قديم 10-24-2010, 10:23 AM
المشاركة 11
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (7)



موعدٌ يحترق



بلهيبِ الموعدِ أحترقُ
ويُحطِّمُ أعصابي القلقُ

وأُكذِّبُ صادقَ إحساسي
وبباب الموعدِ ألتصقُ

وتمرُّ دقائقُ من عمري
بدُخانِ شعوري أحترقُ

* * *
بلهيبِ الموعدِ أنتظرُ
وتُسمِّرُ أقدامي الفِكَرُ

وأحاولُ أهربُ من ظنِّي
لكنَّ يقيني ينتصرُ

فأَلمُّ شتاتيَ أزرعُهُ
في لحظةِ وعدٍ تُختَصَرُ

* * *
بلهيبِ الموعدِ آمالي
تزْوَرُّ كشمسِ الآصالِ

فأغادرُ مملكةَ اللُقيا
واليأسُ يقطِّعُ أوصالي

وأَعَضُّ بَناني من ندمٍ
وأمارسُ لهوَ الأطفالِ

* * *
بلهيبِ الموعدِ يُشعِلني
يتمطَّى المَطْلُ ويطفئني

وأسيرُ بظُلمةِ إخفاقي
ودروبُ الفرحةِ تلفظُني

فأعاتب نفسي أَزجُرُها
وسيولُ الخيبة تجرِفُني

* * *
بلهيبِ الموعدِ مِصباحي
يهفو لصريرِ المفتاحِ

ويُطلُّ الفجرُ يعاتبُني
فأَهبُّ أحطِّمُ أقداحي

وأُمزِّقُ أوراقي الظمأى
بجنون الشعرِ وإفصاحي

* * *
بلهيبِ الموعدِ أوهامي
تتفجَّرُ مثلَ الألغامِ

تتهاوى خلفي .. قُدَّامي
تتصارعُ توقِظُ آلامي

فأَلُمُّ الجرحَ أُضمِّدُهُ
وأعودُ أُعاتبُ أيامي

* * *
بلهيبِ الموعدِ أبتَرِدُ
فأضمُّ جناحي أرتعدُ

وأعودُ بخيبةِ من يسعى
لسرابٍ يركضُ .. يبتعدُ

وأنامُ يمزِّقُني يأسي
وأَفيقُ وأحلامي بَدَدُ

* * *
بلهيبِ الموعدِ يقتربُ
يرتاحُ القلبُ ويضطربُ

ويمُرُّ الوقتُ ويتركني
ودموعُ الحُرقةِ تنسكِبُ

فأحاولُ أقهرُ أمواجي
لكنَّ شراعي ينقلِبُ



29/1/1999

قديم 10-25-2010, 05:32 PM
المشاركة 12
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (8)


فيض الهدى



مهداة للشاعر الفحل
أحمد معروف

أَلوتْ عِنانَ الهدى تمشي على مَهَلٍ
تستبطئُ الخطوَ حتى ضاقتِ السُبُلُ

تلفتَتْ حولَها والخوفُ يمنعُها
من المسيرِ إلى أن أينعَ الأملُ

وازورَّ عنها جوادُ الليلِ فانتبهتْ
إلى الضياءِ تشدُّ الجفنَ تبتهلُ

في كُلِّ رَفَّةِ هُدبٍ أبصرتْ صوراً
من الجمال بنورِ اللهِ تغتسلُ

تشهَّدتْ فتجلَّى اللهُ بارئها
فكلُّ ما حولَها من دونهِ هَمَلُ

تبارك اللهُ هذا الفيضُ فيْضُ هوىً
تبارك اللهُ نورُ الحسْنِ يكتمِلُ

* * *
يا شاعري يا سميرَ الرُّوحِ تُسكرُني
آياتُ شِعرِكَ إمَّا رُحتَ ترتجلُ

تدُقُ نبضَ قلوبِ المبدعينَ هدىً
وأنتَ بين المعاني البِكْرِ تنتقلُ

تنسابُ فيها انسيابَ النورِ في غَسَقٍ
فتستبينُ مساءَ الأنجمِ المقَلُ

هَبْني يراعَكَ أَقبسْ كلَّ بارقةٍ
تحتَ الظَّلامِ بنورِ اللهِ تكتحلُ

فأنتَ أدرى بصمتِ الجُرحِ إن نطقتْ
خرْسُ الهمومِ ولا حوْلٌ ولا قِبَلُ

وأنتَ أدرى بمنْ شابتْ مواسمُهُ
وخانَهُ السعدُ واستشرى به المللُ

وأنتَ أدرى بمنْ شاخَ العطاء بهِ
فراحَ من مزجياتِ الوهم ينتحلُ

ومدَّ كفَّاً تخلَّتْ عن أصابعِها
يرجو الأماني فأوهى كفَّهُ الخجلُ

وارتدَّ يشحَذُ حدَّ الكِبرياء به
فارتدَّ عنه ظلامُ الفكر والزَّللُ

* * *
يا شاعري يا " أبا الحزمِ " الذي شهِدَتْ
له المنابرُ واختالتْ به المُثُلُ

ألبستَني ثوبَ فخرٍ حاكَهُ قلمٌ
كأنَّ آياتِهِ جاءت بها الرُّسُلُ

منَزَّهٌ عن حديثٍ شاءه نَفَرٌ
سودُ الوجوهِ وفي أنظارِهمْ حَوَلُ

مالوا إلى الهدمِ والتَّشويهِ يدفعُهُمْ
زيف الحضارة والإرهاقُ والفشلُ

يستكبرون كإبليسَ اللعين وفي
" حديثهم " يتساوى الزَّهرُ والجُعَلُ

ونحنُ نسجُدُ في مِحرابنا وهُمُ
بما أَضلَّهُمُ شيطانُهم فَعلوا

* * *
يا شاعري صُبَّ لي كأساً معتَّقَةً
مما عصَرتَ ففكري مُقْفِرٌ خَجِلُ

أجوسُ فيهِ بفأسِ الشِّعرِ مُحتَطِباً
لعلَّهُ ببريقِ الحرفِ يشتعلُ

واعذُرْ فديتكَ تقصيري لقد هَرَبَتْ
منِّي الحروف فشِعري خائفٌ وجِلُ



3/1/2000

قديم 10-25-2010, 09:11 PM
المشاركة 13
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (9)



غول التقاعد



اليومُ أكملتُ في التعليمِ أعمالي
وصِرتُ كالماءِ في أحضانِ غِربالِ

مهما نخلت به لم يبقَ لي أثر
تغلغُلَ الماء في صحراء آمالي

جاروا عليَّ أحالوني إلى هَمَلٍ
كأنَّني لم أكن أهلاً لإجلالِ

سَلوا الذين مضوا قبلي لمأتمِهم
كم من أبيٍّ قضى في ثوبِهِ البالي

* * *
غولُ التقاعُدِ شلَّ اللهُ قبضتَهُ
شقَّتْ براثنُهُ بالخوفِ سِربالي

ألوذُ بالنَّومِ خوفاً منْ حبائلِهِ
فيدخُلُ الحلمُ يغريني بأغلال

ويشتري النومَ من عيني ببارقةٍ
تلوحَ لي بينَ وسواسٍ وبلبالِ

ولستُ أملِكُ شيئاً أستطيعُ به
دفعاً لهذا سوى صمتي وإعوالي

فأرقبُ الفجرَ والآلامُ تطحنُني
طحنَ الرَّحى بينَ إدبارٍ وإقبالِ

ومن رآني أُغني اليأسَ محترِقاً
لاكَ الكلامَ ولم يعجبْهُ موَّالي

وازورَّ عنِّي كمنْ يزورُّ عن دَنَسٍ
أو عن وباءٍ سرى في كلِّ أوصالي

كذا بدا الناسُ مذْ لملمتُ أمتعتي
فجلُّهم بين غدَّارٍ ومحتالِ

* * *
ستُّونَ مرَّتْ وما هلَّتْ سحائبُها
غيرَ الدُّموعِ وقيل الناس والقالِ

ستُّونَ ما كحَّلتْ عينيَّ بارقةٌ
وما أطلَّتْ سوى الأوهامُ في بالي

حتَّى وصلتُ لحالٍ في مجاهلِها
أستعذبُ الصَّمتَ في حِلِّي وتَرْحالي

ألوكُ خبزَ شقائي في مُجابهةٍ
معَ النفاقِ فساءتْ كلُّ أحوالي

حتى الذينَ غدا دمعي لهم شُعلاً
نَسَوْا ودادي أحالوهُ لإهمالِ

وما تعودتُ إغضاءً وتَرضيةً
وما مددتُ يديْ سلْبَاً لأموالِ

وما خفضتُ جناحيْ عند مُنْتَفِجٍ
وما انحنيتُ سوى للخالقِ العالي

أمضي إلى سُدَّةِ السبعين مرتقِياً
سلالمَ الطّهُرِ مزهواً بأفعالي

وسوف أمضي إلى التسعين لو سَمَحتْ
كفُّ المنونِ ولم أعبأْ بأثقالي

تشدّني أمنياتٌ أينعتْ صُوراً
من الجمالِ تحدَّتْ كلَّ جوَّالِ

* * *
سأمتطي القهرَ بالإيمانِ أسرجُهُ
أحاصرُ الزيف في أوكارِ أنذالِ

حتَّى إذا لم أدعْ للغدرِ مُتَكأً
أهوي عليه وألقيه لأوحالِ

وأضرِمُ النَّارَ في أوكارِ معقِلِهِ
ليرقصَ الحقُّ تيَّاهاً بخَلخالِ

هناكَ أَبراُ من يأسٍ يمزِّقني
فأستريحُ .. لقد ألقيتُ أحمالي

قديم 10-25-2010, 09:20 PM
المشاركة 14
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (10)



أفديكِ يا أمَّ الفداء

ألقيت في مهرجان
الربيع الثالث في حماة

غَفَلَ الرَّقيبُ فهاجتِ الأشواقُ
وصحا بقلبِ العاذلِ الإشفاقُ

وتلفَّتَتْ ظمأى العيونِ حبيبةٌ
سمراءُ تملأُ وجهَها الأحداقُ

كَشَفتْ حِجاباً من نسيجٍ قاتمٍ
فسرى بها نحو الضِّياءِ بُراقُ

دَرَجَ الرَّبيعُ فأزهرتْ أحلامُها
وحَنتْ على أزهارها الأوراقُ

وتبسَّمتْ سُمْرُ الضفافِ وأسفرتْ
فتلألأتْ بمروجِها الأعلاقُ

وتواضعَ الحَوْرُ المكابِرُ وانحنى
للبَيلسانِ تشدُّه الأشواقُ

وطوى بها العاصي السقيمُ فِراشَهُ
ذهبَ السَّقامُ وأدبرَ الإرهاقُ

وشدَتْ نواعيرٌ ورقَّقَ شدوَها
همسُ الغصونِ هادِرٌ دفَّاقُ

فتمايلتْ سكرى البيانِ قصائدٌ
فالشِّعرُ يُسكَبُ والضياءُ يراقُ

وحبيبةُ العاصي تعبُّ وتنتشي
والعُشبُ في حللِ النَّدى برَّاقُ

* * *
أفديكِ يا أمَّ الفداء مواسِِماً
لا الضَّنكُ يسكنُها ولا الإملاقُ

ها همْ ألوفُ الزَّائرين توافدوا
تسعى بهم قدَمٌ إليكِ وساقُ

أهلاً بهم حلَّوا كِراماً بيننا
فازدانتِ الحاراتُ والأسواقُ

* * *
هذي حماةُ عشيقتي وخطيبتي
ودمي لها يومَ الزفاف صُداقُ

كم من عَذولٍ رامَ خدْشَ حيائها
فارتدَّ يصفعُ وجهَهُ الإخفاقُ

فنسيمُها برْدٌ لمن حملَ الهوى
ورياحُها لعذولِها إحراقُ

شَمَخَ الإباء بها فطأطأَ شامتٌ
وهوى برأسِ الحاسدِ الإطراقُ

في كُلِّ منعَطَفٍ وكلِّ ثَنيَّةٍ
علمٌ إلى قِممِ العلى سبَّاقُ

فيها تعانقَ مسجدٌ وكنيسةٌ
وبها تخاصرَ مِنبرٌ ورواقُ

سَطَعتْ شموسُ الهديِ من شرفاتِها
وتواصلَ المخلوقُ والخلَّاقُ

أنَّى التفتْتَ بدتْ شمائلُ أهلها
صِيدٌ أماجيدٌ بها ورفاقُ

ومحبةٌ في كلِّ وارِفةٍ نَمَتْ
ومودةٌ وتراحُمٌ ووِفاقُ

صُورٌ من الإبداعِ جلَّ جلالُها
في ظِلِّها يتفيأُ العشاقُ

ملكَتْ قلوبَ الملهَمينَ وعطَّرتْ
حللَ النَّدى فتضوَّعَ الإشراقُ

أشهى الحديثِ إليَّ وصفُ جمالِها
وكأنَّ وصفَ جمالِها تِرياقُ

طبع المحبِّ إذا الحبيبةُ ألمحتْ
حملَ الصَّبابةَ قلبُه الخفَّاقُ

* * *
أنا يا حبيبةُ في هواكِ مطوَّقٌ
عشِقتْ رقيقَ مشاعري الأطواقُ

قلبي على شَفتيْ يطارِحُكِ الهوى
وأنا المحبُّ الهائم المشتاقُ

غنَّيْتُ للوطنِ الحبيبِ قصائداً
نَفَثَتْ لهيبَ حروفِها الأعماقُ

تتراقصُ الآمالُ خلْفَ لهيبِها
ويسيلُ منها جدولٌ رقراقُ

واليوم يحملُني النَّسيمُ سحابةً
لا الرعدُ يسبِقُها ولا الإبراقُ

لكنَّها هَمَلتْ دموعَ صبابةٍ
وخيولُ هامِلةِ الدُّموعِ عِِتاقُ

* * *
أنا في هوى العاصي أصوغُ قصائداً
بين الطِّلا ودبيبها ميثاقُ

صلَّيْتُ في محرابِ حبِّ حبيبتي
فتأرَّجتْ بصلاتيَ الأخلاقُ

أهوى أزقَّتَها وقلعةَ مجدِها
ويشدُّني بالدَّيدبانِ* وثاقُ

فالعينُ تعشقُ والدُّموعُ شواهدٌ
والقلبُ رُغمَ جراحِهِ يشتاقُ

بيني وبينَ تُرابِها وسمائها
عَقْدٌ وعَهْدٌ لا يحلُّ طلاقُ

فإذا دنا يومي ضممتُ ترابَها
وأنا للثْمِ سمائها توَّاقُ

وأغيبُ في حضنِ الحبيبةِ واثقاً
أنْ لن يكونَ إلى النُّشورِ فراقُ


* الديدبان .. منطقة فيها بساتين خلَّابة قرب قرية الضاهرية



15/4/2000

قديم 10-26-2010, 02:23 PM
المشاركة 15
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (11)


الحضارة وإنسان العصر



أغذُّ السيرَ يخذِلُني الطريقُ
وترعبُني الرواعدُ والبروقُ

أغذُّ السَّيرَ أبحثُ عن مكانٍ
ألوذُ به وتخدعُني الشُّقوقُ

وأدخلُ حاملاً فكراً مُضيئاً
فيطفئني ويطفئهُ النقيقُ

هناكَ ضفادعٌ تلهو بماءٍ
تخافُ الفجرَ يقتلُها الشروقُ

تعبُّ فلا يراها النَّاسُ حتَّى
إذا ما أُتخِمتْ برزتْ عروقُ

وتنقسِمُ الضَّفادعُ في احتفالٍ
فريقُ النومِ يوقظُهُ فريقُ

* * *
أنا إنسانُ هذا العصرِ أهفو
إلى كونٍ تسودُ به الحقوقُ

وينعمُ بالعدالةِ كلُّ شعبٍ
فكلُّ مواطِنٍ حرٌّ طليقُ

ألسنا من بني الإنسانِ طُرَّاً
فكيف أتى التَّملكُ والرَّقيقُ ؟

أرى سربَ الضفادعِ لا يُبالي
وبومَ العصرِ جدَّ به النَّعيقُ

* * *
وحوشُ الغابِ شِرعتُها افتراسٌ
وشُرعتُنا التآلفُ والوثوقُ

يجوعُ الطِّفلُ في الدُّنيا ويَعرى
ويُحجَبُ عن موائده الدَّقيقُ

حلوقٌ للتقيِّء فاغراتٌ
وكم من جوعِها فُتحتْ حلوقُ

فكيف أصابَ عالمَنا التردِّي
وسادَ به التَّنكُّرُ والعقوقُ

فتشريدٌ هنا وهناكَ قتْلٌ
وقصفٌ فيه يتَّصلُ الحريقُ

أرى ركْبَ الحضارةِ كلَّ يومٍ
يواكبُهُ التَّهتكُ والمُروقُ

" حواسيبٌ " يبرمجُها احتيالٌ
وعولمةٌ بها يطغى الفُسوقُ

فأيَّةُ بِدعةٍ سكبتْ صَبوحاً
وسمُّ الفتكِ تكنزه الغَبوقُ

وشمسُ الحقِّ تسبَحُ في ضُحانا
ونورُ الفجرِ عندَهُمُ غريقُ

لقد عَميَتْ بصائرُهمْ وزاغتْ
قلوبُهُمُ وغادرها البريقُ

ومن لم يلتمسْ نوراً فأولى
به نومٌ يطول ولا يفيقُ

* * *
بني الإنسانِ كوكبُكمْ صغيرٌ
وعالمكُمْ على سَعَةٍ يضيقُ

تعالَوْا نَبْنِ للإنسانِ صَرْحاً
حضاريَّاً بعالمِنا يليقُ

لنتركْ للورى إرثاً شهيَّاً
يُسيِّجُهُ من الزَّهرِ الرحيقُ


21/4/2000

قديم 10-26-2010, 02:32 PM
المشاركة 16
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (12)


موقد الجرح




صمتَ الجُّرحُ أرعبتْهُ الدِّماءُ
وطغى الخوفُ فاشهدي يا سماءُ

شبَّتِ النَّارُ فاستحالتْ رماداً
كلُّ أحلامِنا وضاعَ الرَّجاءُ

أحرقَ الدَّمعُ مُقلتَيَّ وثنَّى
بفؤادي فمات فيه الإباءُ

* * *
أيُّها الدَّمعُ يا حليفَ جفوني
واحتراقي إذا تهاوى المساءُ

يا صَبوحي في وحدتي وغَبوقي
لا تعاتبْ عينيَّ هذا افتراءُ

أرضعتني الأيامُ ثديَ الليالي
حين شحَّتْ عند الصَّباحِ ذُكاءُ

فاستبدَّ الظَّلامُ يحكمُ عُمْري
منذُ أغفى خلفَ الدُّخانِ الضِّياءُ

* * *
قلِّبيني يا أذرعَ النَّارِ رُوحاً
طهِّريني حتى يعودَ الحُداءُ

عشَّشَ الصَّمتُ في عروقي وباضتْ
حاملاتُ الرَّدى ودبَّ الفناءُ

ضعتُ في زحمةِ الحروفِ الحيارى
لُغتي صودِرتْ وضاعَ الغناءُ

كلُّ معنىً لفقتُهُ .. كلُّ حرْفٍ
كلُّ ما قلتُ في حياتي هُراءُ

أنا وهمٌ على حدودِ مُحالٍ
أينَ منِّي الشَّوامخُ الشمَّاءُ

أينَ منِّي سليقةٌ ويَراعٌ
أينَ منِّي القصيدةُ العصماءُ

أينَ منِّي النُّسورُ تحدو جناحيْ
للأعالي وأينَ ذاكَ المُضاءُ

فامنحيني يا ألسنَ النَّارِ حرفاً
واضحَ الحبرِ ليس فيه عَماءُ

كلُّ حبرٍ أهرقتُهُ ضاعَ هدْراً
كلُّ ما جاءَ في قصيديْ رِياءُ

أنجديني بمُديةٍ تتلظَّى
من عظامٍ تغمَّدتها الدِّماءُ

واكتبيني بأحرفٍ من حريرٍ
فوقَ جَفنٍ أهدابُهُ الكبرياءُ

* * *
أنا وهْجُ الحنينِ في موْقِدِ الجُّر
ح وناري لا يعتريها انطفاءُ

كلَّما جدَّ مطفئٌ باغتيالي
جدَّ في كومةٍ النُّدوبِ الهواءُ

فمتى تنهضُ الجِّراحُ وتحكي
قصةَ الدَّمعِ يومَ عمَّ البكاءُ


8/7/2000

قديم 10-26-2010, 02:42 PM
المشاركة 17
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (13)



توبةُ عاشقة



بلساني النَّديِّ يسكبُ شهدا
رُحتُ أجني مواسماً منه أندى

همتُ في لذةِ العناقِ وهامتْ
بشفاهي دفئاً وحرَّاً وبردا

أسفَرتْ عن أُنوثةٍ وجَمالٍ
فتساءلتُ : كيف من أينَ أبدا ؟

كيفَ تبدا ؟ ! تضاحكتْ وتهاوتْ
تنهلُ الوصلَ من شفاهيَ شهدا

* * *
أرضعتني كالطِّفلِ برعمَ وردٍ
أودعَ العطرَ في فمي واستردَّا

فطمتني بقولها : " دعكَ منِّي "
ثمَّ راحتْ تزْوَرُّ جيداً ونهدا

أبعدتْني برقةٍ ثمَّ قالتْ :
أنا أصبحتُ حاكماً مستبدَّا

كنتُ أُغريكَ بالوصالِ وإنِّي
أَشعرُ الآنَ أننِّي صرتُ نِدَّا

كنتَ بالأمسِ مالكاً كلَّ أمري
يا حبيبي واليومَ أمسيتَ عبْدا

كنتُ بالقربِ لا أُطيقُ سكوناً
فلعلِّي بالبعدِ أغفو وأهدا

ضِقتُ بالقربِ مرةً تِلوَ أُخرى
فتجلَّدتُ في اللقا كي أَصدَّا

هكذا نحنُ حينَ نأسِرُ نقسو
فتخيَّرْ في أسركَ اليومَ قيدا

لا تقُلْ خانتِ الحبيبةُ عهدي
أُشهِدُ اللهَ لم أخُنْ لكَ عهدا

كنتُ كالطِّفلةٍ الصغيرةِ أعدو
كنتَ وِردي واليومَ أصبحتُ وِرْدا

لمْ يعُدْ فيكَ ما يثيرُ اهتمامي
فكنِ اليومَ للجَفا مستعِدَّا

ما قصدتُ البُعادَ عنكَ ولكن
كلُّ قصديْ أن لا أُوفِّيكَ وعدا

فإذا ما رغِبتَ يوماً لقائي
فاجتنِبْ في اللقاءِ أخذاً وردَّا

وتعلَّمْ منِّي التَّنكرَ واحذَرْ
إنْ تعلَّمتُ أن تضيِّعَ وُدَّا

لا تلُمني فيما أقولُ فإنِّي
تُبْتُ للهِ لم أعُدْ أتردَّى

* * *
كفكفِ الدَّمعَ يا فطيمُ وبادِرْ
لاتصالٍ باللهِ إنْ شئتَ رُشْدا

أتبِعِ السيئاتِ بالعَوْدِ تغنمْ
يا حبيبي عند امتثالكَ خُلدا

لم أعُدْ للوصالِ أهلاً فإنِّي
صرت أخشى في الحبِّ قرباً وبُعدا

وتولَّتْ وغادرتْني حزيناً
في خِضمِّ البُعادِ أَلطِمُ خدَّا

واعتراني الحياءُ واخترتُ ربِّي
وقتلتُ الأشواقَ قصْداً وعمْدا


10/9/2000

قديم 10-26-2010, 09:13 PM
المشاركة 18
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (14)


قصيدة من الشعرِ السَّجين


لحستْ حروفَ قصائدي الفئرانُ
ومشتْ على أوراقِها الدِّيدانُ

وبنى عليها العنكبوتُ شباكهُ
وبكلِّ خيطٍ ناعمٍ شيطانُ

صرخَ الرَّميمُ من الجحيم منادياً *
وذَرتْ رمادَ هشيمهِ النِّيران

ومشتْ جراحاتُ الصميمِ على اللَّظى
حتى اكتوتْ بجمارهِ الأوزانُ

* * *
ماذا أقولُ ؟ وكيف تنفذُ صيحتي ؟
وببابِ كلِّ قصيدةٍ سجَّانُ

حملَ السِّلاحَ مهدِداً مُتوعداً
وعلى البروجِ تعاونِ الذُّؤبانُ

صورٌ على جُدرانِ وجهٍ يابسٍ
لا الجِّنُّ ترسمها ولا الإنسانُ

وأنا أُحدِّقُ في زوايا صمتِها
وبكلِّ زاويةٍ بها آذانُ

تترقبُ الأسماعُ كلَّ صبيحةٍ
صوتَ الأذانِ فللقريضِ أذانُ

لكنَّه الثُّعبان يقبعُ في فمي
تحتَ اللِّسانِ وجوفه حرَّانُ

أخشى إذا حدَّثتُ نفسي سمعَه
وأخافُ دوماً أن يزِلَّ لسانُ

نَهَرُ الدِّماءِ يسيلُ ضمنَ أصابعي
وأنا على شُطآنِهِ ظمآنُ

والأمنياتُ البِكرُ ملءُ أصابعي
تهوى الدَّلالَ حلا لها العِصيانُ

تصحو ثواني النَّومِ في عصيانها
لا الفكر يكبحها ولا الوجدانُ

هي خمرُ أيامي وكم سكِرتْ بها
روحي وكم قَلَبَ الدِّنانَ بيانُ

وكم استعنتُ بعنفوانِ مُكابِرٍ
لا العزمُ يسعفُهُ ولا الإيمانُ

حتَّى تمكنتِ الهواجسُ من دميْ
ونما بنفسي الخوفُ والإذعانُ

أطلقتُ زَفرةَ يائسٍ من سعيِهِ
وبَكيْتُ عمراً كله غثيانُ

تتقيأُ الأقلامُ فوقَ طُروسهِ
من جَوفِ ماضٍ كلُّه هذيانُ

ورجعتُ أقتنصُ الرجاءَ وأبتني
كوخاً فضاقَ بخيبتي البنيانُ

وهوتْ عليَّ قواعدٌ أسَّستُها
وانهارتِ الجُّدرانُ والأركانُ

لمَّا رأيتُ ركامَها متوجِّساً
من كلِّ حرفٍ في ذراهُ دُخانُ

آثرتُ أسبابَ السَّلامةِ وليكنْ
من بعديَ الزِّلزالُ والطُّوفانُ

* * *
ضحكَ الذي حملَ السِّلاحَ مهدِّداً
ممَّا فعلتُ وقهقهتْ غِيلانُ

وصحا الضَّميرُ على رُفاتِ قصائدي
يبكي وتشربُ دمعَه الأكفانُ

والنَّازعاتُ لرُوحِ كلِّ قصيدةٍ
مني يباركُ نزعَها الثُّعبانُ

حتَّى إذا غدتِ القصائدُ جُثَّةً
ومشتْ على أوراقِها الدِّيدانُ

مزَّقتُها وحملتُ مِعولَ خيبتي
ودفنتُ ما رَجَحتْ بهِ الأوزانُ


15/1/2001

* يذكر الشاعر هنا دواوينه الأربعة
الأولى صراخ الجحيم ونداء الرميم
ورماد الهشيم وجراح الصميم

قديم 10-26-2010, 09:18 PM
المشاركة 19
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (15)



آيةُ الخلق




قالتْ أحبُّكَ غير أنِّي لم أَزلْ
رُغمَ احتراقيَ في النَّوى أهواهُ

لكنَّ نُصحك لي بقولِ تشاغَلي
عن حبِّه وتعلَّقي بسواهُ

لم أَلقَ غيرَكَ منقِذاً لعواطفي
فحملتُ قلباً أرهقتْهُ مناهُ

وجعلتُ حبَّكَ لي شفاءَ مواجعي
فاقبَلْ هوايَ لعلَّني أنساهُ

فأجبتُها والشوقُ يصهر أحرفي
والقلبُ يخنقُ في الضُّلوعِ هواهُ

أنا يا حبيبةُ مذْ رأيتُكِ هائمٌ
أوَّاهُ من حرقِ الهوى أوَّاهُ

أوَما قرأتِ بمقلتيَّ قصائداً
في العشقِ لا قيسٌ لا ليلاهُ

لكنَّني وصباكِ كانَ يصدُّني
وصراخُ شيبي لا يعودُ صداهُ

آليتُ أن يبقى الصُّراخُ بأضلُعي
حتَّى رأيتُ بمقلتيكِ مداهُ

* * *
يا حلوةَ العينينِ حسبُكِ في الهوى
قلبٌ تسيلُ على يديكِ دماهُ

إنِّي أخافُ عليكِ غدرَ مُخادعٍ
يجفو هواكِ وتَتبَعينَ خُطاهُ

أَغليتُ دمعَكِ أنْ يسيلَ لكاذبٍ
يوري اللهيبَ وتصطَلينَ لظاهُ

فالحبُّ آيةُ خَلقِنا نحيا به
لولاهُ ما كان الورى لولاهُ

والحبُّ في السِّتينَ حبٌّ جامحٌ
روحي تحِنُ وخافقي يخشاهُ

وأنا مع السِّتينَ يُرجِعُني الهوى
طفلاً يحبُّ على يديكِ هداهُ

فتقدَّمي وتعهَّدي قلبي ولا
تثِقي بقلبٍ عاشقٍ إلاهُ



20/11/2000

قديم 10-26-2010, 10:45 PM
المشاركة 20
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (16)



لعيني بُناةُ المجد



أُلقيتْ في مهرجان
ربيع حماة الرابع



على صَهواتِ الشِّعرِ والشِّعرُ مولَعٌ
بملحمةِ الإبداعِ أغزو القوافيا

وأقطِفُ من زهرِ النُّجوم سنى الهدى
وأًثقُبُ بالنُّورِ المبين لآليا

وأَنظِمُ أطواقاً لجِيدِ حبيبةٍ
تبادلُني أنخابَ حبِّي أغانيا

على ضِفتيْ عاصٍ على الدَّهرِ طائعٍ
لدى الأهلِ لم يتركْ عليه طواميا

تدورُ عليه الدَّائراتُ فينتشي
ليغدقَ نشواناً وينعِمَ راضيا

وتحت جناحيْ شاطئيهِ ترَّنمتْ
عصافيرُ حبٍّ ترسلُ اللَّحنَ صافيا

فبينَ الرِّياضِ الحانياتِ قصائدٌ
من العشقِ تستهوي الحبيبَ المُداريا

تغازلني الآمالُ في رَبواتِها
ويجذُبُني العاصي فأهبطُ واديا

* * *
دَرجتُ بها طفلاً تعلَّقّ قلبُهُ
بمرضِعةٍ هيفاءَ عزَّتْ تساميا

رضعتُ لبانَ الحِّب منها فأينعتْ
هياماً بقلبي خالداً متناميا

تسلَّقتُ أشجارَ البساتينِ يافعاً
وهامَ بألوانِ الجَّمالِ شبابيا

وغازلتُ أوتارَ النَّواعيرِ شاعراً
وأرقصتُ أسرابَ البلابلِ شاديا

تحدَّيتُ أوكارَ النُّسورِ ولم أَزلْ
أحثُّ لآفاقِ الخلودِ جناحيا

رضيتُ بها الإملاقَ أفدي ترابَها
وعزَّةَ أهليها ونبلَ رفاقيا

وعشتُ على جمرٍ أُبرِّدُ غلَّتي
بومضةِ برْقٍ لم تفارقْ خياليا

فما عابني إلا حسودٌ بغيبةٍ
وما شانني إلا وذلَّ أماميا

* * *
هي الجَّنةُ العذراءُ ما مسَّ طهرَها
غويٌّ يُبينُ الخيرَ يخفي المساويا

أخافُ عليها من عَذولٍ وشامتٍ
وأخشى غريباً حاقداً ومُعاديا

ولمْ أَجفُها يوماً لكسبٍ ولمْ تكنْ
خزائنُ أهلِ الأرضِ ضِمنَ حسابيا

يحجُّ لها العشَّاقُ في كلِّ موسمٍ
ويُحيونَ للشِّعرِ الأصيلِ أماسيا

تنزَّلَ فيها الوحيُ بالشِّعرِ مُعجزاً
توشِّيه أثواباً ويسمو معانيا

بها شامخاتُ المجدِ تزهو أوابداً
على الدَّهرِ فاسألْ شَيزراً وأفاميا*

أقدِّسُ فيها كلَّ ديرٍ ومسجدٍ
وألثُمُ أحجاراً وأبكي غواليا

وألهو مع الأطفالِ أجني براءةً
لأنفِضَ عن روحي الضَّنى والمآسيا

أرى بهُمُ نفسي فأسرفُ لاهياً
لعلِّي أداوي بالبراءةِ دائيا

ويُخجِلُني شيبي وقحطٌ بهامتي
فأمضغُ آلامي وأكتمُ مابيا

وأستعطفُ الأيامَ تمضي ولا أرى
حبيباً يساقينيْ الضِّياءَ مَجانيا

فأغفو على نارٍ أُحِسُّ لهيبَها
بأوردتي الظَّمأى يقضُّ مناميا

وأصحو على برْقٍ يقودُ سحابَةً
تُدمدِمُ في أُفْقيْ فتَهمي سمائيا

وتسكِبُ في شعري الطِّلا وأعبُّه
فيُقبلُ مخموراً ويُدبِرُ صاحيا

وأرسُمُ لوحاتي بظلِّ وريفةٍ
وتصطخِبُ الألوانُ تحت ظلاليا

فيزهو ربيعٌ بالجَّلاءِ مضمَّخٌ
وتخطِر أيامُ الجِّهادِ بباليا

غداةَ طلعْنا صِبيةً وكواعِباً
نهلِّلُ للثُّوارِ تصْلي الأعاديا

طَلعنا عليهم نقرعُ السَّيفَ بالعصا
كما يقْرَعُ الأطفالُ بالقدْسِ غازيا

هنا فوقَ ساحِ النَّصرِ غنَّتْ دماؤنا
فعادتْ سرايا الغدْرِ حُمْراً دواميا

تُجرِّرُ أذيالَ الهزيمةِ والخنا
وتندبُ مجداً هالكاً متهاويا

ولمَّتْ فِرنسا خِزيَها وتقهقرتْ
ورفَّ لواءُ النَّصرِ في الشَّامِ عاليا

* * *
حنانيكِ يا مهْدَ البطولةِ والنَّدى
حنانيكِ عادَ العيدُ حرَّانُ صاديا

يعاتبُنا الأقصى فنغلقُ دونَهُ
مسامعَنا خوفاً فيصرخُ باكيا

أفيقوا دُعاةَ السِّلمِ لا سِلمَ يُرتجى
إذا كان من يدعو إليه مُرائيا

ففي كلِّ يومٍ للسَّلامِ حكايةٌ
وفي كلِّ يومٍ ينزِفُ الشَّعبُ غاليا

أفيقوا .. أفيقوا سلمُ " شارونَ " كاذبٌ
أفيقوا فوَكرُ السِّلمِ يُخفي أفاعيا

أفيقوا وسيروا وحدةً عربيَّةً
تدُكُّ بصدقِ السَّائرينَ رواسيا

* * *
أرى هَمَزاتٍ للشَّياطينِ أينعتْ
تُطبِّعُ أفكاراً وترجو تلاقيا

وهل يرجِعُ التَّطبيعُ شعباً مشرَّداً
ليشربَ من سُمِّ العقاربِ هانيا

* * *
تفرَّستُ أقطابَ السِّياسةِ جُلَّهمْ
فلم ألقَ إلا واهماً ومُداجيا

تفرَّستُ فيهم فالوجوهُ غريبةٌ
ولستُ أرى فيهم طبيباً مداويا

فرحتُ أُداوي الجُّرحَ بالدَّمعِ واجماً
وأستنفرُ الأطفالَ جيشاً محاميا

وأَصفعُ " أمريكا " ومن لفَّ لفَّها
بطفلٍ يرى بالموتِ للدَّاءِ شافيا

* * *
لعينيْ بُناةُ المجدِ والمجدُ شامخٌ
بمقلاعِ طفلٍ يَزْحَمُ الهولََ حافيا

بثوبِ فتاةٍ مزَّقته بلهفةٍ
تضمِّدُ جرحاً نازفاً بفؤاديا

لعينيكَ بشَّارُ العروبةِ صغتُها
قصيدةَ حبٍّ تصفعُ اليوم باغيا

تنكَّبْ سلاحَ الحقِّ واقحمْ بنا اللَّظى
فليس لها إلاَّكَ رُمحاً وماضيا

فأنتَ لها يا حيدراً بزئيرهِ
يدكُّ عروشَ البغيِ كالرَّعدِ داويا

تقدَّمْ .. تقدَّمْ خُضْ بنا البحرَ إنَّنا
بفكرِك نستهدي عرَفناكَ هاديا

ودعْ كلَّ نكسٍ خائفٍ مُتخاذلٍ
يلوذُ بأوكارِ السَّلامِ تفاديا

سنُعلي أذانَ الفجرِ فالفجرُ قادمٌ
وينطقُ صخرُ القدْسِ صِلٌّ ورائيا


15/4/2001


* شيزر وأفاميا من بلدات حماة الأثرية


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجامع في العروض والقوافي - أبو الحسن أحمد بن محمد العروضي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-28-2014 12:23 AM
ديوان تقي الدين السَّروجي .. ما تبقى من شعره وموشحاته - نبيل محمد رشاد د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-25-2014 10:21 PM
الطُّغرائي .. حياته .. شعره .. لاميته - علي جواد الطاهر د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-17-2014 05:52 PM
|| الشاعر فهد العسكر حياته وشعره || ساره الودعاني منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 4 07-19-2011 05:59 AM
ملحمة الدموع - الشاعر محمد الحسن منجد عبد السلام بركات زريق منبر ديوان العرب 5 10-16-2010 05:21 PM

الساعة الآن 10:30 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.