المخرج الثاني
ان كنت تظن أنك ستصل الى موقعك بكل يسر وسهوله عن طريق الجي بي اس " برنامج الخرائط " فهذا وهم فالحقيقة هي عكس ذلك، اعلم ان الكثير سيتفاجؤون من كلامي هذا ولكن أي رجل أو امرأة سبق له وان تاه بسبب هذا الجهاز سيؤكد لك أن الأمر ليس بتلك السهولة
أنا متأكد أنز الكثير ممن سيسمعون قصتي الآن لديهم قصة مماثلة تؤكد نظرتي السلبية لهذا البرنامج وسيخبرونك بكل سرور عن قصصهم التي تدينه
فقبل أسبوع من الآن اتصل بي أحد أصدقائي ودعاني لحضور حفلة بمناسبة ترقيته في مزرعة والده والتي تبعد 67 كم وأرسل لي الموقع
في ذلك اليوم المشؤم صعدت سيارتي الساعة الثامنة مساء وأول شيء فعلته هو تحميل "الموقع في "برنامج الخرائط" وقمت بتثبيته وتفعيله وانطلقت فاخذ يغرد بمجرد أن تحركت
عند الدوار خذ المخرج الثاني....
على بعد 300 م اتجه نحو الطريق المنحدره ....
المهم وصلت الطريق السريع وانطلقت بعد 20 دقيقة سمعت "على بعد 500 م اتجه نحو الطريق المنحدرة ستكون وجهتك على اليمين "
خرجت من الخط السريع وسرت في خط معبد لمسافة 2كم وقبل الوصول إلى مفترق طرق
كان الجهاز يتحدث معي ،،خذ المخرج الثاني وجهتك على بعد 7كم
لم أكمل كيلومترا واحدا وإذ بي أرى أن هذا الخط ينتهي عند سفح جبل نظرة لليمين واليسار خرجت من السيارة طفت بنظري تسألت متعجبا ما هذا ؟! لقد تحول هذا الطريق الى سراب وكأن الجبل أبتلعه
عدت لمركبتي وتراجعت وسمعت الجهاز
،،على بعد 4 كم ستكون وجهتك على اليمين،،
اتجهت حسب ما هو مرسوم في الجهاز ارتفع الخط المعبد ثم هبط واذا بي وجها لوجه أمام كثيب رملي انحرفت عنه يسارًا ودخلت طريقًا رمليًّا وعرًا، كانت المركبة تنحرف وترتفع وتهبط، توقفت فُتِحَ باب المركبة فرأيت أن العجلات غائصة في الرمل نزعت ثوبي ورميت عمامتي وأخذت أزيل الرمل من تحت العجلات بيدي وصعدت سيارتي وخرجت سالما
تراجعت فسمعت الجهاز ،، على بعد 2كم وجهتك على اليسار
توقفت وأخذت أحدث نفسي هل أسير خلف هذا الجهاز أم أتصل بصديقي لحظتها شعرت بالخجل ففي هذا الزمن من الصعب أن تقول لا أعرف وكل المعلومات تحت نظرك وبين يديك فلم أجد حل سوى أن اتبع هذا المخبول لعله يصدق معي
وبمجرد أن تحركت سمعت
على بعد 3كم وجهتك على اليسار
أخذت أقود سيارتي بهدوء فوجدت نفسي في طريق طويل متعرج مضاء تحفه الأشجار من الجانبين
انتهى هذا الطريق فجأة بڤيلا تشبه القصر فتوقفت وإذا بي أمام شابين يتطاير الشر من عينهما أسرع أحدهم إلى كبينة سيارته التي تقف أمام الڤيلا والآخر وقف مستعدا
فبادرتهم بالسلام وقلت: أعتقد أنني ضللت طريقي تقدم مني الشاب الذي اتجه إلى كبينة السيارة وأحضر شيئًا في يده بدا لي وكأنه مسدس وقال تدخل منازل الناس وتقول إنك ضللت الطريق،ألم ترى البوابة ؟! هيا اخرج من المركبة
عندها حملت الهاتف في يدي ورفعته في وجهه وأنا أصرخ كالمجنون إن كان هنالك مذنب فهو هذا الجهاز اللعين فهو من قادني إلى هنا
ابتسم الرجل وشعرت أنه تعاطف معي ونظر إلى هاتفي المحمول وقال هيا غادر وافتح عينيك جيدا – أعتقد أن تعاطفه معي هو حصول قصة مماثلة حدثت له، أنا متأكد من ذلك!
وبمجرد أن تحركت نطق الجهاز
على بعد 4 كم وجهتك على اليمين ،،
نظرتُ إليه بحقد وفكرتُ جديا أن أوقف المركبة وأفتح صندوقها وأخرج مفتاح العجل وأحطم هاتفي لأسكت هذا الصوت
المهم عدت لدوامة مرة أخرى وأنا في طريقي إلى المجهول والذي يقودني فيه جهاز ثرثار ومجنون لا يتوقف عن الكلام
(وجهتك على اليمين! وجهتك على اليسار!)
فجأة رأيت شبح رجل واقفا في الظلام يشير بيده فتوقفت – لا أعلم كيف حدث ذلك فلا يمكن لإنسان عاقل أن يفعل ذلك "يقف لإنسان مجهول في مكان مجهول "
على كل حال فتح ذلك الشبح باب المركبة وأغلقه بعنف وإذا أنا وجه لوجه أمام رجل أسمر ذا شارب كثيف مفتول العضلات من الصعب أن تقرا ملامحه
انتفض قلبي وبصعوبة بالغة بلعت ريقي .....
سأتوقف هنا ولن أكمل القصة ولن أخبركم ما حدث لي بسبب برنامج الخرائط أو "الجي بي اس " الملعون!
التعديل الأخير تم بواسطة ياسَمِين الْحُمود ; 07-23-2022 الساعة 08:57 AM
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
07-23-2022, 09:18 AM
