احصائيات

الردود
2

المشاهدات
2202
 
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عبدالعزيز صلاح الظاهري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
378

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Jun 2015

الاقامة

رقم العضوية
13953
06-01-2017, 06:36 PM
المشاركة 1
06-01-2017, 06:36 PM
المشاركة 1
افتراضي يعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ
(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ)
من عصى الله سمى جاهلا وسمى فعله جهالة
وسر هذا أن العاصي لربه لو استعمل ما معه من العلم بالثواب والعقاب لما أقدم على المعصية، إذ هو لا يرتكبها إلا جاهلا بحقيقة الوعيد، ومنتظر الاحتمال العفو والمغفرة، أو شفاعة الشفعاء التي تصد عنه العقاب.
والمقصود أن كل عاص لله فهو جاهل ، وكل خائف منه فهو عالم "

والزمن القريب: هو الوقت الذي تسكن به ثورة الشهوة أو تنكسر به حدة الغضب ويثوب فاعل السيئة إلى حلمه ويرجع إليه دينه وعقله، إذ من كان قوي الإيمان لا تقع منه المعصية إلا عن بادرة غضب أو شهوة هفوة بعد هفوة، ثم لا يلبث أن يبادر إلى التوبة
ومن ثم ذكر الله السوء بلفظ الإفراد هنا، وقال فيمن لا تقبل توبتهم (يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ) إشعارا بأن التوبة إنما تقبل ممن تقع منهم الذنوب آحادا ، ولكنهم لا يصرّون عليها بل يبادرون إلى التوبة منها، فلا تتمكن من أنفسهم ظلمة المعصية ولا تحيط بهم الخطيئة.
وما رواه أحمد عن ابن عمر من قوله « إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر »
فالمراد منه أنه لا ينبغي لأحد أن يقنط من رحمة الله وييأس من قبول التوبة مادام حيا،
وليس معناه أنه لا خوف على العبد من التمادي في الذنوب إذا هو تاب قبل الموت بساعة، فان هذا مخالف لهدى الدين
فالتوبة التي أوجب الله على نفسه قبولها بوعده الذي هو أثر كرمه وفضله، ليست إلا لمن يجترح السيئة بجهالة تلابس نفسه من سورة غضب أو تغلب شهوة، ثم لا يلبث أن يندم على ما فرط منه وينيب إلى ربه ويتوب ويقلع عن ذنبه.
فأولئك الذين فعلوا الذنوب بجهالة وتابوا بعد قريب من الزمن، يتوب الله عليهم، لأن الذنوب لم ترسخ في نفوسهم، ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون.
أما وقد شرع الله بحكمته قبول التوبة فقد فتح لهم باب الفضيلة وهداهم إلى محو السيئة بالحسنة، لكنه لا يقبل إلا التوبة النصوح دون حركات اللسان بالاستغفار والإتيان ببعض المكفرات من الصدقات أو الأذكار مع الإصرار على الذنوب والأوزار، ومن ثم جمع الله عز وجل بين التوبة وإصلاح العمل.
قال تعالى : « وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا ثُمَّ اهْتَدى)
وقد قسموا التوابين طبقات:
(1) من هو سليم الفطرة عظيم الاستعداد للخير، فهو إذا وقع في خطيئة مرة كان له منها أكبر عبرة، فيندم بعدها ويحمل نفسه على الفضيلة ويصرفها عن كل رذيلة.
(2) من تكون داعية الشهوة أقوى في نفسه وأرسخ في قلبه، فإذا أطاع نفسه وارتكب معصية قامت الخواطر الإلهية تحاربه وتوبخه حتى تنتصر عليه وتقهره قهرا تاما فلا يعود بعدها إلى اجتراح إثم ولا وقوع في ذنب.
(3) من تقوى نفسه بالمجاهدة على اجتناب كبار الإثم والفواحش، لا على صغار الذنوب والآثام وهناك تكون الحرب في نفوسهم سجالا بين ما يلمّون به من الصغائر وبين الخواطر الإلهية التي هي جند الإيمان.
(4) من يقع في الذنب فيتوب ويستغفر ثم يعرض له مرة أخرى فيعود إليه ثم يلوم نفسه ويندم ويستغفر وهلم جرا، وهؤلاء أدنى طبقات التوّابين، والنفس الباقية أرخص عندهم من النفس الفانية، وهم مع ذلك محل للرجاء، لأن لهم زاجرا من أنفسهم يذكرهم دائما بالرجوع إلى الله عقب كل خطيئة، وهكذا تكون الحرب سجالا بينهم وبين أنفسهم فإما أن تنتصر دواعى الخير فتصح توبتهم، وإما أن تنكسر أمام جند الشهوة فتحيط بهم خطيئتهم ويكونوا من المصرّين الهالكين.
وأخيرا : أن الله له ملك السموات والأرض يدبر الأمر فيها بحكمته وعدله ورحمته وفضله، يرحم من يشاء من التائبين برحمته وفضله، ترغيبا لهم في تزكية أنفسهم، وهو القادر على كل شيء من التعذيب والرحمة لا يعجزه شيء في تدبير ملكه
قال تعالى : أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)


قديم 08-31-2019, 08:52 AM
المشاركة 2
هيثم المري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: يعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل عبد العزيز الظاهري
جزاك الله كل خير على مجهودك الجميل هنا
وتقبل منا ومنك صالح الأعمال
تحياتي لك سيدي

قديم 08-31-2019, 05:17 PM
المشاركة 3
تركي خلف
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: يعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ
الله يتوب علينا ويغفر لنا أخوي ذنوبنا ما ظهر منها وما بطن عبدالعزيز .. مشكور على موضوعك الرائع ربي يحفظك ويبارك فيك

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الابتسامة هي قوس قزح الدموع


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: يعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مِنْ أَجْلِ عَيْنَيْكِ/كَ حيال محمد الأسدي المقهى 58 09-05-2022 09:58 PM
(اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا ) عبدالعزيز صلاح الظاهري منبر الحوارات الثقافية العامة 0 03-16-2022 01:46 PM
دُميةٌ مِنْ سول عمر ابو غريبة منبر الشعر العمودي 10 03-10-2021 04:17 PM
وَجه مِنْ وَرَقٍ .. ! جليلة ماجد منبر القصص والروايات والمسرح . 16 08-01-2015 08:31 PM
مِنْ نَحسٍ إلى نَحْسِ نبيل أحمد زيدان منبر الشعر العمودي 10 01-08-2011 02:41 PM

الساعة الآن 05:57 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.