احصائيات

الردود
7

المشاهدات
3505
 
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي


محمد جاد الزغبي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,179

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jan 2006

الاقامة

رقم العضوية
780
02-22-2013, 10:55 PM
المشاركة 1
02-22-2013, 10:55 PM
المشاركة 1
افتراضي قنابل الخرباوى فى ( سر المعبد ) ؟!
قنابل الخرباوى فى ( سر المعبد ) ؟! [1]

الإخوان لم تقتلهم الدكتاتورية , ولكن الديمقراطية فيما يبدو أنها ستطيح بهم ..
كان هذا هو الإنطباع الأول الذى خرجت به من خلال تأمل التجربة الإخوانية المعاصرة فى طورها التمكينى الذى عاشت تحلم به منذ نشأتها ,
ولم يكن هذا الإنطباع أو تلك النظرة من فراغ , لأن الإخوان المسلمين فى الواقع استفادوا من عهود القمع منذ صدامهم مع نظام الثورة وحتى نهاية عصر مبارك , حيث كان التعاطف والتكالب على دعوتهم يعود إلى رد الفعل الشعبي من عمليات القمع التى واجهتها بهم الأنظمة ,
وقد أحسن الإخوان استغلال ذلك جيدا حتى أنهم أخفوا حقيقة أهدافهم وطبيعة أفكارهم وقدموا أنفسهم للمجتمع باعتبارهم من قوى الإسلام السياسي المعتدل فى مواجهة قوى الظلام والتكفير , ولم تفلح جهود الباحثين الذين نبهوا مبكرا إلى أن المنبع الذى استقت منه التنظيمات التكفيرية أفكارها .. هو منبع الإخوان فى الأصل ,
وهذا بسبب أن كتب وبحوث نقّاد الإخوان جاءت فى معظمها من خصومهم السياسيين , وبالذات من اليساريين ,
مما شكل خط دفاع تقليدى للإخوان عندما يفاجئون بهذه الإتهامات التى تستند إلى كتاباتهم أو إلى ماضيهم الدموى برد الإتهام تحت ذريعة أنه قادم من بوابة افتراء النظام والخصومة السياسية .. ويكتفون بذلك دون تقديم أى رد موضوعى على أى نقطة يثيرها هؤلاء الخصوم ..
مع أن منهج الهروب من نقاط البحث والنقد ليس منهجا إسلاميا على الإطلاق ,
فلو أخذَتْ أجيال المسلمين الأولى والوسيطة بهذا المبدأ ــ ألا وهو رفض الرد على نقاط الإعتراض من الخصوم باعتبارهم خصوما للدعوة ــ لخسر الفكر الإسلامى آلافا مؤلفة من الكتب والأبحاث والدراسات التى قام بتصنيفها علماء المسلمين ردا على شبهات المستشرقين عبر القرون الطويلة , وهى ذخر تراثي هائل برهن على عظمة الرسالة الإسلامية برهانا ساطعا
فمنذ بدأ طوفان شبهات المستشرقين فى وقت مبكر , تزامن مع الحملات العسكرية الهادفة لتقويض دولة الإسلام , بدأ فى المقابل نشاط علماء المسلمين حثيثا فى استقبال كل شبهة وكل طعن على الإسلام بصدر رحب , والرد عليه بالرد العلمى والمنطقي ففشلت حملات المستشرقين بالتزامن مع فشل الحملات الصليبية التى اتخذت الجانب العسكري فى حربها ضد الإسلام
وكان استقبال علماء المسلمين لشبهات المستشرقين يدل دلالة قاطعة على ثقتهم فى أنفسهم فى دينهم وفى وحيهم , ولهذا لم يلتفتوا أصلا إلى طبيعة عقيدة أعدائهم , ولم يكتفوا بأن يردوا على جمهور المسلمين قائلين بأن هذه الشبهات لا يجب الإلتفات إليها باعتبار أنها صادرة من خصوم الإسلام , هذا رغم أن هوية المستشرقين كانت معلنة وأهدافهم كانت واضحة ..,
فقد أعلن المستشرقون أنهم سيتصدون للإسلام عن طريق دراسته دراسة متعمقة بهدف كشف التناقضات والشبهات من داخله ..
واستمرت المعركة زهاء ثمانية قرون خرجت فيها آلاف الشبهات ولقي المستشرون هزيمة فادحة للغاية ,
فلم ينجحوا فى إقامة شبهة واحدة أو تشكيك مسلم واحد فى عقيدته بعد الردود المسكتة البليغة التى قدمها علماء المسلمين عبر العصور , والتى بدأت من عصر أبي حنيفة وابن حنبل بشبهات الفلاسفة والمعتزلة وبلغت ذروتها فى عهد ابن تيمية وابن القيم وبن الجوزى وبن قتيبة وغيرهم وصولا إلى العصر الحديث ,
وإن المرء ليتأمل بمزيج من الدهشة والإكبار تلك المصنفات التى أفردها علماء المسلمين للرد على الشبهات ضد القرآن والسنة , مثل تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة أو درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية أو تلبيس إبليس لابن الجوزى أو تهافت الفلاسفة للغزالى , وغيرها بالآلاف
وقد لا يلاحظ الكثيرون أن علماء المسلمين المتقدمين لم يتركوا للأجيال المعاصرة شبهة واحدة لم يتم الرد عليها ! , فكل الشبهات المعاصرة التى يثيرها البعض من بدايات القرن العشرين وحتى اليوم والتى رد عليها العلماء هى شبهات قديمة فى الأصل وردودها موجودة فى قلب كتب التراث لا سيما الشبهات ضد الحديث النبوى ..

القصد أن هروب الإخوان من الرد على نقاط النقد الموضوعية من خصومهم تحت ذريعة أنها كتابات الخصوم ليست منهجا علميا ولا حتى إسلاميا , لأن الإسلام قام على قبول الحق ولو من الكافر , على حد قول سعد بن معاذ رضي الله عنه ( اقبلوا الحق ولو من الكافر .. )
ولا نعرف فى تاريخ المسلمين أحدا تهرب من المناظرة والنقد إلا أصحاب الفرق الشاذة التى ضلت عن عقيدة أهل السنة وسلكت التفكير الباطنى ولهذا هربوا بفكرهم بعيدا عن محاورات ونقد خصومهم
ومنهج الإخوان المسلمين منذ نشأته مع حسن البنا ثم تطوره الملحوظ على يد سيد قطب , هو منهج شديد التناقض , بالغ الخطورة , وهو منهج فرقة إسلامية لا منهج لأهل السنة ــ وتلك نقطة بحث تستحق مؤلفا مستقلا لإثباتها ــ
وأثر هذا الفكر على الأمة الإسلامية كان فادحا فيكفي أنه باستقراء التاريخ سنكتشف أن مأساة أفكار الخوارج القديمة لم يحيها إلا الإخوان المسلمون , وتهمة الإرهاب التى التصقت بالإسلام لم تنشأ إلا مع نشأة هذا الفكر ..
والأزمة الحقيقية التى تواجه أى باحث فى تاريخ الإخوان , هو عدم وجود دراسات محايدة لهذا التاريخ , فقبل عشر سنوات لم يكن موجودا على الساحة إلا نوعين من الكتب ,
كتب أصدرها الإخوان والمتعاطفون معهم مثل محمود عبد الحليم ومحمود حتحوت وعلى عشماوى وأحمد رائف وجابر رزق وحسن دوح وأحمد الشوربجى ..
وهذه النوعية يغلب عليها صفة الملائكية التى يحاول يضفيها المؤلفون على تجربة الإخوان , فيشعر القارئ كما لو أن الإخوان هم زمرة من الملائكة فى عالم من الشياطين ..
والنوع الثانى هو الكتب التى أصدرها خصوم الإخوان التاريخيين مثل مؤلفات على الدالى ورفعت السعيد وفؤاد علام وهيكل ( ولو أنه لم يفرد كتابا للإخوان وإنما تحدث عنهم فى فصول بعض كتبه ) وغيرهم كثير ..
ولم تكن كتب الخصوم تؤثر تأثيرا كبيرا بسبب نجاح الإخوان فى الترويج لفكرة الإضطهاد , كما أن الخصوم حاولوا إقناع القارئ بأن منبع الإرهاب جاء أصلا من أفكار الإخوان , إلا أنهم لم ينجحوا فى تقديم الدليل الساطع المانع على أن بذور التكفير وتنظيمات الإرهاب المسلح تمت برعاية الإخوان وخرجت من تحت عباءتهم ..
هنا ..
وهنا بالتحديد تكمن خطورة كتاب الأستاذ ثروت الخرباوى ( سر المعبد ) وهو القيادى السابق المتحرر من ربقة الإخوان ,
وقد صاحبت كتابات الخرباوى مؤخرا كتابات منشقين آخرين مثل هيثم أبو خليل وسامح عيد ,
لكن خطورة كتاب الخرباوى أنه ليس كتابا فى المذكرات الشخصية , بل هو درة فى سلسلة عقد فكرى متكامل ينتوى الخرباوى من خلاله الإستمرار فى نقد منهج الإخوان من داخله مزودا بالأدلة التى لا تقبل الجدل هذه المرة
يتبع ..

[1]ــ تم نشر المقال على صفحة كاملة بجريدة ( الدستور ) المصرية , فى عددها الصادر يوم الخميس 21 / 2 / 2013


قديم 02-22-2013, 11:01 PM
المشاركة 2
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وبالتالى :
فخطورة وأهمية مشروع الخرباوى لا تكمن فى أنه يقدم جديدا للساحة النقدية فقط , بقدر ما تكمن فى أنه يقدم الأدلة والبراهين على ما عجز المفكرون عن إثباته طيلة العقود السابقة ,
ولكى يتعرف القارئ على الفارق والدوى الهائل الذى أحدثته قنابل الخرباوى فى سر المعبد , سنورد عناصر التفرد متتابعة تاركين التفصيل لمن أراده فى الرجوع للكتاب نفسه ..
أولا : أخطر ما ورد فى كتاب الخرباوى هو كشفه عن الصلة الوثيقة بين تنظيمات التكفير ( وأشهرها تنظيم جماعة المسلمين التى أسسها شكرى مصطفي وعُرفت إعلاميا بالتكفير والهجرة ) وبين الإخوان ,
وهذه الصلة ليست جديدة من ناحية كشفها اليوم فقد سبق إلى كشفها د. رفعت السعيد فى موسوعته الشهيرة ( الإرهاب المتأسلم ) والصادرة عن أخبار اليوم فى ثلاثة أجزاء أفرد السعيد فيها جزءا منفردا عن شكرى مصطفي لكنه قدم القرائن على وجود صلة مباشرة بين شكرى مصطفي والإخوان ..
وعجز عن تقديم الأدلة لافتقاده المصادر من الداخل
أما الخرباوى فقد قلب المعبد حقيقة على رءوس الإخوان إذ أنه قدم الأدلة من خلال شهادات واضحة , ليس فقط عن الصلة الفكرية بين شكرى مصطفي والإخوان , بل الصلة التنظيمية أيضا ! , وكان من المفاجآت المذهلة أن مصطفي مشهور المرشد الخامس للإخوان زكّى شكرى مصطفي ورعاه , فى نفس الوقت الذى كانت الإخوان فيه لا زالت تروج لفكرة أنهم نبذوا العنف وتابوا عنه وأنهم بريئون من أحداث الإرهاب منذ عام 1965 وحتى اليوم !
كما نسف الخرباوى فكرة التسامح الدينى التى روج لها الإخوان طيلة عقود حكم مبارك بكشفه عن استمرار التنظيم القطبي ــ المنسوب لسيد قطب ــ وتمكنه من قيادة الإخوان منذ أواخر مرحلة عمر التلمسانى وذلك عقب عودة ( تنظيم العشرات قطبيو الفكر ) من الخارج بزعامة مصطفي مشهور ــ عضو النظام الخاص القديم ــ مع مجموعته كاملة ,
وهذه المجموعة ببساطة هى كل أعضاء مكتب الإرشاد القائم على قيادة الإخوان الآن !!
ثانيا : عجز خصوم الإخوان عن إيجاد الدليل الذى يثبت تورط الإخوان فى دعم جماعات العنف بعد عودتهم فى عصر السادات , وجاء الخرباوى ليقدم للباحثين مفاجأة أخرى تمثلت فى كشفه بالدليل ـــ ومن خلال شهادات قيادات الإخوان له ــ عن عودة النظام الخاص الذى أعلن الإخوان مرارا عن تخليهم عنه وتفكيكه ..
فإذا بالخرباوى يكتشف أن مصطفي مشهور أعاد قسم الوحدات للعمل , ومنذ زمن طويل , وقسم الوحدات هو القسم الذى أنشأه حسن البنا وكان يتكون من شقين ,
شق المقاتلين الذى تصدر المشهد باعتباره النظام الخاص الذى قام بعمليات الإرهاب والقتل فى زمن فاروق ,
والشق الآخر وهو تنظيم الإخوان داخل الجيش والشرطة !!
وحقيقة لقد توقفت كثيرا أمام قسم الوحدات فى شقه الثانى !
وقد سألت الأستاذ الخرباوى نفسه , كيف تمكن الإخوان من تجنيد بعض ضباط الجيش والشرطة خلافا لتنظيم القضاة , لا سيما فى ظل رقابة أجهزة أمن ومخابرات مبارك , وهل كانت مباحث أمن الدولة والمخابرات العامة فى غيبوبة وهى تغفل عن ذلك الأمر !
فأجابنى .. إن نظرتنا نحن الشعب لأجهزة أمن مبارك كانت ينطبق عليها المثل الشهير ( الصيت ولا الغنى ) والدليل على ذلك ما تم كشفه للعيان ــ ولم يعد سرا ــ أن هناك شخصيات مرموقة فى الجيش والشرطة والقضاء ثبت انتماؤها للإخوان وتكفينا فى هذا الشأن مفاجأة انتماء تيار ( قضاة الإستقلال ) للإخوان !
والأكثر صدمة من ذلك هو كشف انتماء اللواء عباس مخيمر وكيل المخابرات الحربية السابق للإخوان , والمفارقة المذهلة فى هذا الكشف لا تكمن فقط فى حساسية منصب مخيمر بل المصيبة تمكن فى أن طبيعة مسئولية مخيمر داخل المخابرات الحربية كانت مهمتها هى الكشف عن أى اختراقات للجيش من التنظيمات الدينية !!
أى أن الرجل المسئول عن كشف الضباط ذوى الإتجاهات الدينية التنظيمية هو نفسه عضو فى أخطر هذه التنظيمات !!
وهذه فضيحة رهيبة لا أعرف لها مثيلا فى العالم أجمع إلا مثال واحد فقط لا زال يتم تدريسه فى أجهزة المخابرات العالمية باعتباره المثال الكامل على اختراق جهاز مخابرات معاد , وأعنى به تمكن السوفيات من تجنيد مسئول مكافحة النشاط الشيوعى نفسه فى المخابرات البريطانية ! ,
وكادت قلوب مسئولى المخابرات البريطانية تتوقف عند هذا الإكتشاف لا سيما بعد أن تمكن العميل السوفياتى من الهرب سالما إلى السوفيات ليقلدوه أكبر وسام هناك نظير خدماته ..
ثالثا : عشنا فى مصر وهما كبيرا هو تصور أن الإخوان طيلة عصر مبارك كانوا يمارسون العمل السياسي ــ دون العمل السري ــ ويسعون من خلاله للوصول إلى الحكم أو على الأقل المشاركة فى الحكم من خلال الصفقات مع النظام , وتعامينا عن كثير من الإشارات التى كانت تومئ إلى طبيعة تخطيط الإخوان وأخطرها قضية ( سلسبيل ) التى تفجرت عام 1992 م وكانت بداية الصراع الباطش بين مبارك والإخوان , وتم اتهام خيرت الشاطر وغيره من رموز التيار القطبي داخل الإخوان ومحاكمتهم محاكمة عسكرية ,
وكان أخطر ما كشفت عنه القضية هو وثيقة ( فتح مصر ) !! , والمنسوبة لخيرت الشاطر والتى وجدتها أجهزة الأمن داخل مكتب الشركة ,
وأقول رغم هذا الدليل الفادح الفاضح عن فكر الإخوان الذين يعتبرون حكمهم فتحا جديدا لمصر , وهذا معناه بالتبعية أنهم يكفّرون من سواهم بطبيعة الحال فالفتح لا يكون لبلد مسلم أصلا ,
رغم هذا الدليل الواضح إلا أننا أيضا تعامينا عنه فى حينه , كما تعامينا عن سائر الإتهامات الموجهة لفكر الإخوان فى عصرها الحالى باعتبارها جماعة تكفير للمجتمع , وكان السبب الرئيسي لهذه الغفلة المطبقة هو كراهيتنا وعدم ثقتنا أساسا فى نظام مبارك , مما دعى الغالبية العظمى ــ عدا كُـتّاب وإعلام النظام ــ إلى إهمال تلك الإتهامات واتهام النظام ذاته بالتلفيق !
وجاء كتاب الخرباوى ليكشف عن صحة الوثيقة والخطة , بل ويكشف عن أن الإخوان قد قطعوا أشواطا كبيرة فى الخطة بالفعل , وأنهم حددوا أيضا وبدقة مبنية على الاستعدادات , كيفية وتوقيت وصولهم للحكم والذى حددوه فى عام 2018 تقريبا , وذلك قبل أن تفاجئهم الثورة
وصرح بعض قيادات الإخوان الكبار للخرباوى فى وضوح أنهم يتوقعون الوصول للحكم فى هذا التوقيت وعن طريق الجيش بالتحديد !!
رابعا : من القنابل الفكرية داخل الكتاب أيضا ما كشفه الخرباوى من سيطرة فكر التكفير على قيادات الجيل الحالى للإخوان منذ تولى مصطفي مشهور أمور الجماعة , وأنهم بلا استثناء طبقوا حرفيا منهج سيد قطب القائم على تكفير النظام والمجتمع واعتباره يعيش جاهلية جديدة تفوق الجاهلية الأولى ! ,
ورغم وجود الإرهاصات التى كانت توضح حقيقة فكر الإخوان إلا أن الجميع تقريبا تعاموا عن هذه الحقيقة وانخدعوا بالتقية التى يمارسها الإخوان بشكل كثيف مع المجتمع , بل ومع جمهور الإخوان أحيانا ,
واقتنعنا زمنا طويلا بالفعل أنهم من مدرسة الفكر الوسطى حتى جاء الخرباوى من خلال شهادات واضحة لتكشف العكس , ولعل أخطرها شهادة الشيخ الغزالى نفسه رحمه الله بالإضافة إلى فلتات لسان معظم القيادات الحالية وأشهرهم محمد مرسي نفسه والذى صرح فى لقاء تليفزيونى على قناة الفراعين بصحة منهج سيد قطب بل زاد على ذلك مؤكدا أن منهج سيد قطب هو الإسلام !!
وكان هذا الكلام منه ردا على تصريحات القرضاوى التى انتقدت منهج التكفير عند سيد قطب , فثارت ثائرة قيادات الجماعة وقتها وردوا ردا عنيفا على القرضاوى دون اعتبار لمكانته العلمية والفقهية , فى انتصار واضح لأفكار التكفير
ثم جاء الباحث الإخوانى المستقيل سامح عيد فى لقاء له مع الأستاذ إبراهيم عيسي ليضع أمامنا الدليل من خلال أحد كتب مصطفي مشهور ,
والكارثة ليست فى الكتاب بحد ذاته بل المصيبة فى أن هذا الكتاب بهذا التصريح الواضح بتكفير المجتمع هو كتاب يتم تدريسه لشباب الإخوان وهو أحد كتب التربية الإخوانية المقررة على أعضائها !
ولعل هذا ما يوضح لنا وفسر تصرف شباب الإخوان بهذه الدموية مع المعتصمين أمام الإتحادية , إذ أنهم يتعاملون ــ وفق تربيتهم ــ مع كفار أعداء للإسلام وليسوا مجرد خصوم للإخوان فى معركة سياسية
خامسا : الكذب والنفاق والتقية التى يمارسها الإخوان منذ الثورة والتى انكشفت بشكل فاضح مزرى نظرا لتكرار خلف الوعود والنكوص على الأعقاب بشكل مستفز ..
هذه الظاهرة الغريبة حتى على الفطرة الإنسانية فضلا على قيم الإسلام , قام الخرباوى بتقديم التأصيل النظرى لوجودها عند الإخوان من أكبر رأس لأصغر رأس , فنظرا لأنهم يتعاملون مع كفار أو على الأقل فسّاق , فلهذا فتحوا المجال واسعا أمام استحلال الكذب باسم التقية ..
يتبع ..

قديم 02-22-2013, 11:05 PM
المشاركة 3
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والتقية مبدأ إسلامى بدون شك ولكن حكمه فى الإسلام أنه ( رخصة ) , مجرد رخصة فى حدود ضيقة للغاية لا تجوز إلا فى الحرب مع أعداء الدين أو فى حالة خوف الهلكة والموت من عدو باطش , أى أنها شيئ مثل أكل لحم الميتة , فجاء الإخوان فقلدوا الشيعة فى هذا الشأن أى أنهم قلبوها من رخصة إلى ( عزيمة ) أى أنها أصبحت فرضا مفروضا ..
ولهذا مارس الإخوان الكذب الفاجر بلا أدنى ذرة من حياء , وبلغت الفضيحة حدا جعل أحد المراسلين الأجانب قبل لقائه مع محمد مرسي يتلقي تحذيرا من رؤسائه بألا يأخذ كلام محمد مرسي كله على محمل الصدق !
وهذه فضيحة عالمية لم يُسبق إليها فيما أعلم إلا فى حالة قيادات الثورة الشيعية بقيادة الخمينى فى القرن الماضي حيث اشتكى أحد الصحفيين الأجانب لمحمد حسنين هيكل من شيوع المراوغة واللف والدوران من قيادات الثورة الإيرانية , وقد أورد هيكل تلك الملاحظة بشكل دارج فى كتابه ( مدافع آية الله )
ويحكى لنا الخرباوى واقعة أذهلته هو شخصيا ,
ولعلها كانت البوابة التى قادته لمعرفة فكر الجيل الحالى فى الإخوان , ولا شك أنه حمد الله كثيرا على الخلاص من هذا المعترك الفاسد ,
فبعد ابتعاد الخرباوى عن الإخوان انتوى أن ينتقد فكر الجماعة انتقاد المحب الخائف على بيته السابق الذى كان يظنه بيتا للتقوى والدعوة الإسلامية طمعا فى شد أزر تيار الإصلاح داخل الجماعة , فكتب عدة مقالات نقدية فى صحيفة صوت الأمة أيام كان المستشار مأمون الهضيبي مرشدا عاما للإخوان ..
وكان مما انتقده أن مأمون الهضيبي فى المناظرة الشهيرة التى جرت فى معرض الكتاب تحت عنوان ( مصر بين الدولة الدينية والمدنية ) وكان فيها الهضيبي مع د. محمد عمارة و الشيخ الغزالى يناظرون الجانب العلمانى الذى مثّله فى ذلك الوقت فرج فودة ومحمد خلف الله ..
وأفلتت من الهضيبي عبارة فى معرض دفاعه عن الإخوان حيث قال ( إننا نتقرب إلى الله بأعمال النظام الخاص )
فاندهش الخرباوى ــ وكان حاضرا ــ ولفتت نظره تلك العبارة التى تضفي الشرعية على جرائم الإخوان الأولى والتى قتلوا فيها النقراشي والقاضي أحمد الخازندار وقاموا بتفجير أقسام الشرطة ومحاولة نسف محكمة الإستئناف وغير ذلك من الجرائم التى خلفت عشرات الأبرياء قتلى ..
وعنما انشق الخرباوى فى بدايات القرن الحالى كتب فى صدر مقاله الأول منتقدا عبارة الهضيبي ..
وفوجئ بعدها برد من الهضيبي ينكر فيه تماما أنه قال هذه العبارة !!
وذُهل الخرباوى من جرأة الكذب التى يمارسها الهضيبي , وشك فى نفسه ولهذا عاد لشريط فيديو المناظرة وتابعها من جديد فلم يجد العبارة ! , وقام بمطالعة النص المكتوب للمناظرة والذى أصدرته الهيئة العامة للكتاب فلم يجد العبارة أيضا , !
فلم يعد أمامه إلا أن يشك فى ذاكرته التى يثق بها ويثق فى أن العبارة قيلت فى المناظرة , أو أن يشك فى الإخوان أنهم عبثوا بمحتوى شريط فيديو المناظرة وكذلك بطبعة الكتاب لمحو أى أثر لعبارة الهضيبي التى تزكى أعمال النظام الخاص بينما كان الإخوان فى تلك الفترة يتبرءون علانية من فكر الإرهاب
وظل الخرباوى حائرا حتى أهداه أحد أصدقائه شريطا جديدا كان عم هذا الصديق قد سجله للمناظرة مباشرة فى وقتها تسجيلا شخصيا واحتفظ به لنفسه , فتلقفه الخرباوى فى لهفة واستمع إليه لتصك أذنه عبارة الهضيبي واضحة لا لبس فيها !
وبالطبع كانت فضيحة للهضيبي فى وقتها عقب نشر جريدة صوت الأمة لرد مختصر على اعتراض الهضيبي وأعلنت فيه أن تحت يدها شريط فيديو للمناظرة مثبت فيه نص العبارة ..
ليثبت للعيان ساعتها أن الإخوان تمكنوا بشكل ما من العبث فى أشرطة المناظرة وكذلك فى الطبعة الرسمية التى أخرجتها هيئة الكتاب !
ومن الطرائف حقيقة أن أستاذنا الخرباوى كان بيده الحل لهذه المشكلة دون عناء إلا أن طول المدة بين نشره المقال وبين المناظرة التى أقيمت عام 1991 م , كان السبب فى عدم انتباهه للدليل ..
فالنص المكتوب الحرفي للمناظرة لم تصدره هيئة الكتاب وحدها , بل أصدرته مطبوعا أيضا دار النشر المصرية اللبنانية وكذلك أصدره مركز الإعلام العربي , وعبارة الهضيبي فى الطبعتين واضحة بحروفها فى الفصل الأخير , بل إن طبعة المركز العربي جعلت هذه العبارة عنوانا لمداخلة الهضيبي الأخيرة فى المناظرة !

وأخيرا وليس آخرا ..
فكتاب سر المعبد فى مجمله يعتبر الخطوة الثانية الأكثر احترافا للأستاذ الخرباوى ــ بعد كتابه الأول قلب الإخوان ــ وهما كما سبق القول بداية الطريق الصحيح لمواجهة فكر بالإخوان بالفكر ذاته , وهى المواجهة التى عجز عن تصورها نظام الحكم فى مصر من عبد الناصر إلى مبارك
هذه المواجهة الفكرية الضرورية والتى تجهزت ساحتها فعليا بعد تولى الإخوان للحكم وظهور طبيعة سياساتهم , ولعل الثورة كانت كاشفة للغاية عن تناقضات الإخوان , تلك التناقضات التى تسببت فى إفاقة العديد من أعضائها من الشباب مثل هيثم أبو خليل وسامح عيد وعبد الجليل الشرنوبي , ومن القيادات أيضا كالخرباوى وكمال الهلباوى ومختار نوح وعبد المنعم أبو الفتوح ومحمد حبيب ..
لتتحقق كلمة القرضاوى فى شأن الإخوان أنهم يخسرون أصحاب الفكر المستقل واحدا تلو الآخر ولن يتبقي عندهم إلا المماليك ــ على حد تعبير سامح عيد ــ أحد قياداتهم الشابة المنشقة أيضا

تم بحمد الله

قديم 03-04-2013, 11:47 AM
المشاركة 4
هند طاهر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ الفاضل .. محمد الزغبي

تابعت الاستاذ الخرباوي في كل حلقاته عالعربيه .. ولا اخفيك انك هنا كشفت ووضحت لنا خبايا الاخونج ,,اكثر , فبانت لي الصوره اكثر بكثير مما كنت اعرف ,,

كل التحيه لقلمك المميز

ودولة الباطل ساعه ,, ودولة الحق الى قيام الساعه

دمت بخير

المـرء ضيف في الحــــياة وانني ضيف


كـــــــــذلك تنقــــــضي الأعمـــــــــار،


فإذا أقمــــــــت فإن شخصي بينكــــم




وإذا رحلت

فكلمــــــــتي تذكـــــــــــار
قديم 03-09-2013, 01:08 PM
المشاركة 5
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بارك الله فيك ..
وشكرا جزيلا لمتابعتك ..
ونسأل الله أن يكشف لنا كل من يتاجر بالإسلام ,

قديم 04-05-2013, 08:20 PM
المشاركة 6
أسامة المهدي
ابـن النيـل
  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ محمد جاد الزغبي
عندما قرأت كتاب الأستاذ الخرباوي ، لم يستطع عقلي الشاك تصديق كل ما يقوله ، وجال في خاطري أن جزءا مما يعرض من حفائق ربما يهدف إلى بث الخوف في نفوس القراء العاديين (أمثالي) ، من قوة الإخوان وقدرتهم ، وأنه لا قبل لأحد على مجابهتهم ، وخاصة بعد بداية التمكين وتحكمهم النسبي في الشرطة والجيش !!
ولكن عرضك وتحليلك هنا بعثا في نفسي الطمأنينة والثقة

تحية لك خالصة المحبة والتقدير



ولي بين الضلوع دم ولحم . . . هما الواهي الذي ثكل الشبابا


يشرفني زيارتكم مدونتي الموسيقية
www.sama3eyat.blogspot.com
قديم 04-06-2013, 12:56 AM
المشاركة 7
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ محمد جاد الزغبي
عندما قرأت كتاب الأستاذ الخرباوي ، لم يستطع عقلي الشاك تصديق كل ما يقوله ، وجال في خاطري أن جزءا مما يعرض من حفائق ربما يهدف إلى بث الخوف في نفوس القراء العاديين (أمثالي) ، من قوة الإخوان وقدرتهم ، وأنه لا قبل لأحد على مجابهتهم ، وخاصة بعد بداية التمكين وتحكمهم النسبي في الشرطة والجيش !!
ولكن عرضك وتحليلك هنا بعثا في نفسي الطمأنينة والثقة

تحية لك خالصة المحبة والتقدير
أهلا بك يا صديقي القديم
وجهة نظرك الأولى يا أسامة جديرة بالتأمل ..
وصحيحة الى حد كبير
لكن الخرباوى لم يتعمدها انما هو شاهد عيان فقط ..
ومن خلال البحث واستقراء المصادر احب ان اطمئنك ان الاخوان ليس لهم فى القيادات بالجيش او الشرطة اى وجود انما لهم فى القاعدة فقط
وثبت هذا بالتجربة ومن خلال تصدى الجيش لهم ولمحاولات السيطرة
اهنئك على صحة استنتاجك وهى قضية كبري ربما نناقشها مستقلة فى مقال قادم باذن الله

قديم 04-08-2013, 10:29 AM
المشاركة 8
أسامة المهدي
ابـن النيـل
  • غير موجود
افتراضي
شكرا لك عميدنا على كل ما تفضلت به
وأنا ، وربما جميع الأخوة والأصدقاء في المنابر ، نتطلع دوما لقراءة مقالاتك وتحليلاتك ، ونحن بالانتظار

لك خالص المحبة والتقدير



ولي بين الضلوع دم ولحم . . . هما الواهي الذي ثكل الشبابا


يشرفني زيارتكم مدونتي الموسيقية
www.sama3eyat.blogspot.com

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: قنابل الخرباوى فى ( سر المعبد ) ؟!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجزء الثانى : رواية قنابل الثقوب السوداء ابراهيم امين مؤمن منبر القصص والروايات والمسرح . 6 04-06-2020 01:00 PM
قنابل الثقوب السوداء أو أبواق إسرافيل ...ج2 ابراهيم امين مؤمن منبر القصص والروايات والمسرح . 0 03-08-2020 10:55 PM
الجزء الاول من الرواية .. قنابل الثقوب السوداء ابراهيم امين مؤمن منبر القصص والروايات والمسرح . 3 08-05-2019 12:05 PM
رواية قنابل الثقوب السوداء أو أبواق إسرافيل ابراهيم امين مؤمن منبر القصص والروايات والمسرح . 2 07-14-2019 03:51 AM
إرشاد القراء إلى قراءة الكسَائي - محمد الحرباوي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-19-2014 11:08 PM

الساعة الآن 03:53 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.