تدبرات في آي الكتاب
من عظيم ما اختص به المسلمون وتفردوا به كلام ربهم تبارك وتعالى والذي حوى مالم تحوه الكتب السابقة من خير سواء في الاحكام او في الاخبار وقد ذكر ربنا في فضل القران ايات كثيرة تستوقف من قراها ليتدبرها ومن اعظم ما يمكن ان يقف عليه المرؤ تدبرا قوله تعالى( وانه لتنزيل من رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين) فقد حوت هذه الايات من الفضائل والفوائد ما الله به عليم نذكر منها
1: ان هذا الكلام من عند الرب الخالق والبارئ والمربي الذي ربى خلقه بنعمه ورباهم بشرائعه
2: ان هذا القران من الرب وحده لا من جبريل ولا من النبي وهذا جاء ردا على ادعاء المشركين (واحفادهم) ان النبي تعلمه من بشر فرد عليهم ربنا في عدة ايات منها ï´؟وَقالُوا أساطِيرُ الأوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهي تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وأصِيلًاï´¾ [الفرقان: ظ¥]،
• وقَوْلِهِ: ï´؟إنْ هَذا إلّا سِحْرٌ يُؤْثَرُï´¾ [المدثر: ظ¢ظ¤]، أيْ: يَرْوِيهِ مُحَمَّدٌ ï·؛ عَنْ غَيْرِهِ،
• وقَوْلِهِ: ï´؟وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَï´¾ الآيَةَ [الأنعام: ظ،ظ*ظ¥] ï´؟وَلَقَدغ، نَعغ،لَمُ أَنَّهُمغ، غŒَقُولُونَ إِنَّمَا غŒُعَلِّمُهُغ¥ بَشَرࣱغ— لِّسَانُ ظ±لَّذِغŒ غŒُلغ،حِدُونَ إِلَغŒغ،هِ أَعغ،جَمِغŒࣱّ وَهَـظ°ذَا لِسَانٌ عَرَبِغŒࣱّ مُّبِغŒنٌï´¾ [النحل ظ،ظ*ظ£]
والايات مع ما اشرنا اليه رد واضح ان الرسولان انما هما متلقيان ومبلغان خلافا لمن يزعم غير ذلك
3: في اضافة المُنَزَّل الى اسم الرب اشارة الى تفرده بالتشريع كما تفرد بالملك اذ هو اعلم بخلقه ( الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) وعلي هذا فلا التزام على وجه التعبد الا بما شرعه وهو مقتضى وشرط شهادة ان محمدا رسول الله ( وان لا يعبد الله الا بما شرع) ( الا له الخلق والامر)
4: فيه عزة من تمسك بالقران ( وانه لذكر لك ولقومك) ( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
5: من اعظم صفات الرب بل واوسعها هي صفة الرحمة -[عن أبي هريرة:] لَمّا قَضى اللهُ الخَلْقَ، كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ: إنّ رَحْمَتي سَبَقَتْ غَضَبِي..
البخاري (ت ظ¢ظ¥ظ¦)، صحيح البخاري ظ§ظ¤ظ¥ظ£ • [صحيح] • أخرجه البخاري (ظ§ظ¤ظ¥ظ£) واللفظ له، ومسلم (ظ¢ظ§ظ¥ظ،) •
والقران من جملة الرحمة التي اختص بها ( وننزل من القران ماهو شفاء ورحمة للمومنين) والرحمة هذه ينالها القارئ والمتدبر والملتزم للاحكام فانظر رعاك الله فضل الله علينا ان انزل علينا من رحماته المادية والمعنوية التي توصل الى أعظم نعيم وبها تنال رحمة الاخرة لمن تمسك بها
6: نزل به الروح الامين: وهو جبريل افضل رسل الله نزل بافضل كتب الله وكلامه وقد وصف جبريل بالروح في اكثر من اية ( قُلغ، نَزَّلَهُغ¥ رُوحُ ظ±لغ،قُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِظ±لغ،حَقِّ لِغŒُثَبِّتَ ظ±لَّذِغŒنَ ءَامَنُواغں وَهُدࣰى وَبُشغ،رَىظ° لِلغ،مُسغ،لِمِغŒنَ )
7: كما وصف الله جبريل بالروح وصف القران بالروح( وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ) فالشريعة روح تحيى بها الاجسام على الحقيقة
وفيه اشارة الى انه من اراد بقاء روحه في الدنيا والاخرة فعليه بالتمسك بسببها بل يتمسك بالروح الحقيقية وهي القران
8: كأن جبريل نال مثل هذه المنزلة ( الروح) التي بها الحياة لائتمان الله له عليه فالقران روح اختص به افضل الملائكة فنال من الحياة القرانية
9: على قلبك لتكون من المنذرين: نزول جبريل وهو افضل الخلق بالقران وهو افضل الكتب على النبي وهو افضل الخلق في افضل عضو فيه وهو القلب لينذر به الناس
10: فيه فضل النبي صلى الله عليه وسلم وعظيمه فان كان جبريل سمي روحا لمجرد نقل القران فكيف بمن تلقاه وحواه ونشره ودعى اليه
11: فيه صدق نبوة النبي لانه لو كان ادعى النبوة والرسالة مع هذا الفضل العظيم لا يمكن عقلا ولا واقعا ان يدعه الله دون ان يبين حاله وصدق دعوته الا ويبين زيفها
12: لا زال الارتفاع القراني وان نزل فنزوله من افضل مكان على افضل بضعة وسمي القلب قلبا لقبوله المعلومات وبه يعقل المرء أمور دينه ودنياه ولذلك ركز الله عليه وجعل الخطاب في الغالب له
13: بصلاح القلب يصلح الجسد ويصلح العمل لان القلب هو الملك للجسد ( الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسد فسد الجسد كله الا وهي القلب) واذا صلح القلب كان كالارض الخصبة التي تنتفع من الغيث فينتفع هو من القران فكلما كان القلب صالحا كان الانتفاع وقرار القران فيه اكبر
14: القران لم ينزل لمجرد التلاوة بل للعمل ( لتكون من المنذرين) وهو اعظم المقاصد والانذار لا يكون الا عن الخطر الكبير المهلك واي هلاك اعظم من ترك دين الخالق الى بنيات الطريق
15: فيه دلالة ايضا على ان من يقوم مقامه من اتباعه سيناله فضل عظيم في قوله ( من المنذرين)
16: من التزم ما في الكتاب واجتنب مانهى عنه صار من خير الخلق وفضل على باقي المخلوقات ( كنتم خير امة اخرجت للناس ... ) فخيرية الامة من القران الذي عملت ودعت اليه
17: بلسان عربي مبين: فيه فضل العربية على غيرها من اللغات وذلك لان:
الله اختارها لافضل كتبه
ولنزول افضل الملائكة بها
ولان خير الخلق عربي
ولفضل خيرية امتها
ولوسعها على غيرها
ولبيانها وتنوع اساليبها نظما وبلاغة
فحري لمن وقف على مثل هذا وفهمه ووعاه بقلبه ان يلتزمه ويعمل عقله فيه ويناجي ربه به ويتمسك به علما وعملا
18؛ ان البيان الاكمل لا يكون الا بلغة العرب
التعديل الأخير تم بواسطة ثريا نبوي ; 07-30-2023 الساعة 03:57 AM
سبب آخر: تعديل العنوان الدوَّار وبعض أخطاء الرقن
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
