احصائيات

الردود
0

المشاهدات
316
 
الاثري رشيد
من آل منابر ثقافية

الاثري رشيد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
30

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Mar 2019

الاقامة
الجزائر تيارت

رقم العضوية
15780
09-05-2023, 10:28 PM
المشاركة 1
09-05-2023, 10:28 PM
المشاركة 1
افتراضي وقفة مع آية
(أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ ‌مِهَٰدٗا ) : قال الراغب المَهْدُ: ما يُهَيَّأُ للصَّبيِّ.:قال تعالى
كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا [مريم/ 29] والمَهْد والمِهَاد: المكان المُمَهَّد الموطَّأ قال تعالى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْد"
من أعظم منن الله على عبيده هي توطئة الأرض وتمهيدها وفرشها وبسطها لهم ليسهل العيش عليها قال ربنا: (ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ ‌فِرَٰشٗا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ)وهذه المنة بعد الأمر بالعبادة حيث مهد لهم أسباب العيش وأولها المكان فيسر العيش فيه وسهله وبسطه ومده طولا وعرضا قال ربنا (وَٱلۡأَرۡضَ ‌مَدَدۡنَٰهَا وَأَلۡقَيۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ وَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوۡجِۭ بَهِيجٖ) وفي بسط الأرض وجعلها موطوءة بديع خلق الله، فلو كانت الأرض محل زلازل لما استطعنا الاستقرار فيها ولا العيش فوقها، بل والأعظم من ذلك أن تنبت الكلأ والأكل والنبات مختلف ألوانه وطعمه، فسبحان المبدع،
وفي شبه الله الأرض بالمهد للطفل الذي يسكن فيه الطفل لينام ويرتاح، فكذلك الأرض جعلها ممهّدة ليست بالصلبة التي لا يستطيع الخلق حرثها، ولا المشي عليها إلا بصعوبة، وليست بالليّنة الرخوة التي لا ينتفعون بها، ولا يستقرّون فيها، ولكنها ممهّدة لهم على حسب مصالحهم وعلى حسب ما ينتفعون به فكثير منا لا يتفكر في هذه الآية العظيمة الباهرة مع أن الله احتج في القران بها كثيرا، بل قد لبس الشيطان على أغلب الناس فهذب من التدبر والتأمل، إلى الجدال في كروية الأرض وتسطحها، وهذا والله من تلبيس الشيطان على من لا عقل له ، لأن الله ما أمرنا أن نبحث عن هذه بقدر ما أمرنا بالتفكر في هذه الآية العظيمة التي نسيناها وغفلنا عنها.
وأنظر رعاك الله إلى الربط القرآني بين جعل الأرض ممهدة مفروشة ومبسوطة إلى جعلها سترا لنا يوم موتنا قال ربنا حاكيا قصة ابني ادم : (فَطَوَّعَتۡ لَهُۥ نَفۡسُهُۥ قَتۡلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُۥ فَأَصۡبَحَ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٣٠ فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَابٗا يَبۡحَثُ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُرِيَهُۥ كَيۡفَ يُوَٰرِي سَوۡءَةَ أَخِيهِۚ قَالَ يَٰوَيۡلَتَىٰٓ أَعَجَزۡتُ أَنۡ أَكُونَ ‌مِثۡلَ ‌هَٰذَا ٱلۡغُرَابِ فَأُوَٰرِيَ سَوۡءَةَ أَخِيۖ فَأَصۡبَحَ مِنَ ٱلنَّٰدِمِينَ) فسبحان الله كيف هدى ربنا الحيوان إلى ستر نتن الجثة الميتة وكيف اهتدى لها الإنسان الذي كان حائرا لا يدري ما يفعل حتى يواري جيفة أخيه التي حملها على أقل تقدير ثلاثة أيام.
نعم : إننا من التراب وإلى التراب ﵟمِنۡهَا ‌خَلَقۡنَٰكُمۡ وَفِيهَا نُعِيدُكُمۡ وَمِنۡهَا نُخۡرِجُكُمۡ تَارَةً أُخۡرَىٰﵞ فقد خلقنا منه وأنزلنا إليه امتحانا وابتلاء وإليها نعود فيعود ما لها إليها والروح تنتقل إلى البرزخ وهو الحياة الثانية فلم تتكبر عن عبادة ربك وطاعته؟
ولم التجبر في الأرض والعدوان ؟ فنسألك ربنا صلاح الحال والمآل .
(وَٱلۡجِبَالَ أَوۡتَادٗا)
من أعظم الآيات الدالة على قدرة الباري سبحانه هي خلق جبال لتثبيت الأرض ألا تميد (وَأَلۡقَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ رَوَٰسِيَ أَن ‌تَمِيدَ بِكُمۡ ) (خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيۡرِ عَمَدٖ تَرَوۡنَهَاۖ وَأَلۡقَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ رَوَٰسِيَ أَن ‌تَمِيدَ بِكُمۡ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٖۚ وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوۡجٖ كَرِيمٍ) قال الواحدي في البسيط :" {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ} يريد جبالًا ثابتة، {أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} يعني لئلا تميد على قول الكوفيين، وكراهة أن تميد على قول البصريين، وذكرنا هذا عند قوله: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} [النساء: 176]، والميد: الحركة والاضطراب يمينًا وشمالاً، ماد يميد ميدًا (1)، قال ابن عباس: يريد أُوَتّدُها بالجبال لئلا تميد بأهلها" وهي آية عظيمة وخلق جليل من عوالم الرب سبحانه لدلالتها عليه، لتسخيره سبحانه لها لحماية العباد والدواب من ميد الأرض بهم، والميد الحركة والاضطراب قال ابن فارس"‌‌(‌مَيَدَ) الْمِيمُ وَالْيَاءُ وَالدَّالُ أَصْلَانِ صَحِيحَانِ: أَحَدُهُمَا يَدُلُّ عَلَى حَرَكَةٍ فِي شَيْءٍ" في أوتاد مغروسة في الأرض تمنع اضطرابها بالناس، كما دلت من جهة الخلقة على وحدانية الباري بالعبودية، وذلك في اختلاف ألوانها، وفي نفس الجبل، فتجد الأبيض والأسود والأحمر قال ربنا : (أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ ثَمَرَٰتٖ مُّخۡتَلِفًا أَلۡوَٰنُهَاۚ وَمِنَ ٱلۡجِبَالِ جُدَدُۢ بِيضٞ وَحُمۡرٞ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهَا ‌وَغَرَابِيبُ ‌سُودٞ) قال السعدي معلقا على الآية:" يذكر تعالى خلقه للأشياء المتضادات، التي أصلها واحد، ومادتها واحدة، وفيها من التفاوت والفرق ما هو مشاهد معروف، ليدل العباد على كمال قدرته وبديع حكمته...
ومن ذلك: الجبال التي جعلها الله أوتادا للأرض، تجدها جبالا مشتبكة، بل جبلا واحدا، وفيها ألوان متعددة، فيها جدد بيض، أي: طرائق بيض، وفيها طرائق صفر وحمر، وفيها غرابيب سود، أي: شديدة السواد جدا" ، فأي آية أعظم من أن ترى في الجبل الواحد اختلاف الألوان،لأن الاختلاف في درجات اللون في نفس الجبل الواحد، وفي الجبال ككل، والأعظم من ذلك اختلاف ألوان هذه مع ألوان البشر والثمار، فتدبر ذلك بقلبك وتفكر ذلك بعقل ليظهر عظيم قدرة الله القهار.



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: وقفة مع آية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وقفة صمت الدكتور سمير المليجى منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 0 03-23-2017 12:28 AM
وقفة أحمد فضول منبر شعر التفعيلة 1 11-22-2015 11:42 AM
وقفة السحر موسى غلفان واصلي منبر الشعر العمودي 1 02-21-2013 05:30 PM
||~ وقفة وفاء ~ أمل محمد المقهى 18 11-11-2011 02:25 PM
وقفة تأمل احمد الرافديني منبر قصيدة النثر 9 08-25-2011 12:46 PM

الساعة الآن 07:52 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.