احصائيات

الردود
0

المشاهدات
799
 
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6


عبد السلام بركات زريق is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
9,393

+التقييم
1.84

تاريخ التسجيل
May 2010

الاقامة
سوريا - حماة

رقم العضوية
9229
02-04-2021, 10:10 AM
المشاركة 1
02-04-2021, 10:10 AM
المشاركة 1
افتراضي بايعتُ ذكراكَ / الشاعر السعودي جاسم الصحيح
.
بايعتُ ذكراكَ
.
.
قد اصْطَفاَكَ السَّناَ واختارَكَ الأَلَقُ
فكيف يسمو إلى تكوينِكَ، العَلَقُ!

يا بصمةَ اللهِ في أبعادِ كوكبِهِ
حيث الفضاءُ كتابٌ والمَدَى وَرَقُ

ما كنتَ في العُمْقِ من أحشاءِ (آمنةٍ)
لَحْماً على عَظْمِهِ ينمو ويَتَّسِقُ

بَلْ كنتَ أعمقَ أسراراً مُقَدَّسَةً
من نطفةٍ بمياهِ الخَلْقِ تَصْطَفِقُ

سِرٌّ يَلُفُّكَ في سِرٍّ، وما بَرِحَتْ
عليكَ دائرةُ الأسرارِ تنغلقُ

فافتحْ فإِنِّي (صحابيٌّ)، بِمنزلةٍ
كفؤ (الصحابةِ) إلاَّ أَنَّهُمْ سَبَقوا!

بايعتُ ذكراكَ فانْساَبَتْ لها عُنُقي..
والبيعةُ الحقُّ لا تُلْوَى لها عُنُقُ!

هُنا مدائحُ (حَسَّانٍ) على شفتي
تزهو، وفي الرُّوحِ من أرماقِهِ رَمَقُ

يا صاعداً (جَبَلَ النُّورِ) الذي نَزَلَتْ
منه الحقيقةُ عبر الأرضِ تنطلقُ

عُدْناَ إليكَ من التاريخِ نسلكُهُ
حتَّى (حراءَ) فلم تسلكْ بنا الطُرُقُ

أين الطريقُ الذي سالَتْ خُطاَكَ بِهِ
نَهْراً على كَبِدِ الصحراءِ يندفقُ؟!

أيَّامَ ضَيَّعَتِ الأيَّامُ رحلتَها
فلم تَعُدْ خطوةٌ في نَفْسِها تَثِقُ

تبكي التضاريسُ.. لا روحٌ تهدهدُها
غير الرياحِ التي في التيهِ تنزلقُ!

والوقتُ جَفَّ من المعنَى، فلا هَدَفٌ
في الوقتِ من أجلهِ الساعاتُ تستبقُ

كُلٌّ يُفَتِّشُ عن مجلَى حقيقتِهِ
وليسَ في الأُفْقِ إلاَّ الخوفُ والقَلَقُ

رملُ (الجزيرةِ) ما غنَّى الحُداةُ بهِ
إلاَّ وأَوْشَكَ بالأصداءِ يختنقُ :

مَنْ ذا يُطَبِّبُ في الإنسانِ جوهرَهُ ؟
كاد السؤالُ على الصحراءِ يحترقُ!

وأَوْتَرَتْ قوسَها الأنباءُ عن نَبَأٍ
في فرحةِ السَّهم حين السَّهم ينعتقُ:

مِنْ خارج الأرضِ مَدَّ اللهُ راحتَهُ
نحو الحياةِ ففاضَ البِشْرُ والأَلَقُ

واختارَ (مَكَّةَ) ماعوناً لرحمتِهِ
لا يشتفي طَبَقٌ إلاَّ اشتهَى طَبَقُ

فيضٌ من اللُّطفِ لم يُدْرِكْ حقيقتَهُ
قومٌ بِما فاضَ من أوهامِهِمْ شَرِقُوا!

حتَّى إذا الغيبُ جَلَّى سِرَّهُ.. وإذا
صوتُ الحقيقةِ في الآفاقِ منبثقُ:

بُشرَى الحياةِ برُبَّانٍ.. قد اتَّحَدَتْ
بِهِ الخرائطُ وانقادَتْ لهُ الطُرُقُ

(طهَ).. ومَنْ غيرُ (طهَ) حين تندبُهُ
سفينةُ الخلقِ لا يُخشَى لها الغَرَقُ؟!

يا وردةَ الحقِّ ما زلنا نشاركُها
سِرَّ الشَّذَى فيُحَنِّي روحَنا، العَبَقُ

حَيَّتْكَ في العُمْقِ من أصلابِنا نُطَفٌ
جذلَى تَرَنَّحَ فيها الماءُ والعَلَقُ

واقتادَنا مركبُ الذكرى إلى زَمَنٍ
رَبَّاكَ في شاطِئَيْهِ، الحبُّ والخُلُقُ

تدري (حليمةُ) إذْ دَرَّتْ محالبُها
يوماً سيُشْرِقُ من أثدائِها، الفَلَقُ

في مُرْضِعاَتِ (بني سعدٍ) مَشَتْ قُدُماً..
يمشي وراء خُطاها الحقدُ والحَنَقُ!

ماذا عليها وقد أهدَى الخلودُ لها
نَهْراً تفيضُ بهِ النُّعمَى وتندلقُ!!

يا منكرَ الذاتِ حتَّى آثَرَتْ أَرَقاً
كي يستريحَ عبيدٌ شَفَّهُمْ أَرَقُ

جرحُ النُبُوَّةِ جرحُ الشمسِ.. تسكنُهُ
روحُ الجمالِ.. ومن أسمائِهِ الشَّفَقُ

مِنْ عُزلةٍ لَكَ.. مِنْ حُزْنٍ خَلَوْتَ بهِ
في (الغارِ)..مِنْ هاجسٍ ثارَتْ بهِ الحُرَقُ!

مِنْ (بئرِ ماءٍ) ذوَى حُلْمُ الرُّعاةِ بها..
مِنْ خيمةٍ عاث فيها الطيشُ والنَّزَقُ!

مِنْ كلِّ ذاكَ الدُّجَى.. شَعَّتْ بثورتِها
عيناكَ.. وابتدأَ التاريخُ يأتلقُ!

تَزَوَّجَتْ في يديكَ الأرضُ معولَها
حتَّى تناسلَ منها الوَردُ والحَبَقُ

فاستيقظَ الحُلْمُ مزهوًّا بفارسِهِ
تَضُمُّهُ مقلةُ الدنيا، وتعتنقُ

ولُحْتَ في موكب التوحيدِ ممتشقاً
سيفاً لغير الهُدَى ما كنتَ تمتشقُ

تتلو مزاميرَكَ الغرَّاءَ فانبعثَتْ
على الصدَى ضابحاتُ الحقِّ تستبقُ

وتحملُ المشعلَ الأسنَى بحالكةٍ
ظلماءَ.. يخبطُ في أبعادِها الغَسَقُ

يكفي حصانَكَ من ماءٍ ومن عَلَفٍ
نَفْحُ اللهاثِ على شِدْقَيهِ، والعَرَقُ

عفواً نبيَّ الهُدَى.. عفواً إذا عَبَرَتْ
جسرَ القوافي إلى فردوسِكَ، الحُرَقُ

واعذرْ بياني إذا أبصرتَ بَذْرَتَهُ
تنشقُّ عن نبتةِ الشَّكوَى، وتنفلقُ:

ذكراكَ تُوشِكُ بالأضواءِ تختنقُ..
شمسٌ وليس لها في حَجْمِهاَ أُفُقُ!

أسطولُ فجرٍ وراءَ الغيبِ مُحْتَجِبٌ
ضاقَتْ بمينائِهِ الأرواحُ والحَدَقُ!

مَنْ لي بنجواكَ والنجوَى تُؤَرِّقُني
حَدَّ العذابِ، وحولي أُفْقُها نَفَقُ

أُنْبِيكَ : ما زال هذا الكونُ محكمةً
تقضي بتقطيعِ أيدي غير مَنْ سَرَقوا !

والجرحُ في جوهرِ الإنسانِ ما بَرِحَتْ
دماؤُهُ باتِّساعِ الأرضِ تندفقُ

هَوِّنْ عليكَ فكمْ حاولتَ ترتقُهُ
بالمعجزاتِ ولكنْ ليسَ ينرتقُ

ما ارتابَ خيطُكَ في إيمانِ إبرتِهِ
مُذْ وَسَّعَ الجرحَ مَنْ شَقُّوا ومَنْ فَتَقُوا !
.
.



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: بايعتُ ذكراكَ / الشاعر السعودي جاسم الصحيح
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
موسى بن عبد الله بن خازم أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 10-24-2022 07:24 AM
نَوَاعيرُ الشَّآم/ الشاعر السعودي محمد العرافي عبد السلام بركات زريق منبر مختارات من الشتات. 0 06-11-2021 09:43 AM
شخصيات لابد لك أن تعرف عنها \ الشاعر السعودي ابراهيم مفتاح ناريمان الشريف منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 8 11-08-2019 10:29 PM
ذكراكَ مع مَنْ تُحبُّ مبارك الهاجري منبر الشعر العمودي 14 12-06-2011 03:59 AM
الشاعر السعودي المبدع الرائع حسن القرني تركي عبد الغني المقهى 10 07-07-2011 12:06 PM

الساعة الآن 05:05 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.