احصائيات

الردود
15

المشاهدات
40341
 
ريمه الخاني
المثقفون العـرب

اوسمتي


ريمه الخاني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
146

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Oct 2006

الاقامة

رقم العضوية
2043
09-28-2014, 11:21 AM
المشاركة 1
09-28-2014, 11:21 AM
المشاركة 1
افتراضي مفهوم الخيال الأدبي
-مفهوم الخيال الأدبي:

في الخيال متعة إنسانية فطر عليها المرء لجعلها خطه الإبداعي الأول عموما....
وعلينا هنا وفي هذا المقام ,و أولا للتعرف على مفهوم الخيال الأدبي مطالعة تعريفه بعد معرفة مفهوم المصطلح معجميا:
خالَ الشيءَ يَخالُ خَيْلاً وخِيلة وخَيْلة وخالاً وخِيَلاً وخَيَلاناً ومَخالة ومَخِيلة وخَيْلُولة: ظَنَّه، وفي المثل: من يَسْمَعْ يَخَلْ أَي يظن، وهو من باب ظننت وأَخواتها التي تدخل على الابتداء والخبر،
وخَيَّل فيه الخير وتَخَيَّله: ظَنَّه وتفرَّسه.
وخَيَّل عليه: شَبَّه.
وأَخالَ الشيءُ: اشتبه. يقال: هذا الأَمر لا يُخِيل على أَحد أَي لا يُشْكِل.
وشيءٌ مُخِيل أَي مُشْكِل.

تعرف الأستاذة "جميلة محمد المحمد" الخيال العلمي , بأنه مجال أدبي وفني لتجسيد عناصر قد لا تكون في الواقع المعاصر , أو سيلة يتم من خلالها الانتقال في آفاق الزمن على أجنحة التأمل الممزوج بالتطورات والمكتسبات العلمية.
ويعرف الأستاذ "أوس داوود يعقوب أدب الخيال العلمي: نوع من الفن الأدبي يعتمد على الخيال ؛ حيث يخلق المؤلف عالما خياليا أو كونا ذا طبيعة جديدة بالاستعانة بتقنيات أدبية متضمنة فرضيات أو لنظريات علمية فيزيائية أو بيولوجية أو تكنولوجية أو حتى فلسفية.
نجد كم هذين التعريفين متناقضين وينطلقان من محطات مختلفة، ويمكننا القول هنا ، أن الخيال العلمي يصنف من خلال التعريفين ، لخيال علمي واقعي وخيال علمي تخييلي، يتجاوز الواقع لما هو أكثر استحالة، لإرضاء التفكير الإنساني المتجدد غالبا.
وهل المدينة الفاضلة إلا ضربا من خيال لم يتحقق قط في عصر ؟، إلا استثناءات لم تمتد تاريخيا لزمن طويل...
يشير الروائي د. السيد نجم أن هذا الخيال تضرب جذوره من عهد المسعودي ومروج الذهب ومعادن الجوهر، وقصص الاسكندر الذي سعى إلى اكتشاف قاع البحر .القزويني وعوج بن عنفق الذي جاء من كوكب آخر وشرح قضية الحياة على الكواكب الأخرى، والفارابي ومدينته الفاضلة، ويبقى تعبيرا إنسانيا يعبر عن رغبة الإنسان في ارتياد المجهول والبحث عن مغامرات جديدة، لقد كان أول من أطلق هذا المصطلح " هيو غو جيرنسباك Huogo Gernesback عام1926 في مجلة القصص المدهشة.
ويحظى هذا الخيال بأهمية كبيرة في الدول المتقدمة, فهو يعد بوابة للإيداع والابتكار وعدسة ترسم صورا حية لأفكار ومخترعات متفردة ,وتظهر توقعات مستقبلية مبنية على ملاحظة بعض ظواهر الحياة المختلفة : الطبيعية والإنسانية.
أما أدب الخيال العلمي فهو فرع روائي يتضمن مجموعة من التصورات او الافتراضات العلمية حول المستقبل, ناهيك عن تأملات في حياة أخرى, فتمزج الحقيقة بالخيال عبر قناة الإقناع وقد يبالغ فيه.
يعد أول من دخله في الغرب عالم الفلك يوهانز كيبلر 1634 وروايته " صومنيوم" لكن البداية الحقيقية الناضجة بدأت مع العبقري: جول فيرن (1828-1905) الذي تبنى هذا الون وأعطاه شكلا حديثا ومتقنا بكل معنى الكلمة, وتبدأ مع رواية: " خمسة أسابيع في منطاد.
تعتبر أسطورة "حي بن يقظان" و"ابن طفيل" من أوائل الأدب العلمي في الكتابات العربية, ويعتبر "مصطفى محمود" من أوائل من كتب فيه في العصر الحديث إذن نشر في الستينات من القرن العشرين روايته " العنكبوت" ثم رجل تحت الصفر, لكن نعترف أيضا بقلة رواد هذا الأدب الصعب , والذي يحتاج خيالا جامحا, ويعد الروائي نهاد الشريف وعطائه عبر نصف قرن مبدع كتب فيها عن الأطباق الطائرة والهندسة الوراثية.. الخ.. وقد تنبأ بأن هذا النوع من الادب سوف يكون الأدب الأكثر ذيوعا وانتشارا وشعبية في المستقبل القريب, وتعد روايته : قاهر الزمن تنبؤ بإمكانية تجميد جسد الإنسان لسنوات ثم إحيائه...
وكان الدكتور طالب عمران قد دخل هذا العالم , ومن أعماله: العابرون خلف الشمس, ويعد الدكتور عمران ممن وجهوا إبداعهم الأدبي في الخيال العلمي للأطفال مثل : " كوكب الأحلام" , وظهرت أسماء كثيرة مثل : "عبد السلام البقالي", وفي مصر من الجيل الجديد " صلاح عبد المعطي", أما عن الدراسات فهي قليلة كذلك لكن هناك بعض أسماء مثال: "يوسف الشاروني " وكتابه بعنوان "أدب الخيال العلمي في الأدب العربي المعاصر" والكاتب "محمود قاسم" والذي تناول كتابه مراحل تطور الخيال العلمي, والفروع الأدبية له.
ظهرت أسماء حديثة في عالم الخيال العلمي مثال: الأديب الراحل نزار الزين , وكاتب الأطفال, جيكر خورشيد, ومازلنا بحاجة لكثير من كوادر مثلها ترفد عالم بات ينجذب للخارج رويدا رويدا.
يحيا وينمو الأدب في عالم من الخيال بأنواعه, يحلق ويسافر في دهاليز النفس الإنسانية ويربطها بالعالم الخارجي, يقول "جان روبنسكي" عن الخيال:
إن الخيال الأدبي فرع خاص لملكة نفسية عامة جدا, لا ينفصل نشاطها عن نشاط الشعور, هو اختصاص الفلاسفة وعلماء النفس, أما النظرية الأدبية فقد استعانت في هذا المجال بمفهوم نشأ خارج نطاق الأدب لكنه ينسحب على قطاع واسع من الانتاج الأدبي, ويقول في مكان آخر من كتابه:
إن الأدب ما هو إلا ضرب من ضروب النشاط الخيالي, وما هو سوى قيمة عامة تشرح كيفية استخدام الاشارات اللفظية( المسموعة أو المنظورة)والاستعانة بالتصور الذهني ,ويستعمل كلاهما دون احالة مباشرة إلى الواقع التجريبي بغية الوصول إلى المتعة الجمالية.
يقول رايان الفرنسي عن الخيال:
كثيرا ما يأخذون العبقرية على أنها ثمرة من ثمار الخيال الصرف, مثل هذه الأعمال ينهض بها الكاتب التافه الذي استطاع أن يلم بالذوق الشائع بين الناس ,لكن فولتير ومارمونتيل يريان أن الخيال موهبة ثمينة وأن الإلهام أقصى درجاته.
وإن التخييل ,كما يراه "يوسا" أكذوبة تخفي حقيقة عميقة, إنه الحياة التي لم تكن ,والتي يتوق إليها المرء دون ان يحصل عليها ,لهذا كان عليه اختلاقها .
ولو أردنا تعريف التخييل لوجدناه أنه الخداع باختصار, وكل رواية هي كذبة تحاول التظاهر بانها حقيقة ,أما الدافع للكتابة الروائية فهو التمرد المسالم.
من جهة اخرى تقدم الأستاذة : "زيناء ليلى" مفهوم الأبداع من زاوية اخرى فتقول:
-التجديد هو رؤية الامور بنظرة جديدة ومن زاوية جديد.
وهذا لا ينسف الأساسات ,بل يقدم لها فروعا جديدة لأنها تتعلق بالسلوك التطبيقي, لا بالأساس أصلا, فالجديد في زمننا ما عاد موجودا لأننا بتنا نبني فوق البناء الأول, وهنا يتبلور معنا الفرق بين :
التغيير والتطوير والتجديد والحديث والتنمية... كلها تأخذ المفاهيم من زاويتها المعينة:
فالتحديث والتحسين يمضي بنفس المسار بإضافات بسيطة وإضاءات منيرة, بينما التطوير والتجديد ,له فروعا عديدة وكأننا نرتفع أفقيا وعموديا في البناء.
تحدد غالبا المفاهيم بالغاية على ألا تكون مضرة, بل تهدف للتنمية حصرا, لذا وفي عملنا عموما كمتابعين لرسائل الدكتوراه ,نعمل لإخراج مفاهيم جديدة مثل: الفن المعرفي الإبداعي, فنحن هنا لم نضف جديدا بل مزجنا وقمنا زاوية جديدة للعمل والبحث, مثل الفن الإبداعي الطبي.. الخ.. واللغة كذلك لا تتغير إنما تتغير الأنماط الأدبية.. وهكذا, وعليه فإن الإبداع يعرف بالقدرات الخارقة التي يمتلكها المبدع ,ويتوقف إظهار الفرد المالك للقدرات الإبداعية نتائج المالك للقدرات الإبداعية نتائج بداعية, أو عدم إظهارها يتوقف على صفة الآثارية والطبيعية. ويضيف الدكتور حسين جمعة أيضا للتعريف, أنه استجابة غير مألوفة لكل انفعال وبمعنى آخر من العواطف الذاتية في البعد النفسي ,تعد الأصل في إجراء التحولات الإبداعية على مختلف الصعد الفنية والثقافية والاجتماعية والزمانية والمكانية.
وهذا يقارب تعريف الإبداع عند الدكتورة "نجاح هارون" : هو عبارة عن عدم النظير وفي الاصطلاح :إخراج ما في الإمكان والعدم إلى الوجوب والوجود. فهل هذا يعني فعلا التجديد؟
اما علم النفس الحديث فيعرفه بصورة مجسدة للذات المبدعة, فالتكوين النفسي وحده صانع الإبداع
وعليه فيعرف الشعر هنا بأثر اللاوعي في الإبداع , ويعرفه السجلماسي: الشعر هو الكلام المخيل المؤلف من أقوال موزونة ومتساوية وعند العرب مقفاة, وبكل الأحوال تعتبر المصطلحات الإبداعية من صميم العمل الإبداعي أيضا, يسوقنا هذا الأمر لزاوية أخرى هامة:
جرى نقاشا بيننا وبين الأستاذ "مصطفى إنشاصي" حول الشعر والادب والأبحاث, واجترار موادا لم يعد لها سوقا ولا قراء , سواء بأفكارها او بنوعيتها , وهنا يهمنا رؤية الموضوع من زاوية اخرى لباحثين غير أدباء, يقول الباحث إنشاصي حول ذلك:
-أشبع العروض دراسة وبحاث وزيادة ونقصان قديما وحاضرا في الماجستير والدكتوراه وو...
رسائل بالهبل عن كل صغيرة وكبيرة, وبكاد لا يقدم أحد فيه جديدا هذا المقصد فلماذا الخلاف حوله؟؟؟.
الأمة تحتاج لمن يحمل همها والشعر يمكنه أن يكون جزءا من المعركة كشعر وليس كجدل حول العروض والقوافي والأوزان ...!!!!,فكان ردنا:
-نعم ما زلت أفاجأ بقلة طلب المكاتب في بلادنا سوريا ولبنان حتى وفي مصر كذلك على الشعر ماذا يعني ذلك؟ هل بات لغة الغناء فقط؟, والأمة ثملة من فيضانها بلا حاجة؟
هل هذا يحتاج نمطا آخر من التجديد والتطوير وأننا مازلنا نجتر ما يمكن تطويره وتحويله للأفضل , وهل هي طريقة التفكير التي تحتاج لذلك ام الأنماط؟, وكيف؟
هل لهذا جذور واقعية غائبة عن مجال تفكيرنا؟, يقول الدكتور "محمد خير الدين عبد الرحمن":
إن التعليم في أغلبية الدول العربية وبمراحله كافة , يتصف بتردي النوعية وافتقار الطلبة للمهارات الأساسية للتعليم الذاتي, وغياب النقد والإبداع وغياب التركيز المبرمج على فروع العلم والتقانة, وهذا يسبب تخريج ملايين العاطلين عن العمل, أو ما يعرف: بالبطالة الثقافية.
وإذن؟
يقول الدكتور "بدر الدين عامود " عن الإبداع:
هو الشكل الأكثر رقيا وتعقيدا بين أشكال النشاط الإنساني والذي يتمثل نتاجه في الكشف عن حقائق لم تكن معروفة من قبل .
لكن الدكتور صالح الرحال يعارضه في فرادة الإبداع قائلا:
لا توجد مادة مبدعة في العالم –وعبر تاريخ الإنسان-جاءت من العدم او غير مسبوقة.
ومازال التعليم المدرسي بحاجة ماسة لرفع سوية العناية بالخيال عند الطفل, من خلال حثه على قراءة نماذج منها, أو حثه على الكتابة والرسم في موضوعها, والتطور من صفة الإبداع الحي الذي نبحث, وإلا فإن كلمة إبداع بلا تطور ضمر حتى لا تنطبق عليها تلك الصفة بعد وقت.


قديم 09-28-2014, 03:03 PM
المشاركة 2
سلطان العطاوي
أوفياء منابر ثقافية - وسام التميز

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الآن عرفت لماذا يردد آبائنا واجدادنا حين يرون البرق ( خايل البرق ) يعني اي تظنه يمطر نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةهكذا فهمت




مساءك خيالي ياريمه وجهد مبارك .

ولاننسى ان كل ابداع قبله خيال بالذات لدى الشعراء والرسامين .

قديم 09-28-2014, 06:03 PM
المشاركة 3
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مرحباً استاذة ريمه الخاني
مقال بالغ الأهمية من حيث الموضوع ولا شك انه تطلب جهدا كبيرا لانجازه ، ومع ذلك هناك بعض الملاحظات التي اقترح أخذها بعين الاعتبار :
على الرغم ان العنوان " مفهوم الخيال الأدبي" لكننا نجد بان الحديث يدور مباشرة
بعد التعريف بالخيال الادبي معجميا حول تعريف الاستاذة جميلة المحمد للخيال العلمي ، وكان الموضوع يتمحور حول الخيال العلمي خاصة عندما يتم مقارنة تعريفها بتعريف الاستاذ أوس يعقوب للخيال العلمي أيضاً . ثم يتابع المقال الحديث عن أصناف الخيال العلمي وهما الواقعي والتخيليي .
ثم نجد ان راي الروائي السيد نجم يعزز الاعتقاد بان الحديث يقتصر على الخيال العلمي. وكذلك التتبعات الاخرى مثل تعريف " هيو غو جيرنسباك Huogo Gernesback عام1926 . ثم يتم الانتقال للحديث عن أدب الخيال العلمي، ثم نبذة تاريخية عن رواد هذا الادب امثال الروائي نهاد الشريف والدكتور طالب عمران ثم يتم ذكر اسماء اخرى من رواد الخيال العلمي مثل : "عبد السلام البقالي",و " صلاح عبد المعطي", ثم يجري الحديث عن الدراسات التي جرت حول الخيال العلمي مثل دراسة "يوسف الشاروني " وكتابه بعنوان "أدب الخيال العلمي في الأدب العربي المعاصر" والكاتب "محمود قاسم" والذي تناول كتابه مراحل تطور الخيال العلمي, والفروع الأدبية له. ثم يتم ذكر بعض الاسماء التي ظهرت حديثاً ولها نشاط في محال الخيال العلمي مثل الأديب الراحل نزار الزين , وكاتب الأطفال, جيكر خورشيد. ثم يتم الانتقال الي تعريف "جان روبنسكي" عن الخيال الادبي . ثم نجد فقرة تتحدث عن الادب بصفته ضرب من ضروب النشاط الخيالي . ثم نجد نقله جديده حول تعريف رايان الفرنسي و فولتير ومارمونتيل ويوسىا للخيال. ثم نجد نقله جديده يجرى الحديث فيها هذه المرة عن الإبداع . ثم يكون هناك حديث عن الفن المعرفي الابداعي الطبي . وعودة مرة اخرى لتقديم تعريف للإبداع وعلى اعتبار انه قدرات خارقة التي يمتلكها المبدع ، ثم يتم التعريف براي الدكتور حسين جمعه حول حول الإبداع وعلى اعتبار انه "استجابة غير مألوفة لكل انفعال". ثم تعريف الإبداع عند الدكتوره نجاح هارون ومن ثم تعريف علم النفس الحديث له . ثم يتم الانتقال للحديث عن الشعر هذه المرة وتعريف السجلماسي له حيث يعرفه على انه " الكلام المخيل المؤلف من أقوال موزونة ومتساوية وعند العرب مقفاة". ثم يجري الحديث عن نقاش مع مصطفى انشاصي حول حول الشعر والادب والأبحاث, ثم ينحصر الحديث حول العروض ودور الشعر وقلة الطلب عليه . ثم تكون هناك نقلو جديدة يجرى الحديث فيها هذه المرة حول التعليم وكيف يوديبالبطون اسماه صاحبه بالبطالة الثقافية. ثم نجد عودة مرة اخرى للحديث عن الإبداع وراي الدكتور "بدر الدين عامود هذه المرة في الإبداع .
ثم راي الدكتور صالح الرحال الذي يعارضه في فرادة الإبداع وكيف ان التعليم المدرسي بحاجة الى رفع سوية الخيال عند الطفل .

كل ذلك يشير الى :
- العنوان لا يوحي بالمحتوى . وبالكاد يدور الحديث حول الخيال الادبي وربما كان الافضل تسمية المقال " مفهوم الخيال العلمي" .
- هناك حشد لعدة افكار متباينة وعديدة وربما كان الافضل معالجة الأفكار في أكثر من مقال.
- الانتقال من موضوع الي اخر من دون مبرر او رابط .
- يبدأ المقال بمحاولة لتقديم تعريف بمفهوم الخيال الادبي وينتهي بنقد دور التعليم بعد ان يعرج على تعريف الإبداع والشعر وهذا يؤدي الي إرباك المتلقي.
- قد يكون البحث عبارة عن تلخيص لرسالة ماجستير او دكتوراه لكن الاسلوب الذي اعد به لم يكن موفقا .
- اقترح اعادة صياغة المقال خاصة انه منشور في منبر البحوث والدراسات العلمية وهذه مسؤولية تتطلب الدقة والمهنية .
*

قديم 09-29-2014, 04:23 AM
المشاركة 4
ريمه الخاني
المثقفون العـرب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مفهوم الخيال الأدبي:
تحوي هذه الفقرة عن الخيال الأدبي، شرح للخيال العلمي أولا كنمط أدبي مطلوب وقليل الحضور في عالمنا الإبداعي، ثم نتحدث عن الخيال الأدبي، ونعرج على مفهوم الإبداع عموما،
في الخيال متعة إنسانية فطر عليها المرء لجعلها خطه الإبداعي الأول عموما....
وعلينا هنا وفي هذا المقام ,و أولا للتعرف على مفهوم الخيال الأدبي مطالعة تعريفه بعد معرفة مفهوم المصطلح معجميا:
خالَ الشيءَ يَخالُ خَيْلاً وخِيلة وخَيْلة وخالاً وخِيَلاً وخَيَلاناً ومَخالة ومَخِيلة وخَيْلُولة: ظَنَّه، وفي المثل: من يَسْمَعْ يَخَلْ أَي يظن، وهو من باب ظننت وأَخواتها التي تدخل على الابتداء والخبر،
وخَيَّل فيه الخير وتَخَيَّله: ظَنَّه وتفرَّسه.
وخَيَّل عليه: شَبَّه.
وأَخالَ الشيءُ: اشتبه. يقال: هذا الأَمر لا يُخِيل على أَحد أَي لا يُشْكِل.
وشيءٌ مُخِيل أَي مُشْكِل.

تعرف الأستاذة "جميلة محمد المحمد" الخيال العلمي , بأنه مجال أدبي وفني لتجسيد عناصر قد لا تكون في الواقع المعاصر , أو سيلة يتم من خلالها الانتقال في آفاق الزمن على أجنحة التأمل الممزوج بالتطورات والمكتسبات العلمية.
ويعرف الأستاذ "أوس داوود يعقوب أدب الخيال العلمي: نوع من الفن الأدبي يعتمد على الخيال ؛ حيث يخلق المؤلف عالما خياليا أو كونا ذا طبيعة جديدة بالاستعانة بتقنيات أدبية متضمنة فرضيات أو لنظريات علمية فيزيائية أو بيولوجية أو تكنولوجية أو حتى فلسفية.
نجد كم هذين التعريفين متناقضين وينطلقان من محطات مختلفة، ويمكننا القول هنا ، أن الخيال العلمي يصنف من خلال التعريفين ، لخيال علمي واقعي وخيال علمي تخييلي، يتجاوز الواقع لما هو أكثر استحالة، لإرضاء التفكير الإنساني المتجدد غالبا.
وهل المدينة الفاضلة إلا ضربا من خيال لم يتحقق قط في عصر ؟، إلا استثناءات لم تمتد تاريخيا لزمن طويل...
يشير الروائي د. السيد نجم أن هذا الخيال تضرب جذوره من عهد المسعودي ومروج الذهب ومعادن الجوهر، وقصص الاسكندر الذي سعى إلى اكتشاف قاع البحر .القزويني وعوج بن عنفق الذي جاء من كوكب آخر وشرح قضية الحياة على الكواكب الأخرى، والفارابي ومدينته الفاضلة، ويبقى تعبيرا إنسانيا يعبر عن رغبة الإنسان في ارتياد المجهول والبحث عن مغامرات جديدة، لقد كان أول من أطلق هذا المصطلح " هيو غو جيرنسباك huogo gernesback عام1926 في مجلة القصص المدهشة.
ويحظى هذا الخيال بأهمية كبيرة في الدول المتقدمة, فهو يعد بوابة للإيداع والابتكار وعدسة ترسم صورا حية لأفكار ومخترعات متفردة ,وتظهر توقعات مستقبلية مبنية على ملاحظة بعض ظواهر الحياة المختلفة : الطبيعية والإنسانية.
أما أدب الخيال العلمي فهو فرع روائي يتضمن مجموعة من التصورات او الافتراضات العلمية حول المستقبل, ناهيك عن تأملات في حياة أخرى, فتمزج الحقيقة بالخيال عبر قناة الإقناع وقد يبالغ فيه.
يعد أول من دخله في الغرب عالم الفلك يوهانز كيبلر 1634 وروايته " صومنيوم" لكن البداية الحقيقية الناضجة بدأت مع العبقري: جول فيرن (1828-1905) الذي تبنى هذا الون وأعطاه شكلا حديثا ومتقنا بكل معنى الكلمة, وتبدأ مع رواية: " خمسة أسابيع في منطاد.
تعتبر أسطورة "حي بن يقظان" و"ابن طفيل" من أوائل الأدب العلمي في الكتابات العربية, ويعتبر "مصطفى محمود" من أوائل من كتب فيه في العصر الحديث إذن نشر في الستينات من القرن العشرين روايته " العنكبوت" ثم رجل تحت الصفر, لكن نعترف أيضا بقلة رواد هذا الأدب الصعب , والذي يحتاج خيالا جامحا, ويعد الروائي نهاد الشريف وعطائه عبر نصف قرن مبدع كتب فيها عن الأطباق الطائرة والهندسة الوراثية.. الخ.. وقد تنبأ بأن هذا النوع من الادب سوف يكون الأدب الأكثر ذيوعا وانتشارا وشعبية في المستقبل القريب, وتعد روايته : قاهر الزمن تنبؤ بإمكانية تجميد جسد الإنسان لسنوات ثم إحيائه...
وكان الدكتور طالب عمران قد دخل هذا العالم , ومن أعماله: العابرون خلف الشمس, ويعد الدكتور عمران ممن وجهوا إبداعهم الأدبي في الخيال العلمي للأطفال مثل : " كوكب الأحلام" , وظهرت أسماء كثيرة مثل : "عبد السلام البقالي", وفي مصر من الجيل الجديد " صلاح عبد المعطي", أما عن الدراسات فهي قليلة كذلك لكن هناك بعض أسماء مثال: "يوسف الشاروني " وكتابه بعنوان "أدب الخيال العلمي في الأدب العربي المعاصر" والكاتب "محمود قاسم" والذي تناول كتابه مراحل تطور الخيال العلمي, والفروع الأدبية له.
ظهرت أسماء حديثة في عالم الخيال العلمي مثال: الأديب الراحل نزار الزين , وكاتب الأطفال, جيكر خورشيد, ومازلنا بحاجة لكثير من كوادر مثلها ترفد عالم بات ينجذب للخارج رويدا رويدا.
يحيا وينمو الأدب في عالم من الخيال بأنواعه, يحلق ويسافر في دهاليز النفس الإنسانية ويربطها بالعالم الخارجي, يقول "جان روبنسكي" عن الخيال:
إن الخيال الأدبي فرع خاص لملكة نفسية عامة جدا, لا ينفصل نشاطها عن نشاط الشعور, هو اختصاص الفلاسفة وعلماء النفس, أما النظرية الأدبية فقد استعانت في هذا المجال بمفهوم نشأ خارج نطاق الأدب لكنه ينسحب على قطاع واسع من الانتاج الأدبي, ويقول في مكان آخر من كتابه:
إن الأدب ما هو إلا ضرب من ضروب النشاط الخيالي, وما هو سوى قيمة عامة تشرح كيفية استخدام الاشارات اللفظية( المسموعة أو المنظورة)والاستعانة بالتصور الذهني ,ويستعمل كلاهما دون احالة مباشرة إلى الواقع التجريبي بغية الوصول إلى المتعة الجمالية.
يقول رايان الفرنسي عن الخيال:
كثيرا ما يأخذون العبقرية على أنها ثمرة من ثمار الخيال الصرف, مثل هذه الأعمال ينهض بها الكاتب التافه الذي استطاع أن يلم بالذوق الشائع بين الناس ,لكن فولتير ومارمونتيل يريان أن الخيال موهبة ثمينة وأن الإلهام أقصى درجاته.
وإن التخييل ,كما يراه "يوسا" أكذوبة تخفي حقيقة عميقة, إنه الحياة التي لم تكن ,والتي يتوق إليها المرء دون ان يحصل عليها ,لهذا كان عليه اختلاقها .
ولو أردنا تعريف التخييل لوجدناه أنه الخداع باختصار, وكل رواية هي كذبة تحاول التظاهر بانها حقيقة ,أما الدافع للكتابة الروائية فهو التمرد المسالم
أشكر لك أستاذ أيوب قراءتك التفصيلية،وكان علينا أن نخصص مساحة أقل للنشر خاصة أنه موضوع كبير جدا في الأصل.
نشكرك مرة اخرى.

قديم 09-29-2014, 04:24 AM
المشاركة 5
ريمه الخاني
المثقفون العـرب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الآن عرفت لماذا يردد آبائنا واجدادنا حين يرون البرق ( خايل البرق ) يعني اي تظنه يمطر نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةهكذا فهمت




مساءك خيالي ياريمه وجهد مبارك .

ولاننسى ان كل ابداع قبله خيال بالذات لدى الشعراء والرسامين .
مصطلح لافت ...
شكرا لحضورك الجميل.

قديم 09-29-2014, 12:00 PM
المشاركة 6
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اتصور ان التوسع في بحث مفهوم الخيال الادبي وما يرتبط به من خيال علمي مهم وعليه .... ما هو مفهوم الخيال الادبي اذا ؟

تقول وكيبيديا

الخيال هو أحد أنواع الأدب الذي يريد اختلاق إحداث غالبا ما توصف بأنها غريبة أو غير متصلة بالحياة الواقعية. غالبا ما ينتشر هذا النوع من الأدب في القصص والروايات.

تعريف الخيال
الخيال هو هو كل شيء لا يقر به عـقل الإنسان في الرؤيا والتي لا تكون في تصور عقله من عمق معرفته لشيء الذي لا معالم له.
مثل هل الخيال هو هاجس، ينمى مخيلة فكر الإنسان للأشياء. أو بمعنى آخر : هل هو الشيء الذي يتخيله الإنسان من مخيلة فكره، عن تمني أمنيه. أو هو عندما ينام الإنسان، ويصحو عن حلم ولم يحقق ما يذكر من الحلم ولكن يبقى هاتف في داخله. أو كألوان الطيف تشاهد وتختفي ولكن تحقق رؤيتها، مثل الغيوم في السماء. والغيوم أيضا يشاهد بها أشياء، من ما رسمته الغيوم بعضها لبعض. والدخان.مثلا: يرسم بألوانه المختلطة أشكالا وكأنها أشياء تختلف في رؤيتها تشاهد على حسب منظار الشخص من آخر لآخر. أو بمعنى أن الخيال: هو شيء يتشكل عن طريق عمل ممتزج وأختلط عن طريق أبخرة أو عن طريق عرق، أو أن الرياح صنعت به أشكالا.أو هو مجرد أوهام تصنعه مخيلة الإنسان. أو ما جاء من ضباب على العين وشاهد أشكالا.أو أن الخيال لا يوجد له دليل ولا يرتكز إلى قاعدة مثل السراب أو هو ما وراء السراب أو هو كل شيء مبتدع لم تكن له نتيجة ولم يتحقق بها رؤية ينضجها الفكر وتكون غير قابلة إلى معرفة العقل.
نظرة بعض الناس للخيال والخيالين

يظن بعض الناس ان الخيال ناتج عن شيء يريده ولم يحصل عليه والخيال انتج عن الغباء ويظنون ان الخياليون اغبياء وعديمي الحيلة. لكن الخيال هو شغف والخيال شيء جيد للإنسان حيث أنه يتمتع بالحلم والشغف والخيال حاجة جيدة.

يقول العالم الألماني الشهير اينشتاين "الخيال أهم من المعرفة" لان المعرفة والمعلومات يمكن لاي أحد أن يصل إليها لكن الخيال يوظف هده المعرفة للوصول إلئ الحقيقة.

قديم 09-29-2014, 12:05 PM
المشاركة 7
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اما الخيال العلمي ...حسب وكيبيديا فهو :

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


الخيال العلمي ويعرف في اللغة الإنجليزية بمصطلح Science Fiction ويشار إليه اختصارا بـ "Sci-Fi" أو "SF"، هو نوع من الفن الأدبي يعتمد على الخيال حيث يخلق المؤلف عالما خياليا أو كونا ذا طبيعة جديدة بالاستعانة بتقنيات أدبية متضمنة فرضيات أو استخدام لنظريات علمية فيزيائية أو بيولوجية أو تكنولوجية أو حتى فلسفية.
من الممكن أن يتخيل المؤلف نتائج هذه الظواهر أو النظريات محاولا اكتشاف ما ستؤول إليه الحياة ومتطرقا لمواضيع فلسفية أحيانا. وقد تتناول موضوع القيم في عالم جديد مختلف.

ما يميز أدب الخيال العلمي أنه يحاول أن يبقى متسقا مع النظريات العلمية والقوانين الطبيعية دون الاستعانة بقوى سحرية أو فوق طبيعية مما يجعله متمايزا عن الفانتازيا.

غالبا ما يكون الإطار الزماني لرواية الخيال العلمي في المستقبل القريب أو البعيد. أمّا الإطار المكاني فيمكن أن يكون على الأرض أو على إحدى الكواكب السيّارة أو في أي بقعة من الكون أو حتى في أماكن خيالية كالأبعاد المتوازية. ومن الممكن أن نجد الخيال العلمي في الكتب والمجلات وفي الأفلام والمسلسلات، كما يمكن أن نجده في الأعمال الفنية مثل الرسم والنحت والألعاب والمسرحيات وغير ذلك من وسائل الإعلام. عناصر الخيال العلمي تتضمن:تاريخ بروز الخيال العلمي :

كوسيلة لفهم العالم من خلال التكهن ورواية القصص، تعود جذور الخيال العلمي إلى الميثولوجيا، ونجد بوادر ظهور الخيال العلمي عند الكاتب لوقيان السميساطي في القرن الثاني للميلاد، وكذلك في بعض حكايات ألف ليلة وليلة، وحكاية قاطع الخيزران في الفلكلور الياباني في القرن العاشر للميلاد وبعض كتابات ابن النفيس في القرن الثالث عشر للميلاد.

تعتبر قصة رحلات جاليفر المنشورة في عام (1726) للكاتب الإنكليزي جوناثان سويفت واحدة من أوائل أعمال الخيال العلمي، بجانب قصة ميكروميجاس (1752) للكاتب والفيلسوف الفرنسي فولتير، وقصة صومنيوم التي كتبها يوهانس كيبلر بين عامي (1620 - 1630) واعتبر كل من إسحاق أزيموف وكارل ساغان هذه القصة كأول قصة خيال علمي، وهي تصور رحلة إلى القمر وكيفية مشاهدة حركة الأرض من هناك. مثال آخر هو قصة (نيلز كليم يسافر تحت الأرض) للكاتب النرويجي لودفيج هولبيرج. وكذلك رواية فرانكنشتاين (1818) للكاتبة الإنجليزية ماري شيلي، ويعتبر كاتب الخيال العلمي الإنكليزي برايان ألديس بدوره هذه الرواية كأول عمل في الخيال العلمي.
بعد تطور الرواية في القرن الثامن عشر كشكل أدبي، كتابات ماري شيلي في أوائل القرن التاسع عشر مثل فرانكنشتاين والرجل الأخير ساعد على تحديد شكل رواية الخيال العلمي. في وقت لاحق كتب إدغار آلان بو قصة عن رحلة إلى القمر. ظهرت المزيد من الأمثلة طوال سنوات القرن التاسع عشر.

قديم 09-29-2014, 12:27 PM
المشاركة 8
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
من محاضرات عبد الرحمن منصور في اركان النص الادبي ..الركن الثاني ( الخيال ):

يقول أينشتاين : "" التخيل أهم من المعرفة ""
ومع أن الخيال الذي يعنيه أينشتاين غير الخيال الذي سنتكلم عنه ولكن الخيال بوجه عام قدرة عقلية رهيبة وعجيبة لا يستهان بها وفي هذه المحاضرة سنتكلم إن شاء الله عن :

1- أهمية عنصر الخيال في النص الأدبي
2- المعوقات الي تحول دون شرح مفهوم الخيال بشكل دقيق
3- تعريف الخيال بوجه عام وتعريفه بالنسبة للنص الأدبي
4- خصائص الخيال
5- مفهوم " المعنى الحسي " و " المعنى المعنوي "
6- مفهوم الخيال في النص الأدبي
7- الخيال والصورة الشعرية
8- التخيل والإسقاط
9- طرق إنتاج الصورة الشعرية


1- أهمية الخيال :
الخيال هو روح النص الأدبي وجوهره ولبه ولذته ونكهته وهو أهم ميزة تميز النص الأدبي عما سواه من النصوص فإذا كان الرسام يستخدم الريشة والألوان لإنتاج لوحاته الفنية فالشاعر أو الكاتب المبدع يستخدم الكلمات والجمل في رسم مشاعره وأفكاره وأحاسيسه وعواطفه التي استثيرت فيصوغها في قالب فني مؤثر يترك أثره في المتلقي وحتى تكون الصورة حية في النص الأدبي لها ما لها من مفعول و تأثير فلا بد لها من خيال يخرجها من النمطية والتقرير والمباشرة
فالخيال هو الذي يحلِّق بالقارئ في الآفاق الرحبة ويخلق له دنيا جديدة وعوالم لا مرئية تخرجه من العزلة والتقوقع والنص الأدبي إذا قل فيه الخيال أو انعدم يصبح نصا شاحبا لا يحرك وجدانك ولا مشاعرك يقول الجاحظ في كتابه "البيان والتبيين" (وأحسن الكلام ما كان قليله يغنيك عن كثيره ،ومعناه في ظاهر لفظه. . .) ويقول في كتاب الحيوان ". . فإنما الشعر صناعة ،وضرب النسج ،وجنس من التصوير"

2- المعوقات الي تحول دون شرح مفهوم الخيال بشكل دقيق.
يقول رسكن: إن حقيقة الخيال غامضة صعبة التفسير وينبغي أن يفهم من آثاره وحسب ".
وحقيقةً محاولتي لشرح مفهوم الخيال محاولة صعبة وشبه مستحيلة فلا أدري كيف يمكن أن اشرح لكم هذا الركن المهم للغاية في النص الأدبي فالخيال طاقة عقلية غامضة صعبة التفسير فلا يمكن أن ندركه بحواسنا الخمس فهو لا يرى ولا يشم ولا يسمع ولا يمكن لمسه مع ذلك فالحواس الخمس التي ذكرتها لكم هي " من " الأدوات التي يستخدمها الأديب والشاعر في تصوير خياله ..

هذا من جانب ومن جانب أخر فلكي تدرك مفهوم الخيال في الأدب او ما يسمى بالصورة الشعرية أو الشعورية فلا بد أن تكون ملماً بعلوم البلاغى الثلاثة :( علم البيان ، علم المعاني ، وعلم البديع )
فأنت من خلال هذه العلوم الثلاثة تستطيع أن تفهم كيف رسم الأديب صورته الشعرية وبالتالي تستطيع أن تحللها فلأجل ذلك لن ندخل في دراستنا هذه إلى شيء من علوم البلاغة التي من ضمنها انواع التشبيه وأنواع الاستعارة والكناية والطباق والتورية ..... الخ

ليس لعدم أهمية علم البلاغة بل هو علم مهم وهو روح الأدب وجوهره الذي لا يستغني عنه ، ولكن لأن علم البلاغة يحتاج إلى دورة مستقلة ومنفصلة تماماً لأجل هذين السببين سيكون هناك صعوبة في شرح مفهوم الخيال الأدبي ،وقد تكون هناك الكثير من النقاط التي لا يمكن فهمها بشكل سهل فلابد أن تبذل معي جهد أيها القارئ الكريم كي نصل إلى درجة من الفهم تكون مقبولة ومرضية إلى حد ما .

وللمعلومة فقط : كثيرا من الكتابات الأدبية حتى وإن اختل فيها أحد أركان الأدب أو لم يختل إلا أن غالباً ما يكون الخيال عنصراً طاغي عليها فيعوض بعض النقص والقصور إن كان فيها ذلك
هذا الطغيان وهذا الاكتساح غالبا ما يأتي من دون تكلف وعلى سجية الكاتب وبشكل عفوي ومن دون قصد ومن دون فهم أو دراسة لما يسمى بالخيال أو الصورة الشعرية وهذا جميل .

ولكن الأجمل منه أن تعرف ما صنعت وماذا قدمت حتى وإن كان ما قدمته شيء جميلاً فلا بد أن تعرف مواطن الجمال فيه ومواطن الخلل فهناك فرق بين شخص لا يجيد سوى قيادة السيارة وحسب وشخص اخر يجيد قيادتها ويجيد إصلاحها إن أصابها خلل وعطل فلابد أن تكون مدركاً إدراكاً يفهمه عقلك الواعي قبل أن يرسخ في عقلك الباطن فيأتي على السجية ، فتعرف ما أنت فاعل وماذا فعلت وماذا ستفعل

3- تعريف الخيال بوجه عام وتعريفه بالنسبة للنص الأدبي:
لو أخذنا الخيال بمفهومه العام والواسع سنحتاج إلى مجلدات لا يتسع وقتنا لقراءتها ولا لحصرها بل سنحتاج إلى دورة خاصة عن مفهوم الخيال بشكل عام فهناك الخيال العلمي والخيال الأدبي والخيال لدى الأطفال والخيال والواقع والخيال في القرآن والخيال وعلم النفس والخيال والفلسفة .... الخ
تعريف الخيال بشكل عام وواسع :
هناك تعريفات كثيرة لمفهوم الخيال فكل علم يعرف الخيال من وجهة نظر مختلفة وحسب حاجته
ولكن نكتفي بهذا التعريف الذي قد يكون أقرب إلى الخيال في النص الأدبي عرف الخيال بأنه " قوة ذات نشاط ذهني توحد بين القلب والعقل ، بين الوعي واللاوعي ، تثار بحافز عميق ويصحبها انفعال منظم ، لتنتج صورا وأشكالا تعبر عن تجارب متجاذبة متنافرة لكنها منظمة منسجمة وتؤلف كلا موحدا "

اما تعريف الخيال في النص الأدبي .
فهو قدرة الكاتب على اسقاط مشاعره وأحاسيسه على موقف أو مكان أو زمان أو أشخاص أو غير ذلك من الأشياء هذا الاسقاط ينتج من تفاعل الكاتب تفاعلاً عاطفياً مع هذا الشيء ، من ثم يقوم برسم مشاعره وتصويرها من خلال هذا الاسقاط .

وهناك تعريفا اخر تتضح من خلاله أدوات الخيال بشكل أكبر هذا التعريف يقول :
((الصورة الشعرية تشكيل لغوي يُكَوِّنُهَا خيال الفنان من معطيات متعددة , يقف العالَم المحسوس في مقدِّمتها , لأن أغلب الصور مستمَدَّة من الحواس على جانب ما لا يمكن إغفاله من الصور النفسية والعقلية ))

ولا يغيب عن ذهن القارئ الكريم أن للخيال في النص الأدبي له أيضاً عدة تعريفات وذلك بسبب كثرة المذاهب الأدبية والنقدية وتعددها ولكل مذهب نظرته الخاصة وحكمه المستقل . ونحن اقتصرنا على هذين التعريفين وشرح هذه التعريفات يحتاج إلى وقت طويل ،ولكن لا مانع إطلاقاً من السؤال عن معنى ومقصد أي فقرة وردت في جميع هذه التعريفات الثلاثة

4- خصائص الخيال :
1- الابتكار وعدم التكرار .
2- ان يؤدي الخيال دوره بشكل كامل في إيصال الفكرة للمتلقي وأن يبرزها بشكل واضح من دون نقص أو تشويه.
3- أن يكون الخيال مناسبا لعاطفة الكاتب وانفعالاته .
4- أن يكون الخيال مناسباً لبيئة الكاتب وينسجم معها .
5- ان يعتمد الخيال على الاثر النفسي لدى الكاتب وأن يقوم على الإيحاء بالتشابه وليس على التشابه المحسوس .

5- مفهوم " الحسي " و " المعنوي "
الناس ،كل الناس إدراكهم للأمور والأشياء إما أن يكون إدراكاً حسياً مادياً أو إدراكاً معنوياً مجرد
إذا فهناك " معاني حسية " و " معاني معنوية "

الحسي : (هو كل شيء يدركه الإنسان عن طريق حواسه الخمس ) " السمع ،البصر ، الذوق ، الشم ،اللمس " الأصوات ،الأشكال والألوان ،النكهات ، الروائح ،الناعم والخشن ..... الخ
جميعها أمور حسية ومعانيها المخزونة في الذاكرة هي معاني حسية أيضاً لأن العقل توصل إلى معانيها من خلال الحواس الخمس ويمكن أن نطلق على الحسيات معنى أخر وهو " المادي " فكل حسي هو مادي بالضرورة

والحسي ينقسم إلى قسمين : حسي عاقل وهو الإنسان فقط وحسي غير عاقل وهي كل الماديات الأخرى عدى الإنسان

المعنوي : ( هو كل شيء يدركه الإنسان عن طريق الذهن أو العقل ) فهذا الإدراك لم يتم عن طريق الحواس الخمس ولكنه إدراكاً ذهنياً محض كالمشاعر الإنسانية باختلافها " الخوف الحزن الألم والحب والحنين والسرور والفرح ..... الخ وكذا الأمور الغيبية " الملائكة الجنة النار الجن والشياطين ....الخ وكذالك الأساطير " العنقاء والغول وغيرها مما لا يحضرني الآن
هذه الأمور يدركها الإنسان وترسخ لها معاني محدد في ذهنه ولكن هذا الإدراك لم يكن من خلال الحواس الخمس فلذلك تسمى أمور معنوية تم إدراكها إدراكاً معنوياً ومعناها الذي يفهم الشخص هو أيضاً معنى معنوي ويمكن أن نطلق على المعنويات معنى أخر وهو " المجرد " فكل معنوي هو مجرد بالضرورة

6- مفهوم الخيال في النص الأدبي :
الكاتب المبدع حينما يريد أن يوصل إليك أفكاره و عواطفه و احاسيسه من خلال النص الأدبي فإنه لا ينقلها لك مجردة ومباشرة وكما هي في الحقيقة ولكنه يقوم بتوظيف خياله فيرسم لك مشاعره وعواطفه وأحاسيسه ويصورها تصويراً فنياً يدخل فيك الدهشة واللذة معاً هذا التصوير وهذا الرسم تدركه أنت كمتلقي بذهنك وشعورك ووجدانك أيضاً لأنه لا يأتي بصورة فجة ومباشرة فالكاتب المبدع يستطيع عن طريق خياله أن يسقط تجربته ومشاعره وأحاسيسه وعواطفه على ما يختزنه في ذهنه من معاني حسية ومعنوية وأنت كمتلقي تستقبل هذه المشاعر والعواطف والأحاسيس كلوحة فنية رائعة ومؤثرة .

قد لا يكون تفسيري لمفهوم الخيال في النص الأدبي لحد الآن واضح بشكل جيد ولكن دعونا نأخذ هذا البيت للمتنبي لنفهم كيف اسقط المتنبي تجربته التي ألمت به وما نتج عن هذه التجربة من مشاعر وأحاسيس وعاطفة على ما يختزنه المتنبي في ذهنه من معاني حسية أو معنوية فيقدمها لك على شكل صورة فنية متقنة التصوير اصيب المتنبي وهو في مصر بالحمى . والحمى تجربة مر بها جميع الناس ولكن المبدع يستطيع أن ينقل إلينا تجاربه والتي قد نكون جربناها مثله بطريقة فنية مبدعة ، يقول المتنبي :
وزائرتي كأن بها حياء
فليس تزور إلا في الظلام
بذلت لها المطارف والحشايا
فعافتها وباتت في عظامي
يضيق الجلد عن نفسي وعنها
فتوسعه بأنواع السقام
إذا ما فارقتني غسلتني
كأنا عاكفان على حرام

هل المتنبي حين اصابته الحمى قال لنا انه اصيب بالحمى وأنها تشتد عليه في الليل فتصيب العظام والجسم بالوهن والألم ويظل العرق يتصبب منه بشدة لو كان هذا ما قاله المتنبي فهو ليس شعرا البته ولكنه شكوى وحسب لكنَّ المتنبي أراد أن ينقل إلينا تجربته مع الحمى وكل ما اصابه فيها من مشاعر المرض من ألم و وهن وتعب والمتنبي كشاعر فذ فإنه سوف يوظف خياله الخلاق فيمزج هذه التجربة بما لديه من تجارب سابقة وبما يختزنه في ذهنه من معاني " حسية " و "معنوية " كي ينتج من ذلك صورة فنيه رائعة تحمل لنا تجربته وعواطفه وأحاسيسه التي ألمت به فصور هذه الحمى وكأنها فتاة تتردد عليه بالزيارة وأنها فتاة من صفاتها الخجل والحياء فهي لا تزوره إلى في الظلام خوف من أعين الرقباء ورغم ما لديه من مفارش وفيرة وناعمة فإنها تعاف النوم عليها وتفضل أن تتسلل إلى داخل جسمه وتبيت في عظامه وهي في تسللها هذا تواجه جلده الضيق الذي لا يتسع لجسد المتنبي نفسه ناهيك ان يتسع لهذه المتسللة معه فتوسع طريقها إلى داخل عظامه بالمرض والألم الشديد فتبيت ليلتها وهي داخل عظامه وجسمه وحين تفارقه فإنها تغسل هذا الجسم الذي باتت فيه بالعرق الشديد حتى ليخيل إلى الشاعر أنهما قضيا ليلتهما في حرام هكذا يفعل المبدع حينما ينقل لنا تجربته الذاتية وما صاحبها من مشاعر وأحاسيس يُعْمِلْ خياله لينتج لنا صورة فنية راقية فالمتنبي لو لاحظنا إنه لم يذكر اسم " الحمى " في قصيدته إطلاقاً ولم يصرح بألمه و وهن جسمه ولم يذكر كلمة " عرق " وهو كذلك لم يكن مباشرا في تشبيهه للحمى بأنها فتاة أو انثى و لم ترد مثل هذه المفردات في نصه إطلاقاً ولكنه قدم هذا التشبيه بطريقة إيحائية تدركها أنت كقارئ بذهنك فقط ولذلك قلنا أن من خصائص الخيال ( ان يعتمد الخيال على الاثر النفسي لدى الكاتب وأن يقوم على الإيحاء بالتشابه وليس على التشابه المحسوس ) (( فالخيال منطقة ضيقة تقع مابين الحقيقة الفجة والتشبيه المباشر )).


قديم 09-30-2014, 07:31 AM
المشاركة 9
ريمه الخاني
المثقفون العـرب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكرا لتلك لاقتباسات ، وجزاك الله خيرا إضافة هامة وبارك الله بك.
( لم نجد للأستاذ عبد الرحمن منصور عبر النت موادا ، فهلا أعطيتنا مرجعا هاما لنقرأ له؟ وشكرا.)

قديم 09-30-2014, 08:32 AM
المشاركة 10
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ ريمه

محاضرة عبد الرحمن منصور منشورة على الانترنت على الرابط:

http://www.qtrat.com/vb/archive/index.php/t-3085.html


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مفهوم الخيال الأدبي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أثر الخيال حسين الأقرع منبر الشعر العمودي 4 10-29-2021 11:58 AM
مفهوم الحوار الثقافي تركي خلف منبر الحوارات الثقافية العامة 25 04-28-2021 07:32 AM
عمر الخيام أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 02-22-2016 08:08 PM
مفهوم الغياب محمد محضار منبر البوح الهادئ 5 09-09-2011 07:20 PM
مفهوم الرجولة عبدالرحمن إبراهيم زين منبر الحوارات الثقافية العامة 11 12-24-2010 10:12 PM

الساعة الآن 11:18 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.