احصائيات

الردود
9

المشاهدات
2078
 
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9


ياسَمِين الْحُمود will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
35,006

+التقييم
5.46

تاريخ التسجيل
Oct 2006

الاقامة
قلب أبي

رقم العضوية
2028
09-15-2021, 02:13 PM
المشاركة 1
09-15-2021, 02:13 PM
المشاركة 1
افتراضي كلمة…
لماذا الكلام؟
يقولون لي مستغربين: الكلام في هذه الأيام سلاح ذو حدين،
فما ببالك تمتشقين الصوت بعد صمت الدهور؟!
ويقولون لي محذرين: القوم اليوم يغلقون آذانهم
لأن الإنصات تهمة لا تقل خطورة عن الكلام،
فما بالك اخترتِ الكلام الآن كي تتكلمي؟!
ويقولون لي متهكمين:
امتلأت الريح بأصداء المواعظ والقصائد،
واكتظت البطاح بالمنابر والمنشدين
فماذا ستضيفين، وعلى أي منبر تقفين ؟…
ويقولون لي مشفقين :
الكلام اليوم كنقش حروف اسمكِ على رمل الشواطئ
لا تأملين لها أن تبقى إلى الغد… فلماذا العناء؟!
وأقول:
يا سادتي العارفين…
إن كان الصمت من ذهب، فالكلام من نور
هو الفرق بين الموت والحياة،
العدم والوجود…
يجب ألا تروعنا الكلمة، ولو كانت بألف حد
لأن كلمة الصدق حين تجرح، فيها الدواء…
لست أمتشقها سيفًا يهاجم في الظلام
بل أرفع صفحته مرآة صقيلة تعكس وهج النجوم البعيدة
ربما تضيء عتمات الدرب…
غدا تشرق الشمس، ولكن حتى نلمس الفجر بأيدينا
الأجدى أن نشعل جذوة صغيرة، من أن نلعن الظلام!
أتكلم لأنني أؤمن بأن المضمون أهم من الإناء
وأن الباحثين عن صدى الحقيقة في متاهات المعرفة
يتوالدون مع انبعاثات الحرف
وإذا سدوا آذانهم عن هزيم الريح ووعيد الرعود
فهم يفتحون آذانهم لنداءات العقل وأنغام العاطفة
ولو لم يكن هناك من يستمع ،
لما بقيت لنا القدرة على الكلام ولا الشوق للغناء…
أتكلم، لارغبة في الإضافة ولا إثباتًا في الوجود
بل لأن العين يُبكيها ما ترى، والقلب يشطره ما يعاني
والعقل يهدده الجفاف
فلا الدمع في الصمت يتوقف
ولا الجرح في الصمت يلتئم
ولا الغيث في الصمت ينهمر
يحاصرنا الصمت بالموت البطيء
دفاعًا عن النفس يا سادتي تنفجر الكلمة
علها تغسل الصدأ عن العيون، فتعيد أبصارها
وتلتحم بشظايانا ، فترأب تصدعاتنا
وتبني جسورًا للمستقبل
وتفتح مسارب للوعي
فتروينا لنتبرعم، نبتًا جديدًا
يا سادتي العارفين
من يستطيع الوقوف على قدميه ويتكئ على إيمانه
لا يحتاج إلى ارتقاء منبر ولا إلى مكبر صوت…
ها أنتم تسمعون همسات الأعماق تعبر كل المسافات
وتنتشر في الآفاق، في الريح تضيع الصرخات المتشنجة
التي لا يتعدى منبعها الشفاه
تضيع… لأنها إذ لا تأتي من القلب لا تحمل شعورًا ولا معنى…
أتكلم… لأنني في الحروف لا أجد نفسي فقط، بل أجدكم أيضًا
وأجد معالم الوطن، والطريق إليه وعندئذ قد نستطيع أن نبنيه معًا
ليست الحروف هي المهمة وإنما المعاني التي تحملها
للقدرة الكامنة في الأصابع
تتولد حين نمسك بالقلم، تفتح مصاريع الحقيقة
وتغلق الأبواب في وجه الظلال المشبوهة
ألم تكن " إقرأ " هي كلمة البدء؟!
فليكن بدء غدنا في الكلمة…



التعديل الأخير تم بواسطة ياسَمِين الْحُمود ; 09-16-2021 الساعة 12:24 AM
قديم 09-15-2021, 02:22 PM
المشاركة 2
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8

  • غير موجود
افتراضي رد: كلمة…
فى مسرحيته الشعرية «الحسين ثائراً» يقول الكاتب الراحل عبدالرحمن الشرقاوي على لسان الإمام الحسين رضي الله عنه:
"أتعرف ما معنى الكلمة؟
مفتاح الجنة في كلمة
دخول النار على كلمة
وقضاء الله هو الكلمة
الكلمة لو تعرف حرمة
زاد مذخور
الكلمة نور
وبعض الكلمات قبور
بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري
الكلمة فرقان بين نبى وبغي
بالكلمة تنكشف الغمة
الكلمة نور
ودليل تتبعه الأمة
عيسى ما كان سوى كلمة
أَضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين
فساروا يهدون العالم!
الكلمة زلزلت الظالم
الكلمة حصن الحرية
إن الكلمة مسئولية
إن الرجل هو الكلمة
شرف الرجل هو الكلمة
شرف الله هو الكلمة"

أديبتنا الرائعة ياسمين ما أروع كلمتك

كل الود والتقدير نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 09-16-2021, 12:10 AM
المشاركة 3
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: كلمة…
أشهد أنك بارعة في المقالة أكثر من أي شكل آخر من أشكال الأدب
وأعترف أنك أرسلت لي طوق نجاة من حيرة في الإجابة على سؤال يلح علي كثيراً ( لماذا نكتب )؟
وهل من قراء في هذا الزمان الذي بات فيه رغيف الخبز هو كل شيء .. حيث حرم الكثيرين من متعة القراءة والإفادة مما يقرؤون
سباحة عكس التيار .. تعاندين الكلمات الجوفاء الموروثة ( إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ) وهم لا يعرفون أن السكوت في بعض الأحايين جريمة ..
أكتبي ولا تتوقفي .. وأرددها جملتي دوماً : ليس عبثاً أن كانت أولى الكلمات التي أنزلها الله على محمد صلى الله عليه وسلم ( اقرأ )
فيمكن كما أشرت أن تكون ( اقرأ ) فاتحة للازدهار وللنجاة وللمستقبل الواعد

ملاحظة : ( لا يجب ) خطأ شائع والصواب ( يجب ألّا ... ) فالفعل ( يجب ) لا يُنفى وكذلك الفعل (ينبغي )
فلا يجوز أن نقول ( لا يجب أن يحدث كذا ) بل ( يجب ألّا يحدث كذا )
حبي وتقديري

قديم 09-16-2021, 01:24 PM
المشاركة 4
محمد أبو الفضل سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الثالثة الألفية الثانية وسام الإبداع الألفية الأولى المشرف المميز الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 7

  • غير موجود
افتراضي رد: كلمة…
قيل لابن المبارك: إلى متى تكتب العلم؟ قال: "لعل الكلمة التي أنتفع بها لم أكتبها بعد".
مقالة رائعة تستحق كل ما قيل فيها وأكثر.. وأنا على رأي الأستاذة القديرة ناريمان أنك بارعة في فن المقالة ...
ياسمين الحمود هو بكل صدق وتأكيد اسم غني عن التعريف في عالم الأدب ونموذج للمرأة المثالية التي يقتدى بها ..( وبين قوسين, فأنا أشارك زوجتي كل التفاصيل صغيرها وكبيرها وهي معجبة إلى حد كبير بشخصية الياسمين حفظها الله ورفع قدرها).
تحياتي لكم والاحترام.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 09-17-2021, 02:39 PM
المشاركة 5
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: كلمة…
فى مسرحيته الشعرية «الحسين ثائراً» يقول الكاتب الراحل عبدالرحمن الشرقاوي على لسان الإمام الحسين رضي الله عنه:
"أتعرف ما معنى الكلمة؟
مفتاح الجنة في كلمة
دخول النار على كلمة
وقضاء الله هو الكلمة
الكلمة لو تعرف حرمة
زاد مذخور
الكلمة نور
وبعض الكلمات قبور
بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري
الكلمة فرقان بين نبى وبغي
بالكلمة تنكشف الغمة
الكلمة نور
ودليل تتبعه الأمة
عيسى ما كان سوى كلمة
أَضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين
فساروا يهدون العالم!
الكلمة زلزلت الظالم
الكلمة حصن الحرية
إن الكلمة مسئولية
إن الرجل هو الكلمة
شرف الرجل هو الكلمة
شرف الله هو الكلمة"

أديبتنا الرائعة ياسمين ما أروع كلمتك

كل الود والتقدير نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الكلمة إن لمستك احتضنتك
بكلمة نخسر شخصًا
وبكلمة نكسب قلبا
مرورك رائع
وإضافتك أروعنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 09-17-2021, 02:41 PM
المشاركة 6
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: كلمة…
أشهد أنك بارعة في المقالة أكثر من أي شكل آخر من أشكال الأدب
وأعترف أنك أرسلت لي طوق نجاة من حيرة في الإجابة على سؤال يلح علي كثيراً ( لماذا نكتب )؟
وهل من قراء في هذا الزمان الذي بات فيه رغيف الخبز هو كل شيء .. حيث حرم الكثيرين من متعة القراءة والإفادة مما يقرؤون
سباحة عكس التيار .. تعاندين الكلمات الجوفاء الموروثة ( إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ) وهم لا يعرفون أن السكوت في بعض الأحايين جريمة ..
أكتبي ولا تتوقفي .. وأرددها جملتي دوماً : ليس عبثاً أن كانت أولى الكلمات التي أنزلها الله على محمد صلى الله عليه وسلم ( اقرأ )
فيمكن كما أشرت أن تكون ( اقرأ ) فاتحة للازدهار وللنجاة وللمستقبل الواعد

ملاحظة : ( لا يجب ) خطأ شائع والصواب ( يجب ألّا ... ) فالفعل ( يجب ) لا يُنفى وكذلك الفعل (ينبغي )
فلا يجوز أن نقول ( لا يجب أن يحدث كذا ) بل ( يجب ألّا يحدث كذا )
حبي وتقديري
شهادة أعتز بها كثيرًا من مستشارتنا الوقورة
وجودك دعم وسعادة وراحة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 09-17-2021, 02:45 PM
المشاركة 7
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: كلمة…
قيل لابن المبارك: إلى متى تكتب العلم؟ قال: "لعل الكلمة التي أنتفع بها لم أكتبها بعد".
مقالة رائعة تستحق كل ما قيل فيها وأكثر.. وأنا على رأي الأستاذة القديرة ناريمان أنك بارعة في فن المقالة ...
ياسمين الحمود هو بكل صدق وتأكيد اسم غني عن التعريف في عالم الأدب ونموذج للمرأة المثالية التي يقتدى بها ..( وبين قوسين, فأنا أشارك زوجتي كل التفاصيل صغيرها وكبيرها وهي معجبة إلى حد كبير بشخصية الياسمين حفظها الله ورفع قدرها).
تحياتي لكم والاحترام.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نعم وذكرت في غرفة ضيافتي
أنني أجد نفسي في المقالة أكثر من أي فن من فنون الأدب
ومشاركة زوجتك بتفاصيل ما أكتب أبهجتني وأدخلت السرور إلى قلبي
تحياتي لها وحفظكما الرحمن من كل سوء…نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 10-24-2021, 12:02 PM
المشاركة 8
منى الحريزي
القادم أجمل بإذن الله

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: كلمة…
كم من كلمة زرعت ... الأمل ... الفرح ... الخير ...
وكم من كلمة اقتلعت هذه المعاني الجميلة


آمل أن نقوم بـ نشر الزهور بدل نثر الأشواك ..
فالكثير يعانون لمجرد سماع كلمة عابرة مزعجة ...
الكلمة مسوؤلية ...

مودتي ومحبتي
لسيدة الكلمات الجميلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



دعاء سيد الاستغفار
قال رسول الله ﷺ: ( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت،
أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
)
من قالها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة، ومن قالها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة
قديم 10-26-2021, 09:16 AM
المشاركة 9
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: كلمة…
إذا كان الكلام من فضه فالسكوت من ذهب
اعتقد ان هذه الحكمة تحتاج منا لمراجعة وإعادة نظر
فقد يكون الكلام (من اللسان او القلم) من ذهب
وذا كان كذلك سيكون ثقيلا على صاحبه
سيهطل مثل مطر الخريف على ربوة، صخرة وسبخه
ان الكلام مهما كان نوعه لم يكتسبه صاحبه من الفراغ بل بالقراءة والاطلاع والانصات للأخرين
انه موهبة عن طريقه ارتقت الأمم
شكرا اختي العزيزة ياسمين لتطرقك لهذا الموضوع المهم وفقك الله ورعاك

قديم 02-06-2022, 10:01 AM
المشاركة 10
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: كلمة…
لماذا الكلام؟
يقولون لي مستغربين: الكلام في هذه الأيام سلاح ذو حدين،
فما ببالك تمتشقين الصوت بعد صمت الدهور؟!
ويقولون لي محذرين: القوم اليوم يغلقون آذانهم
لأن الإنصات تهمة لا تقل خطورة عن الكلام،
فما بالك اخترتِ الكلام الآن كي تتكلمي؟!
ويقولون لي متهكمين:
امتلأت الريح بأصداء المواعظ والقصائد،
واكتظت البطاح بالمنابر والمنشدين
فماذا ستضيفين، وعلى أي منبر تقفين ؟…
ويقولون لي مشفقين :
الكلام اليوم كنقش حروف اسمكِ على رمل الشواطئ
لا تأملين لها أن تبقى إلى الغد… فلماذا العناء؟!
وأقول:
يا سادتي العارفين…
إن كان الصمت من ذهب، فالكلام من نور
هو الفرق بين الموت والحياة،
العدم والوجود…
يجب ألا تروعنا الكلمة، ولو كانت بألف حد
لأن كلمة الصدق حين تجرح، فيها الدواء…
لست أمتشقها سيفًا يهاجم في الظلام
بل أرفع صفحته مرآة صقيلة تعكس وهج النجوم البعيدة
ربما تضيء عتمات الدرب…
غدا تشرق الشمس، ولكن حتى نلمس الفجر بأيدينا
الأجدى أن نشعل جذوة صغيرة، من أن نلعن الظلام!
أتكلم لأنني أؤمن بأن المضمون أهم من الإناء
وأن الباحثين عن صدى الحقيقة في متاهات المعرفة
يتوالدون مع انبعاثات الحرف
وإذا سدوا آذانهم عن هزيم الريح ووعيد الرعود
فهم يفتحون آذانهم لنداءات العقل وأنغام العاطفة
ولو لم يكن هناك من يستمع ،
لما بقيت لنا القدرة على الكلام ولا الشوق للغناء…
أتكلم، لارغبة في الإضافة ولا إثباتًا في الوجود
بل لأن العين يُبكيها ما ترى، والقلب يشطره ما يعاني
والعقل يهدده الجفاف
فلا الدمع في الصمت يتوقف
ولا الجرح في الصمت يلتئم
ولا الغيث في الصمت ينهمر
يحاصرنا الصمت بالموت البطيء
دفاعًا عن النفس يا سادتي تنفجر الكلمة
علها تغسل الصدأ عن العيون، فتعيد أبصارها
وتلتحم بشظايانا ، فترأب تصدعاتنا
وتبني جسورًا للمستقبل
وتفتح مسارب للوعي
فتروينا لنتبرعم، نبتًا جديدًا
يا سادتي العارفين
من يستطيع الوقوف على قدميه ويتكئ على إيمانه
لا يحتاج إلى ارتقاء منبر ولا إلى مكبر صوت…
ها أنتم تسمعون همسات الأعماق تعبر كل المسافات
وتنتشر في الآفاق، في الريح تضيع الصرخات المتشنجة
التي لا يتعدى منبعها الشفاه
تضيع… لأنها إذ لا تأتي من القلب لا تحمل شعورًا ولا معنى…
أتكلم… لأنني في الحروف لا أجد نفسي فقط، بل أجدكم أيضًا
وأجد معالم الوطن، والطريق إليه وعندئذ قد نستطيع أن نبنيه معًا
ليست الحروف هي المهمة وإنما المعاني التي تحملها
للقدرة الكامنة في الأصابع
تتولد حين نمسك بالقلم، تفتح مصاريع الحقيقة
وتغلق الأبواب في وجه الظلال المشبوهة
ألم تكن " إقرأ " هي كلمة البدء؟!
فليكن بدء غدنا في الكلمة…
هناك الكثير من المخالفات التي يقترفها ، ويقع فيها كثير من الناس ،
والتي لا تقوم على قاعدة التجاوز المتعمد _ من وجهة نظر الجاني _
لكون كفة المغفرة والرحمة هي الراجحة على كفة العذاب والنكال لديه !


وعلى هذا تسير سفينة المرء على لجج الأماني والتمني على الله ،
وشراعها التسويف والإرجاء !

" حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا " !


فما :
يموج به المجتمع ما هو إلا توغل في عمق الغفلة ،
والولوج في مستنقع آسن لم يجد صاحبه من ينتشله منه ،
وإن كان بذلك لا يعذر لكونه مكلف ويتحمل جريرة فعله ،


ولكي:
لا يتخذها شماعة فتكون له منجاة من النقد ، والتجريح ، والملام !
فكم نرى من مشاهد أصحابها وإن كانوا غارقين في الخطأ ،
إلا أننا نرى فيهم الخير _ لا أعمم _

وما :
يحتاجون إلا احتضانهم بكلمة تغير نمط حياتهم ، من غير أن يُخدش وجه كرامتهم ،
ومن غير أن تكون مختومة بالتقزيم ، وذلك التحقير الذي يُحطم قيمتهم !

فمن هنا :
كانت الدعوة بالكلمة الطيبة التي تمر على متلقيها وسامعها لتستقر في قلبه
لتلامس بذلك بشاشة إيمانه ، ليكون لها الأثر العظيم في تحويل حياة ذلك الإنسان السعيد .
ليعيش على التقوى والعمل الصالح ،


نأسف كثيراً :
عندما نرى من حمل على عاتقه هم الدعوة حتى غدا بذلك
سيفا مسلطا على رقاب المهمومين الذين تتقاذفهم الأهواء ،
وزخرف الحياة ، وينازعهم فيها وساوس الشيطان ،


" فلا تزيدهم تلك المعاملة إلا غما بغم ، ولا تزيدهم إلا نفورا " !
لتكون النتيجة من ذلك الغافل والغافلة هو الإنغماس في المعاصي بإصرار
بعدما كان يأتيهم الندم ويطرق على قلبهم الباب !


وما:
كان أمر الله وتبينه إلا وفق كيفية معينة لتكون دعوة خبير مشفق
ممن يراعي بذلك حال ذلك المنكوب .
فمن هنا كان لزاما علينا مخاطبة المخطي خطاب الترغيب والشفقة ،
لكون ذلك المخطي يعلم يقيناً بأنه على خطأ .



" ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
" .


فما نعانيه :
هو ذلك الانفصام والتباين بين ما نقرأه في كتاب الله ،
وبين ما نفعله في شتى نواحي الحياة !

حيث انا نقرأ القرآن ولكن لا نطبق الاحكام !

ولو :
كانت حياتنا تسير وفق ما جاء به لتنفسنا السعادة ،
وما ساورنا وخالطنا الذل ولا نالنا الخسران والخذلان !

فكم نفتقر لذلك الناصح المشفق الذي يجعل من نصيحته
بلسما نداوي بها الجراح ، ونواسي بها الأحزان ،

ولكون :
ذلك الإنسان لا ينفك عن الوقوع في مثالب الخطأ ،
ولا يسلم من ذلك انسان ، وما علينا نحن معاشر الاسلام غير الرجوع إلى الله ،
لنغسل بذلك الآثام ، ليقيل عنا الرحمن العثرات وننال بها الغفران ،

وعلينا :
أن نتلمس النصح ، ونسعى إليه ممن نترسم ونتفرس فيهم الخير ،
فلا يعقم الزمان أن يُقيض لنا من يبادلنا النصح ،
لنكون في الحياة من الذين يُشار إليهم بالبنان ،

أما :
المتنكبون عن الصراط فالبعض منهم جعل في سمعه وقرا ،
واستغشى ثيابه ليسير مع حادي الشيطان ،

وأما :
من قام بدور الواعظ المشفق وبادر الناس بالاتهام ،
وقسّمهم وأغلظ عليهم وهددهم بالنيران ولم يفتح لهم باب الرحمة ،
ليكون له معين في صد وردع وساوس الشيطان ،
فذاك من ناله الخسران لكونه يبعد الأنان عن حياض الرحمن ،
فكم من كلمة طيبة غيرت مجرى حياة انسان ؟!

فهم لا يمثلون الدين في سماحته ،

" والدين منهم براء " .


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: كلمة…
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كلمة عشق ياسَمِين الْحُمود منبر البوح الهادئ 5 07-29-2021 11:37 PM
كلمة طيبة عبدالحكيم ياسين منبر القصص والروايات والمسرح . 12 10-15-2014 09:37 PM
أكتب لو كلمة !! صفاء الأحمد المقهى 12 05-01-2013 10:06 PM
كلمة نصري عاهد منبر قصيدة النثر 9 10-08-2011 02:15 PM
كلمة التوحيد عبدالله باسودان منبر الحوارات الثقافية العامة 2 08-04-2011 02:00 AM

الساعة الآن 02:18 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.