قديم 10-05-2011, 04:40 PM
المشاركة 1091
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أبو الطيب المتنبي

هناك ما يشير إلى أن المتنبي عاش (لطيما) ، فلا أم ولا أب ولا أسرة. وكانت البادية على قسوتها وشظف العيش فيها مرتعه في الطفولة المبكرة. ثم ذاق مرارة السجن حيث يسكن الوحي كما يقول جان جينيه. وما لبث أن اجبر على الهجرة من موطنه بعد أن شب لظروف سياسية قاهرة فكان يتيم الوطن أيضا. وفي الغربة سمع بمرض جدته التي تولت تربيته بعد موت أمه فعاد ليراها فماتت قبل أن يدرك ذلك.

ومع تراكم كل تلك المآسي تفجرت طاقات ذهنه في حدها الأعلى...فادى ذلك إلى تفتح مخازن المعرفة الكامنة في ذهنه على مصارعها.

وحيث انه عاش في بيئة عربية فصحى وأتقن اللغة العربية التي تعلمها من بيئتها الأصلية، أصبح من أعظم شعراءالعرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها.

ولذلك كله أصبح شاعرا عملاقا، غزير الإنتاج، جاء بصياغة قوية، محكمة، وخلى شعره من التكلفة، والصنعة، وامتلك ناصية البيان.. مما أضفى على شعره لونا من الجمال والعذوبة.
ومن الطبيعي أن يكون أفضل شعره في الحكمة وفلسفة الحياة، وقد اختبر ذلك كله فصار صاحب الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة.

وإذا سلمنا بأن مستوى المخرجات الإبداعية يرتفع بنسبة الطاقة المتفجرة في ذهن المبدع فلا غرابة أذن أن يصبح للمتنبي مكانة ساميةلم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية...وهو أشدهم بؤسا وقد توفرت له فرصة إتقان اللغة العربية في بيئتها الأصلية.

ولا غرابة أيضا أن يوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وان يظل وعلى مدى سنوات طويلة لاحقة مالئ الدنيا وشاغل الناس، وان يظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء.

وخلاصة القول،،
يمكننا إذا أن ندعي بأن ما امتلكه المتنبي من صفات شخصية أخرى ، إضافة إلى عبقريته الشعرية، ما هو في الواقع إلا مظهر آخر من مظاهر تلك الطاقة التي تفجرت في ذهنه كنتيجة لمآسيه المتعددة, والتي كانت تعتمل في ذهنه لتخرج أحيانا على شكل قصائد فذة، وأحيانا تصبغ صفاته وسمات شخصيته، بمجموعة من الصفات البارزة.

فمن هناك جاءت شجاعته، وكبريائه، وذكاؤه، وطموحه، وحبه للمغامرة، وحكمته، وأنانيته، وتشاؤمه.

ومن هناك جاء فخره، ومدحه لنفسه.. وقد شعر بأنه الأقدر على القول الجميل.

ولا شك أن طموحه وسعيه للإمارة كان نتيجة لشعوره بالصفات القيادية التي هي مظهر آخر من مظاهر الشخصية التي تنم عن وجود تلك الطاقة الذهنية المتفجرة والتي تجعل من الشخص إنسانا كرزميا ثوريا يسعى للقيادة مهما كلفه الثمن.

ومن هناك نستطيع أن نفهم سر ذلك الشعور بأنه في قومه كمثل عيسى بين اليهود، أو مثل صالح في تمود.

إن طاقات ذهن المتنبي المتفجرة والتي نتجت عن مآسي حياته هي التي جعلته عظيما ولا عجب إذا أن ينشد :


وتَعظُـم فـي عَيـنِ الصّغِـيرِ صِغارُها............ وتَصغُـر فـي عَيـنِ العَظِيـمِ العَظـائِمُ


وتلك الطاقة هي التي جعلته يقول:


أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي و أسمعت كلماتي من به صم

وقد فعل وما يزال.

قديم 10-06-2011, 04:19 PM
المشاركة 1092
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ستيفن جوبز

لا تتزلزل الدنيا إلا ليتيم

( مقال رئيسي )

لا احد يعرف على وجه الدقة والتحديد عمق الأثر الذي سيتركه موت ستيفن جوبز على الاقتصاد الأمريكي بشكل خاص، والاقتصاد العالمي بشكل عام؟

ولا احد يعرف ما حجم الأثر الذي سيتركه موت هذا العملاق على قطاع التكنولوجيا؟

بعض الخبراء في مجال التكنولوجيا يعتقدون بأن وفاة جوبز سوف تؤثر بصورة كبيرة على الشركة التي كان يرأسها، وهي الشركة المنتجة لمنتجات (أي فون وأي باد)، مما سيعطي الفرصة للمنافسين الرئيسيين في مجال التكنولوجيا للحاق بها.
فهم يعتقدون انه لطالما ارتبطت قدرات جوبز الإبداعية بمستقبل ابل بقوة كبيرة جدا، وبشكل واضح، إلى درجة ظل هذا الارتباط يثير علامات استفهام حول قدرة الشركة على الاستمرار في تقديم منتجات إلى الأسواق بنفس السرعة التي كانت تقوم بها خلال وجود جوبز، وكي تظل الشركة الرائدة كما ظلت دائما منذ أسسها جوبز.

يقول(كيم يونغ تشان- من كوريا) وهو احد المحللين في مجال التكنولوجيا بأنه "كان يتم عزو أبل إلى جوبز وليس العكس".
بينما يقول (سايمون ليون نائب رئيس قسم الاستثمار بصندوق بولاريس)، إنه لا يوجد لدى أبل شخص مبدع وطموح تستطيع الركون إليه مثل جوبز، وهو يعتبر أن مستقبل شركة سامسونغ مرهونا بشركة أبل.

ويقول (لي سو وانغ وو)، وهو محلل للتكنولوجيا في مؤسسة شينيونغ سيكيوريترز، "إن شركة أبل خلقت تحولا في الصناعة، لكن تأثيرها سيتضاءل بدون وجود جوبز على دفة القيادة". ويضيف هذا المحلل "بدون جوبز لن يمر وقت طويل دون محاولة الشركات الكبرى مثل غوغل وسامسونغ ومايكروسوفت وفيسبوك القفز لأخذ مكان أبل".

بينما يشكك( جان داوسون) كبير محللي شؤون الأبحاث بمؤسسة أوفام للاستشارات، في أن شركة ابل سوف تكون قادرة على الاستمرار في إخراج منتجات فريدة وناجحة بدون جوبز، وهو يعتقد بأن شركة أبل سوف تصبح على المدى البعيد شركة عادية بدون ستيف جوبز.

لقد انخفضت قيمة أسهم شركة ابل بحدة عندما أعلن جوبز قبل أيام تخليه عن قيادة دفة الأمور في الشركة...فما الذي سيحصل الآن وقد مات؟ هل يوثر موته على سوق التكنولوجيا؟ هل يؤثر على أسواق المال؟ ثم لماذا كل هذه الضجة الاعلامية وكأن كوكبا قد سقط على الارض؟ وما الذي يدفع رئيس أعظم دولة على الأرض لحضور دفن رئيس شركة مثل شركة ابل علما بأن أصوله من ناحية الاب شرق أوسطية؟

والخلاصة،،
لقد تزلزلت الدنيا حتما بموت جوبز ولا احد يعرف مدى الأثر الذي سيتركه هذا الموت...وعلى ماذا سوف تستقر الامور.

كل ذلك لسبب واحد وحيد هو أن جوبز "يتيم" تخلى عنه والده السوري الأصل، حيث كان الطفل جوبز حَمْلُ غير مرغوب فيه، من صديقة ذلك الطالب (والد جوبز الفعلي) والذي كان يدرس في إحدى جامعات الولايات المتحدة...ليتم تبنيه من قبل عائلة أخرى حرمت من الأبناء.

هذا اليُتم وتلك الظروف التي أحاطت بنشأة جوبز جعلته يحمل في ثنايا دماغه طاقة بوزيترونية هائلة، فأصبح بفعل تلك الطاقة...أعظم عقلية مبدعة في مجال التكنولوجيا بشهادة كل من عرفه.

فهل تتزلزل الدنيا إلا ليتيم؟

وهذا ما يؤكد على "أن أفضل استثمار يمكن أن يقوم به الإنسان هو الاستثمار في عقل يتيم".

ومن بين شركات التكنولوجيا المتنافسة ستبرز دائما الشركة التي يقودها يتيم، وان لم يكن فسوف تظل شركة ابل سيدة الموقف...ربما لالف عام قادم وذلك بدفع من طاقات ذهن ستيفن جوبز...ذلك العبقري الذي سقط فاهتزت اركان المكان.

وأخيرا أقول:

"إن العمالقة أُناس تصنعهم المآسي، والآلام، والأحزان...وستفين جوبز خير دليل على ذلك...ويظل اليُتم هو البوابة الرئيسية لبوتقة البؤس الشديد دائما".

قديم 10-10-2011, 12:00 PM
المشاركة 1093
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أولاد الزنا والقفزة الحضارية الغربية..


( مقال رئيسي )


لا شك أن الدول الغربية المتقدمة تشهد قفزة حضارية غير مسبوقة.. وقد يختلف المحللون في تحديد السر الكامن وراء هذه القفزة.

ولو أخذنا الولايات المتحدة مثال على هذا التقدم الهائل، لقلنا ربما أن هناك عدة أسباب أدت إلى هذه القفزة المهولة..منها: غنى الموارد الطبيعية للقارة الشمالية كونها موارد غير مستنزفة، فعمر الولايات المتحدة الزمني لا يتجاوز الخمسمائة عام، ثم طبيعة سكان الولايات المتحدة والذين يتصفون في معظمهم بحب المغامرة والاكتشاف وقد هاجروا من بلادهم الأصلية لهذه الغاية، ثم النفوذ الاستعماري القائم على القوة الغاشمة والتي أهلت الولايات المتحدة لاستنزاف موارد الشعوب الأخرى، مما ساهم في نمو وتقدم هائل لديها على حساب هذه الشعوب.

أيضا لا شك أن احد عناصر القوة المهمة التي ساهم في دفع المجتمع الأمريكي إلى مثل هذه القفزة الحضارية يتمثل في الاستقطاب والاستنزاف الدائم والمستمر لعقول النخبة من العباقرة والمبدعين والخبراء المتخصصين من شباب شعوب دول العالم الثالث، حيث أبقت الولايات المتحدة أبواب الهجرة مفتوحة لهم ووفرت لهم ما تعجز دولهم عن توفيره من مغريات جعلتهم يفرون إليها سعيا لتحقيق أحلامهم.

وقد يكون هناك عناصر أخرى كثيرة لا يمكن حصرها هنا مثل التعليم، والتدريب، ونظام الحكم، والحرية، وتوفر الفرص، والبرامج المهولة التي ترعى الإبداع والمبدعين وتقدم لهم الحوافز التي لا نظير لها.

لكن يجب أن لا ننسى بأن الزيادة الحادة في نسبة الأيتام من بين أبناء الولايات المتحدة على اثر ما أصابها في حرب فيتنام من خسارة هائلة في الأفراد يشكل عنصر مهم جدا من عناصر خلق العباقرة، فمن ناحية اصبح لدى الولايات المتحدة أعداد هائلة من الأيتام الذين تعمل عقولهم بطاقة البوزيترون، ومن ناحية أخرى، الوفرة الهائلة التي وفرها المجتمع لهذه العقول كي تمتلك الإمكانات والتأهيل ومن ثم الإبداع اللامحدود.

ولكن ربما أن أهم عنصر من عناصر التأثير هو الأثر المهول غير المباشر الذي نتج عن تلك الحرب على المجتمع الأمريكي، والمتمثل في الثورة الجنسية التي مرت بالولايات المتحدة في ستينيات القرن الماضي، والتي حولت المجتمع الأمريكي تحولا هائلا.

وقد أدت تلك الثورة الجنسية إلى تحلل الأسرة، وتبدل مفاهيم العلاقات الزوجية والأسرية، والشخصية...وعرف المجتمع هناك لأول مرة الزواج المفتوح، والعلاقات الجنسية العابرة وقد شجع على تلك الثورة اكتشاف حبوب منع الحمل.

وقد أدى ذلك الانفتاح الجنسي إلى ولادة أعداد هالة من اللقطاء، وأولاد الزنا، والأولاد لعلاقات عبارة خاصة عند شريحة الشباب وطلاب الجامعات. وغالبا ما كان يتم التخلي عن كثير من هؤلاء المواليد ليتم تربيتهم من قبل دور للرعاية أو ملاجئ ألايتام، أو من خلال اسر بديلة بما يعرف بنظام التبني وقد كان العملاق ستيفن جوبز واحد من هؤلاء...

وقد شهد ذلك المجتمع أيضا ظاهرة الأم العزباء وهي الأم التي تقوم على إنجاب ولد أو أكثر من أب أو عدة أباء دون أن ترتبط معهم بأي مواثيق أو عهود...وقد لا يعرف من هو الأب في أحيان كثيرة.

ولا شك أن تلك الثورة الجنسية التي أدت إلى انحلال غير مسبوق و ولادة أطفال تعمل عقولهم بطاقات بوزيترونية مهولة جدا...فأن كان عقل اليتيم الذي ربما يجد نظام اجتماع داعم له وأم بديلة أو أب بديل يخفف من الم الفقد، يتحصل على طاقة لا يمكن وصفها، وهي حتما تؤدي إلى مخرجات إبداعية عبقرية كما يظهر لنا بناء على هذه الدراسة هنا...فلنا أن نتخيل ماذا ستكون عليه طاقات عقول الأفراد الذين يولدون ضمن ظروف الانحلال الجنسي ذلك، والمجتمع الرأسمالي، الفردي، المادي، الرهيب في قسوته واغترابه؟؟؟!!!

وخلاصة القول،،

سنجد قريبا وربما قريبا جدا إن مخرجات عقل العملاق ستيفن جوبز العبقرية هي لا شيء مقايسة مع مخرجات بضع هؤلاء: الأيتام، وبناء الأم العزباء، أو اللقطاء، او أولاد الزنا، أو حتى الأيتام العاديين في ظل مجتمع مادي لا يرحم...

فمن النواحي التي يمكن اعتبارها ايجابيه يمكننا القول...

صحيح أن عدد الاختراعات والاكتشافات وكل ما هنالك من أعمال إبداعية مهول جدا حاليا في الولايات المتحدة، وبعض هذه الاختراعات والاكتشافات والاجتهادات والإبداعات يحقق قفزات نوعية، وكثير جدا منها يفوز بجوائز نوبل العالمية تقديرا لها واعترافا بعبقريتها...لكن الآتي سيكون أعظم بكثير خاصة أننا بتنا نعلم بأن الولايات المتحدة تستثمر مليارات الدولارات وتحشد الآلاف من العلماء في سبيل تحقيق سبق في مجال تكنولوجيا النانو...

وحتى أن اختراع سفينة فضائية بحجم أظفر الأصبع، وهو ما يبدو على انه أصبح أمرا ممكنا وواقعا لمن يعرفون إمكانات تكنولوجيا النانو..أصبح أمرا بسيطا من خلال تطبيق هذه التكنولوجيا...وحتى هذا الاختراع الذي لا يمكن للبعض تصوره، لن يكون شيء بالمقايسة مع ما سيحدث لاحقا.

فلو افترضنا أن بضع عشرات من أولئك الأيتام اللقطاء، أبناء الزنا، وأبناء الأم العزباء.. قد تمكنوا، ورغم قسوة المجتمع الرأسمالي، من الوصول إلى أن يصبحوا من ضمن فريق العلماء المذكور، فربما يتمكن أفراد من هؤلاء من أحداث طفرات جينية هائلة تجعل الإنسان سوبرمان من حيث القوة الجسدية..

وحتى هذا النجاح لن يكون شيء بالمقايسة مع قدرة آخرين من نفس الفريق من التحكم في قدرة الدماغ التي يصفها علماء الدماغ بأنها لا محدودة، ناهيك عن قوة العقل الباطن الذي يمثل الجزء المخفي من جبل الجليد كما يقول فرويد ولا احد يعرف حدود قوته.

عندها لا احد يعرف ولا يمكن لأحد أن يتخيل ما يمكن أن يقوم عليه الدماغ وربما تصبح الأفكار أقوى من القنابل الهيدروجينية.

وقد يتمكن فريق، أو حتى فرد آخر من استخلاص الطاقات من الجسد وبثها عبر الأثير إلى كواكب أخرى ليتم إعادة تجسدها هناك ربما في أجساد كائنات فضائية اقل تطورا، أو لتعمل من خلال ريبوتات يتم تطويرها لمثل تلك الغايات.

وقد يتمكن هؤلاء العلماء من فهم آليات عمل الدماغ والتحكم به وزيادة فعاليته فيتحقق حلم نيتشه في الرجل المتفوق ( السوبرمان)...ولم لا وقد قال البعض أن كل شيء يستطيع أن يتخيله الإنسان قابل للتحقيق؟؟!! وان الادباء قد وصلوا للقمر قبل العلماء بخيالهم الواسع.

وقد يستطيع فريق من العمالقة الأيتام تطوير آليات للتحكم والسيطرة في الطاقة الكونية، بحيث يتم تجميع بعضها في كبسولات تؤخذ بواسطة الفم ثلاث مرات يوميا قبل الأكل...فترتفع طاقة الإنسان الحيوية إلى حدود لا يمكن تخيلها، وعندها يتم السيطرة على كل الإمراض بل وعلاج المستعصي منها بلمح البصر..وقد لا يكون هناك حاجة لأي علاج أصلا وقد تحول جسم الإنسان إلى حصن عظيم منيع لا يمكن اختراقه بفعل ذلك الحشد من الطاقة الحيوية.

وقد يتمكن بعضهم من تجميع بعضا من الطاقة الكونية الحيوية في كبسولات ليتم حقنها للدماغ الذي تتضاعف قوته بفعل ذلك ربما ملايين المرات ولا احد عندها يعرف تحديدا ما الذي يمكن للعقل أن يولد من أفكار أو مخرجات إبداعية ومخترعات ونحن نعرف انه قادر على الإذهال رغم انه لا يعمل إلا بـ 5% من قوته.

أما في الجانب السلبي ..

لقد رافق الثورة الجنسية في الولايات المتحدة وما تبعها الم لا يمكن وصفه أو حتى تخيله..ولا بد أن أكثر من عانى من ذلك الألم هم الأطفال...

صحيح أن ذلك الألم قد دفع بعقول البعض المحظوظين ممن تجرعوه لتوليد مخرجات عبقرية فذة، لكن كثير منهم لم تتوفر لهم الفرصة للتأهيل، والتعليم والتدريب..ولم يجدوا من يكفلهم ويرعاهم فتحول بعضهم إلى أشرس قتله عرفهم التاريخ...وربما أن ذلك الزمن هو الزمن الذي شهد ولادة أول قاتل متسلسلserial killer ارتكب جرائمه بصورة بشعة للغاية.

طفل اسمه تشارلي مانسون Charles Manson كانت امه بائعة هوا ومدمنة على الكحول باعته مقابل إبريق من (البيرة).

ظل يسجن ويطلق سراحه من المدرسة الإصلاحية طوال عمره حتى بلغ الثانية والثلاثين في عام 1967 حيث تقرر أخراجه من السجن ولكنه قاوم الخروج كي لا يعتاد الحياة المحترمة...

تحول هذا التشارلي إلى واحد من أشرس ألقتله على الإطلاق، كان معدل ذكاؤه 109 وملفه يقول انه كان يتصرف بدافع عظيم ليجذب الانتباه لنفسه.

بعد خروجه من السجن التف حوله بعض الإتباع خاصة من النساء الصغيرات في السن كن يعانين من مشاكل عائلية...هذا الفريق قام بعمليات قتل يعجز اللسان عن وصفها...ولقب تشارلي نفسه بلقب نبي الموت المشئوم.


أما الطفلة الين كارول وورنس Aileen Carol Wuorno، التي ولدت في ولاية متشغن عام 1956 وكان عمر أمها ( دياني وورنس) عند الزواج 15 عاما، وكان اسم والدها ليو ديل بتمان.

قامت الأم بعد اقل من سنتين من الزواج وقبل ولادة ابنتها الين بشهرين بطلب الطلاق، وعليه لم تر الطفلة الين والدها أبدا، لأنه كان في السجن لاتهامه باغتصاب ومحاولة قتل طفل عمره 8 سنوات...وقد قتل نفسه شنقا عام 1969، أي عندما كان عمر الين 13 سنه.

وبينما كانت الطفلة الين في الرابعة تخلت الأم عن أطفالها (كيث اخوها الاكبر والين) حيث تركتهما عند الجدة وعمل الجد على تبنيهما عام 1960.

وعندما كانت الطفلة الين في سن الثانية عشرة مارست الجنس في المدرسة مقابل السجاير والمخدرات والطعام، كما أنها مارست الفاحشة مع أخوها.

وقد ادعت لاحقا بأنها تعرض للاغتصاب والضرب وهي طفلة من قبل جدها لآبيها، الذي كان مدمنا على الخمور، وكان يجبرها قبل ضربها على خلع ملابسها.

وقد حملت وهي ما تزال في سن الرابعة عشرة..بعد اغتصابها من قبل صديق جدها، وأنجبت طفلا في احد بيوت رعاية الأمهات غير المتزوجات..حيث تم إيداع الطفل للتبني.

بعد أشهر قليلة من ولادتها لابنها تخلت الين عن المدرسة وذلك بعد ان ماتت جدتها بسبب فشل في الكبد...

وعند بلوغها الخامسة عشره طردها جدها من المنزل، حيث بدأت تعيل نفسها من ممارستها للدعارة وكانت أثناء ذلك تعيش في الغابة المجاورة لبيتها القديم.

هذه الطفلة التي تعرضت لبحور من الالم ان لم يكن محيطات... ما لبثت أن تحولت إلى أعظم قاتله متسلسلة Serial Killer في التاريخ....


ومن جرائمها عرف انها قلت 8 رجال في ولاية فلوريدا لوحدها ما بين عامي 1989 و1990 وكانت تدعي أنهم اغتصبوها أو حاولوا اغتصابها أثناء ممارستها عملها كبائعة هوا.


وقد حكم عليها بالإعدام عن ستة من جرائم القتل هذه...ونفذ فيها الإعدام بواسطة الحقنة السامة عام 2002 .


فما هي إذا الاحتمالات التي يمكن أن ينتجها مثل ذلك الألم هناك....من النواحي السلبية؟

في الواقع لا احد يستطيع أن يتخيل ما يمكن أن ينتج عن براكين الألم تلك التي تعصف بعقول ملايين الأيتام، وأبناء الزنا، واللقطاء، وأبناء الأم العزباء الخ.. في ظل مجتمع غاية في القسوة، والفردية، والظلم، والاغتراب و، و ، و...

مجتمع يمثل بحق بوتقة البؤس الأعظم لمن مال عليهم الدهر، فأصبح التشرد هو الملاذ...فيتحول بعضهم إلى قتله شرسين أمثال شارلي والين وما قيل عنهم إلا القدر اليسير ومثلهم الكثير...

وبعضهم يتحول إلى قتله مأجورين...وأفراد من عصابات منظمة كثيرا من تفرض منع التجول في مناطق نفوذها...وربما أن شوارع بعض المدن الأمريكية هي المناطق الوحيدة التي يطبق فيها منع تجول ذاتي من شدة الخوف مما يمكن أن يحصل.

وكثيرا منهم يتحول إلى قتله مموهين، ومقنعين....

ولا بد أن الكثير منهم يظل يحمل في قلبه، وعقله كل ذلك البؤس والألم، والظلم والقهر...حينما يتدبر أمر حاله وينتقل للعمل في مؤسسات تكون بالنسبة لهم البديل الأنسب على التشرد والضياع في متاهات الرأسمالية اللانسانية، المجحفة.

ولو تخيلنا أن أعداد من هؤلاء الأيتام، اللقطاء ، أبناء الزنا وأبناء الأم العزباء...الذين أصبحت عقولهم تعمل بطاقة البوزيترون.. قد انضموا للمؤسسة العسكرية مثلا...ستكون المحصلة أن مثل هذا الجيش الذي يضم بين أفراده مثل أولئك الأفراد من الذين اكتووا بنار الظلم الاجتماعي والبؤس والتشرد....قد أصبح جيش انكشاري بمفهوم الكتروني عصري يتم فيه القتل بكبسة زر بدل من السيف...فيكون القتل الجماعي بالرموت كنترول أهون بكثير...ويتحول هؤلاء إلى ماكنات للقتل الجماعي، المؤسسي، المنظم.

وحتى على المستوى المدني..الأمر ربما يكون أعظم بكثير...

طبيب أو ممرضة تحمل في عقلها وقلبها كل تلك الطاقة البوزيترونية المتفجرة وذلك الألم الرهيب...فماذا تتوقعون؟
ربما يكون قتل كل من تألم أمامهم رحمة لهم...فيكون بؤسهم مدخل للقتل الرحيم.

وماذا لو تمكن احدهم ليصبح خبيرا في علم الجينات مثلا....وقرر أن ينتقم من العالم بأسره على طريقته!! وبشكل لم يسبقه له احد...؟ فينتج مثلا مسوخا على شاكلة اعور الدجال؟!

في الواقع كل الاحتمالات واردة...وما ذكر هنا لا يمثل إلا القدر اليسير جدا مما يمكن أن ينتج عن عقول الأيتام، او أبناء الزنا، واللقطاء، الذين يكتوون ببراكين الألم والقهر في ظل نظام اجتماعي يقوم على مبدأ البقاء للأقوى...

صحيح أن مجتمع يعوم على بحور من براكين الألم...يولد بالضرورة العباقرة، وعمالقة التقدم، والاختراع، والاكتشاف، والإبداع بكافة أشكاله...لكنه أيضا يفرخ عتاة القتلة المجرمين اذا ما غابت الرعاية والكفالة والاهتمام...

قد نحلق قريبا بفضل عقولهم العبقرية إلى كواكب أخرى بعيدة...او في فضاءات من الاختراعات اللامعقوله والتي لا يمكن لعقولنا ان تتصورها الان؟!!

ولكن ...أيضا قد نصبح بين ليلة وضحاها اثر بعد عين...

ذلك إذا ما قرر عقل يتيم اكتوى بنار الظلم...أن يكبس على زر ليحترق ويحترق العالم...فيتسبب في سلسلة من الانفجارات النووية ...فتموت كل الأحياء كنتيجة لشتاء نووي لا يرحم ولا يبقي احدا، او شيئا حيا كائنا من كان.

وإن غدا لناظره قريب...

قديم 10-13-2011, 04:01 PM
المشاركة 1094
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إعادة محاكمة المتنبي

( مقال رئيسي )

من المعروف أن المتنبي قد سجن لقوله:

ما مقامي بأرض نخلة .. إلا كمقام المسيح بين اليهود

وقوله:

أنا في أمة تداركها الله.... غريبٌ كصالح في ثمود

فكان هناك من اتهمه بادعاء النبوة، لأنه كان يضع نفسه في مقام الأنبياء.

وربما أن المتنبي قد ادعى النبوة فعلا، على اثر تلك الطاقات والأحاسيس الجارفة التي كانت تتدفق في ذهنه وقلبه، كنتيجة لظروف يتمه وبؤسه الشديد، كونه فاقد الأب وألام، وعاش طفولة مشرده، وصفها طه حسين بالشاذة، ربما لشدة بؤسها، وقد ترافق ذلك مع ما توفر للمتنبي من فرصة لتعلم اللغة العربية من بيئتها الطبيعية القاسية، البادية...حيث عاش سنوات عمره الأولى فيها.

ولا شك أن تلك الطاقة الذهنية المتفجرة، التي نتجت عن ظروف اليتم، والتشرد الذي أصاب المتنبي تفتقت على شكل مخرجات إبداعية عبقرية بعدة صور.

فكان مثلا صاحب ذاكرة فوتوغرافية، وكان يرتجل الشعر الذي ينساب من مخيلته وعلى لسانه انسياب الماء من النبع العالي الصافي... ذلك الشعر الذي ولد جميلا عبقريا فذا..وكان دائما ما يحتوى الحكمة عبر صور شعرية غاية في الروعة، والصنعة الشعرية.

ولا شك أن المتعمق في دراسة سيرة المتنبي يجد ما يشير إلى أن طاقات ذهنه البوزيترونية قد أدت أيضا إلى بروز صفاته القيادية، وقد برز حبة لان يكون حاكما في سن مبكرة مما جعله يتقرب إلى الحكام ويندفع إليهم سعيا منه لان يتولى إمارة من الأمارات مهما صغر حجمها...وقد استمر على ذلك طوال حياته.

وقد كان فارسا شجاعا شارك في الحروب ووصفها، ووصف الخيل، وقال عن نفسه:

الخَيْل واللّيْلُ والبَيْداءُ تَعْرفُني ... والسّيْفُ والرّمْحُ والقرْطَاسُ والقَلَمُ

كل تلك الملكات التي تفجرت في ذهن المتنبي منذ نعومة أظافره، وكل تلك الطاقات، جعلته حتما يشعر بأنه إنسان مختلف، ومميز...إلى حد أنها جعلته يظن بأنه إنسان فوق العالم...والمعروف أن ذلك الإحساس لازمه منذ طفولته المبكرة حيث قال في واحدة من بواكير قصائده:

أي محل أرتقي؟ .. أي عظيم أتقي؟
وكل ما قد خلق الله .. وما لم يخلــقٍ
مُحتقر في همتي .. كشعرة في مفرقي


صحيح أن اهتمام البشرية باليتم، والأيتام، يمتد إلى أزمان سالفة طويلة..حتى أننا نجد بأن حمورابي قد ختم الوثيقة التي وثق عليها شريعته بقوله أن هذه الشريعة قد وضعت لحماية اليتيم والأرملة...وفي ذلك، ما يشير إلى يُتم حمورابي نفسه، الذي أصبح بفضل ذلك اليتم عظيما خالدا.

وقد استمر الاهتمام بالأيتام عبر التاريخ من منطلق ضرورة تقديم الرعاية لهم...لكن ربما أن أحدا لم يهتم بالتدقيق في اثر اليتم على اليتيم وعقله، وطاقاته، وقدراته، وعبقرية، ومخرجات ذهنه...حتى عصرنا الحالي، حيث توفرت لنا وسائل بحث أظهرت بأن جميع الأيتام من كل ألازمان تجمعهم صفات، وسمات مشتركة، لكنها تتفاوت من شخص إلى آخر كنتيجة لمجموعة من العوامل الذاتية والبيئية...وان لليتيم سيكولوجية تختلف عن غيرها من الناس.

ونجد أن المبدعون العباقرة عبر التاريخ في كل المجالات كانوا من الأيتام...والاهم من ذلك نجد أن شريحة القادة العباقرة الخالدون كانوا أيضا من الأيتام..وهو ما يؤكد على تلك العلاقة بين طاقات الذهن المتفجرة والناتجة عن اليتم وسمات الشخصية العبقرية المبدعة في كل المجالات بما في ذلك مجال الشخصية القيادية.

لكن أحدا من الأيتام لم ينتبه إلى تلك العلاقة...

وظل الجميع يعتقد أن العبقرية هي نتاج موهبه تولد مع الشخص، وهو ما أوحي للشخص الموهوب، وللآخرين حوله بأن صاحب العبقرية شخص مميز عن الآخرين بدليل تلك القدرات...

من هذا المدخل نجد أن كثير من الناس، والذين امتلكوا قدرات عبقرية بارزة لا تفسير لها إلا أنها كانت هبه تم اختصاصهم بها..ولذلك نجدهم انزلقوا دون دراية أو وعي منهم بما يعتمل في نفوسهم إلى الاعتقاد بتميزهم وبتبرير تلك الصفات والقدرات البارزة عند البعض منهم نجدهم قد انزلقوا أكثر فأكثر إلى ادعاء النبوءة.

وحيث أن الشخص اليتيم شخص يمتلك فعلا صفات مهولة خاصة تلك السمات التي تسمى بالقدرات الكرزمية، والتي يكون لصاحبها قدره بالغة على التأثير في الجمهور، نجد انه يجتذب الكثير من الإتباع.

ولو أننا دققنا في سيرة حياة أصحاب النظريات الأرضية الوضعية الذين أدعوا النبوة ووجدوا الكثير من الأتباع لوجدنا أنهم أيتام...ومنهم مثلا البهائيين أتباع بهاء الدين ومن قبله من أطلق عليه اسم (الباب)، والمونيين أتباع الكوري مون الذي استقطب حوله ما يزيد على 2 مليون من الأتباع في مجتمع مثل مجتمع الولايات المتحدة.

وخلاصة القول،،

كل ما قيل هنا يظهر أن المتنبي لم يكن يدرك على الأرجح أن ما كان يشعر به هو نتاج نشاط زائد لعقله ليس إلا...فظن انه وقد امتلك كل تلك القدرات والصفات، والسمات، العبقرية، بأنه لا بد أن يكون إنسان مميز...ومن هنا انزلق في ادعاؤه النبوة بتبرير ما كان يجتاحه من مشاعر وطاقات عارمة...خاصة انه كان يشاهد أثرا مهولا لما كان يقوله ويفعله على من حوله من البشر.

فلا بد أذا أن المتنبي كان يجهل ما يعتمل في داخله وربما أن في ذلك ما يبرر خروجه عن النص...ولا شك ان ما فعله كان ناتج عن وفرة هائلة في طاقات الدماغ...نتجت عن طفولة بائسة تؤدي عند البعض الى العبقرية وعند آخرين الى الشذوذ، وتؤدي عند البعض الى الجنون، وعند البعض الاخر الى الانتحار...ومنهم من يتحول الى قتله شرسين او ربما الى قتله مأجورين.


وقد احسن المتنبي أن لجم طاقات ذهنه المتفجرة وحصرها في مجال الابداع الشعري الفذ، المتفوق...بالغ التأثير.

قديم 10-18-2011, 03:16 PM
المشاركة 1095
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
محمد باقر الصدر

لا شك أن الشيخ محمد باقر الصدر قد امتلك صفات وسمات شخصية بارزة، مثله كمثل أي يتيم. فهو فاقد للأب في سن الرابعة، وهي سن مبكرة نسبيا، وعليه من المتوقع أن تكون صفاته وقدراته بارزة وملحوظة، خاصة انه لقي رعاية من أخاه الأكبر، ومن قائمة من الأخوال الذين يشكلون قدوات حسنة.
ولا غرابة أن يبرع في مجال العلوم الشرعية كون أن كل من حوله من القدوات كانوا يعملون في ذلك المجال...خاصة بعد هجرته الداخلية إلى النجف، ولا غرابة في اهتمامه في علم المنطق في بداية عمره، فكل الأيتام الذين تصيبهم فجيعة اليتم في مثل سنه يبرعون في مجالات المنطق والرياضيات حسب ما لوحظ من سير حياة الأيتام في هذا السن.
ومن الطبيعي وقد اكتوى، الشيخ محمد باقر الصدر، بألم اليتم أن يتحول بعد أن لقي من الرعاية ما لقي إلى مرجع ديني ومفكر وفيلسوف فكل ذلك نابع من طاقات ذهنه المتفجرة والناتجة عن يتمه المبكر...
ومن الطبيعي أن يتحول إلى ثائر يحارب ضد السلطة القائمة، فكل يتيم هو بالضرورة شخص ثائر يحارب بشراسة ضد السلطة القائمة، منطلقا في ذلك من تلك الطاقات الذهنية الدفينة وبهدف فرض فكره وعبقريته، فهو يستشعر بأنه الأحق في السلطة والولاية مثل كل يتيم...وغالبا ما يكون ذلك شعورا غير واعي..وقد يفهمه البعض من الأيتام على انه تكليف من الله وهو في الواقع ليس إلا من مخرجات العقل الباطن.
وكل صفاته الأخرى مثل فرط الذكاء، كما يقال عنه، وعدم حاجته لتقليد غيره منذ سن الرشد، وكونه موضع أعجاب أستاذته والناس من حوله لنبوغه المبكر، وقدرته على إتقان مهنة التدريس مبكرا أي في سن الخامسة عشرة، وميله إلى حياة الزهد ما هي إلا صفات أخرى تنتج عن مصابه باليتم في الطفولة المبكرة.
ولا عجب أن يحمل لواء محاربة النظام بكل جرأة وإقدام وبكافة الأساليب وان يدفع حياته ثمنا لذلك...فكل يتيم هو ثائر على السلطة القائمة وعلى السائد والمألوف حتى الرمق الأخير...وغالبا ما يعتقد بأن طرحه وفكرة هو الأمثل والأصلح ويشكل البديل الأفضل لكل طرح آخر.

وخلاصة القول،،

من الطبيعي أن يمتلك الشيخ محمد باقر الصدر صفات وسمات فذة بارزة، وقد تيتم في سن مبكرة...فكل يتيم هو بالضرورة مشروع عبقري، وقد يتحول إلى عبقرية فذة إذا ما لقي الرعاية والعناية والاهتمام...وهذا ما حصل مع الشيخ هنا.
ولكن المشكلة لدى الكثيرين وعلى رأسهم الشيعة الإمامة هو ذلك التقديس الذي يمنحوه لليتيم...وكأن صفاته وسماته العبقرية قد أذهلتهم...فأحيانا هو من روح الله وأحيانا أخرى قدس الله سره وما إلى ذلك...والأمر ليس فيه أسرار، ولا يتعدى أن يكون نتاج فجيعة اليتم في سن مبكرة وما تترك تلك الفجيعة من اثر وطاقة في ذهن اليتيم...بغض النظر عن الطائفة أو الجنس أو القبيلة أو لون البشرة...او مكان الولادة ...فلا قداسة إلا بوحي...ولا عصمة إلا للنبي.

قديم 10-25-2011, 02:32 PM
المشاركة 1096
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الخميني

تقول سيرة الإمام الخميني انه فقد الأب ولم يتجاوز الخمسة أشهر ويبدو أن أباه كان قد قتل ولم يمت موته طبيعية مما يجعل لموته بهذه الطريقة اثر أعظم، ثم ماتت أمه في وقت لاحق... فهو يتيم الأب والأم في سن مبكرة، حيث انتقل ليعيش مع أخيه الأكبر...فمن الطبيعي إذا أن يمتلك طاقات ذهنية متفجرة وفي أعلى حالاتها.

ولا عجب إذا أن تظهر عليه علامات نبوغ استثنائية، وعبقرية بارزة. وحيث انه قد هاجر إلى حيث الحوزة العلمية ومع وجود أخاه الذي وقف إلى جانبه، فقد توفرت له البيئة المناسبة، التي مكنته أن يبرع في الفكر وعلوم الدين.

ومن الطبيعي والحال كذلك، أن يصبح مرجعا دينيا شيعيا، وفيلسوفا، لا بل وقادرا على الإبداع في مجالات متعددة، وان يكون غزير الإنتاج وان يمتلك من الصفات القيادية الكثير.
ولو أننا قمنا على التعمق في دراسة سيرة كل من مات أبوه في السنة الأولى من عمره لوجدناه يميل إلى الفلسفة والتعمق فيها ومحاولة كشف الاسرار، وسوف نجده يبرع في مجاله، مع التسليم بأن هناك فروق فردية يمكن أن تنشأ لعدة أسباب مثل توفر الفرصة والرعاية والاهتمام، وطبيعة الحياة التي يعيشها الطفل فيما بعد اليتم...فكلما واجه الشخص مصاعب وتكررت المآسي والآلام كلما زاد نشاط عقله وارتقت قدراته الإبداعية.

ومن المعروف أيضا بأن صفات القيادة الكرزمية غالبا ما تتوفر في الشخص الذي يفقد والده في هذه السن المبكرة، والأغلب بأن اليتيم في هذه السن يتحول إلى قائد ثوري عظيم، قوي الشكيمة والعزم، محارب لا يلين، بالغ التأثير في الجماهير، ويحمل لواء المظلومين...ويظل يسعى دون كلل أو ملل ليصبح القائد الأوحد، ويحارب النظام القائم دون هوادة لأنه يرى فيما يطرحه البديل الأفضل دائما...وغالبا ما يصبح القائد الرمز وكأنه ألأب لجميع أتباعه.

ومن هذا اليتم المبكر نستطيع في الواقع فهم الكثير من تصرفات الأيتام من هذه الفئة العمرية بما فيها موقفهم من الحروب ورغبتهم بأن يكون لهم السلطة والسيطرة الكاملة على الأمور، وان يمتد هذا النفوذ إلى مناطق جغرافية واسعة وبعيدة...

وفي الغالب ما يحقق القائد اليتيم من هذه الفئة نجاحات مبهرة كنتيجة لما يمتلك من طاقات ذهنية هائلة وقدرة شخصية تتمثل في تلك الكرزما الساحرة والطاغية والقدرة على التعبئة والتي تضمن له مدا جماهيريا لا قبيل له، وقلما نجد قائدا يتيما من هذه السن يستسلم في معاركه ولو تسببت في دمار عظيم.

وربما أن الشخص الوحيد القادر على إحباط طموحه واندفاعه وربما هزيمته في الحروب هو شخص أكثر منه يتما مع توفر الظروف والاسباب المادية التي ترجح كفة على أخرى طبعا.

ولا شك أبدا أن يتم الإمام الخميني قد فجر طاقات ذهنه الكامنة بقوة قصوى وعززتها ظروف حياته الصعبة اللاحقة من ملاحقة، وسجن، وفقر، ومنفى، ومنحه كل ذلك صفات وسمات نادرة لا يمتلكها إلا الأيتام في سن مبكرة جدا إذا ما توفرت لهم ظروف الرعاية والكفالة المناسبة... فكان بذلك أنسانا فريدا في قدراته وصفاته وشخصيته القيادية الكرزمية الفذة.

لكن المشكلة تظل دائما في سوء فهم وتفسير تلك الصفات والسمات القيادية الكرزمية، البارزة، والمهولة، والاستثنائية، عند اليتيم في سن مبكرة، والتي كثيرا ما تصبح جزءا لا يتجزأ من شخصية القائد اليتيم...ويكون سوء الفهم من قبله أحيانا فيظن انه لا بد خُص بما له من صفات، ونجد كثيرا منهم وقد تضخمت ذاته واخذ يتصرف، من غير وعي منه في الغالب، وكأنه كائن ما ورائي، يمجد نفسه ويقدسها.

وكثيرا ما يأتي سوء الفهم من أتباعه، بل غالبا ما يأتي سوء الفهم هذا من أتباعه، فنجدهم يمنحونه شيء من القداسة، ويتعاملون معه ومع كل ما يرتبط به ويتصل به بنوع من الرهبة والانتماء والطاعة العمياء قل مثيلها، وقد تصل عند البعض حد التقديس والعبادة، وينسبون له الكرامات والمعجزات.

وخلاصة القول،،
لا شك أن الإمام الخميني أصبح، وبفعل طاقات عقله المتفجرة، شخصية قيادية كرزمية أسطورية، وفي ذلك ما يشير إلى أن يتمه وظروف حياته كانت من ناحية، شديدة القسوة، والألم، والبؤس، أولا: بسبب اليتم المتكرر. وثانيا: بسبب المضايقات والفقر والسجن والنفي والتشرد... فهو يتيم الأب، وألام، وحبيس السجن، ويتيم الوطن حيث عاش في المنفى سنوات عديدة كثيرة.

ولا عجب أذا أن يتحول إلى شخصية قيادية فذة واستثنائية، كان وسيظل لها اثر سحري عظيم على الكثير من الناس ربما لقرون كثيرة قادمة...ولا عجب أن يتعصب له أنصاره وأتباعه إلى حد التقديس.

ولو أننا راجعنا سيرة حياة كل شخص حظي بالتبجيل والتقديس وتبعه الملايين، واستمات الآلاف في الدفاع عن فكره، لوجدناهم أيتام في معظمهم، وان شذ شخص منهم عن هذه القاعدة فيكون قد عاش حياة قاسية فيها الكثير من الموت والبؤس...فتولد في دماغه تلك الطاقات البوزيترونية نفسها التي تولد في دماغ اليتيم لتخرج على شكل مخرجات إبداعية، وقدرات شخصية قيادية تكون مذهله في أحيان كثيرة...

ونجد أن اثر هذه الشخصية الكرزمية يظل قويا في المجتمع إلى حين ظهور شخصية يتيمة أخرى ذات كرزما طاغية فتنجح هذه الشخصية الجديدة في الحلول محل الشخصية القديمة من حيث التأثير والتقديس والتبجيل والولاء...

وربما أن ما حصل حديثا في تركيا يعتبر مثال جيد لما نطرحه هنا...فقد فرضت شخصية كمال اتاتورك نفسها على المجتمع التركي لسنوات عديدة وأصبح أب تركيا الحديثة، وقد وصل الولاء له حد التقديس، واستمات أنصاره وأتباعه في الدفاع عنه وعن أفكاره وما يمثله أيضا...وظل الحال على ذلك إلى أن ظهر السيد اردوغان الذي يمتلك شخصية ذات كرزميا طاغية فلم يجد صعوبة في الخروج على طروحات اتاتورك ووضع بصمته البديلة، ليصبح أثره هو على المجتمع أكثر بروزا ووضوحا..ولا شك أن هناك صراع دفين حامي الوطيس يجري الآن بين هاتين الشخصيتين الكرزميتين...فعملية الحلول محل شخصية كرزمية عملية ليست سهلة أبدا.

كل ذلك يؤكد على أن شخصية الإمام الخميني كانت وسوف تظل إلى سنوات طويلة قادمة شخصية كرزمية عبقرية ذات تأثير سحري أسطوري...وسوف يظل الولاء له قائما لسنوات طويلة قادمة...

فاليتيم مثله لا يمكن إلا أن يترك له بصمة واضحة وبارزة وخالدة في التاريخ...والسر يكمن دائما في طاقات ذهنه المتفجرة كونه يتيم..وانصهر في بوتقة من الالم الشديد سنوات كثيرة من عمره.

قديم 10-28-2011, 03:37 PM
المشاركة 1097
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
صدام حسين

أسطورة القرن العشرين

ما زلت اذكر تعليق المرحوم د. عبد اللطيف عقل المتخصص في مجال علم النفس الاجتماعي حول شخصية صدام حسين وردة فعله على القصف المزلزل لبغداد بآلاف الطائرات حيث خرج إلى شوارع بغداد ذلك الصباح وألقى خطابا يقطر عنفوانا وتحديا وشجاعة...ومن ضمن ما قاله يومها الآية الكريمة "الذين قال لهم الناس أن الناس قد حشدوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا"...فجاء تعليق د. عبد اللطيف عقل انه لا يوجد حاليا علم نفس يمكن أن يفسر جسارة وجرأة وعنفوان هذا الرجل.

لكن اليوم ربما نستطيع أن نفهم من أين جاءت تلك الصفات القيادية الاستثنائية بل وكل سمات وصفات صدام حسين العبقرية والأسطورية في كثير من جوانبها.

يأتي ذلك الفهم من واقع فهمنا لسيكولوجية الأيتام ومن اثر اليتم في صناعة السمات والصفات الشخصية، وذلك حسب نظريتي في "تفسير الطاقة الإبداعية"...حيث يمكن الجزم بأن الصفات القيادية العبقرية هي انعكاس للنشاط الذهني، والذي يكون أعلى كلما وقع اليتم في سن مبكرة.

وواضح أن أعظم اثر لليتم يحدث إذا ما وقع موت الأب قبل الولادة...وذلك استنادا إلى ما يمكن ملاحظته من سيرة حياة العباقرة الأفذاذ.

وهذا ما يشير ويؤكد على أن العلاقة بين فجيعة اليتم والأثر الواقع على الدماغ هي علاقة غير واعية، وليس كما يظن البعض...أي أن الأثر يكون أعظم كلما كان توقيت فجيعة اليتم أبكر، وبغض النظر عن الكيفية التي يحدث فيها ذلك الأثر وهل هو قضية كهربية أو كهرومغناطيسية أو هرمونية أو وجدانية أو غير ذلك. رغم أن هناك مؤشرات بزيادة حادة في النشاط الكهربي للدماغ نجدها عند من يصاب بفجيعة اليتم.

ولو أننا دققنا في سيرة حياة كل من مات أباه قبل الولادة لوجدناه استثنائيا في كل شيء يخصه حتى ولو لم تتوفر له الظروف المناسبة ليتمكن من إخراج طاقات ذهنه المتفجرة على شكل مخرجات إبداعية وعبقرية...وسوف نجد حتما كل من توفرت له الظروف الداعمة والمساندة والمناسبة بأنه قد تحول إلى عبقرية استثنائية فذة نادرة مثل نيوتن الذي يعتبر أب لكل العلوم على الإطلاق.

وعليه يمكن فهم من أين جاءت صفات صدام حسين الإبداعية والقيادية العبقرية الأسطورية.

نعم، إن ما صنع صدام حسين هو يتمه المبكر جدا...بل هو يتمه قبل الولادة تحديدا وهو كما قلنا أعظم أشكال اليتم أثرا...ويؤدي إلى أعلى نسبة من الطاقة الذهنية التي يمكن أن تتشكل وتخرج في وقت لاحق على عدة إشكال إبداعية وقيادية وأحيانا تصرفات سلبية ذات وقع واثر عظيم مزلزل قد توصف في مجال القيادة بالدكتاتورية والدموية وما إلي ذلك من أوصاف...ولا شك إن كان الوالد قد قتل قتلا ولم يمت موتا طبيعيا فيكون لذلك اثر أعظم.

لقد ولد صدام حسين في بوتقة من الألم الشديد لان أباه مات أو ربما قتل قبل ولادته، لكن ذلك الألم تضاعف عندما تزوجت أمه فأصبح لطيم (فاقد الأب بالموت والأم بالزواج من رجل آخر)، وربما كان زواجها هربا من الفقر...لكن الفقر ظل يلاحقه فالمعروف أن صدام حسين قد عاش مع أمه وإخوته في بيت بسيط في قرية العوجة، يتكون من غرفة واحدة ذات أرض طينية، غير مزودة بالاحتياجات الأولية كالمياه الجارية، والكهرباء، ويقال أن صدام قد حكى لأمير إسكندر كاتب سيرته الذاتية بقوله "لم أشعر أنني طفل أبدًا، كنت أميل للانقباض وغالبًا ما أتجنب مرافقة الآخرين".
لقد عاش صدام حياة قاسية جدا، وهو يعترف بأن طفولته كانت شقية وهو يعزو ذلك للفقر...وقد دفعه ذلك الفقر للعمل في طفولته المبكرة في مهن مثل بيع البطيخ في القطار كي يُطعم أسرته.

واضح أن تلك الحياة القاسية فجرت طاقة ذهنية هائلة في دماغ صدام. وقد وفر له الانتقال للعيش مع خاله طفلح في العام 1947 الرعاية والتعليم والبيئة المناسبة نسبيا، فتبلورت تلك الطاقات في اتجاهات إبداعية وقيادية عبقرية نادرة، على الرغم أن التحاقه بالمدرسة تأخر إلى سن الثامنة أو العاشرة.
وقد تحول صدام بفعل تلك الرعاية من طفل بائس كما تُظهر صورة له التقطت في الطفولة المبكرة، لتظهر صورة أخرى التقطت له في سن الخامسة عشرة شابًّا وسيمًا أكثر هدوءاً وسعادة له ابتسامة جذابة ووميض في عينيه الصغيرتين، وهو يغازل الكاميرا.

وخلاصة القول،،،
لقد جاء صدام إلى الحياة ولم يجد أبا..فكان لذلك أثرا مهولا على دماغه فتفجرت فيه طاقات ذهنية لا حدود لها...ولكن تلك الطاقة تضاعفت بفعل الفقر، وقسوة ظروف الحياة، ثم زواج الأم من رجل آخر...ويبدو أن زواج الأم من رجل آخر هو اشد العوامل تأثيرا بعد اليتم على طاقات ذهن الطفل كما يقول د. عبد اللطيف عقل عن نفسه، والذي تيتم في سن السادسه وتزوجت أمه من رجل آخر...فكان ذلك عنده أعظم مصادر الألم.

المهم أن صدام حسين وبفضل كل تلك المآسي امتلك طاقات لا يمتلكها إلا البعض من إقرانه الذين تيتموا قبل ألولادة. وحيث أن خاله تكفل به وعلمه ورعاه وساعده على الانخراط في المجتمع من أبوابه الواسعة...نجد أن تلك الطاقات في معظمها قد صنعت من صدام حسين شخصية قيادية كرزمية فذة، ولكنه كان في نفس الوقت مبدعا متعدد المجالات...شاعرا وروائيا وخطيبا مفوها.

فكان صدام حسين أسطوريا في شبابه من حيث الجرأة والقدرة على تنفيذ عمليات جسورة جدا ضمن نشاطاته الحزبية، وربما ان ذلك كان ترجمة لطموحه المبكر في الوصول إلى أعلى المراتب القيادية..مدفوعا بطاقات ذهنه.

وكان أسطوريا في حنكته وقدرته على التأثير والفعل والتخطيط والمناورة والخداع والقسوة والقتل بهدف الوصول إلى منصب القائد العام...وقد فعل ذلك بفطنة عالية ليتربع في زمن قياسي على العرش حاكما كرزميا مهيبا دكتاتوريا مطلقا، يرهبه القاصي والداني.

وكان أسطوريا في انجازاته حتى قبل وصوله إلى منصب القائد العام، فقد تمكن في زمن قياسي من تحقيق انجازات غير مسبوقة في مجالات التعليم ومحو الأمية والعمران والزراعة والصناعة وبناء قوة عسكرية ضخمة ومحترفة حتى أوصل بلاده لإطلاق صاروخ إلى الفضاء الخارجي، ليكون استكشاف الفضاء إحدى الجبهات التي اقتحمها بعبقريته الفذة وقدرته المهولة على التحفيز وتحقيق الانجازات الاستثنائية والاعجازية.

وكان أسطوريا في انتصاره على الجيوش الإيرانية العظيمة والتي كان يقودها ويحركها يتيم آخر امتلك بدوره قدرات كرزمية أسطورية، ولو انها كانت اقل حدة، هو الإمام الخميني...وما يجعل ذلك الانتصار أسطوريا مدويا انه جاء بعد انتصار الثورة الإيرانية على الشاه مباشرة، أي أن الاندفاع الثوري والحماس، والمعنويات التي كانت تملكها تلك الجيوش كان كفيلا بأن يضمن لها احتلال العالم... لولا أن صدام حسين بقدراته القيادية الفذة وقف أمامها سدا منيعا ودفعها للاستسلام والانكفاء.

وكان أسطوريا في ثباته وصموده أمام الحصار الخانق والتهديد والحرب التي شنها عليه تحالف استعماري رهيب، ما كان لقائد أن يقف أمامه إلا صدام بشخصيته الاستثنائية، وصفاته وسمات شخصيته الفذة.

وكان أسطوريا في أسره...
وكان أسطوريا شجاعا في مواجهة حبل المشنقة...
وكان أسطوريا حين نطق، بصوت جهوري شجاع، كلماتة الاخيرة والتي حققت له المجد والخلود...لتظهر صورتة في اليوم التالي على وجه القمر!

وكان أسطوريا في أثره على مجرى التاريخ...فرغم خسارته المدوية في المعركة، ورغم شنقه...يمكن القول بأن صموده وما تسبب به هو وأتباعه وأنصاره من أذى ومتاعب وخسائر وجراح للاحتلال قد اسقط نظرية النظام العالمي الجديد، الذي كان يتم السعي والعمل على تنفيذها...كما أوقع الدول العظمى في أزمة مالية، بل ازمات، يبدو انه لا مخرج منها إلا الانهيار والهاوية...وهي تسير نحو ذلك بتسارع شديد.

لقد كان صدام حسين أسطوريا في قدراته ومدى تأثيره وهو اليتيم قبل الولادة...لكن طاقات ذهنه المتفجرة تلك جعلته أيضا وإذ صنعت منه حاكما، كرزميا، دكتاتوريا، مطلقا، شديد البأس، ومرهوب الجانب، جعلته يقع في عدة أخطاء أساسها ربما هو سوء التقدير والغرور والاعتداد بالنفس...وهي كلها محصلة لتلك الطاقات التي كانت تعتمل في ذهنه.

وربما أصيب، وكأي يتيم يمتلك مثل تلك الطاقة الذهنية المهولة، بنوع من جنون العظمة جعله يستصغر العظائم احيانا فكان كمن وصفهم المتنبي بقوله:

وتَصغُـر فـي عَيـنِ العَظِيـم ِالعَظـائِمُ

ولذلك نجده قد اتخذ احيانا قرارات جنونية شبه انتحارية وغير محمودة العواقب حتما...جلبت الكثير من المآسي والدمار.

وكل ذلك يعود سببه لما امتلك من طاقات..

والدارس للجوانب الأخرى من شخصية هذا اليتيم العبقري يجد انه كان يقول الشعر الجميل ايضا، والذي يشتمل على الكثير من خصائص شعر المتنبي، حتى ليظن الدارس بأن روح المتنبي قد استُنسخت فيه، وسوف تظل أبيات الشعر هذه التي نظمها خالده بخلود شعر المتنبي أو ربما أكثر:


لا تأسفن على غدر الزمان لطالما **** رقصت على جثث الأسود كلاب

لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها **** فالأسد أسد والكلاب كلاب

تبقى الأسود مخيفة في أسرها **** حتى وان نبحت عليها كلاب


ولا عجب في ذلك طبعا حينما نتذكر بأنهما (هو والمتنبي)، في (اليتم والفقر والبؤس) شرق.

ولو تعمق الدارس في كتابات صدام الروائية لوجدها عبقرية فذة حتما، وقد تشتمل على استشراف قد لا يُفهم في الزمن الحاضر...فهذا هو ديدن عقل اليتيم العبقري الذي يعمل دماغه بطاقة البوزيترون.

لقد عاش صدام حسين عيشة الأسود، وخرج من هذه الدنيا خروج الأسود...وسوف يظل ابد الدهر أسدا أسطوريا خالدا وقدوة يحتذي بها الأيتام...
والقائد المغوار يبقى سيدا أسد.... في حضرة الموت أو بعد القبر والعدم

ولن يتمكن احد من منع عودة انبعاثه في أجساد وأذهان ملايين الأيتام الذين خلفهم الاحتلال وهم يصهرون الآن في نفس بوتقة الألم والبؤس التي صنعته ابتداء، ويشربون من نفس الكأس التي شرب منها، فجعله كل ذلك عبقريا، فذا، وأسطوريا بكل المقاييس..وهم كذلك سيبعثون.

والسر طبعا يكمن في يتمه المبكر...

فاليتم منبت القادة العباقرة العظماء...إذا ما أحسنت تنشئتهم وتربيتهم وتعليمهم ورعايتهم وكفالتهم.


قديم 11-14-2011, 11:59 AM
المشاركة 1098
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نبوءة العراق العظيم

هذه النبوءة ليست وحيا أو هذيانا، ولكنها مقاربة، ورؤيا، واستشراف، للمستقبل بناء على معطيات الماضي وتجاربه ووقائعه...
هي توقع وتصور لما سيكون عليه الحال في عراق المستقبل اعتمادا على ما كان، وفي ضوء القراءة المعمقة لحركة التاريخ الذي يحركه الأيتام دائما.

وتقوم هذه النبوءة تحديدا على الفهم العميق لأثر اليتم في صناعة العظماء الذين يصنعون بدورهم الأحداث والتاريخ، ويفرضون بقوة حضورهم، وعبقرياتهم، وقيادتهم الفذة الاستثنائية، وعزيمتهم التي لا تلين وربما جنونهم، وجنوحهم وقسوتهم، وإجرامهم، ما سيكون عليه الحال في عراق المستقبل.

يمكننا أن نستشف من تجارب الماضي بأن العراق العظيم، الذي علم الناس الكتابة، والتشريع، وكان مهدا للحضارة، فمنه مثلا جاء قانون العين بالعين والسن بالسن، وكان رائد البشرية في أشياء أخرى كثيرة، إلى حد انه القطر الوحيد الذي كانت له حدائقه الفريدة من نوعها (الحدائق المعلقة)، وفي ذلك طبعا ما يشير إلى الغنى الحضاري الذي تمتعت به بلاد الرافدين عبر العصور.

لذلك ظل العراق دائما عصيا على الاحتلال، أي احتلال أو نفوذ أجنبي، حتى وحينما سقطت بغداد، واستبيحت وأحرقت، ودمرت، كما حدث عندما اجتاحها المغول...عادت لتستقل من جديد.

وعليه فان استقلال العراق وحريته أمر محسوم لا جدال فيه، وسوف ينتفض دائما أهل العراق لطرد الغزاة أين كان لونهم، أو شكلهم، أو جنسهم، أو قوتهم، وجبروتهم.

وسوف ينهض العراق من بين الركام دائما ليعود عظيما، وستشرق شمسه من جديد.
ذلك إن تحدثنا بشكل عام ...

لكننا حينما نتحدث عن عراق الحاضر الذي يحتضن في بيوته، وأزقته، وحاراته، وشوارعه هذه الأيام أعلى نسبة من الأيتام...قد تصل أعدادهم إلى الملايين. الكثير منهم يفترش الأرض، والأرصفة، ويلتحف السماء. والكثير منهم يقتات على بقايا الطعام، ومن حاويات النفايات...نعرف أن هذا العراق الذي يعاني الكثير من أبناءه الأيتام الآن من شديد الألم، والإهمال، ويُصهرون في بوتقة البؤس والحرمان...ذلك البؤس الذي طالما صنع رجال قلبوهم من حديد...أو اشد قسوة...سيكون مرتعا لأشد حالات التطرف السلبي...والإبداع الاستثنائي.

سيظهر في عراق المستقبل العديد من الأفذاذ العباقرة، المبدعين، الاستثنائيين في كل المجالات فذلك أمر مسلم به، وربما شعراء على شاكلة المتنبي وأبو نواس والجواهري وبدر شارك السياب ومظفر النواب.. لكن وفي تزامن مع أرقى حالة إبداعية في كل الحقول، سوف يعيش هذا العراق سنوات عديدة قادمة شديدة ألقتامه، يكثر فيها القتل والدمار، والإجرام، والانتقام...حيث سيظهر من بين هؤلاء الأيتام المهملين، المهمشين، وخلال السنوات القليلة القادمة جيل من الأشداء الذين سيمتهنون القتل، ويحترفونه، بكافة أشكاله.

وقد يبرز من بينهم من يبدع في القتل الجماعي...رجال ستالينين قلوبهم من الفولاذ أو اشد قسوة من ستالين. وسوف يستمر الوضع في غاية الصعوبة خلال السنوات القليلة القادمة، لكن الأمور سوف تشتد قسوة مع مرور بضعة سنوات أخرى وسوف يصل القتل إلى ذروته ما بين الأعوام 2017 و 2019 وقد يمتد إلى ما بعد ذلك لبضعة سنين بدرجات متفاوتة، لكن الأمور تبدأ في التحسن التدريجي بعد ذلك إلى أن يبرز في العام 2033 قائد تاريخي نادر في قدراته القيادية، يكون شخصية كرزمية فريدة، صنعتها المعاناة والألم من اليتم المبكر، فهو على الأغلب سيكون من بين الأيتام الذين قتل أباهم العسكريين قبل الولادة.

وسيكون له الكثير من صفات صدام حسين، إن لم يكن نسخة طبق ألأصل عنه، حتى ليظن البعض انه تناسخ روحه، ذلك لان هذا اليتيم صدام حسين خرج من هذه الدنيا بهالة أسطورية جعلت موته مقدسا، فلذلك سيظل قدوة حسنة مؤثره يقتدي بها الأيتام في كل مكان لأجيال طويلة قادمة.

وسيعمل هذا القائد اليتيم على تحرير العراق من كل اثر للاستعمار والتدخل الخارجي، ويوحد الأقاليم، ويُخضع الجميع لسلطته المطلقة، وسوف يشهد العراق في عهده ازدهارا وتطورا قل نظيره، وقد يمتد نفوذه إلى مناطق جديدة وتتوسع بلاده، حيث سينتصر في كل معاركه إلى أن يخونه من حوله.

وقد يكون بروز مثل ذلك القائد العظيم أبكر من ذلك التاريخ بكثير نظرا للوفرة الهائلة في أعداد الأيتام الذين سقط آبائهم في موت مقدس في الحروب العديدة المتعاقبة منذ مطلع الثمانينيات...وذلك إذا ما توفرت بعض الظروف التي تجعل من بروز ذلك القائد ممكنا قبل الأوان.

قديم 12-12-2011, 08:55 AM
المشاركة 1099
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سر الافضلية في افضل مائة رواية عربية :

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=6821

قديم 12-20-2011, 04:47 PM
المشاركة 1100
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سر الروعة في اروع 100 رواية عالمية:

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=5829


والى اللقاء هنا في مقال جديد " جمال عبد الناصر " كارزما طاغية...


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 31 ( الأعضاء 0 والزوار 31)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية. ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 1499 11-11-2017 11:55 PM
ما الذي يصنع القائد العسكري الفذ؟؟!! دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 108 12-09-2015 01:17 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 04:24 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.