احصائيات

الردود
0

المشاهدات
520
 
الاثري رشيد
من آل منابر ثقافية

الاثري رشيد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
30

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Mar 2019

الاقامة
الجزائر تيارت

رقم العضوية
15780
09-01-2023, 04:16 AM
المشاركة 1
09-01-2023, 04:16 AM
المشاركة 1
افتراضي المسلكيات للدكتور إبراهيم السكران ملخص كتاب
من علامات الساعة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم ظهور القلم وفشوه فقال كما روى البخاري في الأدب المفرد عن ابن مسعود: ( بين يدي الساعة الساعة تسلم الخاصة ... وفشو القلم )
وقد تحقت هذه النبوة كما تحقق غيرها فملئت المكتبات والمطابع والدور بالكتب والكاتبين غير أنها كزبد البحر لا نفع في كثير منها ولا جديد يخدم العلم في أغلبها .
ومع ذلك لا يعدم الخير من أمة محمد في جميع مناحي الحياة سواء العلمية أو العملية ، ومن الخير في المجال العلمي ظهور طائفة من العلماء في كل فترة من الزمان ليثروا العقول الباحثة قبل المكتبات العلمية ببحوث وكتابات نافعة ، ومن هؤلاء الباحثين الدكتور الشيخ إبراهيم السكران _فك الله أسره_ الذي ملأت كتاباته الآفاق العلمية لغزارة مادتها وجميل سبكها وروعة أسلوبها ، وخذ على سبيل المثال كتابه المسلكيات وهو كتاب يقع في 187 ص من الحجم المتوسط قسم إلى قسمين :
الأول : القسم العلمي : وتحته خمس مباحث متعلقة بالتحصيل العلمي والصبر على التحصيل وبعض طرق الإفادة التحصيلية التي تنفع القارئ ، ومما شدني في هذا القسم تأصيله استهوان التعب في تحصيل العلم والذي ترجم فيه لأثر يحيى بن أبي كثير الذي خرجه مسلم في الصحيح قال : لا يستطاع العلم براحة الجسد وصدق والله فإن العلم عزيز لا يناله إلا الفحول من الرجال الذين طابت معادنهم ونحفت أجسامهم في ميدان الجلد وحرق الصبر ملذات نفوسهم لينالوا شرف المعالي و" انت في كل للحظة تنفق من رصيدك الزمني ... فإما أن تشتري به علما وعملا رابحا .. أو يذهب في الترقب والتفرج في صفقة خاسرة "
فينبغي لمن أراد المعالي أن يسعى في تحصيلها ولا يبقى مترقبا لما حوله من المشروعات العلمية أو العملية والزمان يأكلها الواحد تلو الآخر تحت ذريعة { سأفعل أو سوف أفعل} فيمر به العمر ولم يفعل فإن عجز عن ذلك كله فليعترف بعجزه وليحاول إصلاحه خير له من إلباسه ثوب الحكمة فيبقى مأسورا بين جمال الأحلام وبناء المشاريع عند وضع رأسه على الوسادة مستعدا للنوم وبين التبرير لنفسه بعد رفع رأسه صباحا بأنه لازال عليه كذا وكذا خاصة أراد أن يكون له شأن في العلم لأنه سبق أن العلم يتحتاج إتعاب الجسد وتجرع مرارة الصبر حتى يصل إلى "تحقيق المسائل وتحريرها وهل العلم إلا مقارنة المصادر وتمحيص الأقوال للخروج بخلاصة مفيدة فيما يجمع ويدرس ؟.
ولا يتحقق العلم إلا بالقراءة الجردية للكتب وجمع مادة منها خاصة ما كان من الأمهات والمطولات وذلك أن العمر قصير والمسطور كبير وطويل ولابد أن يأخذ نبذة عما يقرأ موضوعا وأفكارا وأهم متعلقاته وإشكالاته وهذه طريقة السلف مع المطولات من الكتب وبحتى بعض المتوسطات التي جمعت في مجلد أو مجلدين .
فإن تم له ذلك استعان على العلم بما اسماه الشيخ التأليف التحصيلي وقد أسماه بعض العلماء الآخرين الطليعة ، وهو ترتيب ما جمعه من مادة من خلال مقروءه وفحصها لتكون له معينا في قابل أيامه على التأليف وضبط العلم والمراجعة فلا يبقى الطالب ( كحال طلبة العصر) في مرحلة العامية من العلم وقد تجاوز سنينا وهو يقرأ ويبحث
ثم أعقب هذا القسم بقسم آخر وهو القسم العملي الإيماني العملي الذي حاول الربط بينه وبين القسم العلمي كما أشار إلى ذلك في مقدمة كتابه حفظه الله قائلا:" لفت انتباهي في كتاب الله كثرة اقتران مفردتي (العلم ) و(الإيمان ) فجعلهما الله لقبا لطائفة استشهد بكلامها فقال ص07: ﵟوَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ‌ٱلۡعِلۡمَ ‌وَٱلۡإِيمَٰنَﵞ . وأخبر عن رفعة درجة من جمعهما فقال : ﵟيَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ ‌وَٱلَّذِينَ ‌أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞﵞ
ونبهنا كيف يقود أحدهما على الآخر فقال : ﵟ‌وَٱلرَّٰسِخُونَ ‌فِي ‌ٱلۡعِلۡمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦﵞ وقال : ﵟلَّٰكِنِ ‌ٱلرَّٰسِخُونَ ‌فِي ‌ٱلۡعِلۡمِ مِنۡهُمۡ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَۚ ﵞ ... الخ"
وهذا الربط مهم بين العلم والعمل غفل عنه كثير من طلبة العلم بل أغلبهم والله المستعان الذين أصبحوا يحفظون المسائل لأجل الحفظ، حتى صار العلم عندهم يطلب لذلك لا لأجل العمل، فحرم أكثرنا العلم والعمل ، بل أصبحنا نقيم الحجة على أنفسنا بكثرة القراءة فقط ، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من يطلب العلم لا للعمل فقال : "إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ ... وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ ‌لِيُقَالَ ‌عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّار"ِ
ومن جميل ما وفقه له الشيخ فك الله أسره هو سوقه لقوسه الأستاذ عناية الله مع السير جينز وتحكي شدة تأثير القران القرآن ودلائله الكونية على الكفار لو أحسن المسلون الدعوة إلى الله بها وهي قصة طويلة ذكرها في آخر فصل بعنوان ـالمجرات سلالم اليقين ـفمن أحسن الطلب والتحصيل لا بد أن يحسن الدعوة وكيفيتها
وركز أيضا على أهمية الخشوع في الصلاة وذكر شيئا من قصص السلف الباهرة، ويا عجبا لما نتحدث عن الصلاة فإننا والله نصاب بالحياء والخجل من ربنا سبحانه ومن أنفسنا حيث كثير منا بل أغلب المتدينين لا يحضرون من الجماعة إلا صلاة الجمعة فقط وأما باقي الأيام ففي البيت، ناسين أو متناسين فضل حضور الجماعة ،وأنها من أسباب والوحدة الإيمانية، بل وقد أختلف في وجوبها مع الاتفاق على تأكيدها .
والخلاصة من هذا القسم : إن كثيرا من الناس أصبح يقرأ لا لأجل العمل بل لأجل القراءة والطلب فقط، ولهذا أصبنا بالانتكاس الديني والفكري، فلا تقدمنا التقدم المرجو، ولا سيعينا لإنشاء جيل أفضل.
وهذه النقطة مهمة جدا لأن العلم إما يثمر عملا، فهو المحمود ، أو يكون وبالا على صاحبه
وعالم بعلمه لم يعملن معذب من قبل عباد الوثن
وأختم هذه الخربشة قائلا: أن الكتاب من أفضل وأمتع ما يمكن أن يطالعه المرء مع كثرة الكتب التي ملأت المكتبات بدون أي فائدة تذكر بل كثير منها هدام للأفكار
كتبه: أبو إسحاق التاهرتي



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: المسلكيات للدكتور إبراهيم السكران ملخص كتاب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قراءة في كتاب "على درب الأندلس" للدكتور سميح مسعود ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 3 05-31-2020 08:50 PM
قراءة في كتاب "انطونيو التلحمي رفيق تشي جيفار للدكتور سميح مسعود بقلم د. عبد المجيد ج ماجد جابر منبر رواق الكُتب. 5 12-27-2019 08:51 PM
كتاب التذكرة بأحوال الموتي وأمور الآخرة للقرطبي - تحقيق : الصَّادق بن محمد بن إبراهيم د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-26-2014 11:41 PM
قراءة في كتاب " سعادتنا وهمومنا من صنع أفكارنا" للدكتور عبد الله شحادة ايوب صابر منبر رواق الكُتب. 8 03-03-2013 09:22 AM
||~ كتاب ثلاثون درسـًا للصائمين للدكتور : عائض القرني ~ أمل محمد منبر رواق الكُتب. 23 08-22-2011 12:33 AM

الساعة الآن 07:16 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.