احصائيات

الردود
2

المشاهدات
2968
 
أنين أحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


أنين أحمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
302

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Feb 2012

الاقامة
السعودية

رقم العضوية
10907
06-03-2012, 11:46 PM
المشاركة 1
06-03-2012, 11:46 PM
المشاركة 1
افتراضي وحدة أنثى
وحدة أنثى.



يصعب على كل إنسان في هذه الحياة أن يفقد شخصا عزيزاً غاليا على قلبه .. فكيف لو كان هذا الشخص هو من تعتمد عليه ؟.. هو من يقف بجانبك في جميع ظروف حياتك .

استفاقت "حنان" في الصباح الباكر بتثاقل .. جلست تنظر في أرجاء غرفتها وعلى وجهها مسحة حزنٍ .. نظرت إلى سريرها وقد اغرورقت عيناها.. واسترجعت بعض الأحداث التي توالت عليها متسارعةً منذ أيامٍ قليلة مضت.

نظرت إلى بطنها حيث كآن يحتوي جنينها الأول .. وضعت يدها عليه ومسحت برفق وكأنها تمسح على رأس صغيرها
وما زال الحزن يعتري وجهها الشاحب.

وقفت ومشت بهدوء نحو النافذة .. رفعت يدها وازاحت الستارة عنها .. وفتحت الزجاج لتسمح بأشعة الشمس الدافئة ان تسلل إلى غرفتها .. استندت على الجدار وتكتفت وهي تنظر بشرودٍ في الشارع من خلال النافذة .. كان الجو هادئً وجميلا مع أول ساعات إشراق الشمس .. وكانت الحركة في الشارع قليلة .. مما أثآر فيها الرغبة في المشي تحت شعاع الشمس الدافئ .. لعل ذلك يقضي على جوها الكئيب .. وينسيها لوقتٍ قصيرٍ أوجاعها .

أخذت لها معطفا وارتدته ونزلت من السلالم خارجةً من المنزل إلى الشارع .

مشت بهدوء وخطى بطيئة .. ومازالت غارقةً في تفكيرها العميق .. واصلت المشي إلى ان شعرت ببعض التعب
قررت حينها الجلوس على إحدى المقاعد الموجودة على الرصيف بمحاذات حديقة تقع بالقرب .

جلست وهي تضم يديها إلى صدرها ..
رأت أمامها طفلة تركض وتلعب مع طفل آخر .. كان صوت ضحكاتهما يصل إلى أذنيها ضئيلا كالصدى آتٍ من بعيد

ابتسمت وقد أعجبها هذا المشهد الجميل .. وفكرت في أنها ستنجب بعد بضعة أشهر طفل أو طفلة سيشغل الفراغ في حياتها ... أو ربما زادها عبءً .

ركضت الطفلة نحوها ضاحكة هاربة من شقيقها الذي يركض خلفها محاولا الإمساك بها .
مدت "حنآن" ذراعيها إليها والتقفتها ضاحكة ..
ابتسمت الطفلة في وجه "حنآن" بخجل .. ولكنها لم تعارض أن تجلسها "حنان" في حجرها .
بينما تقدم الطفل الآخر واقفا بخجل وكأنه يطلب من "حنان" إنزال شقيقته ليمسك بها ..

ضحكت الطفلة وتعلقت بـ "حنان" التي ضمتها قائلة:

:: لن يمسكَ بكِ ::

في هذه الأثناء تقدمت امرأة نحو "حنان" معتذرة:

:: عذراً هل ضايقكِ هذين الشقيين؟ ::

ابتسمت "حنان" وأنزلت الطفلة من حضنها قائلة:

:: أبداً أبداً! .. هل همآ ولديكي؟ ::

:: نعم .. لقد استيقظا باكراً هذا اليوم .. وبما أن الجو صحو ورائع قررت أن أحضرهما ليلعبا في الحديقة .. ذلك مفيد لكليهما ::

قالت "حنآن" وهي تنظر إليهما

:: نعم ويبدو أنهما سعيدان كثيراً ::

جلست المرأة بجوار "حنان" وقالت متسائلة:

:: أرى أنكِ حامل .. هل ستضعين قريباً؟ ::

ابتسمت وأجابت:

:: ليس قريباً بعد .. ولكني أتوق لذاك اليوم ::

:: هل هو طفلكِ الأول؟ ::

:: نعم ::

:: جميل .. الطفل الأول هو أكثر ما يفرح الزوجين .. و يجب أن يكون هو السبب الأكثر لاستقراريهما ::

انجلت تلك الابتسامة عن ثغر "حنان" .. وأجابت ببرود وهي تنزل رأسها :

:: نعم ::

بينما تابعت أم الطفلين :

:: إذاً أين زوجكِ؟.. من الغريب أن لا يرافقكِ! .. عادةً لا يفارق الرجل زوجته الحامل خوفاً عليها ورغبته في تدليلها ::

رفعت "حنان" رأسها بصمت حزين .. ثم نظرت للمرأة بجانبها واجابتها

:: إنه يعمل ::

تعجبت المرأة وقالت وقد اتسعت عينيها

:: يعمل في يوم الإجازة؟! .. ::

ارتبكت "حنان" وقالت

:: نعم .. فهو يعمل ساعاتٍ إضافية من هذا اليوم في وقتٍ مبكر ::

ابتسمت المرأة وقالت

:: هذا جيد .. من الجيد أن قام بذلك .. ما زلت أتذكر حماس زوجي الشديد قبل أن أضع طفلي .. كان متحمسا وسعيدا جدا ::

واصدرت ضحكة خفيفة .. ثم وقفت قائلة

:: عذرا لقد تسببنا لكِ في الإزعاج .. اتمنى أن تضعي بسلامٍ وعافية .. إلى اللقاء ::

أجابتها "حنان"

:: لا .. ليس ثمة أي ازعاج .. شكراً لكِ عزيزتي .. إلى اللقاء ::

بعد ان ابتعدت المرأة عنها .. وقفت "حنان" ومشت عائدة إلى منزلها والألم يعتصر قلبها .

لقد آلمت المرأة قلب "حنآن" دون أن تشعر بذلك .. فلقد أعادت الأوجاع وارجعت ذكرى مؤلمة لم تتخلص منها "حنآن" بعد .. ولم يمضي عليها أياما طويلة .

وصلت إلى بيتها .. ومشت والدموع بعينيها إلى غرفتها ..
وقفت .. تتأملها وتسترجع تلك اللحظات ..

منذ أسبوع فقط .. رحل عنها زوجها .. فارقته فراقا أبدي .. حينما توفي بشكل مفاجئ ..
امسكت بإطار صورة كانت تحتوي صورة فقيدها الراحل .. وجلست على طرف السرير والدموع تسيل على وجنتيها .. مسحت على صورته وقالت باكية

:: يسألونني عنك .. لم يعرفوا أنك رحلت عني باكرا .. وتركتني و طفلي في هذه الحياة القاسية .. نعم .. سألوني عنك .. لكني لم أخبرهم الحقيقة .. لم أقل لهم أنك فارقت الحياة .. أتعرف لماذا؟.. لأني لم أستوعب ذلك بعد !.. لا أصدق حتى الآن أنك رحلت عني إلى الأبد !.. ولأني أخشى أن ينهالوا علي بالأسئلة .. كيف اختفيت .. وماذا علي أن أفعل بعد .. وما الذي أشعر به ؟.. أخشى أن أضعف أمام أسئلتهم .. أخشى أن أنهار وتنسكبَ دموعي أمامهم .. إنني أخشى الكثير في الواقع منذ رحيلك .. لا أعرف ماذا ينتظرني .. وما سأواجه من متاعب تنتظرني .. كيف سأستقبلها؟.. كيف سأتصرف بدونك ؟! .. كيف أعتني بطفلي ؟.. وكيف سيربي طفلي .. بدون أب ؟.. مخاوف كثيرة تتبادر إلى ذهني .. ::

وألقت برأسها على الوسادة هامسة والدموع تنحدر من عينيها

:: يا رب .. أعني ::


قديم 08-04-2012, 02:45 PM
المشاركة 2
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هناك عدة أسئلة طرحها النص القصي منها ما يدخل من باب الفضول الذي يستولي أحيانا على القارىء ليدرك الجوانب التي لم يشهدها من الحكاية من مثل: هل تعيش لوحدها هذه الأم؟ ماهي العلاقة الإنسانية التي تربطها بزوجها المتوفى؟ كيف تخرج إلى الشارع و هي مازالت في أول اطوار الحزن؟..الخ
و طرح هذه الأسئلة يعد جانب ثراء للنص القصصي لأن القاص استطاع أن يدخلنا في عالم القصة و يشغلنا بها حينا من الوقت حتى بعد إغلاق المتصفح و هذا النص القصي استطاع أن يفعل هذا
القاصة الجميلة أنين أحمد
نص قصصي متميز حقا و لغته منسابة سهلة عالية الأداء
تحيتي لك

قديم 11-05-2012, 03:05 PM
المشاركة 3
أنين أحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكرا لك اختي الاستاذة ريم

كل الشكر والتقدير اليك

دمت بخير


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: وحدة أنثى
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وحدة الصف عدنان البلداوي منبر الشعر العمودي 4 10-28-2023 09:26 PM
وحدة ..ق ق ج ابتسام السيد منبر القصص والروايات والمسرح . 10 04-28-2021 08:44 PM
وددت لو أمين الربيع منبر شعر التفعيلة 4 01-25-2012 08:22 PM
نحيب على شرف الذاكرة منير عليمي منبر شعر التفعيلة 1 11-16-2011 02:08 PM
( محمد نجيب ) فهد الرفاعي منبر البوح الهادئ 2 08-07-2010 06:59 AM

الساعة الآن 08:25 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.