قديم 06-05-2012, 10:29 PM
المشاركة 841
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
لطيفة الزيات

٢٣ حزيران (يونيو) ٢٠٠٥
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لطيفة الزيات‏:‏ المناضلة
ولدت لطيفة الزيات في الثامن من آب ـ إغسطس سنة‏1923,‏ وحصلت على درجة الليسانس في الآداب قسم اللغة الانجليزية بجامعة القاهرة سنة‏1946‏ ثم الدكتوراه من الجامعة نفسها سنة‏1957
‏ تدرجت في الوظائف الجامعية ونالت الاستاذية سنة‏1972,‏ ثم تولت رئاسة قسم اللغة الانجليزية وآدابها بكلية البنات جامعة عين شمس لفترة طويلة‏,‏ كما رأست قسم النقد والأدب المسرحي بمعهد الفنون المسرحية‏.‏ وأصبحت مديرة أكاديمية الفنون في السبعينيات‏..‏
شاركت لطيفة الزيات في ثورة الطلبة والعمال‏,‏ وانتخبت‏,‏ وهي مازالت طالبة‏,‏ سكرتيرا عاما للجنة الوطنية للطلبة والعمال سنة‏1946,‏ وهي اللجنة التي قادت كفاح الشعب المصري ضد الاحتلال البريطاني ولعبت لطيفة الزيات دورا مهما في الحياة الثقافية والسياسية المصرية‏.‏
رأست لجنة الدفاع عن الثقافة القومية التي ساهمت في تأسيسها عام‏1979,‏ كانت عضوا في مجلس السلام العالمي‏,‏ وأول مجلس لاتحاد الكتاب المصريين‏,‏ ولجنة التفرغ و القصة بالمجلس الاعلى للفنون‏.‏ تولت تحرير الملحق الأدبي لمجلة الطليعة الصادرة عن الاهرام‏ .
‏ حصلت على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة‏1996,‏ من مؤلفاتها نجيب محفوظ ـ الصورة والمثال‏1989,‏ من صور المرأة في الروايات والقصص العربية‏,‏ أضواء‏(‏ مقالات نقدية‏,‏ كما أن لها أعمالا ادبية مهمة هي الباب المفتوح ـ‏1960)‏ الشيخوخة وقصص أخري‏1986,‏ الرجل الذي عرف تهمته‏1995,‏ حملة تفتيش‏:‏ أوراق شخصية‏1992,‏ بيع وشرا ـ‏1994),‏ وصاحب البيت‏1994.
توفيت لطيفة الزيات في الحادي عشر من أيلول ـ سبتمبر 1996.

قديم 06-05-2012, 10:32 PM
المشاركة 842
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مقلات حول كتابات لطيفة الزيات :

http://www.latifaalzayyat.net/latifa_work_criticism

قديم 06-05-2012, 10:33 PM
المشاركة 843
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
  • سيرة حياة

    ولدت لطيفة الزيات في 8/8/1923 في مدينة دمياط الساحلية وتلقت تعليمها في المدارس المصرية ثم التحقت بجامعة القاهرة حيث حصلت على درجة الليسانس في اللغة الإنجليزية وآدابها في 1946، وعلى درجة الدكتوراة في 1957.
    العمل الأكاديمي
    • درّست في كلية البنات جامعة عين شمس منذ 1952 إلى أن وصلت الى درجة أستاذ في النقد الانجليزي سنة 1972، وشغلت رئاسة قسم اللغة الانجليزية وآدابها بالكلية نفسها لدورات متعددة. وظلت تمارس مهامها في التدريس والإشراف العلمي بالكلية حتى 1996، عام مرضها ورحيلها.
    • وكانت عضواً في اللجنة الدائمة لفحص الأعمال العلمية للترقية الى درجة أستاذ في اللغة الانجليزية وآدابها. والى جانب عملها في كلية البنات بجامعة عين شمس شغلت المناصب الأكاديمية التالية:
      • رئيس قسم النقد والأدب المسرحي بمعهد الفنون المسرحية.
      • مدير أكاديمية الفنون.
    العمل الثقافي والسياسي
    • شاركت لطيفة الزيات مشاركة بارزة في الحركة الطلابية في الأربعينيات وانتخبت وهي طالبة سكرتيرا عاما للجنة الوطنية للطلبة والعمال سنة 1946، وهي اللجنة التي قادت في تلك الفترة كفاح الشعب المصري ضد الاحتلال البريطاني.
    • رأست لجنة الدفاع عن الثقافة القومية التي ساهمت في انشائها (1979- 1996)، وهي لجنة نأسست في أعقاب المعاهدة المصرية الإسرائلية وعملت على مواجهة التطبيع مع إسرائيل وكافة أشكال التغلغل الثقافي والهيمنة الامبريالية.
    • عضو مجلس السلام العالمي.
    • عضو منتخب في أول مجلس لاتحاد الكتّاب المصريين.
    • عضو في لجنة التفرغ ولجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة، وسبق لها في الستينيات الاشتراك في لجنة القصة وعضوية لجان جوائز الدولة التشجيعية في مجالي القصة القصيرة والرواية.
    • تابعت الانتاج الأدبي في مصر بالنقد من خلال البرنامج الثاني في الاذاعة في الفترة مابين سنة 1960 وسنة 1972.
    • أشرفت على اصدار وتحرير الملحق الأدبي لمجلة "الطليعة" الصادرة عن مؤسسة الأهرام، وكان هذا الملحق من أول المنابر التي نشرت تقييما وتحليلا لإنتاج الأدباء الشباب في الستينيات ثم في السبعينات.
    • أبدت اهتماما حميما بشؤون المرأة وارتباط قضية المرأة ارتباطا جذريا بقضية المجتمع. وحررت بابا أسبوعيا في شؤون المرأة في مجلة حواء في الفترة من سنة 1965 الى سنة 1968. وفي اطار الاهتمام بشؤون الأسرة والطفل شغلت لفترة منصب مدير ثقافة الطفل في الثقافة الجماهيرية.
    • اعتقلت ضمن الحملة ضد المفكرين والكتّاب في سبتمبر 1981.
    • عضو شرف في الاتحاد العام للكتّاب والصحافيين الفلسطينيين.
    • حصلت على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1996.
    • توفيت في 11/9/1996.

    الموقع الالكتروني :
http://www.latifaalzayyat.net/biographyar

قديم 06-05-2012, 10:39 PM
المشاركة 844
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
لطيفة الزيات


لطيفة الزيات
1923- 1996 م
لطيفة الزيات هي مناضلة سياسية تقدمية، وكاتبة مبدعة، وناقدة متميزة، ولدت في دمياط عام 1923، وتوفيت في سبتمبر 1996، عن عمر يناهز 73 عاما، نالت شهادة الليسانس في الأدب الإنجليزي من جامعة القاهرة 1946، ثم الدكتوراة عام 1957، عملت كأستاذة للآدب الإنجليزي والنقد في كلية البنات جامعة عين شمس، ورأست لجنة الدفاع عن الثقافة القومية عام 1978، كذلك رأست جمعية الكاتبات المصريات خلفا للأستاذة أمينة السعيد.
من أشهر أعمالها: رواية الباب المفتوح عام 1960، والتي تحولت إلى فيلم سينمائي يحمل الاسم نفسه، قامت ببطولته: فاتن حمامة وصالح سليم وحسن يوسف وأخرجه هنري بركات، ومن إنتاجها الأدبي المتميز كتاب حملة تفتيش، أوراق شخصية، سيرة ذاتية صدر عام 1992، وصاحب البيت رواية عام 1994، والرجل الذي عرف تهمته كذلك صورة المرأة في القصص والروايات العربية، دراسة نقدية 1989.
وكان للطيفة الزيات مواقف نضالية لا حصر لها، فقد كانت تحرك الطلبة المصريين ضد الاحتلال البريطاني وحكم الملك فاروق 1946، ودخلت الأديبة الكبيرة السجن مرتين: مرة وهي عروس في السادسة والعشرين من عمرها، والمرة الثانية وهي في الثامنة والخمسين من عمرها عام 1981، إثر حملة الاعتقالات التي ضمت الكتاب والصحفيين المعارضين لحكم السادات، فلقد قامت الدكتورة لطيفة الزيات عام 1979، بعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل بتأسيس اللجنة الوطنية للدفاع عن الثقافة القومية التي شكلت جبهة رئيسية في مواجهة التطبيع مع إسرائيل، ويوم الإفراج عن السجينات السياسيات، أسرع مدير السجن إلي الدكتورة لطيفة الزيات يقبل يدها وجبهتها وهو يقول: إذا كانت هناك إمرأة عربية تستحق أن تقبل يدها وجبهتها في هذا الوطن فهي الدكتورة لطيفة الزيات، ونتمني ألا تنزلي ضيفة علينا مرة أخرى، فقاطعته قائلة: لو امتد بي العمر عشرين عاما أخرى وحدث ما يستحق أن أتصدى له لن أتردد لحظة، وحينئذ قد تجدني ضيفة عليكم مرة أخرى.
حصلت الدكتورة لطيفة الزيات علي جائزة الدولة التقديرية العام 1996، قبل وفاتها بأشهر قليلة.

قديم 06-05-2012, 10:41 PM
المشاركة 845
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
بدايات "السير ذاتية" النسوية العربية

لطيفة الزّيات: حين تكشف الساترة سترها
السبت 9 نيسان (أبريل) 2011
بقلم: كمال الشيحاوي


ليس التمرّد بالأمر الهيّن خصوصا إذا بدر عن امرأة في مجتمع عربي/إسلامي ما يزال نسق المحافظة يضغط عليه من كلّ جانب وهو بمثابة العصيان في أربعينات القرن الماضي حين كان الرّجل يحتكر كلّ شيء بما في ذلك قضية تحرير المرأة. مع ذلك تمكّنت بعض النساء من كسر هذه القاعدة، وكنّ رائدات حقّا بكلّ ما تتطلبه الرّيادة من مثابرة وإصرار وتحدّ، وبكل ما تركته فيهنّ من أفراح وآلام على الصعيدين الشخصي والعام. نساء انجذبن إلى أفكار جديدة، مناقضة جوهريا لبنية التفكير المهيمنة اجتماعيا، ناضلن من أجل تحويل هذه الأفكار إلى قيم وسلوكيات اجتماعية. دخلن السجن بسببها أحيانا، ودفعن ثمنا غاليا لأجل تحقيق ذلك. بين هؤلاء النسوة قلّة قليلة أضفن جرعة مميّزة من الجرأة حين بادرن إلى كتابة سيرهن الذّاتية وهو ما يعتبر ثورة بمقاييس ذلك الزمان. نذكر من أشهرهنّ "فدوى طوقان"، "نوال السعداوي" و"لطيفة الزّيات"…

يلاحظ الدّارس أن فنّ السيرة الذاتية ما يزال حتّى الآن فنّا محفوفا بالمخاطر بالنسبة للكتاب العرب. يتطلّب النجاح فيه قدرا كبيرا من الموهبة و الجرأة الصادقة التي قد تهدّد حياة صاحبها إن مسّت سيرته عددا من "الطابوهات" العائلية، الأخلاقية والسياسية. يحدث ذلك مع الرّجل في مجتمع "ذكوري" فما بالك إذا كان صاحب السيرة، امرأة، تمّت تربيتها لتكون سترا لعائلتها وساترة لزوجها. بسبب هذه الوضعية اضطرّت الكاتبات العربيات اللّواتي كان لهنّ شرف الرّيادة في هذا الفنّ ومن بينهنّ "لطيفة الزّيات"(1) إلى أساليب أكثر مراوغةً وتعتيماً على "الميثاق السير الذاتي" كما حدّده "فيليب لوجون". وهو ما ميّز سيرهنّ بخصائص مختلفة وطريفة كما سيتبيّن من دراستنا لكتاب "حملة تفتيش، أوراق شخصية"(2).

ينقسم الكتاب إلى جزأين، الأول بداية سيرة ذاتية لم تكتمل تتناول سنوات تشكل الوعي، ثم مرحلة منتصف العمر. والثاني يتكون من أوراق كتبتها الزيات وهي في سجن النساء عام 1981. تدور حول تجربة السجن بمنظور جديد تبلور في ضوء تجارب حياتها المختلفة. يستجيب الكتاب للمقاييس الأساسية التي وضعها أغلب المنظّرين لجنس السيرة الذاتية، ويربكها في نفس الوقت. فهو نصّ ينتمي إلى السيرة الذاتية، لكنه دائم الانفلات من تلك الصيغة التقليدية بكتابة السيرة. فالكاتبة لا تروي سيرتها الذاتية بالشكل التقليدي الذي يعتمد على سرد الأحداث، كبيرها وصغيرها، وفقا لترتيب وقوعها. إنّها تحكي عن فترات من حياتها دون أن تخضع للمسار التقليدي من الماضي إلى الحاضر أو من فترة لأخرى. فتتداخل مراحل العمر في «الأوراق» على شكل شذرات تصوّر الأنا في مواقع وأدوار مختلفة، لأن الهمّ الأوّل هو رصد تحوّلات الأنا وهي في سبيلها للتحقق. لينتهي السرد وقد انتظمت الأوراق بالفعل. ويمكن القول بداية أن هذا الاختيار كان بمثابة المعادل الفنّي لرؤية الكاتبة لسيرتها وشخصيتها. فهي لا تعرض سيرتها الذّاتية بعد أن تمكّنت من معرفتها بشكل نهائي، بل تدفع القارئ لمشاركتها (عبر التأويل) رحلة بحثها عن ذاتها.

المتأمّل في عناوين أعمال "لطيفة الزيات" مثل "الباب المفتوح" روايتها الأولى الصادرة سنة 1960 و"صاحب البيت" وهي رواية أخرى أشار لها الناقد "صبري حافظ" في معرض ذكره لأعمال الكاتبة، يلحظ دون شكّ أن البيت والعناصر المرتبطة به ، تشكّل هاجسا مركزيا في تجربة لطيفة الزيات الأدبية. وهذا ليس مستغربا في مسار مناضلة وكاتبة سعت طوال حياتها إلى تحرير المرأة ممّا مارسه البيت التقليدي على المرأة من تدجين واستلاب وكبت بفعل ثقافة "ذكورية" متسلّطة حوّلت البيت إلى سجن. " كان البيت القديم قدري وميراثي، كان بيت سيدي بشر صنعي واختياري وربّما لأن الاثنين شكّلا جزءا من كياني وربما لأنّي انتميت إلى الاثنين بنفس المقدار ولم أتوصّل إلى ترجيح أحدهما على الآخر، ترجيحا نهائيا اختل سير حياتي"
اختارت لطيفة زيات تذكر البيت "بيت الطفولة" على امتداد أكثر من خمسين صفحة من الكتاب (حوالي ثلث مساحته الورقية) وهي تودّع أخاها الذي صار رمز الدّيمومة و الصّلابة والثّبات في لحظة مهدّدة فيها بالرحيل/ الموت. بيت الطفولة هو مكان الألفة ومركز تكييف الخيال، وعندما نبتعد عنه نظلّ نستعيد ذكره، ونسقط على الكثير من مظاهر الحياة المادّية ذلك الإحساس بالحماية والأمن اللّذين كان يوفرهما لنا" هكذا يقول "غاستون باشلار"(3).
تقول الكاتبة في هذا السياق: "وما زالت صور بيتنا القديم محفورة في ذاكرتي، ورائحة قدمه العطنة تملأ كياني رغم انقضاء فترة طويلة على إزالته". هنا نلاحظ كيف تقترن القدامة بالقداسة في تعبيرها عن الارتواء برائحة البيت العطنة، فكأنّنا أمام طقس ديني وهو أمر يؤكّده "مرسيا إلياد"(4) حين يقول " ثمّة أمكنة تبقى متميّزة، تبقى مختلفة عن سواها اختلافا كيفيا: موطن الولادة، منبت الحبّ الأوّل أو الشارع أو المدينة الأجنبية الأولى التي يزورها المرء في صباه. إن هذه الأمكنة تحتفظ حتّى لدى الإنسان غير المتديّن بصفة استثنائية، صفة وحيدة، إنّها هي الأمكنة المقدّسة لعالمه الخاص، كما لو أن هذا الكائن اللاّ متديّن كان قد تمتع بوحي صادر عن واقع مغاير للواقع الذي يسهم فيه بتجربته اليومية". ويمتد التذكّر في الكتاب إلى استعادة أريج البيت وتاريخ العائلة الأرستقراطي، ووصف أجزاء البيت من أجنحة وغرف وحدائق ومقاعد وأرائك. وتعكس دقة الوصف بلا شكّ رغبة في إعادة بناء البيت بواسطة الحكاية.

لئن أكّدت الإشارات السابقة أنّنا في بيت أرستقراطي لإحدى العائلات المصرية الغنية، فإن أجواء طفولة الوالد التي ترويها الكاتبة كانت تعلّة للدّلالة على البنية التقليدية "البطريكية" التي تحكم البيت، وتحتفي بالذكورة. تقول "والأب لا يردع والرّجال لا يستحون يشاكسون الولد إن كفّ عن مشاكستهم، يتعجّلون فيه الذّكر". أمّا الإشارات التي تتصل بالمرأة فتؤكّد أن أهل البيت من النساء شبه محجوبات عن الضيوف والرّجال وكلّ ما يحدث من صخب وسهر وغير ذلك، وهنّ برعاية الولد الذكر يمضين كلّ وقتهن، أمّا البقية فنساء من الجواري الحبشيات والشغّالات فيهنّ من الحريم ومن الفاجرات، وبعضهنّ من الصبايا يأتين من آخر البلد" تذكر الكاتبة ذلك للدّلالة على أن هندسة البيت لم تكن سوى تعبير عن الثقافة الرّجالية المتحكّمة فيه. فثلث البيت كان لنسائه أمّا ثلثاه فللرّجال ولضيوفهم من الرّجال والنساء ولسهراتهم ومتعهم. ولم تكن حكاية الثعبان التي روتها في ثنايا السيرة، سوى للدّلالة على منع المرأة من مجاوزة غرفتها أو المساحة المخصّصة لها. تقول "ولا أعتقد أن أهلي قد بذلوا أية محاولة جادّة للتخلّص من الثعبان، وعلى كلّ فقد ولدت والثعبان ينفرد دون أدنى إزعاج بالسلم الخشبي المؤدّي إلى السطح وإني في أمان طالما لم أحاول صعود السلم واعتلاء السطح فالثعبان لا يخرج عن دائرة السلم ولا يزعج إلاّ من يزعجه ويطؤها". وفي السياق الرمزي الذي يحيط بالبيت وعناصره فإن الثعبان يتخذ بلا شك دلالة رمزية فهو علامة المنع من ارتكاب خطيئة تجاوز الحدّ المسموح ، ولكنّه يحمل أيضا كما جاء في القصص والأساطير رمزية الإغراء، إذ تقول الكاتبة في نفس الصفحة "وكان الأمر في طفولتي أمرا مثيرا للضيق، فقد تحتّم عليّ خوفا من الثعبان أن أتسلّل إلى السطح كلّ مرّة من نافذة جدّتي…وتطلّب هذا بالطبع أن أناور وأحاول لأتسلّل إلى السطح الذي أحببته في طفولتي أكثر ممّا أحببت الحديقة".

لقد اقترن البيت في ذاكرة الكاتبة بالأمان وكان رمزا للثّبات والحماية ودالا على نظام قيم وعادات رجالية، تستعجل الذّكورة وتسعد بها ولا تنظر إلى المرأة إلا في دائرة ما توفّره من خدمة عائلية، أو إمتاعية بحسب مراتبها الاجتماعية ولكنها حدست بما يمارسه عليها من تدجين، فكان السطح وهو رمزيا فضاء التلاقي بين المحدود والمطلق فضاء يملؤها شعورا بالحرية والانطلاق"ولكن الغريب أني حين أفكر في البيت بمعنى البيت، تندرج كلّ هذه المساكن في ذهني كمجرّد منازل، وتتبقى حقيقة أن لا بيت لي وحقيقة أنّه لم يكن لي في حياتي سوى بيتين، البيت القديم، والبيت الذي شمّعه رجال البوليس في صحراء سيدي بشر في مارس "1949.

لقد أظهرت "لطيفة الزّيات" أنّ خروجها عن النموذج النسوي التقليدي الذي يريدها البيت القديم أن تكون عليه مثل أمّها وجدّتها، كان ضروريا لتحقّق تميّزها وفرادتها كشخصية جديدة. ومع ذلك لا تخجل من التصريح بأنّها تلجأ إلى غرفتها في البيت القديم كلّما شعرت باضطراب ما من ذلك لجوءها إلى البيت القديم في هزيمة 67 "فقدت الكلمات معانيها إذاك وأنا أنسحب في ظلمة الغارة إلى الدور الأعلى حيث أسكن، ألجأ كالحيوان الجريح إلى جحري أكفّن نفسي بالغطاء على السرير" . في سياق آخر من سيرتها تقول "لم أكن أتلهف للعودة إلى البيت القديم إلا مرّات قليلة وأنا مثقلة بجراح، وأنا راغبة في التقوقع والانكماش أو الدخول في شرنقتي الصيفية كما عوّدت نفسي أن أسمي البيت القديم" . ويؤكّد غاستون باشلار هذا المعنى بالقول "إن ردود الفعل الإنسانية تجاه العش والقوقعة مثلا لها صلة ببيت الطفولة(….) وفي مؤلفه يتحدث عما يسمّيه بتعليق القراءة، أي أنّنا كقراء حين نقرأ مثلا وصفا لحجرة أو بيت نتوقف عن القراءة لنتذكر بيتنا وحجرتنا أي أن قراءة المكان في الأدب تجعلنا نعاود تذكر الطفولة".

إن تردّد الكاتبة في علاقتها بالبيت، يترجم عن تردّد أعمق بين نزوعها للقوة، لامتلاك شخصية قوية ملتزمة بقضية كبيرة، تذوب فيها ذاتها الفردية وأنوثتها وميلها في نفس الوقت إلى الضعف والرّقة والهشاشة، واكتشافها حاجتها كامرأة للاطمئنان والسعادة.

لم تتمرّد لطيفة زيات إذن على البيت في المطلق وإنما على الحياة التي تدجّن المرأة في البيت. وحلمها بالبيت القديم هو عزاء وتعويض نفسي عن المرارة التي أحسّت بها ذاتيا من خلال فشلها الزوجي، حيث طلّقت مرّتين وعزاء موضوعيا حيث عانت المعتقل وهي في الستين من عمرها. وتعبّر الكاتبة عن خيبتها من السياسيين الذي وعدوا بتحرير المرأة وتصف بنبرة متصوّفة الدّرجة التي بلغتها من الوعي بتحرّرها حين تقول وهي في سيارة الشرّطة لتودع السجن خلال الحملة التي أمر بها السادات ، " أجلس مرتخية في هدأة اللّيل في مقدّمة عربة شرطة والضابط يبحث عن السجن ليودعني وما من أحد عاد يملك أن يسجنني وحريتي تلوح لي في آخر الطريق كاملة غير منقوصة تنتظر مني أن أمدّ يدي لأحتويها ودموعي التي لا تنفرط وحريتي تلوح في آخر الطريق" . هكذا صار الوطن شبيها بها وبات تحرّرها من تحرّره مع أنه تحوّل إلى آلة قمع، فصار سجنا وزنزانة لمن حلموا بتحريره. وفي السياق المتصل بتردّد تيمة "البيت"يلاحظ الباحث العراقي "حاتم الصكر" في دراسة منشورة على موقعه، تناول فيها عددا من السير الذاتية النسوية العربية، أنّ هناك مفردات مشتركة في السير والشهادات والرسائل التي كتبتها النساء العربيات تتركز حول البيت (المنزل) كمكان، والطفولة، (كزمان) وهما يشكلان أساس الوعي بالذات، والانتباه إلى القمع والمنع والحجز أو الفصل الجنسي ويؤكّد أنّه غالباً ما شكّلت الأسرة (الأم-الأب-الزوج-الأخ..) رمزاً تظهر من خلالها تلك الأساليب القهرية التي لا يتوقف ضررها عند فرض خطاب الرجل (الذّكر) فحسب، بل في تسلّل مفردات هذا الخطاب إلى اللّغة ذاتها، ولغة المرأة الكاتبة في أحيان كثيرة. لقد كان على النساء (كاتبات وقارئات) أن يسبحن ضد التيار دائما"ً.

لقد عكس كتاب "أوراق شخصية" ملامح أخرى بارزة مما يسمّى عادة بالأدب النسوي، فهو ببنائه الدّائري واختياره لرمزية البيت علامة على ذلك محاولة لتجاوز الضياع والتيه الذي عاشته المرأة في مغامرة نضالها من أجل التحرّر. وهو في تداخل نصوصه وتمزّقه أحيانا وغياب الاستمرارية السببية والمنطقية صورة من حياة المرأة المناضلة في مجتمع مغلق ومحافظ. وهو بتحويله للبيت مركزا للعالم، ومكوّنا أساسيا للهوية والكيان وبربطه بكلّ المحمول الرمزي الأنثوي (الماء، الرحم، البئر، المطلق، الموت) يعبّر عن خصائص مميزة للسيرة النسوية دون شكّ.
الهوامش:

1 "لطيفة الزّيات"هي مناضلة سياسية تقدمية، وكاتبة وناقدة وأستاذة جامعية ولدت في دمياط عام 1923، وتوفيت في سبتمبر 1996، عن عمر يناهز 73 عاما، رأست جمعية الكاتبات المصريات خلفا للأستاذة أمينة السعيد، من أشهر أعمالها رواية "الباب المفتوح" عام 1960، والتي تحولت إلي فيلم سينمائي يحمل الاسم نفسه، أخرجه هنري بركات. ومن إنتاجها الأدبي المتميز كتاب "حملة تفتيش، أوراق شخصية"، وهو سيرة ذاتية صدر عام 1992، و"صاحب البيت" رواية عام 1994، و"الرجل الذي عرف تهمته"، كذلك"صورة المرأة في القصص والروايات العربية"، دراسة نقدية 1989 .كان لهذه السيّدة مواقف نضالية لا حصر لها، فقد كانت تحرك الطلبة المصريين ضد الاحتلال البريطاني وحكم الملك فاروق 1946، ودخلت الأديبة الكبيرة السجن مرتين: مرة وهي عروس في السادسة والعشرين من عمرها، والمرة الثانية وهي في الثامنة والخمسين من عمرها عام 1981، إثر حملة الاعتقالات التي ضمت الكتاب والصحفيين المعارضين لحكم السادات. حصلت الدكتورة لطيفة الزيات علي جائزة الدولة التقديرية العام 1996، قبل وفاتها بأشهر قليلة. تشير المصادر إلى أنّها تعلقت بالماركسية وهي طالبة بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول وعلى حدّ قولها: "كان تعلقي بالماركسية إنفعاليا عاطفيا" ، أي أنها إعتنقت الماركسية وجدانيا ومع هذا كان أول مشروع زواج لها مع "عبد الحميد عبد الغني" الذي اشتهر باسم "عبد الحميد الكاتب" ولم يكن ماركسيا تحت أي ظرف من الظروف ، بل كان يمضي جزءا كبيرا من نهاره وليله في أحد المساجد ثم دخلت تجربة ثانية أكثر ملائمة لفكرها وطبيعتها ، فارتبطت بالزواج بأحمد شكري سالم .. الدكتور في العلوم فيما بعد ، وهو أول شيوعي يحكم عليه بالسجن سبع سنوات ، وتم اعتقال أحمد ولطيفة عام 1949 تحت ذمة القضية الشيوعية. وانفصلا بالطلاق بعد الحكم علي "شكري" وخروجها من القضية ،. وتأتي قمة التناقض بين اليسار واليمين بزواجها من "الدكتور رشاد رشدي" يميني المنشأ والفكر والسلوك. ولم تتردّد الدكتورة الزيات أن تقول لمعارضي هذا الزواج: "إنه أول رجل يوقظ الأنثى في" ، وعندما اشتدوا عليها باللّوم قالت: "الجنس أسقط الإمبراطورية الرومانية". والتجارب الثلاث جزء مهم من تاريخ الزيات" وحياتها وشخصيتها. زواجها من "الدكتور رشاد رشدي" الكاتب المسرحي والأستاذ الجامعي والذي أصبح مستشارا ثقافيا للرئيس أنور السادات .. أصابها بالتمزق بين أنوثتها التي فجرها "الدكتور رشاد" ، وبين حرصها على أن تبقى ماركسية حتى ولو كانت (ماركسية مسخسة) حسب وصف "الدكتـور لويس عـوض" لها في كتابه (دليل الرجل الذكي ).
والمؤكد أن هذا الزواج جر عليها النقد الحاد القاسي من رفاقها القدامى الذين كان يؤلمهم زواج اليسار باليمين. ولقد حرصت هي على أن تحتفظ بصورتها الماركسية ولو للذكرى والتاريخ .. وبصراحتها المعروفة عنها قالت بعد طلاقها من الدكتور رشاد: ها أنا أبرأ .. أو على وشك أن أبرأ .. أخاف أن ترتد كينونتي الوليدة إلى الرحم. هل كان هو مشروع عمري الذي انقضى أم السعادة الفردية هي المشروع؟! كانت السعادة الفردية هي مشروعي الذي حفيت لتحقيقه. وجننت عندما لم يتحقق. أنا صنيعة المطلقات. وأسيرة سنوات أدور في المدار الخطأ. لا أملك القدرة على فعل أتجاوز به المدار الخطأ لسنوات تسلمني فيها إلى الشلل الهوة الرهيبة بين ما أعتقد وبين الواقع المعاش. بين الحلم والحقيقة أخاف أن ترتد كينونتي الوليدة – إلى الرحم.

2 لطيفة الزيات، "حملة تفتيش، أوراق شخصية"، دار الهلال، القاهرة، أكتوبر1992.
3 غاستون باشلار، "جماليات المكان"، ترجمة غالب هلسا، المؤسسة الجامعية، بيروت 1984.
4 مرسيا إلياد، "المقدس والعادي"، ترجمة عادل العوا، ، صحاري للصحافة والنشر، بودابست، د،ت

قديم 06-06-2012, 09:18 AM
المشاركة 846
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الدكتورةلطيفة الزيات

- منمواليددمياط ٨أغسطس ١٩٢٣.
- إمتدت خبرتها إلى مدنعديدة بحكم عمل والدها في مجالس البلديات ، ولكنه توفي عام1935 ، وهي فيالثانية عشرة من عمرها.
- تميزت بالقدرة الفائقة على مكاشفة النفس والتعبيرات عنالذات.
- تعلقت بالماركسية وهي طالبة بكلية الآدابجامعة فؤاد الأول وعلى حد قولها: "كان تعلقي بالماركسية إنفعالياعاطفيا"
- إرتبطتبالزواج بأحمد شكري سالم .. الدكتور في العلوم فيما بعد ، وهو أول شيوعي يحكم عليهبالسجن سبع سنوات ، وتم إعتقال أحمد ولطيفة عام 1949 تحت ذمة القضية الشيوعية.
- إنفصلا بالطلاق بعد الحكم علي "شكري" وخروجها من القضية ، وكان محاميها مصطفىمرعي.
- وتأتي قمة التناقض بين اليسار واليمين بزواجها من "الدكتوررشاد رشدي" يميني المنشأ والفكروالسلوك. ولم تترد لطيفة الزيات أن تقول لمعارضي هذا الزواج: "إنه أول رجل يوقظالأنثى في"
- التجارب الثلاث جزء مهم من تاريخ "لطيفة الزيات" وحياتها وشخصيتها .
- ظلتتناضل حتى رحلت في 11 سبتمبر سنة 1996 بعد أن أصابهاسرطان الرئة. وأصابتها الدنيا بحرمانها في سنواتها الأخيرة منالزوج والولد أو البنت.
- تتسم أعمال "لطيفةالزيات" القصصية والروائية بمعرفة صحيحة بالحياة ، وبالتكوين النفسي للنماذجالإنسانية وبالمتناقضات الإجتماعية التتي تتحرك في إطارها وتتفاعل معها.
- كان للطيفة الزيات مواقف نضالية لا حصرلها، فقد كانت تحرك الطلبة المصريين ضد الاحتلال البريطاني وحكم الملك فاروق 1946،ودخلت الأديبة الكبيرة السجن مرتين: مرة وهي عروس في السادسة والعشرين من عمرها،والمرة الثانية وهي في الثامنة والخمسين من عمرها عام 1981، إثر حملة الاعتقالاتالتي ضمت الكتاب والصحفيين المعارضين لحكم السادات.
- توفيت لطيفة الزيات فيالحادي عشر من أيلول ـ سبتمبر 1996.

يمكن للمتلقي أن يستنتج من خلال مطالعة أحداث حياة هذه الكاتبة الفذة وغنى هذه التجربة الحياتية وتمرد هذه المرأة ثم نضالها وتعرضها للسجن بأن هناك سر كبير وأحداث جسام أثرت على تكوينها ولا عجب ان يكون ذلك السر هو يتمها المبكر ، حيث مات والدها وهي في فترة وسن المراهقة ( 12 عاما ).

يتيمة الأب في سن 12 .

قديم 06-06-2012, 12:20 PM
المشاركة 847
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
105 - مدن الملح ( خماسية ) عبد الرحمن منيف السعودية
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
مدن الملح هي رواية عربية للروائي السعودي عبد الرحمن منيف، تعد واحدة من أشهر الروايات العربية وتتألف هذه الرواية من 5 أجزاء.
الرواية تتكلم وتصور الحياة مع بداية اكتشاف النفط والتحولات المتسارعة التي حلت بمدن وقرى الجزيرة العربية بسبب أكتشاف النفط.
أجزاء الرواية
  • 1-التيه: يتناول الجزء الأول بوادر ظهور النفط في الجزيرة العربية من خلال سكانها وتظهر شخصية متعب الهذال الرافضة كتعبير عن الموقف العفوي لأصحاب الأرض مما اجبر السلطة أن تستعمل العنف. يصف هذا الجزء بالتفصيل بناء المدن الجديدة (حران كانت النموذج) والتغيرات القاسية والعاصفة على المستوى المكاني وخاصة الإنساني.
  • 2-الأخدود: في الجزء الثاني ينتقل منيف إلى تصوير اهل السلطة والسياسة في الصحراء التي تتحول إلى حقل بترولي. نقطة البداية كانت انتقال الحكم من السلطان خربيط إلى ابنه خزعل الذي يمنح كل التسهيلات إلى الأمريكان لتحقيق مخططاتهم. الشخصية الرئيسية في هذا الجزء هو مستشار السلطان الجديد صبحي المحملجي الملقب بالحكيم وهو من أصل لبناني جاء إلى حران أولا كطبيب ثم ينتقل إلى العاصمة موران بحس مغامر ليرتقي إلى أكبر المناصب ويبسط نفوذه. في هذا الجزء تزداد وتيرة التحولات حدة وسرعة بحيث لا يستطيع أحد أن يتنبأ بما ستؤول اليه الأمور. ينتهي هذا الجزء في لحظة انقلاب فنر على اخيه حين كان خارج موران.
  • 3-تقاسيم الليل والنهار: يعود الجزء الثالث إلى جذور العائلة الحاكمة إلى سنوات التصارع القبائلي التي تتوج خربيط كأهم حاكم في المنطقة في اللحظة التي يقتحم فيها الغرب الصحراء فيجد في تحالفه مع خربيط وسيلة لامتلاك الثروة التي كان يبحث عنها ويستغل السلطان ذلك الظرف للهيمنة على كل ما يمكن أن تطاله يده ويعود هذا الجزء إلى نشأة كل من خزعل وفنر.
  • 4-المنبت: الجزء الرابع هو عبارة عن سيرة خزعل في المنفى حتى وفاته مع رصد للتغييرات الانقلابية التي فرضها فنر ومحاولته أن يحول مسار الصحراء من جديد متخلصا من بقايا سياسات أبيه وأخيه والنفوذ الأامريكي ويبدأ في تأسيس دولة بأجهزة موالية له ذات ملامح قاسية كالصحراء.
  • 5- بادية الظلمات: بعد أن يستقر الأمر بلا منازع لفنر يعود منيف لرصد حالة الناس في ظل هذه المتغيرات حيث لا تبقى العادات هي نفسها ولا حتى الأمكنة ويتغير حتى شكل الانتماء والهوية. في هذا الجزء الأخير يصبح اسم الأرض بالدولة الهديبية ويصبح فنر شخصية أسطورية لكنه ينتهي بالاغتيال من خاصته.
تعتبر من الروايات الممنوعة في المملكة العربية السعودية، تمثل نقلة نوعية في السرد التاريخي والتأريخ الشخصي لحقبة يجد الكثير من الجيل الجديد صورة غير كاملة يضيعها وصف ما بعد تلك المرحلة أو الحاضر بصورة وردية ولكن أيضا غير كاملة(60% من سكان السعودية حول ودون 21 سنة 2004-2007) مدن الملح هي وثيقة مهمة تتحدث وتؤرخ عما هب على الحياة البدوية من رياح حضارية أثرت بلا شك بحياة البداوة الكاتب رصد بدقة الحياة البدوية وعبر عن ما يجيش في نفوس الكثير من البدو وتحول حالهم إلى الغنى المفاجئ والاثار الناتجة عن ذلك.

قديم 06-06-2012, 12:20 PM
المشاركة 848
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
1. ملحمة “مدن الملح” والداهية (منيف)



(1)
كيف تستطيع أن تلخص أحداث عدة سنوات في شهر أو أقل؟
عندما بدأت في قراءة مدن الملح لم اكن أتوقع أن أنهمك فيها جيداً، ربما لطولها أو لما تحمله من بعض اللهجات المحلية، ولكن عندما قرأت منها أكثر من 200 صفحة لم أستطع الفكاك منها. قد يكون أحدكم قرأها ولكن يجب أن أقول لكم، من أراد أن يفهم التاريخ، ويفهم كيف يفكر الناس فلا يفوت على نفسه هذه الملحمة العظيمة. عندما نفكر في اسم الرواية (مدن الملح) فسوف نعتقد أن هذا الاسم مرّ عدة مرات خلال الرواية، ولكن عندما نقرأها نجد أنه لم يمرّ إلا مرة واحدة فقط وفي الجزء الخامس وفي النصف الأخير منه.
مدن الملح، تاريخ، وفلسفة، فترة أنتهت ولم تنته بعد! فترة عشناها ونعيشها. هي دراسة بأسلون آخر، بأسلوب ملحمي روائي عن أثر النفط في الجزيرة العربية منذ ظهوره وحتى الآن. قد يتخوف البعض من هذه الرواية لما تحمله من أمور سياسية يجب أن تظهر حسب اعتقاد البعض، ولكن مالم يظهر اليوم سيظهر غداً بصوت أعلى من المتصور. ولكن الفائدة أجل وأعظم في هذه الرواية من أحداث السياسة فيها. فعندما يتحدث منيف عن أحداث يومية فهو لايحاول ملئ الأوراق بحشو فارغ لا مقصد منه، وإنما هو تلخيص لنظرة، أو وجهة نظر سائدة أو كائنة في تلك الفترة. أما كيف استطاع منيف أن يكتب كل تلك العظمة، فأحتاج لفترة لأعرف ذلك. ويبدوا أن كلامي عن الأحداث لن يكون له نهاية إن بدأت فيه، وسأترك هذا الأمر لاحقاً إن أردت ذلك، ولكني الآن أكتب بعد أن أنتهيت من الرواية رأيي ورؤاي فيها. فليست رواية فقط. هل ملحمة. هي تاريخ. هي دارسة. هي سياسة. هي عظمة لا استطيع أن أعبر عنها بكلمات يسيرة.
للرجل الباحث عن التاريخ أن يجد فيها مايسره، ويشبع نهمه المعرفي في هذا المجال، وليس ذلك فحسب، وإنما أحداث الفترة محللة تحليلاً شاملاً ليس من وجهة نظر واحدة وإنما من عدة أوجه، فوجهة نظر الحاكم في أمر يفعله، ووجهة المسؤول المباشر للأمر، ووجهة نظر الطبقة المعنية بهذا الأمر، ووجهة نظر الشعب العادي، ووجهة نظر الأغنياء والفقراء. وحتى وجهة نظر الجهات الخارجية، سواء من الدول الصديقة أم من الأعداء أم من المحايدين. إن مدن الملح ليست مسيئة للمنطقة بذكر تلك الأحداث، وإنما باحثة عن حقيقة، أو بمعنى باعثة للحقيقة في تلك الحقبة من الزمن.
للرجل الاجتماعي الباحث في علم الاجتماع أن يجد فيها بغيته، فيجد كيف هي نظرة المجتمع حيال الأحداث، وكيف تتصرف الشعوب حيال مايمر بها، وهل هو على الجميع أم على البعض، وكيف أن هناك شذوذاً قد يقع فلا يقاس على الكل. وصاحب المصلحة مختلف عن من لامصلحة له، ورؤى الناس حسب أفهامهم وعقولهم وثقافتهم وأعمارهم.
قد أكتب لاحقاً عن الرواية أو أحداث الرواية تفصيلاً، ولكني أود الآن أن أقول، يجب أن لا تُهمَل هذه الرواية على الرف دون قراءة، فبادروا في قرائتها الآن.
(2)
عندما تسأل أغلب القراء عن أفضل الكتب التي قرأوا أو سيقرأون، فستجد من بين هذه الكتب مدن الملح. ليش لشيء إلا لعظمتها وصدقها. وذلك ماجعل منها مجموعة ممنوعة.
غالباً لا أحب الخوض في السياسة، ولكني بنفس الوقت لا أؤيد أن يطمس التاريخ، أو يمنع من الوصول للقراء، وقد يكون المنع أحد أهم أسباب الانتشار، فنجد الكثير من المؤلفين الجدد يضمنون كتبهم شيئاً من مثلث الممنوعات (الجنس، الدين، السياسة)لكي يضمنوا منع كتبهم، وبذلك يضمنوا الانتشار والشهرة.
مدن الملح، خماسية تحكي ثورة النفط في الجزيرة العربية، وقيام دولة عظيمة على هذا المنبع؛ النفط. وبقيامها تغيرت حضارة هذه المنطقة، وتغير البشر فيها. وهذا دائماً مايقع عند قيام او تغير الدول أو أنظمة الدول.
عندما تسألني عن رأيي حول الرواية فلن أستطيع الإجابة بوضوح، كل ما استطيع أن أقوله أنها مدهشة حقاً، ويلزم كل قارئ أن يقرأها، خصوصاً من يعيش في المنطقة المعنية في الرواية، إنها الجزيرة العربية. الرواية أو عندما نريد الحق الملحمة، خماسية؛ أي تتكون من خمسة أجزاء. وكل جزء يحمل اسماً فرعياً. فالجزء الأول هو (التيه) والثاني (الاخدود) والثالث (تقاسيم الليل والنهار) والرابع (المنبت) والخامس (بادية الظلمات)
(3)
أود الوقوف عند نقطه صغيرة، لتكن فاصلاً قصيراً
ترقيم الرواية كان بالأرقام الرومانية، قد يكون سهلاً على البعض معرفة ذلك، ولكني عندما أنهيت الثلاثة الأجزاء الأولى، فقد توقفت عند الرابع، لأعرف الترتيب الصحيح. فاضطررت البحث في الانترنت عن الأرقام الرومانية، بعدها عرفت أن الرقم (اربعه = IV ) و (خمسة = V ) وقد كنت أعتقد العكس
وهذا موقع يفيدكم كثيراً في الأرقام

المصدر : موقع الساخر.

قديم 06-06-2012, 12:21 PM
المشاركة 849
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
قراءة في مدن الملح -التيه-

في رائعته مدن الملح، يرصد عبد الرحمن منيف التطورات الاجتماعية في العالم العربي بعد ظهور النفط مثل قيام المدن الجديدة وتشكيل القوات الامنية (نواة جيش البادية) وفتح الطرق واستخدام السيارات وغيرها. ويشدد على بروز العمال ووسائل الضغط على السلطان (الامير او الحكومات لاحقا) من مظاهرات واضرابات وختم بها منيف الجزء الاول من الملحمة "التيه".
نقل منيف صور الحياة في الصحراء من شظف العيش وقوافل الجمال وانتظار الناس لها ومواعيدها شبه الثابتة والطرق المعروفة (الطريق السلطاني وما بين عجرة وحران) وغيرها. ويسهب في تفاصيل القافلة وقيادتها ومسيرتها مع حياة بدائية لا تتعدى تامين الخبز والملابس للانسان وعائلته دون المتطلبات الاخرى.
تحولت بعض المدن والواحات لانتاج النفط ويرحل سكانها (وادي العيون)، ويبرز هناك من قاوم هذه التغيرات اي البحث عن النفط واستخراجه وتواجد الاجانب "الامريكان" بينهم، واحتمال خرق النواميس ومنها تواجد النساء تحت انظار الخويا (الامريكان) وقد اطلق العراقيون على الانجليز وقتها "صاحب". وتظهر الاساطير حين يغادر متعب الهذال داره ووادي العيون قبل الانتاج بل محذرا من ذلك رافضا هذه التغيرات. لم تظهر له اي مشاركات في اعمال عدائية ضد الشركة والخبراء. ولكن ينتاب البدو في نوبات حراستهم هلوسة بصرية "تخيلات" عن تواجد الهذال في هذا الجانب او ذاك، وتتعب الامريكان تلك الاقاويل والقصص ولابد لهم ان يصدقوها، ضمن احتمالات لا يمكنهم المغامرة باهمالها. مخيلة المجتمع وقتها واهتمام الامريكان صنعت منه بطلا شعبيا.
وبمحاذاة ساحل البحر حران مدينة تضم بيوتا معدودة، فتتحول الى ميناء لتصدير النفط. ويستغرب سكانها والعمال تلك الات الحفر الضخمة والتسويات والرفع وغيرها وسموها بلية. وكانت هناك مخابز! وعدد من الدكاكين ومقهى وبدايات للعمل التجاري والاسواق، يتطور لاحقا ليضم وكالات النقل، ويقبل الشباب على حران للعمل. وينقل منيف الاختلافات في الاستعدادات للسكن، فحين يهمل العرب هذا الجانب تظهر مدينة للاجانب خاصة، تضم السكن ومرافقه، لتتطور الخيمة لدى العمال في حران الى بنايات عشوائية. ولم يحبذ سكان حران التفكير في سكنهم وتنظيم مدنهم وتمثل في اهمال المقاولين (ابن الراشد والدباسي). ولا زالت مدن العرب تعاني من العشوائية في كل شيء.
ويصور عبد الرحمن منيف الامير في قبوله الهدايا من الاغراب تمثلت في هدايا حسن رضائي (ايراني الجنسية) في منظار ثم راديو. ان تفاصيل تعامل الامير مع المنظار وتسخيره اتباعه لذلك يعكس اهتمامات معظم الحكام بعيدا عن هموم الشعب ولذلك توالت النكسات في تاريخنا الحديث. وينشغل الامير بمراقبة نساء عاريات تقريبا على ظهر سفينة تصل بين فترة واخرى للاجانب، فتثير لديه الشهوة والرغبة وفي احلامه يقلب النساء كما يتعامل الخروف ويفحص اليته. انها صورة معبرة لاهتمامات خلفاء العرب بالجواري واعدادها واشكالها الى سبل الحديثة التي تتماشى مع الحداثة، وتبقى تقارير الامم المتحدة عن الاتجار بالبشر تشير الى بلدان العرب. ولا ينسى منيف تاثير تلك السفينة على رجال حران وامانيهم واحلامهم.
تمكن حسن رضائي بالاستثمار في حران مقابل تلك الهدايا، وقد نصح الامير بالاستماع الى لندن في المذياع، وربما توارثنا الثقة في اذاعة لندن من تلك السنوات. لقد اظهر منيف عجز العرب عن التشريع باساليب حديثة لحفظ حقوق شعبهم. وربما يثير اليات التشريع وخلافاتنا مع الانظمة الديمقراطية باعتبار الشعب مصدر التشريع. انها مشكلة التعامل مع المشاكل ويلمس القاريء الفرق الواضح بين مدير شركة نفط والامير في تناول المشاكل ومحاولة حلها.
تنهي الشركة علاقة بعض العمال بها، ويثور العمال مطالبين بحقوقهم، وتشتعل حران مظاهرات وشعارات القوم واهازيجهم تتناول تلك المشكلة "الفصل التعسفي بدون حقوق وضمان للحياة". لم يحسن الامير التصرف فهو مشغول بالراديو والهاتف (الهدية الجديدة من الشركة) لياخذ قائد جيشه (جوهر) المبادرة باطلاق النار على بعضهم ويقدم للناس قتلى وجرحى. ويثور سكان حران مع العمال مهاجمة الشركة وجوهر.
لا يفاجأ منيف القاريء بجيش البادية، فينقل اشكاليات التدريب والملابس العسكرية والايعازات مثل سلام خذ. وما يحمل جوهر من نياشين واوسمة وغيرها، وكان الاخير احد خدم الامير! ويصبح قائدا لجيش ويملك ان يقتل من الشعب ويجرح ويسجن. وربما يطرح منيف اشكالية العدل لدى الشعوب العربية، والمحاكم العسكرية. ولا زال العراقيون يتذكرون المجالس العرفية واحكام قرقوش فيها، ونقل لي البعض بان الحاكم فيها يضع مسدسا على منضدته! ولا يمكن استثناء اي دولة من ذلك وحتى عند استلام الاحزاب الاسلامية الحكم.
يهمل عبد الرحمن منيف دور التنظيمات السياسية في قيادة المظاهرات والاضرابات والدعوة لها والمطالبة بحقوق العمال والطبقات المحرومة. فصور التظاهرة بالعفوية ولكنه يذكر اسماء قادة لها، ويجتمعون مع الوجهاء وغيرهم. كما يوحي بمسؤولية فردية لرجال الامن، فجوهر وحده قرر اطلاق النار! دون الامير والاخير رجل صالح، طفل يلهو بالراديو ورغباته، وكذلك دون ضغط من الشركة النفطية. انه يقدم براءة ذمة لطغاة مثل سعيد قزاز وبهجت العطية وغيرهم. وقد ذكر استاذ بالتاريخ مؤخرا بان التحقيقات لم تثبت اوامر القزاز باطلاق النار في البصرة. ويهمل منيف حقا تاريخيا لابطال التغير في ملاحم العرب وفي العراق منها سنوات 1948 و 1952 و1956 وغيرها. وتضاف لها 1991 وقدم العديد منهم حياته ثمنا لذلك
سلام على جاعلين الحتوف جسرا الى الموكب العابر
قدم عبد الرحمن منيف ضعف الامير الفكري وعدم حرصه على منطقته، وكذلك جوهر "خاشع خاضع مقيم على ذله صابر". وربما اوضح اهمال الحكام العرب حماية العمال من شعبهم بالضد من الشركات الاجنبية.
وتخلف الامام عن الصلاة الفجر يوم المظاهرة والاضراب، وربما يرمز منيف الى مهادنة رجال الدين للامراء والسلاطين، ولكنها اشارة عابرة لم يركز عليها ولم يسهب في شخصية امام المسجد، بل لم يبرز له دور في اصلاح سكان حران او حتى تعريته للظلم الذي لحق بهم.

قديم 06-06-2012, 12:22 PM
المشاركة 850
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مدن الملح : التيه

التيه، أول كتب الخماسية التي أتت لتؤرخ، لتروي، التصور وتسطر، في شبه أسطورة، لمدن الملح؛ تلك المدائن التي انزاحت من عالم الصحراء لتضحي عالماً آخر تنبعث فيه رائحة النفط التي تخدر أحلام ساكنيه وتنقلهم نقلات متسارعة يتخبطون عبرها بين الوهم والحقيقة. مساحات طويلة يعبرونها بأزمان قصيرة ينتقلون خلالها من عالم البداوة إلى عالم الحضر. في ذلك العالم يحلق عبد الرحمن منيف يصور كأبرع مصور لوحات إنسانية واجتماعية تحدث بنفسها عن أثر النفط في بلاد النفط العربية ولتروي مأساة الحداثة المفاجأة في هذه المناطق


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 87 ( الأعضاء 0 والزوار 87)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 12:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.