قديم 11-23-2019, 02:28 AM
المشاركة 161
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O

اغصان تمايلت
بقلم الأستاذ : ابو ساعده الهيومي

بدأت الديوك بالصياح واستيقظ الصباح من نومه وحمل الليل ستارته واختفى
ليظهر ضوء النهار وتظهر الصورة الجميلة التي اخفتها ظلمة الليل
ولكن هذا اليوم مختلف عن الأيام التي سبقته حيث سمعت زقزقة العصافير وأصوات الحيوانات الأخرى ولكن لم يظهر منها احد فهنالك إعصار في الأفق يقترب
أرسل أنفاسه على الكون وبدا وكأنه إخطبوط يمد أذرعه والتي تقترب رويداً رويداً نحو السهول
وما هي ألا لحظات ، وإذ دوي صوته يطغى ويسود على كل صوت سواه ،وبدا يحرك الأشجار بيده محطماً كل شي وقف في طريقه ولم يتفاعل معه بالرقص والتمايل وتقديم الهدايا لإرضائه
لذا اهتزت الاشجار ورقصت وتمايلت وقدمت له الاغصان الصلبه والأوراق الجافة
وبكل من استنجد بها واستجار مع كل صرخة له
لتتساقط اعشاش الطيور والعصافير وتتناثر ليتلاعب بها كيفما شاء
يمزقها ‘يشتتها ‘يحملها ويرتطم بها تارة بصخره ومرة بجذع شجره او يحلق بها بعيدا ليترك ساكنيها في العراء من دون مؤوى
و فوق شجرة عظيمه وقف نسر غرس مخالبه بأحد أغصانها واتكاء على الجذع كي يحميه, قام بتحريك جناحيه بشكل بسيط وكأنه يريد أن يلقى التحية ولكن يمنعه غروره من ذلك فهو سيد الطيور
و بعد تردد رفع جناحاه عالياً وانزل رأسه والتصق بالجذع
عندها غادرت العاصفة الموقع حاملة معها بعض ضحاياها مخلفة الدمار ولم ينجوا ألا من تمددت جذوره وشقت الارض لتصل الى الاعماق او رقص وتمايل استجابة لصوت صريرها

منبر القصص والروايات والمسرح
.

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=16221

وحيدة كالقمر
قديم 11-23-2019, 02:36 AM
المشاركة 162
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
تسول....!!
بقلم الأستاذة : ‏عبير‬ المعموري


التصق الجسد النحيل في حائط المسجد...تدلت سترته البالية فوق بنطال عتيق وممزق فقد لونه تحت اشعة الشمس..يتقن دور التسول جيدآ..وجه كالح بثياب رثة..ونداء يستجدي الشفقة بنبرة أحتياج حزينة.. في حين جادت ايدي المحسنين ببعض الالبسة الفائضة عن حاجتها..لكنه ابدآ لم يجربها يومآ وقت التسول..ينبغي ان يبقى داخل اطار صورة تعيسة..ذلك هو نظام مهنته الحالية ومورد قوته اليومي..وعند الزوال قام بجمع حصيلة عمل الصباح عندما توجه الى الازقة متواريآ عن الانظار قليلا.. رتب العملات الورقية بحركة خفيفة من يده..ثم اخرج من بينها ورقة نقدية مهترئة..ليتناول فيها طعامه من احدى عربات الاكلات الشعبية الرخيصة.. مرَ بالقرب من مطعم فخم لايرتاده سوى أصحاب المناصب والثراء الفاحش....تصفح أنعكاس صورته على الباب الزجاجي..وكأنه بدا مستمتعآ بمظهره الوسخ.. بعد دقيقة أمضاها يحدق في عينيه أنفه..واذنيه..مد لسانه ساخرآ ممن يجلسون خلف الزجاج..يتبادلون الحديث أمام اطباق شهية لا تخطئها أنوف الاشقياء أمثاله..أستأنف سيره بعد ان شعر بشدة الجوع.. عبرَ الشارع المزدحم بالمركبات وصولا الى الجهة الاخرى.. أبتسم للهواء عندما لامست اصابعه الممتدة في جيبه ثمن وجبة غدائه..ومع انها تمزقت حتى المنتصف عند الدفع..الا انه بدا سعيدآ اذا ان صاحب العربة لم يرفض تسلمها منه..مسح على بطنه بشعور عميق يدل على الراحة والرضا..ثم قفل راجعآ الى بيته بعد عناء يوم حافل..دفع الباب بيده وسار نحو اكوام اللحم المتكدسة حول قدر حساء لم يجهز بعد..اخرج ماجمعه بالكامل ووضعه في حجر أباه المقعد ثم قال:
_أكتمل الان ثمن دوائك!
رفعت يد نحو السماء تدعو.. بينما هو يغادر مجتازآ فناء الدار.
12\5\2015*
منبر القصص والروايات والمسرح .

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=17058

وحيدة كالقمر
قديم 11-23-2019, 02:42 AM
المشاركة 163
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O

توجس
بقلم الأستاذ : الفرحان بوعزة


قـلت : من هنا ، يمكنني أن أفهم العالم ، بل أريد أن أغيره ..
قالت : لست مستعدة أن أحترق بدون حطب ..
قـلت : الحطب يحيط بنا وهو على وشك الاشتعال ..
قالت : أخاف أن يصبح الحطب رماداً بارداً وتبقى النار في موقد أحضان المجهول ..
تمددنا وتوسد كل واحد أفكاره ، كسانا الظلام .. نمنا .. واختلط الموت مع الميلاد ..

منبر القصص والروايات والمسرح .

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=16056

وحيدة كالقمر
قديم 11-23-2019, 02:48 AM
المشاركة 164
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O

أرواح مستعملة
بقلم الأستاذ : محمد الشرادي


- حبنا الكبير، ارتباط وثيق بين روحين...و الروح مهما حلقت بعيدا، لابد أن تعود إلى توأمها.
كانت الكلمات تخرج من بين شفتيه الشاحبتين، كطيور مهيضة الجناح، سرعان ما تساقط على صدره،و هو ممدد على الفراش. وضعت سبابتها على ثغره المتعب.كلامه يفقدها السيطرة على شؤون عينيها.أحس بالوهن يهيمن على كامل جسده. برودة غريبة تصعد من مخمص قدميه ، و عند كل مفصل تحدث ألما حادا. لحظات وجع قاسية حفرت في أعماقها أخاديد ألم لن تنمحي أبدا. تأملها بعيون سقيمة. رسم على شفتيه بسمة متعبة. ضغط على يدها بقوة. شهق شهقة حارة، ثم أغمض مقلتيه إلى الأبد.
فارقها، و هو في ميعة شبابه. لم يتعد عقده الثاني، إلا بثلاث سنوات. جلست في شرفة بيتها الجميل تحت ضوء القمر، الذي يحمم بنوره جسدها الماسي،و بأنامل ضوئه يداعب جدائلها الناعمة. جلست كقديسة حزينة، تردد تراتيل ذكرياتها المؤلمة ، و تعيد شريط اللحظات الأخيرة من حياة زوجها. رغم مرور أكثر من ستة أعوام ، لم تنس شيئا من تفاصيل ذلك الحوار، الذي دار بينهما قبل وفاته بقليل:
- الجسد تراب يحن إلى ترابه ، أما الروح فجوهر خالد تغادر الجسد ، و تعود إلى باريها.
- كلا يا حبيبتي. الروح تذهب من جسد إلى آخر، لتبدأ رحلة جديدة.
تحت التأثير الفائق للدهشة من كلامه، ردت بقلق:
- الله قادر على خلق ما لا يحصى من الأرواح، فلماذا يحتاج الناس للعيش بأرواح مستعملة؟
أمسك بيدها بكل ما تبقى لديه من قوة. و رفع وجهه المتعب نحوها:
- أعلم أن الموت، قد أنشبت براثنها في جسدي.لكني أومن بقوة، أن المنية لن تبعدني عنك إلا مؤقتا. أعدك أن روحي ستعود إليك في ثوب جديد...انتظريها... !
تنهدت تنهيدة حارة، لفحت خديها الأسيلين. مسحت عينيها المخضلتين بالدموع، وهي تردد:
- إنني أصدق كلامك. لكن روحك ستبدأ صغيرة في جسد صغير. كم سنة سأنتظر يا عائد؟
الأحد 20يوليوز العاشرة صباحا.
أراحت جسدها على كرسي وثير،تحت ظلة بألوان قزح.وضع النادل أمامها فنجان شاي،و كوب ماء. انتصب أمامها بوجهه الوضيء.رفعت قبعتها الوردية لترى صاحب الظل الذي يزاحم الظلال الأخرى على جسدها. وضع يده على قلبه،كأنه تلقى سهم حب أطلقه كيوبيد من قوس شفتها العليا المنحوتة بشكل لا يضاهى.وضع زهرة أضاليا بيضاء في كأس الماء.من دون استئذان، جلس أمامها.ندت من ثغره البديع الشكل كلمات عذبة:
- هل يمكنني الجلوس؟ يراودني شعور بأنني أعرفك حق المعرفة!
الأحد 20 يوليوز الثانية عشرة زوالا
تقف بكامل ملابسها، تحت رشاش الماء البارد.لتطفئ الحرائق، التي أشعلها في جسدها،و تلطف من غليان أعصابها.ما عاشته اليوم لقطة من الماضي السحيق أعادها مخرج مجهول بالعرض البطيء.نفس المكان، و الزمان...نفس المشروبات و الزهرة...أقل وسامة منه، لكن روحه المرحة...ذوقه النبيل...حركاته المثيرة كانت استنساخا دقيقا للمرحوم.
الأحد 27 يوليوز
انفتح باب شقته الشاطئية، على دنيا ساحرة.تسمرت في مكانها ترزح تحت التأثير الشديد للمفاجأة القوية. لا شيء غريب عنها في هذا الفضاء البهيج: أزهار الأضاليا البيضاء...طائر الكناري الأصفر...عناوين الكتب في خزانته...راحت تركز النظر بحثا عن شيء يخالف عالم زوجها، لم يقع نظرها إلا على ما يضارعه في أدق تفاصيله. أحست بالألفة.لكنها لم تستطع أن تمنع قلبها من الخفقان بقوة، و هي تردد كلامه:
- بعض الأرواح تتكيف مع أجسادها الجديدة، و بعضها يحافظ على ذاكرته. فيسعى لاستنساخ حياته السابقة في كثير من تفاصيلها.
ناداها باسمها كما كان يفعل زوجها.أحست بأقدامها تغوص في الأرض.إن لم تهرول خارج البيت سينصهر جسمها الطري كتمثال ثلج اكتسحت الحرارة أوصاله.
الاثنين 28 يوليوز
كان ضوء المصباح ينعكس على ذراعيها الرشيقتين، و قلبها مضمخ بعبق حب لا يمكن نسيانه، تعمل دائما على استعادة طقوسه الشاعرية، التي تهيمن على كيانها برمته.
سمعت الجرس يرن. خفق قلبها.فتحت الباب بسرعة. وجدته أمامها بكامل أناقته.غرس في شعرها البهيم زهرة أضاليا.ارتعشت (هكذا كان يفعل زوجها دائما).
ابتسم، و قال:
- لن تبقيني على الباب طبعا؟
هزه جسدها المشع هزا عنيفا.ندت من بين شفتيه كلمات من دون إرادته:
- يا له من جسد شفيف، ينساب كجدول ماء رقراق! امنحني يا رب القدرة على تحمل روعته.
ضمها بين ذراعيه المشتعلتين. و ضع رأسه على صدرها الصافن كجواد عربي أصيل.طفرت من عينيه دموع ساخنة.تدحرجت كحبات لؤلؤ على أديم صدرها الصقيل.أحست بمزلاج قلبها ينفتح من تلقاء نفسه،و بأجراس نبضها تصدح بنبوءة زوجها الراحل:
- مهما تاهت روحي،ستعود إليك، و هي أكثر كمالا.ستعود لتذرف الدمع على صدرك المترع بالحنان.
بعينين غارقتين في الدموع، و ضعت الرواية بجانبها. تأملت سريرها الموحش. بات باردا، بعد أن هجرته أنفاس زوجها، التي كانت تدفئه. إلى متى ستظل تطارد في ثنايا القصص و الأساطير الأمل في عودته. لم يعِدها بشيء، مضى في صمت. لكن الأبطال الذين قرأت رواياتهم كلهم عادوا. حتى الذين لم يقطعوا وعدا بذلك.
أرسلت تنهيدة حرى، وهمست:
- إلى متى سأنتظر؟ ...
- ماذا أنتظر؟

منبر القصص والروايات والمسرح
.

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=15919

وحيدة كالقمر
قديم 11-23-2019, 02:55 AM
المشاركة 165
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O

ذات الوجه الطويل
بقلم الأستاذ : مصطفى الطاهري


خميساتك معلقة بالصدر
بخيط رفيع من الصوف...
وخمسة الوان تطفو على السطح
في إناء شفاف
تتباري...

وأنت من البيت إلى مقهى الشمس، ومن الشمس إلى البيت، وإن شئت فلتتسكع في وجه
مولاتك الطويل، عيون كثيرة ستنظر إليك، ستحصي خطواتك، تعرف من أنت ، من أين أتيت،
متى تنام ومتى تصحو، لونك المفضل، فاكهتك، المشتهاة، كم عمرك ،عدد أسنانك
المتبقية، قميصك البني، حذاؤك الرمادي... و... أشياؤك الأخرى....
مولاتك نائمة بين جبلين، تغط في سباتها، ولا تستفيق إلا اذا نادى المنادي للسهر، ساعتها
تهز بجذعها، فتنط فسيفساء وجهها طربا ويرتعش نصبها.
وحده وجهها الطويل لا ينام، نصبه ممدود إلى السماء دون حياء، أخته التوأم على الجانب
الأيمن غير بعيد، وأنت في طريقك إلى سرتها الملونة، تفتح حضنها للريح، لتملأ صدرك بالريح
إن شئت ولتذهب إليها، ستجد حولها وجوها ممدة، تطحن كلام الأمس، وتنتظر رمش
العين، دربها سبعا تر عجبا...
كل المساحيق لوجهها الطويل، كل الأصباغ وكل الألوان...
- تجمل، قيل له، مد شكلك الممشوق، تضمخ بالعطر والشذى، ارفل في أبهى
الحلل، واحك للعابرين عن الجمال والبهاء، عن محاسن مولاتك الثلاثة : النصب الممدود
إلى السماء دون حياء، مخابئ اليمام الذي لم يأت بعد، والقرود التي تتناسل
في الأقفاص، فاحك، احك عن العبقرية والعيون التي لا تنام...
وأنت يا صاحبي ، يا من لا يسكت عن الكلام غير المباح، احذر إن سرحت عن وجهها
الطويل، وتهت هنا وهناك، أن تمد عينك في أي مكان، فالفخاخ منصوبة
حتى في الهواء، وإن ابتعدت قليلا وكان الليل وأعمدة الأضواء انطفأت مصابيحها، ورأيت
شمعة تحترق في العراء فتلك هي، تأكل ذاتها وتستحم في الرماد، ووجهها
في صالة العرض يبدو من خلف نعشها الزجاجي مهيأ للكرنفال...
في تلك الليلة بالذات، خرجت من قوقعتك، نفخت برودتك في الهواء ، ورميت بترددك
في إناء من طين وقلت :
- لا بد من رسم مخطط للحركة.
وقبل أن يسيل الحبر من ظفرك، وترسم العلامة الأولى، سقط منك سهوا
قلمك، ورغما عنك سقط فكرك، فجلست عند موضع قدميها تحت شجرة زيتون، تحفر
قبرا لسمكة ميتة، لم تكن ميتة، كانت نائمة تحلم بجدول بين شجرتين وطريق الى البحر...
ديكور متنقل :
ثم إن رجالا شدادا غلاظا، قرروا تشريف مولاتك بزيارتها في عقر دارها، وكما تعرف
يا صاحبي، فسيذكرون أعمالها الجليلة، وما أسدته للبلد أيام المحنة الكبرى، سيترحمون
على أبنائها الشهداء، ثم يأكلون ويشربون ويقهقهون...
فأقام الأصفر الدنيا، استدعى الحلاقين والحلاقات، وكل من لديه رأي في الديكور
والتزيين، لمعوا أسنانها، قوموا اعوجاج شفتها السفلى، نظفوا أظفارها، رطبوا شعرها...
ولما انتهوا ونظر إليها الأصفر، اطمأن قلبه وعاد لوجهه بعض الاحمرار.
قال لك مقدم الحي ليلتها : ستكون غدا باكرا، عند باب وجه مولاتك
في الاستقبال، أنت وأهلك الكبار والصغار.
انتصبتم على طول الطريق المؤدي إلى وجهها، كان الوقت يمر، والشمس تتحرك
نحو قبة السماء، كان ابنك الرضيع يلهث كجرو، ابنتك تبكي وزوجتك المريضة
بالربو توشك أن تختنق، تراجعت إلى الوراء، زوجتك تستند عليك، ابنك
بين يديك، ابنتك تتمسك بثيابك...
نظرت حولك، فتراءت لك شجرة زيتون.
قلت : نستظل الى أن يصلوا أو يؤذن لنا بالانصراف.
أسرعت الخطى نحو الشجرة، فأتاك صوت من داخلها :
احذر، لا تقترب أكثر!
تسمرت في مكانك ثم قلت : لو تسمحين أيتها الشجرة.
قاطعتك : لا لا تقترب أكثر أرجوك، قد اسقط اللحظة.
فغرت فاك عجبا فأضافت :- اعذرني، ما أنا هنا لما ترغب فيه، أنا هنا
مثلك واقفة للتزيين فقط.
- قلت متسائلا : كيف؟ كيف أيتها المباركة ؟
قالت : انتزعونا البارحة أنا وأخوات أخريات، وقد أتوا بي أنا الى هنا : حفروا حفرة
كالقبر، أدخلوا جذعي ثم شدوني بالحبال والأوتاد الى أن جفت الأرض من حولي
فأزالوا حبالهم وأوتادهم.
قلت : لن تكون هذه إلا فكرة الأصفر.
وأطل عليك من عين مولاتك اليمنى بوجه أنثوي مصفر الشفتين بحوصلة طائر البجع.
خاطبك : أنت طويل اللسان، كم تريد؟
قلت مقهقها : في لساني؟!
صاح : في لسانك، في عمرك، في عائلتك، كم تريد؟
قلت : قبل ذلك أسألك!
لم يتكلم فقلت: أتعرف أن أبناءها حضروا البارحة حين كنت تحت برج إيفل تدخن
سيجارك الثامن؟
لم يرد، فأضفت : وأنهم ضبطوا في جيبها ظفرك؟
أحنى رأسه وتابعت : وأنك دون جيبها لا شيء؟
وسقط القناع، فرأيت شكلا من شمع أصفر ينساب تحت ذقن مولاتك: عند القنطرة
الواصلة بين الجيب واليد، تشكل أفعى بقرنين والوقت صار ظهيرة، وفي البدء
كان كذلك، يوم السباق للجلوس على أرائكها الوثيرة...
في ذلك اليوم :
في ذلك اليوم، قيل لا بد أن يكون، وحدد تاريخ ميلاده قبل أن يولد فأزاحوا أنفها
الشامخ، وبنوا لهم برجا للمراقبة، ثم تساءلوا : هل يكون الأول؟
قال قائل من أهله : لن يكون إلا الأصفر.
مازلت تذكر، خرجتم الواحد تلو الآخر، في كل جيب نصف ورقة، النصف الآخر
مقابل الأخرى، وفي كل يد حلوى، وكان في الانتظار ممددا تحت خصلة من شعر
مولاتك، يحادث في السياسة والتاريخ والاقتصاد ومستقبل الشعوب، أوصاكم خيرا
بلونه، ووعدكم بتلطيف الهواء من الغلاء، وعلف كثير لبهائمكم.
سؤال غير متوقع :
أذكر يا صاحبي ثلاثة أسماء وشمت صدر مولاتك بالطين ...
ملاحظة :
إن عرفت واحدا فقط، فقد مررت بوجهها مرور العابرين.
إن عرفت اثنين فقد لامست أضلاعها البارزة.
وإن توصلت إلى معرفة الثلاثة فقد رأيتها في عريها التام.
وإن لم تتوصل الى شيء، فالجواب في خيوط تلك الرقعة التي تنسجها
بأهذاب عينيها الذابلتين..

منبر القصص والروايات والمسرح
.

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=15672

وحيدة كالقمر
قديم 11-23-2019, 03:01 AM
المشاركة 166
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
كوكبة من الابداع
بقلم الأخت : أماني ابراهيم

ابتسمي في طريقك نحو حياة حقيقيه
كلما واجهت صعابا ....أو تعثرت في أحجار ...
لابد أن تتسع ابتسامتك
فهذا يعني أن الطريق إلى جني زهور الحياة قد اقترب
وثقي أنها تستحق كل ألوان الكفاح ...
ابدئي بيومك الجديد بقوى معنويه متفائله
لا تكون عالما حتى تكون بالعلم عاملا
أماني ابراهيم
منبر بوح المشاعر والركن الهادئ

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=18057

وحيدة كالقمر
قديم 11-23-2019, 03:08 AM
المشاركة 167
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
قصة قصيرة (ذهول صامت)
بقلم الأستاذة : أزهار الأنصاري


وقَـفت مَـعهُ عَـلى شـرفة ارستـقراطية مَـزينة بِاليـاسمين ,حَـدق بِـدقة ، قَـفز قَـلبها عِـندما رأت التَـعابير المَـرسومة في عَـينيه , اذهَـلها الالـحاح البَـادي في صَـوته , اغَـمضت عَـيناها لتِـتَخيل مَـا سَـيؤول اليـه الامـر , النـجوم تَـتلألأ راقـصة خَـلف أجفـانها المُـغمضة , قَـادتها كَـلماته لِـتمشي مُـترنحة , وقَـف عَـلى العَـتبة وقـد أكتَـسى وجـهه بِـقـناع لا يُـفسر , وبِـدون أية كَـلمة ترَكها راقِـصة بِـذهول صَـامت .
الكاتبة ازهار الانصاري

منبر القصص والروايات والمسرح
.

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=17978

وحيدة كالقمر
قديم 11-23-2019, 03:15 AM
المشاركة 168
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
قٌتل لدقائق ..
بقلم الأستاذ : محمد عادل أبو الخير


جلسا هو وهى يحتسيان مشروباً ساخناً أعدته هى فقد جلسا على ملاءة مفروشة على بساط أخضر نبت وسط حديقة ، تحيطهما الأزهار من كل جانب وكأنهما يجلسان فى أحضان جزيرة أرضها خضراء وماؤها الأزهار والأشجار، يشعران معاً وكأن مشاعرهما واحدة إنقسمت قسمين فى جسديهما، يرى فى عينيها الدنيا الخضراء، وفى إبتسامتها مداعبة الدنيا له، فينسى كل شئ ولا يذكر سوى أنها معه، فيرى الدنيا ضاحكة مستبشرة كلما رفعت، إليه وجهها المتبسم وعيناها التى تحمل إليه ألف رسالة حب وإشتياق، يداعبها من أن لأخر متعمداً بكلمات تفرحها وتضحكها فتكشف برهة عن نواجزها فيطير قلبه فرحاً وإشتياقاً إلى إبتسامتها أكثر وأكثر. يشعر أنه لا حاجة له بالدنيا دون حبيبته، يتمنى أن يوقف الزمن الذى لم يكن يشعر به وهو فى أحضان لقائها، يتمنى أن تقف دقات الزمن كى لا يأتى موعد الفراق، وكأنهما إختلسا جزءاً من الزمن معاً، يود أن يضمها إليه فتخترق أضلاعَه إلى قلبه بجسدها كما إخترق حبُها قلبَه، يتمنى أن تذوب الأجساد فتنفذ إلى قلبه بقلبها فيتعانق القلبان معاً. سبح كثيرا فى بحور هذه الأفكار والمشاعر وغيرها الكثير ما تعجز الأقلام والكلمات عن وصفه، ولكنه توقف فجأة حينما توقفت هى عن ضحكتها وتوقفت الطيور عن غنائها، غاب الربيع بعضاً من الوقت، أدلت هى برأسها فى حزنٍ موجع إنفطر له قلبه فيسألها بعينين حائرتين محاولاً إخفاء لهفته، لكن هيهات ، تجيبه بصوت ذبيح “نحن لن نكون دوماً معاً..”. أطلقت تلك السهام وحنت رأسها فى حزن بالغ، وقعت تلك الكلمات على روحه وكأنها سهام نافذه بها سم ناقع إخترقت خاطره فأسكتت لسانه برهة من الوقت. مد يده رافعاً رأسها بأطراف أصابعه التى بردت فجأة لعله يرى بعينيها كذب لسانها ولكن ذهب سعيه سدى . نظر فى عينيها وقال بصوت ذو نبرة عرفتها وأحستها، نبرة ضمت اللوم والألم، قال بصوت يدافع الخروج “كيف أطاعك لسانك أن تنطقى بهذه الكلمات رغم معرفة قلبك بمدى حبى لك، أوتعلمين أنك بذلك تقتليننى؟؟؟؟”

فلم تحتمل نظراته الأليمة وخفضت رأسها مجيبة: "حبى لك أيضا ألم قلبى قبل أن أنطق بها."
هو: " فلمَ نطق لسانك بها؟؟"
هى: "بل واقعنا هو الناطق".
هو: " نغير واقعنا، لا نستسلم له فيغيرنا".
هى: "لن نستطيع."
هو: "تملك منك اليأس؟؟"
هى: "بل الواقع."
هو: "إذا كان الأمر كما ترين فكل ما أرجوه منك ألا تحرمينى من أن أراك، فأنت تعرفين من أنت إلى قلبى."
سمعت تلك الكلمات وكأنها النار تتملك من فؤادها، لملمت أشياءها الصغيرة وأنصرفت مهرولة دون أن تنظر إلى عينيه اللتان إمتلئتا حزناً ، كانت تشعر دوماً بنظراته الأليمة تلاحقها وتستعطفها، نظرات جمعت بين الألم لما وصلا إليه والأمل فى أن تعود إليه.

مرت دقائق وهو يكاد لا يرى سوى دنيا أظلمت، فكيف يرى نور الدنيا وجمالها وهو مسلوب الفؤاد، وكأنها أخذت قلبه وولت.
جلس بلا حراك يراقب حبيبته التى رحلت والتى حملته ذنباً لم يرتكبه ولا إرادة له فى تغييره، فقد كان يحلم أن يغير الدنيا بأسرها من صورتها التى هى عليها إلى صورة ترتضيها حبيبته.

أغمض عينيه برهة وإستعاد أحلاما قد نسجوها معاً، مرت تلك الأحلام أمام عينيه وكأنها فيلماً سينمائياً إنتهى وخرج كل منهما إلى دنياه.

يساءل "نفسه هل نسيت تلك الأحلام التى وضع كل منا لبنة فى صرحها؟؟؟؟؟
يكاد الحزن يخطف روحه ولكن الأمل فى عودتها ما زال يحيى فيه رفات ما قتله الألم، فما أخرجه من ألمه إلا يداً لمست يداه فأعادت إلي قلبه حياته المسلوبه، أحس بتلك الأيدى وعرفها قلبه قبل أن يفتح عينيه، وحين إنتبه وجدها هى صرخ قلبه "نعم هى" …..
نظرت إليه بنظرات معاتبة نفسها، ساخطة على ضعفها الذى كاد أن يودى بحياة حبها.

قالت "معك سنغير الواقع كما نشاء" سمع تلك الكلمات وكأنها سحر سقط على أذنيه، فلم يستطع أن يقول بلسانه شئ، عيناه قالت أشياء لخصتها فى دمعة إنهمرت، وإبتسامة بريشة وألوان الأمل أرتسمت.

ود فى تلك اللحظة أن يطير بها إلى السماء ولكنه سرعان ما تذكر أنهما بلا أجنحة.
رأى فى عينيها صرح أحلامهما مشيد شامخ لا يميل مع عواصف صحراء الدنيا.
وقفا وقد عانقت يده يداها، ينظران معاً صوب الشمس الغاربة ملوحة إليهم …. وداعا لــألام يوم ولى ومرحباً بأمال يوم أت.

محمد عادل أبو الخير
منبر القصص والروايات والمسرح
.

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=16577

وحيدة كالقمر
قديم 11-24-2019, 01:24 AM
المشاركة 169
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
اغواءة فجر
بقلم : غادة الشيباني


رحلت أول نجمة على بحر الظلام
مرفأ الليل ترتفع امواج الهدوء على سواحله
اشاهد من نافذة الصمت قادماً
طرق زجاج الشبابيك ... طيف آخر يدخل عيناي
اعتقدت أني مستيقظة عند السبات الأول من الحلم
حاصرتني الاوهام وانا تحت رداء التأمل
هل جئت من وراء السحاب .؟
إطلالة شمس في آخر الليل .. وقبيل السهاد ؟
اطبق كتابك على أمنيات أوجاعي. واقرأ فهرستي
ستجدني رقماً يشير إليك لصفحة اميناتي
آخر الأنفاس قبل طلوع الشمس ... كان حلمك

منبر بوح المشاعر والركن الهادئ

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=10368

وحيدة كالقمر
قديم 11-24-2019, 01:32 AM
المشاركة 170
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O

ذاكرة منسية
بقلم الأديب السعودي :
الخالد العاطفي


مشروع العظمة والاستعلاء المزيف! اصدر فيه حكم الاعدام
صنعت اكفانه في العتمه , من بقايا الظلام كانت فلسفة
العقل الفارغ , لا تحدق كثيرا بالمعنى !!
فالمعنى صلب. هو الاخر قبل ان اعرف انا شخصيا معناه....
وغدا سيهلك الانا ,, وانت وتبقى الاوراق منسية, اتدري كم هي رائعة!
ذائقة النسيان , حين ابقت لك ذاكرة شقاء برائحة النسيان !!!
اي مأزق . وفراغ سحيق سيكون لهذا الشقاء ’
هناك في الساحة سيحضر الكثير ,
ياله من مشهد مثير ,هل صلب المعنى
ام اعدم الاستعلاء , لست ادري ,
لم احضر القصاص , لم اصنع المشنقه
لم اكن هناك , لكن رائحة النسيان
قادتني هناك للمعنى ولذاكرة منسية

منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=11320

وحيدة كالقمر

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: O كانوا هنا .. O
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كانوا .. وصرنا ناريمان الشريف منبر الحوارات الثقافية العامة 3 11-28-2020 12:05 PM
كانوا هنا ... لطفي العبيدي منبر البوح الهادئ 4 05-19-2014 09:59 PM
كانوا العيـد .. ( ق.ق.ج) ابتسام محمد الحسن منبر القصص والروايات والمسرح . 9 12-07-2010 02:05 PM
ليتهم كانوا هنا صلاح المعاضيدي منبر شعر التفعيلة 12 10-23-2010 11:51 PM
كائن ،، الكون ليس بالضرورة كائنا ..! دنيا العطار منبر القصص والروايات والمسرح . 0 09-25-2010 03:35 PM

الساعة الآن 10:36 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.