قديم 10-08-2010, 11:11 PM
المشاركة 51
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ألا غادِ دمعَ العينِ إنْ كنتَ غاديا
( الشريف المرتضى )


ألا غادِ دمعَ العينِ إنْ كنتَ غاديا
فلستُ ألوامُ اليومَ بعدك " باكيا "
ولو كنتُ لا أخشَى دموعاً غزيرة ً
تنُمُّ على ما بي كتَمْتُك ما بِيا
وغيرُ لساني ناطقٌ بسريرتي
فلم ينجنى أنّى ملكتُ لسانيا
أعِنِّي على شَجْوي بشجوٍ مُضاعفٍ
ولا تُدِنني قلباً منَ الحزنِ خاليا
ولا تسلنى عمّنْ رزئتُ وإنْ تردْ
مساعفتى فى " الرّزءِ لم تك " ساليا
إذا صاحبي أَضحى وبي مثلُ ما بهِ
غداة َ تلاقينا أطلنا التّشاكيا
يلوم المعافى وهو خلوٌ من الأذى
ولم يَعْنِهِ من أمرهِ ما عنانِيا
ولو كان ما بى من هوى لمحجّبٍ
أقام على هجرى أطعتُ اللّواحيا
وَهمٌّ عراني من أخٍ عَصَفَتْ به
صروفُ اللّيالى ليته ما عرانيا
فقرّبَ منّى كلَّ ما كان شاحطاً
وبعّد منّى كلَّ ما كان دانيا
وقلتُ لمنْ ألقى إلى َّ نعيّهُ
على الكرهِ منّى : لا أباً لك ناعيا
هَتَفْتَ إلى قلبي بفقدِ محمَّدٍ
فغادرتَ أيّامى على َّ لياليا
ولمّا تباكينا عليه وعُرِّيَتْ
طماعتنا منه شأوتُ البواكيا
فقلْ لأناسٍ أمكنوا من أديمهمْ
بما رَكبوا منه هناك العواريا:
خذوها كما شاء العقوقُ " عضيهة ً "
وجرّوا بها حتّى المماتِ المخازيا
ولا ترحضوها بالمعاذير عنكمُ
فلنْ تُخفيَ الأقوالَ ما كانَ باديا
" ألؤماً " مبيناً للعيون وأنتمُ
تعدّون " عرقاً " فى " الأكارم " خافيا ؟
فلو كنتُمُ منه كما قيلَ فيكمُ
لكفكفتمُ عنه سيوفاً نوابيا
خطَوْتُمْ إليه بالحِمامِ ذِمامَكمْ
فأنّى ولم تخطوا إليه العواليا ؟
أفى الحقّ أنْ تعدوا عليه " ولم يكنْ "
على مثلكمْ - ما غدرَ النّاسُ - عاديا
فما نفعُكمْ إنْ نِلتُمُ منه غِيلَة ً
وما ضَرَّه أنْ زَلَّ في التُّرْبِ هاويا
فَتكْتُمْ به غَدْراً فألاّ وكفُّهُ
تقلّبُ مسنونَ الغرارينِ ماضيا ؟
على قارحٍ مثلِ العلاة ِ وتارة ً
تراهُ كسِرْحانِ البسيطة ِ عادِيا
ملكتمْ عليه مِنَّة ً لو نهضتُمُ
إلى كسبها نلتمْ بذاك الأمانيا
ولكنّكمْ ضيّعتموه شقاوة ً
فكنتُمْ كمُهرِيقِ الإداوة ِ صادِيا
وهوَّن وَجْدي أنَّ قتلاً أراحَهُ
ولم يتحمّلْ للّئامِ الأياديا "
فيا ليتَ أنّي يومَ ذاك شَهِدتُهُ
فدافعتُ عنه باليدينِ الأعاديا
وروَّيتُ من ماءِ التّرائبِ والطُّلى
من الغادرين صعدتى وسنانيا
بني مَزْيَدٍ لاتقتلوا بأخيكُمُ
منَ القومِ خَوّارَ الأنابيبِ خاويا
وإنْ تثْأَروا فالثّأْرُ بالحيِّ كلِّهِ
وما ذاك من داءِ الرَّزيَّة ِ شافيا
ألا قوّضوا تلك الخيامَ على الرّبا
وكبّوا جفاناً للقرى ومقاريا
وجُزّوا رقابَ الخيلِ حولَ قبابهِ
فلستُ براضٍ أنْ تجزّوا النّواصيا
وحثّوا عويلَ النّادباتِ وأبرزوا
إليهنّ عُوناً منكمُ وعَذارِيا
ولا تسكنوا تلك المغانى َ بعده
" فقد أوحشتَ تلك المغانى مغانيا "
ولولا الذي أبقَى لنا اللَّهُ بعدَهُ
بمَثْوَى عَليِّ لافتقدنا المعاليا
" هوى " كوكبٌ والبدرُ فى الأفقِ طالعٌ
فما ضَرَّ مُرتاداً ولاضَلَّ ساريا
إذا طعنوا لزّوا الكلى فى نحورها
وإن ضربوا قَدُّوا الطُلَى والتَّراقِيا
بِداراً إلى السَّرحِ المُفْيءِ بقفرة ٍ
فقد هاج راعى السّرحِ أسداً ضواريا
ولا تَتَعمَّدْ جانيَ القومِ منهمُ
فكلُّ امرىء ٍ فى الحى ِّ أصبح جانيا
سقَى اللَّهُ قبراً حلَّ غربيَّ واسطٍ
ولا زال من نوءِ السّماكين حاليا
ولا برحتْ غرُّ السّحائبِ تربه
تُنشِّرُ حَوْذاناً به وأقاحيا
تعزَّ ابنَ حمدٍ فالمصائبُ جمّة ٌ
يصبنَ عدوّاً أوْ يصبنَ مصافيا
وهلْ نحنُ في الأيّامِ إلاّ معاشرٌ
نُقضِّي دُيوناً أوْ نردُّ عواريا
أجلْ فى الورى طرفاً فإنّك مبصرٌ
قُبوراً مُثولاً أوْ دياراً خواليا
وداءُ الرّدى فى النّاسِ أعيا دواءهُ
فلا تشكُ داءً أوْ تصيبَ مداويا
إذا شئتَ أنْ تَلْقَى مُنَى العيش كلِّه
فكنْ بالذى يقضى به لله راضيا
وكيفَ أُعاطيك العَزاءَ؟ وإنَّما
مصابُك فيه يابنَ حَمْدٍ مُصابيا
ولستُ أبالى من مضى من أصادقى
إذا كنتَ لي ـ وُقِّيتُ فَقْدَك ـ باقيا

قديم 10-08-2010, 11:11 PM
المشاركة 52
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ألا قلْ للوزير مقالَ مثنٍ
( الشريف المرتضى )


ألا قلْ للوزير مقالَ مثنٍ
بما يولى من المننِ الجسامِ
أبي سعدٍ ومَن لولاهُ كانتْ
أمورُ العالمين بلا نظامِ
أنِفْتُ تفضُّلاً من أنْ يُرى لي
مديحٌ سار فى قومٍ لئامِ
ولو أنِّي جريتُ على اختياري
وكانتْ راحتي فيها زِمامي
لَما عرَّجتُ إلاّ عن لئامٍ
ولاعرَّستُ إِلاّ في كِرامِ
ولكنّ التّقيّة َ لم تزلْ بى
تقودُ إلى فعالٍ أو كلامِ
عن القومِ الذين على هداهمْ
بقولٍ في حلالٍ أو حرامِ
تلقّينا مجاملة َ الأعادى
وفى الأحشاءِ وقدٌ كالضّرامِ
ولولا ما تراه سمعتَ قولى
وكم بلى َ المفوّهُ بالكمامِ
وإنّى راقبٌ زمناً وشيكاً
يَبينُ به الصَّباحُ منَ الظّلامِ
أَقولُ إذا أردتُ بلا اتّقاءٍ
وآتي ما أشاءُ بلا احتشامِ
فعيشُ المرءِ لا عَبِقاً بسُؤْلٍ
ولا جَذِلاً بشيءٍ كالحِمامِ
هو الزّمنُ الذى ما صحّ يوماً
لعانٍ فى يديه من السّقامِ
جَموحٌ بينَ أضدادٍ فنَحْسٌ
بلا سَعْدٍ وصبحٌ في ظلامِ
وما يسْطيعُ فَرْقاً فيهِ إلاّ
قليلٌ بينَ عَضْبٍ أو كَهامِ
وقد عشيتْ عيونٌ فيه عن أنْ
تميّز بين نبعٍ أو ثمامِ
وكلُّ مقالة ٍ قيلتْ دفاعاً
لشرٍّ فهى صفرٌ من ملامِ
ومنْ لا فضلَ فيه ولا خلالٌ
تقدّم ما يقدّمه كلامى
فما الأقدامُ تعدلُ بالهوادى
ولا خُفٌّ يُسَوَّى بالسَّنامِ
ومن هو ناقصٌ لم يدنُ يوماً
بتفضيلٍ إِلى دارِ التَّمامِ
ومدحك لامرئٍ كذباً هجاءٌ
وطيفٌ زارَ في سُكْرِ المنامِ
ولو أنّا عددنا كلَّ نابٍ
عن الحسنى حقيقٍ بالملامِ
لكانَ النّاسُ كلُّهمُ سواءً
وأخرجناك من كلِّ الأنامِ
فمدحك دون كلِّ النّاسِ حلٌّ
وفى باقى الورى كلُّ الحرامِ

قديم 10-08-2010, 11:12 PM
المشاركة 53
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ألا لا تَرُمْ أنْ تستمرَّ مسرَّة ٌ
( الشريف المرتضى )


ألا لا تَرُمْ أنْ تستمرَّ مسرَّة ٌ
عليك فأيَّامُ السُّرور قلائلُ
ولا تَطلبِ الدُّنيا فإنَّ نعيمَها
سرابٌ تَراءَى في البسيطة زائلُ
رجاءٌ وإشفاقٌ كما لعبتْ لنا
بأطماعنا فيها البطونُ الحواملُ
وإنّ مكانَ الخطب فيما نعيده
خطوبٌ على قرب المدى وهو ماحلُ

قديم 10-08-2010, 11:13 PM
المشاركة 54
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ألا لا تَصِدْني بإِطماعة ٍ
( الشريف المرتضى )


ألا لا تَصِدْني بإِطماعة ٍ
فلستُ على طمع مُقبلا
فإنّى ممّنْ إذا سمته
قَبيحاً يُذَمُّ بهِ قالَ: لا
وما لى فى الذّلِّ من موطنٍ
ولا أجعلُ الفُحشَ لي منزلا
ومنٍّ بلا دنسٍ أصطفيـ
على ما بهِ دَنَسٌ إِنْ حَلا
أصيبتْ مقاتلُ كلّ الرّجا
وما أن أصابوا ليَ المقتَلا
وكم ذا فرجتُ لهمْ ضيّقاً
وكم ذا كفيتُ لهمْ معضلا

قديم 10-08-2010, 11:13 PM
المشاركة 55
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ألا لله ما صنع الحمامُ
( الشريف المرتضى )


ألا لله ما صنع الحمامُ
وما وارتْ بساحتها الرّجامُ
طوى من لا سبيلَ إلى لقاهُ
وإنْ جدَّ التَّطَلُّبُ والمَرامُ
وكيفَ لقاءُ مَن دهتِ اللَّيالي
وغرّبه صباحٌ أو ظلامُ ؟
وهيهاتَ المطامعُ في أُناسٍ
أقاموا حيث لا يغنى المقامُ
ثَوَوْا متجاورين ولا لقاءٌ
وناجَوْا واعظين ولا كلامُ
خلقنا للفناءِ وإنْ غررنا
بإيماضٍ من الدّنيا يشامُ
ونبصرُ ملءَ أعيننا فعالَ الـ
ـرَدى وكأنَّنا عنه نِيامُ
" وتحلو " مذقة ُ الدّنيا لحى ٍّ
له من بعدِها كأسٌ سِمامُ
غَمامٌ من مواعدِها جَهامٌ
وأسبابٌ لجَدْواها رِمامُ
وما الأحزانُ والأفراحُ فيها
وإنْ طاوَلْنَنا إلاّ مَنامُ
ولو علمَ الحَمامُ كما علمنا
منَ الدُّنيا لما طَرِب الحَمامُ
سلامٌ الله غادٍ كلَّ يومٍ
على مَن ليس يبلغُه السّلامُ
على عبقِ الثّرى خضلِ النّواحى
وإنْ لم يستهلَّ له الغمامُ
مضى صفرَ الحقيبة ِ من قبيحٍ
غريباً فى صحيفته الأثامُ
نقى َّ الجيبِ عفَّ الغيبِ "برٌّ"
حرامٌ ليس يألفه الحرامُ
منَ القومِ الأُلى دَرَجوا خِفافاً
وزادُهمُ صلاة ٌ أو صيامُ
لهمْ في كلّ مَأْثَرَة ٍ حديثٌ
كما طابتْ لناشِقها المُدامُ
مَضَوا وكأنَّهمْ، من طيبِ ذكرٍ
تراهُ مُخلَّداً لهمُ، أقامُوا
تعزَّ أبا على ٍّ فالرّزايا
متى تَعْدوك ليس لها احترامُ
وما صابتْ سهامُ الموت خلقاً
إذا طاشتْ له عنك السَّهامُ
وغيرُك مَن تُثقفِّهُ التَّعازي
ويعدلُ من جوانبه الكلامُ
فإنّك من تجافى العتبُ عنه
وأَعْوَزَ في خلائقه الملامُ

قديم 10-08-2010, 11:14 PM
المشاركة 56
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ألا ليت عيشاً ماضياً عنكِ بالحمى
( الشريف المرتضى )


ألا ليت عيشاً ماضياً عنكِ بالحمى
و إنْ لم يعدْ ماضٍ عليكِ يعودُ
و يازورنا لما سمحتَ بزورة ٍ
سمحتَ بها وهناً ونحنُ هجودُ
على غفلة ٍ جاء الكرى باعثاً لنا
بلا موعدٍ والزّائرون هُمُودُ
فيا مرحباً بالطّارِقي بعدَ هَجْعَة ٍ
تَقَرُّ بهِ الأحلامُ وهْوَ بعيدُ
و علمني كيفَ المحالُ لقاؤهُ
وأنَّى التقاءٌ واللّقاءُ كَؤودُ؟
و ما نحن إلاّ في إسارِ عدامة ٍ
وعند كَرانا أنَّ ذاك وجودُ

قديم 10-08-2010, 11:14 PM
المشاركة 57
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ألا ماذا يَريبُكَ مِن همومي
( الشريف المرتضى )


ألا ماذا يَريبُكَ مِن همومي
ومن نَبَواتِ جنبي عن فراشي
ولي في كلِّ شارقة ٍ خليلٌ
أفارقُهُ بلا نَزَواتِ واشِ
وأنزع وصله بالرغم منِّي
كما نزعت يدي عني رياشى
إلى كم ذا التَّتابعُ والتّمادي
وكم هذا التصامم والتغاشى ؟
وكمشنفٍ ينكدُ لا يحابى
وصُمٍّ كالأراقم لا تُحاشي
يكون بها انحطاطي وارتفاعي
ومن يدها انتكاسي وارتعاشى
وماهذا العكوف على حقير
يساق إلى التحلل والتّلاشى ؟
فضربٌ بالرُّؤُوس بلا نَجيعٍ
وطعنٌ في النحور بلارشاشِ
وكم أنجى فتى ً خاضَ المنايا
إذا ما شكن بمنعن انتعاشى
ويفدي واهناً فيه بِنَدْبٍ
ويسبق راكباً مما يماشى
وأَرْداهُ على ثَبَجِ الفراشِ
فيا مَتنظِّراً منِّي احتراشاً
متى يأتي على يدك احتراشي؟
فجعت بمشبع السغبات جوداً
وناقع غلة ِ الهيمِ العطاشِ
ووهاب اللها في يوم سلمٍ
وضرابِ الكلى يوم الهراش
تغلغل حبه في أم رأسي
وخاض ودادُه منِّي مُشاشي
وأفرشني القَتادَ أسى ً عليهِ
فليتَ لغيرهِ كان افتراشي
وكنت على الرزايا ذا إباءٍ
فقد قادت رزيته خشاشى
وقلت لمن لحا سفهاً عليه
وراجٍ في الملامة ِ مثلُ خاشِ
تُعنِّفُني وبالُكَ غيرُ بالي
وتعذلني وجأشك غير جاشى
ولستُ سواهُ متَّخذاً خليلاً
ولايغشى هواي سواه غاشِ
فإنيّ إن فزعت إلى بديلٍ
فزعت إلى الأجاج من العطاش
فمالي بعدَ فقدِكَ طيبُ نفسٍ
ولاجَذَلٌ بشيءٍ من معاشِي

قديم 10-08-2010, 11:15 PM
المشاركة 58
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ألا هلْ أتاها كيف حزنيَ بعدها
( الشريف المرتضى )


ألا هلْ أتاها كيف حزنيَ بعدها
و أنّ دموعي لست أملك ردها ؟
تفيضُ على عينٍ مَرى الوجدُ ماءَها
ولم تستطعْ أنْ يغلِبَ الصَّبرُ وجدَها
غزيرة ُ أنواءِ الجفونِ كأنَّها
تَناهتْ إلى بعضِ البِحار فمدَّها
وقد كنتُ من قبلِ الفراقِ أهابُه
كما هابَ ظلمانُ الصريمة ِ أسدها
و أشفقُ مما لا محالة َ واقعٌ
و هلْ للمنايا قادرٌ أن يردها ؟
كأنيَ لما أنْ سمعتُ نعيها
أناخَ على الأحشاءِ فارٍ فقَدَّها
و لم أستطعْ في رزئها عطَّ مهجتي
و أجللتهُ عن أنْ أمزق بردها
و مما شجاني أنني لم أجد لها
على خبرتي شبئاً يهون فقدها
و أنيَ لما أن قضى اللهُ هلكها
على قلبيَ المحزونِ بُقِّيتُ بَعْدَها
حَنى يومُها الغادي كهولَ عَشيرتي
على جَلَدٍفيهمْ وشيَّبَ مُرْدَها
و حطّ الرجالَ الشمَّ من كلَّ شامخٍ
يلاقون بالأيدي من الأرض جلدها
و قلص عنها العزّ ما فدحتْ به
فتحسبُ مولاها من الذلَّ عبدها
فكم كبدٍ حرى تقطع حسرة ً
وكم عبرة ٍ قد أقرحَ الدَّمعُ خَدَّها
حرامٌ - وقد غيبتِ - عنيَ أن أرى
منَ الخلقِ إلاَّ نظرة ً لن أودَّها
و سيانِ عندي أنْ حبتني خربدة ٌ
بوصلٍ يرجى أو " حبتني " صدها
وهيهاتَ أنْ أُلْفى أُرقِّحُ صَرْمَة ً
وأطلبَ من دارِ المعيشة ِ رَغْدَها
ومن أينَ لي في غيرِها عِوَضٌ بها
وقد أحرزتْ سُبْلَ الفضائلِ وحدَها؟
أُسامُ التسلِّي وهْوَ عنِّي بمعزلٍ
وكيف تُسامُ النَّفْسُ ما ليسَ عندَها؟
وبينَ ضُلوعي يا عذولُ نوافذٌ
أبى العذلُ والتأنيبُ لي أنْ يسدها
و ودي بأنَّ الله يومَ اخترامها
تخرَّمَ من جنبيَّ ما حازَ وُدَّها
وإنِّيَ لمّا غالها الموتُ غالني
فبعدًا لنفسي إذْ قضَى اللهُ بُعدَها
أفي كلَّ يومٍ أيها الدهرُ نكبة ٌ
تكدُّ حيازيمي فأحملُ كدَّها؟
بلغتُ أشُدِّي، لا بلغتُ وجزتُهُ
وأعجلتَها مِن أنْ تجوزَ أشُدَّها
ففزتُ بأَسْنَى ما حَوَتْهُ رَواجِبي
و جاوزت في أمَّ المصيباتِ حدها
فيا قلبُ لمْ أنتُ الجليدُ كأنما
تحادثك الأطماعُ أنْ تستردها ؟
و ما كنتُ أهوى أنك اليومَ صابرٌ
ويدعوك فتيانُ العشيرة ِ جَلْدَها
أليس فراقاً لا تلاقيَ بعده
وغَيبة َ سَفْرٍ لا يُرجّون وفْدَها؟
أَلا فالبسِ الأحزانَ لِبسة َ قانعٍ
بأثوابه لا يبتغي أن يجدها
وصمَّ عنِ المُغْرينَ بالصَّبرِ، إنَّهمْ
يُطَفّون نارًا ألْهبَ اللهُ وقْدَها
و قبلكَ ما نال الزمانُ معلقاً
بأجبالِ رضوى " يرتعي ثمّ مردها "
" تواعدَ " في شماءَ يرقبُ مزنة ً
تصوبُ عليه أعذبَ اللهُ وردها
وتلقاهُ خُلْوًا لا يطالعُ رِيبة ً
و لا يتقي خطءَ الليالي وعمدها
و داءُ الردى أفنى ظباءَ سويقة ٍ
وطَيَّرَ عن أجزاعِ تَدْمُرَ رُبْدَها
و أفضى إلى حجبِ الملوكِ ولم يخفْ
" شباها " ولم يرقبْ هنالك حشدها
يسير إليها كلَّ يومٍ وليلة ٍ
على مهلٍ منه فبيسبقُ شَدَّها
وكم عُصبة ٍ باتتْ بظلِّ سَعادة ٍ
تخطفها " أو " أولج النحسَ سعدها
وهدَّمها مَنْ كان شادَ بناءَها
و جردها من كان أحكمَ غمدها
سلامٌ على أرضِ الطفوف ورحمة ٌ
مَرى اللهُ سُقياها وأضرمَ زَنْدَها
ولا عَدِمتْ في كلِّ يومٍ وليلة ٍ
حفائرُها من جنَّة ِ اللهِ رِفْدَها
فكمْ ثَمَّ من أشلاءِ قومٍ أعدَّها
ليعطيَها ما تَبْتَغي مَنْ أعدَّها
و للهِ منها حفرة ٌ جئتُ طائعاً
فأودعتُ ديني ثمَّ دنيايَ لحدها
و وليتُ عنها أنفضُ التربَ عن يدٍ
نفضتُ ترابَ القبرِ عنها وزَندَها
و لم يسلني شيءٌ سوى أنّ جارتي
قضى الله بعدي أن تجاور جدها
وإنِّيَ لمّا أنْ شققْتُ ضَريحَها
إزاءَ شهيدِ الله أنجزتُ وعْدَها
وكيفَ تخافُ السَّوءَ يومَ حِسابِها
و قد جعلتْ من أجندِ اللهِ جندها ؟
وتمسِكُ في يومِ القيامة ِ منهمُ
بحُجْزَة ِ قومٍ لا يُبالونَ حدَّها
يَقونَ الّذي والاهُمُ اليومَ حَرَّها
ويُعطونَه عَفْوًا كما شاءَ بَرْدَها

قديم 10-08-2010, 11:16 PM
المشاركة 59
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ألا يا أحسنَ الثَقَلَيْنِ عَبْلاً
( الشريف المرتضى )


ألا يا أحسنَ الثَقَلَيْنِ عَبْلاً
أنيلي اليومَ من يهواكِ نَيلا
يميل إليك من كلفٍ ولكنْ
إلى من لا يميل إليه ميلا
فإنْ لم يأتهِ منكمْ رسولٌ
نهاراً فاجعلوه إليه ليلا
وقد قَطَر الجفاءُ فأوْسَعوهُ
فسال على َّ بعد القطر سيلا
ولو كنتُ الممكّنَ من مرادى
جررتُ على الطريق إليك ذيلا
فإنْ لم آتكمْ في ظهر طِرْفٍ
ركبتُ أخامصى نجباً وخيلا

قديم 10-08-2010, 11:16 PM
المشاركة 60
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ألا يا أيُّها الحادي
( الشريف المرتضى )


ألا يا أيُّها الحادي
قفِ العيسَ على الوادي
ففي كفكَ إسعافي وإسعادي
و في الأظعانِ أباءٌ
يِ عن أحْقافِ أعقادِ؟
كثيبٌ غيرُ منهالٍ
و غصنٌ غيرُ " ميادِ "
و فرعٌ أجعدُ " الشعرِ "
و لكنْ أيُّ إجعادِ !
يراميني فأشويهِ
و لا يرضى بإقصادي
ومَنْ لو شاءَ يومَ الجِزْ
عِ ما ضنّ بميعادي
ومَنْ يُبْدِلُ إصلاحِـ
ـيَ " في الحبَّ بإفسادي
متى ينقعُ من ريقِـ
ـكَ إنْ جُدتَ به صادي
أبنْ لي هل " على " الجرعا
ءِ في أهليك من غادِ؟
وهلْ مُحَّتْ رُباً كنتُ
بها أسحبُ أبرادي؟
وأينَ الطَّيفُ من ظَمْيا
ءَ أمسي وهو معتادي ؟
جفا صبحاً ووافاني
صريعاً بينَ رُقَّادي
و أعناقُ المطايا منْ
كلالٍ بين إعضادِ
تلاقينا بأرواحٍ
وفارَقْنا بأجسادِ
دعِ العذلَ فغيرُ العَذْ
لِ أضحَى وهْو مُقتادي
و غبراءِ كظهرِ التر
سِ " أكالة ِ " أزوادِ
وللرِّيحِ بها أنٌّ
حَكى غَمغَمة َ الشادي
تعسفتُ بوجافٍ
على الإعياءِ وخادِ
لفخرِ الملك إنعامٌ
على الحاضرِ والبادي
وجودٌ يدعُ الأجوا
دَ قِدْماً غيرَ أجوادِ
و أموالٌ " يسوقنَ "
إلى حاجة ِ مُرْتادِ
فتًى لا يُركِبُ الخُلْفَ
" قرا " وعدٍ وإيعادِ
و لا يرضيهِ في المأز
قِ إلاَّ ضربة ُ الهادي
ولا يَبْذُلُ للأَضيا
فِ إلاّ صَفْوة َ الزَّادِ
إذا لذتَ به لذ
تَ بطودٍ بين أطوادِ
وإنْ صُلتَ به صُلْـ
ـتَ بليثٍ بينَ آسادِ
و يومٍ كمحلّ القد
رِ حَشُّوهُ بإيقادِ
تراهُ أبداً يضر
بُ أنجاداً بأنجادِ
وأبدلتَ الظُّبا بالها
مِ أغماداً بأغمادِ
قِ ليثَ الغابة ِ العادي
ثَوى الخِيسَ وإنْ كانَ
من القاع بمرصادِ
عزيز الطعمِ ما كان
لخوّارٍ بمصطادِ
و مطوياً " كطيَّ " المـ
ـرَسِ التفَّ على وادِ
له في كلِّ إشراقٍ
لديغٌ بين عوادِ
وكم مِنْ نِعَمٍ تُؤْمٍ
له عندي وأفرادِ
منيفاتٍ على الحاجِ
مروقاتٍ عن العادِ
يُعارضْنَ سُيولَ الما
ءِ إمداداً بإمدادِ
فقد طلنَ مدى شكري
وبرَّحنَ بأَحمادي
أأنساكَ وإدناؤ
ك يُعلينيَ في النّادِي؟
و تخصيصي بنجواكَ
منَ القومِ وإفرادي
و إخراجك أضغاني
من القلبِ وأحقادي
وتَكثيرُكَ بالنَّعْما
ءِ أعدائي وحسادي
ويفديك منَ الأقوا
مِ سَيّارٌ بلا حادِ
أبى الخيرَ فما " يرتا
دُ " إلا شرَّ " مرتادِ "
و من يأتي إذا آتى
بإنزارٍ وإزهادِ
و من يهفو بإصدارٍ
كما يَهْفو بإيرادِ
بأغلالٍ منَ العُرفِ
إذا سيل وأقياد
أتمَّ اللهُ ما أعطا
كَ من عزٍّ ومن آدِ
و هنيتَ بنيروز
كَ هذا الرّائحِ الغادي
و عشْ حتى تملَّ العيـ
ـشَ عمراً غيرَ معتادِ


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من شعراء العصر العباسي ( الشريف المرتضى )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من شعراء العصر العباسي ( ابن المعتز ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 70 02-09-2021 10:12 PM
من شعراء العصر العباسي ( أبو تمام ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 74 11-26-2019 11:55 AM
من شعراء العصر العباسي ( بشار بن برد ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 39 11-10-2010 08:34 PM
من شعراء العصر العباسي ( ابن الرومي ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 132 10-15-2010 11:00 AM
من شعراء العصر العباسي ( أبو نواس ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 58 09-27-2010 03:42 PM

الساعة الآن 09:32 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.