قديم 10-30-2010, 10:21 AM
المشاركة 21
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (17)



صواريخ



مهداةٌ لروح الشهيد البطل
سعيد حسن حسين حوتيري
منفذ عملية نهاريا البطولية

فجِّرْ حزامَكَ في دوَّامةِ النَّارِ
وانثُرْ شظاياكَ في قُدسي وأغواري

فجِّرْ فؤادَكَ فجِّرْ كلَّ جارحةٍ
وانشرْ كتابَكَ لا تعباْ بإنذارِ

فجِّرْ عيونَكَ فجِّرْ كلَّ داميةٍ
من دمعِ أُمٍّ على الأطفالِ مِدرارِ

فجِّرْ ضلوعَكَ بركاناً وقلْ لهُمُ
هذي صواريخُ تصميمي وإصراري

هيَّا اقصفوا فالغدُ الموعودُ يجذبُكم
إلى النِّهايةِ في عصفي وإعصاري

لن تقتلوا غيرَ عجلَ السَّامريِّ فقد
آنَ الأوانُ وهذي شُرعةُ الباري

ترقَّبوا يا شرايينَ الفساد على
أرضِ النُّبوَّاتِ ما أعددتُ للثَّارِ

أعددتُ جيشاً حياضَ الموتِ موردُهُ
بفتيةٍ من هواةِ الموتِ أبرارِ

صُنَّاعُ نصرٍ بأجسادٍ ممزَّقةٍ
أكفانُهم من نسيجِ النُّورِ والنَّارِ

لا يَسألون إذا نودوا مناديَهمْ
ماذا وراءكَ من أمرٍ وأخطارِ

بل ينفِرون بأكفانٍ وأحزمةٍ
ويضفرون أكاليلاً من الغارِ

والحاملونَ لواءَ السِّلمِ ما فتئوا
يقدِّمونَ تعاويذاً لسمسارِ

يستقبلون وفودَ السَّائرين على
أجسادِ من سقطوا في هدْمِ أسواري

والعائمون على موجِ الحصارِ غداً
تهوي مراكبُهم في عصْفِ تيَّاري

باعوا السَّلامَ بأسواقٍ مهيَّأةٍ
لكلِّ نكسٍ مضى يحبو لدولارِ

حتَّى إذا ارتفعَ الميزانُ وانخفَضَتْ
كلُّ العروشِ تواروا خلفَ أستارِ

* * *
فليمضِ " شارونُ " في إعدادِ خطَّتِه
إنِّي أُعدُّ له قبراً بأحجاري

لو يدركُ الوغدُ ما معنى انتفاضتِنا
لغادرَ القدسَ ملفوفاً بأطمار

أو طأطأَ الهامَ في ذلٍّ وغاصَ إلى
أذْنيْهِ في حومةٍ غصَّتْ بأقذارِ

لكنه وحشُ هذا العصرِ يدفعُه
شربُ الدِّماءِ لآثامٍ وأوزارِ

والقائمون تغاضَوا عن جرائِمهِ
في مجلسِ الأمنِ وانحازوا لجزَّارِ

ليعلمَ الكونُ أنَّا ثورةٌ بدأَتْ
من كفِّ طفلٍ بساحِ الموتِ مِغوارِ

يمشي على النَّارِ ثَبْتَ الخطوِ مدَّرعاً
بالقِبلتين ومنقضَّاً كإعصارِ

عيناهُ أُغنيتا عِشقٍ لمقدسِهِ
يرنو من المسجدِ الأقصى لبشَّارِ

حتَّى يعودَ أَذانُ الفجرِ منطلِقاً
وتكتسي صخرةُ الأقصى بأزهاري



10/6/2001

قديم 10-30-2010, 11:03 AM
المشاركة 22
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (18)



بسمةُ الجرح



من بسمةِ الجرحِ يهمي النورُ والعبَقُ
حتَّى يسيلَ على آفاقِنا الشَّفّقُ

من بسمةِ الجرحِ تزهو كلُّ باسقةٍ
ويضحكُ الغصنُ والأزهارُ والورقُ

فعانِقي يا روابي القدسِ بسمتَه
ودلِّليها فمنها الصبحُ ينفلقُ

لا تُغلقي شَفَتيْ جرحِ الضِّياءِ على
سُمِّ السَّلامِ فهذا السلم مختَلقُ

والخانعون تباروا في صِياغتِه
كلٌّ إلى وكرِه للغدرِ يستَبقُ

ناموا مع الفجر لم يكحلْ بصائرَهم
نورُ الصَّباح فجفْنُ الفجر منغلِقُ

أعياهمُ البحثُ تحت الليل عن نَفَقٍ
للمارقين فلم يُفتحْ لهم نفقُ

فأَجمعوا أمرهم للكيد وانطلقوا
يهرولون وباب الذلِّ منطلَقُ

تملَّقوا كلَّ وغدٍ آثمٍ وقحٍ
يحمي الغزاةَ فما أجداهمُ الملَقُ

فآثروا العومَ في بحرِ الدِّماءِ إلى
شطِّ الخنوعِ وفي أمواجه الغرقُ

وأولموا للسَّلام المرِّ واجتمعوا
على الطَّعام فسادَ الخوفُ و القلقُ

صفُّوا موائدَهم فوق الرَّمادِ على
وعْدٍ كذوبٍ فلم يُسكَبْ لهم طبقُ

واستنفروا مالئَ الأقداحِ يسكرهم
بالأمنياتِ فغصَّ القومُ واختنقوا

مالوا إلى الرَّقص والأحجارُ تلعنُهم
والطِّفل والبيدرُ المحروقُ والطُّرقُ

والأمهاتُ وأرحامٌ ممزَّقةٌ
وكلُّ حبةِ زيتونٍ بها رمقُ

وقبةُ المسجد الأقصى وصخرتُه
ومهدُ عيسى ومن إسراؤُه عَبِقُ

* * *
يا صخرةَ القدسِ يا معراجَ سيِّدِنا
إلى السَّماءِ غصونُ الغار تصطفِقُ

جذورُها تُنبِتُ الأطفالَ تشحذُهم
على الإباء وهم في زحفِهم صُدُقُ

يرمون والثَّأرُ في أحجارٍهم غرِدٌ
" يسُ " تُتلى و" نصرُ اللهِ " و " الفلقُ "

يقبِّلُ الحجرُ الصوانُ أَنملَهم
إذْ يحملُ الموتَ مِقلاعٌ وينطلقُ

فقبِّلوا كلَّ كفٍّ تنتضي حجراً
وبادروا لاختراقِ الخوفِ واتَّفقوا

كفاكمُ اليوم تهريجٌ وفلسفةٌ
كفاكمُ في ميادينِ الردى نَزَقُ

الخصمُ وحَّدَ رُغمَ الزيف دولتَه
وأنتمُ رُغمَ أنوارِ الهدى مِزَقُ

إنِّي لأقسمُ بعدَ اللهِ في ثقةٍ
بالطِّفلِ إنِّي أرى " كوليزا "* تحترقُ

البوم ينعقُ في أركانِ دولتِها
والخائفون على أركانِها نعقوا

والمجرِمُ الوغدُ يوري النارَ محتضِناً
قِدْرَ السَّلامِ ولا لحمٌ ولا مَرَقُ

لمْ يدْرِ أنَّا نحبُّ الموتَ نطلبُه
كما يحبُّونَ عيشاً كلَّه فَرَقُ

رسالةٌ سُطِّرتْ بالسَّيفِ خالدةٌ
وخالدٌ لم يزَلْ للسيفِ يمتشقُ

* * *
قولوا لهم يا لُيوثَ القدسِ إنَّ لنا
يوماً به ينجلي عن شمسِنا الغسقُ

أعلامنُا من دمِ الأطفالِ ننسِجها
أعلامُكم في ذُرا أوهامِكم خِرقُ

سنرفعُ الرَّايةَ الحمراءَ يعقدها
ضياءُ فجرٍ من الجولانِ ينبثقُ

جبينُ بشَّارَ وضَّاءٌ بغُرَّته
وملءُ عينيهِ نورُ اللهِ والألقُ



17/6/2001


* كوليزا ... كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية

قديم 10-30-2010, 11:30 AM
المشاركة 23
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (19)



سهر الشوق



يسهرُ الشَّوقُ مسرِفاً بالتهابِ
ويغنِّي الحنينُ لحنَ التَّصابي

ويطولُ السهادُ والليلُ يحبو
والخلايا المواتُ تبكي شبابي

أرقبُ الفجرَ والضِّياء كسولٌ
يسحبُ الخطوَ لا يرِقُ لما بي

يتمطَّى على الطَّريقِ ويغفو
ثمَّ يصحو في أضلعي كالحرابِ

وأنا بين صحوِه ومنامي
أتشظَّى على دموعِ انتحابي

* * *
هذه الحالُ أيقظتْ في عُروقي
نبضَ همٍّ يحبُّ ليلَ عذابي

أتشهَّى الرُّقادَ لو لثوانٍ
والثَّواني تُثيرُ فيَّ ارتيابي

أحرقُ العمرَ بين شوقٍ وسُهْدٍ
في الليالي على حدود السرابِ

أزجرُ النفسَ حين تهفو لإثمٍ
خشيةَ اللهِ طامعاً بالثوابِ

وأُغنِّي يا ليلُ .. يا عَيْنُ جودي
بدموعي وأمعني بانسكابِ

قدَري أنْ أعيشَ عُمري شقيَّاً
في جحيمي مطارَداً من ذئابِ

يجهلُ اللائمون كيف أُعاني
من براكينِ هدأتي واضطرابي

ويقولون يا غبيُّ تقدَّمْ
لارتشافِ اللَمى وعَبِّ الشَّرابِ

وتمتَّعْ كما تحبُّ وتهوى
بكؤوسِ الطِّلا ووصلِ الكِعابِ

أنتَ من ضيَّعَ الشَّبابَ غباءً
بين فرطِ الهوى وخوفِ العقابِ

سوف نمضي ونستحيلُ تراباً
فاغنمِ العيشَ من بقايا التُّرابِ

أرهقتْكَ الأيامُ تمضي سِراعاً
بين لومٍ وحُرقةٍ وعِتابِ

* * *
وتصوَّرتُ ما مضى من حياتي
وابتعادي عن خيبتي واقترابي

أَرجفَ المرجفون منِّي كثيراً
يومَ كان الشَّبابُ ملءَ إهابي

يومَ آثرتُ أن أَعيشَ كريماً
رافِعَ الرأسِ هازئاً بالصِعابِ

واستجارَتْ بيَ الدموعُ وضجَّتْ
ذكرياتٌ تواثَبتْ من كِتابي

أنتَ أَسرفتَ في الحياءِ طويلاً
تتوارى من الضُّحى في الضبابِ

وانقضى العمْرُ والأمانيْ تناءتْ
وطموحي هوى وقامَ حسابي

وتمطَّى السُّؤالُ صعباً عسيراً
أين نورُ الهدى ؟ وحارَ جوابي



14/7/2001

قديم 10-30-2010, 08:15 PM
المشاركة 24
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (20)

قمْ يا وليدُ شفاكَ الله


مهداةٌ إلى الشاعر وليد قنباز
وقد أقعده المرض




حطَّمتُ من حُرقتي دَنِّي وأقداحي
ورحتُ أشربُ آلامي وأتراحي

أنوسُ كالظلِّ في أضواءِ راعشةٍ
كطائرٍ جِدِّ غدَّاءٍ وروَّاحِ

وهناً تؤرجحُني الأضواءُ مختلِجاً
مالي يدٌ في اختلاجاتي كلَّواحِ

أهيمُ في " صالة الإبداعِ "* أسألُها
عمَّنْ غزاها بأقلامٍ وألواحِ

أديرُ عينيَّ في أرجائها وجِلاً
أُقلِّبُ الطَّرفَ بحثاً عنك يا صاحِ

وأحبِسُ الدَّمعةَ الحرَّى وأُطلقُها
إذْ لمْ أَجدْكَ مع الفرسانِ في السَّاحِ

* * *
" وليدُ " يا بسمةَ الشِّعرِ الذي انبثقتْ
أنوارُه في شراييني ومصباحي

" وليدُ " يا مبدِعَ السِّحرِ الذي شهدتْ
له المنابرُ في شرحٍ وإيضاحِ

" وليدُ " يا فاتحاً لي كلَّ مُغلقةٍ
إنِّي كسرتُ بقُفلِ الغيبِ مفتاحي

* * *
ماذا أقولُ ؟ ومنْ يُزجي ندى قلمي
وكيف أُوجِزُ أفكاري لشُرَّاح ؟

وكيف أشدو ولا ألقاكَ مبتسماً
بين الحُضورِ ولم أُبصِر سوى اللاحي

قفْ يا وليدُ على ساقيكَ منتصباً
بإذنِ ربِّكَ واهجُرْ كلَّ جرَّاحِ

قفْ يا وليدُ وبادرْ بالمسيرِ إلى
دارِ الثَّقافةِ لا تسمعْ لنُصَّاحِ

أُتلُ المثانيَ واستنجدْ بمن نزَلتْ
آياتُهُ هديَ أفكارٍ وأرواحِ

عُدْ للحديقةِ صدَّاحاً على فَننٍ
وانْسَ السَّقامَ وغازلْ كلَّ صدَّاحِ

أين الهديلُ وأين الرَّاحُ هلْ نفدتْ ؟
أين العنادلُ هل نامتْ بأدواحِ ؟

* * *
أشرِقْ " وليدُ " علينا في مجالسِنا
فخَمرةُ الشِّعرِ قد حنَّتْ لأقداحِ

والمصبِياتُ على شَدْوٍ وهدهدةٍ
تشتاقُ عِطرَ الهوى من كلِّ فوَّاحِ

ذوِّبْ يراعَكَ توِّجها بمُرقصةٍ
من فنِّكَ البكرِ واسكُبْها مع الرَّاحِ

إنَّا عهِدناكَ وضاحَ السَّنا عبِقاً
كالزَّهرِ في كلِّ إمساءٍ وإصباحِ

* * *
قُمْ يا " وليدُ " شفاكَ اللهُ صلِّ بنا
وادعُ الإلهَ بتجويدٍ وإفصاحِ

لُذْ بالذي قدَّرَ البلوى وأنزلَها
واجأرْ إليهِ بإصرارٍ وإلحاحِ

إنِّي أُصلِّي وأدعو اللهَ مُبتهِلاً
كيما تعودَ لإنشادٍ وتَصداحِ

فاللهُ يُصغي لعبدٍ شاكرٍ ورِعٍ
في النَّازلاتِ عليه جدِّ مِلحاحِ

فارفَعْ يديك إلى ربِّ العبادِ ولا
تقنَطْ فديتُكَ أنت الأزهرُ الضاحي

وأنتَ من أنتَ في تقوى الإلهِ فقُمْ
وخلِّصِ النَّفسَ من تهويمِ أشباحِ

ثبِّتْ فؤادَكَ لا تعباْ بنازلةٍ
إنَّ الذي سطَّرَ البلوى هو الماحي

واسفحْ دموعَ الرِّضى فالبرْدُ في يدِه
ومَنْ سواهُ لمهمومٍ ومُلتاحِ

أقبلْ عليه وقلْ يا ربِّ خُذْ بيدي
وافتح طريقَ الشِّفا يا خيرَ فتَّاحِ



21/8/2001

*صالة الإبداع : صالة المركز الثقافي في حماة

قديم 10-30-2010, 08:19 PM
المشاركة 25
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (21)



أستغفِرُ الشَّيْب



على شفا جُرُفٍ هارٍ أداعبُهُ
حلْمٌ شهيٌّ تقيٌّ طاهرُ الأرَبِ

على شفا جُرُفٍ ما زلتُ ألثمُه
بين الجفونِ كطيفٍ هامَ بالهدبِ

خمسينَ عاماً على أسوارِ مملكةٍ
من الهيامِ يعاديني بلا سببِ

* * *
أواهُ .. أواهُ يا حُلماً ألوذُ به
في النومِ والصَّحوِ بين الشكِ والرِّيَبِ

أما تعبتَ على أسوارِ مملكتي
ألا اقتحمتَ عليَّ الليلَ بالشُّهُبِ

ألا دحَرْتَ ظلامي في ضِياءِ غدٍ
حتَّى يلوذَ ظلامُ العيشِ بالهربِ

* * *
تعالَ وابحثْ عن التَّفسيرِ في كُتُبٍ
حروفُها أشرقتْ من دمعِ منتحِبِ

لعلَّ نورَك يسعى بين أسطرِها
يضيءُ فيَّ ليالي الهمِّ والنَّصبِ

يُمِدُّ كوثرَ إلهامي يفجِّرُه
بين الضلوعِ فيأتي الشِّعرُ بالعجبِ

* * *
أواهُ .. أواهُ يا حلماً بذلتُ له
عمْراً تأرجحَ بين الجدِّ واللعبِ

هاتِ اسقني خمرةَ الإبداعِ تُسكرني
روحاً فأنأى بها عن خمرةِ العِنَبِ

واعطفْ على كبِدٍ حرّى يمزِّقُها
شوقٌ قديمٌ إلى مشبوبةِ اللهبِ

أدمنتُ فيها صباباتي وقافيتي
خمسين عاماً أُناديها ولم تُجِبِ

كأنها تختفي كي لا يطاردها
شوقي إليها على صافٍ من العَتَبِ

فأُجفلتْ أُمنياتي بعدما انقطعتْ
آمالُ وصليْ على بوابةِ السغَبِ

* * *
أواهُ .. أواهُ يا حُلْماً أهدهده
بين الجُّفونِ فيرميني إلى العطبِِ

أصبحتَ عنِّي بعيداً لا سبيلَ إلى
لقياكَ حتَّى ولو أمطرتَ كالسحُبِ

لكنَّني هائمٌ خلفَ السَّرابِ ولا
أستغفرُ الشَّيبِ عفوَ العمْرِ لم أشِبِ



8/1/2002

قديم 10-30-2010, 08:24 PM
المشاركة 26
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (22)


مجنونة الشوق



أنامُ على قربٍ وتغفو على بُعدِ
وأصحو على وصلٍ وتصحو على صدِّ

وأحيا على عهدٍ قطعناه بيننا
وتحيا على الإمعانِ في نقضِها عهدي

وفي مَهْمهِ الأيامِ أمضي مكبَّلاً
تُهدهدني الذكرى فأحنو على قَيْدي

ولولا ثواني القربِ في الشهرِ مرَّةً
لأحرقَني دمعي وأطفأني سُهدي

وجاريتُها بالغدرِ في الهجرِ والجفا
فلا همُّها همِّي ولا سعدُها سعدي

* * *
لأجلِكِ يا مجنونةَ الشَّوقِ أنتضي
قصائدَ حبٍّ ضاعَ في الجزرِ والمدِّ

لأجلِكِ يا مشبوبةَ النَّارِ أنتقي
لآلئَ أصدافٍ تنضَّدُ في عِقْدِ

لأجلِكِ يا فتَّانةَ الرَّوضِ أجتني
مواسمَ أزهارٍ تنامُ على زندي

وأنتِ ولا أخشى العقابَ غبيَّةٌ
تصدُّ على قصدٍ وترضى على عمْدِ

تغارين ممَّن لا أُبالي بحبِّها
وتدرينَ أنِّي لا أزالُ على ودِّي

تنامينَ والأوهامُ تغتالُ مضجعي
فأغفو على نارٍ وأصحو على برْدِ

وأستعذِبُ الآلامَ يشربُها دمي
وتتركُني شلواً يمزِّقُني وجدي

وأستنفٍرُ الآمالَ في حومةِ الأسى
فيخذِلُني عزمي ويفتِكُ بي جهدي

فأرفعُ كفِّي للسماءِ تضرُّعاً
أخاطبُ ربِّي كي أعودَ إلى رُشدي

وما بيَ مسٌّ ..لا .. وما بيَ جِنَّةٌ
ولكنَّ بي شوقٌ لسيَّالةِ الشَّهدِ

أهيمُ بها كالنَّحلِ أجني رحيقَها
وأسكبُه شِعراً فأبني به مجدي

لقد كنتِ يا محمومةَ العطرِ وردةً
وكنتُ أصوغُ الشِّعرَ للعطرِ والوردِ

فإنْ عُدتِ يا مسمومةَ الشَّهدِ شوكةً
فخلِّي سؤالي عنكِ يَشقى بلا ردِّ



27/1/2002

قديم 10-30-2010, 10:24 PM
المشاركة 27
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (23)


ريح النُّهوض


لا للعراقِ ل " إسرائيلَ" ألف نَعمْ
فاستسلموا أو فذوقوا عصفَ إعصاري

السِّلمُ غايتُنا والعدلُ رائدُنا
ناموا على الذلِّ وانصاعوا لإنذاري

إنَّا نقيمُ لكم حفلاً يمتِّعُكم
بعرضِ أزيائنا الحُبلى بأقذارِ

رِفقاً بشارونَ لا تُؤذوا عواطفَه
وعاملوه بإحسانٍ وإيثارِ

ماذا : لو اقتلعَ الأشجارَ حوَّلها
زيتاً لدبَّابةٍ غصَّتْ بأشرارِ

ماذا : لو احترقتْ بغدادُ وانسحقتْ
كلُّ الشعوبِ وبادتْ في لَظى النارِ

ماذا : لو انهدَمَ الأقصى وعاثَ به
كلُّ الزُّناةِ بأبكارٍ وأطهارِ

ماذا وماذا : وماذا لا سبيلَ إلى
إعرابِ ماذا وقد أتقنتُ أدواري

إنِّي أحذِّرُ من تثبيتِ قاعدةٍ
تَنفي وتُثبتُ ما تبديه أخباري

فما عليكم سوى أن تعربوا ولنا
حقٌّ بتوزيعِ أصفارٍ لأصفارِ

* * *
أشعلتُ محرقتي في ظِلِّ داليةٍ
حمراء تشربُ من سُمِّي وأوزاري

تنمو المنونُ بها عُنقودُها غَضَبٌ
وخمرُها من لَظى اليَحمومِ والقارِ

سيسكرُ الكونُ منها حين أسكبُها
لكلِّ شعبٍ على وعدٍ بمقدارِ

هذا نظامٌ جديدٌ سوف أفرضُه
على الشُّعوبِ بإعلانٍ وإسرارِ

من يومِ حطينَ أظفاري مقلَّمةٌ
واليومَ أشحذُ أنيابي وأظفاري

لم يبقَ فيكم صلاحُ الدينِ إذْ لجأتْ
كلُّ الزعاماتِ في صمتٍ لأوكارِ

وأوغلتْ في جُحورِ الخوفِ تاركةً
كلَّ المبيعاتِ تشكو غِبْنَ سمسارِ

حتَّى إذا بيعَ تاريخٌ برُمَّتِهِ
راحتْ تُعربدُ في رفضٍ وإقرارِ

* * *
يا حاملينَ لواءِ السلمِ في دِعةٍ
والريحُ تمعنُ في تحطيمِ أشجاري

أتفرحون إذا ما ساءكمْ خبَرٌ
وتغضبون إذا ما انقضَّ ثوَّاري

أتشربون كؤوسَ الذلِ في شُرَفٍ
وتأكلون ضحايا النارِ في غارِ

والطفلُ في المهدِ والأقصى يناشدُكم
يا أمةَ العُربِ يا أهلي وأنصاري

أعددتُ للثأرِ مقلاعاً ومحبرةً
ورُحتُ أطلقُ أحجاري وأشعاري

فليقطعوا الماءَ بعدَ الكهرباءِ فلن
يستقبلوا غير إيماني وإصراري

* * *
يا نائمون أما ملَّتْ مضاجعُكم
من التقلبِ واشتاقتْ لسُمَّارِ

أما ترهلتِ الأجفانُ واحترقتْ
أحلامُكم في فضاءاتٍ وأقمارِ

" بيروتُ " ملحمةٌ ضافتْ بفارسِها
فوسِّعوها بطبَّالٍ وزَمَّارِ

غنُّوا على وعدِ أمريكا بمؤتمرٍ
وشاركوها بأبواقٍ وأوتارِ

واستقبلوا كلَّ من يسعى لفُرقتكم
بالهمزِ واللمزِ في عَرْضٍ وتَكرارِ

وعرِّفوا ما هو الإرهابُ والتمسوا
عُذراً لمستهترٍ بالسلمِ كفَّارِ

* * *
" شارونُ " ينذِرُ والأحداثُ شاهدةٌ
يقول: لا تكسِروا بالضربِ مِسماري

لا تقتلوا الصمتَ لا تُبدوا مقاومةً
لا تطلقوا طلقةً في حقديَ العاري

وهيئوا لافتاتِ الشجبِ إنْ ضُربتْ
بغدادُ أو سُلِّمَ الأقصى لأحبارِ

تربَّصوا سوف يأتي دورُكم فعلى
جداولِ القصفِ أسماءٌ لأمصارِ

فبادروا لاقتحامِ السوقِ واغتنموا
عرضاً لكلِّ تصاميمي وأسعاري

ولنبدأَ العرضَ في الأقصى وننقلَه
لكلِّ عاصمةٍ ضاقتْ بأفكاري

حتى إذا جئتُ من صاموا على أملٍ
في دولةٍ حرَّةٍ من غيرِ أسوارِ

قدَّمتُ مائدةً بالسُّمِ عامرةً
فغادروها وباتوا دون إفطارِ

وأولِموا للسلامِ المرِّ وانتظروا
بعضَ الفُتاتِ ولكن خلفَ أستارِ

* * *
يا ساجدين على أبوابِ سادتِكم
ماذا فعلتم لمحوِ الإثمِ والعارِ

أتصدِرون بياناتٍ منمَّقةٍ
وتُجمِعون على إطفاءِ أنواري

أتطمعون بعفوِ الشعبِ إنْ عصفتْ
ريحُ النُّهوضِ بكفَّارٍ وفُجَّارِ

أم تلجؤون إلى أوكارِكم هَلَعاً
وتغرقون بأورادٍ وأذكارِ

لا بقبلُ اللهُ منكم أيَّ مبتهِلٍ
وأنتمُ بين مستَجْدٍ وخوَّارِ

تبَّتْ أياديكُمُ .. تبَّتْ مناصبُكم
وتبَّ من يشتري عرشاً بدينارِ

* * *
يا لابسينَ دروعاً غيرَ واقيةٍ
من الشُّعوب إذا هبَّتْ كإعصارِ

لا تحسبوا أنكم تخفون أنفسَكم
تحت البراقعِ عن سمعي وأنظاري

أغصانُنا الخُضرُ ما انفكتْ أناملُها
تبرعِمُ النَّصرَ من دارٍ إلى دارِ

تفِرُّ منهم حشودُ البغيِ هاربةً
وتحتمي من صدى المقلاعِ بالنارِ

تجري البطولةُ في شريانهم سُوراً
" آياتُها "* ملءَ أسماعٍ وأبصارِ

ليمونةٌ عُمْرها عمرُ الضِّياءِ ضُحىً
تجرَّعتْ غُصَّةَ الزَّيتونِ والغارِ

تناثرتْ مِزَقاً أشلاؤها كتبتْ
أحلى القصائدِ في تفجيرِ زُنَّارِ

إنِّي لأسجُدُ إجلالاً لمن خلَعتْ
ثوبَ الزَّفافِ ولم تركعْ لكفَّارِ

فأجمِعوا أمرَكم واستنفِروا دمَكم
وشرُّكم من توارى خافَ أعذارِ

شعوبُكم أُتخِمتْ بالزَّيفِ فاحترَفتْ
فنَّ الوجومِ بلا سمعٍ وإبصارِ

يزمجرُ الصَّمتُ في الآذانِ يثقبُها
والصوتُ يحفِرُ أغواراً بأغوارِ

* * *
يا أمَّتي يا بقايا نخوةٍ جُمِعتْ
من كلِّ عاصمةٍ في صحنِ آذارِ

لا تعقِدوا قمةً في ظِلِّ فرقتِكم
وجرِّبوا مرةً في العزفِ قيثاري

صَفُّوا سرائرَكم في كلِّ مُعتَرَكٍ
وراقبوا اللهَ في جهرٍ وإضمارِ

فالوغدُ " شارونُ " يغزوكم بمعتَقَدٍ
فلا تبيعوه إيماناً بدولارِ

يشدُّه " بوشُ " بالحقدِ الدَّفينِ كما
تُشدُّ فيه خنازيرٌ لأبقارِ

أحداثُ أيلول لم تبرَحْ مخاوفُها
رأساً تحدَّرَ من أصلابِ أحبارِ

فليأتِ مبعوثُ أمريكا على جُثَثٍ
يلفُّها القادمُ العاري بأطمارِ

* * *
يا مؤمنون وحزبُ اللهِ رائدُكم
تيقَّظوا لا تُصلُّوا قربَ غدَّارِ

ولا تصوموا على وعدٍ بمائدةٍ
في بيتِ نذلٍ على الأضيافِ مُنهارِ

" شَبْعا " كيافا " كرامِ اللهِ " فانتصروا
للأمهاتِ لأطفالٍ وأبكارِ

* * *
يا من عقدْتُم على التطبيعِ قمَّتَكم
ماذا تركتم لثوَّارٍ وأحرارِ

لُمُّوا بياناتِِكم من صحنِ مؤتمرٍ
وارموا بها خُلسةٍ في عُنفِ تيَّارِ

لا ترهقوا النفسَ في كشفٍ وتعريةٍ
لِما تُكنُّونَ من حقدٍ وأوغارِ

لا تصلبوني على وعدٍ تُطيحُ به
ريحُ النزاعِ ولا تصغوا لتجَّارِ

لا تحرقوا الغارَ في الأرضِ التي شربتْ
طُهرَ الدِّماءِ وغذَّتْ كلَّ أزهاري

لا تحملوني على أنقاضِ عزَّتِكم
إلى المشافي فما أنتم بزوَّاري

لا تُبرموا صفقةً للسلمِ خاسرةً
لا تهتكوا في حِياضِ القدسِ أستاري

لا تَشربوا السمَّ في كأسٍ مزخرفةٍ
لا تبلعوا الطعمَ محشوَّاً بأثمارِ

لا تأمنوا لذئابٍ في مُساومةٍ
ولا تناموا على سكِّين جزَّارِ

ومزِّقوا كلَّ راياتِ السَّلامِ ضُحىً
وسلِّموا رايةَ الجلَّى لبشَّارِ

فبايعوه على الجلَّى لقد سقطتْ
كلُّ الزعاماتِ في مستنقعِ العارِ



31/3/2002

* آياتها ... آيات سورة الأحزاب

قديم 10-31-2010, 09:44 AM
المشاركة 28
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (24)



جائزة نوبل للسَّلام



لا تسمعوا .. أغلقوا آذانَكم فأنا
أغلقتُ خوفَ دويِّ القصف آذاني

لا تنطِقوا .. أطبِقوا أفواهكم فأنا
أطبفتُ فوقَ حروفِ الرَّفضِ أسناني

لا تؤمنوا .. جمِّدوا إيمانكم فأنا
جمَّدتُ فوق لهيبِ النَّارِ إيماني

ناموا طويلاً ولا تستيقظوا فأنا
أنامُ بين الأفاعي ملءَ أجفاني

* * *
شعوبُكم في زوايا الخوفِ قابعةٌ
وأنتُمُ بين رِعديدٍ وخوَّانِ

تستنجدون بمن يحمي مضاجعَكم
تخشون فَتكةَ أشباحٍ وغِيلانِ

لا تعقِدوا قمةً في ظِلِّ خيبتِكم
لا تُبرِموا صفقةً تمضي لخُسرانِ

لا تخرجوا في مسيراتٍ منظَّمةٍ
أهدافُها ووْرِيتْ في صُلْبِ أحزاني

قولوا بكلِّ فضائياتِ عالمِكم
قتلُ الملايينِ فعلٌ غيرُ إنساني

قولوا " لشارون " أهلاً واسألوه رضىً
وصافحوه على ذُلٍّ وإذعانِ

ودجِّنوا كلَّ جُرحٍ نازفٍ فأنا
دجَّنتُ كلَّ جراحاتي وأشجاني

غنُّوا لأجلِ حصارِ القدسِ واحتفلوا
وقدِّموا عُلبةَ الحلوى لقرصانِ

وامضوا إلى الشَّرقِ واستجدوا مُناصرةً
وفاوِضوا الغربَ في أوكارِ فئرانِ

إنَّا نُعِدُّ لكم سوراً يُمنِّعكم
من الخليلِ إلى الأقصى لعمَّانِ

قفوا جميعاً على أعجازِكم ودعوا
أقدامَكم تنحني من غيرِ سيقانِ

سيروا إلى حتفِكم حبْواً ولا تدعوا
صوتاً يعبِّرُ عن رأيٍ ووجدانِ

بالأمسِ سرتُم على أعجازِكم دولاً
تباركُ الوحشَ لاستعمارِ أفغانِ

فأمعنَ القصفَ مشحوناً بهمَّتِكم
وحوَّلَ الأرضَ من روضٍ لبركان

* * *
قلنا لكم : قاوِموا الإرهابَ واغتنموا
أحداثَ أيلول واستعلوا بسُلطاني

أنتمْ صنائعُنا نغري الشُّعوبَ بكم
أنتم عبيدٌ لنا في ظِلِّ تيجانِ

لا تتركوها بلا ريشٍ يزيِّنُها
ورصِّعوها بياقوتٍ ومُرجانِ

لا ترفعوا رأسَكم إلا لمشنقةٍ
لا تُخفضوه لغيرِ القاتلِ الجاني

لا توقظوا النخوةَ العرباءَ في دمِكم
كونوا حمائمَ سِلمٍ تحت غرباني

صوموا وصلُّوا على أعتابِ سادتِكم
ووقِّعوا السِّلمَ في صمتٍ وكِتمانِ

غداً نُقيمُ لكمْ في القدسِ عاصمةً
لدولةٍ حرَّةٍ من خلفِ قضبانِ

وسوف نقضي على الإرهابِ في بلَدٍ
يليهِ آخَرُ فاختاروا من الثَّاني

أفي العراقِ ؟ أمِ الصُّومالِ ؟ أمْ بلَدٍ
تُذكي الطفولةُ فيه كلَّ مَيدانِ

بأنمُلٍ تقذفُ الأحجارَ لاهبةً
من مسلمٍ يفتدي الأقصى ونَصراني

في مهْدِ عيسى وفي مسرى الرَّسولِ وفي
حيِّ الخليلِ تحدُّوا عصْفَ نيراني

يرمون والثأرُ في أحداقِهمْ غَرِدٌ
لا يعبئونَ بتنينٍ وثُعبانِ

أم ننثني نحوَ حزْبِ اللهِ نقصِفُه ؟
هذا الذي في ذرا لبنانَ أعياني

أم للشآمِ التي من أفقِها سطعَتْ
شمسُ الصباحِ على قدسي وجولاني

تزهو بهمَّةِ حاديها وفارسِها
وفي مرابِضِها يخْتلُّ ميزاني

وربَّما .. ربَّما تمضي عدالتُنا
لتُكملَ القصفَ من أجواءِ سودانِ

تخيَّروا موتَكم في أيِّ مجزَرةٍ
ترضونه وانعموا في ظِلِّ عُدواني

وعرِّفوا ما هو الإرهابُ وانتظروا
تعريفَنا سوف يأتيكم ببُرهانِ

الحقُّ للقوةِ العمياءِ فاحترموا
مواقفي واخبطوا خلفي كعُميانِ

* * *
إنِّي لأقسمِ بالتدميرِ منتشِياً
بالإنتقامِ ولمْ أَحنَثْ بأيماني

لأقضِينَّ على الإرهابِ معتمِداً
صمتاً يعمِّقُ إصراري وإمعاني

وأهدِمنَّ محاريباً وأديِرةً
وأرفعنَّ على الأنقاضِ جُدراني

كلُّ الشعوبِ التي تسعى لعزَّتها
لسوفَ يجرِفُها سيلي وطوفاني

شريعةُ الغابِ عندي سوف أفرضُها
على الملايينِ من إنسٍ ومن جانِ

فرشِحوني ل " نوبلْ " سوف ألصقُها
على القبور وأَحميها بشيطاني

ولتعقِدوا قمَّةً أوراقُها نُشِرتْ
في بهوِ أمركةٍ تزهو بطغيانِ

أنتم على صفحةِ الإرهابِ من زمنٍ
من يومِ حطينَ ذُلُّ القهرِ أعماني

من يومِ حطينَ نارُ الحقدِ تدفعُني
لكي أُعدَّ لهذا العصرِ صُلباني

أنتم جميعاً لدى تقييمنا عربٌ
وتؤمنون بإنجيلٍ وقرآنِ

ونحن نبني لتهويدٍ وعولمةٍ
وسعيُكم ممعنٌ في هدمِ بنياني

لا فرقَ بين مسيحيٍّ يعارضُني
ومسلمٍ يرهبُ الدنيا بأكفانِ

لا فرقَ بين مليكٍ راح يغبِطُني
وبين راعٍ يلاقيني بقطعانِ

لا فرقَ بين مُغالٍ في عواطفهِ
وبين مسترشِدٍ بالعقلِ ينهاني

* * *
بترولكم دمُنا يجري بكم خطأً
ردُّوا لنا دمَنا تحظوا برضوانِ

وكبِّلوا كلَّ حرٍّ ينتضي قلماً
وعلِّقوه على أعوادِ نسيانِ

سُدُّوا مسامعَه واعموا نواظرَه
وأغلقوا فمَه إمَّا تحدَّاني

وعلِّموه احترافَ الخوفِ إنْ جمحتْ
أفكارُه وجرى من غيرِ أرسان

غداً يرى العالمُ النامي سياستَنا
لَمَّا أدعِّمُ تحت القصفِ أركاني

ألستُمُ من رعى الإرهابَ منطلِقاً
من أَرْزِ لبنانَ للأقصى لإيرانِ

إلى " الفلبين " نمضي قبلَكم فإذا
تمَّتْ مهمتُنا سرنا لبغدانِ

فباركِوا سعيَنا حتى نخلِّصَكم
ممَّا تُعانون من جوعٍ وحِرمانِ

لا تنظروا في اتجاهاتٍ معاكسةٍ
عبرَ الفضاءِ ولا تُصغوا لإنسانِ

لا تركبوا موجةَ التحريرِ في زمنٍ
أطلقتُ فيه على الشُّطآنِ حيتاني

لا تُرهِفوا سمعَكم للصدقِ واستمِعوا
لِما نؤكِّدُ من زورٍ وبُهتانِ

كنَّا نخافُ من " السوفييتِ " يدعمُكم
واليومَ نسخرُ من "روسٍ " وألمانِ

* * *
ناموا على الذلِّ أنتم أمةٌ نعمتْ
بالعزِّ ثمَّ توارتْ طيَّ خِذلانِ

عادتْ إلى القهرِ فالتاريخُ يمقتُها
لمَّا تُسائلُه عن مجدِها الفاني

تغفو على خُضْرِ أحلامٍ يدغدغُها
ذئبٌ يراودُها في جِلدِ حملانِ

وأوغلتْ في جُحورِ الجبنِ ساستُها
يغتالُها الخوفُ من سجنٍ وسجَّانِ

* * *
ودمدمَتْ في سماءِ القدسِ راعدةٌ
" اللهُ أكبرُ " يا أهلي وجيراني

قولوا لشانئنا الغرورِ حسبُك لا
تُسرفْ بظنِّكَ صوتُ الحقِّ ناداني

قد أذَّنَ الفجرَ طفلٌ ينتضي حجَراً
وراحَ يضِربُ في سرٍّ وإعلانِ

فأمةٌ شرعُها عدلٌ ومَرحمةٌ
للعالمينِ بإنعامٍ وإحسانِ

وطفلُها في سبيلِ اللهِ منجرِدٌ
لن تستكينَ لأوغادٍ وعِبدانِ

ينقضُّ والثأرُ في جنبَيْهِ محتدِمٌ
والموتُ والعيشُ إذْ ينقضُّ سيَّانِ

يقولُ للعُربِ والأجيالُ شاهدةٌ
لا تشتروا بدمي سُمَّاً لأوطاني

لا تصلِبوني على أعوادِ مؤتمرٍ
لا تقطعوا بمُدى الزيتونِ شرياني

لا تبحثوا عن عناوينِ الفِدا فأنا
نقشتُ في صخرةِ المعراجِ عنواني

وليذبحوني على الإيمانِ إنَّ دمي
يضيءُ دربَ أشقَّائي وإخواني

إنِّي كتبتُ ل " بوشٍ " بالدِّما صُحُفاً
فليقرأ الوغدُ ما يُمليه إيماني

فكفِّنوني إذا استُشهِدتُ في علمي
وكحِّلوا بترابِ القدسِ أجفاني

حتَّى أنامَ قريرَ العين في وطنٍ
يضمُّني تربُهُ الغالي بتَحنانِ

ولتكتبوا فوقَ قبري آيةٌ نزلتْ
باسمِ الشهادةِ من آياتِ قُرآني



3/2/2002

قديم 10-31-2010, 09:34 PM
المشاركة 29
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (25)



ملعب النسر



ألقيت في أربعين المرحوم الشاعر
الفلسطيني " حسن أبو أحمد "


إضفروا الغارَ أيُّها الأدباءُ
واسكبوا العطرَ أيُّها الشعراءُ

رصِّعوا سُدَّةَ الخلودِ بنجمٍ
آثرَ العتمَ كي يشِّعَ الضياءُ

توِّجوا النَّسرَ بالقريضِ وفاءً
ملعبُ النسرِ شِعرهُ والفضاءُ

واحبسوا الدمعَ فالمُصابُ عظيمٌ
ليس يجدي في النازلاتِ بكاءُ

* * *
يا صديقي وصاحبي وخليلي
يا شذا الزهرِ إنْ تهادى المساءُ

يا نديَّ الحديثِ في أُمسياتٍ
طابَ فيها اللِقا وطابَ الغناءُ

يا رضيَّاً بما تعاني وتشقى
يا وفيَّاً يبكي عليه الوفاءُ

لِمْ تعجَّلتَ يا أخي ولماذا ؟
ألِصمتِ القبورِ هذا الولاءُ ؟

أمْ على الشاشةِ الصَّغيرةِ أدمتْ
قلبكَ الحرَّ فِعلةٌ شنعاءُ

فرضيتَ الحِمامَ يأسو جراحاً
حينَ عزَّ الأساةُ والرُّحماءُ

أنتَ في شُرعةِ النضالِ شهيدٌ
تغبِطُ الأرضُ روحَه والسَّماءُ

* * *
يا سخيَّاً بكلِّ ما هو غالٍ
يا أميناً يزهو بها الأمناءُ

كيف تمضي ولا تقولُ وداعاً
أيُّها الصحبُ لن يكونَ لقاءُ

لا تُجبني على ندائي فإنِّي
قد أُوافي الثرى ويخبو النداءُ

* * *
يا سعيداً بالموتِ إنِّي شقيٌّ
في حياتي يغتالُني الأغبياءُ

كلُّ حرفٍ نضَّدتُه صار طوقاً
في خِناقي يشدُّه الأدعياءُ

سوف آتي إليكَ فاحفظْ مكاني
وانتظرني فما لحيٍّ بقاءُ

وتضَّرعْ للهِ واسألْهُ نصراً
نحن بالصمتِ والعمى فصحاءُ

نعشقُ السلمَ نكره الحربَ نسعى
لسلامٍ يأتي به الغرباءُ

نرفعُ اللافتاتِ من كلِّ لونٍ
ويغنِّي حشودَنا الخطباءُ

كلُّ جدرانِنا تنوءُ بحِمْلٍ
من شِعاراتنا ويزهو الطلاءُ

من صميمِ الشريانِ نسحبُ خيطاً
من دماءٍ كي لا يجفَّ الهواءُ

ونغنِّي للقدسِ لحناً حزيناً
وقَّعتْه المدافعُ الخرساءُ

تتبارى فيهِ العواصمُ عزْفاً
مُخمليَّاً يزهو به الجهلاءُ

هذه عُدَّة الصمودِ لدينا
فليُباركْ صمودَنا الأقوياءُ

* * *
يا أخا الشعرِ والجراحُ دليلٌ
شاخَ فيه الصدى وماتَ الرجاءُ

صُبَّ لي من علاكَ كأساً دُهاقاً
يا نديمي لقد قضى الندماءُ

مزِّقِ الصمتَ والحجابَ وغرِّدْ
في جنانِ الخلودِ كيفَ تشاءُ

كبَّلونا بالصمتِ ثمَّ استباحوا
عِرضَ أقلامِنا فعمَّ البِغاءُ

أنتَ حرٌّ فيما تقولُ وتعني
والمراؤون كلُّهمْ جبناءُ

النبِيُّونُ وحدُهم أبرياءٌ
من رِياءٍ يليهِمُ الشُّعراءُ

بعضُهم هائمون في كلِّ وادٍ
والصفيُّونَ فهمُ استثناءُ

صدقَ اللهُ .. كم يهيمُ بوادٍ
شاعرٌ ماتَ حسُّهُ والحياءُ

* * *
يا أخا السهدِ والفؤادِ المُدَّمى
غاضَ نبعُ الهُدى وماتَ الظِّماءُ

كيف أَرثيكَ يا أخي وفؤادي
قد أصابتْهُ طعنةٌ نجلاءُ ؟

كيف أَبكيكَ والقوافي تشظَّتْ ؟
كلُّ سطرٍ من جسمِها أشلاءُ

في فلسطين يسقُطُ الناسُ صَرعى
والسياساتُ كلُّها خرقاءُ

يتبارَونَ في كلامٍ وعرضٍ
والأحاديثُ بينَهم جوفاءُ

كم تنادَوا من كلِّ فجٍّ وعادوا
والبياناتُ صفحةٌ سوداءُ

كم أعدُّوا للرفضِ ثمَّ استجابوا
لعروضِ السلامِ وهيَ بلاءُ

أنتنَ الحِبرُ في يراعي فأضحى
من صديدِ اليَراعِ هذا الهُراءُ

غاضَ نبعُ الحروفِ جفَّتْ غصوني
وادلهمَّتْ سمائيَ الزَّرقاءُ

أتلظَّى على الجليدِ احتراقاً
ولَظى النارِ والجليدُ سواءُ

عقَّني الصمتُ يومَ هبَّتْ وعاثَتْ
في فلسطينَ زَعزَعٌ نكباءُ

* * *
يا أخي في الحنينِ للثأرِ هذا
عصرُ ذُلٍّ حكَّامُه أُجراءُ

كم تصدَّوا للشعبِ وهو ينادي
يا فلسطينُ داؤنا الأمراءُ

رفعوا في النضالِ راياتِ سِلمٍ
رايةُ الذلِ يا أخي بيضاءُ

زيَّفوا شُرعةَ الفداءِ فقالوا
من صميمِ الإرهابِ هذا الفداءُ

وتمادوا بالصمتِ خلفَ حُدودٍ
غيرَ شِبلٍ تزهو به الفيحاءُ

هبَّ يحدو الشآمَ والعُربَ طُرَّاً
بزئيرٍ فأُجبِلَ البُلغاءُ

وتحدَّى " شارونَ " وهو ينادي
نحن في الشامِ للفداءِ حُداءُ

هو شِبلُ العرينِ من غابةِ الأسـ
ــدِ ونَسرٌ تزهو به العلياءُ

* * *
يا فقيراً بالعيشِ صِرتَ غنيَّاً
باحتفالٍ يسعى له الشعراءُ

أرهِفِ الروحَ واستمِعْ لبيانٍ
لم تُعكِّره ريشةٌ حمقاءُ

أُمَّتي تنخرُ السياساتُ فيها
يتبارى في هدمِها العملاءُ

يتلوَّى تحت السياطِ النَّشامى
ويغنِّي عبيدُها والإماءُ

بين جُدرانِ صمتِها يتنامى
في الدهاليزِ بيعُها والشراءُ

خلف قُضبانِ سجنِها يتهاوى
مِشعلُ الفكرِ فالضحى ظَلماءُ

أمَّةٌ شعبُها يجوعُ ويَعرى
يدُها في صراعِها شلَّاءُ

أُمَّتي أمةُ الخرابِ ويبقى
عزْمُ أطفالِها هو البنَّاءُ

* * *
يا أخي في الدماءِ جُرحي بليغٌ
كيف يأسو جراحَنا الغرباءُ

كلُّ يومٍ يأتي فلسطينَ وفدٌ
في تلوِّيه حيَّةٌ رقطاءُ

همُّنا القدسُ والخليلُ ويافا
وجِنينٌ والمَهدُ والإسراءُ

همُّنا همُّ كلِّ حرٍّ أبيٍّ
في حناياهُ ذِمةٌ ووفاءُ

يحملُ الجرحَ راعفاً لا يُبالي
أُذْنُه عن سلامِهم صمَّاءُ

* * *
يا أخا الصرخةِ الأبيَّةِ إنِّي
أرفضُ العرضَ فالرضى استجداءُ

قُمْ وحدِّقْ تَرَ " النَّعانةَ "* تبكي
طفلَها البَرُّ والدموعُ دماءُ

كلُّ طِفلٍ فيه يمدُّ إلى الشـمـ
ــسِ ذراعاً بها الظلامُ يُضاءُ

كلُّ أمٍّ تزهو بموتِ بنيها
هي في البذلِ والرضى خنساءُ

تغرسُ الأرضَ والسماءَ ويسقي
غرسَها البِكرَ فتيةٌ شهداءُ

كلَّما فجَّرَ الحِزامَ شهيدٌ
زَغردَ الحمدُ واستجابَ الثناءُ

لن ينامَ الترابُ ما دامَ فيه
جَفْنُ طِفلٍ ما زارَه الإغفاءُ

* * *
يا أخا العشقِ للفداءِ بصدقٍ
لستُ أبكيكَ فالبُكاءُ هجاءُ

قُمْ وشاهدْ في مهرجانِ الضحايا
ألفَ طفلٍ وما انتخى الزعماءُ

واستمِعْ للكلامِ يُلقى جُزافاً
بَبَّغاءٌ يُصغي له بَبَّغاءُ

* * *
يا حبيباً مضى ليَلقى حبيباً
في بروجٍ حُكَّامُها الأنبياءُ

أنتَ في جنَّةِ النعيمِ مُقيمٌ
نحن مَوتى وأنتُمُ الأحياءُ

حين يصحو الإيمانُ ينتصرُ الحقْـ
ــقُ وتمضي الهمومُ والأرزاءُ

نحن في صمتِنا الكريهِ غُثاءٌ
وعلى السطحِ لن يدومَ الغثاءُ

نتمنى الرحيلَ في كلِّ يومٍ
حسبُنا الآنَ أنَّنا شُرفاءُ

* * *
يا أخا الحرفِ والقريضُ شُجونٌ
نحن في الموتِ والحياةِ عطاءُ

نحفرُ الصخرَ بالأظافرِ بحثاً
عن رُفاتٍ تنمو بها الكِبرياءُ

غيرَ أنَّا نعودُ نرقَبُ شوقاً
ساعةَ الموتِ فالرحيلُ شِفاءُ

فانتظِرنا فقد حزمْنا الأماني
لانعتاقٍ يهفو له الشعراءُ



11-4-2002
*النَّعانة : قرية المرحوم حسن أبو أحمد

قديم 10-31-2010, 11:27 PM
المشاركة 30
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (26)


مهرجان ربيع حماة الخامس






في مهرجانِ الحِمى يا قومُ أنتحِبُ
دمعي دمٌ من جراحِ القلبِ ينسكِبُ

أبكي على القدسِ مِحراباً ومئذنةً
أبكي على المهدِ والناقوسُ يضطربُ

أبكي على العُربِ حكَّاماً وأنظمةً
والدمعُ يصرخُ رغمَ الصمتِ يا عربُ

* * *
يا مهرجاناً أتى يستلُّ بسمتَنا
من الجراحِ شفاهُ الجرحِ تلتهبُ

في كلِّ عامٍ مواويلي تُهدهدُني
واليومَ يصفعُني الموَّالُ والطربُ

لا تلبِسنَّ ثيابَ العيدِ مبتهِجاً
لا تَبسِِمنَّ فوجه الشمسِ مكتئبُ

فجِّرْ أغانيكَ صاروخاً وقُنبلةً
لا ترقصنَّ إذا ما أينعَ الغضبُ

* * *
إنِّي لأرفعُ دعوى ضدَّ من صمتوا
أمامَ محكمةٍ للعُربِ تُنتَخَبُ

وأسألُ الطائعَ العاصي أعاتبُه
لعلَّه رغمَ يأسي ينفعُ العتبُ

تُجيبني الدائراتُ السمْرُ نائحةً
نوحَ الثكالى ويبكي الماءُ والخشبُ

يا شاعرَ العيدِ بوحُ الزهرِ غادرَني
إلى ضريحِ شهيدٍ تربُه رطبُ

والناسُ لاهونَ لم يهزُزْ مشاعرَهم
سيلُ الدماءِ ولا قتْلٌ ولا سَلَبُ

ويسألون على علمٍ ومعرفةٍ
لِمَ البكاءُ ؟ وفيهم يكمُنُ السببُ

أجبتُهم بالقوافي البِكرِ داميةً
أتسألونَ ؟ وعِرضُ الأرضِ يُغتَصَبُ

أبكي لِطفلٍ من الأقصى يناشِدُنا
في كرمِه يصرخُ الزيتونُ والعِنَبُ

أين الذين إذا مُسَّتْ محارمُهمْ
طاروا إليها ولم يَهدأْ بهم عصَبُ

أين المذاويدُ هل ماتتْ كرامتُهم ؟ "
وهل طمى الذلُّ حتَّى غاصتِ الرُّتبُ"؟

ويحكمون على حمَّالِ أسلحةٍ
للثائرينَ ويحمي التاجَ معتصِبُ

* * *
يا نائمونَ أما ملَّتْ مضاجعُكم
من الرقادِ ألمْ ينبُتْ لكم ذَنَبُ ؟

ويا مقيماً على العاصي ودهشتِه
في مسجدٍ لبني أيوبَ ينتسبُ

أفقْ وبادِرْ إلى المحرابِ صلِّ بنا
ورتِّلِ الآيَ واهتُكْ سترَ منْ نَعبوا

لا تيأسنَّ فلمْ تُغمَدْ صوارمُنا
ولن تنامَ على أجفانِنا الهدُبُ

قُمْ جدِّدِ العهدَ للتاريخِ وامضِ بنا
لعلَّها تنجلي عن عهدِكَ الحِقبُ

وافتحْ لنا صفحةً بيضاءَ نكتِبُها
قصيدةً نضَّدتْ آياتِها الشُّهبُ

قد أذَّنَ الفجرُ طفلٌ شابَ مذْ نبتتْ
أسنانُه وجفاه اللهوُ واللعبُ

فانقضَّ يحملُ مقلاعاً يُغيرُ به
وجعبةً ملؤها الأقلامُ والكتُبُ

يستعذبُ الموتَ لم تُرهبْه دارعةٌ
في جَوفِها يحتمي الطاعون والجربُ

في جانحيه هوىً للثأرِ يدفعُه
والخائفون على تيجانِهمْ لُعَبُ

* * *
يا أمَّتي يا بقايا نخوةِ ودَمٍ
لا تستعدِّي ولا تُصغي لمن نُكٍبوا

لا تُشهري مُديةً في وجه مغتصِبٍ
وباركي زحفَه فالليلُ يقتربُ

غنِّي وسيري على أجسادِ من سقطوا
وهلِّلي إن سرى في جسمكِ العطبُ

* * *
يا هابطينَ إلى الجُّلَّى بأغنيةٍ
أهلاً وسهلاً بكم أخلاقكُم عجبُ

" آياتُ " تنضو ثيابَ العُرسِ راودَها
حبُّ الشهادة لا عِقْدٌ ولا ذهبُ

فزَغردتْ في حِياضِ الموتِ وانتثرتْ
أشلاؤها وهوى في الساحِ مغتصِبُ

* * *
يا عارياً من ضميرٍ رُحتَ تخلعُه
أصبحتَ سيِّد من هانوا ومن كذَبوا

إلبسْ رياءكَ لا تظهرْ بعاريةٍ
حيكتْ من الذلِّ في أوكارِ من هربوا

والضربة البِكرُ لا تُغني شفاعتُها
عن صمتِك المُرِّ في آذانِ من ضربوا

* * *
القاذفاتُ حيارى أين فارسُها
هل حوصِرَ الرأسُ فاستشرى بها الذنبُ

والوعدُ بالسلمِ والتسويفُ محرقةٌ
والسَّاجدون على أعتابه حطبُ

* * *
يا مهرجانَ الحِمى عفواً ومعذِرةً
لقد تنازَعَني الإقدامُ والهربُ

وعقَّني الصمتُ حتى كاد يصعقُني
برقُ الرعودِ وقد ضجَّتْ به السُّحبُ

وبرَّني الشعر وانهلَّتْ سحائبُه
سخيَّةً بالقوافي الحُمرِ تنسكِبُ

فما حملتُ يَراعي في هوىً وهدىً
إلا وكان كما العملاقُ ينتصبُ

أذودُ عن قُبةِ الأقصى وصخرتِه
عن الكنيسةِ والصُّلبانُ تنتحبُ

كمْ من نبيٍّ على مِحرابِه قتلوا
كم من مسيحٍ على صُلبانِها صلبوا

* * *
يا عاقدين على التطبيعِ صفقتَكم
هذي تجارةُ من للموتِ يرتقِبُ

فبادِروا لدهاليزِ السلامِ على
أنقاضِ صرحيَ إرضاءً لمن رغبوا

العادياتُ تخلَّتْ عن شكائِمِها
هل بينَكم لصلاحِ الدِّينِ منتسِبُ ؟

أم ماتتِ النخوةُ العرباءُ يومَ أتى
" شارونُ " يمنحُنا شاةً ويحتلِبُ

ونحن لاهونَ عن شاةٍ ومحتلَبٍ
فلم يعُدْ عندنا شاةٌ ولا حَلَبُ

* * *
يا مهرجاناً على العاصي تَرِفُّ به
أرواحُ من أذهلوا الدُّنيا بما وهبوا

هُمُ الغيارى وبابُ النهرِ يعرفُهم
وساحةُ النصرِ يومَ الروعِ إذ وثبوا

حتى بدا الفجرُ في نيسانَ غرَّتُه
عيدُ الجلاءِ وعمَّ الفَخرُ والطَّربُ*

فهل تحرِكُ ذكرى العيدِ ساكنةً
من الجوارحِ أم ساختْ بنا الرُّكبُ

وهل أُغنِّي على العاصي وفي كبِدي
نارٌ وفي رئتي يستوطِنُ اللَّهبُ

لكنَّني رغمَ من خانوا ومن غدروا
أرى البشائرَ بالتحريرِ تقتربُ

فطاوعيني قوافي الشعرِ إنَّ دمي
مُزمجِرٌ في شراييني وملتهِبُ

لا تسفحيني على الأوراقِ أخضبُها
لا تتركيني بحقلِ الموتِ أحتطِبُ

لا تُغرقيني ببحرِ الصمتِ في زمنٍ
أمواجُه الحُمْرُ فوق السلمِ تصطخِبُ

لا تحمليني على أنغامِ أغنيةٍ
إلى ربيعٍ تُواري حسنَه الحُجُبُ

وجرِّديني بلا خوفٍ ولا وَهَنٍ
فقد هُزِمنا ولم تشفعْ لنا الخُطَبُ

لولا هَصورٌ بأرضِ الشامِ يحرسُها
لقلتُ لا غُمةٌ تُجلى ولا كُرَبُ

هذا ابنُ من لاذتِ الدنيا بحكمتِه
لمَّا تشابكَ فيها الصدقُ والكذِبُ

فلتَمضِ " بشَّارُ " للتحريرِ يا أسداً
أنصارُكَ اللهُ والإيمانُ والعربُ



27/4/2002

* نيسان .. ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي عن سوريا


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجامع في العروض والقوافي - أبو الحسن أحمد بن محمد العروضي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-28-2014 12:23 AM
ديوان تقي الدين السَّروجي .. ما تبقى من شعره وموشحاته - نبيل محمد رشاد د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-25-2014 10:21 PM
الطُّغرائي .. حياته .. شعره .. لاميته - علي جواد الطاهر د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-17-2014 05:52 PM
|| الشاعر فهد العسكر حياته وشعره || ساره الودعاني منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 4 07-19-2011 05:59 AM
ملحمة الدموع - الشاعر محمد الحسن منجد عبد السلام بركات زريق منبر ديوان العرب 5 10-16-2010 05:21 PM

الساعة الآن 08:29 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.