احصائيات

الردود
1

المشاهدات
2891
 
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية

ريما ريماوي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
801

+التقييم
0.17

تاريخ التسجيل
Sep 2011

الاقامة
الأردن.

رقم العضوية
10476
02-27-2012, 10:29 AM
المشاركة 1
02-27-2012, 10:29 AM
المشاركة 1
افتراضي في السجن .. ! / ريما ريماوي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

في السجن


في زمن ما، عندما كانت الخدمات متدنيّة في السجون، قبض على " بيتر" نتيجة سطوه المسلّح على مصرف المدينة،
لكن بعد تمكّنه من إخفاء النقود. بعد محاكمة سريعة حكم عليه السجن مدى الحياة لتسبّبه في وفاة أحد الحرّاس.

أصبح كالوحش الجريح لا يستكين ولا يستريح، يذرع زنزانته الضيّقة - وقد أطبقت على صدره - جيئة وذهابا. لم يعد
يحتمل حبسه يوما آخر، فكيف وهو سيسجن طيلة العمر؟ وصار جلّ هدفه استعادة حريّته للعيش ببذخ من المال المنهوب
متمتّعا به مع حبيبته الّتي تنتظره في الخارج.

استرعى انتباهه سجينا عجوزا يدعى العم "جورج" كان محكوما بالأشغال الشاقّة مدى الحياة بسبب قتله زوجته وعشيقها
بيديه العاريتين، ولكبر سنّه جعلوه يعمل في التنظيف وتوزيع الطعام على المساجين، بالإضافة كان المسؤول عن تجهيز
من يموت من السجناء ويضعه في نعشه، ومن ثم يتولّى مع بضعة حرّاس دفنه في مقبرة كنيسة مجاورة.

قام بالتعرّف عليه أثناء تناول الطّعام، وبدأ يجاذبه أطراف الحديث في ساعات التنفّس بالسّاحة، حتى توثّقت عرى
الصداقة. وصارحه برغبته الفرار من السّجن، على أن يعطيه مبلغا ضخما من المال المخبوء إن قام بمساعدته.
جورج أمضى في الحبس عمرا، لا يطمح أو يرغب في مغادرته. لكنّ المال مهمّ لتحسين نوعيّة حياته من حيث المأكل
والشراب والدخّان، بالإضافة إلى أنه سيكسبه المزيد من الحظوة والسّلطة على بقيّة المسّاجين والحرّاس بالإنفاق
عليهم، علما أنهم كانوا يحبّونه ويثقون به، ولا يخشون منه الهرب، لهذا لم يهتمّوا بتشديد الرقابة عليه.

خطّطا لهرب بيتر، بأن يسرق نسخة إضافيّة من المفتاح الرئيس الّذي من خلاله بالإمكان فتح أبواب الغرف، وهذا أثناء
عمليّة التّنظيف من أحد أدراج مكتب المأمور. وأن يعدّ بنفسه تابوتا يستوعب "بيتر" بالإضافة إلى أحد السجناء عندما
يموت، فيتسلّل إليه ثمّ يقوم جورج بوضع المتوفّى بالتابوت ويدفن معه، على أن يعود ليلا للحفر عليه وإخراجه.

في الليلة الموعودة بعد إعدام أحد عتاة المجرمين، أعلمه جورج البدء في تنفيذ الخطة وتركه يفرّ في ساعة الصّفر،
مستغلّا انشغال الجميع بالإعدام، مستخدما المفتاح الإضافيّ استطاع بيتر االوصول إلى الغرفة الموضوع فيها التابوت،
والانسلال داخله في المكان السرّي أسفله حريصا على وضع رقائق خشبية مبطنة فوقه لإخفائه جيّدا. ثمّ أحضروا
الجثمان. تنهّد بارتياح لمّا سمع صوت طرقات مسمرة التّابوت دون اكتشاف أمره، بعدها نقل التّابوت وبيتر داخله
وتم الدّفن في المقبرة القريبة.

مضت الساعات طويلة ثقيلة وبيتر يترقّب قدوم صديقه كي يخرجه، انتظر وانتظر حتى هبط الظلام دون فائدة.
تذكّر علبة كبريت يحملها في جيبه كان قد نجح في سرقتها من أحد الحرّاس، التقطها بصعوبة شديدة بعد معاركة
الميّت والألواح فوقه حتى أزاحهم عنه، وكان جورج حريصا على توسيع التابوت وإعداد مكانه جانبيّا لتخفيف ثقل
الجثّة عنه، استطاع توليع عود ثقاب فأضاء له التابوت، وسقط على وجه الميّت، فغر فاه مصدوما لدى رؤية صديقه
الهرم المفترض أن ينقذه، ممدّدا معه في التابوت دون حراك.

انطفأ عود الثقاب منذرا بنفاذ الأكسجين. لم يكن أحد في الجوار إلا بومة غطّى نعيبها في ظلمة الليل البهيم صوت
الصّراخ المكتوم الصّادر من أعماق الأرض!


مع تحيات




ريما ريماوي









نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


قديم 02-28-2012, 10:29 PM
المشاركة 2
طارق الأحمدي
أديــب وقاص تونسي
  • غير موجود
افتراضي
وتبخرت جميع الأحلام مع آخر صيحة فزع أطلقها "بيتر " ..
بيتر اللص خسر حريته مرة من أجل الحياة وخسر حياته نهائيا من أجل حريته السليبة ..
ومن يزرع الريح يحصد العواصف .
و"بيتر قتله طمعه .. لم يقتله حارس المصرف الدي اقتحمه وسرق محتوياته .. لم تقتله سنون السجن التي كان يقضيها ..
" بيتر " اشترى حتفه .. دفع مقابله مبلغا من النقود المنهوبة من المصرف .. " بيتر" استعجل نهايته ليتشتّت حلمه وتذروه رياح القدر التي مافتئت تتربص بخطواته التائهة والقلقة ..
" بيتر " ... لم يبق منه إلا بقية حلم وأمنية محطمة وصرخة لم يسمعها أحد ولم يهتمّ لها البوم الذي شهد مأساته ونهايته ..

" بيتر" لم ينقذه العجوز "جورج" الذي ذوت شمعة عمره وشارفت على النهاية .. بل لم يردعه ولم ينهه عن فكرة الهروب بل جرّه حبل الطمع إلى ظلمة النفق ..
العجوز "جورج " سار في طريق الأشواك فلم يجن غير الجراح ..
أيقظ فيه بريق المال مارد الطمع الذي حطّم شرنقة أحلامه بعد أن وأدها خارج أسوار السجن ..
العجوز " جورج" خان مرتين
خان مأمور السجن وثقة سجانيه ..
وخان ذاته الراضية والمستكينة وهتك طمأنينتها ..
قضى مارد الطمع على بقية من صفاء مازال يقبع في ركن قصي من روح العجوز " جورج" ..
وبين تخطيط "بيتر" للهرب والاستمتاع بحريته والمال المنهوب .. وبين أحلام العجوز " جورج " في أن يكون ذو حضوة وشأن في السجن وقفت الأقدار لتقول كلمتها الفاصلة .. لقد وقف الموت حاجزا .. سدا منيعا أمام أحلامهما .. حطّم طمعهما .. أطفأ فيهما شموع تلك النفس الأمارة بالسوء دوما .. أردى بهما إلى هوةّ النهاية .. إلى حفرة ضيقة تجمع جثتيهما .. وكلما ذوت شعلة عود الثقاب ضعفت صرخات " بيتر " وازدادت ظلمته .. ومتى وصلت آخر صيحة فزع إلى مسامع البوم يكون " بيتر قد دخل ظلمة متواصلة لا تخلو من كوابيس الطمع ...
أستاذة ريما ريماوي
صدقا لقد أبدعت هنا أيما إبداع ..
لقد استطعت أن تثري النص بأدوات التشويق والتداعي السريع للأحداث لتصل القصة حدا من الكمال يجعل القارىء يطلب المزيد ويتمنى أن تطول الأحداث ..
قصة رائعة فعلا .. تستحق المتابعة والقراءة أكثر من مرة ..
سلمت وسلم مدادك
ودمت بود .



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: في السجن .. ! / ريما ريماوي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شغف... / ريما ريماوي ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 8 05-29-2021 06:26 PM
كلمات! / ريما ريماوي. ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 2 02-11-2018 07:41 PM
فكرة... (ق ق ج) / ريما ريماوي ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 6 11-05-2012 01:05 PM
قارورة عطر ( ق ق ج )_ ريما ريماوي ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 9 09-26-2012 01:45 PM
سوء الظن(ق.ق.ج) بقلم: ريما ريماوي ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 4 10-30-2011 04:28 PM

الساعة الآن 11:42 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.