 3
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي
  • غير موجود
افتراضي
( سلو قلبي )
سلو قلبي غــــــــداة سلا وثابا
لعلّ على الجّــــــــمال له عتابا
**
ويسأل في الحـــــوادث ذو صواب
فهل ترك الجّـــــــمال له صوابا
***
وكنت إذا سألـــــــت القلب يوما
تولّى الدّمع عــــــن قلبي الجوابا
***
ولي بين الضـــــــلوع دم ولحم
هما الواهي الذي ثــــــكل الشبابا
***
تسرّب في الدمـــــوع فقلت : ولّى
وصفّق في الضـــــلوع فقلت : ثابا
***
ولو خلقت قلـــــــوب من حديد
لما حملت كمـــــــا حمل العذابا
***
وأحباب سقــــــــيت بهم سلافا
وكان الوصل مــــــن قصر حبابا
***
ونادمنا الشبـــــــاب على بساط
من اللّذات مــــــــختلف شرابا
***
وكلّ بساط عيش ســـــوف يطوى
وإن طال الزّمـــــــان به وطابا
***
كأن القلب بــــــــعدهم غريب
إذا عادته ذكـــــــرى الأهل ذابا
***
ولا ينبيك عـــــــن خلق الليالي
كمن فقد الأحبـــــــّة والصحابا
***
أخا الدنيا أرى دنـــــــياك أفعى
تبدّل كـــــــــــلّ آونة إهابا
***
وأن الرّقط أيقـــــــــظ هاجعات
وأترع في ظــــــــلال السّلم نابا
***
ومن عجب تشـــــــيّب عاشقيها
وتفنيهم ومــــــــا برحت كعابا
***
فمن يغترّ بالـــــــــدنيا فإني
لبست بها وأفــــــــنيت الثيابا
***
لها ضحك القـــــــيان إلى غبيّ
ولي ضحك اللــــــبيب إذا تغابى
***
جنيت بروضــــــها وردا وشوكا
وذقت بكأسها شـــــــهدا وصابا
***
فلم أرى غير حــــــكم الله حكما
ولم أر دون بــــــــاب الله بابا
***

ولا عظمت فـــــــي الأشياء إلا
صحيح العلـــــــم والأدب اللّبابا
***
ولا كرّمـــــــــت إلا وجه حرّ
يقلد قومه الــــــــمنن الرغابا
***
ولم أر مثل جمـــــــع المال داء
ولا مثل البخــــــــيل به مصابا
***
فلا تقتلك شـــــــــهوته وزنها
كما تزن الطـــــــعام أو الشرابا
***
وخذ لبنيك والأيـــــــــام ذخرا
وأعط الله حــــــــصته احتسابا
***
فلو طالعت أحــــــــداث اللّيالي
وجدت الفقر أقــــــــربها انتيابا
***
وأنّ البرّ خيــــــــــر في حياة
وأبقى بعد صـــــــــاحبه ثوابا
***
وأنّ الشرّ يصـــــــــدع فاعليه
ولم أر خــــــــــيرا بالشرّ آبا
***
فرفقا بالبنيـــــــــن إذا اللّيالي
على الأعقاب أوقـــــــعت العقابا
***

ولم يتقلدوا شــــــــكر اليتامى
ولا ادّرعوا الدّعــــــاء المستجابا
***
عجبت لمعشر صــــــلّوا وصاموا
عواهر خشــــــــية وتقى كذّابا
***
وتلفيهم حــــــــيال المال صمّا
إذا داعي الزّكــــــــاة بهم أهابا
***
لقد كتموا نصــــــــيب الله منه
كأن الله لم يـــــــحصي النّصابا
***
ومن يعدل بحــــــــبّ الله شيئا
كحبّ المال ضــــــلّ هوى وخابا
***
أراد الله بالــــــــــفقراء برّا
وبالأيتام حــــــــــبّا وارتيابا
***
فربّ صغير قـــــــــوم علّموه
سما وحمى المســــــوّمة العرابا
***
وكان لقومـــــــــه نفعا وفخرا
ولو تركوه كـــــــان أذى وعابا
***
فعلّم ما اســـــــتطعت لعلّ جيلا
سيأتي يحدث الــــــعجب العجابا
***

ولا ترهق شبــــــاب الحيّ يأسا
فإن اليأس يخــــــــترم الشّبابا
***
يريد الخالق الـــــــرّزق اشتراكا
وإن يك خصّ أقـــــــواما وحابى
***
فما حرم المــــــــجدّ جنى يديه
ولا نسى الشقــــــيّ ولا المصابا
***
ولولا البخل لـــــــم يهلك فريق
على الأقدار تلقـــــــاهم غضابا
***
تعبت بأهله لــــــــوما وقبلي
دعاة البرّ قد ســــــئموا الخطابا
***
ولو أنّي خطـــــــبت على جماد
فجّرت به الينــــــــابيع العذابا
***
ألم تر للهواء جـــــــرى فأفضى
إلى الأكواخ واخـــــــترق القبابا
***
وأنّ الشمس فـــــي الآفاق تغشى
حمى كسرى كـــــما تغشى اليبابا
***
وأنّ الماء تــــــروى الأسد منه
ويشفى من تلــــــعلعها الكلابا
***

وسوى الله بـــــــينكم المنايا
ووسّدكم مع الــــــرّسل الترابا
***
وأرسل عائلا مـــــــنكم يتيما
دنا من ذي الجـــــلال فكان قابا
***
نبيّ البرّ بـــــــــيّنه سبيلا
وسنّ خلاله وهــــــدى الشّعابا
***
تفرّق بعد عيســـــى النّاس فيه
فلمّا جاء كـــــــان لهم متابا
***
وشافي النفس مــــن نزعات شرّ
كشاف من طبائــــــعها الذئابا
***
وكان بيانه للـــــــهدى سبلا
وكانت خيله للـــــــحقّ غابا
***
وعلّمنا بناء الـــــــمجد حتى
أخذنا إمـــــرة الأرض اغتصابا
***
وما نيل المطــــــالب بالتّمني
ولكن تؤخـــــــذ الدّنيا غلابا
***
وما استعصى علــــى قوم منال
إذا الإقدام كــــــان لهم ركابا
***

تجلّى مولد الــــــهادي وعمّت
بشائره البــــــوادي والقصابا
***
وأسدت للــــــبريّة بنت وهب
يدا بيضاء طــــــوّقت الرقابا
***
لقد وضعته وهّــــــاجا منيرا
كما تلد السمـــــاوات الشّهابا
***
فقام على سمـــــاء البيت نورا
يضئ جبال مـــــــكّة والنّقابا
***
وضاعت يثرب الــــفيحاء مسكا
وفاح القاع أرجــــــاء وطابا
***
أبا الزهراء قد جــــاوزت قدري
بمدحك غير أنّ لـــــي انتسابا
***
فما عرف البـــــلاغة ذو بيان
إذا لم يتّخــــــــذك له كتابا
***
مدحت المالـــــكين فزدت قدرا
فحين مدحتك اقــــتدت السّحابا
***
سألت الله فــــــي أبناء ديني
فإن تكن الوسيـــــلة لي أجابا
***

وما للمسلمـــــين سواك حصن
إذا ما الضرّ مــــــسّهم ونابا
***
كأن النحس حـــين جرى عليهم
أطار بكل ممـــــــلكة غرابا
***
لو حفظوا سبيـــــلك كان نورا
وكان من النّحــــوس لهم حجابا
***
بنيت لهم مـــــن الأخلاق ركنا
فخانوا الرّكن فانـــهدم اضطرابا
***
وكان جنابهم فــــــيها مهيبا
وللأخلاق أجــــــدر أن تهابا
***
فلولاها لســـــاوى الليث ذئبا
وساوى الصّارم الـــماضي قرابا
***
فإن قرنت مكــــــارمها بعلم
تذلّلت العلا بهــــــما صعابا
***
وفي هذا الزّمــــان مسيح علم
يردّ على بنـــــي الأمم الشّبابا

( أحمد شوقي / مصر )

* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )
قديم 08-10-2011, 09:45 PM
المشاركة 4
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي
  • غير موجود
افتراضي
( ولد الهدى )

ولد الهدى فالــــــــكائنات ضياء
وفم الزّمان تـــــــــبسم وثناء
***
الرّوح والملأ المـــــــلائك حوله
للدين والدّنـــــــــيا به بشراء
***
والعرش يزهو والحـــــظيرة تزدهي
والمنتهى والسّـــــــدرة العصماء
***
وحديقة الفرقــــــان ضاحكة الربا
بالترجمان شــــــــــذيّة غنّاء
***
والوحي يقطر ســـــلسل من سلسل
واللّوح والقــــــــلم الرّفيع رواء
***
نظمت أسامي الــــرّسل فهي صحيفة
في اللّوح وأســــــم محمد طغراء
***
اسم الجلالة بــــــــديعة حروفه
ألف هنالك واســـــــم طه والباء
***
يا خير من جـــــــاء الوجود تحية
من مرسلين إلى الـــــهدى بك جاءوا
***
بيت النبيين الــــــــذي لا يلتقي
إلا الحنائف فـــــــــيه والحنفاء
***
خير الأبوة حــــــــازهم لك آدم
دون الأنام وأحـــــــرزت حواء
***
هم أدركوا عــــــزّ النبوّة وانتهت
فيها إليك الـــــــــعزّة القعساء
***
خلقت لبيتك وهــــــو مخلوق لها
إن العظائم كفــــــــوها العظماء
***
بك بشّر الله الـــــــسماء فزّينت
وتضوعت بـــــــك مسكا الغبراء
***
وبدا محيّاك الـــــــــذي قسماته
حقّ وغرّته هـــــــــدى وحياء
***
وعليه من نـــــــور النبوّة رونق
ومن الخليل وهــــــــديه سيماء
***
أثنى المسيح عــــــليه خلف سمائه
وتهللّت واهـــــــــتزّت العذراء
***
يوم يتيه علــــــى الزّمان صباحه
ومساؤه بـــــــــمحمد وضّاء
***
الحق عالي الـــــــرّكن فيه مظفّر
في الملك لا يـــــــعلو عليه لواء
***

ذعرت عروش الـــــظالمين فزّلزلت
وعلت على تيــــــــجانهم أصداء
***
والنّار خاوية الــــــجوانب حولهم
خمدت ذوائبــــــها وغاض الماء
***
والآي تترى والــــــخوارق جمّة
جبريل بـــــــــها روّاح غداء
***
نعم اليتيم بــــــدت مخايل فضله
واليتيم رزق بـــــــعضه وذكاء
***
في المهد يســـــتقى الحيا برجائه
وبقصده تســــــــتدفع البأساء
***
بسوى الأمانة فــــي الصبا والصدق
لم يعرفه أهل الـــــصّدق والأمناء
***
يا من له الأخلاق مــــا تهوى العلا
منها وما يتــــــــعشق الكبراء
***
لو لم تقم دينا لــــــقامت وحدها
دينا تضئ بـــــــــنوره الآناء
***
زانتك في الخلق الـــــعظيم شمائل
يغرى بهن ويـــــــولع الكرماء
***

والحسن من كرم الــــوجوه وخيره
ما أوتي القـــــــوّاد والزّعماء
***
فإذا سخوت بلــــغت بالجود المدى
وفعلت ما لا تفـــــــعل الأنواء
***
وإذا عفوت فــــــقادر ومقدرا
لا يستهين بعــــــفوك الجهلاء
***
وإذا غضبت فـــــإنما هي غضبة
في الحق لا ضــــغن ولا بغضاء
***
وإذا رضيت فذاك فــــي مرضاته
ورضى الكثير تــــــحلّم ورياء
***
وإذا خطبت فللـــــــمنابر هزّة
تعرو النّدي وللــــــقلوب بكاء
***
وإذا قضيت فـــــلا ارتياب كأنما
جاء الخصوم مــــن السماء قضاء
***
وإذا حميت الماء لـــــم يورد ولو
إن القياصر والــــــملوك ظماء
***
وإذا أجرت فـــــــأنت بيت الله
لم يدخل عليه الـــــمستجير عداء
***

وإذا ملكت الـــــنفس قمت ببرّها
ولو أن ما ملـــــكت يداك الشّاء
***
وإذا بنيت فخـــــير زوج عشرة
وإذا ابتليت فـــــــدونك الآباء
***
وإذا صحبت رأي الـــوفاء مجسّما
في بردك الأصـــــحاب والخلطاء
***
وإذا أخذت العــــــهد أو أعطيته
فجميع عهـــــــدك ذمّة ووفاء
***
وإذا مشيت إلى الـــــعدا فغضنفر
وإذا جريت فــــــــإنك النكباء
***
وتمدّ حلمك للـــــــسّفيه مداريا
حتى يضيق بعـــــرضك السّفهاء
***
في كل نفس مــــن سطاك مهابة
ولكلّ نفس فــــــي نداك رجاء
***
والرّأي لم ينض الــــمهند دونه
كالسيف لم تضــــرب به الآراء
***
يا أيها الأميّ حــــــسبك رتبة
في العلم أن دانت بــــك العلماء
***

الذّكر آية ربّك الـــــكبرى التي
فيها لباغي المـــــعجزات غناء
***
صدر البيان لـــه إذا التقت اللغى
وتقدم البلـــــــغاء والفصحاء
***
نسخت به الـــتوراة وهي وضيئة
وتخلّف الإنـــــجيل وهو ذكاء
***
لما تمشي فــــي الحجاز حكيمة
فضّت عكاظ وبه قـــــام حراء
***
أزرى بمنطـــــق أهله وبيانهم
وحي يقــــــصّر دونه البلغاء
***
قد نال بالهـــادي الكريم وبالهدى
ما لم تنل مـــــن سؤدد سيناء
***
دين يشدّ آية فــــــــي آية
لبناته السّــــــورات والأضواء
***
الحق هو الأســــاس فيه كيف لا
والله جلّ جــــــــلاله البنّاء
***
أمّا حديثك في الــــعقول فمشرح
والعلم والحكم الغـــــوالي الماء
***

هو صبغة الفرقــــان نفحة قدسه
والسّين من ســـــوراته والرّاء
***
جرت الفصاحة مــن ينابيع النهى
من دوحة وتـــــفجر الإنشاء
***
في بحره للسّــــابحين به على
أدب الحياة وعــــلمها إرساء
***
يا أيها المســـري به شرفا إلى
ما لا تنال الشـــمس والجوزاء
***
يتساءلون وأنـــت أطهر هيكل
بالرّوح أم بالــــهياكل الإسراء
***
بهما سموت مـــطهرين كلاهما
نور وروحـــــــانية وبهاء
***
فضل عليك لذي الـــجلال ومنه
والله يفعل ما يـــــرى ويشاء
***
تغشي الغيوب مــن العوالم كلما
طويت سماء قـــــلّدتك سماء
***
في كل منطقة حـــواشي نورها
نون وأنت الــــنقطة الزهراء
***

أنت الجمال بهــا وأنت المجتلى
والكفّ والمــــرآة والحسناء
***
الله هيأ من حـــــظيرة قدسه
نزلا لذاتك لم يـــــجزه علاء
***
العرش تحتك ســــدّة وقوائما
ومناكب الـــرّوح الأمين وطاء
***
والرّسل دون العرش لم يؤذن لهم
حاشا لغيرك مـــــوعد ولقاء

( أحمد شوقي / مصر )

* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )
قديم 08-10-2011, 09:48 PM
المشاركة 5
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي
  • غير موجود
افتراضي
( حديث الرّوح )

حديث الرّوح لـــــــــــلأرواح يسري
وتدركه القلـــــــــــــوب بلا عناء
***
هتفت به فطـــــــــــــار بلا جناح
وشقّ أنينه صـــــــــــــدر الفضاء
***
ومعدنه تــــــــــــــــرابي ولكن
جرت في لفــــــــــــظه لغة السماء
***
لقد فاضت دمـــــــــــوع العشق مني
حديثا كان عــــــــــــــلويّ النداء
***
وجاوبت المــــــــــــجرّة علّ طيفا
سرى بين الكـــــــــــواكب في خفاء
***
وقال البدر هـــــــــــــذا قلب شاك
يواصل شجــــــــــــوه عند المساء
***
شكواي أم نجواي فـــــــــي هذا الدجى
ونجوم ليل حـــــــــــسّدي أم عوّدي
أمسيت في الماضـــــــــي أعيش كأنما
قطع الزّمان طريق أمـــــــسي عن غدي
والطير صادحــــــــــــة على أفنانها
تبكي الرّبا بأنــــــــــــينها المتجدد
قد طال تسهيــــــــــدي وطال نشيدها
ومدامعي كالطلّ فـــــــــي الغصن النّدي

فإلى متى صمتي كـــــــأني زهرة خرساء
لم ترزق بـــــــــــــــراعة منشد
***
قيثارتي ملئت بــــــــــــأنّات الجوى
لابد للمكبوت مـــــــــــــن فيضاني
صعدت إلى شفتـــــــــيّ خواطر مهجتي
ليبين عنها مـــــــــــنطقي ولساني
يشكو لك اللهــــــــــم قلب لم يعش
إلا لحمد عـــــــــــلاك في الأكوان
***
من كان يهتف بـــــــــاسم ذاتك قبلنا
من كان يدعــــــــــو الواحد القهّارا
عبدوا الكواكــــــــــب والنجوم جهالة
ولم يبلغوا مـــــــــــن هديها أنوارا
هل أعلن التوحـــــــــــيد داع قبلنا
وهدى القلوب إلــــــــــيه والأنظارا
ندعو جهارا لا إلـــــــــه سوى الذي
صنع الوجـــــــــــود وقدر الأقدارا
***
إذا الإيمان ضــــــــــــاع فلا أمان
ولا دنيا لمن لــــــــــــم يحي دينا
ومن رضي الحــــــــــياة بغير دين
فقد جعل الفــــــــــــناء لها قرينا
وفي التوحيــــــــــــد للهمم إتحاد
ولن تبنوا العــــــــــــلا متفرقينا
***


ألم يبعث لأمتكم نبيّ يوحـدكم على نهج الوئام
ومصحفكم وقبلتكم مــــنار للأخوّة والسلام
وفوق الكلّ رحمن رحيــم إله واحد ربّ الأنام
( محمد إقبال / الباكستان )

* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )
قديم 12-05-2011, 06:54 PM
المشاركة 6
سها فتال
كاتبة وأديـبـة
  • غير موجود
افتراضي
ماشاء الله تبارك الله
نقل مميز أخي محمد

وستزهو أكثر في منبر الأدب العربي
حيث موطنها الجميل
تحياتي

قديم 12-07-2011, 06:07 PM
المشاركة 7
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي
  • غير موجود
افتراضي
* سها .. سعدت بحضورك المؤثر هنا .. شكرا لك .. مودتي .

* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )
قديم 12-07-2011, 08:57 PM
المشاركة 8
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك أستاذ محمد عبد الرزاق عمران حُسن اختيارك للقصائد الدينية السامقة في المديح النبوي .
بوركت ، وبورك الاختيار المميز.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: قصائد دينية خالدة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حكم دينية.. ياسَمِين الْحُمود نسمات إيمانية 42 02-04-2022 04:33 AM
عيون حامية ياسر علي منبر القصص والروايات والمسرح . 11 01-13-2015 09:12 PM
أغصان دالية( مجموعة قصصية للمصطـــفى العـــمري) المصطفى العمري منبر القصص والروايات والمسرح . 2 01-14-2012 11:39 AM
قصائد هاربة ..قصائد أرهقتني . ديوان جديد للشاعر صلاح داود صلاح داود منبر الشعر العمودي 8 06-03-2011 04:29 AM
قصائد هاربة ..قصائد أرهقتني . ديوان جديد للشاعر صلاح داود صلاح داود منبر رواق الكُتب. 0 05-31-2011 07:20 PM

الساعة الآن 02:56 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.